بازگشت

نصيحة ابن عباس للحسين


نقل ابن كثير ج 8ص172 عن ابن عباس قال: استشارني الحسين بن علي في الخروج فقلت لولا أن يزري بي وبك الناس لشبثت يدي في رأسك فلم أتركك تذهب فكان الذي رد علي أن قال لأن أقتل في مكان كذا وكذا أحب إلي من أن أقتل بمكة قال فكان هذا الذي سلي نفسي عنه. إذاً، فقد استسلم ابن عباس لرأي الحسين عليه السلام عندما علم أن بني أمية قد عزموا علي قتله أينما كان، وأن خروجه إنما هو لئلا يستحل بيت الله الحرام، وتفهّم ابن عباس موقف الحسين عليه السلام! وبهذا يظهر لك زيف قول الكاتب إن ابن عباس نهاه ومنعه!! روي الحاكم عن ابن عباس (رض) قال أوحي الله تعالي إلي محمد (ص): إني قتلت بيحيي بن زكريا سبعين ألفا وإني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا، هذا لفظ حديث الشافعي، وفي حديث القاضي أبي بكر بن كامل: إني قتلت علي دم يحيي بن زكريا وإني قاتل علي دم بن ابنتك وقد مر تصحيح الحاكم والذهبي للحديث، وهذا الحديث له دلالة عظيمة جدا بمكانة الإمام الحسين (ع) عند الله تعالي، لا ينالها إلا صاحب حق، وإلا فهل يدعي الكاتب أن المخطئ الذي كان في خروجه فساد عظيم.. يقارنه الله بيحيي النبي (ع)، بل يغضب له غضبا يفوق غضبه وانتقامه لـه؟ البصير يفهم.. وأما عمي القلب فمرض عضال. ونقل الحاكم أيضا في (المستدرك) ج4ص439 (8201) عن ابن عباس (رض) قال: رأيت النبي (ص) فيما يري النائم نصف النهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دم فقلت:يا نبي الله ما هذا؟ قال: هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل ألتقطه منذ اليوم، قال: فأحصي ذلك اليوم فوجدوه قتل قبل ذلك بيوم، قال الحاكم: هذا حديث صحيح علي شرط مسلم ولم يخرجاه، وقال الذهبي: علي شرط مسلم. قال ابن كثير في تاريخه ج8 ص 217: وقال أبو القاسم البغوي: حدثنا محمد بن هارون أبو بكر ثنا إبراهيم بن مجمد الرقي وعلي بن الحسن الرازي قالا ثنا سعيد بن عبدالملك أبو واقد الحراني ثنا عطاء بن مسلم ثنا أشعث بن سحيم عن أبيه قال: سمعت أنس بن الحارث يقول سمعت رسول الله (ص) يقول: إن ابني – يعني الحسين – يقتل بأرض يقال لها كربلاء فمن شهد منكم ذلك فلينصره. قال خرج أنس بن الحارث إلي كربلاء فقتل مع الحسين. ويظهر من ابن حجر في ترجمة أنس بن الحارث ج1 ص 68من كتابه (الإصابة) قبوله للرواية قال: قتل مع الحسين بن علي سمع النبي (ص) قاله محمد عن سعيد بن عبد الملك الحراني عن عطاء بن مسلم حدثنا أشعث بن سحيم عن أبيه سمعت أنس بن الحارث ورواه البغوي وابن السكن وغيرهما من هذا الوجه ومتنه سمعت رسول الله (ص) يقول إن ابني هذا يعني الحسين يقتل بأرض يقال لها كربلاء فمن شهد منكم فلينصره قال فخرج أنس بن الحارث إلي كربلاء فقتل بها مع الحسين قال البخاري يتكلمون في سعيد يعني راويه وقال البغوي لا أعلم رواه غيره وقال ابن السكن ليس يروي إلا من هذا الوجه ولا يعرف لأنس غيره، قلت وسيأتي ذكر أبيه الحارث بن نبيه في مكانه ووقع في التجريد للذهبي: لا صحبة له وحديثه مرسل وقال المزي له صحبة فوهم، انتهي. ولا يخفي وجه الرد عليه مما أسلفناه وكيف يكون حديثه مرسلا وقد قال سمعت وقد ذكره في الصحابة البغوي وابن السكن وابن شاهين والدعولي وابن زير والباوردي وابن مندة وأبو نعيم وغيرهم. انتهي كلام ابن حجر. والبخاري إن عبر عن سعيد بقوله يتكلمون في سعيد وهي تفيد بأنه غير جازم بشيء ضده، لكن ابن حبان ذكره في كتابه الثقات: ج8 ص 267. فهل يأمر رسول الله (ص) بنصرة شخص مخطئ، أم هو التعصب الذي دعا الكاتب إلي إنكار كون أنس من الصحابة، وذلك كطريق وحيد لرد الرواية وما يترتب عليها.