بازگشت

زيارة الأربعين


الأربعون من أيام الله المهمة والقيِّمة التي فيها يتوجَّه عشاق سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام إلي حرمه المقدَّس ويجتمعون تحت قُبَّته المباركة، ويقيمون مراسم العزاء عليه ويذكرون تلك المواقف البطولية ويرددون المصائب المؤلمة التِّي وردت عليه، تلك المصائب التِّي ارتكبتها الزمرة الطاغية من آل أمية عليهم لعائن الله.

الأربعون من السنن التي تبين وتشخِّص هويَّة الشيعة الإمامية..

إن هذه السنَّة قد أسَّسها الإسلام حيث تحريضه علي الاهتمام بزيارة قبور الأولياء والشهداء، وقد كان يُحييها أولياء الدين حيث كانوا يزورون قبور الرموز الدينية من الأنبياء والأولياء والشهداء والصالحين.

ولكن في هذه المرَّة، وفي خصوص زيارة قبر سيد الشهداء، أهمية الموضوع قد تضاعفت وأخذت طابعاً مميَّزاً وعلي ضوء ذلك أصبحت أوَّل زيارة لقبره عليه السلام مصيريَّة، ولأهمِّيتها صار هذا الأمر علي عهدةِ شخصيَّةٍ متميِّزة ألا وهو جابر بن عبدالله الأنصاري وصاحبه عطية العوفي رضوان الله تعالي عليهما وهما أوَّل من طبَّقا هذه السنَّة المباركة، ألا وهي زيارة قبر الإمام الحسين عليه السلام، ومن ثمَّ صارت هذه الزيارة من علامات المؤمن (ويعني به الشيعي الإمامي) حيث الحديث المعروف عن الإمام العسكري عليه أفضل التحيَّة والثناء المنقول في المصباح للشيخ، أنه عليه السلام قال:

علامات المؤمن خمس صلاة الإحدي والخمسين وزيارة الأربعين والتختم باليمين وتعفير الجبين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم (بحار الأنوار ج 85 ص75 رواية7 باب 24)

إن هذه الخطوة التِّي خطاها هذا الصحابي الجليل رضوان الله تعالي عليه كان لها الأثر البالغ في إحياء شريعة النبي محمد صلي الله عليه وآله وسلم كان لها دور عظيم في تثبيت النهضة المباركة الحسينية وتركيز جذورها مدي الأعصار والقرون.

لو أردنا أن نتعرف علي أهمية هذه الحركة الثورية وخطورة هذا الموقف وتأثيره في تحطيم وإبادة جميع ما أحاكته بنو أميَّة من الباطل، ينبغي لنا أن نتعرف علي مطالب ثلاثة:

الأوَّل: الإعلام المناوئ ضد الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه من قبل الطاغية يزيد وذلك قبل قتله عليه السلام وبعده.

وأما بالنسبة إلي المطلب الأوَّل:

إنَّ الإعلام الأموي قد نشر بين الناس أنَّ هناك خارجي خرج علي الحكم وقد خالف الإسلام فقتل:

أقول رأيت في بعض الكتب المعتبرة روي مرسلا عن مسلم الجصاص قال دعاني ابن زياد لإصلاح دار الإمارة بالكوفة فبينما أنا أجصص الأبواب وإذا أنا بالزعقات قد ارتفعت من جنبات الكوفة فأقبلت علي خادم كان معنا فقلت: ما لي أري الكوفة تضج قال الساعة أتوا برأس خارجي خرج علي يزيد فقلت من هذا الخارجي فقال الحسين بن علي عليه السلام قال فتركت الخادم حتي خرج ولطمت وجهي حتي خشيت علي عيني أن يذهب وغسلت يدي من الجص وخرجت من ظهر القصر (بحار الأنوار ج 45 ص 112 رواية 1 باب 39)

فدخل عليه (يزيد) زيد بن أرقم و رأي الرأس في الطست و هو يضرب بالقضيب علي أسنانه فقال كف عن ثناياه فطالما رأيت النبي يقبلها فقال يزيد لو لا انك شيخ كبير خرفت لقتلتك و دخل عليه راس اليهود فقال ما هذا الرأس فقال رأس خارجي قال و من هو قال الحسين قال ابن من قال ابن علي قال و من أمه قال فاطمة قال و من فاطمة قال بنت محمد قال نبيكم قال نعم قال لا جزاكم الله خيرا الخ الرواية (بحار الأنوار ج 45 ص 186 رواية 31 باب 39)