بازگشت

نبذة من مكارم أخلاقه، و ما أنشده من الشعر


[76]- [1] انبأنا عمر بن طبرزد قال: أنبانا أبوغالب ابن البنا عن أبي محمد الجوهري قال: أخبرنا أبوعمر ابن حيوية قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: حدثنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني عبدالله بن جعفر.

عن أبي عون قال: لما خرج الحسين بن علي من المدينة يريد مكة مر بابن مطيع و هو يحفر بئره فقال له: أين؟ فداك[ 51-ألف] أبي و أمي قال: أردت مكة، قال: و ذكر له أنه كتب اليه شيعته بها.

فقال له ابن مطيع: ان بئري هذا قد رشحتها و هذا اليوم أوان ما خرج الينا في الدلو شي ء من ماء، فلو دعوت الله لنا فيها بالبركة؟ قال: هات من مائها، فأتي من مائها في الدلو فشرب منه ثم تمضمض ثم رده في البئر فأعذب و أمها. [2] .

[77]- [3] أنبأنا أبونصر محمد بن هبةالله ابن الشيرازي قال: أخبرنا أبوالقاسم علي بن


الحسن الحافظ قال: أخبرنا أبوبكر محمد بن عبدالباقي قال: أخبرنا أبومحمد الشيرازي قال: أخبرنا أبوعمر الخراز قال: أخبرنا أبوالحسن الخشاب قال: أخبرنا الحسين بن محمد قال: حدثنا محمد بن سعد قال: أخبرنا علي بن محمد عن أبي الأسود العبدي،

عن الأسود بن قيس العبدي قال: قيل لمحمد بن بشير الحضرمي: قد أسر ابنك بثغر الري قال: عندالله أحتسبه و نفسي، ما كنت أحب أن يوسر و لا أن أبقي بعده.

فسمع قوله الحسين فقال له: رحمك الله أنت في حل من بيعتي! فاعمل في فكاك ابنك، قال: أكلتني السباع حيا ان فارقتك!

قال: فأعط ابنك هذه الأثواب البرود يستعين بها في فداء أخيه، فأعطاه خمسة أثواب قيمتها ألف دينار.

[78]- [4] أنبأنا أبونصر قال: أخبرنا الحافظ أبوالقاسم الحافظ قال: أخبرنا أبوالبركات محفوظ بن الحسن بن محمد بن صصري قال: أخبرنا أبوالقاسم نصر بن أحمد الهمداني قال: أخبرنا رشاء بن نظيف المقري - اجازة - قال: حدثنا القاضي أبوالحسن علي بن محمد بن اسحاق بن يزيد الحبي قال:[ 51 ب] حدثنا أبوالحسن أحمد بن عبدالله الناقد قال: حدثني أبوالقاسم مسعود - يعني ابن عبدالله - قال: حدثني حميد بن ابراهيم المعارفي قال:

سمعت عبدالله بن عبدالله المديني يذكر عن أبيه عن جده و كان مولي للحسين بن علي


ابن أبي طالب: أن سائلا خرج ذات ليلة يتخطي.

قال الحافظ أبوالقاسم: و أخبرنا أبوالقاسم ابن السوسي قال: أخبرنا أبوالفضل أحمد ابن علي بن الفرات - قراءة عليه - قال: أخبرنا أبي - اجازة - قال: أخبرنا أبوالقاسم عبدالجبار بن أحمد بن عمر بن الحسن الطرسوسي بمصر، قال: أخبرنا أبومحمد الحسن ابن ابراهيم الليثي الشافعي قال: حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا هارون بن محمد قال: حدثنا قعنب بن المحرز قال: حدثنا الأصمعي، عن أبي عمرو بن العلاء.

