بازگشت

افتراؤه بأن الحسين لم يمنع من الماء


قال الكاتب: وأما قصة منع الماء وأنه مات عطشانا وغير ذلك من الزيادات التي إنما تذكر لدغدغة المشاعر فلا يثبت منها شيء. لقد زاد هذا الكاتب في بغضه لأهل البيت عليهم السلام، وحبه لقاتليهم، علي أسياده وأئمته، فاستعمل الكذب الصريح المخالف لقول إمامه ابن كثير!! قال ابن كثير في النهاية ص 186: وهذه صفة مقتله مأخوذة من كلام أئمة هذا الشأن لا كما يزعمه أهل التشيع من الكذب، فما يقوله ابن كثير هنا كما يزعم خال عن الكذب، وهو يرد كذب هذا الكاتب! يقول عن عطش الإمام الحسين (ع) في ج 8 ص 189: فرد عليه ابن زياد: أن حل بينهم وبين الماء كما فعل بالتقي الزكي المظلوم أمير المؤمنين عثمان بن عفان … وجعل أصحاب عمر بن سعد يمنعون أصحاب الحسين الماء، فالحديث عن منع الماء حديث أئمة هذا الشأن – حسب قول ابن كثير – وليس حديث الشيعة كما زعم الكاتب! وروي ذلك الطبري في تاريخه ج4 ص 311 أيضا. وروي الطبري في ص 312: ولما اشتد علي الحسين وأصحابه العطش دعا العباس بن علي بن أبي طالب أخاه فبعثه في ثلاثين فارسا … واستقدم أمامهم باللواء نافع بن هلال الجملي فقال عمرو بن الحجاج الزبيدي: من الرجل؟ فقال جئنا نشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه، قال: فاشرب هنيئا، قال: لا والله لا أشرب منه قطرة وحسين عطشان … فقال لا سبيل إلي سقي هؤلاء وإنما وضعنا بهذا المكان لنمنعهم عن الماء …. وذكر في ص 195 وهو يتحدث عن حر بن يزيد: ثم ضرب فرسه فلحق بالحسين فاعتذر إليه بما تقدم ثم قال: يا أهل الكوفة لأمكم الهبل، أدعوتم الحسين إليكم حتي إذا أتاكم أسلمتموه … وحلتم بينه وبين الماء الفرات الذي يشرب منه الكلب والخنزير وقد صرعهم العطش؟. ما الذي يجنيه كاتب المنشور من نفي العطش عن الحسين (ع)؟ هل يريد تقليل التعاطف مع الحسين (ع) ظانا بأن أصل هذا التعاطف هو مجرد العطش؟ فإن نفاه نفي مظلومية الحسين (ع)؟ أم أنه يريد أن يكون جنديا إعلاميا من جيش ابن سعد، إن لم يسعفه الزمن أن يكون محاربا مع إمامه يزيد؟ فللمتتبع أن يدرك أن عطش الحسين من مسلمات يوم الطف، فقد روي ابن كثير ج8 ص 203: وقد اشتد عطش الحسين فحاول أن يصل إلي أن يشرب من ماء الفرات فما قدر بل مانعوه فخلص إلي شربة منه فرماه رجل يقال له حصين بن تميم في حنكه فأثبته فانتزعه الحسين من حنكه ففار الدم فتلقاه بيديه ثم رفعهما إلي السماء وهما مملوءتان دما ثم رمي به إلي السماء وقال: اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تذر علي الأرض منهم أحدا ودعا عليهم دعاءا بليغا قال فوالله إن مكث الرجل الرامي له إلا يسيرا حتي صب الله عليه الظمأ فجعل لا يروي إلي أن مات. وقد أنشد الحاكم النيسابوري في ذلك:



جاءوا برأسـك يا بن بنت محمد

مـتزملا بدمـائه تزميـلا



وكأن بك يا بن بنـت محـمد

قتلوا جهارا عامدين رسولا



قتلوك عطشانا ولم يتـدبروا

في قتلك القـرآن والتنزيلا



ويكـبرون بأن قـتلت وإنـما

قتلوا بك التكـبير والتهليلا



راجع شعر النيسابوري في تاريخ ابن كثير ج 8ص216. وروي ذلك ابن الأثير في (الكامل) ج3ص181، وابن سعد في (الطبقات الكبري) في ترجمة الإمام الحسين (ع) ص74، وابن عساكر في (تاريخ دمشق) ج14ص223، والمزي في (تهذيب الكمال) ج6ص430، والذهبي في (سير أعلام النبلاء) ج3ص311، والدينوري في (الأخبار الطوال) ص251، وابن الجوزي في (المنتظم) ج4ص156، وابن أعثم في (الفتوح) ج5ص111. فماذا بقي بعد ذلك من مصادر للتاريخ لم تذكر قصة منع الماء و عطش الحسين (ع) ليقول ذلك الكاتب في كذبته المفضوحة: إنما تذكر لدغدغة المشاعر فلا يثبت منها شيء. نعوذ بالله من الخذلان والهوي!