بازگشت

زواجها


تزوجها عمر بن الخطاب و هي جارية لم تبلغ، فلم تزل عنده الي أن قتل، و ولدت له زيد بن عمر و رقية بنت عمر، ثم خلف علي أم كلثوم بعد عمر عون بن جعفر بن أبي طالب بن عبدالمطلب، فتوفي عنها، ثم خلف عليها أخوه محمد بن جعفر بن أبي طالب بن عبدالمطلب فتوفي عنها، فخلف عليها أخوه عبدالله بن جعفر بن أبي طالب بعد أختها زينب بنت علي بن أبي طالب. فقالت أم كلثوم: اني لأستحيي من أسماء بنت عميس أن ابنيها ماتا عندي، و أني لأتخوف علي هذا الثالث، فهلكت عنده و لم تلد لأحد منهم شيئا [1] .

[2] أخبرنا أنس بن عياض الليثي، [3] عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أن عمر بن الخطاب خطب الي علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم، فقال علي: انما حبست بناتي علي بني جعفر، فقال عمر: أنكحنيها يا علي فوالله ما علي ظهر الأرض رجل يرصد من حسن صحابتها ما أرصد، فقال علي: قد فعلت، فجاء عمر الي مجلس المهاجرين [4] بين القبر و المنبر و كانوا يجلسون ثم: علي و عثمان و الزبير و طلحة و عبدالرحمان بن عوف، فاذا كان الشي ء يأتي عمر من الآفاق جاءهم فأخبرهم ذلك، و استشارهم فيه، فجاء عمر، فقال: رفئوني، فرفئوه و قالوا: بمن يا أميرالمؤمنين؟ قال: بابنة علي بن أبي طالب، ثم أنشأ يخبرهم، فقال [5] : ان النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: «كل نسب و سبب منقطع يوم القيامة الا نسبي و سببي» و كنت قد صحبته فأحببت أن يكون هذا أيضا [6] .

أخبرنا وكيع بن الجراح، عن هشام بن سعد، عن عطاء الخراساني: ان عمر أمهر أم


كلثوم بنت علي أربعين ألفا [7] .

قال محمد بن عمر و غيره: لما خطب عمر بن الخطاب الي علي ابنته أم كلثوم، قال: يا أميرالمؤمنين! انها صبية، فقال: انك و الله ما بك ذلك، ولكن قد علمنا [8] ما بك، [9] فأمر علي بها فصنعت، ثم [10] أمر ببرد [11] فطواه، و قال: انطلقي بهذا الي أميرالمؤمنين فقولي: أرسلني أبي يقرؤك السلام و يقول [12] : ان رضيت البرد فأمسكه و ان سخطته فرده. [13] فلما أتت عمر قال: بارك الله فيك و في أبيك، قد رضينا. قال: فرجعت الي أبيها، فقالت: ما نشر البرد و لا نظر الا الي [14] ، فزوجها اياه، فولدت له [15] غلاما يقال له [16] زيد [17] .

[18] أخبرنا وكيع بن الجراح عن اسماعيل بن أبي خالد، عن عامر قال: مات زيد بن عمر و أم كلثوم بنت علي [19] فصلي عليهما ابن عمر، فجعل زيدا مما يليه و أم كلثوم مما يلي القبلة و كبر عليهما أربعا [20] [21] .

أخبرنا عبيدالله بن موسي، قال: أخبرنا اسرائيل، عن أبي حصين، عن عامر، عن ابن عمر: انه صلي علي أم كلثوم بنت علي و ابنها زيد و جعله مما يليه و كبر عليهما أربعا.

[22] أخبرنا وكيع بن الجراح، عن زيد بن حبيب، عن الشعبي بمثله، و زاد فيه: و خلفه الحسن و الحسين ابنا [23] علي و محمد بن الحنفية و عبدالله بن عباس و عبدالله بن جعفر [24] .


أخبرنا عبيدالله بن موسي، أخبرنا اسرائيل، عن جابر، عن عامر، عن عبدالله بن عمر: أنه كبر علي زيد بن عمر بن الخطاب أربعا و خلفه الحسن و الحسين، و لو علم أنه خير أن يزيده زاده.

أخبرنا عبيدالله بن موسي، أخبرنا اسرائيل، عن السدي، عن عبدالله البهي، قال: شهدت ابن عمر صلي علي أم كلثوم و زيد بن عمر بن الخطاب فجعل زيدا فيما يلي الامام و شهد ذلك حسن و حسين.

أخبرنا وكيع بن الجراح، عن حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار مولي بني هاشم قال: شهدتهم يومئذ [25] و صلي عليهما سعيد بن العاص و كان أمير الناس يومئذ [26] و خلفه ثمانون من أصحاب محمد صلي الله عليه و آله و سلم.

أخبرنا جعفر بن عون بن جريج، عن نافع، قال: وضعت جنازة أم كلثوم بنت علي ابن أبي طالب امرأة عمر بن الخطاب و ابن لها يقال له زيد، و الامام يومئذ سعيد بن العاص.

[27] أخبرنا عبدالله بن نمير، حدثنا اسماعيل بن أبي خالد، عن عامر، قال: صلي ابن عمر علي أخيه زيد و أم كلثوم بنت علي و كان سريرهما سواء و كان الرجل مما يلي الامام [28] .

ابن سعد، الطبقات، 341 - 339/8 - عنه: ابن عساكر، تاريخ دمشق، 349 ، 348 ، 347 ، 345 ، 344/21؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، 37/15؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 625 - 624/13، منتخبه (هامش مسند بن حنبل)، 283 - 282/5؛ الأمين، أعيان الشيعة، 486 - 485/3؛ الموسوي الهندي، افحام الأعداء و الخصوم، /146 ، 132 - 131؛ تراثنا (رقم 31، 30)، / 382 - 379

قال: أخبرنا علي بن محمد، عن يزيد بن عياض بن جعدبة، عن عبدالله بن أبي بكر ابن حزم، قال: خطب سعيد بن العاص أم كلثوم بنت علي بعد عمر! و بعث اليها بمائة


ألف، فدخل عليها [29] الحسين فشاروته [30] ، فقال: لا تزوجيه، [31] فأرسلت الي الحسن [32] ، فقال: أنا ازوجه، فاتعدوا لذلك، [33] و حضر الحسن، و أتاهم سعيد و من معه [34] ، فقال سعيد: أين أبوعبدالله؟ قال الحسن: [35] أكفيك دونه [36] ، قال: فلعل أبا [43/ ب]عبدالله كره هذا [37] يا أبامحمد؟ قال: قد كان، و أكفيك. قال: اذا [38] لا أدخل في شي ء يكرهه، و رجع [39] و لم يعرض في المال [40] و لم يأخذ منه شيئا.

ابن سعد، الحسين عليه السلام، /41 رقم 248 - مثله الذهبي، سير أعلام النبلاء [41] (ط دار الفكر)، 519 - 518/4

و كان لعمر من الولد[...]، و زيد [42] الأكبر لا بقية له، و رقية و أمهما أم كلثوم بنت علي ابن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم و أمها فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم [43] .

و زيد الأصغر و عبيدالله قتل يوم صفين مع معاوية و أمهما أم كلثوم بنت جرول بن مالك بن المسيب بن ربيعة بن أصرم بن ضييس بن حرام بن حبشية بن سلول بن كعب ابن عمرو بن خزاعة، و كان الاسلام فرق بين عمر و بين أم كلثوم بنت جرول.

ابن سعد، الطبقات، 190/1 - 3 - عنه: ابن عساكر، تاريخ دمشق، 343/21


حدثنا محمد بن يونس فثنا [44] معلي [45] بن أسد، ثنا وهيب [46] بن خالد [47] ، عن جعفر ابن محمد، عن أبيه: أن [48] عمر بن الخطاب خطب الي علي أم كلثوم، فقال: [49] أنكحنيها، فقال علي [50] : اني أرصدها [51] لابن أخي [52] جعفر، فقال عمر: أنكحنيها فوالله ما من الناس أحد يرصد من أمرها ما أرصد فأنكحه علي، فأتي عمر المهاجرين [53] ، فقال: ألا تهنئوني؟ فقالوا: بمن [54] يا أميرالمؤمنين؟ فقال: بأم كلثوم [55] بنت علي [56] [57] و ابنة فاطمة [58] بنت رسول الله [59] اني سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول: كل نسب و سبب ينقطع يوم القيامة الا ما كان من سببي و نسبي [60] فأحببت أن يكون بيني و بين رسول الله صلي الله عليه و سلم سبب و نسب [61] .

ابن حنبل، فضائل الصحابة، 625/2 رقم 1069 - عنه: الحاكم النيسابوري، المستدرك، 142/3؛ تراثنا رقم 386/ ، 31 - 30؛ مثله محب الدين الطبري، ذخائر العقبي، /168؛ الذهبي، التلخيص (هامش المستدرك)، 142/3؛ الدياربكري، تاريخ الخميس، 285/2


[62] حدثنا محمد، قثنا [63] بشر بن مهران، نا شريك عن شبيب بن غرقدة [64] عن المستظل: أن عمر بن الخطاب خطب الي علي بن أبي طالب أم كلثوم، فاعتل عليه [65] بصغرها، فقال [66] : اني [67] لم أرد [68] الباه [69] ولكني [70] سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول: كل [71] سبب و نسب منقطع [72] يوم القيامة ما خلا سببي [73] و نسبي [74] ، كل [75] [76] ولد أب [77] [78] فان [79] عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فاني أنا أبوهم و عصبتهم.


ابن حنبل، فضائل الصحابة، 626/2 رقم 1070 - عنه: ابن البطريق، العمدة، / 287 رقم 464؛ ابن طاوس، الطرائف، /76 رقم 99؛ المجلسي، البحار، 97/42 رقم 29؛ مثله أبونعيم، معرفة الصحابة، 56/1 رقم 215؛ السمهودي، جواهر العقدين، /272؛ ابن حجر الهيتمي، الصواعق المحرقة (ط النجف)، /93 (ط مصر)، /156؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 624/13، منتخبه (هامش مسند ابن حنبل)، 283/5؛ الموسوي الهندي، افحام الأعداء و الخصوم،/78 - 77

[80] و أم كلثوم بنت علي، خطبها عمر بن الخطاب الي علي بن أبي طالب، و قال: «زوجني، يا أباالحسن! فاني سمعت رسول الله - صلي الله عليه و سلم - يقول:«كل سبب [81] و صهر منقطع يوم القيامة، الا سببي [82] و صهري». فزوجه اياها؛ فولدت لعمر زيدا و رقية؛ [83] ثم قتل عنها عمر؛ فتزوجها محمد بن جعفر بن أبي طالب؛ فمات عنها؛ فتزوجها عون بن جعفر بن أبي طالب؛ فمات عنها؛ فتزوجها عبدالله بن جعفر؛ فمات عنها [84] .

المصعب الزبيري، نسب قريش، /25 - مثله ابن عساكر، تاريخ دمشق، 342/21

و تزوج أم كلثوم، عمر بن الخطاب رحمه الله. ثم خلف عليها عون بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب. و قال المدائني: خلف عليها محمد بن جعفر، ثم عون بن عبدالله بن جعفر...[من]أصهار عمر بن الخطاب رحمه الله: (ابراهيم) بن نعيم النحام العدوي، كانت عنده رقية بنت عمر. و أمها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه.


من أصهار علي بن أبي طالب رضي الله عنه... و (عمر) بن الخطاب، كانت عنده أم كلثوم بنت علي. ثم خلف عليها (عون)، ثم (محمد)، ثم (عبدالله) بنوجعفر بن أبي طالب رحمه الله.

امرأة شهد أبوها و جدها و زوجها بدرا: أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه. أبوها علي، و جدها رسول الله صلي الله عليه و سلم، و زوجها عمر بن الخطاب رحمه الله.

و تزوجت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه (عمر) بن الخطاب رحمه الله. ثم خلف عليها (عون) بن جعفر بن أبي طالب. ثم (محمد) بن جعفر.[ثم] [85] (عبدالله) بن جعفر.

محمد بن حبيب، المحبر، /437 ، 245 ، 56 ، 54 - 53

حدثنا عبدان، أخبرنا عبدالله، أخبرنا يونس [86] ، عن ابن شهاب، قال ثعلبة [87] بن أبي [88] مالك [89] : ان [90] عمر بن الخطاب رضي الله عنه قسم مروطا بين نساء [91] من نساء [92] المدينة، فبقي [93] مرط جيد [94] ، فقال له [95] بعض من عنده: يا أميرالمؤمنين! اعط هذا ابنة رسول الله صلي الله عليه و سلم التي عندك، يريدون [96] أم كلثوم بنت علي، فقال عمر: أم سليط أحق، [97] [98] و أم سليط من


نساء الأنصار [99] ممن بايع رسول الله صلي الله عليه و سلم، [100] قال عمر: فانها [101] كانت تزفر لنا القرب يوم أحد. [102] قال أبوعبدالله: تزفر تخيط [103] .

البخاري، الصحيح، 128 - 127/5 ، 41 - 40/4 - مثله: الحميدي، الجمع بين الصحيحين، 135/1؛ أبونعيم، حلية الأولياء، 94 - 93/2، ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 77 - 76/12؛ المتقي الهندي، كنزالعمال، 623 - 622/13 رقم 37584؛ منتخبه (هامش مسند أحمد بن حنبل)، 282/5

و كان لعمر من الولد عبدالله، و عبدالرحمان، و حفصة. و أمهم زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح.

و زيد الأكبر - لا بقية له - و رقية و أمهما أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم، و أمها فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم.

ابن شبة، تاريخ المدينة المنورة، /654

حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملي، ثنا ابن وهب، عن ابن جريج، عن يحيي بن صبيح، حدثني عمار مولي الحارث بن نوفل، أنه شهد جنازة أم كلثوم و ابنها، فجعل الغلام مما يلي الامام، فأنكرت ذلك، و في القوم ابن عباس و أبوسعيد الخدري و أبوقتادة و أبوهريرة، فقالوا: هذه السنة.

أبوداود السجستاني، السنن، 208/3 رقم 3193 (باب اذا حضر جنائز رجال و نساء من يقدم)

[في ذكر ولد عمر ابن الخطاب]و فاطمة و زيدا و أمها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و يقال: ان اسم بنت أم كلثوم من عمر رقية، و ان عمر زوجها ابراهيم بن نعيم النحام [104] فماتت عنده و لم تترك ولدا، انتهي.

ابن قتيبة، المعارف (ط دار الكتب - مصر)، 185/1


و سالف رسول الله صلي الله عليه و سلم من قبل حفصة:

عبدالرحمان بن زيد بن الخطاب: كانت تحته فاطمة بنت عمر، و أمها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب. وجدتها فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم، و أخوها لأبيها و أمها زيد بن عمر بن الخطاب، فولدت لعبدالرحمان: عبدالله و ابنة.

و ابراهيم بن نعيم النحام بن عبدالله بن أسيد بن عبد بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب، كانت عنده رقية بنت عمر، أخت حفصة لأبيها، و أمها: أم كلثوم بنت علي.

البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 61/2، أنساب الأشراف (ط مصر)، 428/1

تزوجها عمر بن الخطاب[...]

حدثني عباس بن هشام الكلبي، عن أبيه، عن جده، قال: خطب عمر بن الخطاب[من علي]أم كلثوم - رضي الله تعالي عنهم - فقال: انها صغيرة. فقال: يا أباحسن! انما. حرصي عليها لأني سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول: ما سبب و لا صهر الا و هو منقطع يوم القيامة الا سببي و صهري.

فقال علي: أنا مرسلها اليك لتراها. فلما جاءته قال لها: قولي لأبيك: اني قد رضيت الحلة. فأدت الرسالة، فزوجه علي اياها و أصدقها عمر أربعين ألفا.

و قال هشام بن الكلبي: و قد ذكر قوم: انه أصدقها مأة ألف درهم.

حدثنا الحسين بن علي بن الأسود، حدثنا عبيدالله بن موسي، علي اسرائيل، عن عثمان بن محمد بن علي، قال: خرج عمر الي الناس فقال: رفئوني بابنة رسول الله، فاني سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول: كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة الا سببي و نسبي.

حدثني محمد بن سعد، حدثنا مالك بن اسماعيل النهدي، حدثنا سيف بن هارون، عن فضل بن كثير، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما ابتني عمر بأم كلثوم؛ دخل علي مشيخة المهاجرين و كانت تحفته اياهم أن صفر لحاهم بملاب [105] .


و قال ابن الكلبي: ولدت أم كلثوم بنت علي لعمر: زيد بن عمر، و رقية بنت عمر، فمات زيد و أمه في يوم واحد، و كان موته من شجة أصابته. و خلف علي أم كلثوم بعد عمر؛ عون بن جعفر بن أبي طالب، ثم محمد بن جعفر، ثم عبدالله بن جعفر.

البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 412 - 411/2؛ أنساب الأشراف، 190 - 189/2

المدائني، عن جويرية بن أسماء: أن بسر بن أبي أرطاة نال من علي عند معاوية، و زيد بن عمر بن الخطاب حاضر، فعلاه بعصا فشجه، فقال معاوية: عمدت الي شيخ قريش و سيد أهل الشام فضربته، ثم أقبل علي بسر فقال: شتمت عليا و هو جده، و هو أيضا ابن الفاروق، أفكنت تري أنه يصبر لك؟ قال: و أم زيد بن عمر أم كلثوم بنت علي ابن أبي طالب؛ ثم ان معاوية أرضاهما جميعا و أصلح بينهما.

البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 37/5

حدثنا محمد بن سعد، عن الواقدي، حدثني شعيب بن طلحة بن عبدالله بن عبدالرحمان بن أبي بكر، عن أبيه، قال: ورث أبابكر أبوه أبوقحافة السدس، و ورثه معه ولده: عبدالرحمان، و محمد، و عائشة، و أسماء، و أم كلثوم و امرأتاه أسماء بنت عميس، و حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير من بني الحارث بن الخزرج.

البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 97 - 96/10

و أراد عمر بن الخطاب رضي الله عنه تزوج أم كلثوم بنت أبي بكر، و كان خطبها الي عائشة فأنعمت له و كرهته أم كلثوم، فاستحيت عائشة من عمر، فبعثت الي عمرو بن العاص فأخبرته الخبر، فقال: أنا أحتال في هذا الأمر، فأتي عمر، فقال: بلغني أنك ذكرت أم كلثوم و لست أري لك أن تزوجها لأنها مرفهة عند عائشة، فان حملتها علي معيشتك و خلقك خفت ألا تصبر فتكون القطيعة بينك و بين آل أبي بكر، و ان تابعتها علي خلقها أضرت بدينك. فقال عمر: لقد قلت قولا فما الحيلة؟ قال: أنا أكفيك. قال: فافعل. فأتي عائشة فأخبرها الخبر ثم انصرف الي عمر، فقال له عمر: نشدتك الله هل كنت لقيت


عائشة؟ قال: اللهم نعم. فتزوجها طلحة بن عبيدالله، فقتل عنها فتزوجها عبدالرحمان ابن عمر بن أبي ربيعة المخزومي فولدت له.

البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 112 - 111/10

و أما زيد بن عمر فقتل في حرب زجاجة و سنذكرها ان شاء الله.

البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 460/10

ولدت لعمر بن الخطاب و لم يبق لعمر ولد من أم كلثوم بنت علي.

ابن أبي الدنيا، مقتل أميرالمؤمنين عليه السلام، /116

و في هذه السنة[سبع عشرة]خطب عمر الي علي بن أبي طالب عليه السلام أم كلثوم بنت علي، و أمها فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم، فقال علي عليه السلام: انها صغيرة، فقال: اني لم أرد حيث ذهبت، لكني سمعت رسول الله يقول: كل سبب و نسب ينقطع يوم القيامة الا سببي و نسبي و صهري، فأردت أن يكون لي سبب و صهر برسول الله، فتزوجها و أمهرها عشرة آلاف دينار.

اليعقوبي، التاريخ، 138/2

أخبرنا محمد بن رافع، قال: أنبأنا عبدالرزاق: قال: أنبأنا ابن جريج، قال: سمعت نافعا يزعم أن ابن عمر صلي علي تسع جنائز جميعا، فجعل الرجال يلون الامام، و النساء يلين القبلة، فصفهن صفا واحدا، و وضعت جنازة أم كلثوم بنت علي امرأة عمر بن الخطاب و ابن لها يقال له زيد، وضعا جميعا، و الامام يومئذ سعيد بن العاص، و في الناس ابن عمر و أبوهريرة و أبوسعيد و أبوقتادة، فوضع الغلام مما يلي الامام، فقال رجل فأنكرت ذلك فنظرت الي ابن عباس و أبي هريرة و أبي سعيد و أبي قتادة، فقلت: ما هذا؟ قالوا: هي السنة.

النسائي، السنن، 72 - 71/4

قال: و فيها[سنة سبع عشرة]تزوج عمر بن الخطاب أم كلثوم ابنة علي بن أبي طالب و هي ابنة فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم و دخل بها في ذي القعدة.

الطبري، التاريخ، 69/4


[سنة 28] كتب الي السري: عن شعيب، عن سيف، عن الربيع بن النعمان النصري و أبي المجالد جراد بن عمرو، عن رجاء بن حيوة و أبي حارثة و أبي عثمان، عن رجاء و عبادة و خالد: قالوا: ألح معاوية في زمانه علي عمر بن الخطاب في غزو البحر[و امتنع عمر عن ذلك...]

[106] قال: و بعثت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب الي ملكة الروم بطيب و مشارب و أحفاش من أحفاش النساء، و دسته الي البريد، فأبلغه لها، و أخذ منه. و جاءت امرأة هرقل، و جمعت نساءها، و قالت: هذه هدية امرأة ملك العرب، و بنت نبيهم، و كاتبتها و كافأتها، و أهدت لها؛ و فيما أهدت لها عقد فاخر. فلما انتهي به البريد اليه، أمره بامساكه، و دعا: الصلاة جامعة، فاجتمعوا، فصلي بهم ركعتين، و قال: انه لا خير في أمر أبرم عن غير شوري من أموري؛ قولوا في هدية أهدتها أم كلثوم لامرأة ملك الروم؛ فأهدت لها امرأة ملك الروم، فقال قائلون: هو لها بالذي لها، و ليست امرأة الملك بذمة فتصانع به، و لا تحت يدك فتتقيك.

و قال آخرون: قد كنا نهدي الثياب لنستثيب، و نبعث بها لتباع، و لنصيب ثمنا. فقال: ولكن الرسول رسول المسلمين، و البريد بريدهم، و المسلمون عظموها في صدرها. فأمر بردها الي بيت المال، ورد عليها بقدر نفقتها.

الطبري، التاريخ،260 ، 258/4 - عنه: كحالة، أعلام النساء، 257/4

ثم دخلت سنة ثمان و عشرين، ذكر فتح قبرس: قيل: في سنة ثمان و عشرين كان فتح قبرس علي يد معاوية، و قيل: سنة تسع و عشرين، و قيل: سنة ثلاث و ثلاثين، و قيل: انما غزيت سنة ثلاث و ثلاثين، لأن أهلها غدروا علي ما نذكره، فغزاها المسلمون، و لما غزاها معاوية هذه السنة غزا معه جماعة من الصحابة فيهم أبوذر، و عبادة بن الصامت و معه زوجته أم حرام،[و المقداد]، و أبوالدرداء، و شداد بن أوس. و كان معاوية قد لج علي عمر في غزو البحر و قرب الروم من حمص، و قال: ان قرية من قري حمص، ليسمع أهلها نباح كلابهم و صياح دجاجهم[حتي كاد ذلك يأخذ بقلب عمر]فكتب الي عمرو


ابن العاص صف لي البحر و راكبه[فان نفسي تنازعني اليه]فكتب اليه عمرو بن العاص اني رأيت خلقا كبيرا يركبه خلق صغير ليس الا السماء و الماء، ان ركد خرق القلوب، و ان تحرك أزاغ العقول، يزداد فيه اليقين قلة. و الشك كثرة، و هم فيه كدود علي عود؛ ان مال غرق، و ان نجا برق.

فلما قرأه[عمر]كتب الي معاوية: و الذي بعث محمدا صلي الله عليه و سلم بالحق لا أحمل فيه مسلما أبدا، و قد بلغني أن بحر الشام يشرف علي أطول شي ء من الأرض، فيستأذن الله في كل يوم و ليلة في أن يغرق الأرض، فكيف أحمل الجنود علي هذا الكافر[المستصعب]و بالله، لمسلم[واحد]أحب الي مما حوت الروم، و اياك أن تعرض الي[و قد تقدمت اليك]فقد علمت ما لقي العلاء مني[و لم أتقدم اليه بمثل ذلك].

قال: و ترك ملك الروم الغزو، و كاتب عمر، و قاربه، و بعثت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب زوج عمر بن الخطاب الي امرأة ملك الروم بطيب و شي ء يصلح للنساء مع البريد، فأبلغه اليها، فأهدت امرأة الملك اليها هدية منها عقد فاخر.

فلما رجع البريد، أخذ عمر ما معه و نادي ب «الصلاة جامعة»، فاجتمعوا، و أعلمهم الخبر، فقال القائلون: هو لها بالذي كان لها، و ليست امرأة الملك بذمة فتصانعك[به و لا تحت يدك فتتقيك].

و قال آخرون: قد كنا نهدي لنستثيب.

فقال عمر: لكن الرسول رسول المسلمين، و البريد بريدهم، و المسلمون عظموها في صدرها، فأمر بردها الي بيت المال و أعطاها بقدر نفقتها. [107]

ابن الأثير، الكامل، 48/3


ثم أتاه أنهم يريدون البصرة لمشاهدة الناس و الاصلاح. فتعبأ للخروج اليهم، و قال: ان فعلوا هذا فقد انقطع نظام المسلمين، و ما كان عليهم في المقام فينا مؤونة و لا اكراه.

فاشتد علي أهل المدينة الأمر، فتثاقلوا، فبعث الي عبدالله بن عمر كميلا النخعي، فجاء به فقال: انهض معي، فقال: أنا مع أهل المدينة: انما أنا رجل منهم، و قد دخلوا في هذا الأمر فدخلت معهم لا أفارقهم، فان يخرجوا أخرج و ان يقعدوا أقعد.

قال: فأعطني زعيما بألا تخرج، قال: و لا أعطيك زعيما.

قال: لولا ما أعرف من سوء خلقك صغيرا و كبيرا لأنكرتني، دعوه فأنا به زعيم.

فرجع عبدالله بن عمر الي المدينة و هم يقولون: لا والله ما ندري كيف نصنع، فان هذا الأمر لمشتبه علينا، و نحن مقيمون حتي يضي ء لنا و يسفر.

فخرج من تحت ليلته و أخبر أم كلثوم بنت علي بالذي سمع من أهل المدينة، و أنه يخرج معتمرا مقيما علي طاعة علي ما خلا النهوض؛ و كان صدوقا فاستقر عندها: و أصبح علي [108] فقيل له: حدث البارحة حدث هو أشد عليك من طلحة و الزبير و أم المؤمنين و معاوية.

قال: و ما ذالك؟ قال: خرج ابن عمر الي الشام.

فأتي علي السوق و دعا بالظهر فحمل الرجال و أعد لكل طريق طلابا. و ماج أهل المدينة، و سمعت أم كلثوم بالذي هو فيه، فدعت ببغلتها فركبتها في رحل، ثم أتت عليا و هو واقف في السوق يفرق الرجال في طلبه، فقالت: ما لك لا تزند من هذا الرجل؟ ان الأمر علي خلاف ما بلغته و حدثته. قالت: أنا ضمنة له، فطابت نفسه و قال: انصرفوا، لا والله ما كذبت و لا كذب، و انه عندي ثقة، فانصرفوا. [109] .

الطبري، التاريخ، 447 - 444/4 - عنه: كحالة، أعلام النساء، 258/4 [110] .


ذكر ابتداء أمر وقعة الجمل: فبينما هم كذلك علي التجهز لأهل الشام، أتاهم الخبر عن طلحة و الزبير و عائشة و أهل مكة بنحو آخر و أنهم علي الخلاف، فاعلم علي الناس ذلك و أن عائشة و طلحة و الزبير قد سخطوا امارته و دعوا الناس الي الاصلاح، و قال لهم: سأصبر ما لم أخف علي جماعتكم و أكف ان كفوا، و أقتصر علي ما بلغني، ثم أتاه


أنهم يريدون البصرة، فسره ذلك و قال: ان الكوفة فيها رجال العرب و بيوتاتهم.

فقال له ابن عباس: ان الذي سرك من ذلك ليسؤني أن الكوفة فسطاط فيه من أعلام العرب و لا يحملهم عدة القوم و لا يزال فيها من يسمو الي أمر لا يناله، فاذا كان كذلك شعب علي الذي قد نال ما يريد حتي تكسر حدته.

فقال علي: ان الأمر ليشبه ما تقول، و تهيأ للخروج اليهم، فندب أهل المدينة للمسير معهم فتثاقلوا، فبعث الي عبدالله بن عمر كميلا النخعي، فجاء به فدعاه الي الخروج معه، فقال: انما أنا من أهل المدينة، و قد دخلوا في هذا الأمر فدخلت معهم فان يخرجوا أخرج معهم، و ان يقعدوا أقعد.

قال: فاعطني كفيلا، قال: لا أفعل، فقال له علي: لولا ما أعرف من سوء خلقك صغيرا و كبيرا لأنكرتني دعوه فأنا كفيله.

فرجع ابن عمر الي المدينة و هم يقولون: والله ما ندري كيف نصنع؟ ان الأمر لمشتبه علينا و نحن مقيمون حتي يضي ء لنا، فخرج من تحت ليلته و أخبر أم كلثوم ابنة علي - و هي زوجة عمر - بالذي سمع و أنه يخرج معتمرا مقيما علي طاعة علي ما خلا النهوض.

فأصبح علي، فقيل له: حدث الليلة حدث هو أشد من طلحة و الزبير و عائشة و معاوية.