عن الذيال بن حرملة قال: خرج سائل يتخطي أزمة المدينة حتي أتي باب الحسين بن علي، فقرع الباب و أنشأ يقول:



لم يخب اليوم من رجالك و من

حرك من خلف بابك الحلقه



و أنت جود و أنت معدنه

أبوك قد [5] كان قاتل الفسقه [6]



قال: و كان الحسين بن علي واقفا يصلي، فخفف من صلاته و خرج الي الأعرابي، فرأي عليه أثر ضر وفاقة، فرجع و نادي بقنبر فأجابه: لبيك يابن رسول الله - صلي الله عليه و سلم - قال: ما تبقي معك من نفقتنا؟ قال: مائتا درهم أمرتني بتفرقها في أهل بيتك.

قال: فهاتها، فقد أتي من هو أحق بها منهم، فأخذها و خرج، فدفعها الي الأعرابي و أنشأ يقول:



[52-ألف] خذها و اني اليك معتذر

و اعلم بأني عليك ذو شفقه



لو كان في سيرنا عصا تمد

اذا كانت سمانا عليك منذفقه



لكن ريب المنون ذون نكد

والكف منا قليلة النفقه [7] .


قال: فأخذها الأعرابي و ولي و هو يقول:



مطهرون نقيات ثيابهم

تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا



فأنتم أنتم الأعلون عندكم

علم الكتاب و ما جاءت به السور



من لم يكن علويا حين تنسبه

فما له جمع الناس مفتخر



لفظهما متقارب.

[79]- [8] أخبرنا أبوالحجاج يوسف بن الخليل بن عبدالله الدمشقي الحافظ قال: أخبرنا أبوالحسن مسعود بن أبي منصور بن محمد بن الحسن الحمال قال: أخبرنا أبومنصور محمود بن اسماعيل الصيرفي قال: أخبرنا أبوالحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه قال: أخبرنا أبوالقاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني اللخمي قال: حدثنا أبوشعيب الحراني قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثنا أبونعيم قال: حدثنا عمرو بن ثابت.

قال: سمعت سكينة بنت الحسين تقول: عوتب أبي الحسين بن علي في امي، فقال أبي الحسين:




لعمرك انني لاحب دارا

تضيفها سكنية والرباب



احبهم وابذل جل مالي

و ليس للائم فيها عتاب



[52-ب] و لست لهم و ان غضبوا مطيعا

حياتي أو تغيبني التراب



و قد ذكرنا في ترجمة الرباب [9] في آخر الكتاب أنها كانت مع الحسين - رضي الله عنه - يوم الطف، و أنها رجعت الي المدينة مصابة مع من رجع، فخطبها الأشراف من قريش فقالت: والله لا يكون لي حمو آخر بعد رسول الله - صلي الله عليه و سلم - فعاشت بعده سنة لم يظلها سقف بيت حتي بليت و ماتت كمدا.

[80]- [10] أنبأنا القاضي أبونصر محمد بن هبةالله ابن الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبوالقاسم علي بن الحسن قال: قرأت بخط أبي الحسن رشاء بن نظيف، و أنبأنيه أبوالقاسم علي ابن ابراهيم و أبوالوحش سبيع بن المسلم عنه قال: أخبرنا أبوالفتح ابراهيم بن علي بن يسبخت قال: حدثنا أبوبكر محمد بن يحيي الصولي قال: حدثنا محمدب ن يونس الكديمي قال: حدثنا محمد بن المؤمل الحارثي قال:

حدثنا الأعمش: أن الحسين بن علي قال:



كلما زيد صاحب المال مالا

زيد في همه و في الأشغال



قد عرفناك يا منغصة العيش

و يا دار كل فان و بال



ليس يصفو لزاهد طلب الزهد

اذا كان مثقلا بالعيال



[81]- [11] وأنبأنا القاضي أبونصر قال: أخبرنا الحافظ أبوالقاسم قال: أخبرنا أبوبكر بن


المزرقي قال: أخبرنا أبومنصور محمد بن محمد بن عبدالعزيز العكبري قال: أنشدني القاضي عبدالله بن علي بن أيوب قال: أنشدنا القاضي أبوبكر بن كامل[ 53-ألف].

