حوارها مع جابر بن عبدالله الأنصاري حول الامام السجاد
و عنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال [1] : حدثنا أبوعبدالله جعفر بن محمد ابن حسن العلوي الحسني [2] ، قال: حدثنا أبونصر أحمد [3] بن عبدالمنعم بن نصر الصيداوي، قال: حدثنا حسين بن شداد الجعفي، عن أبيه شداد بن رشيد، عن عمرو [4] ابن عبدالله بن هند الجملي، عن أبي [5] جعفر محمد بن علي عليهماالسلام: ان فاطمة بنت علي بن أبي طالب لما نظرت الي ما يفعل [6] ابن أخيها علي بن الحسين بنفسه من الدأب في العبادة، أتت جابر بن عبدالله [7] بن عمرو بن حزام [8] [9] الأنصاري، فقالت له: يا صاحب رسول الله! ان لنا عليكم حقوقا، [10] و من حقنا عليكم أن [11] اذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكروه الله و تدعوه الي البقيا علي نفسه، و هذا علي بن الحسين بقية أبيه الحسين، قد انحزم أنفه، و ثفنت جبهته و ركبتاه و راحتاه دأبا [12] منه لنفسه في العبادة. فأتي جابر بن عبدالله باب علي بن الحسين عليهماالسلام، و بالباب أبوجعفر محمد بن علي عليهماالسلام في أغيلمة من بني هاشم
قد اجتمعوا هناك، فنظر جابر اليه مقبلا، فقال: هذه مشية رسول الله صلي الله عليه و آله و سجيته [13] ، فمن أنت يا غلام؟ قال: فقال: أنا محمد بن علي بن الحسين؛ فبكي جابر بن عبدالله رضي الله عنه، [14] ثم قال: أنت والله الباقر عن العلم حقا، ادن مني بأبي أنت و أمي [15] ؛ فدنا منه فحل جابر أزراره [16] و وضع يده في [17] صدره فقبله، و جعل عليه خده و وجهه، و قال له: أقرئك عن جدك رسول الله صلي الله عليه و آله السلام، و قد أمرني أن أفعل بك ما فعلت، و قال لي [18] : يوشك أن تعيش و تبقي حتي تلقي من ولدي من اسمه محمد [19] يبقر العلم بقرا. و قال لي: انك تبقي حتي تعمي ثم يكشف لك عن بصرك.
ثم قال لي: ائذن لي علي أبيك [20] ؛ فدخل أبوجعفر علي أبيه فأخبره الخبر، و قال: ان شيخا بالباب، و قد فعل بي كيت و كيت؛ فقال: يا بني! ذلك جابر بن عبدالله. ثم قال [21] : أ [22] من بين ولدان أهلك قال لك ما قال [23] [24] و فعل بك ما فعل [25] ؟ قال: نعم[قال:]انا لله، انه لم يقصدك فيه [26] بسوء، و لقد أشاط بدمك.
ثم أذن لجابر، فدخل عليه فوجده في محرابه، قد أنضته العبادة، فنهض علي عليه السلام فسأله عن حاله سؤالا حفيا [27] ، ثم أجلسه بجنبه، فأقبل جابر عليه يقول: يا ابن رسول
الله! أما علمت أن الله (تعالي) انما خلق الجنة لكم و لمن أحبكم، و خلق النار لمن أبغضكم و عاداكم، فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك؟ قال له علي بن الحسين عليهماالسلام: يا صاحب رسول الله! أما علمت أن جدي رسول الله صلي الله عليه و آله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر فلم يدع الاجتهاد [28] له، و تعبد - بأبي هو و أمي - حتي انتفخ الساق و ورم القدم، و قيل له: أتفعل هذا و قد غفر [29] لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر! قال: أفلا أكون عبدا شكورا.
