بازگشت

مقتل الحسين


قرأت في «الأخبار الطوال» [1] تأليف أبي حنيفة أحمد بن داوود الدينوري ايراد ذكر قتله و من قتل معه من أهله، لأنه استوعب ذكره مع الاختصار و نقله عن رواة السير.

قال بعدما أورده من تسيير مسلم بن عقيل بن أبي طالب الي الكوفة و أخذه البيعة علي ثمانية عشر ألف من أهل الكوفة و نكثهم والظفر به و قتله، قال [2] :

قالوا: و لما رجع الحسين من «ذرود» [3] تلقاه رجل من بني أسد، فسأله عن الخبر، فقال: لم أخرج من [70-ب] الكوفة حتي قتل مسلم بن عقيل و هاني بن عروة، و رأيت الصبيان يجرون أرجلهما.

فقال: انا لله و انا اليه راجعون، عندالله نحتسب أنفسنا.

فقيل له: ننشدك الله يابن رسول الله في نفسك، و أنفس أهل بيتك هؤلاء الذين نراهم معك، انصرف الي موطنك، ودع المسير الي الكوفة، فوالله مالك بها ناصر.


فقال بنوعقيل - و كانوا معه -: مالنا في العيش بعد أخينا مسلم حاجة، ولسنا براجعين حتي نموت.

فقال الحسين: «فما خير في العيش بعد هؤلاء»، و سار.

فلما وافي «زبالة» [4] وافاه بها رسول محمد بن الأشعث و عمر بن سعد بما كان سأله مسلم أن يكتب به اليه من أمره، و خذلان أهل الكوفة اياه بعد أن بايعوه، و قد كان مسلم سأل محمدبن الأشعث ذلك،يعني حين ظفر به ابن زياد سأل ابن الأشعث وعمر بن سعد أن يكتبا الي الحسين بذلك [5] .

فلما قرأ الكتاب استيقن بصحة الخبر، و أفظعه قتل مسلم بن عقيل و هاني بن عروة، ثم أخبره الرسول بقتل قيس بن مسهر رسوله الذي وجهه من بطن الرمة [6] ، و قد كان صحبه قوم من منازل الطريق، فلما سمعوا خبر مسلم و قد كانوا ظنوا أنه يقدم علي أنصار و عضد تفرقوا عنه، و لم يبق معه الا خاصته!

فسار حتي انتهي الي بطن العقيق [7] ، فلقيه رجل من بني عكرمة، فسلم عليه و أخبره بتوطيد ابن زياد الخيل ما بين القادسية الي العذيب [8] رصدا له.

ثم قال له: انصرف - بنفسي أنت - فوالله ما تسير الا الي الأسنة والسيوف! و لا تتكلن علي الذين كتبوا اليك، فان اولئك أول الناس مبادرة الي حربك [71-ألف].

فقال له الحسين: «قد ناصحت و بالغت فجزيت خيرا»، ثم سلم عليه و مضي. حتي نزل


بسراة فبات بها، ثم ارتحل و سار، فلما انتصف النهار واشتد الحر، و كان ذلك في القيض، تراءت لهم الخيل.

فقال الحسين لزهير بن القين: أما هاهنا مكان نلجأ اليه أو شرف نجعله خلف ظهورنا، و نستقبل القوم من وجه واحد؟

قال له زهير: بلي، هذا جبل ذي جشم [9] يسرة عنك، فمل بنا اليه، فان سبقت اليه فهو كما تحب.

فسار حتي سبق اليه و جعل ذلك الجبل وراء ظهره، و أقبلت الخيل و كانوا ألف فارس مع الحر بن يزيد التميمي ثم اليربوعي، حتي اذا دنوا أمر الحسين - عليه السلام - فتيانه أن يستقبلوهم بالماء، فشربوا و تغمرت خيلهم، ثم جلسوا جميعا في ظل خيولهم واغتها في أيديهم حتي اذا حضر الظهر قال الحسين - عليه السلام - للحر: أتصلي معنا، أو تصلي بأصحابك و اصلي بأصحابي؟

قال الحر: بل نصلي جميعا بصلاتك، فتقدم غالحسين - عليه السلام - فصلي بهم جميعا. فلما انفتل من صلاته حول وجهه الي القوم، ثم قال:

أيها الناس! معذرة الي الله ثم اليكم، اني لم آتكم حتي أتتني كتبكم، و قدمت علي رسلكم، فان أعطيتموني ما أطمئن به من عهودكم و مواثيقكم دخلنا معكم مصركم، و ان تكن الأخري انصرفت من حيث جئت.

فاسكت القوم، فلم يردوا عليه شيئا! حتي اذا جاء وقت العصر نادي مؤذن الحسين، ثم أقام و تقدم الحسين فصلي بالفريقين، ثم انفتل اليهم، فأعاد مثل القول الأول.

فقال الحر بن يزيد: والله ما ندري ما هذه الكتب التي تذكر [10] !

