بازگشت

هيبته


وكانت عليه سيماء الانبياء، فكان في هيبته يحكي هيبة جده التي تعنو لها الجباه، ووصف عظيم هيبته بعض الجلادين من شرطة ابن زياد بقوله: " لقد شغلنا نور وجهه، وجمال هيبته عن الفكرة في قتله ". ولم تحجب نور وجهه يوم الطف ضربات السيوف، ولا طعنات الرماح، فكان كالبدر في بهائه ونضارته وفي ذلك يقول الكعبي:



ومجرح ما غيرت منه القنا حسنا

ولا أخلقن منه جديدا



قد كان بدرا فاغتدي شمس الضحي

مذ ألبسته يد الدماء برودا



ولما جئ برأسه الشريف إلي الطاغية ابن زياد بهر بنور وجهه فانطلق يقول: " ما رأيت مثل هذا حسنا!! ". فانبري إلي أنس بن مالك منكرا عليه قائلا: " أما أنه كان أشبههم برسول الله؟ " [1] .

وحينما عرض الرأس الشريف علي يزيد بن معاوية ذهل من جمال هيبته وطفق يقول: " ما رأيت وجها قط أحسن منه!! ".


فقال له بعض من حضر: " إنه كان يشبه رسول الله (ص) " [2] .

لقد أجمع الرواة أنه كان يحاكي جده الرسول (ص) في أوصافه وملامحه وأنه كان يضارعه في مثله وصفاته، ولما تشرف عبد الله بن الحر الجعفي بمقابلته امتلات نفسه اكبارا وإجلالا له وراح يقول: " ما رأيت أحدا قط أحسن، ولا أملا للعين من الحسين.. " لقد بدت علي ملامحه سيماء الانبياء وبهاء المتقين، فكان يملا عيون الناظرين إليه، وتنحني الجباه خضوعا وإكبارا له.


پاورقي

[1] أنساب الاشراف للبلاذري ج 1 / ق 1، مخطوط بمکتبة الامام أمير المؤمنين (ع) العامة.

[2] أنساب الاشراف للبلاذري ج 1 / ق 1.