قال: و ما ذاك؟ قالوا: خرج ابن عمر الي الشام فأتي السوق و أعد الظهر و الرجال، و أخذ لكل طريق طلابا، و ماج الناس، فسمعت أم كلثوم فأتت عليا فأخبرته الخبر، فطابت نفسه، و قال: انصرفوا، والله ما كذبت، و لا كذب، و الله انه عندي ثقة، فانصرفوا. [111] .

ابن الاثير، الكامل، 105 - 104/3


زيد الأصغر و عبيدالله الذي قتل يوم صفين مع معاوية، أمهما أم كلثوم بنت جرول ابن مالك بن المسيب بن ربيعة بن أصرم بن ضييس بن حرام بن حبشية بن شلول بن كعب بن عمرو بن خزاعة، و كان الاسلام فرق بينها و بين عمر.

و تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب؛ و أمها فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم، و أصدقها - فيما قبل - أربعين ألفا، فولدت له زيدا و رقية.


[112] قال المدائني: و خطب[عمر بن الخطاب]أم كلثوم بنت أبي بكر [113] و هي صغيرة [114] ، و أرسل فيها الي عائشة، فقالت: الأمر اليك، فقالت أم كلثوم: لا حاجة لي فيه؛ فقالت لها عائشة: [115] ترغبين عن أميرالمؤمنين! قالت: نعم؛ انه [116] خشن العيش، شديد علي النساء [117] ؛ فأرسلت عائشة الي عمرو بن العاص فأخبرته، فقال: [118] أكفيك؛ فأتي عمر فقال: يا أميرالمؤمنين! بلغني خبر أعيذك بالله منه، قال: و ما هو؟ قال: خطبت أم كلثوم بنت أبي بكر! قال: نعم؛ أفرغبت [119] بي عنها، أم رغبت [120] بها عني؟ قال: لا واحدة؛ ولكنها حدثة نشأت تحت كنف أم المؤمنين في لين و رفق؛ وفيك غلظة، و نحن نهابك، [121] و ما نقدر [122] أن نردك عن خلق من أخلاقك؛ فكيف بها ان خالفتك في شي ء، فسطوت بها! كنت قد خلفت أبابكر في ولده بغير ما يحق عليك. قال: فكيف بعائشة و قد كلمتها [123] ؟ قال: أنا لك بها؛ و أدلك علي خير منها، أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، صلي الله عليه و سلم تعلق منها بسبب من رسول الله [124] .

الطبري، التاريخ، 200 - 199/4 - عنه: ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 222 - 221/12

حدثنا عبدالله بن محمد[...]و أما «أم كلثوم» فتزوجها عمر بن الخطاب، فولدت له «زيد بن عمر»، ثم [125] خلف علي أم كلثوم بعد عمر، عون بن جعفر، فلم تلد له شيئا حتي مات، ثم خلف علي أم كلثوم بعد عون بن جعفر، محمد بن جعفر، فولدت له جارية يقال لها: «نبتة» نعشت من مكة الي المدينة علي سرير، فلما قدمت المدينة توفيت، ثم


خلف علي أم كلثوم بعد محمد بن جعفر، عبدالله بن جعفر، فلم تلد له شيئا حتي توفيت عنده [126] .

حدثنا أحمد بن عبدالجبار[...]فتزوج أم كلثوم بنت علي، عمر بن الخطاب، فولدت زيد بن عمر و امرأة معه، فمات عمر عنها، فتزوجها بعد عمر، عون بن جعفر، فهلك عنها عون و لم يصب منها ولدا، و تزوجها محمد بن جعفر، فمات محمد، فتزوجها عبدالله بن جعفر، و مات عنها و لم يصب منها ولدا.

حدثني أحمد بن عبدالله[...]و أما «أم كلثوم» فكانت عند عمر بن الخطاب، فولدت له: زيد بن عمر، فمات و هو غلام.

الدولابي، الذرية الطاهرة، /92 - 91 رقم 82 - 80

قال ابن اسحاق: فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة، قال: خطب عمر بن الخطاب الي علي بن أبي طالب ابنته «أم كلثوم» فأقبل علي عليه و قال: هي [127] صغيرة، فقال عمر: لا [128] والله ما ذلك... [129] ولكن أردت منعي، فان كانت كما تقول فابعثها الي، فرجع علي فدعاها فأعطاها حلة و قال: انطلقي بهذه الي أميرالمؤمنين فقولي [130] : يقول لك أبي كيف تري هذه الحلة؟

فأتته بها، فقالت له ذلك، فأخذ عمر بذراعها، فاجتذبتها منه فقالت: أرسل [131] .

فأرسلها، و قال: حصان كريم. انطلقي فقولي له: ما أحسنها... [132] و أجملها و ليست - و الله - كما قلت.

فزوجها اياه.


الدولابي، الذرية الطاهرة، /158 - 157 رقم 208 - عنه: تراثنا (رقم 31، 30) / 382-383؛ مثله محب الدين الطبري، ذخائر العقبي، /168 - 167؛ الدياربكري، تاريخ الخميس، 284/2

حدثنا أحمد بن عبدالجبار، نا يونس بن[بكير]، عن خالد بن صالح، عن [133] واقد بن محمد بن عبدالله بن عمر، عن بعض أهله، قال: خطب عمر بن الخطاب الي علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم - [134] و أمها: فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم [135] - فقال له علي: ان (علي فيه أمر) [136] حتي استأذنهم.

فأتي ولد فاطمة فذكر ذلك لهم، فقالوا: زوجه.

فدعا «أم كلثوم» و هي يومئذ صبية، فقال [137] : انطلقي الي أميرالمؤمنين فقولي له: ان أبي يقرؤك السلام و يقول لك: [138] انا [139] قد قضينا [140] حاجتك التي طلبت.

فأخذها عمر فضمها اليه و قال: اني خطبتها من [141] أبيها فزوجنيها.

فقيل: يا أميرالمؤمنين! ما كنت تريد، انها [142] صبية صغيرة؟!

فقال: اني سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: «كل سبب [143] منقطع يوم القيامة الا سببي» [144] ،


فأردت أن يكون بيني و بين رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم سبب و صهر [145] .

الدولابي، الذرية الطاهرة، /159 رقم 209 - عنه: السمهودي، جواهر العقدين / 276؛ تراثنا (رقم 31، 30)، / 383؛ مثله محب الدين الطبري، ذخائر العقبي، /169؛ الدياربكري، تاريخ الخميس، 285/2

و ذكر عبدالرحمان بن خالد بن نجيح، نا حبيب - كاتب مالك بن أنس - نا عبدالعزيز الدراوردي، عن زيد بن أسلم، عن أبيه - مولي [146] عمر بن لاخطاب - قال: خطب عمر الي علي بن أبي طالب أم كلثوم، فاستشار علي العباس و عقيلا و الحسن.

فغضب عقيل و قال لعلي: ما تزيد الأيام و الشهور الا العمي في أمرك، والله لئن فعلت [147] ليكونن و ليكونن.

فقال علي للعباس: و الله ما ذاك منه نصيحة، ولكن درة عمر أحوجته الي ما تري [148] ، أم [149] والله ما ذاك [150] لرغبة فيك يا عقيل، ولكن أخبرني عمر بن الخطاب أنه سمع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: «كل سبب و نسب ينقطع يوم القيامة الا سببي و نسبي».


[151] حدثني عبدالعزيز بن منيب - أبو الدرداء المروزي -، نا خالد بن خداس، ح، و حدثني [152] اسحاق بن ابراهيم بن محمد بن سليمان بن بلال بن أبي الدرداء الأنصاري - أبويعقوب - نا أبوالجماهير - محمد بن عثمان -، قالا: نا عبدالله بن زيد بن أسلم، عن [153] أبيه، عن جده [154] [155] ان [156] عمر بن الخطاب تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب علي أربعين ألف درهم [157] .

الدولابي، الذرية الطاهرة، /160 رقم 211 - 210 - عنه: تراثنا (رقم 30، 31) / 384 - 383؛ مثله ابن عساكر، تاريخ دمشق، 82/8 رقم 814؛ محب الدين الطبري، ذخائر العقبي، /170؛ الدياربكري، تاريخ الخميس، 285/2

حدثنا عبدالله بن محمد - أبوأسامة - ناحجاج بن أبي منيع، نا جدي، عن [158] الزهري، [159] قال: أم كلثوم بنت علي من فاطمة، تزوجها عمر بن الخطاب، فولدت له زيد بن عمر


ابن الخطاب.

[160] حدثنا أحمد بن عبدالجبار، نا يونس بن بكير، عن ابن اسحاق، قال: و تزوج أم كلثوم بنت علي عمر بن الخطاب فولدت له زيد بن عمر و امرأة معه، فمات عمر عنها [161] .

حدثنا عبدالله بن محمد - أبوأسامة الحلبي -، نا حجاج بن أبي منيع، نا جدي، عن [162] الزهري، قال: ثم خلف علي «أم كلثوم» بعد عمر بن الخطاب، عون بن جعفر بن أبي طالب، فلم تلد له شيئا حتي مات [163] .

الدولابي، الذرية الطاهرة، /161 رقم 214 - 212 - عنه: تراثنا (رقم 31 ، 30)، / 384؛ مثله محب الدين الطبري، ذخائر العقبي، /170؛ الدياربكري، تاريخ الخميس، 285/2

حدثنا أحمد بن عبدالجبار، نا يونس بن بكير، عن اسحاق، قال: فلما مات عمر عن أم كلثوم بنت علي تزوجت عون بن جعفر فهلك عنها و لم يصب منها ولدا [164] .

الدولابي، الذرية الطاهرة، /162 - 161 رقم 215

قال ابن اسحاق: فحدثني والدي اسحاق بن يسار، عن [165] حسن بن حسن بن علي


ابن أبي طالب، قال [166] : لما أيمت [167] أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من عمر بن الخطاب، دخل عليها حسن و حسين - أخواها - فقالا لها: انك من [168] [169] عرفت، سيدة نساء المسلمين، و بنت سيدتهن، و انك والله لئن أمكنت عليا من رمتك [170] لينكحنك بعض أيتامه، و لئن أردت أن تصيبين [171] بنفسك مالا عظيما لتصيبينه، فوالله ما قاما حتي طلع «علي» [172] يتكي علي عصاه، فجلس، فحمد الله و أثني عليه، ثم ذكر منزلتهم من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و قال: [173] قد عرفت منزلتكم [174] يا بني فاطمة و آثرتكم عندي [175] علي سائر ولدي لمكانكم [176] من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و قرابتكم منه.

فقالوا: صدقت رحمك الله فجزاك عنا خيرا [177] .

فقال: أي بنية، أن الله قد جعل أمرك بيدك، فأنا أحب أن تجعليه بيدي.

فقالت: أي أبة، والله [178] اني لامرأة [179] أرغب فيما يرغب فيه النساء فأنا أحب أصيب ما [180] يصيب [181] النساء من الدنيا، و أنا أريد أن أنظر في أمر نفسي.


فقال: لا والله يا بنية، ما هذا من رأيك، ما هو الا رأي هذين، ثم قام فقال: والله لا أكلم رجلا منهم، أو تفعلين.

فأخذا بثيابه [182] فقالا: اجلس يا أبة، فوالله ما علي هجرانك [183] من صبر، اجعلي أمرك بيده.

فقالت: قد فعلت.

فقال: فاني قد زوجتك من عون بن جعفر - و أنه لغلام - [184] ثم رجع اليها [185] [186] فبعث اليها [187] بأربعة آلاف درهم، [188] و بعث الي ابن أخيه، فأدخلها عليه.

قال حسن: فوالله ما سمعت بمثل عشق [189] منها له منذ خلقك [190] الله. [191] قال ابن اسحاق:


فما نشب عون أن هلك، فرجع اليها علي فقال: يا بنية! اجعلي أمرك بيدي. ففعلت، فزوجها محمد بن جعفر، [192] ثم خرج [193] فبعث اليها بأربعة آلاف درهم، ثم أدخلها عليه.

فمات عنها، فتزوجها عبدالله بن جعفر، [194] و مات عنها [195] و لم يصب منها ولدا [196] [197] .

الدولابي، الذرية الطاهرة، /163 - 162 رقم 217 - 216 - عنه: ابن الأثير، أسد الغابة، 615/5؛ الأمين، أعيان الشيعة، 486/3؛ تراثنا (رقم 31، 30)، / 384- 385، 392، 393؛ الموسوي الهندي، افحام الأعداء و الخصوم، /175 - 174؛ مثله محب الدين الطبري، ذخائر العقبي، /171 - 170؛ كحالة، أعلام النساء، 258 - 257/4

[198] حدثنا عبدالله بن محمد - أبوأسامة - نا حجاج بن أبي منيع، نا جدي، عن ابن شهاب، قال: ثم خلف علي أم كلثوم بعد عون بن جعفر، محمد بن جعفر، فولدت له جارية يقال لها: «نبتة» نعشت من مكة الي المدينة علي سرير، فلما قدمت المدينة توفيت.

ثم خلف علي أم كلثوم بعد عمر و عون بن جعفر و محمد بن جعفر، عبدالله بن جعفر، فلم تلد له شيئا حتي ماتت عنده [199] .

أخبرني أبوموسي العباسي، عن يحيي بن الحسن، ح، و أخبرني طاهر بن يحيي بن الحسن، عن أبيه، قال: و أم كلثوم الكبري ابنة علي من فاطمة ولدت لعمر بن الخطاب


«زيدا» و «رقية»، و قد انقرضا، فلم يبق لعمر ولد من أم كلثوم [200] [201] .

حدثنا أبواسحاق ابراهيم بن يعقوب ابن اسحاق الجوزجاني، نا يزيد بن هارون، أنا حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، أن أم كلثوم بنت علي، و زيد بن عمر ماتا، فكفنا و صلي عليهما سعيد بن العاص و خلفه الحسن و الحسين و أبوهريرة.

حدثنا ابراهيم بن يعقوب، نا يزيد بن هارون، أنا اسماعيل بن أبي خالد، قال: تذاكرنا عند عامر جنائز الرجال و النساء.

فقال عامر: جئت و قد صلي عبدالله بن عمر علي أخيه زيد بن عمر و أمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه [202] .

الدولابي، الذرية الطاهرة، /164 - 163 رقم 221 - 218 - عنه: تراثنا (رقم 30، 31)، / 386 - 385

قال: و بلغ ذلك حفصة بنت عمر بن الخطاب، فأرسلت الي أم كلثوم فدعتها، ثم أخبرتها باجتماع الناس الي عائشة، كل ذلك لتغمها بكثرة الجموع الي عائشة.

قال: فقالت لها أم كلثوم: علي رسلك يا حفصة، فانكم ان تظاهرتم علي أبي فقد تظاهرتم علي رسول الله صلي الله عليه و سلم، فكان الله مولاه و جبريل و صالح المؤمنين و الملائكة بعد ذلك ظهير.

فقالت حفصة: يا هذه! أعوذ بالله من شرك.


فقالت أم كلثوم: و كيف يعيذك الله من شري، و قد ظلمتني حقي مرتين، الاولي ميراثي من أمي فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم، و الثانية ميراثي من أبيك عمر بن الخطاب.

قال: و لامت النساء حفصة علي ذلك لوما شديدا.

ابن أعثم، الفتوح (ط دار الفكر)، 108/1

أخبرنا أبوالقاسم أيضا، أنا أبوبكر ابن الطبري، أنا أبوالحسين ابن بشران، أنا أبوعلي ابن صفوان، نا أبوبكر انن أبي الدنيا، حدثني عبدالله بن يونس بن بكير، حدثني أبي، حدثني علي بن فاطمة العنزي، حدثني الأصبغ الحنظلي، قال: لما كانت الليلة التي اصيب فيها علي، أتاه ابن النباح حين طلع الفجر يؤذنه بالصلاة و هو مضطجع متثاقل، فعاد اليه الثانية و هو كذلك، ثم عاد الثالثة، فقام علي يمشي و هو يقول:



شد حيازيمك للموت

فان الموت لاقيكا



و لا تجزع من الموت

اذا حل بواديكا



فلما بلغ الباب الصغير، شد عليه عبدالرحمان بن ملجم فضربه، فخرجت أم كلثوم [203] ابنة علي، فجعلت تقول: ما لي و لصلاة الغداة؟ قتل زوجي أميرالمؤمنين صلاة الغداة، و قتل أبي صلاة الغداة.

ابن عساكر، تاريخ دمشق، 431 - 430/45

و قال يونس بن بكير: حدثني علي بن أبي فاطمة، حدثني الأصبغ الحنظلي، قال: لما كانت الليلة التي اصيب فيها علي، أتاه ابن النباح حين طلع الفجر، يؤذنه بالصلاة، فقام يمشي، فلما بلغ الباب الصغير، شد عليه عبدالرحمان بن ملجم، فضربه، فخرجت أم كلثوم فجعلت تقول: ما لي و لصلاة الصبح، قتل زوجي عمر صلاة الغداة، و قتل أبي صلاة الغداة.

الذهبي، سير أعلام النبلاء (ط دار الفكر)، 635/2

[أولاد أبي بكر (رضي الله عنهم)]: كان له من الولد ستة نفر، عبدالله بن أبي بكر، و أسماء بنت أبي بكر، أمهما سدة من بني عامر، و عبدالرحمان، و عائشة أمهما أم رومان


و محمد بن أبي بكر، أمه أسماء بنت عميس، و أم كلثوم أمها بنت زيد بنت خارجة رجل من الأنصار، أما عبدالله بن أبي بكر فانه هلك في خلافة أبيه، و لا عقب له؛ و أما عبدالرحمان، فمات بمكة بعد وقعة الجمل، و كان شهدها و له عقب، و أما محمد بن أبي بكر فكان ممن أعان علي عثمان، و بعثه علي بن أبي طالب واليا علي مصر، فقاتله أصحاب عمرو بن العاص، و قتلوه، و جعلوا جثته في حمار ميت، ثم أحرقوه، و من ولده القاسم ابن محمد بن أبي بكر فقيه أهل الحجاز.

[بنات أبي بكر]: أما عائشة فكانت عند رسول الله صلي الله عليه و سلم، و قصتها مشهورة و لا عقب لها، و أما أسماء فانها يقال لها: ذات النطاقين، و ذلك أنها شقت نطاقها، و شدت به السفرة التي كانت هيأتها لهجرة رسول الله صلي الله عليه و سلم، و أبي بكر الي المدينة، و يقال: لما نزلت آية الخمار، ضربت يدها الي نطاقها، فشقته نصفين و اختمرت بنصفه، و تزوجها الزبير بن العوام بمكة، فولدت له عدة ولد، و ولدت بالمدينة عبدالله بن الزبير أول مولود ولد في الاسلام، و عاشت حتي عميت، و ماتت بعد قتل ابن الزبير ببرهة و أما أم كلثوم، فخطبها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فكرهته، و نكحها طلحة بن عبيدالله، فولدت له.

و أما زيد بن عمر فأمه أم كلثوم بنت علي عليه السلام مات هو و أم كلثوم في يوم واحد.

البلخي، البدء و التاريخ، 157 ، 148 - 147/2

[204] زيد بن عمر بن الخطاب من [205] أم كلثوم بنت علي،

[206] سمعت أبي يقول ذلك (484 م 2) و يقول [207] : توفي هو و أمه أم كلثوم في ساعة واحدة (و هو صغير - [208] ]لا يدري أيهما مات أول.


ابن أبي حاتم، الجرح و التعديل، 568/2 رقم 2576 - عنه: ابن عساكر، تاريخ دمشق، 343/21؛ المختصر، 159/9

و كان أم زيد: أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب.

ابن عبد ربه، العقد الفريد، 107/5

و خطب عمر بن الخطاب أم كلثوم بنت أبي بكر، و هي صغيرة، فأرسل[عمر]الي عائشة، فقالت: الأمر اليك. فلما ذكرت ذلك عائشة لأم كلثوم، قالت: لا حاجة لي فيه! فقالت عائشة: أترغبين عن أميرالمؤمنين؟ قالت: نعم، انه خشن العيش، شديد علي النساء! فأرسلت عائشة الي المغيرة بن شعبة فأخبرته فقال لها: أنا أكفيك! فأتي عمر فقال: يا أميرالمؤمنين! بلغني عنك أمر أعيذك بالله منه! قال: ما هو؟ قال: بلغني أنك خطبت أم كلثوم بنت أبي بكر. قال: نعم، أفرغبت بها عني، أم رغبت بي عنها؟ قال: لا واحدة منهما، ولكنها حدثة نشأت تحت كنف خليفة رسول الله في لين و رفق، و فيك غلظة، و نحن نهابك و ما نقدر أن نردك عن خلق من أخلاقك؛ فكيف بها؟ ان خالفتك في شي ء فسطوت بها، كنت قد خلفت أبابكر في ولده بغير ما يحق عليك! فقال: كيف لي بعائشة و قد كلمتها؟ قال: أنا لك بها؛ و أدلك علي خير لك منها، أم كلثوم بنت علي من فاطمة بنت رسول الله؛ تتعلق منها بسبب من رسول الله صلي الله عليه و سلم.

و كان علي قد عزل بناته لولد جعفر بن أبي طالب؛ فلقيه عمر فقال: يا أباالحسن! أنكحني ابنتك أم كلثوم ابنة فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم. قال: قد حبستها لابن جعفر! قال: انه والله ما علي الأرض أحد يرضيك من حسن صحبتها بما أرضيك به؛ فأنكحني يا أباالحسن. قال: قد أنكحتكها يا أميرالمؤمنين!

فأقبل عمر فجلس في الروضة بين القبر و المنبر، و اجتمع اليه المهاجرون و الأنصار؛ فقال: رفئوني! قالوا: بمن يا أميرالمؤمنين؟ قال: بأم كلثوم؛ فاني سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول: «كل سبب و نسب ينقطع يوم القيامة الا سببي و نسبي»! و قد تقدمت لي صحبة،


فأحببت أن يكون لي معها سبب.

فولدت له أم كلثوم زيد بن عمر، و رقية بنت عمر؛ و زيد بن عمر هو الذي لطم سمرة ابن جندب عند معاوية اذ تنقص عليا فيما يقال.

ابن عبد ربه، العقد الفريد، 84 - 83/7

علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم و حماد، عن زرارة، عن أبي عبدالله عليه السلام في تزويج أم كلثوم، فقال: ان ذلك فرج غصبناه [209] .

الكليني، الفروع من الكافي، 346/5 رقم 1 - عنه: المجلسي، البحار، 107 - 106/42

محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: لما خطب اليه قال له أميرالمؤمنين: انها صبية، قال: فلقي العباس فقال له: ما لي، أبي بأس؟ قال: و ما ذاك؟ قال: خطبت الي ابن أخيك فردني أما والله لأعورن زمزم [210] و لا أدع لكم مكرمة الا هدمتها و لأقيمن عليه شاهدين بأنه سرق و لأقطعن يمينه.

فأتاه العباس فأخبره و سأله أن يجعل الأمر اليه فجعله اليه.

الكليني، الفروع من الكافي، 346/5 رقم 2 - عنه: الجزائري، الأنوار النعمانية، 83/1

حميد بن زياد، عن ابن سماعة، عن محمد بن زياد، عن عبدالله بن سنان؛ و معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: سألته عن المرأة المتوفي عنها زوجها أ [211] تعتد في بيتها أو


حيث شاءت؟ قال: بل حيث شاءت، [212] ان عليا عليه السلام لما توفي عمر أتي أم كلثوم فانطلق بها الي بيته [213] .

[214] محمد بن يحيي؛ و غيره، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن [215] الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد، قال: سألت أباعبدالله عليه السلام عن امرأة توفي [216] زوجها أين تعتد، في بيت زوجها تعتد [217] أو حيث شاءت؟ قال: بلي [218] حيث شاءت، ثم قال: [219] ان عليا عليه السلام لما مات [220] عمر أتي أم كلثوم فأخذ بيدها فانطلق بها الي بيته [221] .

الكليني، الفروع من الكافي، 116 - 115/6 رقم 2 ، 1 (باب: المتوفي عنها زوجها المدخول بها أين تعتد و ما يجب عليها) - عنه: الطوسي، تهذيب الأحكام، 161/8 رقم 558 ، 557؛ الاستبصار، 352/3 رقم 1258 - 1257؛ الحر العاملي، وسائل الشيعة، 458 ، 457/15 أبواب العد باب 32 رقم 3 ، 1

فأما أم كلثوم فزوجها علي من عمر، فولدت لعمر زيدا و رقية، و أما زيد فأتاه حجر فقتله، و أما رقية بنت عمر فولدت لابراهيم بن نعيم بن عبدالله النحام جارية فتوفيت و لم تعقب.

ابن حبان، الثقات (السيرة النبوية)، 144/2، السيرة النبوية (ط بيروت)، /409

ثم أتت أم كلثوم بنت علي أباها و كانت تحت عمر بن الخطاب، فقالت له: ان عبدالله [222] ابن عمر رجل صالح، و أنا أتكفل ما يجي ء منه لك، فلما كان من قدوم ابن عامر المدينة جاء ابن عمر اليها فقال: يا أماه! انك قد كفلت في، و أنا أريد الخروج الي العمرة الساعة،


ولست [223] بداخل في شي ء يكرهه أبوك غير أني ممسك حتي يجتمع الناس، فان شئت فأذني، و ان شئت فابعثيني الي أبيك، قالت: لا، بل اذهب في حفظ الله و تحت كنفه، فانطلق ابن عمر معتمرا.

ابن حبان، الثقات (السيرة النبوية)، 275/2، السيرة النبوية (ط بيروت)، /528 - عنه: الهيثمي، مجمع الزوائد (ط دار الفكر)، 499/4 رقم 7430

حدثنا جعفر بن محمد بن سليمان النوفلي المديني، ثنا ابراهيم بن حمزة الزبيري، ثنا عبدالعزيز بن محمد الدراوردي، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال [224] : دعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه علي بن أبي طالب فساره، ثم قام علي فجاء الصفة، فوجد العباس و عقيلا و الحسين، فشاورهم في تزويج أم كلثوم عمر، فغضب عقيل و قال: يا علي! ما تزيدك الأيام و الشهور و السنون الا العمي في أمرك، والله لئن فعلت ليكونن و ليكونن لأشياء عددها، و مضي يجر ثوبه، فقال علي للعباس: والله ما ذاك منه نصيحة، ولكن درة عمر أخرجته الي ما تري، أما والله ما ذاك رغبة فيك يا عقيل، ولكن قد أخبرني عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول: «كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة الا سببي و نسبي» فضحك عمر رضي الله عنه، و قال: ويح عقيل سفيه أحمق.

الطبراني، المعجم الكبير (ط دار احياء التراث العربي)، 45 - 44/3 (ط مصر)، 36/3 رقم 2633 - عنه: الهيثمي، مجمع الزوائد (ط دار الفكر)، 499/4 رقم 7430

حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي، قال: حدثنا الحسن بن سهل الخياط، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر قال: «سمعت عمر بن الخطاب يقول للناس حين تزوج بنت علي، ألا تهنئوني، سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول: ينقطع يوم القيامة كل سبب و نسب الا سببي و نسبي».

لم يجود هذا الحديث عن سفيان بن عيينة الا الحسن بن سهل، و رواه غيره عن


سفيان، عن جعفر، عن أبيه، و لم يذكروا جابر بن عبدالله.

الطبراني، المعجم الأوسط، 282/6 رقم 5602

حدثنا محمد بن جعفر بن الامام، قال: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا روح بن عبادة، عن ابن جريج، عن أبي مليكه، قال: حدثني الحسن بن الحسن بن علي [225] .

«أن عمر بن الخطاب خطب الي علي أم كلثوم، فقال: انها تصغر [226] عن ذاك [227] فقال عمر: اني سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول: كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة الا سببي و نسبي، فأحببت أن يكون لي من رسول الله صلي الله عليه و سلم سبب و نسب [228] ، فقال علي للحسن و الحسين: زوجا عمكما، فقالا: هي امرأة من النساء تختار لنفسها، فقام علي و هو مغضب، فأمسك الحسن بثوبه و قال: لاصبر علي هجرانك يا أبتاه».

[229] لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج الا روح، تفرد به سفيان بن وكيع [230] .

الطبراني، معجم الأوسط، 318/7 رقم 6605 - كعنه: الهيثمي، مجمع الزوائد (ط دار الفكر)، 499/4 رقم 7431

(الدراوردي) عن جعفر بن محمد، عن أبيه: ان أم كلثوم بنت علي توفيت هي و ابنها زيد بن عمر بن الخطاب في يوم، فلم يدر أيهما مات قبل، فلم ترثه و لم يرثها، و ان أهل صفين لم يتوارثوا، و أن أهل الحرة لم يتوارثوا - هذا حديث اسناده صحيح و فيه فوائد، منها: ان أم كلثوم ولدت لعمر ابنا.

الحاكم النيسابوري، المستدرك، 346 - 345/5

ما قوله - أدام الله تعالي علاه [231] - في تزويج أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة و السلام ابنته من عمر بن الخطاب.


و تزويج النبي صلي الله عليه و آله ابنتيه: زينب و رقية من عثمان [232] ؟

الجواب [233] : ان الخبر الوارد بتزويج أميرالمؤمنين عليه السلام ابنته من عمر [234] غير ثابت، و طريقه [235] من [236] الزبير بن بكار [237] ، و لم يكن موثوقا به في النقل، و كان متهما [238] فيما يذكره، و كان يبغض أميرالمؤمنين عليه السلام [239] ، و غير مأمون [240] فيما يدعيه علي بني هاشم [241] .


و انما نشر الحديث اثبات أبي محمد الحسن [242] بن يحيي صاحب النسب [243] [244] ذلك في كتابه [245] ، فظن كثير [246] من الناس أنه حق لرواية رجل علوي له، و هو انما رواه عن الزبير بن بكار [247] .

و الحديث بنفسه مختلف، فتارة يروي: أن أميرالمؤمنين عليه السلام تولي العقد له علي ابنته [248] .

و تارة يروي أن العباس تولي [249] ذلك عنه [250] .

و تارة يروي: أنه لم يقع العقد الا بعد و عيد من عمر و تهديد لبني هاشم [251] .


