خطبة ابن زياد و اعتراض عبدالله بن عفيف عليه
قال السيد رحمه الله: ثم ان ابن زياد لعنه الله صعد المنبر، فحمد الله و أثني و قال في [بعض] كلامه: الحمد لله الذي أظهر الحق و أهله و نصر أميرالمؤمنين!! و أشياعه، و قتل الكذاب ابن الكذاب!!!
فما زاد علي هذا الكلام شيئا، حتي قام اليه عبدالله بن عفيف الأزدي - و كان من خيار الشيعة و زهادها، و كانت عينه اليسري [قد ] ذهبت في يوم الجمل و الأخري في يوم صفين، و كان يلازم المسجد الأعظم فيصلي فيه الي الليل - فقال: يابن مرجانة! ان الكذاب أنت و أبوك، و من استعملك و أبوه، يا عدو الله! أتقتلون أولاد النبيين و تتكلمون بهذا الكلام علي منابر المؤمنين؟
قال: فغضب ابن زياد، و قال: من هذا المتكلم؟
فقال: أنا المتكلم يا عدو الله! أتقتل الذرية الطاهرة التي قد أذهب [الله] عنها الرجس؟ و تزعم أنك علي دين الاسلام؟
واغوثاه! أين أولاد المهاجرين و الأنصار لينتقموا من طاغيتك اللعين بن اللعين علي لسان محمد رسول رب العالمين؟
قال: فازداد غضب ابن زياد لعنه الله حتي انتفخت أوداجه، و قال: علي به.
فتبادرت اليه الجلاوزة من كل ناحية ليأخذوه، فقامت الأشراف من الأزد من بني عمه، فخلصوه من أيدي الجلاوزة و أخرجوه من باب المسجد، و انطلقوا به الي منزله.
فقال ابن زياد لعنه الله: اذهبوا الي هذا الأعمي، أعمي الأزد - أعمي الله قلبه، كما أعمي عينه - فأتوني به.
فانطلقوا، فلما بلغ ذلك الأزد اجتمعوا و اجتمعت معهم قبائل اليمن ليمنعوا صاحبهم.