بازگشت

ام كلثوم عند استشهاد الطفل الصغير


ثم أقبل الي أم كلثوم و قال لها: يا أختاه! أوصيك بولدي الأصغر [1] خيرا، فانه طفل صغير و له من العمر ستة أشهر، فقالت له: يا أخي! ان هذا الطفل له ثلاثة أيام ما شرب الماء فاطلب له شربة [2] من الماء، فأخذ الطفل و توجه نحو القوم و قال: يا قوم! قد قتلتم أخي و أولادي و أنصاري و ما بقي غير هذا الطفل، و هو يتلظي عطشا [3] ، فاسقوه شربة من الماء [4] . فبينما هو يخاطبهم، اذ أتاه سهم مسموم من ظالم غشوم [5] فذبح الطفل [6] من الاذن الي الاذن. [7] و قيل: ان السهم رماه قديمة العامري (لعنه الله) [8] فجعل الحسين عليه السلام يتلقي الدم [9] بكفيه و يرمي به [10] الي السماء و [11] يقول: «اللهم اني أشهدك علي هؤلاء القوم، فانهم نذروا أن لا يتركوا أحدا من ذرية نبيك [12] »، ثم رجع بالطفل مذبوحا و دمه يجري علي صدره فألقاه [13] الي أم كلثوم فوضعه [14] في الخيمة و بكي عليه و أنشأ يقول:



يا رب لا تتركني وحيدا

[15] قد أكثروا العصيان [16] و الجحودا






قد صيرونا بينهم عبيدا

يرضون في فعالهم يزيدا



أما أخي فقد مضي شهيدا

معفرا بدمه وحيدا



في وسط قاع مفردا بعيدا

و أنت بالمرصاد لن تحيدا [17]



مقتل أبي مخنف (المشهور)، /84 - 83 - عنه: المازندراني، معالي السبطين، 424 - 423/1

قال السيد: و روي من طريق آخر أقرب الي العقل، أن الحال ما كانت وقت توديع الصبي لاشتغالهم بالحرب و القتل، و انما كانت أخته أخذت الصبي و قالت:

يا أخي يا حسين! هذا ولدك له ثلاثا أيام ما ذاق الماء، فاطلب له من الناس شربة ماء، فأخذه الحسين عليه السلام علي يده و قال: يا قوم! انكم قتلتم شيعتي و أهل بيتي، و قد بقي هذا الطفل يتلظي عطشا، فاسقوه شربة من الماء، فبينما هو يخاطبهم اذ رماه رجل منهم فذبح الصبي.

و في رواية أبي مخنف، قال: يا أختاه! أوصيك بولدي الأصغر، فانه صغير، و له من العمر ستة أشهر أو ثمان، فقالت: يا أباعبدالله! ولدك له ثلاثة أيام ما شرب الماء، فاطلب له الماء، فأخذه و جعل يخاطبهم، اذ أتاه سهم في نحره رماه حرملة بن كاهل (لعنه الله). و قيل عقبة الأسدي (لعنه الله تعالي)، فجعل الامام عليه السلام يتلقي الدم بيده و يرمي به الي السماء و يقول: «اللهم اني أشهدك علي هؤلاء القوم الظالمين، انهم آلوا علي أنفسهم أن لا يبقوا من ذرية محمد صلي الله عليه و آله و سلم أحدا، ثم رجع الي الخيمة و دفعه الي أم كلثوم».

و قال ابن نما: وضعه مع قتلي أهل بيته.

و عن أبي الفتوح و كمال الدين: حفر له بسيفه و صلي عليه و دفنه.

