بازگشت

يجب النهي عن المنكر


لم يسوغ لأهل المدينة دينهم ووجدانهم البقاء تحت حكم يزيد، والخضوع لسلطان شهواته، لما ظهر منه من المنكرات في الشرع والعقل، وعدم مبالاته في انتهاك الحرمات حتي قال بعضهم وهو عبد اللَّه بن حنظلة غسيل الملائكة [1] .


(واللَّه ما خرجنا علي يزيد، حتي حفظنا أن نرمي بالحجارة من السماء، وخفنا أن رجلاً ينكح الأمهات والبنات والأخوات، ويشرب الخمور ويدع الصلاة [2] (فخرجوا عليه موطنين أنفسهم علي ما حلّ بهم من شدّة الأنتقام في واقعة الحرّة [3] الغني عن البيان، لكنّهم صبروا علي عذاب يزيد فراراً من عذاب اللَّه، وعذاب اللَّه شديد.

فإذا خاف أهل المدينة - وهم من سواد الأمة - أن يرميهم اللَّه بالحجارة ويعجّل لهم العذاب في الدنيا قبل الآخرة لسكوتهم عن يزيد (والساكت عن الحق شيطان أخرس) حتي وطّنوا أنفسهم علي القتل ون سلم من القتل فقد لاقي أعظم من القتل فكيف يجوز للحسين - وهو سيد الأمة ومطمح انظارها - أن ينزل علي حكم يزيد، ويدعه ونهمته في إرتكاب المحرمات، وتلاعبه في الدين حتي تعفو معالمه، وتندرس آثاره، كل ذلك حباً للسلامة الموهومة، وطمعاً بعيشة أيام قليلة منكدة من هذه الدنيا الفانية.


پاورقي

[1] هو عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الراهب الانصاري الاوسي... ولد علي عهد رسول الله يکني أبا عبد الرحمن... قتل يوم الحرة وذلک في ذي الحجة من سنة ثلاث وستين هجرية قتله أهل الشام.

انظر اسد الغابة لابن الاثير ج 2 ص 582.

[2] انظر الرد علي المتعصب العنيد لابن الجوزي ص 54.

[3] الحرة موضع بظاهر المدينة وفيه کانت الوقعة الشهيرة أيام يزيد بن معاوية.

انظر تاريخ الطبري ج 4 ص 370 وما بعدها.