بازگشت

لماذا صفح عن ابن زياد


ما أجمل قول القائل: «كل أحدٍ يري الناس بعين طبيعته» فمن هنا تري الكثير من الناس يمطرون سفير الحسين عليه السلام، وثقته من أهله مسلم بن عقيل بوابل الملام، ويسددون له سهام النقد والعتب اللاذع، ولا يجدون له عذراً ان لم يفتك بابن مرجانة، وقد سنحت له الفرصة علي قتله إذ جاء لعيادة شريك بن الأعور الحارثي [1] في رواية أو هاني بن عروة [2] في رواية أخري، لأن كل احدٍ منهم لو فرض نفسه مكان المسلم لم يضيع الفرصة الثمينة بزعمه بل كان يقتل ابن مرجانة، فيقطع رأس الفساد، ويقتلع دوحة البغي من جذورها فيستبد بالكوفة، حتي يُسلّمها لمولاه الحسين عليه السلام، من دون قتلٍ ولا قتال.

هذا مبلغ عِلم النفوس الضعيفة، ومنتهي الأرادة التي لم يسيطر عليها سلطان العقل، أو يكبح جماحها بعنان الشرع والوجدان.

أما مندوب الحسين عليه السلام ومصطفاه من حامّته [3] الكريمة فخاشاه أن يحدثه ضميره أو يطالبه وجدانه بارتكاب هذه السجية، ونفسه العصامية تربأ به أن يلوث قدسها بمثل هذه الأمور الواطئة.


فامّا إذا كان المريض الذي أقبل ابن زياد لعيادته هاني بن عروة - علي الرواية غير الصحيحة - وأنه هو الذي أمر مسلماً بقتل عدو اللَّه فلم يفعل فنقول إنه - قد اعتذر بالحديث المروي عن النبي صلي اللَّه عليه وآله: «الإيمان قيد الفتك فلا يفتك مؤمن [4] «وهي السيرة المأثورة عن اساتذة مسلم محمد وأهل بيته قولاً وفعلاً، فما باله لا يلتقي دروسهم ويطبق عليها اعماله، وهو تلميذ مدرستهم وخريج جامعتهم.

فإن اراد اتباع المرشد الأعظم صلي الله عليه وآله فقد سمعت استناد مسلم لقوله، وان أراد الأقتداء بوصيّه والدخول من باب مدينة علمه، فقد ملأت مسامعه كلمته الذهبية [5] : «كل غذرةٍ فجرةٌ» وما جاء مسلم إلا لقلع جراثيم الفجور دون غرس نواته، وقوله عليه السلام ايضاً: «قد يري الحول لقلب وجه الحيلة ودونها حاجز من تقوي اللَّه فيدعها رأي العين وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين [6] «وأمّا فلا تزال نصب عيني ابن أخيه.

أليس هو الذي لم يجهز علي طلحة بن ابي طلحة حامل لواء المشركين يوم اُحد إذ انكشفت سوئته بغير اختياره [7] ، وهو الذي كف عن قتل ابن العاص [8] .


وابن أرطأة [9] ، إذ انكشفت سوئتهما بسوء اختيارهما علي أنهما رأس البغي والفساد، والشريعة لم تحظر عليه قتلهما، وهو الذي أباح الماء لمعاوية وجيشه في يوم صفين [10] ، ولم يأخذوه من ايدي أهل الشام إلا بعد ملحمة شديدة طارت فيها الأيدي والرؤوس فأشار علي الكثير من عسكره أن يمنعهم وروده جزاءً لفعلهم، والبادي بالشر اظلم، فتكرم ابو الحسن وبعث الي معاوية: «إنا لا نكافيك بصنعك، هلم الي الماء، فنحن وأنتم فيه سواء [11] «فأخذ كل منهما بالشريعة ما يليه، وهو الذي يقول لابن ملجم: «انت واللَّه قاتلي لا محالة» فإذا قيل له ألا تقتله يا أمير المؤمنين قال: فمن يقتلني إذا قتلته [12] ثم لا يزيده إلا إكرماً وعطفاً وهو ينشد:



أريدُ حبائهُ [13] ويُريدُ قَتلي

عَذيرَكَ مِن خَليلِكَ مِن مرادي [14] .