فلما نظر جابر الي علي بن الحسين عليهماالسلام و ليس يغني فيه من [30] قول [31] يستميله من الجهد و التعب الي القصد، قال له: يا ابن رسول الله! البقيا علي نفسك، فانك لمن [32] أسرة بهم يستدفع البلاء، و تستكشف [33] اللأواء [34] ، و بهم تستمطر [35] السماء. فقال [36] : يا جابر! لا أزال علي منهاج أبوي [37] مؤتسيا بهما [38] (صلوات الله عليهما) حتي ألقاهما [39] ؛ فأقبل جابر علي من حضر فقال لهم [40] : والله ما [41] أري في [42] أولاد الأنبياء مثل [43] علي بن الحسين الا يوسف بن يعقوب عليهماالسلام، والله لذرية علي بن الحسين عليهماالسلام أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب، ان منهم [44] لمن يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.
الطوسي، الأمالي، /637 - 636 رقم 16/1314 - عنه: الطبري، بشارة المصطفي، /67 - 66؛ المجلسي، البحار، 61 - 6/46 رقم 18؛ البهبهاني، الدمعة الساكبة، 79 - 77/6
أن فاطمة بنت علي بن أبي طالب لما رأت ما يفعله ابن أخيها، قالت لجابر: هذا علي ابن الحسين بقية أبيه قد انخرم أنفه، و ثفنت جبهتاه و ركبتاه[فعليك أن تأتيه و] [45] تدعوه الي البقيا علي نفسه.
فجاء جابر بابه و اذا ابنه محمد، [46] فقال له [47] : أقبل، أنت - و الله - الباقر، و أنا أقرئك سلام رسول الله صلي الله عليه و آله و قال لي [48] : انك تبقي حتي تعمي، ثم يكشف لك عن بصرك.
الخبر بتمامه.
الراوندي، الخرائج و الجرائح، 271 - 270/2 رقم 14 - عنه: المجلسي، البحار، 32/46 رقم 36
و أنت فاطمة بنت علي بن أبي طالب عليه السلام الي جابر بن عبدالله، فقالت له: يا صاحب رسول الله! ان لنا عليكم حقوقا [49] و من حقنا [50] عليكم [51] اذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكروه الله و تدعوه الي البقيا [52] علي نفسه، و هذا علي بن الحسين بقية أبيه الحسين قد انخرم أنفه و نقبت جبهته [53] و ركبتاه و راحتاه، أذاب نفسه في العبادة، فأتي جابر [54] الي بابه [55] و استأذن، فلما دخل عليه وجده في محرابه قد أنصبته [56] العبادة، فنهض علي فسأله عن
حاله سؤالا خفيا [57] أجلسه بجنبه، ثم أقبل جابر يقول: يا ابن رسول الله! أما علمت أن الله خلق الجنة لكم و لمن أحبكم، و خلق النار لمن أبغضكم و عاداكم؟ فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك؟! فقال له علي بن الحسين: يا صاحب رسول الله! أما علمت أن جدي رسول الله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر، فلم يدع الاجتهاد [58] و تعبد هو، بأبي و أمي، حتي انتفخ الساق و ورم القدم، و قيل له: أتفعل هذا و قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا، [59] فلما نظر اليه جابر و ليس يغني فيه قول قائل: يا ابن رسول الله! البقيا علي نفسك، فانك من أسرة بهم يستدفع البلاء، و تستكشف اللأواء، و بهم تستمسك السماء، فقال: يا جابر! لا أزال علي منهاج أبوي مؤتسيا بهما حتي ألقاهما، فأقبل جابر علي من حضر فقال لهم: ما رؤي من أولاد الأنبياء مثل علي ابن الحسين الا يوسف بن يعقوب، والله لذرية علي بن الحسين أفضل من ذرية يوسف [60] .