فقال الحسين - عليه السلام -: ايتني بالخرجين اللذين فيها كتبهم [71-ب] فاتي بخرجين مملوئين كتبا، فنشرت بين يدي الحر و أصحابه.


فقال الحر: يا هذا! لسنا ممن كتب اليك شيئا من هذه الكتب، و قد أمرنا أن لا نفارقك اذا لقيناك أو نقدم بك الكوفة علي الأمير عبيدالله بن زياد.

فقال الحسين - عليه السلام -: «الموت دون ذلك».

ثم أمر بأثقاله فحملت، و أمر أصحابه فركبوا، ثم ولي وجهه منصرفا نحو الحجاز، فحال القوم بينه و بين ذلك.

فقال الحسين للحر [11] : ما لذي تريد؟! قال: اريد والله أن انطلق بك الي الأمير عبيدالله ابن زياد.

قال الحسين: اذا والله أنابذك الحرب.

فلما كثر الجدال بينهما قال الحر: اني لم اومر بقتالك و انما امرت أن لا افارقك، و قد رأيت رأيا فيه السلامة من حربك، و هو أن تجعل بيني و بينك طريقا لا تدخلك الكوفة و لا تردك الي الحجاز، تكون نصفا بيني و بينك حتي يأيتنا رأي الأمير.

قال الحسين: فخذ هاهنا و أخذ متياسرا من طريق العذيب [12] و من ذلك المكان الي العذيب ثمانية و ثلاثون ميلا، فساروا جميعا حتي انتهوا الي عذيب الحمامات [13] ، فنزلوا جميعا و كل فريق منهما علي غلوة [14] من الآخر.

ثم ارتحل الحسين من موضعه ذلك متيامنا عن طريق الكوفة حتي انتهي الي قصر بني مقاتل، فنزلوا جميعا هناك.


فنظر الحسين الي فسطاط مضروب، فسأل عنه، فاخبر أنه لعبيدالله بن الحر الجعفي، و كان من أشراف أهل الكوفة و فرسانهم، فأرسل الحسين اليه بعض مواليه يأمره بالمصير اليه.

فأتاه الرسول فقال: هذا الحسين بن علي يسألك أن تصير اليه.

فقال عبيدالله: والله ما خرجت من الكوفة الا لكثرة [72-ألف] من رأيته خرج لمحاربته وخذلان شيعته، فعلمت أنه مقتول و لا أقدر علي نصره، فلست احب أن يراني و لا أراه.

فانتعل الحسين حتي مشي، و دخل عليه قبته و دعاه الي نصرته.

فقال عبيدالله: والله اني لأعلم أن من شايعك كان السعيد في الآخرة، ولكن ما عسي أن أغني عنك، و لم اخلف لك بالكوفة ناصرا، فأنشدك الله أن تحملني علي هذه الخطه، فان نفسي لم تسمح بعد بالموت! ولكن فرسي هذه الملحقه، والله ما طلبت عليها شيئا قط الا لحقته، و لا طلبني و أنا عليها أحد قط الا سبقته، فخذها فهي لك [15] !

قال الحسين: أما اذ رغبت بنفسك عنا فلا حاجة بنا الي فرسك [16] !

و سار الحسين - عليه السلام - من قصر بني مقاتل، و معه الحر بن يزيد، كلما أراد أن يميل نحو البادية منعه، حتي انتهي الي المكان الذي يسمي «كربلاء»، فمال قليلا متيامنا حتي انتهي الي «نينوي» [17] ، فاذا هو براكب علي نجيب مقبل من القوم، فوقفوا جميعا ينظرونه،


فلما انتهي اليهم سلم علي الحر و لم يسلم علي الحسين!

ثم ناول الحر كتابا من عبيدالله بن زياد فقرأه، فاذا فيه:

«أما بعد، فجعجع [18] بالحسين بن علي و أصحابه بالمكان الذي يوافيك كتابي، و لا تحله الا بالعراء علي غير خمر [19] و لا ماء، و قد أمرت حامل كتابي هذا أن يخبرني بما يكون منك في ذلك، والسلام».

فقرأ الحر الكتاب ثم ناوله الحسين و قال: لا بد من انفاذ أمر الأمير عبيدالله بن زياد، فانزل بهذا المكان، و لا تجعل للأمير علي علة.

فقال الحسين - عليه السلام -: تقدم بنا قليلا الي هذه القرية التي هي منا [72-ب] علي غلوة و هي «الغاضرية» [20] أو هذه الأخري التي تسمي «السبقة» فننزل في احداهما؟

قال الحر: ان الأمير كتب الي أن احلك علي غير ماء! و لا بد من الانتهاء الي أمره.