و تارة يروي أنه كان عن اختيار و ايثار.

ثم ان بعض الرواة يذكر أن عمر أولدها ولدا أسماه زيدا [252] .

[253] و بعضهم يقول: انه قتل قبل دخوله بها [254] [255] .

و بعضهم يقول: ان لزيد بن عمر عقبا [256] .

[257] و منهم من يقول: انه قتل و لا عقب له [258] .

و منهم من يقول: انه و أمه قتلا [259] [260] .

و منهم من يقول: ان أمه بقيت بعده [261] .


و منهم من يقول: ان عمر أمهر أم كلثوم أربعين ألف درهم [262] .

و منهم من يقول: مهرها أربعة آلاف درهم.

و منهم من يقول: كان مهرها خمسمائة درهم [263] .

[264] و بدو هذا الاختلاف فيه [265] يبطل الحديث، فلا يكون له تأثير علي حال [266] .

فصل:[تأويل الخبر] [267] .

ثم انه لو صح لكان له وجهان لا ينافيان مذهب الشيعة في ضلال المتقدمين علي أميرالمؤمنين عليه السلام:

أحدهما [268] : ان النكاح انما هو علي ظاهر الاسلام الذي هو: الشهادتان، و الصلاة الي الكعبة، و الاقرار بجملة [269] الشريعة.

و ان كان الأفضل مناكحة من يعتقد الايمان [270] ، و ترك [271] مناكحة من ضم الي ظاهر الاسلام ضلالا لا يخرجه عن الاسلام [272] ، الا أن الضرورة متي قادت الي مناكحة الضال مع اظهاره كلمة الاسلام [273] زالت الكراهة من ذلك، [274] و ساغ ما لم يكن بمستحب [275] مع الاختيار.


و أميرالمؤمنين عليه السلام كان محتاجا الي التأليف و حقن الدماء، و رأي أنه ان بلغ مبلغ عمر عما رغب فيه من مناكحته ابنته أثر [276] ذلك الفساد في الدين و الدنيا، و أنه ان أجاب اليه أعقب صلاحا في الأمرين، فأجابه الي ملتمسه لما ذكرناه.

و الوجه الآخر: أن مناكحة الضال - كجحد الامامة، و ادعائها لمن لا يستحقها - حرام، الا أن يخاف الانسان علي دينه و دمه، فيجوز له ذلك، كما يجوز له اظهار كلمة الكفر المضادة لكلمة الايمان، و كما يحل له أكل الميتة و الدم و لحم الخنزير عند الضرورات، و ان كان ذلك محرما مع الاختيار. [277] .

و أميرالمؤمنين عليه السلام كان مضطرا الي مناكحة الرجل، لأنه يهدده و يواعده، فلم يأمنه أميرالمؤمنين عليه السلام علي نفسه و شيعته، فأجابه الي ذلك ضرورة كما قلنا ان الضرورة تشرع اظهار كلمة الكفر، [278] قال تعالي: (الا من أكره و قلبه مطمئن بالايمان) [279] .


المفيد، المسائل السروية (من المصنفات)، 92 - 86/3 - 7 - عنه: المجلسي، البحار، 109 - 107/42؛ الموسوي الهندي، افحام الأعداء و الخصوم، 157 - 156/1

قال الشيخ - رحمه الله -: خلف من أولاده[عمر]تسعة من الذكور، و أربعا من الاناث؛[...]و «زيد» و «رقية» أمهما: أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، و أمها: فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم.

أبونعيم، معرفة الصحابة، 55 - 54/1

و قد حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا جعفر بن سليمان النوفلي، ثنا ابراهيم بن حمزة الزبيري، ثنا عبدالعزيز بن محمد الدراوردي، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: دعا عمر بن الخطاب علي بن أبي طالب فساره، ثم قام علي فجاء الصفة، فوجد العباس و عقيلا


و الحسين فشاورهم في تزوج أم كلثوم عمر، ثم قال علي: أخبرني عمر أنه سمع النبي صلي الله عليه و سلم يقول: «كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة الا سببي و نسبي».

أبونعيم، حلية الأولياء، 34/2 - عنه: تراثنا (رقم 30-31)، / 418

فأما قوله: (انه كان يجب لما انتهي اليه الأمر أن يتتبع أحكام القوم فينقض ما يجب أن ينقض منها) فهو من عمدهم التي يعتمدونها، و ربما أضافوا اليها أنه نكح سبيهم، فان الحنفية كانت سبية، و أنه أقام الحد بين أيديهم، و زوج ابنته من فاطمة بعضهم، و يقولون كل ذلك دال علي الولاية، و خلاف العداوة فكيف يستبيح من الحنفية ما استباحه بسبي من لا تجوز طاعته؟ و كيف يزوج مرتدا ابنته؟

و نحن نذكر الوجه في ذلك شيئا فشيئا فنقول: انا قد بينا فيما مضي من كلامنا أن أميرالمؤمنين عليه السلام كان منذ قبض الله نبيه في حال تقية و مداراة و مدافعة لاستيلاء من استبد بالأمر عليه، و لما اتفق من الأمور التي بيناها مجملة و مفصلة، فلما قتل عثمان و أفضي الأمر اليه لم يفض اليه من الوجه الذي استحقه، لأنهم انما عقدوا له الامامة بالاختيار الذي ليس بطريق الي الامامة و بني أكثرهم هذا الاختيار في صحته و التوصل الي الامامة به علي اختيار من تقدم، فكره أميرالمؤمنين عليه السلام أن يبرأ من الأمر و يقيم علي ترك الدخول فيه فيخرج، لأنه اذا تمكن من التصرف فيما جعل اليه بطريق من الطرق، و علي وجه من الوجوه، فعليه أن يتصرف و يقيم بما أوجب الله أن يقيمه، و كره أن يعرفهم أن امامته لم تثبت باختيارهم، و أنه المنصوص عليه من ابتداء الأمر فيقولون له: صرحت بذم السلف و طعنت في الأئمة الثلاثة.

و كل سبب ذكرنا أنه كان يمنعه من الموافقة علي ما ذكرناه سالفا فهو يمنعه علي أوكد الأحوال آنفا ولو لم يكن في تصريحه عليه السلام بذلك عند دعائهم له الي الأمر، الا أنه كان سببا لخلافهم عليه، و ترك تسليم الأمر اليه، فلا يتمكن مما لاح له التمكن منه، فالتقية لم تفارقه و لم يجد منها في حال من الأحوال بدا، و كيف تتبع أحكام القوم، و العاقدون له الامامة و المسلمون اليه الأمر كانوا أولياءهم و شيعتهم، و ممن يري امامتهم و ان امامته عليه السلام فرع علي امامتهم، و أن الطريق اليها من جهتهم عرفوه، و بهدايتهم سلكوه.


و مما يبين صحة ما ذكرناه ما روي عنه عليه السلام من قوله في أيام ولايته: (و الله لو ثنيت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم و بين أهل الانجيل بانجيلهم و بين أهل الزبور بزبورهم، و بين أهل الفرقان بفرقانهم حتي يزهر [280] كل كتاب و يقول: يا رب أن عليا قضي بقضائك).

و قوله عليه السلام لقضاته و قد سألوه بماذا نحكم؟ فقال عليه السلام: (احكموا بما كنتم تحكمون حتي يكون الناس علي جماعة أو أموت كما مات أصحابي) يعني عليه السلام بذلك من تقدمت وفاته من شيعته كأبي ذر و غيره.

و قد بين أميرالمؤمنين عليه السلام جملة ما ذكرناه في كلامه المشهور حيث يقول: (والله لولا حضور الناصر و لزوم الحجة و ما أخذ الله علي أولياء العهد ألا يقروا علي كظة ظالم و لا سغب مظلوم لألقيت حبلها علي غاربها و لسقيت آخرها بكأس أولها و لوجدتم دنياكم عندي أهون من عفطة عنز) [281] و انما أراد اني كنت أستعمل في آخر الأمر من التخلي منه و الاعتزال ما استعملته في أوله.

فان قيل: فاذا كان عليه السلام لم يغير أحكامهم للتقية فيجب أن تكون ممضاة جارية مجري الصحيح في وقوع التملك بها و غيره من الأحكام.

قلنا: لا شك في ما اذا لم يغير بسبب موجب للامضاء فان أحكامها جارية علي من حكم بها عليه و واقعة موقع الصحيح، و قد يجوز أن يؤثر الضرورة في استباحة ما لا يجوز استباحته لولاها كما قد يؤثر في استباحة الميتة و غيرها.

فأما الحنفية فلم تكن سبية علي الحقيقة، و لم يستبحها عليه السلام بالسبا لأنها بالاسلام قد صارت حرة مالكة أمرها فأخرجها من يد من استرقها ثم عقد عليها عقد النكاح، فمن


أين أنه استباحها بالسبا دون عقد النكاح؟

و في أصحابنا من يذهب الي أن الظالمين متي غلبوا علي الدار و قهروا و لم يتمكن المؤمن من الخروج من أحكامهم جاز له أن يطأ سبيهم و يجري أحكامهم مع الغلبة و القهر مجري أحكام المحقين فيما يرجع الي المحكوم عليه، و ان كان فيما يرجع الي الحاكم معاقبا آثما.

فأما اقامة الحدود، فما نعرف في ذلك الا أن عثمان أراد أن يدرا الحد عن أخيه [282] و كان أميرالمؤمنين عليه السلام حاضرا، و غلب في ظنه التمكن من اقامة الحد، فأمر به، و هذا مما يجب مع التمكن و هو في باب الانكار عليهم أدخل.

فأما تزويجه بنته، فلم يكن ذلك عن اختيار، و الخلاف فيه مشهور، فان الرواية وردت بأن عمر خطبها الي أميرالمؤمنين عليه السلام فدافعه و ماطله، فاستدعي عمر العباس، فقال: ما لي، أبي بأس؟، فقال: ما حملك علي هذا الكلام؟ فقال: خطبت الي ابن أخيك فمنعني لعداوته لي، و الله لأغورن زمزم، و لأهدمن السقاية، و لا تركت لكم - بني هاشم - مأثرة الا هدمتها، و لأقيمن عليه شهودا بالسرقة، و لأقطعنه.

فمضي العباس الي أميرالمؤمنين عليه السلام فخبره بما سمع من الرجل، فقال: قد أقسمت الا أزوجها اياه، فقال: رد أمرها الي، ففعل فزوجه العباس اياها.

و يبين أن الأمر جري علي اكراه ما روي عن أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهماالسلام من قوله (ذلك فرج غصبنا عليه).


علي أنه لولم يجر ما ذكرناه لم يمتنع أن يزوجه عليه السلام، لأنه كان علي ظاهر الاسلام، و التمسك بشرائعه، و اظهار الاسلام يرجع الي الشرع فيه، و ليس مما تحظره العقول.

و قد كان يجوز في العقول أن يبيحنا الله مناكحة المرتدين علي اختلاف ضروب ردتهم، و كان أيضا يجوز أن يبيحنا أن ننكح اليهود و النصاري، كما أباحنا عند أكثر المسلمين أن ينكح فيهم، و هذا اذا كان في العقول سائغا فالمرجع في تحليله أو تحريمه الي الشريعة، و فعل أميرالمؤمنين عليه السلام حجة عندنا في الشرع، فلنا أن نجعل ما فعله أصلا في جواز مناكحة من ذكروه، و ليس لهم أن يلزموا به علي ذلك مناكحة اليهود و النصاري، و عباد الأوثان، لأنهم ان سألوا عن جوازه في العقل فهو جائز، و ان سألوا عنه في الشرع فالاجماع تحظره، و يمنع منه.

فاذا قالوا: فما الفرق بين الوثني، و الكافر بدفع الامامة؟

قلنا لهم: و ما الفرق بين النصرانية و الوثنية في جواز النكاح، و ما الفرق بين النصراني و الوثني في أخذ الجزية و غيرها من الأحكام؟

فلا يرجعون في ذلك الا الي الشرع الذي رجعنا معهم اليه.

و هذه جملة كافية في الكلام علي ما أورده.

السيد المرتضي، الشافي في الامامة، 273 - 268/3

عن القاضي السلفي أسد بن ابراهيم، عن عمر بن علي العتكي، عن محمد بن اسحاق، عن الكديمي، عن بشر بن مهران، عن شريك بن شبيب، عن عروة، عن المستطيل بن حصين، قال: ان [283] عمر بن الخطاب خطب الي علي بن أبي طالب عليه السلام ابنته [284] ، فاعتل عليه [285] بصغرها، و قال: اني [286] أعددتها لابن أخي [287] جعفر، فقال [288] عمر: اني سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله


يقول: كل [289] حسب و نسب فمنقطع [290] يوم القيامة ما خلا حسبي و نسبي و كل بني أنثي [291] عصبتهم لأبيهم ما خلا بني [292] فاطمة فاني أنا [293] أبوهم و أنا عصبتهم.

الكراجكي، كنز الفوائد، /167 - 166 - عنه: المجلسي، البحار، 97/42؛ مثله محب الدين الطبري، ذخائر العقبي، /169؛ السمهودي، جواهر العقدين، /272

و لما خطبها عمر بن الخطاب من أبيها، فوض أمرها الي العباس فزوجها عمر، فولدت له زيدا و رقية، فقتل زيد في حرب كانت في بني عدي ليلا، و كان قد خرج للاصلاح بينهم، ضربه خالد بن أسلم مولي عمر بن الخطاب في الظلام و لم يعرفه، فصرع و عاش أياما، و مات هو و أمه في وقت واحد و لم يعقب، فلم يدر أيهما مات قبل الآخر، فلما وضع للصلاة قدم زيد قبل أمه مما يلي الامام و صلي عليهما عبدالله بن عمر بن الخطاب و سعيد بن العاص أمير الناس.

و عاشت رقية، و تزوجت ابراهيم بن عبدالله النحام بن أسد بن عبيد بن عولج بن عدي بن عمر بن الخطاب.

العبيدلي، أخبار الزينبات، /125 - 124

و تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، بنت بنت رسول الله - صلي الله عليه و سلم - عمر بن الخطاب، فولدت له زيدا لم يعقب، و رقية؛ ثم خلف عليها بعد عمر - رضي الله عنه - عون بن جعفر بن أبي طالب؛ ثم خلف عليها بعده محمد بن جعفر بن أبي طالب؛ ثم خلف عليها بعده عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، بعد طلاقه لأختها زينب.

فولد أبي بكر[...]و أم كلثوم، امرأة طلحة بن عبيدالله: أمها بنت خارجة بن زيد الأنصاري.

و من ولد طلحة بن عبيدالله[...]و زكريا: أمه أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق.


و ولد أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -[...]و زيد الأكبر: أمه: أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، من فاطمة بنت رسول الله - صلي الله عليه و سلم -.

ابن حزم، جمهرة الأنساب، 152 ، 138 ، 137 ، 38/1

أخبرنا أبوعبدالله الحافظ، ثنا الحسن بن يعقوب و ابراهيم بن عصمة، قالا: ثنا السري ابن خزيمة، ثنا معلي بن أسد، ثنا وهيب بن خالد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين (ح و أخبرنا) أبوعبدالله الحافظ، ثنا أبوالعباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبدالجبار، ثنا يونس بن بكير، عن ابن اسحاق، حدثني أبوجعفر، عن أبيه علي بن الحسين، قال: لما تزوج عمر بن الخطاب، أم كلثوم بنت علي رضي الله عنه، أتي مجلسا في مسجد رسول الله صلي الله عليه و سلم بين القبر و المنبر للمهاجرين لم يكن يجلس فيه غيرهم، فدعوا له بالبركة، فقال: أما والله ما دعاني الي تزويجها، ألا أني سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم بقوله: كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة الا ما كان من سببي و نسبي - لفظ حديث ابن اسحاق و هو مرسل حسن (و قد روي) من أوجه أخر موصولا و مرسلا -.

البيهقي، السنن الكبري، 64 - 63/7

(أخبرنا) أبوالحسين بن بشران، أنبأ دعلج بن أحمد، ثنا موسي بن هارون، ثنا سفيان ابن وكيع بن الجراح، ثنا روح بن عبادة، ثنا ابن جريج، أخبرني ابن أبي مليكة، أخبرني حسن [294] بن حسن، عن أبيه، أن عمر بن الخطاب خطب [295] الي علي (رضي الله عنهما) [296] أم كلثوم (رضي الله عنها)، فقال له علي: انها تصغر عن ذلك. فقال عمر رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول: كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة الا سببي و نسبي، فأحببت [297] أن يكون لي من رسول الله صلي الله عليه و سلم سبب و نسب. فقال علي لحسن و حسين (رضي الله عنهما): زوجا عمكما،


فقالا: هي امرأة من النساء تختار لنفسها؛ فقام علي رضي الله عنه مغضبا، فأمسك الحسن بثوبه و قال: لا صبر علي هجرانك يا أبتاه؛ قال: فزوجاه.

البيهقي، السنن الكبري، 114 ، 64/7 - عنه: السمهودي، جواهر العقدين، /275 - 274؛ ابن حجر الهيتمي، الصواعق المحرقة، /94؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 532 - 531/16 رقم 45773، تراثنا (رقم 30، 31)، /388 - 387

(أخبرنا) أبوالحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل [298] القطان ببغداد، أنبأ عبدالله ابن جعفر بن درستوريه، ثنا يعقوب بن سفيان، حدثني الحجاج بن أبي منيع [299] (ح و أخبرنا) أبوعبدالله الحافظ، ثنا أبوالعباس محمد بن يعقوب، ثنا أبوأسامة الحلبي، ثنا حجاج [300] ابن أبي منيع الرصافي [301] ، حدثني جدي [302] عبيدالله بن أبي زياد [303] ، عن الزهري، قال[...]و أما أم كلثوم فتزوجها عمر بن الخطاب، فولدت له زيد بن عمر ضرب ليالي قتال ابن مطيع ضربا لم يزل ينهم [304] له حتي توفي.

ثم خلف [305] علي أم كلثوم بعد عمر عون بن جعفر، فلم تلد له شيئا حتي مات، ثم خلف علي أم كلثوم بعد عون بن جعفر محمد، فولدت له جارية يقال لها[بثينة] [306] و قال هؤلاء: نعشت [307] من مكة الي المدينة علي سرير، فلما قدمت [308] المدينة توفيت، ثم خلف علي أم كلثوم بعد عمر بن الخطاب و عون بن جعفر و محمد بن جعفر: عبدالله بن جعفر، فلم تلد شيئا حتي ماتت عنده.

البيهقي، السنن الكبري، 71 - 70/7، دلائل النبوة، 283/7 - عنه: ابن عساكر، تاريخ دمشق، 342/21 ، 98/3


(و أخبرنا) أبوعبدالله الحافظ، أنبأ أبوعبدالله محمد بن يعقوب، حدثني أبوجعفر محمد بن الحجاج الوراق، ثنا يحيي بن يحيي، أنبأ أبومعاوية، عن الأعمش، عن ابراهيم، عن الأسود، عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: [309] تزوجها رسول الله صلي الله عليه و سلم و هي ابنة ست، و بني بها و هي ابنة تسع، و مات عنها و هي ابنة ثمان عشرة سنة. رواه مسلم في الصحيح عن يحيي بن يحيي (قال الشافعي) رحمه الله: و قد زوج علي عمر (رضي الله عنهما) [310] أم كلثوم بغير أمرها.

البيهقي، السنن الكبري، 114/7 - عنه: تراثنا (رقم 31 - 30)، / 388

عن الشعبي، قال: نقل علي رضي الله عنه أم كلثوم بعد قتل عمر بسبع ليال.

البيهقي، السنن الكبري، 436/7

محمد بن أحمد بن يحيي، عن جعفر بن محمد القمي، عن القداح، عن جعفر، عن أبيه عليه السلام، قال: ماتت أم كلثوم بنت علي عليه السلام و ابنها زيد بن عمر بن الخطاب في ساعة واحدة لا يدري أيهما هلك قبل، فلم يورث أحدهما من الآخر و صلي عليهما جميعا.

الطوسي، تهذيب الأحكام، 363 - 362/9 رقم 1295 - عنه: الحر العاملي، وسائل الشيعة، 594/17 كتاب الفرائض باب 5 رقم 1

ابراهيم بن مهران بن رستم، أبواسحاق المروزي و هو ابن أخت رواد بن الجراح العسقلاني. قدم بغداد و حدث بها عن الليث بن سعد، و عبدالله بن لهيعة المصريين، و شريك بن عبدالله الكوفي. روي عنه عمر بن حفص السدوسي، و عبدالله بن أحمد بن حنبل، و موسي بن هارون، و أحمد بن الحسين بن اسحاق الصوفي، أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبدالله بن اسحاق بن ابراهيم البغوي، حدثنا موسي بن هارون. و أحمد ابن الحسين بن اسحاق الصوفي، حدثنا أبواسحاق ابراهيم بن مهران - جار الهيثم بن خارجة - أخبرنا الليث بن سعد. و أخبرنا محمد بن عمر بن القاسم الترسي - و اللفظ له - أخبرنا محمد بن عبدالله بن ابراهيم الشافعي، حدثنا أحمد بن الحسين الصوفي [311] ، حدثنا


ابراهيم بن مهران بن رستم المروزي، حدثنا الليث بن سعد القيسي مولي بني رفاعة في سنة احدي و سبعين و مائة بمصر، عن موسي بن علي بن رباح اللخمي، عن أبيه، عن عقبة بن عامر الجهني. قال: خطب عمر بن الخطاب الي علي بن أبي طالب ابنته من فاطمة و أكثر تردده اليه، فقال: يا أباالحسن! ما يحملني علي كثرة ترددي اليك الا حديث سمعته من رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول: «كل سبب و صهر منقطع يوم القيامة، الا سببي و نسبي». فأحببت أن يكون لي منكم أهل البيت سبب و صهر.

فقام علي فأمر بابنته من فاطمة فزينت ثم بعث بها الي أميرالمؤمنين عمر، فلما رآها قام اليها فأخذ بساقها و قال: قولي لأبيك قد رضيت، قد رضيت، قد رضيت. فلما جاءت الجارية الي أبيها قال لها: ما قال لك أميرالمؤمنين؟ قالت: دعاني و قبلني فلما قمت أخذ بساقي و قال: قولي لأبيك قد رضيت. فأنكحها اياه فولدت له زيد بن عمر بن الخطاب فعاش حتي كان رجلا ثم مات.

الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، 182/6 رقم 3237 - تراثنا رقم 289 - 288/ ، 31 - 30

خطبها عمر بن الخطاب [312] الي [313] علي بن أبي طالب، فقال له: انها [314] صغيرة [315] ، فقال له [316] :


زوجنيها يا أباالحسن، فاني [317] أرصد من كرامتها ما لا يرصده [318] أحد، فقال [319] له علي رضي الله عنه [320] : أنا أبعثها اليك، فان رضيتها فقد زوجتكها [321] ، فبعثها اليه ببرد و قال لها: قولي له [322] : هذا البرد الذي قلت [323] [324] ، لك، فقالت: ذلك لعمر [325] ، فقال [326] : قولي [327] له قد [328] رضيت [329] رضي الله عنك، [330] و وضع يده [331] علي ساقها فكشفها [332] [333] ، فقالت: أتفعل هذا؟! [334] لولا أنك أميرالمؤمنين لكسرت أنفك [335] ، [336] ثم [337] [338] خرجت حتي [339] جاءت [340] أباها [341] فأخبرته الخبر [342] و قالت [343] : بعثتني [344] الي شيخ سوء؟! فقال: [345] يا بنية! انه زوجك [346] ، [347] فجاء عمر الي


مجلس المهاجرين [348] [349] في الروضة، [350] و كان يجلس فيها المهاجرون الأولون [351] فجلس اليهم [352] ، فقال لهم: زفئوني [353] [354] ، فقالوا: بماذا [355] يا أميرالمؤمنين؟ قال: [356] تزوجت أم كلثوم بنت [357] علي ابن أبي طالب [358] ، سمعت [359] رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: «كل نسب و سبب و صهر منقطع [360] يوم القيامة الا نسبي و سببي و صهري» [361] ، [362] [363] فكان لي به عليه [364] السلام [365] [366] النسب و السبب، فأردت أن أجمع اليه الصهر [367] ، [368] فرفؤوه [369] [370] .


[371] [372] و حدثنا عبدالوارث، حدثنا قاسم، حدثنا الخشني، حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن علي [373] أن عمر بن الخطاب خطب الي علي ابنته أم كلثوم، فذكر له صغرها، فقيل له: انه ردك فعاوده، فقال له علي: أبعث بها اليك [374] ، فان رضيت، فهي امرأتك. فأرسل بها اليه، فكشف عن ساقها، فقالت: مه! والله لولا أنك أميرالمؤمنين للطمت عينك.

و ذكر ابن وهب، عن عبدالرحمان بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، أن عمر بن الخطاب تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب [375] علي مهر أربعين ألفا، قال أبوعمر: ولدت [376] أم كلثوم بنت علي لعمر بن الخطاب [377] زيد ابن عمر الأكبر و رقية [378] بنت عمر [379] و توفيت أم كلثوم و ابنها زيد في وقت واحد [380] ، و قد كان زيد أصيب في حرب كانت بين بني عدي [381] ليلا، كان [382] قد خرج ليصلح بينهم فضربه رجل منهم في الظلمة فشجه و صرعه، فعاش أياما ثم مات هو و أمه [383] في وقت واحد [384] ، و صلي عليهما [385] ، ابن عمر، قدمه حسن بن علي [386] و كانت فيهما سنتان فيما ذكروا، لم يورث [387] واحد منهما من صاحبه، لأنه لم يعرف أولهما موتا [388] ، و قدم زيد قبل [389] أمه مما يلي الامام [390] [391] .


ابن عبدالبر، الاستيعاب، 469 - 467/4 - عنه: محب الدين الطبري، ذخائر العقبي، /168؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، (ط مؤسسة الرسالة)، 501/3 (ط دار الفكر)، 23/5، تاريخ الاسلام، 255/2؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، 38 - 37/15؛ الدياربكري، تاريخ الخميس، 285 - 284/2؛ الأمين، أعيان الشيعة، 486/3؛ آل بحرالعلوم، تحفة العالم، 239/1؛ كحالة، أعلام النساء، 256 - 255/4؛ موسي محمد علي، السيدة زينب، 118 - 117؛ الموسوي الهندي، افحام الأعداء و الخصوم، 173 ، 165 - 164/1؛ تراثنا رقم (31، 30)، / 392 - 389؛ مثله الزمخشري، ربيع الأنوار، 304 - 303/4؛ ابن عساكر، تاريخ دمشق، 342/21، المختصر، 159/9؛ ابن الأثير، أسد الغابة، 615 - 614/5؛ ابن قدامة، التبيين، /135 - 134؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 106/12

محمد بن جعفر بن أبي طالب هذا هو الذي تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بعد موت عمر بن الخطاب[...]و استشهد محمد بن جعفر بتستر.

ابن عبدالبر، الاستيعاب، 327 - 326/3

أخبرنا القاضي أبوعلي اسماعيل بن محمد بن أحمد، حدثنا أبوبكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن سهل بن بيري، و أخبرنا أبوغالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي، أخبرنا أبوالحسن علي بن الحسن الطحان، و أخبرنا أبوبكر أحمد بن محمد بن عبدالوهاب بن طاوان، أخبرنا القاضي أبوالفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمد الخيوطي، قالوا: حدثنا أبوبكر محمد بن عثمان بن سمعان المعدل، حدثنا أبوالحسن أسلم بن سهل بن أسلم الرزاز الواسطي المعروف ببحشل، حدثني محمد بن عمران، حدثنا أبوأسامة، عن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، قال: سمعت عاصم بن عبدالله، قال: سمعت عبدالله ابن عمر، قال: صعد عمر بن الخطاب المنبر، فقال: أيها الناس! انه والله ما حملني علي الالحاح علي علي بن أبي طالب في ابنته الا أني سمعت رسول الله صلي الله عليه يقول: كل سبب و نسب و صهر منقطع[يوم القيامة]الا نسبي و صهري، فانهما يأتيان يوم القيامة يشفعان لصاحبهما.

ابن المغازلي، مناقب علي بن أبي طالب، /110 - 109 رقم 153 - عنه: السمهودي، جواهر العقدين، /275؛ تراثنا (رقم 31 - 30)، / 417


خرجت أم كلثوم بنت علي من فاطمة و اسمها رقية عليهم السلام الي عمر بن الخطاب فأولدها زيدا، و مات هو و أمه (في يوم) [392] واحد، و كان الشريف الزاهد النقيب الأخباري ببغداد، أبومحمد الحسن بن أحمد بن القاسم بن محمد العويد العلوي المحمدي رحمه الله يروي أن الذي تزوجها عمر، شيطانة، و آخرون من أهلنا يزعمون أنه لم يدخل بها، و آخرون يقولون هو أول فرج غصب في الاسلام.

و المعول عليه من هذه الروايات، ما رأيناه آنفا من أن العباس بن عبدالمطلب زوجها عمر برضاء أبيها عليه السلام و أذنه، و أولدها عمر زيدا.

المجدي، /18 - 17

و ولد منها[أم كلثوم عليهاالسلام]لعمر زيد و رقية. و أما زيد الأصغر و عبيدالله بن عمر فقد ولدا من أم كلثوم بنت جرول من خزاعة.

و خرج زيد من عند معاوية، فأبصر بسر بن أرطأة علي دكان ينال من علي رضي الله عنه، فصعد الدكان و احتله و ضرب به الأرض، و طفر عليه فدق ضلعين من أضلاعه. فقال معاوية: أبعد الله بسرا. أبعد الله بسرا. أيشتم هذا الرجل و هو يسمع؟ أما علم أن زيدا بين علي و عمر، و أم زيد ابنة علي من فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم.

و ماتت أم كلثوم و زيد في وقت واحد، و صلي علي جنازتهما سعيد بن العاص، و كان والي المدينة. و قال له الحسين بن علي عليهماالسلام: تقدم، و لولا أنك أمير ما قدمتك.

