بازگشت

دوافع التمرد


والشئ المحقق انه لم تكن للناكثين أية اهداف اجتماعية، وانما دفعتهم مصالحهم الخاصة لنكث بيعة الامام، فطلحة والزبير قد خفا إليه بعد ان تقلد الخلافة يطلبان منحهما ولاية البصرة والكوفة، فلما خبا املهما


اظهرا السخط، وخفا الي مكة لاعلان الثورة عليه، وتمزيق شمل المسلمين وقد أدلي الزبير بتصريح أعرب فيه عن أهدافه، فقد أقبل إليه وإلي طلحة رجل فقال لهما: " إن لكما صحبة وفضلا فاخبراني عن مسيركما وقتالكما أشئ أمركما به رسول الله (ص)؟ وسكت طلحة، وأما الزبير فقال: " حدثنا أن ها هنا بيضاء وصفراء - يعني دراهم ودنانير - فجئنا لناخذ منها.. " [1] .

من أجل الظفر بالمنافع المادية أعلن الشيخان تمردها علي حكومة الامام. وأما السيدة عائشة فانها كانت تروم ارجاع الخلافة الي اسرتها، فهي أول من قدح زناد الثورة علي عثمان، وأخذت تلهب المشاعر والعواطف ضده وكانت تقول: " اقتلوا نعثلا فقد كفر " وقد جهدت علي ترشيح طلحة للخلافة وكانت تشيد به في كل مناسبة إلا أنها أخيرا استجابت لعواطفها الخاصة المترعة بالود والحنان لابن أختها عبد الله بن الزبير فرشحته لامارة الصلاة وقدمته علي طلحة. وأما بنو أمية فقد طلبوا من الامام ان يضع عنهم ما أصابوا من المال في أيام عثمان، فرفض الامام أن يضع عنهم ما اختلفوه من أموال الامة فاظهروا له العداء، وعملوا علي اثارة الفتنة والخلاف. وعلي أي حال فانه لم تكن للناكثين نزعة اصلاحية أو دعوة إلي الحق وإنما كانت بواعثهم الانانية والاطماع، والاحقاد علي الامام الذي هو نفس رسول الله (ص) وباب مدينة علمه.



پاورقي

[1] أنساب الاشراف ج 1 ق 1.