لقائه مع الفرزدق
[108]- [1] أخبرنا أبوالقاسم عبدالله بن الحسين بن رواحة الحموي - اجازة أو سماعا - قال: أخبرنا أبوطاهر أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ قال: أخبرنا أبوعبدالله الحسين بن علي بن أحمد بن البسري - قرأت عليه و قري عليه و أنا أسمع - قال: أخبرنا أبومحمد عبدالله ابن محمد بن عبدالله السكري قال: أخبرنا اسماعيل بن محمد بن اسماعيل الصفار قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا عبدالرزاق - يعني ابن همام الصنعاني - قال: أخبرنا ابن عيينة قال: أخبرني لبطة بن الفرزدق عن أبيه.
قال: خرجت أريد الحج، فلما أتيت الصفاح [2] اذا بقوم عليهم اليلامق وعليهم درق،
و اذا جماعة و اذا ركبان، فنزلت عن راحلتي فقلت لبعضهم: ما هذا؟ قالوا: الحسين بن علي - رضي الله عنهما - يريد العراق، قال: فسيبت راحلتي ثم مشيت اليه حتي أخذت بالخطام - أو قال بالزمام - فقلت: أبوعبدالله؟
قال: أبوعبدالله: فما وراءك؟ قال: قلت - و صوابه أنت - أحب الناس الي الناس والسيوف مع بني أمية، والقضاء من السماء، قال: فوالله لقد امتعض منها و ما أعجبته.
قال: ثم مضي و مضيت، فلما كان يوم النفر مررت بسرادق [64-ألف] فاذا بفنائه صبيان سود فطس، قال: فأخذت بقضاصبي منهم فقلت: لمن أنت؟ قال: لعبدالله بن عمرو، قال: فقلت: فأين هو؟ قال: في السرادق قال: فدخلت فسلمت فقلت: ما قولك في الحسين ابن علي - عليهماالسلام -؟ قال: لا يحيك فيه سلاحهم! قال: فخرجت.
قال: فبينا أنا علي ماء بين الكوفة و مكة اذا انسان يوضع علي بعيرة قال: فقلت: من أين؟ قال: من الكوفة، قال: قلت: ما فعل الحسين بن علي؟ قال: قتل، قال: فرفعت يدي فقلت: اللهم افعل بعبدالله بن عمرو ان كان يسخربي.
قال سفيان بن عيينة - في غير هذه الرواية - ذهب الفرزدق الي غير المعني، أو قال: الوجه، انما هو لا يحيك فيه السلاح: لا يضره القتل مع ماقد سبق له.
[109]- [3] أنبأنا أبوعلي الحسن بن هبةالله بن الحسن بن علي الدوامي قال: أخبرنا القاضي محمد بن عمر بن يوسف الأرموي قال: أخبرنا الشريف أبوالغنائم عبدالصمد بن علي بن المأمون قال: أخبرنا الشريف أبوالفضل محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون قال: حدثنا أبوبكر محمد بن القاسم الأنباري قال: حدثنا محمد بن يونس قال: حدثنا أبوعبيدة معمر بن المثني التيمي قال: حدثني لبطة بن الفرزدق عن أبيه قال:
حججت فلماكنت بذات عراق لقيني الحسين بن علي يريدالكوفة، فقصدته فسلمت عليه، فقال لي: ما خلفت لنا وراءك بالبصرة؟ فقلت: قلوب القوم معك وسيوفهم
مع بني امية!
فقال: ما أشك في أنك صادق، الناس عبيد الدنيا، والدين لغو علي ألسنتهم، يحوطونه ما درت به معايشهم، فاذا استنبطوا قل الديانون.
[110]- و قال ابن المأمون: حدثنا أبوبكر محمد بن القاسم الانباري قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبوسعيد الغاضري قال: حدثنا أبوعثمان المازني قال: حدثنا الأصعمي.
عن أعين بن لبطة بن الفرزدق، عن أبيه [64-ب] قال: رأيت أبي في النوم بعد موته، فقلت له: ما فعل الله بك؟
فقال: غفر لي بقصدي الحسين و سلامي عليه.
پاورقي
[1] أخرجه ابنسعد في ترجمة الامام الحسين عليهالسلام من الطبقات برقم 284 عن عبدالله بن الزبير الحميدي عن سفيان... مع اختلاف في اللفظ، و أخرجه ابنعساکر في تاريخه عن ابنسعد: رقم 257.
و رواه يعقوب بن سفيان البسوي في المعرفة والتاريخ: 673/2، وابنجرير الطبري في تاريخه: 386/5 باسناد آخر عن هشام، عن عوانة بن الحکم عن لبطة بلفظ طويل قريب منه.
و رواه ابنکثير في البداية والنهاية: 167/8 بهذا الاسناد و في 166/8 عن أبيمخنف. و أوره ابنمنظور في مختصر تاريخ دمشق: 144/7، والخطيب الخوارزمي في مقتل الحسين عليهالسلام: 319/1 رقم 3، وابنالصباغ المالکي في الفصول المهمة: 188.
[2] الصفح: الجنب، والجمع الصفاح، و الصفاح: موضع بين حنين و أنصاب الحرم علي سيرة الداخل الي مکة من مشاش، و هناک لقي الفرزدق الحسين بن علي رضي الله عنه لما عزم علي قصد العراق، قال:
لقيت الحسين بأرض الصفاح
عليه اليلامق و الدرق
(معجم البلدان للياقوت الحموي:412/3(.
[3] أورده ابنعبدربه في العقد الفريد: 352/4 مع اختلاف يسير ورواه الزمخشري في ربيع الابرار: 142/1 و ذکره الخوارزمي في المقتل: 337/1 في ضمن خطبة له عليهالسلام يومالثاني من محرمالحرام.