فقال زهير بن القين للحسين: بأبي و أمي بابن رسول الله! والله لو لم يأتنا غير هؤلاء لكان لنا فيهم كفاية، فكيف بمن سيأتينا [من غيرهم]، فهلم بنا نناجز هؤلاء، فان [قتل] هؤلاء أيسر علينا من قتال من يأتينا من غيرهم.

قال الحسين - عليه السلام - فاني أكره أن أبدأهم بقتال حتي يبدؤنا [21] .


فقال له زهير: فهاهنا قرية بالقريب منا علي شط الفرات، و هي في عاقول [22] حصينة، الفرات تخذف [23] بها الا من وجه واحد.

قال الحسين: و ما اسم تلك القرية؟ قال: العقر، قال الحسين: نعوذ بالله من العقر [24] !

فقال الحسين للحر: سر بنا قليلا ثم ننزل، فسار معه حتي أتوا كربلاء، فوقف الحر و أصحابه أمام الحسين و منعوهم من المسير، و قال: انزل بهذا المكان، فالفرات منك قريب.

قال الحسين: و ما اسم هذا المكان؟ قيل له: كربلاء.

قال: ذات كرب و بلاء! و قد مر أبي بهذا المكان عند مسيره الي صفين و أنا معه، فوقف فسأل عنه، فأخبر باسمه، فقال: «هاهنا محط ركابهم و هاهنا مهراق دمائهم».

فسئل عن ذلك، فقال: «ثقل لآل محمدي نزلون هاهنا».

ثم أمر الحسين بأثقاله، فحطت بذلك المكان يوم الأربعاء غرة المحرم من سنة احدي و ستين، و قيل: بعد ذلك بعشرة أيام، و كان قتله يوم عاشوراء.

فلما كان يوم الثاني من نزوله كربلاء وافاه عمر بن سعد في أربعة آلاف فارس.

و كانت قصة خروج عمر بن سعد أن [73-ألف] عبيدالله بن زياد ولاه الري و ثغر دستبي [25] والديلم، و كتب له عهده عليها، فعسكر للمسير اليها، فحدث أمر الحسين، فأمر ابن زياد أن يسير الي محاربة الحسين، فاذا فرغ منه سار الي ولايته.


فتلكأ عمر بن سعد علي ابن زياد وكره محاربة الحسين.

فقال له ابن زياد: فاردد علينا عهدنا، قال: فأسير اذا! فسار في أصحابه اولئك الذين ندبوا معه الي الري و دستبي حتي وافي الحسين، وانضم اليه الحر بن يزيد في من معه.

ثم قال عمر بن سعد لقرة بن سفيان الحنظلي: انطلق الي الحسين فسله ما أقدمك؟ فأتاه، فأبلغه.

فقال الحسين: أبلغه عني أهل المصر كتبوا الي يذكرون ألا امام لهم، و يسألوني القدوم عليهم، فوثقت بهم، فغدروا بي بعد أن بايعني منهم ثمانية عشر ألف رجل، فلما دنوت فعلمت غرور ما كتبوا به الي أردت الانصراف الي حيث منه أقبلت، فمنعني الحر بن يزيد، و سار حتي جعجع بي في هذا المكان، ولي بك قرابة قريبة و رحم ماسة فأطلقني حتي انصرف!

فرجع قرة الي عمر بن سعد بجواب حسين بن علي، فقال عمر: الحمدلله، والله اني لأرجو أن اعفي عن محاربة الحسين.

ثم كتب الي ابن زياد بخبره ذلك، فلما وصل كتابه الي ابن زياد كتب اليه في جوابه: قد فهمت كتابك، فأعرض علي الحسين البيعة ليزيد، فاذا بايع في جميع من معه، فأعلمني ذلك ليأتيك رأيي.

فلما انتهي كتابه الي عمر بن سعد قال: ما أحسب ابن زياد يريد العافية.

فأرسل عمر بن سعد كتاب ابن زياد الي الحسين، فقال الحسين للرسول: لا أجيب ابن زياد الي ذلك أبدا! فهل [ 73-ب] هو الا بالموت فمرحبا به!

فكتب عمر بن سعد الي ابن زياد بذلك، فغضب، فخرج بجميع أصحابه الي النخيلة، ثم وجه الحصين بن نمير، و حجار بن أبجر؛ و شبث بن ربعي، و شمر بن ذي الجوشن لعاونوا عمر بن سعد علي أمره.

فأما شمر فنفذ لما وجهه له، و أما شبث فاعتل بمرض، فقال له ابن زياد: أتتمارض؟ و ان كنت في طاعتنا فاخرج الي قتال عدونا، فلما سمع شبث ذلك خرج؛ و معه أيضا الحرث بن


يزيد بن رويم.

قالوا: و كان ابن زياد اذا وجه الرجل الي قتال الحسين في الجمع الكثير يصلون الي كربلا، و لم يبق منهم الا القليل، كانوا يكرهون قتال الحسين، فيروغون [26] ويتخلفون.