يروي عن الشعبي: أن الحسين عليه السلام لما مضي بالطفل نحو النساء و هو مخضب بدمائه و الحسين يبكي، فلما سمعت النساء بكاءه خرجن اليه، فوجدن الطفل علي صدره و هو ميت، فلا رأينه علي تلك الحال تصارخن و أعلن البكاء عليه، فأخذت أم كلثوم الطفل


و ضمته الي صدرها و جعلت نحره عند نحرها و أسبلت عليه عبرتها، ثم نادت: «وا محمداه! وا علياه! ماذا لقينا بعدكما من الأعداء؟! وا لهفاه علي طفل خضب بدمائه، وا أسفاه علي رضيع فطم بسهام الأعداء، وا حسرتاه علي قريحة الجفن و الأحشاء». ثم جعلت تقول، و لعله مقول علي لسان حالها:



لهف نفسي علي صغير أوام

فطمته السهام قبل الفطام



لهف قلبي عليه و هو صريع

جرعوه نجيعه و هو ظام



خضبوه بدمه و هو طفل

لهف قلبي علي قتيل الطغام



أقرحوا قلب والديه عليه

و رموه بذلة و انتقام



ويلكم بيننا و بينكم الله

لدي الحشر عند فصل الخصام



الدربندي، أسرار الشهادة، /403 - 402

قالت أم كلثوم: يا أخي! ان ولدك عبدالله ما ذاق الماء منذ ثلاثة أيام، فاطلب له من القوم شربة يسقيه، فأخذه و مضي به الي القوم، و قال: يا قوم! لقد قتلتم أصحابي و بني عمي و اخوتي و ولدي، و قد بقي هذا الطفل، و هو ابن ستة أشهر، يشتكي من الظماء، فاسقوه شربة من الماء، فبينا هو يخاطبهم اذ أتاه سهم فوقع في نحر الطفل فقتله، و قيل: ان السهم رماه عقبة بن بشير الأزدي (لعنه الله)، و يقول الحسين رضي الله عنه: اللهم! انك شاهد علي هؤلاء القوم الملاعين، أنهم قد عمدوا أن لا يبقون من ذرية رسولك صلي الله عليه و آله و سلم، و يبكي بكاء شديدا و ينشد و يقول:



يا رب لا تتركني وحيدا

قد أظهروا الفسوق و الجحودا



و صيرونا بينهم عبيدا

يرضون في فعالهم يزيدا



أما أخي فقد مضي شهيدا

مجدلا في فدفد فريدا



و أنت بالمرصاد يا مجيدا

القندوزي، ينابيع المودة، /346





پاورقي

[1] [في المعالي و وسيلة الدارين: الصغير].

[2] [لم يرد في وسيلة الدارين].

[3] [زاد في المعالي و وسيلة الدارين: من غير ذنب أتاه اليکم].

[4] [الي هنا حکاه عنه في وسيلة الدارين، /284 و زاد فيه: فرماه حرملة بن کاهل الأسدي اللعين بسهم فذبحه فوقع في نحره. و أضاف في المعالي: و في نفس المهموم قال: يا قوم! ان لم ترحموني فارحموا هذا الطفل، و في الناسخ قال: يا قوم! لقد جف اللبن «اللبان خ ل» في ثدي أمه].

[5] [أضاف في المعالي: و هو حرملة بن کاهل الأسدي].

[6] [أضاف في المعالي: من الوريد الي الوريد أو من].

[7] [لم يرد في المعالي].

[8] [لم يرد في المعالي].

[9] [المعالي: حتي امتلأت کفه و رمي به الي السماء].

[10] [المعالي: حتي امتلأت کفه و رمي به الي السماء].

[11] [زاد في المعالي: جعل].

[12] [أضاف في المعالي: و في تظلم الزهراء وضع کفيه تحت نحر الصبي ثم قال: يا نفس اصبري و احتسبي فيما أصابک، الهي تري ما حل بنا في العاجل فاجعل ذلک ذخيرة لنا في الآجل].

[13] [لم يرد في المعالي].

[14] [لم يرد في المعالي].

[15] [المعالي: فقد تري الکفار].

[16] [المعالي: فقد تري الکفار].

[17] [المعالي: يا مجيدا].