بازگشت

الفرار من يزيد


لما كان فيه من العداء البغيض، والحقد المتراكب علي فؤاده للحسين (عليه السلام)لإبائه البيعة له. وقد تربّص للإمام الدوائر، وتعقّبه في مواقع كثيرة: (منها) حين كتب إلي واليه علي المدينة ـ الوليد بن عتبة ـ يأمره بأخذ البيعة من الحسين وقال في آخر كتابه: «امّا بعد فخذ الحسين وعبدالله بن عمر وعبدالرحمن بن أبي بكر وعبدالله بن الزبير بالبيعة أخذاً عنيفاً ليست فيه رخصة؛ فمن أبي عليك فاضرب عنقه الخ» [1] .

ص18 (ومنها) حين أرسل عمرو بن سعيد في عسكر عظيم إلي الحجاز، وولاّه أمر الموسم، وأمره علي الحاج كلّهم وأمره أن يناجز الحسين ان هو ناجزه وأن يقتله ان تمكّن عليه، وإلاّ فيقتله.. غيلة!! (ومنها) حين دسّ في تلك السنة مع الحاج ثلاثين رجلا من شياطين بني اُميّة، وأمرهم بقتل الحسين (عليه السلام) علي أيّ حال اتّفق ولو كان متعلّقاً بأستار الكعبة!؛ فلمّا علم الحسين بذلك جعل حجّته عمرة مفردة وخرج. وهكذا في غير موقف وموطن كان يأمر بقتله،


والحسين يفرّ منه مترقّباً إلي أن إنحصر في وادي الطفّ فأعلن الثورة.


پاورقي

[1] مقتل الحسين، للخوارزمي ج1 ص180.