فبعث ابن زياد سويد بن عبدالرحمان المنقري في خيل الي الكوفة، و أمره أن يطوف بها، فمن وجده قد تخلف أتاه به.

فبينا هو يطوف في أحياء الكوفة اذ وجد رجلا من أهل الشام قد كان قدم الكوفة في طلب ميراث له، فأرسل به الي ابن زياد، فأمر به، فضربت عنقه! فلما رأي ذلك الناس ذلك خرجوا.

قالوا: و ورد كتاب ابن زياد علي عمر بن سعد أن امنع الحسين و أصحابه الماء، فلا يذوقوا منه حسوة [27] كما فعلوا بالتقي عثمان بن عفان [28] !

فلما ورد علي عرم بن سعد ذلك أمر عمرو بن الحجاج أن يسير في خمسمائة راكب، فينيخ علي الشريعة، و يحولوا بين الحسين و أصحابه و بين الماء، و ذلك قبل مقتله بثلاثة أيام،


فمكث أصحاب الحسين عطاشي.

قالوا: و لما اشتد بالحسين و أصحابه العطش أمر أخاه العباس بن علي، و كانت امه من بني عامر بن صعصعة، أن يمضي في ثلاثين فارسا و عشرين راجلا، مع كل رجل قربة حتي يأتوا الماء، فيحاربوا من [74-ألف] حال بينهم و بينه.

فمضي العباس نحو الماء و أمامهم نافع بن هلال حتي دنوا من الشريعة، فمنعهم عمرو بن الحجاج، فجالدهم العباس علي الشريعة بمن معه حتي أزالوهم عنها، واقتحم رجالة الحسين الماء، فملؤا قربهم، و وقف العباس في أصحابه يذبون عنهم حتي أوصلوا الماء الي عسكر الحسين. [29] .

ثم ان ابن زياد كتب الي ابن سعد:

أما بعد: فاني لم أبعثك الي الحسين لتطاوله الأيام، و لا لتمنيه السلامة و البقاء، و لا لتكون شفيعه الي، فأعرض عليه و علي أصحابه النزول علي حكمي، فان أجابوك فابعث به و بأصحابه الي، و ان أبوا فازحف اليه فانه عاق شاق، فان لم تفعل فاعتزل جندنا، و خل بين شمر بن ذي الجوشن و بين العسكر، فانا قد أمرناه بأمرنا.

فنادي عمر في أصحابه أن انهدوا الي القوم، فنهض الهيم عشية الخميس و ليلة الجمعة لتسع ليال خلون من المحرم، فسألهم الحسين تأخيرالحرب الي غد،فأجابوه.

قالوا: وأمر الحسين أصحابه أن يمضوا مضاربهم بعضهم من بعض، و يكونوا أمام البيوت، و أن يحفروا من وراء البيوت اخدودا، و أن يضرموا فيه حطبا و قصبا كثيرا، لئلا يؤتوا من أدبار البيوت فيدخلوها.

قالوا: و لما صلي عمر بن سعد الغداة نهد بأصحابه، و علي ميمنته عمرو بن الحجاج، و علي ميسرته شمر بن ذي الجوشن - و اسم شمر شرحبيل بن عمرو بن معاوية، من آل الوحيد من بني عامر بن صعصعة - و علي الخيل عروة بن قيس، و علي الرجالة شبث بن


ربعي، و الراية بيد زيد مولي [74-ب] عمر بن سعد.

و عبأ الحسين - عليه السلام - أيضا أصحابه، و كانوا اثنتين و ثلاثين فارسا و أربعين راجلا.

فجعل زهير بن القين علي ميمنته، و حبيب بن مظاهر علي ميسرته، و دفع الراية الي أخيه العباس بن علي، ثم وقف و وقفوا معه أمام البيوت.

و انحاز الحر بن يزيد الذي كان جعجع بالحسين الي الحسين، فقال له: قد كان مني الذي كان، وقد أتيتك مواسيا لك بنفسي، أفتري ذلك لي توبة مما كان مني؟

قال الحسين: نعم، انها لك توبة فأبشر، فأنت الحر في الدنيا و أنت الحر في الآخرة ان شاءالله.

قالوا: و نادي عمر بن سعد مولاه زيدا أن قدم الراية، فتقدم بها وشبت الحرب، فلم يزل أصحابه الحسين يقاتلون و يقتلون، حتي لم يبق معه غير أهل بيته.

فكان أول من تقدم منهم فقاتل علي بن الحسين، و هو علي الأكبر، فلم يزل يقاتل حتي قتل، طعنه مرة بن منقذ العبدي، فصرعه و أخذته السيوف فقتل.

ثم قتل عبدالله بن مسلم بن عقيل، رماه عمرو بن صبيح الصيداوي فصرعه.

ثم قتل عدي بن عبدالله بن جعفر الطيار، قتله عمر بن نهشل التميمي.