وإن اراد الاقتداء بحجة عصره ومرسله الحسين عليه السلام إذ الناس علي دين ملوكهم والرسول عقل المرسل، فإنّا لا نشك أن الحسين عليه السلام لو حل محله لم يلوث قدسه بالفتك بعدو اللَّه غدراً، وما بالنا نشك في ذلك ونحن نراه يتكرم علي


الحُر وعسكره، فيردُّ عليهم الحياة بسقيهم الماء في ذلك المهمه القفر [15] ، وقد أشفوا علي الهلاك من شدة التعب واحتدام نار العطش، ولو عالجهم بمن معه بالسيف - وهم علي تلك الحالة - لكانوا لهم لقمة سائغة، ثم كان الحسين حراً في رأيه يتوجه حيث أراد، فما باله يسقيهم ويمسك عليهم حياتهم، ثم يكونون مفتاحاً للشر، فيأخذون بكظمه، حتي ينزلوه كربلاء، فيلحق بهم المدد الكثيف كالوابل الذي كانوا طلّه، والنار التي كانوا قبستها ولكن صوت الضمير وقوة الإرادة وكرم العاطفة تهيب بالصفوة من الصفوة، والخيار من الخيار أن يرتفعوا بنفوسهم القدسية عن ارتكاب الدنية مهما كلفهم الأمر وإن عانقوا المنية - فالموت أولي من ركوب العار [16] .



واذا كانت النفوس كباراً تعبت

في مرادها الأجسام [17] .



وأما علي الرواية الصحيحة من أن المريض كان شريك بن الأعور الحارثي وأنه هو الذي أمر مسلماً بالفتك بعدو اللَّه في دار صديقه هاني وقد جاء في صحبة ابن زياد من البصرة ومرض في الطريق، فإن الأمر يكون أوضح من نار علي علم، لإن مسلماً لو فتك بابن مرجانة في دار هاني - بدون خبره - يكون قد اخفر [18] جواره، ولم يرع ذمته، والعرب تعد وصل الحبل بحبلهم جواراً - فضلاً عن دخول دارهم - ولكان طبيعياً أن تثور بهاني نخوة العرب، وكان الحق معه


لأنه قتل جاره، وبكت إمرأته في وجه مسلم وقالت له لا تقتله في دارنا، بل قال الخوارزمي [19] إن صاحب البيت هانياً هو الذي منعه إذ قال له: «جُعلت فداك إن في داري نِسوة وصِبية وإني لا آمن الحدثان [20] «فيخسر مسلم حينذاك صديقه الحميم وجاره الكريم وعشيرته الوافرة العدد، ومن يؤمنه من انقلابهم عليه وقتالهم له، فإن الشيم العربية وإن فارقت العرب في بعض الأوقات، لكنهم يرضخون لحكمها في غالب الأزمان، فهذا ابو سفيان يقول للحليس: «إنها زلة فاكتمها عليّ [21] «حيث رأه يطعن شدق الحمزة بعد قتله يوم احد ويشمت به قائلاً له: «ذُق عُقق» [22] .

وانظر سياسة ابن حريث [23] إذ سكن فورة غضب ابن زياد، وامسك بقضيبه، ولم يدعه يضرب زينب لما ذكرت امه مرجانة في مجلسه الحاشد المنعقد لفخره وزهوه وتكبره وخيلائه [24] ، وما ذلك إلا لأن ابن حريث رأي وجوه العرب قد تنكرت علي ابن مرجانة إذ رأوه يرفع سوطه ويهم بضرب عقيلة بني هاشم وخفرة أميرهم بالأمس علي بن أبي طالب عليه السلام.


وقد صح في الرواية أن شريكاً هذا مات بعد ثلاث فصلي عليه ابن زياد ودفن في الثوية [25] مقبرة في الكوفة، وقد دُفن فيها زياد بن أبيه، ثم اطلع ابن زياد علي جلية الحال، فحلف أن لا يصلي علي عراقي مات ابداً، وقال لولا أن زياداً فيهم لنبشت شريكاً.

فإذا كان ابن زياد يحترم شريكاً لدفنه في مقبرة دفن فيها أبوه زياد، فما بال مسلم لا يترك الفتك بابن زياد إحتراماً لصديقه وجاره هاني، وقد دخل بيته، ولعله تحرّم أيضاً في طعامه، وما باله لا يخشي غضبة هاني، صاحب العشيرة الوافرة العدد.

واما اختفاء مسلم في المخدع فلأنه لم يشأ ان يجعل علي صديقيه هاني أو شريك سبيلاً لابن مرجانة، وليبرهن للعالم أن الفرصة قد سنحت له، علي قتل عدوّه، فخالف ما تقتضيه طبيعتهم من الفتك به الي ما هو أجل وأعلي وأرفع وأسمي، واذ العفو بعد المقدرة، والصفح بعد تمام التمكن، وكانت له بذلك اليد البيضاء علي جاره هاني إذ لم يخفر جواره، وكان نتيجة أمره أن جزاه هاني أحسن الجزاء حيث امتنع عن تسليمه لابن زياد، حتي بقي تحت نير [26] اسره، وصبر علي ذلة تقريعه وتهديده وكابد ضربه وسجنه، بل وطّن نفسه علي القتل والتمثيل بجثمانه علي رؤوس الأشهاد.