قال: أنشدني عبدالله بن ابراهيم و ذكر أنه للحسين بن علي:



اغن عن المخلوق بالخالق

تغن عن الكاذب و الصادق



و استرزق الرحمان من فضله

فليس غير الله من رازق



من ظن أن الناس يغنونه

فليس بالرحمان بالواثق



أو ظن أو المال من كسبه

زلت به النعلان من خالق



[82]- [12] أنبأنا أبوالحسن ابن المقير عن أبي المعمر المبارك بن أحمد بن عبدالعزيز قال: أنشدنا المبارك بن عبدالجبار الصيرفي قال: أنشدنا محمد بن علي الصوري قال: أنشدني أبوالقاسم علي بن محمد بن شهدك الاصبهاني بصور للحسين بن علي:



لئن كانت الدنيا تعد نفيسة

فدار ثواب الله أعلي و أنبل



و ان كانت الأبدان للموت انشئت

فقتل سبيل الله بالسيف أفضل



و ان كانت الأرزاق شيئا مقدرا

فقلة سعي المرء في الكسب أجمل



و ان كانت الأموال للترك جمعت

فما بال متروك به المرء يبخل



[83]- [13] أنبأنا أبونصر القاضي قال: أخبرنا الحافظ أبوالقاسم قال: أخبرنا أبوالفتوح


عبدالخلاق بن عبدالواسع بن عبدالهادي بن عبدالله الهروي ببغداد. قال: أخبرنا أبوعبدالله محمد بن علي بن محمد بن علي بن عمير العميري قال: حدثنا أبوزكريا يحيي بن عمار ابن يحيي بن عمار الشيباني - املاء - قال: سمعت أبابكر هبةالله بن الحسن القاضي بفارس قال: قرأت علي الحارث بن عبيدالله.

عن اسحاق بن ابراهيم،[ 53-ب] قال:

بلغني أن الحسين بن علي أتي مقابر الشهداء بالبقيع، فطاف بها و قال:



ناديت سكان القبور فاسكتوا

و أجابني عن صمتهم ندب الحشا



قالت أتدري ما صنعت بساكني

مزقت ألحمهم و خرقت الكسا



و حشوت أعينهم ترابا بعدما

كانت تأذي باليسير من القذا



أما العظام فانني فرقتها

حتي تباينت المفاصل و الشوا



قطعت ذا من ذا و من هذا كذا

فتركتها رمما يطول بها البلي





پاورقي

[1] رواه ابن‏سعد في ترجمة ابن‏مطيع من کتابه الطبقات الکبري: 145/5، و أخرجه عن ابن‏سعد بلفظه و اسناده الحافظ ابن‏عساکر في ترجمة الحسين عليه‏السلام من تاريخ دمشق برقم 201.

و في مختصر تاريخ دمشق لابن‏منظور: 130/7.

[2] أمهي حافر البئر: اذا استقصي في الحفر و بلغ الماء، النهاية: 377/4.

[3] ترجمة الامام الحسين عليه‏السلام من الطبقات لابن‏سعد: رقم 292.

قال المحقق الطباطبائي قدس سره في تعليقته عليه:

(رواه ابن‏عساکر برقم 200 عن ابن‏سعد، و فيه أيضا: محمد بن بشير، کما هو کذلک في أصلنا من الطبقات، لکن الظاهر أن کلمة (محمد بن) زائدة، و انما قاله الحسين عليه‏السلام لبشير بن عمرو الحضرمي الکندي: ان ابنک عمر اسر بثغر الري...

و کذا ورد هذا الاسم (بشير بن عمرو) في أنساب الأشراف: ص 196، و في تاريخ الطبري: 444/5 ورد اسمه مشکولا بالضم والفتح مصغرا.

و رواه ابن‏العديم... و فيعه أيضا محمد بن بشير).

أقول: و رواه أيضا الحافظ المزي في تهذيب الکمال: 407/6، وابن‏منظور في مختصر تاريخ دمشق: 129/7.