الزمخشري، ربيع الأبرار، /304

و أما أم كلثوم فهي التي تزوجها عمر [393] بن الخطاب. و قال أصحابنا: انه عليه السلام انما زوجها منه بعد مدافعة كثيرة و امتناع شديد و اعتلال عليه بشي ء بعد شي ء حتي ألجأته الضرورة الي أن رد أمرها الي العباس بن عبدالمطلب فزوجها اياه [394] .

الطبرسي، اعلام الوري، /204 - عنه: المجلسي، البحار، 93/42، مثله الجزائري، الأنوار النعمانية، 371/1


زيد بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبدالعزي بن رياح بن عبدالله بن قرط بن رزاح ابن عدي بن كعب القرشي العدوي: و أمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، [395] و أمها فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم، و أمها خديجة بنت خويلد [396] ، وفد علي معاوية بن أبي سفيان.

قال الزبير: و أما زيد بن عمر بن الخطاب فكان له ولد فانقرضوا.

ذكر أبومحمد الحسين بن محمد الأيجي الكاتب، أنا أبوبكر محمد بن الحسن بن دريد، أنا أبوحاتم، عن أبي عبيدة، عن يونس، عن أبي عمرو بن العلاء، حدثني رجل من الأنصار، عن أبيه، قال: وفدنا مع زيد بن عمر بن الخطاب، و أمه أم كلثوم بنت علي ابن أبي طالب، و أمها فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم الي [397] معاوية بن أبي سفيان فأجلسه علي السرير، و هو يومئذ من أجمل الناس و أشبههم، فبينا هو جالس قال له بسر بن أرطاة: يا ابن أبي تراب! فقال له: أاياي تعني؟ لا أم لك، أنا والله خير منك، و أزكي و أطيب، فما زال الكلام بينهما حتي نزل زيد اليه فخنقه حتي صرعه، و برك علي صدره، فنزل معاوية عن سريره فحجز بينهما، و سقطت عمامة زيد، فقال زيد: والله يا معاوية ما شكرت الحسني، و لا حفظت ما كان منا اليك، حيث تسلط علي عبد بني عامر، فقال معاوية: أما قولك، يا ابن أخي، أني لكفرت الحسني، فوالله ما استعملني أبوك الا من حاجة الي، و أما ما ذكرت من الشكر، فوالله لقد وصلنا أرحامكم، و قضينا حقوقكم، و انكم لفي منازلكم. فقال زيد: أنا ابن الخليفتين، والله لا تراني بعدها أبدا عائدا اليك، و اني لأعلم أن هذا لم يكن الا عن رأيك. قال: و خرج زيد الينا [398] و قد تشعث رأسه و سقطت عمامته، فدعا بابل [399] فارتحل، فأتاه آذن معاوية، فقال: ان أميرالمؤمنين يقرأ عليك السلام و يقول: عزمت عليك لما أتيتني، فان أبيت أتيتك، قال زيد: لولا العزيمة ما أتيت.


فلما رجع اليه أجلسه علي سريره، و قبل بين عينيه، ثم أقبل عليه، فقال: من نسي بلاء عمر يومئذ فاني والله ما أنساه، لقد استعملني و أصحاب رسول الله صلي الله عليه و سلم متوافرون، و أنا يومئذ حديث السن، فأخذت بأدبه و اقتديت بهديه، و اتبعت أثره، و والله ما قويت علي العامة الا بمكاني كان منه، حاجتك يا ابن أخي؟ فوالله ما ترك له حاجة و لا لمن معه الا قضاها، و أمر له بمائة ألف، و أمر لنا بأربعة آلاف أربعة آلاف و نحن عشرون رجلا، فقال: هذه لك عندي في كل عام.

[400] أخبرنا أبومحمد بن طاوس، أنا عاصم بن الحسن، أنا أبوعمر بن مهدي، أنا أبوالعباس بن عقدة، نا أحمد بن يحيي الصوفي، نا عبدالرحمان بن شريك، حدثني أبي، حدثني عروة بن عبدالله بن قشير، عن أبي جعفر، قال: قال عمر بن الخطاب لعلي بن أبي طالب: عزمت عليك الا زوجتني ابنتك، فزوجه فراح عمر الي الصفة، فقال للناس: ألا تهنوني؟ قالوا: و ما ذاك؟ قال: تزوجت أم كلثوم: لفاطمة بنت رسول الله لعلي بن أبي طالب، فهنؤوه، ثم قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول: «كل نسب و سبب منقطع يوم القيامة، الا نسبي و سببي».

أخبرنا أبوالقاسم هبة الله بن محمد، أنا أبوطالب محمد بن محد بن غيلان، أنا أبوبكر الشافعي، نا جعفر بن محمد بن كزال، نا اسحاق بن المنذر، نا محمد بن عبدالملك الأنصاري، نا محمد بن المنكدر [401] ، عن جابر بن عبدالله الأنصاري، قال: تزوج عمر بن الخطاب أم كلثوم بنت فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم علي أربعين ألف درهم [402] .

[403] أخبرنا أبوالحسين بن الفراء، و أبوغالب، و أبوعبدالله ابنا البنا، قالوا: أنا أبوجعفر ابن المسلمة، أنا أبوطاهر المخلص، نا أحمد بن سليم، نا الزبير بن بكار، قال: و حدثني عمر بن أبي بكر المؤملي، حدثني سعيد بن عبدالكبير، عن عبدالحميد بن عبدالرحمان ابن زيد بن الخطاب، و أمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب [404] ، و كان سبب ذلك أن حربا


وقعت فيما بين عدي بن كعب، فخرج عبدالله بن مطيع يطلع ما سببه، و بلغ ذلك عبدالله و سليمان ابني أبي جهم، فخرجا يرصدانه لرجعته، و أتي الخبر أخويهما فخرجوا اليهما، و تداعي الفريقان، و انصرف عبدالله بن مطيع ممسيا [405] ، فالتقوا بالبقيع فاقتتلوا و تنوول ابن مطيع بعصا فأدركت مؤخر السرج فكسرته، و أقبل زيد بن عمر ليحجز بينهم و ينهي بعضهم عن بعض، فخالطهم فضربه رجل منهما في الظلمة و هو لا يعرفه، ضربة [406] علي رأسه فشجه و صرع عن دابته، و تنادي القوم: زيد زيد، فتفرقوا، و أسقط في أيديهم، و أقبل عبدالله بن مطيع، فلما رآه صريعا نزل فأكب عليه فناداه: يا زيد! بأبي أنت و أمي. مرتين أو ثلاثا، ثم أجابه، فكبر ابن مطيع و أخذه فحمله علي بغلته حتي أداه الي منزله، فدووي زيد من شجته حتي أقبل، و قيل: قد برأ، و كان يسأل عن من ضربه فلا يسميه، ثم ان الشجة انتفضت بزيد بن عمر فلم يزل منها مريضا، و أصابه بطن فهلك رحمة الله عليه.

[407] قال عبدالحميد بن عبدالرحمان بن زيد بن الخطاب، و قد ذكر بعض أهل العلم: أنه و أمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، مرضا جميعا و ثقلا و نزل بهما، و أن رجالا مشوا بينهما لينظروا أيهما يقبض أولا فيورث منه الآخر و أنهما قبضا في ساعة واحدة، فلم يدر أيهما قبض قبل صاحبه، و قال في ذلك عبدالله بن عامر بن ربيعة حليف بني الخطاب:



ان عديا ليلة البقيع

تفرقوا عن رجل صريع



مقاتل في الحسب الرفيع

أدركه شؤم بني مطيع



و قال في ذلك عاصم بن عمر بن الخطاب:



مضي عجب من أمر ما كان بيننا

و ما نحن فيه بعد من ذاك أعجب



يجري جناة الشر من بعد ألفة

رجعنا و فيه فرقة و تحزب



مشائيم جلابون للغي مصحرا

و للغي في أهل الغواية تجلب






اذا ما رأينا صدعهم لم يلائموا

و لم يك فيه للمزاول مرأب



و تأبي لهم فيها شراسة أنفس

و كلهم عند النحيزة مصعب



فيا زيد صبرا حسبة و تعرضا

لأجر ففي الأجر المعرض مرغب



و لا تكتمن من بالك اليوم أن شبا

بك من سعي بداك و يشغب



و لا تأخذن عقلا من القوم انني

أري الجرح يبرأ و المعاقل تذهب



كأنك لم تنصب و لم تلق اربة

اذا أنت أدركت الذي كنت تطلب



و قال في ذلك محمد بن اياس بن أبي البكر حليف عدي بن كعب:



ألا يا ليت أمي لم تلدني

و لم أك في الغواة لذا البقيع



و لم أر مصرع ابن الخير زيد

و هد به هنالك من صريع



هو الرزء الذي عظمت و جلت

مصيبته علي الحي الجميع



كريم في النجار تكنفته

عروق المجد و الحسب الرفيع



شفيع الجود ما للجود حقا

سواه اذ تولي من شفيع



أصاب الحي حي عدي كعب

مجللة من الخطب الفظيع



و خصهم الشقاء بها خصوصا

لما يأتون من سوء الصنيع



بشؤم بني حذيفة أن فيهم

معا بكذا و شؤم بني مطيع



و كم من ملتقي خضب حصاه

كلوم القوم بالعلق النجيع



قال: و حدثنا الزبير [408] ، حدثني محمد بن الحسن المخزومي، قال: لما استعز بزيد بن عمر جعل الحسين بن علي يقول له: يا زيد! من ضربك؟ فيقول له عبدالله بن عمر: يا زيد! اتق الله فانك كنت في اختلاط لا تعرف فيه من ضربك، قال: و كانت في زيد و أمه سنتان: ماتا في ساعة واحدة، لم يعرف أيهما مات قبل الآخر، فلم يورث كل واحد منهما من صاحبه، و وضعا معا في موضع الجنائز، فأخرت أمه و قدم هو مما يلي الامام، فجرت السنة في الرجل و المرأة بذلك بعد.


و قال الحسين بن علي لعبدالله بن عمر: تقدم فصل علي أمك و أخيك، فتقدم فصلي عليهما.

[409] أخبرنا أبوغالب، و أبوعبدالله ابنا البنا، قالا: أنا أبوجعفر بن المسلمة، أنا أبوطاهر المخلص، نا أحمد بن سليمان، حدثنا الزبير بن بكار، قال: و أخبرني علي بن صالح، عن جدي عبدالله بن مصعب [410] : أن خالد بن أسلم مولي عمر بن الخطاب هو الذي أصاب زيدا تلك الليلة برمية و لا يعرفه.

[411] قال: ونا الزبير، و أخبرني غير واحد منهم محمد بن حسن، قال: كان الحسين بن علي يقول لابن أخته زيد: سم من أصابك، فيقول له عبدالله بن عمر: يا أخي! اتق الله لا تدع علي أحد، فانك أصبت في حال اختلاط من الناس ليلا، فلما مات زيد و أمه في وقت واحد وضعا في موضع الجنائز، و قدم زيد مما يلي الامام، فقال حسين لعبدالله بن عمر: تقدم فصل علي أمك و أخيك، فتقدم فصلي عليهما، فكانت فيهما سنتان: أن لا يتوارث من لم تعرف وفاته قبل صاحبه، و أن يتقدم الرجال مما يلي الامام.

أخبرنا أبوالفضل محمد بن اسماعيل، و أبوالمحاسن أسعد بن علي، و أبوبكر أحمد بن يحيي بن الحسن، و أبوالوقت عبدالأول بن عيسي، قالوا: أنا عبدالرحمان بن محمد بن المظفر، أنا عبدالله بن أحمد بن حمويه، أنا عيسي بن عمر بن العباس، أنا عبدالله بن عبدالرحمان بن بهرام، أنا نعيم بن حماد، عن عبدالعزيز بن محمد، نا جعفر، عن أبيه: أن أم كلثوم و ابنها زيد ماتا في يوم واحد، فالتقت الصائحتان في الطريق، فلم يرث كل واحد منهما من صاحبه.

أخبرنا أبومحمد السلمي، نا أبوبكر الخطيب.

و أخبرنا أبوالقاسم بن السمرقندي، أنا أبوبكر بن الطبري، أنا أبوالحسين بن الفضل، أنا عبدالله بن جعفر، نا يعقوب، نا سعيد - يعني ابن منصور - أنا اسماعيل بن ابراهيم،


نا يونس بن عبيد، قال: سأل عمار مولي بني هاشم الحسن: عن جنائز الرجال و النساء اذا اجتمعت، فقال الحسن: الرجل بين يدي المرأة في الحياة و الموت، فقال عمار: هذا ما لا أسألك فيه، كنت فيمن يختلف بين أم كلثوم بنت علي، و ابنها زيد بن عمر، قال يونس: من أجل الميراث فأخرجت جنازتاهما فصلي عليهما أمير المدينة، فجعل المرأة بين يدي الرجل، و أصحاب رسول الله صلي الله عليه و سلم يومئذ كثير، و ثم الحسن و الحسين [412] .

قال: و نا يعقوب، نا الحجاج - يعني ابن المنهال -، نا حماد، أنا عمار بن أبي عمار أن زيد بن عمر بن الخطاب، و أمه أم كلثوم بنت علي احتضرا فكنت اختلف بينهما، فماتا كلاهما فغسلا وكفنا و أتي بهما و تقدم [413] سعيد بن العاص فصلي عليهما، [414] قال: و كان في القوم: الحسن، و الحسين، و أبوهريرة، و ابن عمر، و نحو من ثمانين من أصحاب محمد صلي الله عليه و سلم.

أخبرنا أبومحمد هبة الله بن أحمد بن طاوس، و أبوالمجد معالي بن هبة الله بن الحسن ابن علي بن الحبوبي، قالا: أنبأ سهل بن بشر، أنا أبوالحسن علي بن منير الخلال، أنا الحسن بن رشيق، أنا أبوجعفر أحمد بن حماد بن مسلم، زغبة، ثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم، أنا يحيي بن أيوب، عن ابن جريج، حدثه عن عمارة مولي الحارث بن نوفل، قال: شهدت الصلاة علي أم كلثوم امرأة عمر بن الخطاب، و علي ابن لها يقال له زيد بن عمر، وضعا في المصلي، و الامام يومئذ سعيد بن العاص، و في الناس ابن عباس، و أبوهريرة، و أبوسعيد الخدري، و أبوقتادة، فوضع الصبي مما يلي الامام، قال: فأنكرت ذلك، قال: فنظرت الي هؤلاء النفر، فقالوا: هي السنة.

كذا قال «عمارة» و انما هو (عمار) كما تقدم.

و أخبرنا أبوالقاسم بن السمرقندي، أنا أبوبكر بن الطبري، أنا أبوالحسين بن الفضل، أنا عبدالله بن جعفر، نا يعقوب، نا عبدالعزيز بن عمران، نا ابن وهب، أخبرني أسامة


أن نافعا مولي ابن عمر أخبره، قال: وضعت جنازة أم كلثوم امرأة عمر، و ابن لها يقال له زيد فصفهما جميعا، و الامام يومئذ سعيد بن العاص، و في الناس ابن عباس، و أبوهريرة، و أبوسعيد الخدري، و أبوقتادة فوضع الغلام مما يلي الامام، قال رجل: فأنكرت فنظرت الي ابن عباس و اليهم، فقلت: ما هذا؟ فقالوا: هي السنة.

المحفوظ أن الذي صلي عليهما عبدالله بن عمر في امارة سعيد بن العاص.

أخبرنا أبوبكر محمد بن عبدالباقي، أنا الحسن بن علي، أنا أبوالحسين بن المظفر، أنا محمد بن محمد، أنا شيبان بن فروخ، نا عبدالعزيز بن مسلم، نا اسماعيل بن أبي خالد، قال: صلي بنا عبدالله بن عمر بالمدينة علي زيد و أمه أم كلثوم بنت علي، فسواهما جميعا و جعل الرجل مما يلي الامام، و قدم المرأة.

كذا قال، و اسماعيل لم يلق ابن عمر، و انما رواه عن الشعبي.

أخبرنا أبوالقاسم بن السمرقندي، و أبوجعفر محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن السمناني، قالا: أنا أبومحمد الصريفيني، أنا أبوالقاسم بن حبابة، نا عبدالله بن محمد، نا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن اسماعيل، و أبي حصين، عن الشعبي، عن ابن عمر: أنه صلي علي أخيه و أمه أم كلثوم بنت علي فجعل الغلام مما يلي الامام، و المرأة فوق ذلك.

أخبرنا أبومحمد السلمي، نا أبوبكر الخطيب.

و أخبرنا أبوالقاسم بن السمرقندي، أنا أبوبكر بن الطبري، قالا: أنا أبوالحسين بن الفضل، أنا عبدالله بن جعفر، نا يعقوب، حدثنا ابراهيم بن المنذر، حدثني عبدالله بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أن حسين بن علي قال لعبدالله بن عمر: صل علي أم كلثوم بنت علي، فانما هي أمك، و علي أخيك زيد، وضعا في ساعة واحدة [415] .

ابن عساكر، تاريخ دمشق، 349 ، 348 ، 347 - 345 ، 344 - 342 ، 341/21، مختصر ابن منظور، 162 - 160 ، 159/9

قال: و نا سيف، عن أبي عمر دثار بن شبيب، عن أبي عثمان، و أبي عمرو بن العلاء، عن رجل من بني مازن، قالا: كان عمر رضي الله عنه قد بعث سارية بن زنيم الديلي الي فسا


و دار أبجرد، فحاصرهم، ثم انهم تداعوا و أصحروا له و كثروه، فأتوه من كل جانب، فقال عمر و هو يخطب في يوم جمعة: يا سارية بن زنيم الجبل الجبل، و لما كان ذلك اليوم و الي جنب المسلمين جبل ان ألجئوا اليه، لم يؤتوا الا من وجه واحد، فألجأوا الي الجبل، ثم قاتلوهم فهزموهم، فأصاب مغانمهم، و أصاب في المغانم سفطا فيه جوهر، فاستوهبه من المسلمين لعمر، فوهبوه له، فبعث به رجلا و بالفتح، و كان الرسل و الوفد يجازون، و تقضي لهم حوائجهم، فقال له سارية: استقرض ما تبلغ به و تخلفه لأهلك علي جائزتك، فقدم الرجل البصرة، ففعل ثم خرج فقدم علي عمر فوجده يطعم الناس و معه عصاه التي يزجر بها بعيره، فقصد له فأقبل عليه بها فقال: اجلس، فجلس، حتي اذا أكل انصرف عمر، و قام فاتبعه فظن عمر أنه رجل لم يشبع، فقال حين انتهي الي باب داره: ادخل و قد أمر الخباز أن يذهب بالخوان الي مطبخ المسلمين، فلما جلس في البيت أتي بغدائه خبز و زيت و ملح جريش، فوضع و قال: ألا تخرجين يا هذه فتأكلين؟ قالت: اني لأسمع حس رجل، فقال: أجل، فقالت: لو أردت أن أتزر للرجال اشتريت لي غير هذه الكسوة، فقال: أوما ترضين أن يقال: أم كلثوم بنت علي و امرأة عمر؟ فقالت: ما أقل غناء ذلك عني، ثم قال للرجل: ادن فكل، فلو كانت راضية لكانت أطيب مما تري، فأكلا حتي اذا فرغ قال رسول سارية بن زنيم: يا أميرالمؤمنين، قال: مرحبا و أهلا، ثم أدناه حتي مست ركبته ركبته، ثم سأله عن المسلمين، ثم سأله عن سارية بن زنيم، فأخبره، ثم أخبره بقصة الدرج، فنظر اليه ثم صاح به ثم قال: لا و لا كرامة حتي تقدم علي ذلك الجند فيقسمه بينهم، فطرده فقال: يا أميرالمؤمنين اني قد أنضيت ابلي و استقرضت علي جائزتي، فأعطني ما أتبلغ به، فمازال عنه حتي أبدله بعيرا ببعيره من ابل الصدقة، و أخذ بعيره فأدخله في ابل الصدقة، و رجع الرسول مغضوبا عليه محروما حتي قدم البصرة، فنفذ لأمر عمر، و قد سأله أهل المدينة عن سارية و عن الفتح، و هل سمعوا شيئا يوم الوقعة؟ فقال: نعم، سمعنا: يا سارية الجبل، و قد كدنا أن نهلك، فألجأنا اليه ففتح الله تعالي علينا.

قال: و نا سيف، عن المجالد، عن الشعبي مثل حديث عمرو، في ذلك.

ابن عساكر، تاريخ دمشق، 20 - 19/22


أخبرنا أبوالقاسم ابن السمرقندي، أنا أبوالغنائم حمزة بن علي بن محمد بن عثمان البندار المعروف بابن النسوان، أنا أبومنصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين، أنا أبوالفرج أحمد بن عمر بن عثمان، أنا أبومحمد جعفر بن نصير، نا أبوالعباس أحمد بن مسروق، حدثني علي بن محمد بن يحيي بن علي بن عبدالحميد الكتاني، حدثني أبي، عن جده غسان بن عبدالحميد بن عبيد بن يسار:

أن سعيد بن العاص بعث الي أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب التي كانت تحت عمر ابن الخطاب يخطبها، فأنعمت له، فبلغ ذلك اخوتها فكرهوه و ثقل عليهم، و كلموها كلاما شديدا، و قد كانت وعدت سعيدا موعدا فدعت ابنها زيد بن عمر بن الخطاب - و هو يومئذ غلام صغير - و بسطت دارها و وضعت فيه سريرا، ثم قالت: اذا جاء سعيد ابن العاص فزوجنيه. و قد كان سعيد وعد ناسا و أرسل اليهم ليحضروا تزويجه، فحضروه في المسجد، فلما اجتمعوا اليه قال: اني دعوتكم لأمر بدا لي غيره، اني كنت خطبت أم كلثوم بنت علي، فأنعمت، والله ما كنت لأدخل علي ابني فاطمة بأمر يكرهانه، ثم التفت الي كعب مولاه فقال: انظر الي المائتي ألف الدرهم التي هيأت لابنة علي، اذهب بها اليها، و قل لها: يقول لك ابن عمك انا هيأنا لك هذه فاقبضيها صلة منا لك.

ابن عساكر، تاريخ دمشق، 93/23

أخبرنا أبوعبدالله محمد بن ابراهيم المقرئ - قراءة - عن أبي القاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبوالحسن العتيقي، أنبأنا أبوالحسن الدارقطني، ثنا محمد بن مخلد، ثنا عيس بن اسحاق النرسي، ثنا زيد بن الحباب، ثنا الربيع بن المنذر المؤدب، حدثنا أبي قال: سمعت ابن الحنفية يقول: دخل عمر بن الخطاب و أنا عند أختي أم كلثوم بنت علي[فضمني]، و قال: بالحلواء.

ابن عساكر، تاريخ دمشق، 256/57

و عن أبي حنيفة، عن محمد بن علي (الامام الباقر عليهماالسلام)، قال:

أتيته فسلمت عليه، فقعدت اليه فقال: لا تقعد الينا يا أخ العراق، فانكم قد نهيتم عن


القعود الينا، قال: فقعدت فقلت: يرحمك الله، هل شهد علي موت عمر؟ فقال: سبحان الله، أو ليس القائل: ما أحد من الناس ألقي الله عزوجل بمثل عمله أحب الي من هذا المسجي عليه ثوبه، ثم زوجه ابنته، فلولا أنه رآه لها أهلا أكان يزوجها اياه؟ و تدرون من كانت - لا أبا لك اليوم -؟ كانت أشرف نساء العالمين، كان جدها رسول الله صلي الله عليه و سلم، و أبوها علي (كرم الله وجهه) ذو الشرف و المنقبة في الاسلام، و أمها فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم و رضي عنها، و أخواها حسن و حسين سيدا شباب أهل الجنة (رضي الله عنهما)، و جدتها خديجة (رضي الله عنها)؛ قلت: فان قوما عندنا يزعمون أنك تتبرأ منهما، و تنقصهما فلو كتبت اليهم كتابا بالانتفاء من ذلك؛ [34/أ] قالت: أنت أقرب الي منهم أمرتك أن لا تجلس الي فلم تطعني فكيف يطيعني أولئك؟

ابن عساكر، مختصر ابن منظور، 83/23

قال جعفر، عن أبيه[عليهماالسلام]: نقل علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم في عدتها حين مات زوجها - عمر بن الخطاب - لأنها كانت في دار الامارة [416] .

الراوندي، النوادر، /186 رقم 327

عن أبي بصير [417] جدعان بن نصر، حدثنا أبوعبدالله محمد بن مسعدة [418] : حدثنا محمد ابن حمويه بن اسماعيل الأربنوئي، عن أبي عبدالله الزبيني [419] ، عن عمر بن أذينة[قال:] [420] قيل لأبي عبدالله عليه السلام: ان الناس يحتجون علينا [421] و يقولون [422] : ان أميرالمؤمنين زوج فلانا [423] ابنته أم كلثوم.


و كان متكئا، فجلس و قال: (و [424] تقبلون أن عليا أنكح فلانا بنته!؟) [425] ان قوما [426] يزعمون ذلك لا [427] يهتدون الي سواء السبيل، [428] و لا الرشاد. فصفق بيده و قال [429] : سبحان الله! [430] أما [431] كان أميرالمؤمنين عليه السلام يقدر [432] أن يحول بينه و بينها فينقذها [433] !؟ كذبوا لم يكن ما قالوا: ان فلانا خطب الي علي عليه السلام بنته أم كلثوم فأبي علي عليه السلام فقال للعباس: والله لئن لم يزوجني [434] لأنتزعن منك السقاية و زمزم.

فأتي العباس عليا عليه السلام فكلمه، فأبي عليه، فألح [435] العباس.

فلما رأي أميرالمؤمنين عليه السلام مشقة [436] كلام الرجل علي العباس، و أنه سيفعل بالسقاية [437] ما قال، [438] أرسل أميرالمؤمنين عليه السلام الي جنية من أهل نجران يهودية، يقال لها «سحيقة بنت جريرية» [439] فأمرها، فتمثلت في مثال أم كلثوم، و حجبت الأبصار عن أم كلثوم [440] ، و بعث بها الي الرجل. فلم تزل عنده حتي أنه استراب [441] بها يوما، فقال: ما في الأرض


أهل بيت أسحر من بني هاشم، ثم أراد أن يظهر ذلك [442] للناس، فقتل [443] وحوت [444] الميراث و انصرفت الي نجران، و أظهر أميرالمؤمنين عليه السلام أم كلثوم.

الراوندي، الخرائج و الجرائح، 826 - 825/2 رقم - 39 - عنه: البحراني، مدينة المعاجز، 203 - 202/3 رقم - 828؛ المجلسي، البحار، 88/42 رقم 16؛ مثله الجزائري، الأنوار النعمانية، 84/1

أم كلثوم الكبري تزوجها عمر، و ذكر أبومحمد النوبختي في كتاب الامامة أن أم كلثوم كانت صغيرة، و مات عمر قبل أن يدخل بها، و انه خلف علي أم كلثوم بعد عمر، عون ابن جعفر، ثم محمد بن جعفر، ثم عبدالله بن جعفر.

ابن شهر آشوب، المناقب، 304/3 - عنه: المجلسي، البحار، 91/42

فبينا هم كذلك، اذ جاء الخبر عن أهل مكة بنحو آخر، فقام فيهم، فقال: ألا و ان طلحة و الزبير و أم المؤمنين قد تمالؤوا علي سخط امارتي، و سأصبر ما لم أخف علي جماعتكم.

ثم أتاه أنهم يريدون البصرة لمشاهدة الناس و الاصلاح، فتعبأ للخروج نحوهم، فاشتد علي أهل المدينة الأمر، فتثاقلوا، فبعث الي عبدالله بن عمر كميلا النخعي، فجاء به، فقال: انهض معي، فقال: أنا مع أهل المدينة، انما أنا رجل منهم، فان يخرجوا أخرج و ان يقعدوا أقعد، فرجع عبدالله الي أهل المدينة و هم يقولون: لا والله ما ندري كيف نصنع؟ فان هذا الأمر لمشتبه علينا، و نحن مقيمون حتي يضي ء لنا و يسفر.

فخرج من تحت ليلته و أخبر أم كلثوم بنت علي بالذي سمع من أهل المدينة، و أنه يخرج معتمرا مقيما علي طاعة علي ما خلا النهوض؛ و كان صدوقا فاستقر ذلك عندها، و أصبح علي رضي الله عنه فقيل له: البارحة حدث حدث و هو أشد عليك من طلحة و الزبير و أم


المؤمنين و معاوية، قال: و ما ذلك؟ فقال: خرج ابن عمر الي الشام فأتي علي السوق، و دعا بالظهر، فحمل الرجال و أعد لكل طريق طلابا. و ماج أهل المدينة، و سمعت أم كلثوم بالذي هو فيه، فأتت عليا، فقالت: ما لك لا تزند من هذا الرجل؟ و حدثته حديثه و قالت: أنا ضامنة له، فطابت نفسه و قال: انصرفوا، انه عندي ثقة.[فانصرفوا].

ابن الجوزي، المنتظم، 79 - 78/5

و قيل: كانت أمه أم زيد الأصغر، أم كلثوم بنت جرول الخزاعي، و كان الاسلام فرق بينها و بين عمر.

ثم تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، و أمها فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم، و أصدقها أربعين ألفا، فولدت له رقية و زيدا.[...]

و خطب أم كلثوم ابنة أبي بكر الصديق الي عائشة، فقالت أم كلثوم: لا حاجة لي فيه انه خشن العيش شديد علي النساء، فأرسلت عائشة الي عمرو بن العاص فقال: أنا أكفيك، فأتي عمر فقال: بلغني خبر أعيذك بالله منه، قال: و ما هو؟ قال: خطبت أم كلثوم بنت أبي بكر، قال: نعم، أفرغبت بي عنها أم رغبت بها عني؟ قال: و لا واحدة، ولكنها حدثه، نشأت تحت كنف أميرالمؤمنين في لين و رفق، و فيك غلظة و نحن نهابك و ما نقدر أن نردك عن خلق من أخلاقك، فكيف بها ان خالفتك في شي ء فسطوت بها، كنت قد خلفت أبابكر في ولده بغير ما يحق عليك، و قال: فكيف بعائشة و قد كلمتها؟ قال: أنا لك بها، و أدلك علي خير منها، أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، تعلق منها بنسب من رسول الله صلي الله عليه و سلم. [445] .