ثم قتل عبدالرحمان بن عقيل بن أبي طالب، رماه عبدالله بن عروة الخثعمي بسهم فقتله،

ثم قتل محمد بن عقيل بن أبي طالب، رماه لقيط بن ناشر الجهني بسهم فقتله،

ثم قتل القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ضربه عمرو بن سعد بن مقبل الأسدي،

ثم قتل أبوبكر بن الحسن بن علي، رماه عبدالله بن عقبة الغنوي بسهم فقتله.

قالوا: و لما رأي ذلك العباس بن [75-ألف] علي قال لأخوته عبدالله و جعفر و عثمان بني علي - عليه و عليهم السلام - و أمهم جميعا ام البنين العامرية من آل الوحيد:


«تقدموا - بنفسي أنتم -، فحاموا عن سيدكم حتي تموتوا دونه».

فتقدموا جميعا، فصاروا أمام الحسين - عليه السلام - يقونه بوجوههم و نحورهم، فحمل هاني بن ثويب الحضرمي علي عبدالله بن علي فقتله، ثم حمل علي أخيه جعفر بن علي فقتله أيضا.

ورمي يزيد الأصبحي عثمان بن علي بسهم فقتله، ثم خرج اليه، فاحتز رأسه، فأتي به عمر بن سعد، فقال له: أثبني.

فقال عمر: عليك بأميرك - يعني عبيدالله بن زياد - فسله أن يثيبك!

و بقي العباس بن علي قائما أمام الحسين يقاتل دونه، و يميل معه حيث مال حتي قتل - رحمةالله عليه -.

و بقي الحسين - عليه السلام - وحده، فحمل عليه مالك بن بشر الكندي، فضربه بالسيف علي رأسه، و عليه برنس خز فقطعه، و أفضي السيف الي رأسه فجرحه، فألقي الحسين البرنس و دعا بقلنسوة فلبسها، ثم اعتم بعمامة و جلس، فدعا بصبي له صغير، فأجلسه في حجره، فرماه رجل من بني أسد و هو في حجر الحسين بمشقص [30] فقتله.

و بقي الحسين - عليه السلام - مليا جالسا، و لو شاءوا أن يقتلوه قتلوه، غير أن كل قبيلة كانت تتكل علي غيرها و تكره الاقدام علي قتله.

و عطش الحسين فدعا بقدح من ماء، فلما وضعه في فيه رماه الحصين بن نمير بسهم، فدخل فمه و حال بينه و بين شرب الماء.

فوضع القدح من يده، و لما رأي القوم قد [75-ب] أحجموا عنه قام يتمشي علي المسناة [31] نحو الفرات، فحالوا بينه و بين الماء، فانصرف الي موضعه الذي كان فيه، فأسرع له رجل من القوم بسهم، فأثبته في عاتقه، فنزع - عليه السلام - السهم، و ضربه


زرعة بن شريك التميمي بالسيف، واتقاه الحسين بيده، فأسرع السيف في يده، و حمل عليه سنان بن أوس النخعي فطعنه، فسقط.

و نزل اليه خولي بن زيد الأصبحي ليحز رأسه فأرعدت يداه، فنزل أخوه سبل بن يزيد فاحتز رأسه، فدفعه الي أخيه خولي.

ثم مال الناس علي ذلك الورس الذي كان أخذه من العير، و الي ما في المضارب، فانتهبوه.

يعني بذلك أن الحسين - عليه السلام - لما فصل من مكة سائرا و وصل الي التنعيم [32] ، لحق عيرا مقبلة من اليمن عليها ورس وحناء ينطلق به الي يزيد بن معاوية فأخذها و ما عليها. [33] .

عدنا الي الحديث:

قالوا: و لم ينج من أصحاب الحسين و ولده و ولد أخيه الا ابناه علي الأصغر - و قد كان راهق - والا عمر - و قد كان بلغ أربع سنين - و لم يسلم من أصحابه الا رجلان:

أحدهما: المرقع بن ثمامة الأسدي، بعث بن عمر بن سعد الي ابن زياد، فسره الي الربذة [34] ، و الآخر: مولي الرباب ام سكنية، أخذوه بعد قتل الحسين، فأرادوا ضرب


عنقه، فقال: «اني عبد مملوك»، فخلوا سبيله.

و بعث عمر بن سعد برأس الحسين من ساعته الي عبيدالله بن زياد مع خولي بن يزيد الأصبحي، و أقام عمر بن سعد بكربلا بعد [76-ألف] مقتل الحسين يومين، ثم أذن في الناس بالرحيل.

و حملت الرؤوس علي أطراف الرماح! و كانت اثنين و سبعين رأسا، جاءت هوازن منها باثنين و عشرين رأسا، و جاءت تميم بأربعة عشر رأسا مع الحصين بن نمير، و جاءت كندة بثلاثة عشر رأسا مع قيس بن الأشعث، و جاءت بنوأسد بستة رؤوس مع هلال الأعور، و جائت الأزد بخمسة رؤوس مع عيهمة بن زهير، و جاءت ثقيف باثني عشر رأسا مع الوليد بن عمرو.