فليعش ابن عقيل مثالاً للعفو والوفاء لجاره هاني، وليبق اسمه في صحيفة الخلود رمزاً للفضيلة والشمم، وعنواناً لمكارم الأخلاق ومحاسن الشيم، وليموتوا بغيضهم من أرادوا أن يزاحم البُراص في غدره وفتكه ليكون مضرب المثل في الغدر دونه، فكل يعمل علي شاكلته، وكل ميسر لما خلق له، واللَّه يهدي من يشاء الي سواء السبيل.

هذا وقد قال اهل العلم والإدراك: «النقض لا يرفع الإشكال بل يزيده» ونحن


إذ نقضنا علي المعترض بأفعال أمير المؤمنين، وسليله الحسين، وذكرنا أن مسلماً اقتدي بهما نبهناه للأعتراض عليهما كما اعترض علي مسلم.

ولكنّا نقول في جوابه ما ترك امير المؤمنين للاجهاز علي كبش كتيبة المشركين، فقد اعتذر لما قيل له: «هلاّ دففت [27] عليه» بقوله: «إنه لما صرع استقبلني بعورته فعطفتني عليه الرحم، وقد علمت أن اللَّه سيقتله هو كبش الكتيبة [28] «يشير الي تأويل رؤيا الرسول.

وأمّا انصرافه عن ابن العاص وابن أرطاة، إذ استقبلاه بسوئتهما فإنه كان أشد عليهما من قتلهما لأنهما اكتسبا العار في الدنيا حتي صارا مضرب الأمثال، كما قال ابو فراس الحمداني:



ولا خير في دفع الردي بمذلةٍ

كما ردَّها يوماً بسوءته عمرُ [29] .



وصار اضحوكة في النوادي والمجالس لمعاوية وأصحابه ومن بلغه خبرهما (والموت خير من ركوب العار) وليزدادا إثماً وناراً في الآخرة «وَلا يَحسَبنَّ الذينَ كَفَروا إنما نُملي لَهم خيرٌ لأنفُسِهم إنما نُملي لَهم ليزدادوا إثماً وَلَهُم عَذابٌ مُهينٌ» [30] .

وأما إباحته الماء لمعاوية فاستمع لما يقوله عنه ابن أبي الحديد لعلك تجد فيه


بلّ الصدي قال: «لمّا ملك عسكر معاوية وعليه الماء وأحاطوا بشريعة الفرات، وقالت رؤساء الشام له اقتلهم بالعطش كما قتلوا عثمان عطشاً سألهم علي واصحابه ان يسوّغوا لهم شرب الماء فقالوا لا واللَّه ولا قطرة، حتي تموت ظمأً كما مات بن عفان، فلما رأي أن الموت لا محالة تقدم بأصحابه وحمل علي عساكر معاوية حملات كثيفةً، حتي أزالهم عن مراكزهم، بعد قتل ذريع سقطت منه الرؤوس والأيدي، وملكوا عليهم الماء، وصاروا اصحاب معاوية في الفلاة لا ماء لهم، فقال له اصحابه وشيعته امنعهم الماء يا امير المؤمنين كما منعوك، ولا تسقهم منه قطرةً واقتلهم بسيوف العطش، وخذهم قبضاً بالأيدي، فلا حاجة لك الي الحرب، فقال: «لا واللَّه لا أكافيهم بمثل فعلهم، إفسحوا لهم عن بعض الشريعة، ففي السيف ما يغني عن ذلك [31] «علي أن عاطفة ابن العاص لم ترض بمنع معاوية الماء خوفاً من سوء العاقبة، وجاء صديقه المعرّي بن الأقبل الهمداني فقال لمعاوية: «يا معاوية سبحان اللَّه ان سبقتم القوم الي الفرات فغلبتموهم عليه تمنعونهم عنه، أما واللَّه لو سبقوكم اليه لسقوكم منه، أما تعلمون أن فيهم العبد والأمة والأجير والضعيف ومن لا ذنب له، هذا واللَّه أول الجور، لقد شجّعت الجبان وبصّرت المرتاب وحملت من لا يريد قتالك علي كتفيك [32] «ثم كان عاقبة أمر هذا الرجل أن التحق بعسكر أمير المؤمنين [33] إذ لم يُصغ معاوية لنصيحته تبعاً للرأي العام عند رؤساء عسكره.

فهل يريد المعترض أن تكون عاطفة ابن العاص أجلّ وأسمي من عاطفة أمير المؤمنين علي بني آدم المكرمين، أم يريد أن يكون هذا الهمداني أتقي من سيد المتقين إذ منعه نسكه وتقواه ان يمنعوهم الماء وفيهم الأمة والأجير والضعيف والطفل الصغير ومن لا ذنب له، ولمّا انكر المنكر فلم يصغ له معاوية تبصّر طريق


رشده وعلم أن مانع الماء ليس معه الحق بل منعه جور عظيم وظلم كبير.