ابن الأثير، الكامل، 29/3


تزوجها عمر بن الخطاب، و أصدقها أربعين ألفا، و ولدت له زيد بن عمر الأكبر و رقية بنت عمر، ثم تزوجها بعده ابن عمها محمد بن جعفر بن أبي طالب، فتوفي عنها،، ثم تزوجها عون بن جعفر، فقتل عنها، ثم تزوجها عبدالله بن جعفر فماتت عنده. و توفيت هي و ابنها زيد بن عمر في يوم واحد، و التقت صارختان عليهما، فلم يدر أيهما مات أولا، و صلي عليهما ابن عمر، قدمه الحسن بن علي [446] فكانت فيهما سنتان: لم يورث أحدهما من صاحبه (21 ظ)، و قدم زيد قبل أمه مما يلي الامام.

[ثم ذكر كلام ابن عبدالبر في الاستيعاب كما ذكرناه].

و روي هشام بن عمار في مشيخة الرمليين [447] ، حدثنا يزيد بن سمرة، حدثنا نعيم بن عبدالعزيز، قال: وفد رجل علي [448] عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال لفاطمة بنت فاطمة [449] امرأة: ألا تخرجين فتسلمين علي ضيفك؟ قالت: و هل تركتنا نستطيع أن نبرز لأحد من العري؟ قال: «و ما يكفيك أن يقول الناس امرأة أميرالمؤمنين؟»

قال هشام: هي أم كلثوم.


و كان له[عمر بن الخطاب]من الولد[...]و زيد الأكبر و رقية أمهما أم كلثوم بنت علي.

زيد بن عمر الأكبر: أمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، كبر حتي صار رجلا، ثم أصيب في حرب كانت بين بني عدي جناها [450] بنو أبي جهم بن حذيفة، فخرج ليصلح بينهم ليلا فضربه رجل |(86 ظ) منهم في الظلمة فشجه و صرعه [451] فحمل الي المنزل فعاش أياما ثم مات هو و أمه في يوم واحد، فالتقت الصارختان عليهما، و لم يدر أيهما مات أولا [452] فلم يورث أحدهما من صاحبه، و صلي عليهما ابن عمر، قدمه الحسين بن علي [453] ، فكانت فيهما سنتان: لم يورث أحدهما من صاحبه [454] ، و قدم زيد قبل أمه مما يلي الامام.

و قال عبدالله بن عامر بن ربيعة [455] :



ان عديا ليلة البقيع

تكشفت عن رجل صريع



مقابل في الحسب الرفيع

أدركه شؤم بني مطيع



ابن قدامه، التبيين، /415 ، 406 - 405 ، 135 ، 134

أم كلثوم الكبري أم زيد بن عمر بن الخطاب، و قد تقدم ذكرها.

البري، الجوهرة، /19

و أما أم كلثوم فخطبها عمر بن الخطاب في خلافته فامتنع علي عليه السلام من تزويجها منه، و قال: هي صغيرة و اني أرصدها لابن أخي جعفر، فشق ذلك علي عمر، فقال العباس: زوجها منه فقد بلغني عنه كلام، فزوجه اياها، فقال عمر رضي الله عنه: ما أردت الا الجمع بين السبب و النسب عن رسول الله.


و ذكر جدي في كتاب (المنتظم) أن عليا بعثها الي عمر لينظرها و أن عمر كشف ساقها و لمسها بيده.

قلت: و هذا قبيح والله لو كانت أمة لما فعل بها هذا، ثم باجماع المسلمين لا يجوز لمس الأجنبية فكيف ينسب عمر الي هذا؟

و الذي روي لنا: أن عليا لما قال لعمر: انها صغيرة، قال: ابعث بها الي، فبعثها و بعث معها بثوب، و قال لها: قولي له أبي يقول لك أيصلح لك هذا الثوب؟ فلما جاءت الي عمر صوب النظر اليها، و قال: قولي له نعم، فلما عادت الي علي قالت له: يا أبة! لقد أرسلتني الي شيخ سوء لقد صوب النظر في حتي كدت أضرب بالثوب أنفه.

ثم ولدت أم كلثوم من عمر زيدا، فلما قتل عمر تزوجها عون بن جعفر فلم تلد له، و توفي عنها فتزوجها بعده أخوه محمد بن جعفر، ثم تزوجها بعده أخوه عبدالله بن جعفر فماتت عنده.

سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص (ط بيروت)، /289 - 288

و روي المسور بن مخرمة، أيضا، قال: لما طعن عمر، جعل يألم و يجزع، فقال ابن عباس: و لا كل ذلك يا أميرالمؤمنين، لقد صحبت رسول الله صلي الله عليه و آله، فأحسنت صحبته، ثم فارقته و هو عنك راض، و صحبت أبابكر و أحسنت صحبته، و فارقك و هو عنك راض، ثم صحبت المسلمين فأحسنت اليهم و فارقتهم و هم عنك راضون.

قال: أما ما ذكرت من صحبة رسول الله صلي الله عليه و آله و أبي بكر فذلك مما من الله به علي، و أما ما تري من جزعي فوالله لو أن لي بما في الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله قبل أن أراه، و في رواية: لافتديت به من هول المطلع. و في رواية: المغرور من غررتموه! لو أن لي ما علي ظهرها من صفراء و بيضاء لافتديت به من هول المطلع. و في رواية: في الامارة علي تثني يا ابن عباس! قلت: و في غيرها، قال: و الذي نفسي بيده لوددت أني خرجت منها كما دخلت فيها، لا حرج و لا وزر. و في رواية: لو كان لي ما طلعت عليه الشمس لافتديت به من كرب ساعة - يعني الموت - كيف و لم أرد النار بعد! و في رواية: لو أن لي الدنيا و ما فيها لافتديت به من هول ما أمامي، قبل أن أعلم ما الخبر.


قال ابن عباس: فسمعنا صوت أم كلثوم: وا عمراه! و كان معها نسوة يبكين، فارتج البيت بكاء، فقال عمر: ويل أم عمر، ان الله لم يغفر له! فقلت: والله اني لأرجو ألا تراها الا مقدار ما قال الله تعالي: (و ان منكم الا واردها) [456] ؛ ان كنت - ما علمنا - لأميرالمؤمنين، و سيد المسلمين، تقضي بالكتاب،، و تقسم بالسوية.

فأعجبه قولي، فاستوي جالسا، فقال: أتشهد لي بهذا يا ابن عباس؟ فكععت - أي جبنت - فضربت علي عليه السلام بين كتفي، و قال: اشهد.

و في رواية: لم تجزع يا أميرالمؤمنين؟ فوالله لقد كان اسلامك عزا و امارتك فتحا، و لقد ملأت الأرض عدلا، فقال: أتشهد لي بذلك يا ابن عباس؟ قال: فكأنه كره الشهادة، فتوقف، قال له علي عليه السلام: قل نعم، و أنا معك، فقال: نعم.

ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 192 - 191/12

و روي أبوجعفر الطبري في التاريخ: أن عمر بعث سلمة بن قيس الأشجعي الي طائفة من الأكراد، كانوا علي الشرك، فخرج اليهم في جيش سرحه معه من المدينة، فلما انتهي اليهم، دعاهم الي الاسلام أو الي أداء الجزية، فأبوا، فقاتلهم، فنصره الله عليهم؛ فقتل المقاتلة و سبي الذرية، و جمع الرثة [457] ، و وجد حلية و فصوصا و جواهر، قال لأصحابه: أتطيب أنفسكم أن نبعث بهذا الي أميرالمؤمنين؟ فانه غير صالح لكم، و ان علي أميرالمؤمنين لمؤنة و أثقالا! قالوا: نعم، قد طابت أنفسنا، فجعل تلك الجواهر في سفط، و بعث به مع واحد من أصحابه، و قال له: سر، فاذا أتيت البصرة، فاشتر راحلتين فأوفرهما زادا لك و لغلامك، و سر الي أميرالمؤمنين، قال: ففعلت فأتيت عمر و هو يغدي الناس، قائما متكئا علي عصا كما يصنع الراعي، و هو يدور علي القصاع، فيقول: يا يرفأ! زد هؤلاء لحما، زد هؤلاء خبزا، زد هؤلاء مرقة، فجلست في أدني الناس فاذا طعام فيه خشونة،


طعامي الذي معي أطيب منه، فلما فرغ أدبر فاتبعته، فدخل دارا فاستأذنت، و لم أعلم حاجبه من أنا، فأذن لي، فوجدته في صفة جالسا علي مسح، متكئا علي و سادتين من أدم محشوتين ليفا، و في الصفة عليه ستر من صوف، فنبذ الي احدي الوسادتين، فجلست عليها، فقال: يا أم كلثوم! ألا تغدوننا؟ فأخرج اليه خبزة بزيت في عرضها ملح لم يدق، فقال: يا أم كلثوم! ألا تخرجين الينا تأكلين معنا؟ فقالت: اني أسمع عندك حس رجل، قال: نعم، و لا أراه من أهل هذا البلد - قال: فذاك حين عرفت أنه لم يعرفني - فقالت: لو أردت أن أخرج الي الرجال لكسوتني كما كسي الزبير امرأته، و كما كسي طلحة امرأته، قال: أوما يكفيك أنك أم كلثوم ابنة علي بن أبي طالب و زوجة أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب! قالت: ان ذاك عني لقليل الغناء، قال: كل، فلو كانت راضية لأطعمتك أطيب من هذا، فأكلت قليلا، و طعامي الذي معي أطيب منه، و أكل، فما رأيت أحدا أحسن أكلا منه، ما يتلبس طعامه بيده و لا فمه. ثم قال: اسقونا، فجاؤوا بعس من سلت [458] ، فقال: أعط الرجل، فشربت قليلا، و ان سويقي الذي معي لأطيب منه، ثم أخذه فشربه حتي قرع القدح جبهته، ثم قال: الحمدلله الذي أطعمنا فأشبعنا، و سقانا فأروانا، انك يا هذا لضعيف الأكل، ضعيف الشرب.

و قد روي الطبري: أن عمر دفع الي أم كلثوم بنت أميرالمؤمنين عليه السلام صداقها يوم تزوجها أربعين ألف درهم؛ فلعل هذا الاقتراض من الناس، كان لهذا الوجه و لغيره من الوجوه التي قل أن يخلو أحد منها.

ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 227 ، 225 - 224/12

وجه عمر الي ملك الروم بريدا، فاشترت أم كلثوم امرأة عمر طيبا بدنانير و جعلته في قارورتين و أهدتهما الي امرأة ملك الروم، فرجع البريد اليها و معه مل ء القارورتين جواهر، فدخل عليها عمر، و قد صبت الجواهر في حجرها، فقال: من أين لك هذا؟ فأخبرته، فقبض عليه، و قال: هذا للمسلمين؛ قالت: كيف و هو عوض هديتي! قال:


بيني و بينك أبوك، فقال علي عليه السلام: لك منه بقيمة دينارك، و الباقي للمسلمين جملة لأن بريد المسلمين حمله.

ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 351/19

لما بايع الناس عليا عليه السلام، و تخلف عبدالله بن عمر، و كلمه علي عليه السلام في البيعة فامتنع عليه، أتاه في اليوم الثاني، فقال: اني لك ناصح، ان بيعتك لم يرض بها كلهم، فلو نظرت لدينك ورددت الأمر شوري بين المسلمين! فقال علي عليه السلام: ويحك! و هل ما كان عن طلب مني له! ألم يبلغك صنيعهم؟ قم عني يا أحمق، ما أنت و هذا الكلام!

فلما خرج أتي عليا في اليوم الثالث آت، فقال: ان ابن عمر قد خرج الي مكة يفسد الناس عليك، فأمر بالبعث في أثره، فجاءت أم كلثوم ابنته، فسألته و ضرعت اليه فيه، و قالت: يا أميرالمؤمنين! انما خرج الي مكة ليقيم بها، و انه ليس بصاحب سلطان و لا هو من رجال هذا الشأن، و طلبت اليه أن يقبل شفاعتها في أمره؛ لأنه ابن بعلها. فأجابها و كف عن البعثة اليه، و قال: دعوه و ما أراده.

ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 11 - 10/4

فصل فيما نذكره من الجزء الثامن من كتاب معمر بن المثني من القائمة الخامسة من أول وجهة منها بلفظه: (فليرتقوا في الأسباب) الأسباب و السبب، الحبل، و المسبب ما تسبب به من رحم أو دين، قال النبي: «كل سبب أو نسب منقطع يوم القيامة الا سببي و نسبي»، و اذا تقرب الرجل الي الرجل و ليس بينهما نسب، فالاسلام أقوي سبب و أقرب نسب.

أقول: ما أنصف معمر بن المثني، فان عمر لما طلب التزويج عند مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام اعتذر عن طلب ذلك - مع كبر سنه و اشتغاله بالولاية - بهذا الحديث، في أنه أراد التعلق بنسب النبي، فلو كان الاسلام أقوي سبب و أقرب نسب ما احتاج الي هذا، و الصدر الأول أعرف من معمر بن المثني بمراد النبي.

علي أن قوله من أن الاسلام أقرب نسب؛ مكابرة قبيحة لا تليق بأهل العلم، كيف يكون الاسلام و هو سبب و أقصي ما حصل من هذا السبب الأخوة التي جمعت في هذا


اللفظ بين الأعداء، فقال الله تعالي: (قال لهم أخوهم لوط... و أخوهم هود... و أخوهم صالح) و كان عدوهم هم أعداء، فيكون هذا السبب المحتمل للعداوة و الصداقة أقوي من كل سبب.

بل لو قال قائل: ان معني قول النبي: «كل نسب و سبب منقطع يوم القيامة الا سببي و نسبي»، ان المفهوم منه السبب الذي بينه و بين الله كأنه قال: ان السبب الذي بيني و بين الله و النسب الذي بيني و بين الله من ينسب الي، ما كان هذا التأويل بعيدا.

أو لعل معناه ما روي «أنه من اصطنع الي أحد من أهل بيتي معروفا كافيته يوم القيامة»، فلعله أيضا من جملة السبب لأجل الرواية.

ابن طاوس، سعد السعود، /257 - 256

و أما حديث المغيرة بن شعبة الثقفي و الشهادة عليه، فان عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان قد رتب المغيرة أميرا علي البصرة، و كان يخرج من دار الامارة نصف النهار، و كان أبوبكرة المذكور يلقاه فيقول: أين يذهب الأمير؟ فيقول: في حاجة، فيقول: ان الأمير يزار و لا يزور.

قالوا: و كان يذهب الي امرأة يقال لها أم جميل بنت عمرو، و زوجها الحجاج بن عتيك ابن الحارث بن وهب الجشمي. و قال ابن الكلبي في كتاب «جمهرة النسب»: هي أم جميل بنت الأفقم بن محجن بن أبي عمرو بن شعيئة [459] بن الهزم، و عدادهم في الأنصار. و زاد غير ابن الكلبي فقال: الهزم بن رؤيبة بن عبدالله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن، والله أعلم.

قال الراوي: فبينما أبوبكرة في غرفة مع اخوته، و هم نافع و زياد المذكوران و شبل بن معبد، و الجميع أولاد سمية المذكورة فهم اخوة لأم، و كانت أم جميل المذكورة في غرفة أخري قبالة هذه الغرفة، فضربت الريح باب غرفة أم جميل ففتحته، و نظر القوم فاذا هم


بالمغيرة مع المرأة علي هيئة الجماع، فقال أبوبكرة: هذه بلية قد ابتليتم بها فانظروا، فنظروا حتي أثبتوا، فنزل أبوبكرة فجلس حتي خرج عليه المغيرة من بيت المرأة، فقال له: انه قد كان من أمرك ما قد علمت، فاعتزلنا، قال: و ذهب المغيرة ليصلي بالناس الظهر، و مضي أبوبكرة فقال: لا والله لا تصلي بنا و قد فعلت ما فعلت، فقال الناس: دعوه فليصل فانه الأمير، و اكتبوا بذلك الي عمر رضي الله عنه، فكتبوا اليه، فأمرهم أن يقدموا عليه جميعا، المغيرة و الشهود، فلما قدموا عليه جلس عمر رضي الله عنه، فدعا بالشهود و المغيرة فتقدم أبوبكرة فقال له: رأيته بين فخذيها؟ قال: نعم والله لكأني أنظر الي تشريم جدري بفخذيها، فقال له المغيرة: لقد ألطفت في النظر، فقال أبوبكرة: لم آل أن أثبت ما يخزيك الله به، فقال عمر رضي الله عنه: لا والله حتي تشهد لقد رأيته يلج فيها ولوج المرود في المكحلة، فقال: نعم، أشهد علي ذلك، فقال: فاذهب عنك مغيرة ذهب ربعك، ثم دعا نافعا فقال له: علام تشهد؟ قال: علي مثل شهادة أبي بكرة، قال: لا، حتي تشهد أنه و لج فيها ولوج الميل في المكحلة، قال: نعم، حتي بلغ قذذه.

قلت: القذذ: بالقاف المضمومة و بعدها ذالان معجمتان و هي ريش السهم.

قال الراوي: فقال له عمر رضي الله عنه: اذهب مغيرة ذهب نصفك، ثم دعا الثالث فقال له: علي ما تشهد؟ فقال: علي مثل شهادة صاحبي، فقال له عمر رضي الله عنه: اذهب عنك مغيرة ذهب ثلاثة أرباعك.

ثم كتب الي زياد، و كان غائبا فقدم، فلما رآه جلس له في المسجد و اجتمع عنده رؤوس المهاجرين و الأنصار، فلماه رآه مقبلا قال: اني أري رجلا لا يخزي الله علي لسانه رجلا من المهاجرين. ثم ان عمر رضي الله عنه رفع رأسه اليه فقال: ما عندك يا سلح الحباري؟ فقيل: ان المغيرة قام الي زياد فقال: لا مخبأ لعطر بعد عروس [460] .

قلت: و هذا مثل للعرب لا حاجة الي الكلام عليه، فقد طالت هذه الترجمة كثيرا.


قال الراوي: فقال له المغيرة: يا زياد! اذكر الله تعالي و اذكر موقف يوم القيامة، فان الله تعالي و كتابه و رسوله و أميرالمؤمنين قد حقنوا دمي، الا أن تتجاوز الي ما لم تر مما رأيت، فلا يحملنك سوء منظر رايته علي أن تتجاوز الي ما لم تر، فوالله لو كنت بين بطني و بطنها ما رأيت أن [461] يسلك ذكري فيها، قال: فدمعت عينا زياد و احمر وجهه و قال: يا أميرالمؤمنين! أما ان أحق ما حق القوم فليس عندي، ولكن رأيت مجلسا و سمعت نفسا حثيثا و انتهازا و رأيته مستبطنها، فقال عمر رضي الله عنه: رأيته يدخل كالميل في المكحلة؟ فقال: لا، و قيل: قال زياد: رأيته رافعا رجليها فرأيت خصييه تتردد الي بين فخذيها و رأيت حفزا شديدا و سمعت نفسا عاليا [462] ، فقال عمر رضي الله عنه: رأيت يدخله و يخرجه كالميل في المكحلة؟ فقال: لا، فقال عمر رضي الله عنه: الله أكبر، قم اليهم فاضربهم، فقام الي أبي بكرة فضربه ثمانين و ضرب الباقين، و أعجبه قول زياد، و درأ الحد عن المغيرة.

فقال أبوبكرة بعد أن ضرب: أشهد أن المغيرة فعل كذا و كذا، فهم عمر رضي الله عنه أن يضربه حدا ثانيا، قال له علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ان ضربته فارجم صاحبك، فتركه. و استتاب عمر أبابكرة، فقال: انما تستتيبني لتقبل شهادتي، فقال: أجل، فقال: لا أشهد بين اثنين ما بقيت في الدنيا. فلما ضربوا الحد قال المغيرة: الله أكبر، الحمدلله الذي أخزاكم، فقال عمر رضي الله عنه: بل أخزي الله مكانا رأوك فيه.

و ذكر عمر بن شبة في كتاب «أخبار البصرة» أن أبابكرة لما جلد، أمرت أمه بشاة فذبحت و جعلت جلدها علي ظهره، فكان يقال ما ذاك الا من ضرب شديد. و حكي عبدالرحمان بن أبي بكرة: أن اباه حلف لا يكلم زيادا ما عاش، فلما مات أبوبكرة كان قد أوصي أن لا يصلي عليه زياد و أن يصلي عليه أبوبرزة الأسلمي، و كان النبي صلي الله عليه و سلم آخي بينهما، و بلغ ذلك زيادا فخرج الي الكوفة. و حفظ المغيرة بن شعبة ذلك لزياد و شكره.


ثم ان أم جميل وافقت عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالموسم، و المغيرة هناك فقال له عمر: أتعرف هذه المرأة يا مغيرة؟ قال: نعم، هذه أم كلثوم بنت علي [463] ، فقال له عمر: أتتجاهل علي؟ والله ما أظن أبابكرة كذب عليك، و ما رأيتك الا خفت أن أرمي بحجارة من السماء.

قلت: ذكر الشيخ أبواسحاق الشيرازي في أول باب عدد الشهود في كتاب «المهذب»: و شهد علي المغيرة ثلاثة: أبوبكرة و نافع و شبل بن معبد، و قال زياد: رأيت استا تنبو و نفسا يعلو و رجلين كانهما أذنا حمار، و لا أدري ماوراء ذلك، فجلد عمر الثلاثة و لم يحد المغيرة.

قلت: و قد تكلم الفقهاء علي قول علي رضي الله عنه لعمر رضي الله عنه ان ضربته فارجم صاحبك، فقال أبونصر بن الصباغ - المقدم ذكره [464] - و هو صاحب كتاب «الشامل» في المذهب: يريد أن هذا القول ان كان شهادة أخري فقد تم العدد، و ان كان هو الأول فقد جلدته عليه، والله أعلم.

و ذكر عمر بن شبة في «أخبار البصرة» أن العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: ان رسول الله صلي الله عليه و سلم أقطعني البحرين، فقال: و من يشهد لك بذلك؟ قال: المغيرة بن شعبة، فأبي أن يجيز شهادته [465] .

قلت: و قد طالت هذه الترجمة، و سببه أنها اشتملت علي عدة وقائع، فدعت الحاجة الي الكلام علي كل واحدة منها فانتشر القول لأجل ذلك، و ما خلا عن فوائد.

ابن خلكان، وفيات الأعيان، 367 - 364/6 - عنه: الموسوي الهندي، افحام الأعداء و الخصوم، 130 - 127/1

عن ابن عباس، قال: توفي لصفية بنت عبدالمطلب (رضي الله عنها) ابن، فبكت عليه،


فقال لها رسول الله صلي الله عليه و سلم: تبكين يا عمة، من توفي ي له ولد [466] في الاسلام كان له بيت في الجنة يسكنه، فلما خرجت، لقيها رجل، فقال لها: ان قرابة محمد لن تغني عنك من الله شيئا، فبكت فسمع رسول الله صلي الله عليه و سلم [467] صوتها [468] ، ففزع من ذلك، فخرج و كان صلي الله عليه و سلم [469] مكرما لها يبرها و يحبها، فقال لها: يا عمة! تبكين، و قد قلت لك ما قلت، قالت: ليس ذلك أبكاني، و أخبرته بما قال الرجل، فغضب صلي الله عليه و سلم و قال: يا بلال! هجر بالصلاة ففعل، ثم قام صلي الله عليه و سلم [470] فحمد الله و أثني عليه، و قال: ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع؟ ان كل سبب و نسب ينقطع يوم القيامة الا سببي و نسبي، و ان رحمي موصولة في الدنيا و الآخرة. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: فتزوجت أم كلثوم لما سمعت [471] من رسول الله صلي الله عليه و سلم [472] يومئذ و أحببت أن يكون بيني و بينه نسب [473] و سبب. [474] (الشرح): التهجير التكبير في كل شي ء يقال هجر يهجر تهجيرا فهو مهجر و هي لغة حجازية و أراد المبادرة الي أول وقت الصلاة [475] .

محب الدين الطبري، ذخائر العقبي، /6 - عنه: القندوزي، ينابيع المودة، 109/2 - مثله السمهودي، جواهر العقدين، /270 - 269

و أم كلثوم بنت فاطمة كانت تحت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فمات عنها، فتزوجها بعده محمد بن جعفر بن أبي طالب، فمات عنها و تزوجها بعده عون بن جعفر بن أبي طالب و ماتت عنده.

محب الدين الطبري، ذخائر العقبي، /117

و في رواية، أن عليا رضي الله عنه اعتل عليه بصغرها، فقال عمر رضي الله عنه: اني لم أرد الباه، ولكني سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول، ثم ذكر الحديث.


خرجهما أحمد في المناقب و خرج الأول ابن السمان في الموافقة مختصرا. [476] و عن عطاء الخراساني، قال: خطب عمر الي علي أم كلثوم بنت فاطمة، فاعتل عليه، قال: انها صغيرة، فقال عمر: و ان كانت، سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول: «كل نسب و صهر ينقطع يوم القيامة الا نسبي و صهري» فلذلك رغبت في ذلك، فزوجه اياها [477] .

محب الدين الطبري، ذخائر العقبي، /169 - 168 - مثله الدياربكري، تاريخ الخميس، 285/2

خرجه الدولابي، و خرج ابن السمان معناه و لفظه مختصرا، أن [478] عمر قال لعلي: اني أحب أن يكون عندي عضو من أعضاء رسول الله صلي الله عليه و سلم؛ فقال له علي: ما عندي الا أم كلثوم، و هي صغيرة؛ فقال: ان تعش تكبر، فقال: ان لها أميرين معي، قال: نعم، فرجع علي الي أهله وقعد عمر ينتظر ما يرد عليه، فقال علي: أدعوا الحسن و الحسين، فجاءا، فدخلا، فقعدا بين يديه، فحمدالله و أثني عليه، ثم قال لهما: ان عمر قد خطب الي أختكما، فقلت له: ان لها معي أميرين، و اني كرهت أن أزوجها أنا [479] حتي أؤامركما، فسكت الحسين، و تكلم الحسن فحمدالله و أثني عليه، ثم قال: يا أبتاه! من بعد عمر صحب رسول الله صلي الله عليه و سلم و توفي و هو عنه راض، ثم ولي [480] الخلافة فعدل؟ قال: صدقت [481] يا بني [482] ، ولكن كرهت أن أقطع أمرا دونكما، ثم ذكر معني ما تقدم [483] .

محب الدين الطبري، ذخائر العقبي، /170 - 169 - مثله السمهودي، جواهر العقدين، /277 - 276؛ الدياربكري، تاريخ الخميس، 285/2


هكذا رواه ابن اسحاق. و قال الزهري: ماتت عنده، كما قدمناه، و كذلك ذكره [484] الدارقطني في كتاب الاخوه و الأخوات، غير أنه ذكر أن محمدا تزوجها أولا ثم عونا ثم عبدالله. و حكي الدولابي و غيره القولين في موتها عنده أو موته عندها، قال أبوعمر: ماتت أم كلثوم و ابنها زيد في وقت واحد، و كان زيد قد أصيب في حرب بين بني عدي[... ثم ذكر كلام ابن عبدالبر كما ذكرناه]حكاه أبوعمر و قيل: صلي عليهما سعيد بن العاص و خلفه الحسن و الحسين و أبوهريرة. رواه الدولابي، عن عمار بن أبي عمار.

محب الدين الطبري، ذخائر العقبي، /171 - مثله الدياربكري، تاريخ الخميس، 285/2

و أم كلثوم و هي أصغر بناته[أبوبكر]و هي التي قال أبوبكر فيها: ذو بطن بنت خارجة، و قد تقدم ذلك في ذكر فراسته من فصل فضائله، أمها حبيبة بنت خارجة بن زيد، كان أبوبكر قد نزل عليه و تزوج ابنته و توفي عنها و تركها حبلي فولدت بعده أم كلثوم هذه، و لما كبرت خطبها عمر بن الخطاب الي عائشة فأنعمت له و كرهت أم كلثوم فاحتالت له حتي أمسك عنها و تزوجها طلحة بن عبيدالله.

محب الدين الطبري، الرياض النضرة، /368 - 367

و زيد الأكبر[ابن عمر]: أمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم، يقال انه رمي بحجر في حرب بين حيين فمات و لا عقب له. و يقال: انه مات هو و أمه أم كلثوم في ساعة واحدة فلم يرث أحدهما من الآخر - و صلي عليهما عبدالله بن عمر، فقدم زيدا و أخر أم كلثوم، فجرت السنة بذلك، فكان فيهما حكمان -.

محب الدين الطبري، الرياض النضرة، 425/2

تزوجها عمر بن الخطاب، فولدت له زيدا، ثم خلف عليها عبدالله بن جعفر.

ابن الطقطقي، الأصيلي، /58


الأول: في نسبه: [485] لم يلحق أحد أميرالمؤمنين عليه السلام في شرف النسب [486] ، كما قال عليه السلام: «نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد» [487] ، قال الجاحظ - و هو [488] من أعظم الناس عداوة لأمير [489] المؤمنين عليه السلام -: صدق علي [490] في قوله: «نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد» [491] ، كيف يقاس بقوم منهم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ و الأطيبان علي و فاطمة، و السبطان الحسن و الحسين، و الشهيدان [492] حمزة، و ذوالجناحين جعفر، و سيد الوادي عبدالمطلب، و ساقي الحجيج العباس، و حليم [493] البطحاء أبوطالب؟، و النجدة و الخيرة فيهم؟، و الأنصار [494] من نصرهم [495] ، و المهاجرون من هاجر اليهم و معهم، و الصديق من صدقهم، و الفاروق من فرق الحق و الباطل فيهم، و الحواري حواريهم، و ذو الشهادتين لأنه شهد لهم، و لا خير الا فيهم، و لهم، و منهم [496] ، و أبان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أهل بيته بقوله: «اني تارك فيكم الخليفتين: [497] ، كتاب الله، حبل ممدود من السماء الي أهل [498] الأرض، و عترتي أهل بيتي، نبأني اللطيف الخبير: أنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض».

