بازگشت

مقدمة


بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة إن نعم الله تعالي علي أمة الإسلام أكثر من نعمه علي جميع الأمم.. فقد حظيت هذه الأمة بمقومات تجعلها أفضل أمة، فدينها مرضي عند الله، وقرآنها لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ورسولها أكرم خلق الله عنده تبارك وتعالي، ولكن.. وعلي رغم تلك النعم الإلهية المباركة فإن تاريخ هذا الدين العظيم يصدم قارئه بما يحويه بين دفتيه مما تعرض له المسلمون من ظلم وقتل وسبي وتشريد. بل الأدهي من ذلك أن رسول الله نفسه لم يسلم من الأذي والتكذيب عليه، وأما آله فقد سامهم بعض من ادعي الاسلام ألوان العذاب والاضطهاد، حتي كأن الله قد أوصي الأمة بقتلهم لا بمودتهم واتباعهم. ويتضح ذلك بجلاء في مصاب رسول الله (ص)، بقتل سبطه سيد الشهداء الإمام الحسين (ع)، فقد ارتكبت حكومة بني أمية أسوأ جريمة في حقه عليه السلام وحق أهل بيته وكوكبة أصحابه الذين قل نظيرهم علي هذه الأرض، وسجل لنا التاريخ ذلك ونقله إلينا المؤرخون والمحدثون بما يندي له الجبين! لقد اهتزت الأمة الإسلامية من أقصاها إلي أقصاها لقتل الإمام الحسين عليه السلام، في عصره وفي كل العصور.. علي اختلاف مذاهبها ومشاربها... لكن للأسف أن هناك شرذمة لا يتعاطفون مع أهل البيت (ع)، بل كانوا يرصدون – كما ينقل ابن كثير وابن عساكر- لشيعة أهل البيت (ع) ومحبيهم ويسفكون دماءهم ويحبسوهم ليمنعوهم حتي من إظهار الحزن، كما حدث في بغداد في أحداث دامية في أيام تسلطهم. وقد حالت بعد ذلك رحمة الله زمناً بين تلك الشرذمة وما يفعلون من إثارة الفتن، وبدأنا نلمس من المنصفين من اخواننا من أهل السنة التعاون الجميل والتعاطف النبيل مع إخوانهم الشيعة في أيام العزاء، بل إن بعضهم ليشارك ويحترم تلك الأيام كما شيعة أهل البيت (ع)، ولكن بوادر الشيطان قد ظهرت، فعادت الشرذمة للظهور، وجاءوا بقلوب قاسية وعقول خاوية يريدون النَّيل من هذا التعاون وهذه الألفة بين المسلمين، ليفرقوا صدورا مؤتلفة علي محبة أهل البيت (ع)، وهذا دين النواصب أني كانوا، فلا غرابة ولكن الواجب يقتضي توعية الجميع تجاه سمومهم التي ينشرونها باسم الدين، لذا كانت هذه السطور.