علي أن ادني تأمل في كلام أمير المؤمنين المؤكد بالقسم إذ يقول لا واللَّه لا أكافيهم بمثل فعلهم، ويقول (ففي حد السيف ما يغني عن ذلك) يرشدنا الي أن الشريعة الإسلامية تحظر قتال العدو بسلاح العطش، بل ينبغي قتاله بالطريقة المألوفة دون الغدر والعطش وما اشبههما، ومنه يظهر الوجه في الجواب عن فعل مسلم إذ لم يغدر بابن زياد في دار هاني، واصرح من ذلك قول النبي صلي اللَّه عليه وآله: «المكر والخديعة في النار [34] «وعن الحسين إذ لم يقتل الحر وعسكره بسيوف العطش، أو لم يعالجهم بالسيف وهم في أشد العطش، إذ ليست هذه طريقة سلف الحسين في قتال أعدائهم بل لا بد أن يبتدئهم عدوّهم في القتال، وربما اصاب من عسكرهم كيوم بدر ويوم الجمل ويوم صفين وإذا جاءت السهام تتري من عسكر ابن سعد حتي اصابت مضارب الحسين ولم يبق أحداً من أصحابه إلا أصابه سهم من سهامهم، فعندها أذن لأصحابه بالقتال قائلاً: «قوموا رَحمكم اللَّه الي الموت الذي لا بد منه، فإن هذه السهام رسل القوم اليكم» [35] .

فأما اذا إدعي المعترض أنه علم باحكام الشريعة من امير المؤمنين فإن اللَّه بري ء من المشركين ورسوله وإن اللَّه لا يهدي كيد الخائنين.

وأما تركه لقتل ابن ملجم مع علمه بأنه قاتله فقد اعتذر عن ذلك طوراً بأنه لا يجوز القصاص قبل الجناية، وطوراً بقوله: «إذا قتلته فمن يقتلني [36] «قال بعض الفضلاء من المعاصرين، وقد اقتدي به مسلم في ترك قتل ابن زياد حيث وطّن نفسه لقتلها علي يد هذا الخائن الذي عفا عن قتله، كما وطّن عمّه نفسه لقتلها قرباناً للَّه بسيف ذلك المرادي الذي أكرمه وربّاه وآواه مع علمه بأنه قاتله لا محالة.


أقول: هذا صحيح ولكنه يحتاج الي نظر عميق كما عبر هو عنه بأنه سردٌ دقيق في الأصل فضلاً عن الفرع، وفيما ذكرنا كفاية لمن استبصر.

هذا وللمعترض أن يعترض علينا بل ونحن نعترض قبله علي انفسنا فنقول لعل المتتبع والمسلم بالتاريخ إلماماً تاماً يجد في مطاويه الكثير مما يصلح لأن ينقض به علينا، حيث حققنا كلياً أن الغدر والخداع لا يصدر عن أهل البيت الطاهر ومن حذا حذوهم، والسلب الكلي ينتقض بالإيجاب الجزئي، ولو تحقق في فرد واحد فضلاً عن الأفراد الكثيرة، ولكن موضوع كتابنا لا يتحمل الأستقصاء في النقض والأبرام، غير أنا نستطرد في ذكر فرد من هاتيك الأفراد، واعتراض من تلك الأعتراضات اتفق في حديث المبارزة التي دارت بين عمرو بن عبد ود العامري القرشي وبين مناجزه بطل الإسلام بل بطل العالم ومفخرة بني آدم علي بن أبي طالب عليه السلام، ولعل المتأمل في الجواب عنه لا يعسر عليه الجواب عن إخوانه ومشابهاته.

تقول الرواية: لما برز علي لعمرو بن عبد ود وتواقف القرنان رفع عمروٌ سيفه فضرب به رأس علي، فراغ عنه علي وأتقي السيف بجحفته فقطعها، ووقع السيف علي رأسه [37] ، فجرحه جرحاً خفيفاً، ثم قال له يا عمرو أما كفاك أنك فارس العرب أو فارس يليل وقد بارزتك حتي استعنت علي بظهير [38] ، فالتفت عمر الي ورائه - وكأنه أنف من ذلك - فنتهز علي الفرصة وعاجله بالضربة فقطع ساقه أو ساقيه معاً، ثم أجهز عليه فقطع رأسه وجاء به الي النبي صلي اللَّه عليه وآله فقال له خدعته يا علي فقال نعم (الحرب خدعة يا رسول اللَّه) [39] .