و أمر بن سعد بحمل نساء الحسين و أخواته و بناته و جواريه و حشمه في المحامل المستورة علي الابل.

و كانت بين وفاة رسول الله - صلي الله عليه و آله و سلم - و بين قتل الحسين خمسون عاما.

قالوا: و لما ادخل رأس الحسين - عليه السلام - علي ابن زياد فوضع بين يديه، جعل ابن زياد ينكت بالخيزرانة ثنايا الحسين، و عنده زيد بن أرقم صاحب رسول الله - صلي الله عليه و سلم -، فقال له:

مه! ارفع قضيبك عن هذه الثنايا [35] ، فلقد رأيت رسول الله - صلي الله عليه و سلم - يلثمها، ثم خنقته العبرة فبكي.

فقال له ابن زياد: مم تبكي؟ أبكي الله عينيك! والله لولا أنك شيخ قد خرفت


لضربت عنقك [36] !

قالوا: و كانت الرؤوس قد تقدم بها شمر بن ذي الجوشن أمام عمر بن سعد.

قالوا: واجتمع أهل الغاضرية، فدفنوا أجساد القوم.

و روي حميد بن مسلم، قال: كان عمر بن سعد لي صديقا، فأتيته عند منصرفه من قتال الحسين، فسألته عن حاله؟ فقال: لا تسأل عن حالي، فانه ما رجع غائب الي منزله بشر ما رجعت به [76-ب] قطعت القرابة القريبة، وارتكبت الأمر العظيم [37] .

قالوا: ثم ان ابن زياد جهز علي بن الحسين و من كان معه من المحرم، وجه بهم الي يزيد ابن معاوية مع زحر بن قيس و محقن بن ثعلبة و شمر بن ذي الجوشن، فساروا حتي قدموا الشام و دخلوا علي يزيد بن معاوية بمدينة دمشق، و أدخل معهم رأس الحسين، فرمي به بين يديه.

ثم تكلم شمر بن ذي الجوشن قال: يا اميرالمؤمنين! ورد علينا هذا في ثمانية عشر رجلا من أهل بيته و ستين رجلا من شيعته، فسرنا اليهم، فسألناهم النزول علي حكم أميرنا عبيدالله بن زياد أو القتال، فغدونا عليهم عند شروق الشمس، فأحطنا بهم من كل جانب!

فلما اخذت السيوف منهم مأخذها جعلوا يلوذون الي غير وزر، لوذان الحمام من الصقور، فما كان الا مقدار جزر جزور أو نوم قايل حتي أتينا علي آخرهم، فهاتيك أجسادهم مجردة، و ثيابهم مرملة، و خدودهم معفرة، تسفي عليهم الرياح، زوارهم العقبان [38] ، و وفودهم الرخم. [39] .


فلما سمع ذلك يزيد دمعت عينه و قال: و يحكم! قد كنت أرضي من طاعتكم بدون قتل الحسين، لعن الله ابن مرجانة، أما والله لو كنت صاحبه لعفوت عنه،ر حم الله أباعبدالله. ثم تمثل:



تفلق هاما من رجال أعزة

علينا و هم كانوا اعق واظلما [40] .

ثم أمر بالذرية، فادخلوا دار نسائه، و كان يزيد اذا حضر غداؤه دعا علي بن الحسين و أخاه عمر، فيأكلان معه [41] .

قال: ثم أمر بتجهيزهم بأحسن جهاز[77 - ألف] و قال لعلي بن الحسين: انطلق مع نسائك حتي تبلغهن و طنهن، و وجه معه رجلا في ثلاثين فارسا يسير أمامهم، و ينزل حجرة عنهم، حتي انتهي بهم الي المدينة.



پاورقي

[1] کتاب الأخبار الطوال لأبي‏حنيفة أحمد بن داود الدينوري (م 282 ه) من أهم المصادر التاريخية الاولي طبع باهتمام عبدالمنعم عامر في القاهرة، سنة 1960 في دار احياء التراث العربي، و طبعته بالاوفست منشورات الشريف الرضي في قم المقدسة ثانيا سنة 1409 ه، و قد ترجمه الي الفارسية الدکتور محمود المهدوي الدامغاني و طبع في طهران سنة 1404 ه.

[2] الأخبار الطوال: ص 247.

[3] ذرود: رمال بين الثعلبية والخزيمية بطريق الحاج من الکوفة. معجم البلدان.

ذکره الخطيب الخوارزمي في مقتل الحسين عليه‏السلام: 309/1.

[4] زبالة بضم أوله: منزل معروف بطريق مکة من الکوفة، و هي قرية عامرة بها أسواق بين واقصة والثعلبية. (معجم البلدان: 129/1).