ابن شهر آشوب، المناقب، 149 - 148/4 - عنه: المجلسي، البحار، 79 - 78/46 رقم 75؛ الحويزي، نور الثقلين، 56 - 55/5
پاورقي
[1] [في بشارة المصطفي مکانه: أخبرنا الشيخ أبوعبدالله محمد بن شهريار الخازن في شوال سنة اثني عشرة و خمسمائة بمشهد مولانا أميرالمؤمنين علي بن أبيطالب عليهالسلام بقرائتي عليه، قال: أخبرنا الشيخ السعيد أبوجعفر محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله و محمد بن محمد بن ميمون المعدل بواسط، قال: حدثنا الحسن بن اسماعيل البزاز و جماعة قالوا: أخبرنا أبوالفضل محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الشيباني، قال:...].
[2] [بشارة المصطفي: الحسيني].
[3] [بشارة المصطفي: محمد].
[4] [بشارة المصطفي: عمر].
[5] [زاد في بشارة المصطفي: عبدالله].
[6] [بشارة المصطفي: فعله].
[7] [لم يرد في بشارة المصطفي].
[8] [البحار: حرام].
[9] [لم يرد في بشارة المصطفي].
[10] [زاد في بشارة المصطفي: أن].
[11] [لم يرد في بشارة المصطفي].
[12] [في بشارة المصطفي: آدابا، البحار: ادءابا و الدمعة: اترابا].
[13] [بشارة المصطفي: و سمته].
[14] [بشارة المصطفي: و].
[15] [لم يرد في بشارة المصطفي و البحار و الدمعة].
[16] [بشارة المصطفي: ثم].
[17] [في بشارة المصطفي و البحار و الدمعة: علي].
[18] [لم يرد في بشارة المصطفي].
[19] [زاد في بشارة المصطفي: ابنعلي].
[20] [زاد في بشارة المصطفي: علي بن الحسين عليهماالسلام].
[21] [زاد في بشارة المصطفي: له].
[22] [لم يرد في بشارة المصطفي و البحار].
[23] [بشارة المصطفي: قاله].
[24] [لم يرد في الدمعة].
[25] [لم يرد في الدمعة].
[26] [لم يرد في بشارة المصطفي و البحار].
[27] أي کثيرا.
[28] [لم يرد في البحار].
[29] [زاد في البحار: الله].
[30] [لم يرد في بشارة المصطفي و البحار].
[31] [زاد في بشارة المصطفي و البحار: من].
[32] [الدمعة: من].
[33] [بشارة المصطفي: يکشف].
[34] [للأواء: المشقة و الشدة.[الدمعة: الغم].
[35] [البحار: يستمطر].
[36] [زاد في البحار: له].
[37] [لم يرد في بشارة المصطفي و البحار].
[38] [لم يرد في بشارة المصطفي و البحار].
[39] [بشارة المصطفي: ه].
[40] [لم يرد في بشارة المصطفي و البحار].
[41] [بشارة المصطفي: روي من].
[42] [بشارة المصطفي: روي من].
[43] [في البحار و الدمعة: بمثل].
[44] [بشارة المصطفي: منه].
[45] من البحار.
[46] [لم يرد في البحار].
[47] [لم يرد في البحار].
[48] [البحار: له].
[49] [لم يرد في نور الثقلين].
[50] [لم يرد في نور الثقلين].
[51] [زاد في البحار و نور الثقلين: أن].
[52] البقياء: الاسم من أبقيت عليه ابقاء اذا رحمته و أشفقت عليه و منه الحديث: النار لا تبقي علي من تضرع اليها أي لا ترحمه.
[53] الانخرام: انشقاق و ترة الأنف و في الکلام کناية عن شدة المشقة. و نقبت جبهته: أي تخرقت.
[54] [نور الثقلين: اليه].
[55] [نور الثقلين: اليه].
[56] أي أتعبه و اعتيه، و في بعض النسخ: أنضبته بالمعجمة و هو مصحف.[البحار: أنضته].
[57] [زاد في نور الثقلين: ثم].
[58] [زاد في البحار: له].
[59] [لم يرد في نور الثقلين].
[60] [لم يرد في نور الثقلين].