بازگشت

زحف الامام للحرب


وتهيا الامام للحرب وقام الخطباء في الكوفة يحفزون الناس للجهاد ويحثونهم علي مناجزة معاوية بعدما احرزوه من النصر الكبير في معركة الجمل، وقد خطب فيهم الامام الحسين (ع) خطابا رائعا ومثيرا، قال فيه بعد حمد الله والثناء عليه: " يا أهل الكوفة أنتم الاحبة الكرماء، والشعار دون الدثار جدوا في


اطفاء ما دثر بينكم، وتسهيل ما توعر عليكم إلا أن الحرب شرها ذريع، وطعمها فظيع فمن أخذلها اهبتها واستعد لها عدتها، ولم يالم كلومها قبل حلولها فذاك صاحبها، ومن عاجلها قبل أوان فرصتها واستبصار سعيه فيها فذاك قمن ألا ينفع قومه، وان يهلك نفسه نسال الله بقوته ان يدعمكم بالفيئة. " [1] .

وحفل هذا الخطاب بالدعوة الي استعجال الحرب والاستعداد الشام لها، والامعان في وسائلها فان ذلك من موجبات النصر، ومن وسائل التغلب علي الاعداء، وان اهمال ذلك، وعدم الاعتناء به مما يوجب الهزيمة والاندحار، ودل هذا الخطاب علي خبرة الامام الواسعة في الشؤون العسكرية والحربية. وتهيا الناس بعد خطاب سبط النبي (ص) الي الحرب وأخذوا يجدون في تنظيم قواهم، ولما تمت عدتهم زحف بهم الامام أمير المؤمنين لحرب ابن أبي سفيان، وقد قدم طلائعه، وأمرهم ان لا يبداوا أهل الشام بقتال حتي يدركهم. وزحف كتائب الجيش العراقي كانها السيل، وهي علي يقين أنها انما تحارب القوي الباغية علي الاسلام، والمعادية لاهدافه، وقد جرت في أثناء مسيرة الامام أحدث كثيرة لا حاجة الي اطالة الكلام بذكرها فانا لا نقصد بهذه البحوث ان نلم بها، وانما نشير اليها بايجاز.


پاورقي

[1] شرح النهج 3 / 186.