[5] لم توجد هذه العبارة - يعني حين ظفر به... بذلک - في النسخة المطبوعة من الأخبار الطوال.

[6] بطن الرمة: بضم الراء و تشديد الميم، و قد يقال بالتخفيف، و قد ذکر في الرمة: و هو واد معروف بعالية نجد، و قال ابن‏دريد: الرمة قاع عظيم بنجد، تنصب اليه أودية. معجم البلدان: 449/1.

[7] موضع بالقرب من ذات عرق قبلها بمرحلة، و ذات عرق منزل معروف من منازل الحاج، و يحرم أهل العراق بالحج منه.

[8] ماء لبني تميم علي مرحلة من الکوفة، سمي بذلک لأنه طرف أرض العرب.

[9] مرتفع بالقرب من عسفان، معجم البلدان.

[10] أنساب الاشراف: 170/3، تاريخ الطبري: 402/5.

[11] في أنساب الأشراف: فقال الحسين للحر: ثکلتک امک، ما تريه؟ فقال الحر: والله لو غيرک يقولها ما ترکت ذکر امه! ولکنه والله ما ذکر امک من سبيل الا بأحسن ما أقدر عليه....

[12] العذيب: تصغير العذب، و هو الماء الطيب: و هو ماء بين القدسية والمغيثة، بينه و بين القادسية أربعة أميال و الي المغيثة اثنان و ثلاثون ميلا، و قيل: هو واد لبني تميم و هو من منازل حاج الکوفة. معجم البلدان: 92/4.

[13] في أنساب الأسراف: عذيب الهجانات، و هي التي کانت هجائن النعمان بن المنذر ترعي بها.

[14] الغلوة: قدر رمية بسهم.

[15] جاء لقاء عبيدالله بن الحر الجعفي مع الحسين عليه‏السلام في مصادر کثيرة منها: ترجمة الحسين عليه‏السلام لابن‏سعد: ص 93، أنساب الأشراف: 174/3 رقم 35، الفتوح لابن‏أعثم: 130/2، والکامل في التاريخ: 282/3 و مقتل الحسين عليه‏السلام للخوارزمي و لأبي‏مخنف.

و قال البلاذري بعد ذکره هذا الکلام: ثم انه أظهر الندم علي ترکه نصرة الحسين، و قال في ذلک شعرا سنکتبه في موضعه ان‏شاءالله تعالي.

[16] و في بعض المصادر: ثم تلا عليه‏السلام: (و ما کنت متخذ المضلين عضدا).

[17] قال الياقوت الحموي: و بسواد الکوفة ناحية يقال لها نينوي منها کربلاء التي قتل بها الحسين رضي الله عنه، معجم البلدان: 339/5.

[18] قال ابن‏الأثير في النهاية: 275/1.

و منه کتاب عبيدالله بن زياد الي عمر بن سعد «أن جعجع بحسين و أصحابه» أي: ضيق عليهم المکان. و قال جار الله الزمخشري:

جعجع بالحسين: أي أنزله بجعجاع، و هو المکان الخشن الغليظ، و هذا تمثيل لالجائه الي خطب شاق و ارهاقه. الفائق في غريب الحديث: 218/1.

[19] أي: شجر و ظل.

[20] الغاضرية: منسوبة الي غاضرة من بني‏أسد، و هي قرية من نواحي الکوفة قريب من کربلاء. معجم البلدان: 183/4.

[21] في «س»: يبدأوا.

[22] عاقول الوادي ما اعوج منه، والأرض العاقول التي لا يهتدي اليها.

[23] في المطبوعة: يحدق بها، و کذا في «س».

[24] أورده الياقوت الحموي في معجم البلدان: 136/4 بعد کلام له حول مادة «عقر»، قال: والعقر عدة مواضع، منها: عقر بابل قرب کربلاء من الکوفة، و قد روي أن الحسين رضي الله عنه لما انتهي الي کربلاء و أحاطت به خيل عبيدالله بن زياد قال: ما اسم تلک القرية؟... الحديث.

[25] دستبي: کورة کبيرة کانت مقسومة بين الري و همذان، قسم منها يسمي دستبي الرازي و هو يقارب التسعين قرية، و قسم منها يسمي دسبتي همذان و هو عدة قري.

[26] في المطبوعة من الأخبار الطوال: فيرتدعون.

[27] الحسوة بالضم: الجرعة بقدر ما يحسن مرة واحدة.

[28] ذکره البلاذري في أنساب الأشراف: 180/3، والطبري في تاريخه وابن‏الأعثم في الفتوح و غيرهم من المؤرخين، و في لفظ ابن‏الأعثم: «کما فعلوا بالتقي النقي...» ثم أضاف: فعندها ضيق عليهم عمر بن سعد غاية التضييق.

و في بعض المصادر: و نادي عبدالله بن الحصين الأزدي بأعلي صوته: يا حسين، ألا تنظر الي الماء و کأنه کبد السماء، والله لا تذوقون منه قطرة واحدة حتي تموتوا عطشا!