هكذا روي، وقد سمعت الجواب وان ليس هذا من الغدر الذي تبرأ منه ساحة ارباب العصمة، بل الخدعة في الحرب بعد أن يبرز القرن الي قرنه ويناجزه القتال


تعد من اسلحة القتال وادوات الحرب، فلا غضاضة [40] فيها علي القاتل الظافر بها، كطول القناة وحدّة زجها [41] ومضاء حدِّ السيف وقوة الساعد وشدة بطش المحارب، فإنّك كثيراً ما تسمع تمدّح الأبطال بطول رماحهم ومضاء سيوفهم وشدة عدو خيلهم، وربما قيل أنه عليه السلام ورّي بظهير لأنه كان اسم سيف عمرو، أو عن الشيطان لأنه جارٌ وظهيرٌ لدعاة الشرك والالحاد «وَمَن يكن الشيطان له قريناً فساءَ قريناً [42] «ولا أري هذين الجوابين يبعدان شيئاً عن الجواب الأول المثبت في متن الرواية بل هما محققان للخُدعة.

وأنا اقول ذكر ابن ابي الحديد [43] وغيره أن عمرو بن عبد ودٍ خاف وحذر من مبارزة علي بن ابي طالب له، واستحيا أن يرجع منهزماً كما انهزم بعد قتله اصحابه الذين عبروا معه الخندق فكأنه، - تبّت يداه - لم يؤمن بكلمة ارباب الشجاعة (الفرار عار إلا من سيف علي بن ابي طالب) فتواري بالنصح له والاشفاق عليه حيث يقول له: «إني لا أحب أن اقتلك لأن أباك كان نديماً لي [44] «واوضح من هذا قوله: «أما رأي ابن عمك من يبعثه لي غيرك أما يخاف أن أختطفك برمحي فأدعك شائلاً بين السماء والأرض [45] «فإن كل قرن يسره أن يقتل مناجزه ويستطيل بقتله ولا ينصحه ويحذّره من القتل، وهل سمع عمروٌ بأن واحداً من الشجعان ناجز الآخر وهو واثق بسلامته واستظهاره علي قرنه، ولقد اصاب ابن ابي الحديد واجاد فان شجاعة علي الكامنة فيه كمون النار في الزند قد ظهرت في مسمع عمرو ومشهده لما كان طفلاً في مكة، وظهر بطشه


وفتكه في هجرته من مكة الي المدينة، إذ خرج بالضعن نهاراً جهاراً، وجدّل الأبطال ونكصت من هيبته الرجال علي اعقابها [46] .

ومهما ينس عمرو من فتك قرينه الذي تمني أن يكون غيره مكانه فلا ينسي وقعة بدر التي جرح فيها جراحةً أثبتته سنتين [47] ، وما صنع فيها هذا البطل المناجز له الآن من قتله صناديد العرب وفتكه بأبطال قريش أمثال سعيد بن العاص [48] وحنظلة بن ابي سفيان وعتبة وابنه الوليد واخيه شيبة، حتي لقد صحّ في الرواية أنه قتل خمسة وثلاثين بطلاً وحده وقتل الملائكة وسائر الأصحاب مثلهم وهو شريكهم فيهم [49] .

ولا بد أن يكون قد سمع عمرو كما سمع ابن جرير فحدثنا [50] بأن علياً قتل اصحاب الألوية يوم أحد كلهم، وهم الأبطال الأشداء من بني عبد الدار، وكانوا


تسعة عاشرهم عبدهم صوأب [51] حتي انهزم المشركون بقتلهم وسقوط اللواء - وهل الجيش إلا باللواء - ثم لما وقعت الدبرة في جيش المسلمين وبذل المشركون جهدهم في إطفاء نور اللَّه بقتل رسول اللَّه، أخذ ابو الحسن يصرع كباش الكتائب ويجذ عرانينها بصارمه فيهزم الجمع ويولوّن الدبر.

ولا نريد أن نطيل علي القاري ء بتفصيل مبيت هذا البطل علي فراش الرسول صلي الله عليه وآله [52] ، وقد طوق الدار عليه الأشداء المنتخبون من جميع قبائل قريش، وإذا كان كل واحد منهم ممثلاً لعشيرته، وكانت مكة عاصمة الشرك المطبق لجزيرة العرب فيكون بطلنا قد قابل العرب كلها، فلم يأبه بها، ونام سخرية بجمهرتها وعدم اكتراث بتظاهرها عليه، فصدق بفعله هذا قوله: «لو تظاهرت العرب علي قتالي لما وليت عنها الدبر» [53] .

فحق لعمرو أن يفرق منه ويخاف شدّة بأسه وقوة مراسه، إذ لا يعرف الفضل إلا أهله والشجاعة إلا أربابها، ولا بد أن يكون ابو الحسن أحسّ بخوف عمرو منه، ولذا اقترح عليه النزول من فرسه [54] وخاف أن يطير عنه بجناحي الرعب


والهلع، ولا يثقله الحياء وخوف العار، كما فعل اصحابه الذين قدموا وكلهم زهو وخيلاء، وانصرفوا عنه قتيلاً وكلهم جزع وهلع وخوف وفرق.

