بازگشت

مقتل الحسين بن علي


282ـ [47 / ب] قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثنا ابن أبي ذئب، قال: حدثني عبدالله بن عمير مولي اُم الفضل.

قال: وأخبرنا عبدالله بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه.

قال: وأخبرنا يحيي بن سعيد بن دينار السعدي، عن أبيه.

قال: وحدّثني عبدالرحمان بن أبي الزناد، عن أبي وجرة السعدي، عن علي ابن حسين.

قال: وغير هؤلاء قد حدّثني.

قال محمد بن سعد: وأخبرنا علي بن محمد، عن يحيي بن اسماعيل بن أبي المهاجر، عن أبيه.

وعن لوط بن يحيي الغامدي، عن محمد بن بشير الهمداني، وغيره.

وعن محمد بن الحجاج، عن عبدالملك بن عمير.

وعن هارون بن عيسي، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه.

وعن يحيي بن زكريا بن أبي زائدة، عن مجالد، عن الشعبي.

قال ابن سعد: وغير هؤلاء أيضاً قد حدّثني في هذا الحديث بطائفة، فكتبت جوامع حديثهم في مقتل الحسين رحمة الله عليه ورضوانه وصلواته وبركاته.

قالوا: لمّا بايع معاوية بن أبي سفيان ليزيد بن معاوية كان حسين بن علي بن أبي طالب ممن لم يبايع له.

وكان أهل الكوفة يكتبون إلي حسين يدعونه إلي الخروج إليهم في خلافة معاوية كل ذلك يأبي. فقدم منهم قوم إلي محمد بن الحنفية فطلبوا إليه أن يخرج معهم فأبي، وجاء إلي الحسين فاخبره بما عرضوا عليه، وقال: انّ القوم إنّما يريدون


أن يأكلوا بنا، ويشيطوا دماءنا.

فأقام حسين [48 / أ] علي ما هو عليه من الهموم، مرة يريد أن يسير إليهم ومرة يجمع الإقامة.

فجاءه أبوسعيد الخدري، فقال: يا باعبدالله إنّي لكم ناصح، وإنّي عليكم مشفق، وقد بلغني أنّه كاتبك قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونك إلي الخروج إليهم، فلا تخرج، فإنّي سمعت أباك رحمه الله يقول بالكوفة: والله لقد مللتهم وابغضتهم، وملّوني وابغضوني، وما بلوت منهم وفاء، ومن فاز بهم فاز بالسهم الأخيب، والله ما لهم [1] ثبات، ولاعزم أمر، ولا صبر علي السيف.

قال: وقدم المسيّب بن نجبة الفزاري وعدّة معه إلي الحسين بعد وفاة الحسن فدعوه إلي خلع معاوية، وقالوا: قد علمنا رأيك ورأي أخيك.

فقال: إنّي أرجو أن يعطي الله أخي علي نيّته في حبه الكف، وان يعطيني علي نيّتي في حبي جهاد الظالمين.

وكتب مروان بن الحكم إلي معاوية: إنّي لست آمن أن يكون حسين مرصداً للفتنة، واظنّ يومكم من حسين طويلاً.

فكتب معاوية إلي الحسين: إنّ من أعطي الله صفقة يمينه وعهده لجدير بالوفاء، وقد اُنبئت أنّ قوماً من أهل الكوفة قد دعوك إلي الشقاق، وأهل العراق من قد جرّبت، قد أفسدوا علي أبيك وأخيك، فاتّق الله! واذكر الميثاق، فإنّك متي تكدني أكدك.

فكتب إليه الحسين: أتاني كتابك وأنا بغير الذي بلغك عنّي جدير، والحسنات لا يهدي لها إلاّ الله، وما [48 / ب] أردت لك محاربة ولا عليك خلافاً، وما أظنّ لي عندالله عذراً في ترك جهادك، وما أعلم فتنة أعظم من ولايتك أمر الاُمّة.

فقال معاوية: ان أثرنا بأبي عبدالله إلاّ أسداً.

وكتب إليه معاوية أيضاً في بعض ما بلغه عنه: انّي لأظنّ انّ في رأسك


نزوة! فوددت انّي أدركتها فأغفرها لك.

283ـ قال: أخبرنا علي بن محمد، عن جويرية بن أسماء، عن مسافع بن شيبة، قال: لقي الحسين معاوية بمكة عند الردم فأخذ بخطام راحلته فأناخ به، ثم سارّه حسين طويلاً، وانصرف.

فزجر معاوية راحلته، فقال له يزيد: لا يزال رجل قد عرض لك فأناخ بك، قال: دعه فلعلّه يطلبها من غيري فلا يسوّغه فيقتله.


پاورقي

[1] في الأصل يقرأ: نيات.