بازگشت

احتلال الفرات


ولم يجد أصحاب الامام شريعة علي الفرات يستقون منها الماء الا وهي


محاطة بالقوي المكثفة من جيش معاوية يمنعونهم أشد المنع من الاستسقاء من الماء ولما راي الامام ذلك أوفد رسله الي معاوية يطلبون منه أن يخلي بينهم وبين الماء ليشربوا منه، فلم تسفر مباحثهم معه أي شئ، وانما وجدوا منه اصرارا علي المنع يريد أن يحرمهم منه كما حرموا عثمان من الماء، وأضر الظما باصحاب الامام، وأنبري الاشعث بن قيس يطلب الاذن من الامام أن يفتح باب الحرب، يقهر القوي المعادية علي التخلي عن الفرات فلم يجد الامام بدا من ذلك فاذن له، فاقتتل الفريقان كاشد ما يكون القتال وكتب النصر لقوات الامام فاحتلت الفرات، وأراد أصحاب الامام أن يقابلوهم بالمثل فيحرمونهم منه، كما صنعوا ذلك معهم، ولكن الامام لم يسمح لهم بذلك، وعمل معهم عمل المحسن الكريم فخلي بينهم وبين الماء. لقد كان اللؤم والخبث من عناصر الامويين وذاتياتهم فقد أعادوا علي صعيد كربلاء ما اقترفوه من الجريمة في صفين فحالوا بين الامام الحسين وبين الماء وتركوا عقائل الوحي ومخدرات الرسالة، وصبية أهل البيت قد صرعهم العطش، ومزق الظما قلوبهم، فلم يستجيبوا لاية نزعة انسانية، ولم ترق قلوبهم فيعطفوا علهيم بقليل من الماء.