بازگشت

الحوأب


وسارت قافلة عائشة فاجتازت علي مكان يقال له (الحواب) فتلقت الركب كلاب الحي بهرير وعواء فذعرت عائشة، فالتفت إلي محمد بن طلحة فقالت له: - أي ماء هذا يا محمد؟ - ماء الحواب يا أم المؤمنين. فهتفت وهي تلهث: - ما أراني إلا راجعة. - لم يا أم المؤمنين؟ - سمعت رسول الله يقول لنسائه: كاني باحداكن قد نبحتها


كلاب الحواب وإياك أن تكوني أنت يا حميراء [1] .

- تقدمي رحمك الله ودع هذا القول. فلم تبرح من مكانها، وطاقت بها الهموم والالام، وأيقنت بضلالة قصدها، وذعرت القيادة العسكرية من توقف عائشة التي اتخذوها قبلة لهم يغرون بها السذج والبسطاء فخفوا اليها في دهشة قائلين: " يا أمه ". فقطعت عليهم الكلاب وراحت تقول بنبرات ملؤها الاسي والحزن. " أنا والله صاحبة كلاب الحواب.. ردوني، ردوني ". وأسرع إليها ابن اختها عبد الله بن الزبير كانه ذئب فانهارت امامه، واستجابت لعواطفها، ولولاه لارتدت علي عقبيها الي مكة فجاء لها بشهود اشتري ضمائرهم فشهدوا عندها أنه ليس بماء الحواب وهي أول شهادة زور تقام في الاسلام [2] فاقلعت عن فكرتها واخذت تقود الجيوش لحرب وصي رسول الله (ص) وباب مدينة علمه.


پاورقي

[1] روي ابن عباس عن رسول الله (ص) أنه قال يوما لنسائه وهن جميعا عنده: ايتکن صاحبة الجمل الادب تنبحها کلاب الحواب، يقتل عن يمينها وشمالها قتلي کثيرة کلهم في النار، وتنجو بعدما کادت، شرح النهج 2 / 297، ابن کثير 6 / 297، ابن کثير 6 / 212، الخصائص للسيوطي 2 / 137 الاستيعاب وجاء فيه: " وهذا الحديث من اعلام نبوته (ص) ".

[2] مروج الذهب 2 / 347، تاريخ اليعقوبي.