و لو كانوا كغيرهم لما قال عمر، لما طلب مصاهرة علي: اني سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: «كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة الا سببي و نسبي».

فأما علي فلو أوردنا لأيامه الشريفة، و مقاماته الكريمة، و مناقبه السنية، لأفنينا في ذلك الطوامير الطوال، العرق صحيح، و المنشأ كريم، و الشأن عظيم، و العمل جسيم، و العلم كثير، و البيان عجيب، و اللسان خطيب، و الصدر رحيب، و أخلاقه وفق أعراقه، و حديثه


يشهد لقديمه [499] [500] .

الحلي، نهج الحق و كشف الصدق، /253 - 252، كشف اليقين، /233 - 232

[501] أخبرنا الشيخ الامام تاج الدين عبدالله بن أبي القاسم[ابن]و رخر البغدادي - بقراءتي عليه ببغداد سنة اثنتين و سبعين و ست مائة في شهر ربيع الأول برباط دار الذهب - أنبأنا أبوحفص عمر بن الحسين بن المعوج سماعا عليه - في سنة اثنتين و عشرة و ست مائة - قال: أنبأنا أبوبكر أحمد بن علي بن عبدالواحد الدلال المعروف بابن الأشقر، قال: أنبأنا أبوالخطيب أبومحمد عبدالله بن محمد بن عبدالله المعروف بابن هزارمرد الصريفيني قراءة عليه - تاسع رجب سنة ثلاث و تسعين و ثلاث مائة - قال: أنبأنا أبوبكر عبدالله بن محمد ابن زياد النيسابوري املاء - في[شهر]صفر سنة ثمان عشرة و ثلاث مائة - حدثنا عبدالرحمان بن بشر بن الحكم، حدثنا موسي بن عبدالعزيز أبوشعيب، حدثنا الحكم ابن أبان، عن عكرمة: عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: كل سبب و نسب ينقطع يوم القيامة الا حسبي و نسبي [502] .

أخبرني جماعة، عن الشيخ رضي الدين المؤيد بن محمد بن علي المقرئ الطوسي رحمه الله اجازة، منهم شيخنا العلامة نجم الدين عثمان بن الموفق الأذكاني رحمه الله، قال: أنبأنا جدي


لأمي معين السنة أبوالعباس محمد بن العباس العصاري الطوسي المعروف بعباسة سماعا عليه، قال:[أنبأنا]القاضي أبوسعيد محمد بن سعيد الفرخزادي سماعا عليه، قال: أنبأنا الأستاذ الامام أبواسحاق أحمد بن محمد بن ابراهيم الثعلبي، قال: أنبأنا الشيخ أبوعبدالله الثقفي، حدثنا عبدالله بن محمد بن شيبة، و عبدالله بن يوسف، قالا: أنبأنا محمد بن عمران بن هارون، حدثنا محمد بن اسحاق الصنعاني، حدثنا أبوعبيد القاسم بن سلام، حدثنا عبدالله بن صالح، عن الليث، عن هشام بن سعد: عن عطاء الخراساني، قال: خطب عمر بن الخطاب أم كلثوم و هي من فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم، فقال[علي عليه السلام]: انها صغيرة. فقال عمر: سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول: «كل نسب و صهر منقطع [503] يوم القيامة الا نسبي و صهري» فلذلك رغبت في هذا. فقال[علي عليه السلام]: و اني مرسلها اليك حتي تنظر الي صغرها. فأرسلها اليه فجاءته، فقالت: ان أبي يقول لك: هل رضيت الحلة؟ قال: رضيتها، فأنكحه علي فأصدقها عمر أربعين ألف درهم.

الحموئي، فرائد السمطين، 284 - 281/2 رقم 545 - 544

(باب انكاح الآباء الأبكار): ذكر فيه تزوجه عليه السلام عائشة و هي بنت ست، و تزوج عمر ابنة علي صغيرة، و تزويج غير واحد من الصحابة ابنته صغيرة و تزويج الزبير ابنته صفية ثم حكي (عن الشافعي: أنه قال لو كان النكاح لا يجوز علي البكر الا بأمرها لم يجز أن تزوج حتي يكون لها أمر في نفسها) - قلت: - قد كانت عائشة و ابنة علي صغيرتين.

ابن التركماني، الجواهر النقي (في هامش السنن الكبري)، 114/7

و كان لها[فاطمة الزهراء عليهاالسلام]من البنات: أم كلثوم زوجة عمر بن الخطاب.

الذهبي، سير أعلام النبلاء (ط مؤسسة الرسالة)، 125/2، (ط دار الفكر)، 429/3

خطبها عمر بن الخطاب و هي صغيرة، فقيل له: ما تريد اليها؟ قال: اني سمعت رسول


الله صلي الله عليه و سلم يقول: «كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة الا سببي و نسبي» [504] .

و روي عبدالله بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده؛ أن عمر تزوجها فأصدقها أربعين ألفا.

[ثم ذكر كلام ابن عبدالبر في الاستيعاب كما ذكرناه].

و روي نحوها ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن علي مرسلا [505] .

و نقل الزهري و غيره: أنها ولدت لعمر زيدا. و قيل: ولدت له رقية.

قال ابن اسحاق: توفي عنها عمر، فتزوجها عون بن جعفر بن أبي طالب، فحدثني أبي قال: دخل الحسن و الحسين عليها لما مات عمر، فقالا: ان مكنت أباك من رمتك [506] أنكحك بعض أيتامه، و ان أردت أن تصيبي بنفسك مالا عظيما، لتصيبنه.

فلم يزل بها علي حتي زوجها بعون، فأحبته، ثم مات عنها [507] .

قال ابن اسحاق: فزوجها أبوها بمحمد بن جعفر فمات، ثم زوجها أبوها بعبدالله بن جعفر فماتت عنده.

قلت: فلم يولدها أحد من الاخوة الثلاثة.

و قال الزهري: ولدت جارية لمحمد بن جعفر اسمها بثنة.

و روي ابن أبي خالد، عن الشعبي، قال: جئت و قد صلي ابن عمر علي أخيه زيد بن عمر، و أمه أم كلثوم بنت علي [508] .


و روي حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار: أن أم كلثوم و زيد بن عمر ماتا، فكفنا و صلي عليهما سعيد بن العاص، يعني أمير المدينة [509] .

و كان ابنها زيد من سادة أشراف قريش، توفي شابا، و لم يعقب.

و عن رجل، قال: وفدنا مع زيد علي معاوية، فأجلسه معه، و كان زيد من أجمل الناس، فأسمعه بسر كلمة؛ فنزل اليه زيد، فصرعه، و خنقه، وبرك علي صدره، و قال لمعاوية: اني لأعلم أن هذا عن رأيك، و أنا ابن الخليفتين، ثم خرج الينا قد تشعت رأسه و عمامته. و اعتذر اليه معاوية، و أمر له بمئة ألف و لعشر من أتباعه بمبلغ.

يقال: وقعت هوسة بالليل، فركب زيد فيها، فأصابه حجر فمات منه، و ذلك في أوائل دولة معاوية.

الذهبي، سير أعلام النبلاء (ط مؤسسة الرسالة)، 502 - 500/3، (ط دار الفكر) 24 - 22/5، (ط مصر)، 330 - 329/3

و تزوج [عمر] أم كلثوم بنت فاطمة الزهراء و أصدقها أربعين ألفا، فولدت له زيدا و رقية.

و فيها [سنة 17] تزوج عمر بأم كلثوم بنت فاطمة الزهراء، و أصدقها أربعين ألف درهم فيما قيل.

الذهبي، سير أعلام النبلاء (ط دار الفكر)، 549 ، 525/2

و تزوجها عمر و هي صغيرة، قال: اني سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول: كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة الا سببي و نسبي.

فروي عبدالله بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده أن عمر تزوجها علي أربعين ألف درهم. و عبدالله ضعيف الحديث. قال الزهري و غيره: ولدت له زيدا. و قال ابن اسحاق: توفي عنها عمر، فتزوجت بعون بن جعفر بن أبي طالب، فحدثني أبي، قال: دخل الحسن و الحسين عليها لما مات عمر، فقالا:ان مكنت أباك من ذمتك أنكحك بعض أيتامه و لئن أردت أن تصيبي بنفسك مالا عظيما لتصيبنه، فلم يزل بها رضي الله عنه حتي زوجها بعون


فأحبته ثم مات عنها. قال ابن اسحاق: فزوجها أبوها بمحمد بن جعفر، فمات عنها، ثم زوجها بعبدالله بن جعفر فماتت عنده. قلت: و لم يجئها ولد من الأخوة الثلاثة. و قال الزهري: ولدت جارية من محمد بن جعفر اسمها نبتة. و قال غيره: ولدت لعمر زيدا و رقية، و قد انقرضا. و قال اسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، قال: جئت و قد صلي عبدالله بن عمر علي أخيه زيد بن عمر و أمه أم كلثوم بنت علي. و قال حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار: ان أم كلثوم و زيد بن عمر ماتا فكفنا و صلي عليهما سعيد بن العاص، يعني اذ كان أمير المدينة.

الذهبي، تاريخ الاسلام، 255 - 254/2

و فيها[سنة سبع عشرة]: تزوج عمر بأم كلثوم بنت فاطمة الزهراء عليهاالسلام.

الذهبي، العبر (ط دارالفكر)، 24/1 - مثله اليافعي، مرآة الجنان، 73/1؛ ابن العماد، شذرات الذهب، 29/1

و روي عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه و سلم قال: «كل نسب و سبب منقطع يوم القيامة الا نسبي و سببي»، و لأجل ذلك تزوج عمر أم كلثوم بنت علي رضي الله عنه. و روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب الي علي رضي الله عنه ابنته أم كلثوم و هي من فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم، و قال علي: انها صغيرة، فقال عمر: زوجنيها يا أباالحسن فاني أرغب في ذلك، سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول: كل نسب و صهر ينقطع الا ما كان من نسبي و صهري، فقال علي: اني مرسلها اليك تنظر اليها. فأرسلها اليه و قال لها: اذهبي الي عمر فقولي له: يقول لك علي: رضيت الحلة، فأتته فقالت له ذلك، فقال: نعم رضي الله عنك، فزوجه اياها في سنة سبع عشرة من الهجرة، و أصدقها علي ما نقل أربعين ألف درهم، فلما عقد بها جاء الي مجلس فيه المهاجرون و الأنصار، و قال: ألا ترفئوني؟ و في رواية ألا تهنئوني؟ قالوا: بماذا يا أميرالمؤمنين؟ قال: تزوجت أم كلثوم بنت علي، لقد سمعت رسول الله يقول: كل نسب و سبب منقطع الا نسبي و سببي و صهري»، و كان به صلي الله عليه و سلم السبب و النسب، فأردت أن أجمع اليه الصهر، فرفؤوه و دخل بها في ذي القعدة من تلك السنة.

و روي ابن عباس يوما بحضرة عمر بن الخطاب قال: قام النبي صلي الله عليه و سلم فحمدالله و أثني


عليه، ثم قال: ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع، ان كل سبب و نسب منقطع الا سببي و نسبي و رحمي، و ان رحمي موصلة في الدنيا و الآخرة، فقال عمر: اني تزوجت أم كلثوم لما سمعت من رسول الله صلي الله عليه و سلم يومئذ أحببت أن يكون بيني و بينه نسب و سبب. و عن حمزة بن أبي سعيد الخدري عن أبيه رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول علي هذا المنبر: ما بال رجال أو أقوام يقولون أن رحمي لا تنفع يوم القيامة، بلي والله ان رحمي لموصلة في الدنيا و الآخرة.

الزرندي، درر السمطين، /235 - 234

و عن ابن الزبير: أن قريشا قالت: ان مثل محمد صلي الله عليه و سلم مثل نخلة في كبوة.

رواه البزار باسناد حسن، و هذا الظن به.

[510] و عن ابن عباس، قال: توفي ابن لصفية، عمة رسول الله صلي الله عليه و سلم، فبكت عليه و صاحت، فأتاها النبي صلي الله عليه و سلم فقال: «يا عمة! ما يبكيك؟» قالت: توفي ابني، قال: «يا عمة! من توفي له ولد في الاسلام فصبر، بني الله له بيتا في الجنة»، فسكتت.

ثم خرجت من عند رسول الله صلي الله عليه و سلم فاستقبلها عمر بن الخطاب، فقال: يا صفية! قد سمعت صراخك، ان قرابتك من رسول الله صلي الله عليه و سلم لن تغني عنك من الله شيئا، فبكت فسمعها النبي صلي الله عليه و سلم، و كان يكرمها و يحبها، فقال: «يا عمة! أتبكين و قد قلت لك ما قلت؟» قالت: ليس ذاك أبكاني [511] يا رسول الله، استقبلني عمر بن الخطاب، فقال: ان قرابتك من رسول الله صلي الله عليه و سلم لن تغني عنك من الله شيئا، قال: فغضب النبي صلي الله عليه و سلم و قال: «يا بلال! هجر بالصلاة»، فهجر بلال بالصلاة، فصعد المنبر النبي صلي الله عليه و سلم، فحمد الله و أثني عليه، ثم قال: «ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع! كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة الا سببي و نسبي، فانها موصولة في الدنيا و الآخرة».


[512] فقال عمر: فتزوجت أم كلثوم بنت علي (رضي الله عنهما) لما سمعت من رسول الله صلي الله عليه و سلم يومئذ، أحببت أن يكون لي منه سبب و نسب.

ثم خرجت من عند رسول الله صلي الله عليه و سلم فمررت علي نفر من قريش، فاذا هم يتفاخرون و يذكرون أمر الجاهلية، فقلت: منا رسول الله صلي الله عليه و سلم. فقالوا: ان الشجرة لتنبت في الكبا، و قال: فمررت الي النبي صلي الله عليه و سلم فأخبرته، فقال: «يا بلال! هجر بالصلاة» فحمد الله و أثني عليه ثم قال: «يا أيها الناس! من أنا؟» قالوا: أنت رسول الله، قال: «انسبوني»، قالوا: أنت محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب، قال: «أجل، أنا محمد بن عبدالله، و أنا رسول الله فما بال أقوام يبتذلون أصلي، فوالله لأنا أفضلهم أصلا، و خيرهم موضعا» [513] .

قال: فلما سمعت الأنصار بذلك، قالت: قوموا فخذوا السلاح، فان رسول الله صلي الله عليه و سلم قد أغضب، قال: فأخذوا السلاح، ثم أتوا النبي صلي الله عليه و سلم لا يري منهم الا الحدق حتي أحاطوا بالناس، فجعلوهم في مثل الحرة حتي تضايقت بهم أبواب المساجد و السكك، ثم قاموا بين يدي رسول الله صلي الله عليه و سلم، فقالوا: يا رسول الله! لا تأمرنا بأحد الا أبرنا [514] عترته، فلما رأي النفر من قريش ذلك، قاموا الي رسول الله صلي الله عليه و سلم فاعتذروا و تنصلوا، فقال رسول الله صلي الله عليه و سلم: «الناس دثار و الأنصار شعار» فأثني عليهم و قال خيرا.

رواه البزار و فيه: اسماعيل بن يحيي بن سلمة بن كهيل، و هو متروك [515] .

الهيثمي، مجمع الزوائد (ط دار الفكر)، 399 - 398/8 رقم 13827 - 13826 - عنه: الفيزورآبادي، فضائل الخمسة، 70 - 69/2


[516] و عن جابر: أنه سمع عمر بن الخطاب يقول للناس حين تزوج بنت علي: ألا تهنئوني؟ سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول: «ينقطع يوم القيامة كل سبب و نسب الا سببي و نسبي».

[517] رواه الطبراني في الأوسط و الكبير باختصار، و رجالهما رجال الصحيح غير الحسن ابن سهل، و هو ثقة [518] . [519] .

الهيثمي، مجمع الزوائد (ط دار الفكر)، 275/9 رقم 15019 - مثله السمهودي، جواهر العقدين، /273

قال ابن أبي عمر المقدسي: حدثني سفيان، عن عمرو، عن محمد بن علي، ان عمر خطب الي علي ابنته أم كلثوم، فذكر له صغرها، فقيل له: انه ردك فعاوده، فقال له علي:


أبعث بها اليك، فان رضيت فهي امرأتك، فأرسل بها اليه، فكشف عن ساقها، فقالت له: لولا أنك أميرالمؤمنين للطمت عينيك.

و قال ابن وهب، عن عبدالرحمان بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده: تزوج عمر أم كلثوم علي مهر أربعين ألفا. [520] و قال الزبير: ولدت لعمر ابنيه زيدا و رقية، و ماتت أم كلثوم و ولدها في يوم واحد، أصيب زيد في حرب كانت بين بني عدي، فخرج ليصلح بينهم، فشجه رجل، و هو لا يعرفه، في الظلمة، فعاش أياما و كانت أمه مريضة، فماتا في يوم واحد [521] .

و ذكر أبوبشر الدولابي في الذرية الطاهرة من طريق أبي اسحاق، عن الحسن بن الحسن بن علي، قال: لما تأيمت أم كلثوم بنت علي عن عمر، فدخل عليها أخواها الحسن و الحسين، فقالا لها: ان أردت أن تصيبي بنفسك مالا عظيما لتصيبن، فدخل علي فحمدالله و أثني عليه و قال: أي بنية! ان الله قد جعل أمرك بيدك، فان أحببت أن تجعليه بيدي؛ فقالت: يا أبتي! اني امرأة أرغب فيما ترغب فيه النساء، و أحب أن أصيب من الدنيا؛ فقال: هذا من عمل هذين، ثم قام يقول: والله لا أكلم واحدا منهما، أو تفعلين. فأخذا شأنها و سألاها ففعلت، فتزوجها عون بن جعفر بن أبي طالب.

و ذكر الدارقطني في كتاب الاخوة: ان عونا مات عنها، فتزوجها أخوه محمد، ثم مات عنها، فتزوجها أخوه عبدالله بن جعفر، فماتت عنده. و ذكر ابن سعد نحوه، و قال في آخره: فكانت تقول: اني لأستحيي من أسماء بنت عميس، مات ولداها عندي، فأتخوف علي الثالث؛ قال: فهلكت عنده، و لم تلد لأحد منهم.

و ذكر ابن سعد، عن أنس ابن عياض، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: ان عمر خطب أم كلثوم الي علي، فقال: انما حبست بناتي علي بني جعفر، فقال: زوجنيها، فوالله ما علي ظهر الأرض رجل يرصد من كرامتها ما أرصد، قال: قد فعلت، فجاء عمر الي المهاجرين، فقال: زفوني، فزفوه، فقالوا: بمن تزوجت؟ قال: بنت علي، ان النبي صلي الله عليه و سلم


قال: كل نسب و سبب سيقطع يوم القيامة الا نسبي و سببي، و كنت قد صاهرت، فأحببت هذا أيضا.

و من طريق عطاء الخراساني: ان عمر أمهرها أربعين ألفا. و أخرج بسند صحيح أن ابن عمر صلي علي أم كلثوم و ابنها زيد فجعله مما يليه و كبر أربعا. و ساق بسند آخر: ان سعيد بن العاص هو الذي أبهم علتها.

ابن حجر، الاصابة، 469 - 468/4 - عنه: الموسوي الهندي، افحام الأعداء و الخصوم، 181 - 180/1؛ تراثنا (رقم 31،30)، / 395 - 393

زيد بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي، شقيق عبدالله بن عمر الأصغر، أمهما أم كلثوم بنت جرول، كانت تحت عمر، ففرق بينهما الاسلام لما نزلت (و لا تمسكوا بعصم الكوافر)، فتزوجها أبوالجهم بن حذيفة، و كان زوجها قبله عمر، ذكر ذلك الزبير و غيره، فهذا يدل علي أن زيدا ولد في عهد النبي صلي الله عليه و آله و سلم.

ابن حجر، الاصابة، 558/1

أم كلثوم بنت عمرو بن جرول الخزاعية، كانت زوج عمر بن الخطاب، و هي والدة عبيدالله بن عمر بالتصغير، وقع ذكرها في البخاري غير مسماة، و أن عمر طلقها لما نزلت (و لا تمسكوا بعصم الكوافر)، و سماها الطبراني و قال: تزوجها بعد عمر أبوالجهم ابن حذافة.

ابن حجر، الاصابة، 468/4

و روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قام فحمدالله و أثني عليه، ثم قال: ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع، أن كل سبب و نسب و صهر منقطع يوم القيامة الا سببي و نسبي و صهري، قال عمر: فلما سمعت ذلك من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أحببت أن يكون بين يو بينه نسب و سبب و صهر، فخطبت الي علي ابنته أم كلثوم من فاطمة (رضي الله عنها) بنت محمد صلي الله عليه و آله و سلم فزوجنيها. (قيل): و كان ذلك في سنة سبع عشرة من الهجرة و دخل بها في ذي القعدة من السنة المذكورة و كان صداقها أربعين ألف درهم، فولدت له زيدا أو زينبا.

ابن الصباغ، الفصول المهمة، /29 - 28


و أم كلثوم تزوجها عمر بن الخطاب رضي الله عنه فولدت له زيدا، و لم يعقب زيد بن عمر بن الخطاب.

الصفدي، الوافي بالوفيات، 82/1

تزوج[عمر بن الخطاب]أم كلثوم بنت فاطمة الزهراء عليهاالسلام فولدت له زيدا و رقية.

الصفدي، الوافي بالوفيات، 463/22

ابن عمر: زيد بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي، و أمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب و أمها فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم، تزوجها عمر رضي الله عنه علي أربعين ألف درهم و اغتبط بذلك. وفد زيد علي معاوية، فأكرمه و أحسن جائزته و أمر له بمائة ألف درهم كل عام، و كان زيد يقول: أنا ابن الخليفين.[ثم ذكر كلام ابن سعد و ابن عبدالبر كما ذكرناهما]

ثم ان فتنة وقعت بين بني عدي بن كعب فاقتتلوا بالبقيع ليلا، و خرج زيد بن عمر ليحجز بينهم، فضرب علي رأسه خطأ فشج و صرع عن دابته، و تنادي القوم: زيد! زيد! فتفرقوا و سقط في أيديهم و حمل الي منزله، و لم يزل منها مريضا حتي مات في حدود الخمسين للهجرة. و قيل: انه و أمه مرضا جميعا، و نزل بهما، و ان رجالا مشوا بينهما لينظروا أيهما يقبض أولا فيورث منه الآخر و انهما قبضا في ساعة واحدة و لم يدر أيهما قبض قبل الآخر، و وضعا معا في موضع الجنائز، فأخرت أمه و قدم هو مما يلي الامام، فجرت السنة في الرجل و المرأة بذلك بعد. و قال الحسين لعبدالله بن عمر: تقدم فصل علي أمك و أخيك. و صلي عليهما. و توفي زيد رحمه الله شابا في حدود الخمسين للهجرة.

الصفدي، الوافي بالوفيات، 38 ، 37/15 رقم 38

قالوا: أنكح عمر ابنته.

قلنا: قال المرتضي في كتابه الشافي: العقل لا يمنع اباحة نكاح الكفار، و انما يمنع منه الشرع، و فعل علي أقوي حجة في أحكام الشرع. علي أنه لا يمتنع شرعا انكاح الكافر قهرا لا اختيارا، و قد كان عمر علي الاسلام ظاهرا، و عمر ألح علي علي و توعده بما خاف علي علي أمر عظيم فيه من ظهور ما لم يزل يخفيه، فسأله العباس لما رأي ذلك رد أمرها


اليه فزوجها منه.

و قد أخرج ابن المغازلي الشافعي في مناقبه و البخاري في صحيحه: أن عمر صعد المنبر و قال: حملني الالحاح علي علي في ابنته كذا و كذا، الحديث.

و في الحديث أن عمر أحضر العباس و قال علي المنبر: أيها الناس! هنا رجل من علية أصحاب النبي قد زني و هو محصن، و قد اطلع أميرالمؤمنين وحده عليه.

فقالوا: ليمض حكم الله فيه، فلما انصرفوا قال للعباس: والله لئن لم يفعل لأفعلن، فأعلمه فأبي، فسأله العباس السكوت و مضي الي عمر فزوجه أم كلثوم.

و في حديث آخر أنه أمر الزبير يضع درعه علي سطح علي فوضعه بالرمح ليرميه بالسرقة.

و في كافي الكليني أنه قال: لأغورن زمزم، و لا أدع لكم مكرمة الا هدمتها، و لأقيمن شاهدين بأنه سرق و أقطعه.

و سئل مسعود العياشي عن أم كلثوم، فقال: كان سبيلها سبيل آسية مع فرعون، و ذكر النوبختي: أنها كانت صغيرة و مات عنها قبل الدخول بها.

ان قيل: انما منع عليا تزويجه الحياء و الأنفة فولي العباس.

قلنا: قد تولي تزويج غيرها من بناته و لم يمنعه ذلك فلم تبق علة الامتناع سوي الكراهة.

و قد روي أهل المذاهب الأربعة عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي مسندا الي الصادق عليه السلام أنه قال: «ذلك فرج غصبنا عليه»، و روته الفرقة المحققة أيضا.

علي أنه لا خلاف أن التناكح و التوارث علي الاسلام، و لا شك في كونه علي ظاهر الاسلام.

و قد ذكر الراوندي في خرايجه رواية متصلة الي الصادق عليه السلام أن عليا دعا يهودية نجرانية، فتمثلت بأم كلثوم فزوجه و حجبت أم كلثوم، فلما قتل ظهرت.


و حكي المفيد في المحاسن، عن ابن هيثم أنه أراد بتزويجه استصلاحه و كفه عنه، و قد عرض لوط بناته علي الكفار ليردهم عن ضلالهم (هؤلاء بناتي هن أطهر لكم) [522] .

قالوا: أثبتم خلافة علي بالميراث، و ظاهر أن الميراث و الخلافة لا تقسم.

قلنا: لم نثبتها بالميراث بل بالنص و الأفضلية، علي أن أقارب الانسان أحق بمعروفه لا علي حد الميراث لآية (أولوا الأرحام).

و ما أحسن قول بعض المؤمنين: لو بعث النبي اليوم أين كان ينزل برحله؟ قال السامع: مع أهله؟ قال: فأنا أضع محبتي حيث ينزل النبي برحله.

قالوا: فالعباس أقرب منه فان كان بالميراث فله.

قلنا: قد أجمعنا و اياكم علي أنه طلب مبايعة علي، و في ذلك نفي استحقاقه، و قد رويتم في مسند ابن حنبل قول علي في حياة النبي: و الله اني لأخوه و ابن عمه و وليه و وارثه، و من أحق به مني؟

و لا نسلم أقربية العباس لأنه عم للأب و علي ابن عم للأبوين.

ان قيل: فعقيل أخوه.

قلنا: لا خفاء في امتياز علي عنه بشدة الملازمة و التربية و التزويج و غير ذلك لا يحصي.

قالوا: لم يخص النبي أحدا حيث قال: الأئمة من قريش، فرجحت الأمة المتقدمين من الأئمة.

لنا: الخبر من طرقكم، فليس حجة علينا، مع أن عليا أقرب قريش و أفضل، هذا مع قولكم: ان النبي لم يوص، فيكون الأحق بميراثه بمنطوق الكتاب ابنته و باقيه، للأقرب اليه.


قالوا: فقد استخلف موسي يوشع بن نون دون أولاد هارون.

قلنا: هذا لنا لا لكم، لأنه اذا استخلف، و لا شك أن النبي أشفق منه، فكيف لم يستخلف عندكم؟ و أيضا فالكلام في استخلاف الأمة لا في استخلاف الأنبياء و المعصومين الأئمة.

علي أن مقاتل ذكر في تفسيره أن يوشع ابن أخت موسي، و هو أفضل من أولاد هارون و هذا ما نقوله في علي و العباس.

البياضي، الصراط المستقيم، 131 - 129/3

قال: روي أن النبي صلي الله عليه و آله قال: «يا بني عبدالمطلب لا أغني عنكم من الله شيئا».

قلنا: رواية ساقطة من الكتب و الرجال، فلا يعتمد فيها علي حال، و يردها ما أسنده الثعلبي برجاله من قوله عليه السلام: من صنع صنيعة الي أحد من ولد عبدالمطلب و لم يجازه عليها فأنا أجازيه عليها في القيامة. و قد أورد المرزباني في كتابه: «كل نسب و سبب منقطع يوم القيامة الا نسبي و سببي» و قد ألح عمر في التزويج عند أميرالمؤمنين لهذه العلة.

البياضي، الصراط المستقيم، 229/1

و أخرج عبدالرزاق و عبد بن حميد، عن عكرمة، قال: لما تزوج عمر رضي الله عنه أم كلثوم (رضي الله عنها) بنت علي اجتمع عليه أصحابه فباركوا له دعوا له، فقال: لقد تزوجتها و ما بي حاجة الي النساء، ولكني سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول: ان كل نسب و سبب ينقطع يوم القيامة الا سببي و نسبي، فأحببت أن يكون بيني و بين رسول الله صلي الله عليه و سلم نسب.

السيوطي، الدر المنثور، 33 - 32/3

و كذا أخرجه البيهقي من طريق وهب بن خالد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أن عمر خطب أم كلثوم الي علي - رضي الله عنه - فذكر القصة الي أن قال: سمعت النبي صلي الله عليه و آله و سلم يقول: «ان كل نسب و سبب منقطع يوم القيامة الا ما كان من سببي و نسبي».

و أخرجه الدارقطني أيضا عن جعفر بن محمد، عن أبيه، لم يذكر جابر.