[4] أخرجه ابن‏عساکر في ترجمة الامام الحسين عليه‏السلام برقم 205.

و أورده ابن‏منظور في مختصر تاريخ دمق: 131/7.

[5] و في الأصل: ما کان قاتل الفسقة! والصحيح ما أثبتناه و فاقا لغيره من المصادر.

[6] و له اضافة کما في بعض المصادر، و هي:



لولا الذي کان من أوائلکم

کانت علينا الجحيم منطبقة.

[7] توضيح بعض المفردات:



قوله «عصا» لعل العصا کناية عن الامام والحکم، قال الجوهري: قولهم: لا ترفع عصاک عن أهلک، يراد به: الأدب، و انه لضعيف العصا، أي الترعية، و يقال أيضا: انه للين العصا، أي رفيق حسن السياسة لما ولي، انتهي.

أي: لو کان في سيرنا في هذه الغداة ولاية و حکم أو قوة لأمست يد عطائنا عليک صبابة، و «السماء» کناية عن يد الجود والعطاء، و «الاندفاق» الانصباب، و «ريب الزمان» حوادثه.

(نقلا عن عوالم المحدث البحراني (قدس سره).

[8] ذکره ابن‏کثير في البداية والنهاية: 209/8 قال: ومما أنشده الزبير بن بکار من شعره [عليه‏السلام] في امرأته الرباب... و ذکر الأبيات.

و أوردها سبط ابن‏الجوزي في تذکرة الخواص: 265، و أبوالفرج الاصفهاني في مقاتل الطالبيين: ص 90 في ترجمة عبدالله بن الحسين عليه‏السلام، و في الأغاني: 139/16 في ترجمة الحسين عليه‏السلام، روي الحديث باسناده عن عمرو بن ثابت عن مالک بن أعين.

و ذکر الأبيات أيضا الدارقطني في المؤتلف و المختلف: ص 1137، و البلاذري في أنساب الأشراف: 196/2.

وابن‏سعد في اوائل ترجمة الامام الحسين عليه‏السلام من الطبقات: ص 18، و عنه الخطيب الخوارزمي في مقتل الحسين عليه‏السلام: 210/1، و الباعوني الشافعي في جواهر المطالب: 316/2.

[9] لم أجد ترجمة للرباب في کتاب بغية الطالب في مراجعة خاطفة.

[10] ترجمة الحسين عليه‏السلام من تاريخ دمشق: رقم 209، و في مختصره لابن‏منظور: 132/7، البداية والنهاية لابن‏کثير: 209/8.

و أورده الباعوني في جواهر المطالب: 315/2.

[11] أورده الحافظ ابن‏عساکر: رقم 108، و في مختصر تاريخ دمشق: 132/7، وابن‏کثير في البداية والنهاية: 209/8.

والخطيب الخوارزمي في مقتل الحسين عليه‏السلام: 214/1 رقم 13، والباعوني الشافعي في جواهر المطالب: 315/2 بروايتنه عن أبوبکر ابن‏حامد.

[12] ترجمة الحسين عليه‏السلام من تاريخ دمشق: رقم 211، و في مختصره لابن‏منظور: 123/7، و في البداية والنهاية: 209/8.

و أورده ابن‏الأعثم في الفتوح: 129/2، والخطيب الخوارزمي في مقتل الحسين عليه‏السلام: 321/1 رقم 5 في ضمن لقائه عليه‏السلام مع الفرزدق الشاعر (بالشقوق)، و في: 38/2 عن السلامي في تاريخه.

و ذکر الأبيات أيضا الباعوني في کتابه جواهر المطالب في مناقب الامام علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام: 316/2، وابن‏طلحة في مطالب السؤل: 257.

[13] أخرجه الحافظ ابن‏عساکر برقم 210 في ترجمة الامام الحسين عليه‏السلام من تاريخه، وابن‏کثير في البداية و النهاية: 209/8.

والباعوني في جواهر المطالب: 315/2 و في مختصر تاريخ دمشق لابن‏منظور: 132/7.