فقال الحسين عليه‏السلام: «اللهم اقتله عطشا و لا تغفر له أبدا».

قال حميد بن مسلم: والله لعدته بعد ذلک في مرضه، فوالله الذي لا اله غيره، لقد رأيته يشرب الماء، ثم يعود فيشرب الماء حتي يبعثر ثم يقيئه و يتلظي عطشا، فما زال ذلک دأبه حتي لفظ نفسه!

و تقدم نحوه - رقم 126 - عن رجل يقال له زرعة فأهلکه العطش لدعاء الامام عليه‏السلام «اللهم ظمئه» فراجع ان شئت.

[29] أنساب الاشراف: 181/3.

[30] المشقص: نصل السهم اذا کان طويلا غير عريض.

[31] المسناة: ضفيرة تبني للسيل لترد الماء.

[32] التنعيم: موضع قريب من مکة في الحل علي فرسخين منها، و هي فعلا محل ميقات العمرة المفردة.

[33] لم توجد هذه العبارة (يعني بذلک ان الحسين... فأخذها و ما عليها) في المطبوعة من الأخبار الطوال و انما ذکرها الدينوري في مقام آخر من کتابه: ص 245-244 بلفظ أطول من هذا.

و فيها تأمل جدا! اذ هي خلاف ما ثبت من سيرته عليه‏السلام و الصحيح ما ذکره الشيخ المفيد قدس سره في الارشاد في بيان ما وقع في مسيره عليه‏السلام من مکة الي العراق، قال: و سار حتي أتي التنعيم، فلقي عيرا قد أقبلت من اليمن، فاستأجر من أهلها جمالا لرحله و أصحابه، و قال لأصحابها: من أحب أن ينطلق معنا الي العراق و فيناه کراءه و أحسنا صحبته و من أحب أن يفارقنا في بعض الطريق أعطيناه کراء علي قدر ما قطع من الطريق.

فمضي معه قوم وامتنع آخرون، الارشاد: 68/2.

فعلي هذا کان المأخوذ جمالا علي نحو الاستجار لا شيئا آخر کما ذکره المؤلف.

[34] الربذة - بفتح أوله و ثانيه: من قري المدينة علي ثلاثة أيام قريبة من ذات عرق علي طريق الحجاز اذا رحلت من فيد تريد ملة، و بهذا الموضع قبر أبي‏ذر الغفاري - رضي الله عنه - واسمه جندب بن جناده، و کان قد خرج اليها مغاضبا لعثمان بن عفان! فأقام بها الي أن مات في سنة 32. معجم البلدان: 24/3.

أقول: و في العبارة سقط نظرا الي المطبوعة من الأخبار الطوال: ص 250، و هي بعد قوله فسيره الي الربذة [فلم يزل بها حتي هلک يزيد، و هرب عبيدالله الي الشام، فانصرف المرقع الي الکوفة.].

[35] ثنايا الانسان في فمه الأربع التي في مقدم فيه، ثنتان من فوق و ثنتان من أسفل.

[36] والحکاية جاءت في مصادر کثيرة، منها: المنتظم: 341/5، الرد علي امتعصب العنيد: ص 42 و 46، البداية والنهاية: 190/8، تذکر الخواص: 257، أسد الغابة: 22/2، مجمع الزوائد: 195/9، الصواعق: 118 و في ترجمة الامام عليه‏السلام لابن‏سعد: ص 80.

[37] سير اعلام النبلاء: 303/3، تذکرة خواص الامة: 259، ترجمة الحسين عليه‏السلام لابن‏سعد: ص 81.

[38] العقبان: نوع من الطير موصوف بالغدر.

[39] الرخم: نوع من الطير موصوف بالغدر.

[40] البيت للحصين بن الحمام بن ربيعة المري الذبياني، شاعر فارس جاهلي کان سيد بني‏سهم بن مرة، و يلقب «مانع العنيم» و هو ممن نبذاوا عبادة الأوثان في الجاهلية، والبيت من قصيدة مطلعها:



جزي الله أفناء العشرة کلها

بدارة موضوع عقوقا و مأثما



انظر ديوان الحماسة بشرح التبريزي: 193/1، و هي في «المفضليات»: 69-64 فانظر تخريجها ثمة.

[41] و في المطبوعة من الاخبار الطوال بعد هذا الکلام: فقال ذات يوم لعمر بن الحسين: هل تصارع ابني هذا؟

يعني خالدا، و کان من أقرانه.

فقال عمر: بل اعطني سيفا، واعطه سيفا حتي اقاتله، فتنظر أينا أصبر!

فضمه يزيد اليه و قال: شنشنة أعرفها من أخزم، هل تلد الحية الا حية؟!

قال: ثم أمر بتجهيزهم... الاخبار الطوال - تحقيق عبدالمنعم عامر - ص 261.