السمهودي، جواهر العقدين، /273


و أخرجه أيضا من حديث جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، هو علي بن الحسين السبط، فقال الدارقطني: قرئ علي أبي محمد الحسن بن محمد بن يحيي العلوي و أنا أسمع: حدثك جدك يحيي بن الحسن - أي ابن جعفر بن محمد - عن أبيه، عن جده - أي علي بن الحسين السبط -، أن عليا رضي الله عنه عزل بناته لولد أخيه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: فلقي عمر عليا (رضي الله عنهما)، فقال: يا أباالحسن! أنكحني ابنتك أم كلثوم بنت فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فقال علي: قد حبستهن لولد أخي جعفر، فقال عمر: انه والله ما علي وجه الأرض أحد يرصد من حسن صحبتها ما أرصد، فأنكحني يا أباالحسن، فقال: قد أنكحتكها، قال: فعاد عمر الي مجلسه بالروضة [523] بين القبر و المنبر حيث يجلس المهاجرون [524] و الأنصار، فقال عمر: رفئوني [525] ، قالوا: بمن يا أميرالمؤمنين؟ قال: بأم كلثوم بنت علي، [526] و ابتدأ بحديث عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال: اني سمعت [527] رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول: «كل صهر، أو سبب، أو نسب ينقطع يوم القيامة الا صهري، و سببي و نسبي» و أنه كانت له صحبة أحببت أن يكون لي معها سبب [528] .

قلت: و يحيي بن الحسن جد شيخ الدارقطني في هذا الحديث، هو صاحب كتاب «أخبار المدينة»، كان فقيها محدثا نسابة، و هو أصل بيت بني مهنا أمراء المدينة من الولاة و المعزولين؛ لأن مهنا المذكور هو ابن داود بن القاسم بن عبدالله بن طاهر بن يحيي المذكور، بل غالب من بالمدينة اليوم من أشراف بني حسين من نسله.

السمهودي، جواهر العقدين، /274 - 273 - مثله ابن حجر الهيتمي، الصواعق المحرقة (ط النجف)، /94 - 93، (ط مصر)، /157 - 156

و قد أخرج الدارقطني، عن الامام أبي حنيفة رحمه الله، قال: قدمت المدينة فأتيت أبا


جعفر محمدا - أي الباقر بن علي - فقال: يا أخا أهل العراق! لا تجلس الينا فانكم قد نهيتم عن الجلوس الينا، قال: فجلست اليه، فقلت: أصلحك الله، ما تقول في أبي بكر و عمر (رضي الله عنهما)؟ قال: رحم الله أبابكر و عمر، قلت: انهم يقولون عندنا بالعراق: انك تتبرأ منهما، قال: معاذ الله، كذبوا و رب الكعبة، أولست تعلم أن علي بن أبي طالب زوج ابنته أم كلثوم من فاطمة من عمر بن الخطاب؟ و هل تدري من هي - لا أم لك - جدتها خديجة سيدة نساء أهل الجنة، وجدها رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم خاتم النبيين، و سيد المرسلين، و رسول رب العالمين، و أخواها الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة، و أبوها علي بن أبي طالب ذوالشرف و المنقبة في الاسلام، فلو لم يكن لها أهلا - يعني عمر بن الخطاب - لا أبا لك - ما زوجها اياه. قال: قلت: فلو كتبت اليهم و كذبت عن نفسك، قال: لا يطيعوني بالكذب، هذا أنت قد قلت لك عيانا: «لا تجلس الي»، فعصيتني فكيف يطيعوني في الكتب؟

و أخرجه الدارقطني أيضا من حديث يونس بن أبي يعفور العبدي أبويحيي، قال: حدثني أبي، قال: سمعت عبدالله بن عمر يقول: سمعت عمر يقول: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: «كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة الا سببي و نسبي»، فلذلك رغبت في أم كلثوم.

و أخرجه أيضا من حديث الليث بن سعد، عن موسي بن علي بن رباح، عن أبيه، عن عقبة بن عامر الجهني، قال: خطب عمر الي علي ابنته من فاطمة (رضي الله عنهم)، و أكثر تردده اليه، فقال علي: يا أميرالمؤمنين! ما عندي الا صغيرة. فقال عمر: ما يحملني علي كثرة ترددي اليك الا أني سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: «كل حسب و نسب و سبب و صهر منقطع يوم القيامة الا حسبي و نسبي و سببي و صهري» فقام علي، فأمر بابنته من فاطمة فزينت و بعث بها الي عمر، فلما رآها قام اليها، فأجلسها في حجره و قبلها و دعا لها، فلما قامت أخذ بساقها و قال لها: قولي لأبيك قد رضيت، فلما جاءت الجارية الي أبيها علي قال لها: ما قال لك أميرالمؤمنين؟ قالت: لما رآني قام فأجلسني في حجره و قبلني و دعا لي، فلما قمت أخذ بساقي و قال لي: قولي لأبيك قد رضيت، قد


رضيت. فأنكحها اياه، فولدت زيد بن عمر، فعاش حتي كان رجلا ثم مات.

و بين الدارقطني أيضا من طريق بشر بن مهران من حديث شريك بسنده الماضي: أن عمر لما خطبها من علي، فاعتل عليه بأنه أعدها لابن جعفر، قيل لعلي: انه يقدر أنك تضن عليه بها، فأرسل بها علي اليه - أي ليعلم صغرها - و قال: ان رضيتها فهي امرأتك، فقال عمر: والله ما طلبتها للباءة، ولكني سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و ذكر الحديث.

السمهودي، جواهر العقدين، /276 - 275 ، 274

(و أخرج) الطبراني: ان الله عزوجل جعل ذرية كل نبي في صلبه و ان الله تعالي جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب. (و أخرج) أبوالخير الحاكمي و صاحب كنوز المطالب في بني أبي طالب: أن عليا دخل علي النبي صلي الله عليه و سلم و عنده العباس فسلم فرد عليه صلي الله عليه و سلم السلام و قام فعانقه و قبل ما بين عينيه و أجلسه عن يمينه، فقال له العباس: أتحبه؟ قال: يا عم! والله، لله أشد حبا له مني ان الله عزوجل جعل ذرية كل نبي في صلبه و جعل ذريتي في صلب هذا. زاد الثاني في روايته: انه اذا كان يوم القيامة دعي الناس بأسماء أمهاتهم سترا عليهم الا هذا و ذريته فانهم يدعون بأسمائهم لصحة ولادتهم. و أبويعلي و الطبراني: انه صلي الله عليه و سلم قال: كل بني أم ينتمون الي عصبة الا ولد فاطمة فأنا وليهم و أنا عصبتهم.

و له طرق يقوي بعضها بعضا. و قول ابن الجوزي، بعد أن أورد ذلك في العلل المتناهية: «أنه لا يصح» غير جيد، كيف و كثرة طرقه ربما توصله الي درجة الحسن؟ بل صح.

[ثم ذكر كلام ابن حنبل في فضائل الصحابة و كلام السمهودي في جواهر العقدين كما ذكرناهما]

و في رواية للبيهقي أن عمر لما قال: فأحببت أن يكون لي من رسول الله صلي الله عليه و سلم سبب و نسب، قال علي للحسنين: زوجا عمكما، فقالا: هي امرأة من النساء تختار لنفسها، فقام علي مغضبا، فأمسك الحسن ثوبه، و قال: لا صبر لنا علي هجرانك يا أبتاه، فزوجاه.

و في رواية: أن عمر صعد المنبر، فقال: أيها الناس! انه والله ما حملني علي الالحاح علي علي في ابنته الا أن سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول: كل حسب و نسب و سبب و صهر


ينقطع يوم القيامة الا حسبي و نسبي و سببي و صهري.

فأمر بها علي فزينت و بعث بها اليه، فلما رآها قام اليها و أجلسها في حجره و قبلها و دعا لها، لما قامت أخذ بساقها و قال لها: قولي لأبيك قد رضيت، قد رضيت. فلما جاءت، قال لها: ما قال لك؟ فذكرت له جميع ما فعله و ما قاله: و أنكحها اياه فولدت له زيدا مات رجلا. و في رواية: أنه لما خطبها اليه، قال: حتي أستأذن، فاستأذن ولد فاطمة فأذنوا له. و في رواية: أن الحسين سكت و تكلم الحسن، فحمد الله و أثني عليه، ثم قال: يا أبتاه! من بعد عمر صحب رسول الله صلي الله عليه و سلم و توفي و هو عنه راض ثم ولي الخلافة فعدل؟ فقال له أبوه: صدقت ولكن كرهت أن أقطع أمرا دونكما، ثم قال لها: انطلقي الي أميرالمؤمنين فقولي له ان أبي يقرؤك السلام و يقول لك انا قد قضينا حاجتك التي طلبت. فأخذها عمر و ضمها اليه و أعلم من عنده أنه تزوجها، فقيل له: انها صبية صغيرة، فذكر الحديث السابق. و في آخره: أردت أن يكون و بين رسول الله صلي الله عليه و سلم سبب و صهر، و تقبيله و ضمه لها علي جهة الاكرام، لأنها لصغرها لم تبلغ حدا تشتهي حتي يحرم ذلك و لولا صغرها لما بعث بها أبوها ذلك؛ ثم حديث عمر هذا جاء عن جماعة آخرين من الصحابة كالمنذر و ابن عباس و ابن الزبير و ابن عمر. قال الذهبي: و اسناده صالح.

ابن حجر الهيثمي، الصواعق المحرقة (ط مصر)، /157 - 156 (ط النجف)، /94 - 93

جاء من طرق بعضها رجاله موثقون أنه صلي الله عليه و سلم قال: كل سبب و نسب منقطع. و في رواية: ينقطع يوم القيامة الا - و في رواية: ما خلا - سببي و نسبي يوم القيامة، و كل ولد أم - و في رواية: و كل ولد أب - فان عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فاني أنا أبوهم و عصبتهم. و هذا الحديث رواه عمر رضي الله عنه لعلي (رضي الله عنهما) لما خطب منه بنته أم كلثوم فاعتل بصغرها، فقال: اني لم أرد الباءة ولكني سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول، فذكره ثم قال: فأحببت أن يكون لي من رسول الله صلي الله عليه و سلم سبب و نسب، و لما تزوجها قال للناس: ألا تهنوني؟ سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول، فذكر الحديث. و في رواية: كل سبب و صهر منقطع الا سببي و صهري. و في رواية: في سندها ضعف لكل بني أم عصبة ينتمون اليه الا ولد فاطمة فأنا وليهم


و عصبتهم. و في رواية: فأنا أبوهم و أنا عصبتهم، و جاء من طرق يقوي بعضها بعضا (خلافا لما زعمه ابن الجوزي): ان الله عزوجل جعل ذرية كل نبي في صلبه و أن الله تعالي جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب.

و في هذه الأحاديث دليل ظاهر لما قاله جمع من محققي أئمتنا ان من خصائصه صلي الله عليه و سلم أن أولاد بناته ينسبون اليه في الكفاءة و غيرها، أي حتي لا يكافئ بنت شريف ابن هاشمي غير شريف و أولاد بنات غيره انما ينسبون لآبائهم لا الي آباء أمهاتهم.

ابن حجر الهيتمي، الصواعق المحرقة (ط مصر)، /237 - 236 (ط النجف)،/141

(و أخرج) الدارقطني، عن أبي حنيفة: أنه لما قدم المدينة سأل أباجعفر الباقر عن أبي بكر و عمر فترحم عليهما، فقال له أبوحنيفة: انهم يقولون عندنا بالعراق أنك تتبرأ منهما، فقال: معاذ الله كذبوا و رب الكعبة، ثم ذكر لأبي حنيفة تزويج علي بنته أم كلثوم بنت فاطمة من عمر، و أنه لو لم يكن لها أهلا ما زوجه اياها، يقطع ببطلان ما زعمه الرافضة و الا لكان قد تعاطي تزويج بنته من كافر علي زعمهم الفاسد.

ابن حجر الهيتمي، الصواعق المحرقة (ط مصر)، /48

أيضا عن الشعبي قال: نقل علي أم كلثوم بعد قتل عمر بسبع ليال لأنها كانت في دار الامارة (سفيان الثوري في جامعة، ق).

المتقي الهندي، كنز العمال، 694/9 رقم 28012

(أم كلثوم بنت أبي بكر - الأفعال) - عن أبي خالد: ان عمر خطب أم كلثوم بنت أبي بكر الي عائشة و هي جارية، فقالت: أين المذهب بها عنك؟ فبلغها ذلك، فأتت عائشة، فقالت: تنكحيني عمر يطعمني الخشن من الطعام، انما أريد فتي يصب من الدنيا صبا، والله لئن فعلت لأذهبن أصيحن عند قبر النبي صلي الله عليه و سلم، فأرسلت عائشة الي عمرو بن العاص، فقال: أنا أكفيك، فدخل علي عمر فتحدث عنده، ثم قال: يا أميرالمؤمنين! رأيتك تذكر التزويج، قال: نعم، قال: من؟ قال: أم كلثوم بنت أبي بكر؟ فقال: يا أميرالمؤمنين! ما أريك الا جارية تنعي أباها كل يوم! فقال عمر: عائشة أمرتك بهذا، فتزوجها


طلحة بن عبيدالله.

فقال له علي: أتأذن لي أن أدنو من الخدر، قال: نعم، فدنا منه، ثم قال: أما علي ذلك لقد تزوجت فتي من أصحاب محمد صلي الله عليه و سلم (كر).[ثم ذكر كلام ابن سعد كما ذكرناه]

المتقي الهندي، كنز العمال، 626/13 رقم 37590؛ منتخبه (هامش مسند ابن حنبل)، 282/5

مسند عمر عن ابن الحنفية، قال: دخل عمر بن الخطاب و أنا عند أختي أم كلثوم بنت علي فضمني و قال: الطفيه يا كلثوم (كر).

المتقي الهندي، كنز العمال، 590/13 رقم 37515، منتخبه (هامش مسند ابن حنبل)، 297/5

عن سعد الجاري مولي عمر بن الخطاب: أنه دعا أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، و كانت تحته فوجدها تبكي، فقال: ما يبكيك؟ فقالت: يا أميرالمؤمنين! هذا اليهودي - تعني كعب الأحبار - يقول: انك علي باب من أبواب جهنم، فقال عمر: ما شاء الله، والله اني لأرجو أن يكون ربي خلقني سعيدا، ثم أرسل الي كعب فدعاه، فلما جاءه كعب، قال: يا أميرالمؤمنين! لا تعجل علي، و الذي نفسي بيده لا ينسلخ ذوالحجة حتي تدخل الجنة، فقال عمر: أي شي ء هذا مرة في الجنة و مرة في النار. فقال: يا أميرالمؤمنين! و الذي نفسي بيده انا لنجدك في كتاب الله علي باب من أبواب جهنم تمنع الناس أن يقعوا فيها فاذا مت لم يزالوا يقتحمون فيها الي يوم القيامة. [529] .

المتقي الهندي، كنزالعمال، 571 - 570/12 رقم 35787، (هامش مسند ابن حنبل)، 385 - 384/4


عن أبي جعفر قال: خطب عمر الي علي ابنته، فقال: انها صغيرة، فقيل لعمر: انما يريد بذلك منعها فكلمه. فقال علي: أبعث بها اليك، فان رضيت فهي امرأتك، فبعث اليه، فكشف عمر عن ساقها، فقالت له: أرسل، فلولا أنك أميرالمؤمنين لصككت عينك (عب، ص).

المتقي الهندي، كنزالعمال، 510/16 رقم 45672

و عن علي عليه السلام: انه أبي عن نكاح ابنته لعمر، و اعتذر بصغرها فلم يقبل منه ذلك العذر حتي ألجأه الي أن يريها اياها، فأرسلها اليه، فلما رآها عمر اجتذبها و ضمها اليه، و قبلها.

الحر العاملي، اثبات الهداة، 363/2 رقم 179

و عن علي، عن أبيه، عن أبن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله عليه السلام في حديث تزويج أم كلثوم بنت أميرالمؤمنين عليه السلام أن العباس أتاه فأخبره و سأله أن يجعل الأمر اليه، فجعله اليه.

الحر العاملي، وسائل الشيعة، 217/14 رقم 3 باب 10 أبواب عقد النكاح و أولياء العقد

سر [530] من كتاب أبي القاسم ابن قولويه، عن عيسي بن عبدالله الهاشمي، قال: خطب الناس عمر بن الخطاب - و ذلك قبل أن يتزوج أم كلثوم بيومين -. فقال: أيها الناس! لا تغالوا بصدقات النساء، فانه لو كان الفضل فيها لكان رسول الله صلي الله عليه و آله يفعل [531] ، كان نبيكم عليه السلام يصدق المرأة من نسائه المحشوة و فراش الليف و الخاتم و القدح و ما أشبهها [532] ، ثم نزل عن المنبر، و ما أقام يومين [533] أو ثلاثة حتي أرسل صداق [534] بنت علي عليه السلام بأربعين ألفا.

المجلسي، البحار، 231/30 رقم 96


(الأرفح) في التهذيب، قال أبوحاتم: من قرون البقر الأرفح و هو (الذي يذهب قرناه قبل أذنيه في تباعد ما بينهما) قال: و الأرفي الذي تأتي أذناه علي قرنيه (و) يقال للمتزوج (رفحه ترفيحا) اذا (قال له بالرفاء و البنين). قال ابن الأثير: و في الحديث كان اذا رفح انسانا قال: بارك الله عليك أراد رفأ أي دعا له بالرفاء (قلبوا الهمزة حاء) و بعضهم يقول رقح بالقاف، و في حديث عمر رضي الله عنه لما تزوج أم كلثوم بنت علي رضي الله عنه، قال: رفحوني، أي قولوا لي ما يقال للمتزوج (الرقاحة الكسب و التجارة).

الزبيدي، تاج العروس، 144/2

و أرسل علي رضي الله عنه أم كلثوم الي عمر رضي الله عنه و هي صغيرة، فقالت: ان أبي يقول لك: هل رضيت الحلة، فقال: نعم، رضيتها.

الزبيدي، تاج العروس، 287/7

(و ذو الهلالين) لقب (زيد بن عمر بن الخطاب)، لأن (أمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب) و هي رقية الكبري (لقب بجديه) مات هو و أمه في يوم واحد و صلي عليهما معا.

الزبيدي، تاج العروس، 172/8

و انما الاشكال في تزويج علي عليه السلام أم كلثوم لعمر بن الخطاب وقت تخلفه، لأنه قد ظهرت منه المناكير.

فاذا ارتد علي هذا النحو من الارتداد فكيف ساغ في الشريعة مناكحته و قد حرم الله تعالي نكاح أهل الكفر و الارتداد و اتفق عليه علماء الخاصة؟

فنقول: قد تفصي الأصحاب عن هذا بوجهين عامي و خاصي:

أما الأول: فقد استفاض في أخبارهم عن الصادق عليه السلام لما سئل عن هذه المناكحة، فقال: انه أول فرج غصبناه، و تفصيل هذا: ان الخلافة قد كانت أعز علي أميرالمؤمنين عليه السلام من الأولاد و البنات و الأزواج و الأموال، و ذلك لأن بها انتظام الدين و اتمام السنة و رفع الجور و احياء الحق و موت الباطل، و جميع فوائد الدنيا و الآخرة، فاذا لم يقدر علي الدفع عن مثل هذا الأمر الجليل الذي ما تمكن من الدفع عنه زمان معاوية و قد بذل عليه الأرواح و سفك فيه المهج، حتي أنه قتل لأجله ستين ألفا في معركة صفين و قتل من


عسكره عشرون ألفا، و واقعة الطفوف أشهر من أن تذكر.

فاذا قبلنا منه العذر في ترك هذا الأمر الجليل و قد كان معذورا كما سيأتي الكلام فيه عند ذكر أسباب تقاعده عليه السلام عن الحرب في زمان الثلاثة ان شاء الله تعالي، و التقية باب فتحه الله سبحانه للعباد و أمرهم بارتكابه و ألزمهم به، كما أوجب عليهم الصلاة و الصيام حتي أنه ورد عن الأئمة الطاهرين عليهم السلام، لا دين لمن لا تقية له.

فقيل عذره عليه السلام في مثل هذا الأمر الجزئي، و ذلك أنه قد روي الكليني رحمه الله[ثم ذكر كلام الكليني عن ابن أبي عمير كما ذكرناه].

وأما الشبهة الواردة علي هذا و هي أنه يلزم أن يكون عمر زانيا في ذلك النكاح و هو مما لا يقبله العقل بالنظر الي أم كلثوم، فالجواب عنها من وجهين:

أحدهما: ان أم كلثوم لا حرج عليها في مثله، لا ظاهرا و لا واقعا، و هو ظاهر، و أما هو فليس بزان في ظاهر الشريعة، لأنه دخول ترتب علي عقد باذن الولي الشرعي؛ و أما في الواقع و في نفس الأمر فعليه عذاب الزاني، بل عذاب كل أهل المساوي و القبائح.

الثاني: ان الحال لما آل الي ما ذكرناه من التقية فيجوز أن يكون قد رضي عليه السلام بتلك المناكحة دفعا لدخوله في سلك غير الوطي المباح.

و أما الثاني: و هو الوجه الخاصي فقد رواه السيد العالم بهاء الدين علي بن عبدالحميد الحسيني النجفي في المجلد الأول من كتابه المسمي بالأنوار المضيئة، قال: مما جاز لي روايته عن الشيخ السعيد محمد بن محمد بن النعمان المفيد رحمه الله رفعه الي عمر بن أذينة[ثم ذكر كلام الراوندي في الخرائج و الجرائح كما ذكرناه].

أقول: و علي هذا فحديث «أول فرج غصبناه» محمول علي التقية و الاتقاء من عوام الشيعة كما لا يخفي.

الجزائري، الأنوار النعمانية، 84 - 81/1

ثم لا يخفي عليك أن هاهنا أمر لابد من الاشارة اليه و هو أن من تأمل في تلك الروايات المتقدمة و في غيرها من روايات سائر المجالس المتقدمة و المجالس الآتية علم أن


أم كلثوم المذكورة فيها كانت هي بنت أميرالمؤمنين من فاطمة الزهراء عليهاالسلام، ولكن يرد علي هذا اشكال و هو: ان الفقهاء قد ذكروا في باب الصلاة علي الجنازتين المختلفتين أنه اذا اجتمع صغير و كبيرة يقدم الصغير و تؤخر الكبيرة و استدلوا في ذلك علي ما ببالي الآن بخبر معتبر بحسب السند و فيه انه مات زيد بن عمر و أمه أم كلثوم بنت أميرالمؤمنين عليه السلام بعد زينب، ولكن كانت من امرأة غير فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها).

الدربندي، أسرار الشهادة، /493

و أما رقية و هي أم كلثوم، زوجها العباس بن عبدالمطلب بعمر بن الخطاب برضاء أبيها (رضي الله عنهم). [535] .

القندوزي، ينابيع المودة (ط أسوة)، 148 - 147/3


و تزوجها عمر بن الخطاب رضي الله عنه و ولدت زيدا الأكبر و رقية و توفيت هي و ابنها زيد في وقت واحد، و صلي عليهما ابن عمر و كان فيهما سنتان فيما ذكروا: لم يرث واحد منهما من صاحبه لأنه لا يعرف أولهما موتا، و قدم زيد قبل أمه مما يلي الامام في الصلاة.

الشبلنجي، نورالأبصار، /207

و في الأخبار أن عمر بن الخطاب تزوجها غصبا و أنكر ذلك جمع.

[536] و لعلم الهدي في هذا الباب رسالة منفردة أصر فيها علي ذلك. و أصر آخرون علي الانكار [537] ، و حيث لا يترتب علي تحقيق ذلك أثر و كان يصعب الالتزام به [538] ، طويناه اشتغالا بالأهم.

المامقاني، تنقيح المقال، 73/2 - 3 - عنه: محلاتي، رياحين الشريعة، 245/3

أم كلثوم الكبري بنت أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب زوجة عمر بن الخطاب.

توفيت بالمدينة في سلطنة معاوية و امارة سعيد بن العاص علي المدينة، و ذلك قبل سنة 54.

و هي أم كلثوم الكبري كما قلنا، فقد وجدنا في مسودة الكتاب، كما ستعرف، أن أم


كلثوم الكبري زوجة عون بن جعفر، و معلوم أن التي تزوجها عون هي التي كانت زوجة عمر، و عليه فما في تكملة الرجال من الجزم بأن زينب الصغري، المكناة أم كلثوم، هي زوجة عمر في غير محله، بل هي غيرها.

و قد روي من طرق أصحابنا، عن القداح، عن الصادق، عن أبيه عليهماالسلام، قال: ماتت أم كلثوم بنت علي عليه السلام و ابنها زيد بن عمر بن الخطاب في ساعة واحدة لا يدري أيهما مات قبل؟ فلم يورث أحدهما من الآخر و صلي عليهما جميعا.

و في الاستيعاب في ترجمة اياس بن السكن، قال: هو والد محمد بن اياس. و محمد بن اياس هو القائل يرثي زيد بن عمر بن الخطاب و كان قتل في حرب بين بني عدي، ثم قال: زيد بن عمر بن الخطاب أمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله. (انتهي)

و في أسد الغابة: أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب و ذكر مثله الي قوله: انه زوجك ثم قال: فتزوجها علي مهر أربعين ألفا.

و في الاصابة بسنده أن عمر خطب الي علي ابنته أم كلثوم فذكر له صغرها، فقيل له: انه ردك فعاوده، فقال له علي: أبعث بها اليك و ذكر مثل ما مر في رواية الاستيعاب.

ثم أن ما في مجموع هذه الأخبار يومئ الي أن تزويجها لم يكن عن طيبة خاطر كاعتذاره تارة بأنه حبس بناته علي ولد جعفر و أخري بصغرها و انها صبية و لذلك قيل له: ردك، و قد فهم عمر منه كراهته ذلك، فذلك قال له: أنك والله ما بك ذلك ولكن قد علمنا ما بك.

و من ذلك يعلم أن ما في بعض هذه الروايات من ارسالها اليه بتلك الصورة لا يمكن تصديقه و لا يمكن صدوره من ذي غيرة فضلا عن أميرالمؤمنين و ما ذلك الا فعل السفلة و الأوباش - و حاشا أميرالمؤمنين من مثله -و لو كانت عنده أمة لقبح أن يرسلها بهذه الصفة و كيف يرسلها بهذه الكيفية و هو قد دافع أولا و اعتذر بعدة أعذار؟ و ماذا الذي يحمله علي ارسال ابنته اليه بهذه الصورة المستهجنة و هي لا تعلم بأنه بعلها؟ و كيف يقول


له: فان رضيتها قد زوجتك؟ و هل كان يحتمل أن لا يرضاها بعد اصراره علي خطبتها غير مرة؟ ثم كيف يصح التزويج بهذا الترديد و بالايجاب بدون لفظ القبول و لم يذكر مهرا كما في بعض هذه الروايات؟ ثم يروي بعد ذلك أنه تزوجها علي أربعين ألفا.

كل ذلك يوجب الجزم بأن بعض هذه الأخبار مختلق. و قال المرتضي في الانتصار: فأما تزويجه بنته فلم يكن عن اختيار و الخلاف فيه مشهور فان الرواية وردت بأن عمر خطبها الي علي فدافعه و ماطله فاستدعي عمر العباس، ثم ذكر أنه تهدده و تهدد بني هاشم و عليا بما لا حاجة بنا الي ذكره، فمضي العباس الي علي فخبره بما سمعه من الرجل، فقال: قد أقسمت أن لا أزوجها اياه، فقال له: رد أمرها الي، ففعل، فزوجه العباس اياها.

قال: و يبين أن الأمر جري علي اكراه ما روي عن أبي عبدالله جعفر بن محمد، و ذكر حديثا في ذلك (انتهي).

و قال في كتاب تنزيه الأنبياء و الأئمة: بينا في كتاب الشافي انه ما أجابه الي ذلك الا بعد توعد و تهدد و مراجعة و منازعة و كلام طويل مأثور، و أن العباس لما رأي أن الأمر يفضي الي الوحشة و وقوع الفرقة سأله رد أمرها اليه ففعل فزوجها منه.

ثم روي عن الصادق عليه السلام ما يدل علي ان عليا لم يكن راضيا بذلك. و وجدت في مسودة الكتاب - و لا أعلم الآن من أين نقلته - ما صورته: أم كلثوم الكبري بنت أميرالمؤمنين عليه السلام زوجة عون بن جعفر الطيار أمها فاطمة الزهراء عليهاالسلام (انتهي).

و بناء علي ذلك تكون أم كلثوم التي تزوجها عمر هي الكبري لأنها هي التي تزوجت بعده عون بن جعفر. [539] .

الأمين، أعيان الشيعة، 486 ، 485/3


و المشهور بين الأصحاب: أنه تزوجها عمر بن الخطاب غصبا كما أصر السيد المرتضي و صمم عليه في رسالة عملها في هذه المسألة و هو الأصح للأخبار المستفيضة. قال ابن قتيبة في كتاب المعارف: و أما أم كلثوم الكبري بنت فاطمة فكانت عند عمر بن الخطاب و ولدت له فاطمة و زيدا، فلما قتل عمر تزوجها محمد بن جعفر بن أبي طالب فماتت عنده، و قال العسقلاني في الاصابة: تزوجها عمر بن الخطاب و ولدت له زيدا و ماتت هي و ولدها في يوم واحد و نحن ذكرنا ترجمة أم كلثوم بنت أميرالمؤمنين عليه السلام مفصلا في كتابنا الموسوم بالكوكب الدري في أحوال أولاد أميرالمؤمنين عليه السلام و من أراد الاطلاع عليها فليراجع هناك.

المازندراني، معالي السبطين، 225/2

و ان أم كلثوم الكبري تزوجت من عمر بن الخطاب رضي الله عنه، و بعد وفاته تزوجت عون


ابن جعفر بن أبي طالب شهيد معركة مؤته، ثم تزوجت من محمد شقيقه [540] .

أبوالنصر، فاطمة بنت محمد، /124

و قال أيضا مصعب الزبيري: ولدت أم كلثوم لعمر: زيدا، و رقية، فتزوجها بعد عمر محمد بن جعفر، فمات عنها فتزوجها عون بن جعفر فمات، فتزوجها عبدالله بن جعفر فمات عنها،... الي آخره.

و مثله ابن قتيبة الا أنه قال: ماتت عند عون بن جعفر بعد محمد بن جعفر.

و تزوج عمر بها، و ان دلت عليه أخبار العامة و الخاصة، الا أنه كان جبرا.

