شهادة العباس بن علي
قال: فحمل القربة بأسنانه و جعل يركض ليوصل الماء الي عطاشا أهل البيت عليهم السلام، فجائه سهم فأصاب القربة و أريق ماءها، ثم جاء سهم آخر فأصاب صدره، فانقلب عن فرسه، و صاح الي أخيه الحسين عليه السلام: أدركني! [1] .
فخر للأرض مقطوع اليدين له
من كل مجد يمين غير منخذم
و في رواية اخري: فضربه ملعون بعمود من حديد، فقتله.
فلما رآه الحسين عليه السلام صريعا علي الشاطي ء الفرات بكي بكاء شديدا، و حمله الي الخيمة و أنشأ يقول:
تعديتم يا شر قوم ببغيكم
و خالفتم دين النبي محمد
أما كان خير الرسل أوصاكم بنا؟
أمانحن من نسل النبي المسدد؟
أما كانت الزهراء أمي ويلكم؟
أما كان من خير البرية أحمد؟
لعنتم و أخزيتم بما قد جنيتم
فسوف تلاقوا حر نار توقد
ثم قال الحسين عليه السلام: ألان انكسر ظهري، و قلت حيلتي [2] .
قال صاحب الأصل: و في بعض الكتب المعتبرة: أن من كثرة الجراحات الواردة علي العباس عليه السلام لم يقدر الحسين عليه السلام أن يحمله الي محل الشهداء، فترك جسده في محل قتله، و رجع باكيا حزينا الي الخيام [3] .
پاورقي
[1] البحار: 45 / 40 و 41.
[2] البحار: 42، 41 / 45، مع اختلاف في الألفاظ.
[3] الدمعة الساکبة: 324 / 4.