بازگشت

المؤلف الربيعي


والسبب الذي دعاه لتأليف الكتاب

قال اللَّه تعالي: «قُل لا أسألُكم عَلَيه أَجراً إلا المَودَّةَ فِي القُربي» [1] .

فلم يُرد تعالي أجراً لرِسالة نبيّه صلي الله عليه وآله من أُمته إلا مودّةَ قُرباه، لكنَّ الأمة - ويا للأسف - عَمِلوا بالعكس حتي لو سألَ خِذلانهم وبُغضهم لم يَجدوا مَزيداً علي ما فَعلوا بهم، ناهيك ما صَنعوا بسبطِه الحسين عليه السلام الذي كان يُحبُه حُباً شديداً [2] من خذلانه وقتلِه بعد إعطائه من انفسهم العهود الوثيقة، ثم قتلوه تَزلّفاً ليزيد وابن زياد «ولا تَحسَبَن اللَّهُ غافلاً عَما يَعمَلُ الظالِمون» [3]

ثم جآء طواغيتُ بني العباس - فندِموا أن لا يكونوا اشتركوا في قتلِه فتتبعوا رمسه الشريف مع عِلمهم بأنه «في بيوتٍ أذن اللَّهُ أن تُرفَع وَيُذكر فيها اسمُه» [4] فأرادوا هدمه وأعفاء أثرِه بحرثه وإجراء الماء عليه وزَرعِه، وأنّي لهم بذلك وقد أذن اللَّه ان يُرفع، ومن يضعُ من رفعه اللَّه.

ثم جاء جيل من المهوّسين [5] من الكُتاب وحَملة اقلامَ السوء الذين لا يزالون يبثون بذور الفتنةِ ويدسّون التعاليم السيئة في الخلق، فجعلوا يعترضون


علي الحسين عليه السلام في تلك النهضة حتي حُكي عن ابن العربي كلمتهُ الخبيثةُ [6] التي اجترأ بها علي قُدس سيّد الشهداء وهي قوله: «إن الحسين لمّا خرج عن حده قُتل بسيفِ جدّهِ» وما زالت مثلُ هذه الشُبه تربو في منابتِ الأذهان الضعيفة حيث تسقي بماء التعصب والعناد فأزرت فروعها حتي عمّت البلوي وبلغت الشبهة اذهان الضّعفاء من الشيعة، وما أكثر اولئك الهمج الرعاع اتباع كُل ناعقٍ فما زلتَ تسمعُ لِمَ لَمْ يُصالح الحسين عليه السلام يزيد، وكيف نهض لقتاله مع قِلة العدد فألقي بيده الي التهلكة ولِماذا، وكيف، وكيف، من أمثال هذا.

وقد نهض العلماء وحَملة اقلامِ الإصلاح مِنّا لمُعارضتهم، فاوضحوا الأمر بعد التباسه وتركوا شُبَه القوم كسرابٍ بقيعة.

واذ رأيت أنّ في الحوالة نوع اختلال في الاستفادة كتبتُ هذه الكلمة وان لم اُعدَ من فرسان هذه الحلبة، ولا من ذوي الأنصباء في، هذه القسمة، واللَّه الهادي الموفق للصواب، فإن اصبت فقد شملتني نفحةٌ قدسيّةٌ من روحانية سيد الشهداءعليه السلام، وله الفضل والمِنةُ، وإن أخطأت فما المعاتب غيري ولا الملوم سواي، ولكني أرجو من القاري ء السماح ومن اللَّه الغفران والتسديد.

للمؤلف

عبد العظيم الربيعي



پاورقي

[1] سورة الشوري / 23.

[2] نعم - وايم اللَّه - کان حبُ الحسين عليه السلام يجري في عروقه صلي اللَّه عليه وآله مجري الدم وأقواله وممارساته تؤکد لک هذه الحقيقة ففيه قال (ص) کما في ج 3 ص 177 من «المستدرک علي الصحيحين» «اللهم إني اُحبه فأحبه».

ودلل (ص) عبر حديث آخر ذکره الإمام أحمد بن حنبل في ج 4 ص 172 من «مسنده» علي مدي العلاقة الأکيدة التي بينه وبين الحسين عليه السلام وهو قوله «حسين مني وأنا من حسين أحب اللَّه مَن أحب حسيناً حسين سبط من الأسباط».

وأما علي صعيد الفعل والممارسة فدونک ما رواه الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي اللَّه عنه قال: دخلت علي النبي (ص) فإذا الحسين بن علي علي فخذه وهو يلثم فاه ويقول «أنت سيد ابن سيد أنت إمام ابن امام أخو إمام وابو إمام....».

[3] سورة ابراهيم / 42.

[4] سورة النور / 36.

[5] الهَوَس: الحيرة والاضطراب وخفة العقل، والمهوسون جمع اسم الفاعل منه / المؤلف.

[6] المثبتة في ص 232 من کتاب «العواصم» حسبما ذکره العلامة السيد عبد الرزاق المقرم في حاشية الصفحة 28 من کتابه «مقتل الحسين».