فباللَّه عليك لو كنت انت المناجز لعمرو، واحسست بخوفه منك بعد أن ظهرت فيك الشجاعة مرّة واحدة، هل كنت تحتاج بعدها لخداعه ومماكرته، ثم تعتذر بأن الحرب خدعة يا رسول اللَّه، كلا وربك، إنه لم يحتج ابو الحسن لإرتكاب الخديعة، ولو دعت الحاجة إليها لم يفعلها، وإن انجر الأمر الي قتله، فالموت خير من ركوب العار، وتبعه ابن اخيه مسلم فلم يغدر بابن زياد، وإن كان عاقبة صفحه عنه أن شتمه وأمر بأن يصعدوا به أعلي القصر فيذبحوه ويلقوا جثته من أعلي القصر [55] ، فألقوه حتي تكسرت عظامه [56] - وا سيداه -.



أيها القصرُ مِل وتَعطَف

أو تِرقي لِلقصرِ يا غَبراءُ [57] .





پاورقي

[1] هو شريک بن عبد اللَّه الحارثي الهمداني کان من أفاخم شيعة أمير المؤمنين عليه السلام في البصرة شهد الجمل وصفين مع علي عليه السلام... جاء مع بن زياد من البصرة الي الکوفة فانقطع عنه في الطريق لمرض ألم به ووصل الکوفة بعده فنزل في دار هاني بن عروة وتزايد مرضه فعلم بن زياد بذلک فقرر عيادته...

انظر ترجمته في تنقيح المقال ج 2 ص 84.

[2] هو هاني بن عروة المرادي من أماثل شيعة الامام علي عليه السلام في الکوفة ومن المتفانين في مودة من أوجب اللَّه سبحانه وتعالي مودتهم کان رحمه اللَّه شيخ مراد وزعيمها قتله بن زياد مع مسلم بن عقيل باعتباره في مقدمة من ناصر مسلماً وآزره...

انظر ترجمته المسهبة في رجال السيد بحر العلوم ج 4 ص 18 وما بعدها وله أيضاً ترجمة في ابصار العين للشيخ السماوي ص 81.

[3] الحامّة: خاصة الرجل من أهله وولده/ المؤلف.

[4] بحار الانوار ج 44 ص 344.

[5] الواردة في کلامه سلام اللَّه عليه (واللَّه ما معاوية بأدهي مني ولکنه يغدر ويفجر ولولا کراهية الغدر لکنت من أدهي الناس ولکن کل غدرة فجرة وکل فجرة...)

انظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 10 ص 211.

[6] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 2 الخطبة 41.

[7] انظر المغازي للواقدي ج 1 ص 226.

[8] هو عمر بن العاص بن وائل بن هاشم بن سُعيد - بالتصغير - بن سهم... القرشي

أحد دهاة العرب الخمس منه بدأت الفتنة واليه تعود... أبوه هو الابتر بنص القرآن الکريم (إن‏شآنئک هو الابتر)

امه سلمي بنت حرملة کانت أشهر بغي بمکة وأرخصهن اجرةً وقع عليها في طهر واحد (أبو لهب) و (امية بن خلف) و (هشام بن مغيرة المخزومي) و (ابو سفيان بن حرب) و (العاص بن وائل) فولدت عمراً فادعاه کلهم فَحُکمت امه فقالت انه من العاص بن وائل فقيل لها ابو سفيان اشرف نسباً فقالت ان العاص بن وائل کان کثير النفقة عليَّ وأبو سفيان رجل شحيح.

هذا هو عدو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وعلي غراره - واللَّه - کل أعدائه ومناوئيه.

[9] هو بسر بضم الباء وسکون السين بن ارطاة بفتح الهمزة وسکون الراء من القساة الغلاظ أراق - کما قصَّ علينا التأريخ أنهراً من الدماء خدمة لعدو اللَّه والدين والانسانية معاوية بن ابي سفيان.

[10] استولي معاوية علي الفرات قبل أن تبدأ الحرب بينه وبين الامام أمير المؤمنين ومنع أهل العراق حتي کظهم العطش فأنفذ اليه أمير المؤمنين صعصعة بن صوحان وشبث بن ربعي يسئلانه أن لا يمنع الماء الذي أباحه اللَّه تعالي لجميع المخلوقات وکلهم فيه شرع سواء فأبي معاوية الانصياع لمنطق الحق فعندها قال علي لاصحابه (اروو السيوف من الدماء تروو من الماء) ثم أمر أصحابه أن يحملوا علي أهل الشام حملة رجل واحد فحمل الباسل الشجاع مالک بن الحارث الاشتر في سبعة عشر الفاً وهو يقول:



ميعادنا اليوم بياض الصبحِ

هل يصلح الزاد بغير ملحِ



لا لا ولا أمرٌ بغير....

