بازگشت

شعره و شاعريته


كان الشيخ الربيعي رحمه اللَّه - ومن دون أدني ريب - شاعراً ماهراً مجيداً قال الشعر فأحسن كل الاحسان وطرق أكثر أبوابه فأبدع كل الابداع وأشعاره الرائقة التي حواها ديوانه المطبوع والذي وجدت له ذكراً في ذريعة الشيخ الطهراني ج2 ص 355 تفصح عن شاعرية فياضة مرنة.

قال الحجة الشيخ سلمان الخاقاني رضوان اللَّه عليه في كلمته الضافية التي تعرض فيها لديوان الشيخ الربيعي وما انطوي عليه من شعر ممتع «... وأي أديبٍ يتفهم الشعر العربي ويقرأ ديوان الربيعي ثم لا يحسب أنه يقرأ ديواناً لشاعر فحل من شعراء العصر العباسي الاسلاميين الذين يجيدون المواعظ والارشادات كما يجيدون الكفاح المذهبي في مناصرة أهل البيت عليهم السلام في خلال مراثيه لهم ومدائحه اياهم...»

وقال العلامة الشيخ عبد الامير الجمري في كلمته حول الديوان ما نصّه «... والديوان الماثل بين يديك مادة شعرية رفيعة وأدب اسلامي نافع ونظم رائع بديع سبحت فيه قريحة العلامة الشاعر في عالم الحب لاهل البيت الطاهر عليهم السلام فاتت بما يُزري بالدرر ويملك الالباب...».

ودونك الآن - قارئي العزيز - نماذج من شعره الذي قاله في مدح ورثاء


ائمتنا مصابيح الظلم ومفاتيح ابواب السعادة والكرم سلام اللَّه عليهم... فمن ذلك قوله من قصيدة طويلة في مدح مولانا في الدارين أبي الحسن والحسين عليه السلام مطلعها:



بسمة البرق المنير

كللت هام الاثيرِ



ويقول فيها...



أعلم الامة بالاحكام

من بعد النذيرِ



أول العالم في التصديق

للهادي البشير



ولذا كان له دون

الوري خير وزير



وقال من موشحةٍ له في مدح أمير المؤمنين أيضاً:



عشقتك النفس يا رب الجمالْ

قبل عرفان الهوي والانفسِ



ورأتك العين للحسن مثال

فتعالي من مثالٍ أقدسِ



ومنها:



من وليد البيت من زوجه

ربه بضعة طه في السماءْ



من أخوه المقتفي منهجه

من سقي الابطال كاسات الفناء



من بأمر الوحي قد توّجه

يوم خمٍ لو وعي القوم النداء



مذ رقي منبر كور ورحال

من رقي فخراً سنام الاطلس



قام في الجمع خطيباً في ارتجال

فخمِ المعني بلفظٍ سلس



وقال من قصيدة يرثي بها الامام الحسين عليه السلام وهي من محاسن شعره:



أرأيت ركب الخل كيف يساق

أرأيت دمع العين كيف يُراق



قالوا اصطبر فأجبتهم تكليف ما

لا يستطاع لوالهٍ ويطاق



عن مقلتي غابوا فغاب رقادها

فكأنهم لنواظري أحداق



إن لم أمت جزعاً فمالي في الهوي

عهد وفيت به ولا ميثاق



وقال رحمه اللَّه في اخري وهي من غرر شعره:



يا ثاوياً في ثري الرمضاء ليس له

بغير سقف وشيج السمر تضليلُ






وميتاً كفنته الريح سافيها

ولا سرير له في الطف محمول



ومنها:



فما قعود نزار بعدما حملت

في السبي نسوتها العجف المهازيل



أسري حواسر بين القوم أوجهها

لكن عليها جلال اللَّه مسدول



أما باقي روائعه في الامام الحسين عليه السلام فاليك مطالع بعضها:



1 - كلفت عينك أن تصيب رقادها

وحديث عاشورا أطال سهادها



2 - أشمس الضحي أشرقت طالعة

فأبصرتَ أنوارها لامعة



3 - انشودة الحادي تهزُّ الصفا

يحدو بأضعان بني المصطفي



4 - رويدك ليس عيشك للدوام

اليس ورائنا لقيا الحِمام



5 - ألا فاستغن بالذكر الحميدِ

عن الدنيا فذا عين الخلود



6 - كذا تنقضي الدنيا وانك راقد

كأنك فيها دون غيرك خالد



وقبل أن انهي حديثي عن شعره وشاعريته يجدر بي أن أوقف القاري ء الكريم علي شي ء ولو يسيرٍ من رباعياته المشتلمة علي جملة من النصائح والحكم والمواعظ.. قال رحمه اللَّه تحت عنوان «غاية الدنيا وغاية الاخرة»:



غاية الدنيا زوال وفناءُ

غاية الاخري دوامٌ وبقاءُ



أفترضي بنعيم زائلٍ

عن نعيمٍ ما له قطٌ انتهاءُ



وقال تحت عنوان «أخفاء الزهد أفضل الزهد»:



اخفاء زهدك أفضل الزهد

فأجهد بذلك أيما جهدِ






إن كان للمولي عبادتنا

فهو العليم بواقع العبدِ



وقال تحت عنوان «الصلاة خير موضوع وكذلك فضلها»:



صلاتك خير موضوع فأكثر

وقم للَّه في جُنح الدياجي



ولا تغفل عن الاقبال فيها

أتعلم في الصلاة لمن تناجي



وقال تحت عنوان «الصبر من الايمان بمنزلة الروح من الجسد»:



الصبر والايمان روحٌ وجسدْ

وهل يعيش بعد روحه أحد



وأنظر ثناء اللَّه في كتابه

له ومدح اللَّه نصٌ لا يرد



وقال تحت عنوان «لسانك سبع فلا تطلقه»:



إن اللسان سبعٌ

قيده حتي يحرسك



إياك أن تطلقه

واحذره أن يفترسك