ما عجل الله به قتلة الحسين من العذاب في الدنيا
[125]- [1] أخبرنا مرجي بن أبي الحسن التاجر، قال: أخبرنا محمد بن علي، قال: أخبرنا أبوالفضل بن أحمد بن عبدالله، قال: أخبرنا محمد بن محمد بن مخلد، قال: أخبرنا علي بن الحسن، قال: أخبرنا أبوبكر ابن عثمان الحافظ، قال: أخبرنا أبوالحسن ابن سهل الواسطي، قال: حدثنا اسماعيل بن عيسي، قال:
حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرتني امي عن جدتها قالت: أدركت قتل الحسين بن علي - رضوان الله عليه -، فلما قتل خرج ناس الي ابل كانت معه فانتهبوها، فلما كان الليل رأيت فيها النيران تلتهب، فاحترق كل ما اخذ من عسكره.
[126]- [2] أخبرنا أبومحمد عبدالرحمان بن ابراهيم بن أحمد المقدسي بنابلس، و أبو
المظفر حامد بن العميد بن أميري القزويني بحلب، قالا: أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج الابري، قالت: أخبرنا أبوالفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي، قال: أخبرنا أبوالحسين علي بن محمد بن بشران، قال: أخبرنا أبوعلي الحسين بن صفوان البردعي، حدثنا عبدالله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا [69-ب] القرشي، قال: أخبرني العباس ابن هشام بن محمد الكوفي، عن أبيه، عن جده قال:
كان رجل من بني أبان ابن دارم يقال له: زرعة، شهد قتل الحسين - رضي الله عنه -، فرمي الحسين بسهم فأصاب حنكه، فجعل يلتقي الدم ثم يقول هكذا الي السماء فيرمي به، و ذلك أن الحسين - رضي الله عنه - دعا بماء ليشرب، فلما رماه حال بينه و بين الماء فقال: اللهم ظمئه!
قال: فحدثني من شهده و هو يموت و هو يصيح من الحر في بطنه و البرد في ظهره و بين يديه المراوح والثلج ومن خلفه الكانون وهو يقول: اسقوني أهلكني العطش، فيؤتي بالعس العظيم فيه السويق أو الماء واللبن لو شربه خمسة لكفاهم.
قال: فيشربه ثم يعود فيقول: اسقوني أهلكني العطش!
قال: فانقد بطنه كانقداد البعير.
[127]- أخبرنا أبوالعباس أحمد بن مسعود بن شداد الصفار الموصلي بحلب قال: أخبرنا أبوجعفر أحمد بن أحمد بن عبدالعزيز القصاص بالموصل، قال: أخبرنا الرئيس أبوعلي الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن شاذان، قال: أخبرنا أبوسهل أحمد بن محمد بن عبدالله بن
زياد، قال: حدثني أبويوسف يعقوب بن الخضر المتطبب، قال: حدثنا أبونعيم، قال:
حدثنا ابن عيينة، عن أبيه قال: أدركت من قتلة الحسين - رضي الله عنه - رجلين: أما أحد فان الله طول ذكره، فكان يحمله علي عاتقه! و أما الآخر فكان يأتي عزلا الراوية، فيضعها علي فيه حتي يستفرغها [70-ألف] و يصيح العطش العطش، و يدور الي جانب الآخر من الرواية فيستفرغها و لا يروي.
و ذلك أنه نظر الي الحسين و قد اهوي الي فيه و هو يشرب فرماه بسهم، فقال الحسين: مالك و لا ارواك الله من الماء في دنياك و لا آخرتك.
[128]- [3] أخبرنا أبوالمظفر حامد بن العميد بحلب، و أبومحمد عبدالرحمان بن ابراهيم المقدسي بنابلس، و محفوظ بن هلال بن هلال الرسعني برأس العين قالوا: أخبرتنا شهدة بنت أحمد ابن الفرج الكاتبة قال محفوظ اجازة قالت: أخبرنا طراد بن محمد الزينبي، قال: أخبرنا أبوالحسين ابن بشران، قال: أخبرنا أبوعلي ابن صفوان، قال: حدثنا أبوبكر ابن أبي الدنيا، قال: حدثنا اسحاق بن اسماعيل، قال: أخبرنا سفيان،
قال: حدثتني جدتي أم أبي قالت: أدركت رجلين ممن شهد قتل الحسين، فأما أحدهما: فطال ذكره حتي كان يلفه، و أما الآخر: فكان يستقبل الرواية فيشربها حتي يأتي علي آخرها.
قال سفيان: أدركت ابن ابن أحدهما، به خبل أو نحو هذا.
پاورقي
[1] رواه ابنالمغازلي في المناقب: رقم 433، و سيأتي اسنادا و متنا برقم 161.
[2] وأخرجه عن ابن أبيالدنيا أيضا ابنعساکر في ترجمة الحسين عليهالسلام برقم 282، والحافظ المزي في تهذيب الکمال: 430/6، والمحب الطبري في ذخائر العقبي: 144، و رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء: 311/3.
والحافظ الکنجي في کفاية الطالب: 434 و قال: رواه ابن أبيالدنيا في کتابه و ابنعساکر في تاريخه. و رواه ابنجرير الطبري في تاريخه: 449/5 بسند آخر عن القاسم بن الأصبغ بن نباتة بلفظ أطول من هذا. و رواه الخطيب الخوارزمي في مقتل الحسين عليهالسلام: 104/2 رقم 25 و قال: و ذکر أعثم الکوفي هذا الحديث مختصرا، و سمي الرامي عبدالرحمن الأزدي و قال: فقال الحسين (اللهم اقتله عطشا، و لا تغفر له أبدا).
قال القاسم بن الأصبغ: لقد رأيتني عند ذلک الرجل و هو يصيح: العطش! والماء يبرد له فيه السکر، والاعساس فيها اللبن، و هو يقول: ويلکم! اسقوني قد قتلني العطش! فيعطي القلة والعس، فاذا نزعه من فيه يصيح: اسقوني، و ما زال حتي انقد بطنه و مات أشر ميتة!
و في مجمع الزوائد: 139/9: عن الکلبي قال: رمي رجل الحسين و هو يشرب فشل شدقيه فقال: لا أرواک الله فشرب حتي تفطر، ثم قال: رواه الطبراني و رجاله الي قائله ثقات.
[3] أخرجه الطبراني في المعجم الکبير: 128/3 رقم 2857 باسناده عن علي بن عبدالعزيز عن اسحاق بن اسماعيل...، والحافظ ابنعساکر في ترجمة الحسين عليهالسلام: رقم 316 من طريق ابن أبيالدنيا بهذا الاسناد.
و خرجه الملا في سيرته کما في ذخائر العقبي: 144.
و رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء: 314/3، والمزي في تهذيب الکمال: 438/6، و ابنحجر في تهذيب التهذيب: 354/2.
و رواه السيوطي في الخصائص الکبري: 127/2 عن أبينعيم.
والهيثمي في مجمع الزوائد: 197/9 و قال: رواه الطبراني و رجاله الي جده سفيان ثقات. مقتل الحسين عليهالسلام للخوارزمي: 104/2 رقم 26.