حتي احکم مالک وأصحابه السيطرة علي الفرات فأشار علي الامام أمير المؤمنين بعض أصحابه أن يمنعهم ورود الماء فأبي ذلک وقال (نحن وهم فيه سواء).

[11] المناقب للخوارزمي ص 150.

[12] الفصول المهمة ص 138.

[13] الحِباءُ: العَطاء، وعذيرک منصوب بفعل مضمر اي هات من يعذرک / المؤلف.

[14] لعمر بن معدي کرب الزبيدي.

[15] يشير المؤلف نوّر اللَّه ضريحه الي تفضل الحسين عليه السلام وتلطفه وتکرمه علي الحر بن يزيد الرياحي وأصحابه البالغ عددهم أکثر من الف نسمة بالماء في تلک اصحراء المقفرة وهو في طريقه الي العراق...

انظر مقتل الحسين للعلامة المقرم ص 182.

[16] تتمته (والعار أولي من دخول النار)

وبهذا البيت ارتجز ابو عبد اللَّه سلام اللَّه عليه حين حمل علي ميمنة عمر بن سعد وارتجز حين حمل علي الميسرة:



أنا الحسين بن علي

آليت أن لا انثني



أحمي عيالات أبي

أمضي علي دين النبي.

[17] لابي الطيب المتنبي من قصيدة يمدح بها سيف الدولة مطلعها:



أين أزمعت ايُّهذا الهمامُ

نحن نبت الربي وأنت الغمامُ.

[18] أخفره: لم يَفِ بعهده / للمؤلف.

[19] في کتابه مقتل الحسين ج 1 ص 201.

[20] الحِدثان: عاقبة الأمر / المؤلف.

[21] تاريخ الطبري ج 2 ص 206.

[22] نفس المصدر ص 206.

[23] هو عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد اللَّه المخزومي... ولد قبل الهجرة بسنتين ولي امرة الکوفة لزياد ثم لابنه عبيد اللَّه ومات بالکوفة سنة 85 هجرية.

انظر ترجمته في الاستيعاب في معرفة الاصحاب لابن عبد البر ج 3 ص 256 وسير أعلام النبلاء ج 3 ص 417.

[24] يشير المؤلف تغمده اللَّه برحمته الي الحوار الساخن الذي دار بين المتعطش للدماء عبيد اللَّه بين زياد وبين الحوراء زينب عليها السلام في مجلسه الميشوم في الکوفة وخلاصة ما حصل ان بن زياد خاطب ربيبة الوحي قائلاً: کيف رأيت صنع اللَّه بأهل بيتک؟

قالت: ما رأيت إلا جميلاً هؤلاء قوم کتب اللَّه عليهم القتل فبرزوا الي مضاجعهم وسيجمع اللَّه بينک وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن الفلج ثکلتک امک يا بن مرجانة.. فغضب من کلامها وهمَّ أن يضربها فقام اليه عمرو بن حريث...

انظر الملهوف علي قتلي الطفوف ص 201.

[25] انظر مسلم بن عقيل للعلامة السيد عبد الرزاق المقرم ص 195.

[26] النير: خشبة تقرن بين ثورين في الحرث / المؤلف.

[27] التدفيف: الإجهاز علي الجريح وإتمام قتله / المؤلف.

[28] المغازي للواقدي ج 1 ص 226.

[29] أقول: ذکر غير واحد من الشعراء فعل عمرو بن العاص الشنيع المتمثل في کشف عورته بين الصفين فرقاً من سيف أمير المؤمنين عليه السلام فهذا علي سبيل الاشارة عتبة بن أبي سفيان حيث يقول:



سوي عمروٍ وقته خصيتاه

نجي ولقلبه منه وجيبُ



وقال الحارث بن نصر السهمي:



فقولا لعمرو وابن ارطاة ابصرا

سبيلکما لا تلقيا الليث ثانيه



ولا تحمدا الا الحيا وخصاکما

هما کانتا للنفس واللَّه واقيه



ومن المتأخرين الشاعر الماهر عبد الباقي العمري البغدادي قال:



وليلة الهرير قد تکشفت

عن سوءة بن العاص لما غُلبا



فحاد عنه مغضباً حيدرة

وعف والعفو شعار النجبا.

[30] سورة آل عمران / 178.

[31] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 3 ص 131.

[32] انظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 3 ص 320.

[33] انظر وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 164.

[34] عيون أخبار الرضا ج 2 ص 50.

[35] الملهوف علي قتلي الطفوف ص 158.

[36] المناقب للخوارزمي ص 284.

[37] غزوات امير المؤمنين للنقدي ص 137.

[38] تفسير القمي ج 2 ص 184.

[39] بحار الانوار ج 20 ص 228.

[40] الغضاضة: المنقصة / المؤلف.

[41] زُجّ القناة: نصلها هنا لا بمعني الحديدة المقابلة لسنانها / المؤلف.

[42] سورة النساء / 38.

[43] قال ابن أبي الحديد في ج 19 ص 64 من شرحه علي النهج وهو يتحدث عن معرکة الخندق کان شيخنا ابو الخير مصدق بن شبيب يقول واللَّه ما أمر عمرو بن عبد ود علياً بالرجوع إبقاءً عليه بل خوفاً منه فقد عرف قتلاه ببدر واحد وعلم أنه إن ناهضه قتله فاستحيا أن يظهر الفشل فأظهر الابقاء والإرعاء وإنه لکاذب فيهما...

[44] المغازي للواقدي ج 1 ص 471.

[45] بحار الانوار ج 20 ص 226 ومنتهي الآمال ج 1 ص 149.

[46] يقص علينا التاريخ ان علياً عليه السلام حين أراد مغادرة مکة المکرمة الي المدينة ليلتحق بالرسول الاکرم (ص) الذي سبقه اليها خرج عليه السلام نهاراً جهاراً بموکبه الذي ضم الفواطم وهنَّ:

1 - فاطمة بنت رسول اللَّه.

2 - فاطمة بنت اسد.

3 - فاطمة بنت الزبير.

4 - فاطمة بنت الحمزة بن عبد المطلب.

ويضاف الي من ذکرت ام ايمن وابنها ايمن.

وحاولت قريش ارغام علي علي الرجوع الي مکة عبر مَن أرسلتهم خلفه وهم ثمانية فرسان غير أن هؤلاء لم يتمکنوا من تحقيق ما کانت تصبو اليه قريش نظراً للشجاعة التي أبداها علي عليه السلام ونظراً لإصراره علي مواصلة الطريق مهما کلفه ذلک.. الامر الذي دفع باولئک النفر الي أن يرجعوا الي مکة خائبين خاسرين بينما واصل عليه السلام طريقه الي المدينة...

[47] انظر السيرة الحلبية ج 2 ص 320.

[48] الصحيح العاص بن سعيد بن العاص لا ما ذکره المؤلف قدس سره الشريف لان سعيد بن العاص عاش الي زمن معاوية وقد عيّن والياً من قبله علي المدينة بعد أن عزل عنها مروان بن الحکم ومما يؤيد هذا أن بن أبي الحديد المعتزلي وفي ج 14 ص 208 من شرحه علي النهج حين يستعرض اسماء المقتولين في معرکة بدر يذکر أن من بين القتلي مَن ذکرناه أي العاص بن‏سعيد بن العاص وهکذا بالنسبة لابن هشام فقد ذکر في ج 2 ص 366 من السيرة النبوية أن المقتول هو العاص بن سعيد بن العاص قتله - يقول بن هشام - علي بن أبي طالب عليه السلام.

[49] انظر الارشاد للشيخ المفيد ج 1 ص 72.

[50] في ج 2 ص 197 من تاريخه الموسوم ب تأريخ الامم والملوک.

[51] وهم طلحة بن أبي طلحة وعثمان بن أبي طلحة وابو سعيد بن أبي طلحة ومشافع بن أبي طلحة وکلاب بن طلحة والجلاس بن طلحة والحارث بن طلحة وارطاة بن شرحبيل وقاسط بن شرحبيل وعاشرهم عبد لبني عبد الدار اسمه صوأب.

[52] أقول: قصة مبيت الامام أمير المؤمنين عليه السلام علي فراش رسول اللَّه صلي اللَّه عليه وآله ليلة الهجرة تعد من أروع قصص الفداء ويمکنک أن تقرأها في الکتب التالية:

1 - اسد الغابة لابن الاثير ج 3 ص 290.

2 - مستدرک الصحيحين ج 3 ص 4.

3 - تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 39.

4 - نور الابصار للشبلنجي ص 40.

5 - تذکرة الخواص ص 34.

6 - الارشاد للشيخ المفيد ج 1 ص 51.

7 - الفصول المهمة لابن الصباغ المالکي ص 46.

8 - بحار الانوار ج 36 ص 40.

[53] جاءت هذه الفقرة ضمن کتاب الامام علي عليه السلام الي عامله علي البصرة عثمان بن حنيف الانصاري انظر شرح محمد عبده ج 3 ص 70.

[54] انظر اعلام الوري للطبرسي ج 1 ص 381.

[55] مقاتل الطالبيين لابي الفرج الاصفهاني ص 109.

[56] مقتل الحسين لآية اللَّه السيد محمد تقي بحر العلوم ص 244.

[57] من قصيدة في رثاء مولانا مسلم بن عقيل عليه السلام وهي من نظم مؤلف الکتاب رحمه اللَّه مطلعها:



أحماهم أم روضة غناءُ

تتسامي فخراً به الدهناءُ.