التستري، تواريخ النبي صلي الله عليه و آله و سلم و الآل عليهم السلام، /119

و من هذا الغلو الملوم ما يتكلمون به في أم كلثوم بنت أميرالمؤمنين و فاطمة الزهراء عليهم السلام، و ما كان لمثل كلامهم السخيف هذا أن ينظر اليه أو يجاب عليه، ولكن قصدت التنبيه لئلا يغتر به جاهل، أو يفتن به غافل، و حسبنا الله و نعم الوكيل.

تزوجها عمر، و في قصة العقد أخبار متضاربة، أما التزويج فقد وقع بلا ريب، و قد كان اعتذر أميرالمؤمنين عليه السلام بصغرها و كبره، ثم رضي بعد ذلك قطعا، و ان القول بعدم رضاه فيه من الفضاضة و انتهاك الحرمة، و نقص الدين و المروءة أعظم و أطم من عدم الكفاءة المدعاة.

و توفيت هي و ولدها زيد بن عمر في وقت واحد (رضي الله عنهما)، و لم أجد لها تاريخ وفاة.

مجدالدين اليمني، لوامع الأنوار، 220 - 219/1

علي أي حال [541] (كلام المفيد رحمه الله مشعر بأن يحيي بن الحسن العبيدلي ليس بثقة فيما يروي عن مثل الزبير الكذاب المبغض لأهل البيت عليهم السلام، فكيف يكون كتابه «أخبار


الزينبات» محلا للاعتماد؟ فلاحظ) هذا، و للفيلسوف العلامة الأكبر الشيخ محمد جواد البلاغي، المتوفي 353 ه كتاب «عدم تزويج أم كلثوم» مخطوط، و للبحاثة الكبير العلامة السيد عبدالرزاق المقرم، المتوفي 1391 ه كتاب في رد التزويج مخطوط، و للبحاثة الهندي العلامة السيد علي أظهر النقوي، المتوفي 1354 ه كتاب «الكنز المكتوم في رد زواج أم كلثوم»، و للشيخ محمد ان شاء الله الحنفي المحمدي الحبشي كتاب «السر المختوم في رد زواج أم كلثوم» مطبوع بالهند، قال في ص 21 من كتابه السر المختوم: «أيها الناظرون! هذه فضوليات الراوي الأول، بل الأصل، أن المفتري الزبير بن بكار الكذاب الوضاع اتهم علي سيدنا عمر، و كذب علي علي، و اختلق رواية زواج أم كلثوم من عند نفسه، و لا حقيقة لها»، انظر السر المختوم للشيخ محمد ان شاء الله المحمدي الصديقي البدايوني الحنفي ص 1 طبع الهند. قد فصلنا القول في هذا الزواج و ما ورد في هذا الباب من روايات الفريقين و نقدها في كتابنا «العقد المنظوم في أحوال أم كلثوم».

و من أقدم أعلامنا من أنكر هذا الزواج هو أبومحمد فضل بن شاذان بن الخليل الأزدي النيسابوري الذي ألف مائة و ثمانين كتابا، و هو من أجلاء أصحابنا الفقهاء و المتكلمين الذي أدرك زمان الامام علي بن موسي الرضا، المستشهد سنة 203 ه الي زمان الامام أبي الحسن علي الهادي المستشهد 254 ه، الذي عرض كتابه (عمل يوم و ليلة) علي الامام أبي محمد حسن العسكري عليه السلام، فتصفحه و قال: هذا صحيح ينبغي أن يعمل به [542] ، نقل عنه حديث انكار هذا الزواج المؤرخ الثقة الأقدم حسن بن محمد القمي، المتوفي 385 ه في «تاريخ قم ص 193» الذي ألفه للوزير الصاحب بن عباد الطالقاني رحمه الله.

السابقي، مرقد العقيلة زينب، /165

أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق: من فواضل نساء عصرها خطبها عمر بن الخطاب و ذلك أن رجلا من قريش قال لعمر بن الخطاب: ألا تتزوج أم كلثوم بنت أبي بكر فتحفظه بعد وفاته و تخلفه في أهله. فقال عمر: بلي، اني لأحب ذاك فاذهب الي عائشة


فأذكر لها ذلك وعد الي بجوابها. فمضي الرسول الي عائشة فأخبرها بما قال عمر. فأجابته الي ذلك و قالت له: حبا و كرامة و دخل عليها بعقب ذلك المغيرة بن شعبة فرآها مهمومة، فقال لها: ما لك يا أم المؤمنين؟ فأخبرته برسالة عمر و قالت: ان هذه جارية حدثة و أردت لها ألين عيشا من عمر. فقال لها: علي أن أكفيك. و خرج من عندها فدخل علي عمر، فقال: بالرفاه و البنين فقد بلغني ما أتيته من صلة أبي بكر في أهله و خطبتك أم كلثوم. فقال: قد كان ذاك. قال: الا أنك يا أميرالمؤمنين رجل شديد الخلق علي أهلك و هذه صبية حديثة السن فلا تزال تنكر عليها الشي ء فتضربها فتصيح فيغمك ذلك و تتألم له عائشة و يذكرون أبابكر فيبكون عليه فتجدد لهم المصيبة مع قرب عهدها في كل يوم.

فقال له: متي كنت عند عائشة و أصدقني. فقال: آنفا. فقال عمر: أشهد أنهم كرهوني فتضمنت لهم أن تصرفني عما طلبت وقد أعفيتهم. فعاد الي عائشة فأخبرها بالخبر و أمسك عمر عن معاودة خطبتها.

كحالة، أعلام النساء، 251 - 250/4

و قدم رسول سارية بن زنيم الدئلي علي عمر، فوجده يطعم الناس، و معه عصاه التي يزجر بها بعيره، فقصد له فأقبل عليه بها، فقال: اجلس، فجلس حتي اذا أكل انصرف عمر و قام فاتبعه، فظن عمر أنه رجل لم يشبع، فقال حين انتهي الي باب داره: ادخل و قد أمر الخباز أن يذهب بالخوان الي مطبخ المسلمين، فلما جلس في البيت أتي بغذائه خبز و زيت و ملح جريش، فوضع و قال: ألا تخرجين يا هذه فتأكلين؟ قالت: اني لأسمع حسن رجل. فقال: أجل. فقالت: لو أردت أن أبرز للرجال اشتريت لي غير هذه الكسوة. فقال: أو ما ترضين أن يقال: ام كلثوم بنت علي و امرأة عمر. فقالت: ما أقل غناء ذلك عني، ثم قال للرجل: أدن فكل فلو كانت راضية لكان أطيب مما تري، فأكلا [543] . [544] .

كحالة، أعلام النساء، 257 - 255/4


و لما خطبها عمر بن الخطاب من أبيها فوض أمرها الي العباس فزوجها عمر، فولدت له زيدا و رقية و لم يعقبا، فقتل زيد في حرب كانت في بني عدي ليلا، و كان قد خرج للاصلاح بينهم، ضربه خالد بن أسلم، مولي عمر بن الخطاب في الظلام و لم يعرفه، فصرع و عاش أياما و مات هو و أمه في وقت واحد و لم يعقب، فلم يدر أيهما مات قبل الآخر. فلما وضعا للصلاة قدم أمه ما يلي الامام و صلي عليهما عبدالله بن عمر بن الخطاب و سعيد بن العاص أمير الناس و عاشت رقية و تزوجت ابراهيم بن عبدالله النحام ابن أسد بن عبيد بن عولج بن عدي بن عمر بن الخطاب.

روي محمد بن أبي شيخ الامام مسلم في مسنده أن عمر خطب الي علي بنته أم كلثوم فذكر له صغرها فعاوده، فقال: أبعث بها اليك فان رضيت فهي امرأتك، فأرسلها اليه فكشف عن ساقيها، فقالت له: مه، لولا أنك أميرالمؤمنين للطمت عينك.

و ذكر ابن سعد أنه خطبها من علي فقال: انما حبست بناتي علي بني جعفر. أي لا يزوجهن الا لبني أخيه جعفر.

فقال: زوجنيها فوالله ما علي وجه الأرض رجل يرصد من كرامتها ما أرصد.

فقال: فعلت.

فجاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه الي المهاجرين، فقال:


هنئوني. فهنئوه، قالوا: تزوجت بمن؟

قال: ببنت علي... سمعت النبي صلي الله عليه سلم يقول: «كل نسب منقطع يوم القيامة الا نسبي و سببي». و كنت صاهرته صلي الله عليه و سلم بتزويجه حفصة فأحببت هذا أيضا. أمهرها أربعين ألفا.

ثم بعد موت عمر تزوجها عون بن جعفر، و بعد موت عون، تزوجها محمد أخوه و بعد موت محمد تزوجها أخوه عبدالله بن جعفر و بعد موتها عنده تزوج أختها السيدة زينب و لم تعقب أم كلثوم لواحد من الثلاثة سوي الثاني أتت له ببنت توفيت صغيرة.

و تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، بنت بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم، عمر بن الخطاب، فولدت له زيدا لم يعقب، و رقية، ثم خلف عليها بعد عمر رضي الله عنه، عون بن جعفر بن أبي طالب، ثم خلف عليها بعده محمد بن جعفر بن أبي طالب، ثم خلف عليها بعد عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، بعد طلاقه لأختها زينب.

قال الناصري في طلعة المشتري: و ابن عبدالبر في الاستيعاب، و العبيدلي في تاريخه:

زينب الوسطي بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه، الملقبة بأم كلثوم، خطبها عمر بن الخطاب، و كان مولدها قبل وفاة النبي صلي الله عليه و سلم، و لذلك عدها ابن عبدالبر في الصحابيات.[...]

و عن زيد بن أسلم رضي الله عنه أنه أصدقها أربعين ألف درهم.

قال ابن عبدالبر: فولدت له زيدا و رقية.

قال مصعب: فأما زيد فكان له ولد، فانقرضوا، و كان بين بني أبي الجهم و بين بني حذيفة العدوي حرب، فخرج يحجز بينهم، فأصيب، و لا يعرف كيف قتل، فمات زيد و ماتت أمه أم كلثوم أيضا، و كانت مريضة و لم يدر أيهما مات قبل الآخر، فلم يتوارثا.

و لما قتل أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، تزوجت بعده محمد بن جعفر بن أبي طالب فمات عنها، فتزوجها عبدالله بن جعفر، و كان زواجه بها بعد طلاقه لأختها زينب الكبري، كذا صوبه الناصري و هو المشهور فماتت عنده.

قال في المواهب: و لم تلد لواحد من الثلاثة سوي محمد، فانها ولدت له ابنة ماتت


صغيرة، فليس لأم كلثوم المذكورة عقب. و أما رقية ابنتها من عمر، فقال مصعب: تزوجها ابراهيم بن نعيم بن عبدالله النحام، فولدت له جارية، و ماتت الجارية، و ماتت أمها أيضا.

قال: و انقرض ولد أم كلثوم من عمر... ا ه.

قال ابن طولون في مصنف له فيها: و العدوي في مزاراته: انها هي المدفونة بقرية راوية قرب حجيرة من غوطة دمشق المعروفة بقرية الست.

و قال الهروي في الاشارات، و ابن الجوزي في المزارات الشامية، و العز بن شداد في الأعلاق الخطيرة، و الصيادي في الروضة البهية في الكلام علي مزارات الجهة الشمالية من دمشق:

و منها: قرية يقال لها الراوية قبلي دمشق، فيها قبر السيدة زينب أم كلثوم بنت علي ابن أبي طالب رضي الله عنه و زوجة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

أمها فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم، تزوجها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، و أصدقها أربعين ألفا، و ولدت له زيد الملقب بذي الهلالين، و لم يبق لعمر منها ولد، و توفيت بغوطة دمشق عقب محنة أخيها الحسين، و دفنت في هذه القرية، ثم تسمت القرية المذكورة باسمها، و هي الآن المعروفة (بقرية الست) و علي قبرها حجر قديم محفور منقوش عليه اسمها، و غربي قبر السيدة المذكورة قبر السيد مدرك الفزاري الصحابي قاله الحافظ ابن عساكر.

و هو أول مسلم دفن بها - أي بدمشق... ا ه.

موسي محمد علي، السيدة زينب، / 119 - 118 ، 117 ، 106 ، 52 - 51

و زوجها: عون بن جعفر الذي استشهد في كربلاء و كان له من العمر يوم قتل ستة و خمسون سنة. ان محمد بن جعفر بن أبي طالب تزوجها. و قال الواقدي: ان محمدا هذا استشهد بتستر. و قال صاحب العمدة: ان جعفر خلف ولدين، محمد الأكبر الذي استشهد في صفين و محمد الأصغر استشهد في كربلاء؛ و أما القاسم بن محمد أنه استشهد في شوشتر (الدرجات الرفيعة ص 185).

الحسيني الجلالي، هامش شرح الأخبار، 198/3


ذكر أيضا:

ابن سعد، الطبقات، 240/3 (ط ليدن)

المصعب الزبيري، نسب قريش، /41 (راجع الجزء 9 ص 12)

ابن قتيبة، المعارف (ط دار الكتب)، /211 (راجع ج 10 ص 6) (ط دار احياء التراث العربي)، /92

البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 30 - 29/2، أنساب الأشراف (ط مصر)، 402/1 (راجع ج 10 ص 7)

البلخي، البدء و التاريخ، 146/2 (راجع ج 10 ص 9)

ابن فندق، لباب الأنساب، 337/1 (راجع الجزء 9 ص 52)

أبوالفداء، التاريخ، 181/1 (راجع الجزء 9 ص 72)

ابن كثير، البداية و النهاية، 331/7 (راجع الجزء 9 ص 73)

الأعرجي، مناهل الضرب، /87 - 86 (راجع الجزء 9 ص 104)

سپهر، ناسخ التواريخ أميرالمؤمنين، 342/4

آل بحر العلوم، تحفة العالم، 231/1


رد كلام ابن سعد صاحب الطبقات: و كل ما ذكره ابن سعد في هذه العبارة باطل فاسد، كما لا يخفي علي أهل البصائر.

- أما قوله: تزوجها عمر، الي قوله: و لم تلد لأحد منهم شيئا، فهو مما لم يذكر له سند، و لو واهيا، فكيف يلتفت اليه أهل التحقيق؟، و مع ذلك فيدل علي بطلان تزوج عمر لها ما سبق من الدلائل الساطعة و البراهين القاطعة، واذا ظهر بطلان التزوج بان لك أن ولادة زيد و رقية منها أبين فسادا و أوضح بطلانا.

- ثم ما ذكره ابن سعد و الدارقطني و ابن الأثير و ابن حجر و ابن قتيبة أيضا في كتاب المعارف: «[... فلما قتل عمر، تزوجها محمد بن جعفر بن أبي طالب، فمات عنها، ثم تزوجها عون بن جعفر بن أبي طالب، فماتت عنده» [545] [من تزوج عون بن جعفر و محمد ابن جعفر لها بعد عمر[أو بالعكس كما ذكره ابن قتيبة]أظهر ما يكون من الأكاذيب و الأباطيل، لأن عونا و محمدا قد قتلا في حرب تستر [546] ، و حرب تستر كانت في عهد عمر، كما لا يخفي علي أهل النظر في كتب التاريخ و الرجال. فكيف يصح عوده حيا بعد مقتل عمر حتي يمكن أرصد؟

قال الحافظ ابن عبدالبر المغربي القرطبي في كتاب الاستيعاب: عون بن جعفر بن أبي طالب، ولد علي عهد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، أمه و أم أخويه، عبدالله و محمد بن جعفر بن أبي طالب، أسماء بنت عميس الخثعمية، و استشهد عون بن جعفر و أخوه محمد بن جعفر بتستر و لا عقب لهما [547] .

و قال عزالدين ابن الأثير الجزري في كتابه - أسد الغابة -: عون بن جعفر بن أبي طالب ابن عبدالمطلب بن هاشم القرشي الهاشمي، والده جعفر، هو ذوالجناحين، ولد علي


عهد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، أمه و أم أخويه، عبدالله و محمد، أسماء بنت عميس الخثعمية، استشهد بتستر و لا عقب له. روي عبدالله بن جعفر: ان النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال لعون: أشبهت خلقي و خلقي، و هذا انما قاله رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لأبيه جعفر بن أبي طالب، أخرجه الثلاثة [548] .

و قال ابن حجر العسقلاني في كتابه - الاصابة -: «عون بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي ابن عم النبي صلي الله عليه و آله و سلم ولد بأرض الحبشة، و قدم به أبوه في غزوة خيبر. و أخرج النسائي و غيره من طريق محمد بن أبي يعقوب، عن الحسن بن سعد، عن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، قال: لما قتل جعفر بن أبي طالب، قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: ادعوا لي بني أخي، فجي ء بنا كأنا أفراخ، فقال: ادعوا لي الحلاق، فأمره فحلق رؤوسنا، ثم قال: أما محمد فشبيه عمنا أبي طالب، و أما عون فشبيه خلقي و خلقي، ثم أخذ بيدي فأمالها، فقال: اخلف جعفر في أهله، و بارك لعبدالله في صفقة يمينه. و هذا سند صحيح أورده ابن مندة من هذا الوجه مختصرا مقتصرا علي قوله، ان النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال لعون: أشبهت خلقي و خلقي؛ و لما أورده ابن الأثير في ترجمته قال: هذا انما قاله النبي صلي الله عليه و آله و سلم لأبيه جعفر، فأومأ الي أنه و هم، و ليس كما ظن، بل الحديثان صحيحان، و كل منهما معدود فيمن كان شبه بالنبي صلي الله عليه و آله و سلم، و اختلف في أي ولدي جعفر، محمد و عون كان أسن، فأما عبدالله فكان أسن منهما، و ذكر موسي بن عقبة، أن عبدالله ولد سنة اثنتين، و قيل غير ذلك كما سبق في ترجمته، و قال أبوعمر: استشهد عون بن جعفر في تستر، و ذلك في خلافة عمر، و ما له عقب [549] ». انتهي.

قال ابن قتيبة في ترجمة محمد بن جعفر ما لفظه: و استشهد محمد بن جعفر بتستر. [550] .

و قال ابن قتيبة في ترجمة عون بن جعفر ما لفظه: و أما عون بن جعفر فقتل بتستر أيضا و لا عقب له. [551] .


ثم ما ذكره ابن سعد[و ابن حجر ناقلا عن الدارقطني]من تزوج عبدالله بن جعفر بسيدتنا أم كلثوم بعد أخويه عون و محمد ابني جعفر أبين فسادا و أوضح بطلانا من أن ينبه عليه، لأن كثيرا من علماء أهل السنة و أخبارهم يذكرون في كتبهم و أسفارهم، أن أم كلثوم (س) لما ماتت، شهد الصلاة عليها الحسن و الحسين عليهماالسلام، و ذلك لا يكون الا أن يقع موتها في عهد معاوية و حياة الحسن و الحسين عليهماالسلام، و قد أجمع علماء الأخبار و جميع المؤرخين، أن أختها سيدتنا زينب (س) قد بقيت الي عهد يزيد، و شهدت وقعة الطف و أسرت حتي بلغت الشام، و خاطبت يزيد بكلام بليغ نقله الثقات من أصحاب التاريخ، فكيف يصح دعوي ابن سعد أن عبدالله بن جعفر زوج زينب (س) تزوج أم كلثوم بعد موت أختها زينب (س)؟ و كيف يمكن تصحيح هذه الدعوي؟ و اذا عرفت هذا، بان لك بطلان ما نسب اليها ابن سعد أنها قالت: اني لأستحيي من أسماء بنت عميس أن ابنيها ماتا عندي و اني لأتخوف علي هذا الثالث، فانه من أبين الكذب و المحال.

ان ادعاء ابن قتيبة تزوج عون بن جعفر بعد موت محمد بن جعفر مع بطلانه، و هو أنه مناقض لكلام محمد بن سعد البصري صاحب الطبقات.

فهذا اختلاف بين، و تناقض واضح، يسقط معه كلام كل واحد من هذين الكاذبين عن درجة الالتفات، و مما يستغرب و يستعجب أن ابن قتيبة لم يتجاسر أن يذكر لسيدتنا أم كلثوم زوجا رابعا كما ذكره ابن سعد الطبقات، و هو عبدالله بن جعفر، كما سمعت سابقا مع بيان بطلانه و فساده فيما سبق عند ردنا لكلام ابن سعد، و لعل ابن قتيبة عرف أن ذكر هذا الزواج الرابع مطلقا، و خاصة علي نهج ابن سعد، من الأكاذيب الواضحة، و لا تصح عند العوام فضلا عن الخواص، و يقول قائل هذا القول الباطل الي التورط في شديد الاشكال و الاعتباص.

و من العجائب التي يتحير لها الناظر اللبيب، أن موت أم كلثوم (س) في عهد معاوية يتحقق مما ذكره هذا الرجل بنفسه - أعني ابن سعد، في كتابه هذا، أعني الطبقات - قال


ابن سعد في الطبقات، في ترجمة أم كلثوم ما نصه:[ثم ذكر كلام عبيدالله بن موسي و وكيع بن الجراح كما ذكراهما].

و لا أدري بما يتخلص هذا الرجل عن ورطة هذا الاشكال، والله العاصم من خدع الغرور المحتال.

- ترجمة أنس بن عياض: أما ما ذكره ابن سعد[ناقلا ابن حجر عنه]بقوله:[ثم ذكر كلام ابن سعد عن أنس بن عياض كما ذكرناه]: فمردود بأن أنس بن عياض الليثي، مطعون مقدوح، و ممن قدح فيه امام أهل السنة مالك ابن أنس صاحب المذهب المشهور، قال ابن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة الليثي هذا: قال الآجري: عن أبي داود، عن أحمد بن صالح، قال: ذكر أبوضمرة عند مالك، فقال: لم أر عند المحدثين غيره، ولكنه أحمق يدفع كتبه الي هؤلاء العراقيين.

[552] قال ابن حجر في التهذيب أيضا: قال أبوداود: و حدثنا محمود، حدثنا مروان و ذكر أباضمرة، فقال: كانت فيه غفلة الشاميين، و وثقة، ولكنه كان يعرض كتبه علي الناس، قال أبوداود: و سمعت الأشج يقول: سألت أباضمرة عن شي ء، فقال: شي ء في هذا البيت عرض، يعني أحاديثه.

ان ابن سعد بنفسه قد قدح في ترجمة أنس بن عياض، قال ابن سعد: كان ثقة كثير الخطأ [553] .

و من قلة حياء هذا الليثي، أنه روي هذا الخبر المكذوب عن الامام المعصوم جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، عن أبيه المعصوم محمد الباقر عليه السلام، و قد نزه الله هذين السيدين المعصومين عن أن يرويا هذا الكذب الصريح، و الافك الفضيح، و الغالب، أنه اراد أن يخدع العامة باسناد هذا الخبر الباطل الي هذين الامامين الهمامين عليهماالسلام، حتي يظنوا أن هذا الخبر المشتمل علي عقد سيدتنا أم كلثوم (س) مع عمر قد جاء برواية أئمة أهل


البيت عليهم السلام، و هذا الخداع الباطل مما لا يخدع به الا العامة الجهال، و الله العاصم عن مكائد أهل الضلال.

- و من عجائب التعصبات التي تتقطع لها قلوب المؤمنين، و تنشرح بها صدور الشياطين، أن ابن سعد هذا كان سيئ الاعتقاد، و عظيم الالحاد في شأن الامام جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام ما لفظه: «و كان كثير الحديث، و لا يحتج به، و يستضعف، سئل مرة: سمعت هذه الأحايث من أبيك؟ فقال: نعم. و سئل مرة، فقال: انما وجدتها في كتبه» [554] ، انتهي.

و اذا كان هذا زعم ابن سعد، عليه ما يستحقه من الملام، في حق هذا الامام الهادي للأنام صلوات الله عليه و علي آبائه الكرام، فكيف جاز له أن يروي عنه عليه السلام هذا الخبر الباطل مستندا الي أبيه عليه السلام؟!

- و مما يورث العجب العجاب، أن متن هذا الخبر قد اشتمل علي أن عليا عليه السلام قال لعمر حين خطب اليه ابنته: انما حبست بناتي علي بني جعفر، و هذا عذر واضح شرعي، فكيف لم يقبله عمر؟ و ظاهر كل الظهور أن بني جعفر عليهم السلام كانوا أكفاء لبنات علي عليه السلام، و عمر لم يكن كفؤا لواحدة من الهاشميات، فضلا أن يكون كفؤا لبنات علي عليه السلام، فكيف أقدم علي خطبة واحدة منهن، مع ظهور هذا المانع القوي؟ و كيف لم يقبل ما اعتذر به علي عليه السلام بقوله: انما حبست بناتي علي بني جعفر؟ مع أن هذا عذر شرعي واجب القبول، و قد وجب علي عمر قبوله بما شيده بقوله: لأمنعن تزوج ذوات الأحساب من النساء الا من الأكفاء، كما سيذكر بيانه فيما تقدم من الدلائل علي فساد دعوي هذا العقد.

- أما قول عمر: انكحنيها يا علي، فوالله ما علي ظهر الأرض رجل يرصد من حسن صحابتها ما أرصد.


فلو سلم صدور هذا القول من عمر، فهو من تقولاته الكاذبة، لأن من ضيع حرمة سيدة نساء العالمين فاطمة عليهاالسلام و بضعة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و أغضبها و آذاها بأقواله الفظيعة، و أفعاله الشنيعة، كيف يصدق في قوله هذا، و لو كان مقرونا بألف قسم؟ و هل يصدق أحد هذا، أنه يرصد من حسن صحابة ابنتها أم كلثوم (س) مالا يرصده علي ظهر الأرض؟! ما هذا الا وقاحة ظاهرة لا تخفي علي أهل البصائر، المميزين بين صلاح السرائر، و فساد الضمائر.

- و من العجائب التي اشتمل عليه هذا الخبر المختلق، أنه يلقي في قلب الناظر أن حديث الخطبة، و الاعتذار، و الاصرار، و التزويج قد وقع في زمان واحد، و ساعة واحدة، و لم يكن هناك محضر شهود، بل لم يذكر فيه أنه شهد ما جري بين عمر و علي عليه السلام شاهد أصلا، و لم يطلع أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم علي هذا العقد حتي جاء الي مجلس المهاجرين بين القبر و المنبر، فأخبرهم بهذا العقد، و هذا أمر منكر جدا، لأن عمر كان شديد الانكار علي نكاح السر، و كان يجوز النكاح الا بولي و شاهدين، كما لا يخفي علي ناظر كتب الحديث و الفقه [555] فكيف جوز أن يقع نكاحه هذا في محل لم يحضره أحد غير عمر و علي عليه السلام؟!

و كان ينبغي أن يدعو جمعا من أصحاب النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و نفرا من بني هاشم فيكون بمحضر منهم علي سبيل الاعلان، و لا يحتاج عمر الي اتيان مجلس المهاجرين من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و اخبارهم بعقده هذا الذي لم يشهدوه، و لعل واضع هذا الخبر المكذوب كان جاهلا بسيرة عمر، فوضعه علي خلاف ما كان مشهودا مشهورا من عمر عند الناس.

فان قلت: لعل الباعث علي ترك عمر دعوة الناس لأجل شهود هذا العقد كان هو التوقي عن لزوم الوليمة و الاطعام، و لم يمكنه ذلك في هذا الوقت بضيق ذات اليد.


قلت: هذا عذر بارد، لأن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال لبعض أصحابه: أولم ولو علي رجل شاة [556] و مع صرف النظر عن ذلك، فهلا اغتنم حضور المسلمين يوم الجمعة في المسجد، فانهم كانوا مجتمعين فيه من غير دعوة، فلم لا انتظر يوم الجمعة و اجتماع الناس في المسجد حتي يكون العقد واقعا بمحضر منهم، و يتم هذا العقد علي وجه الشياع و شهادة الأصحاب، و لا يحتاج ابن الخطاب الي اخبار جمع من المهاجرين الذين كانوا من الغياب، و لم يسمعوا بهذا العقد، حتي أخبرهم عمر بنفسه أولا علي وجه الاجمال بقوله: رفئوني، ثم علي وجه البين بعد سؤالهم عنه بقولهم: بمن؟

فان قلت: لعل وجه هذا التعجيل في العقد، و وقوعه في الخلوة من غير حضور الأشهاد، أن عمر خاف بعد خطبته و اجباره و الجائه عليا عليه السلام علي قوله، أن يتغير رأيه بعد هذا الوقت، فلا يزوج ابنته بابن الخطاب، فلهذا سارع في وقوع العقد كيف ما كان؟

قلت: هب ان الأمر كان كذلك، ولكن لم ترك تجديد العقد يوم الجمعة بمحضر من الناس؟، وهب انه كره تجديد العقد بمحضر المسلمين يوم الجمعة، لكنه لم ترك اخبار الناس الحاضرين يوم الجمعة بوقوع هذا العقد؟

و لم ترك الترفئة عنهم، و خص بذلك نفرا من المهاجرين الذين كانوا يجلسون بين القبر و المنبر علي وجه بديع يؤذن بوقوع هذا العقد علي وجه السر و الكتمان، و جهلهم عن وقوعه علي سبيل الشهرة و الاعلان، و لقد اشتمل هذا الخبر المكذوب علي أمر عجيب و هو قول عمر لأصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: رفئوني، و انهم رفئوه، فان هذا كان من رسوم الجاهلية، و قد نهي عنه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فكيف اجترأ هذا الرجل علي طلب الترفئة عنها؟ و كيف أقدم أصحاب الرسول علي هذه الخطيئة الشنيعة؟!

قال محمد بن أحمد بن حنبل الشيباني في المسند: حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا اسماعيل بن عباس، عن سالم بن عبدالله، عن عبدالله بن محمد بن عقيل، قال: تزوج


عقيل بن أبي طالب، فخرج علينا، فقلنا: بالرفاء و البنين، فقال: مه، لا تقولوا ذلك، فان النبي صلي الله عليه و آله و سلم قد نهانا عن ذلك، و قال: قولوا، بارك الله فيك، و بارك لك فيها. [557] .

و قال أيضا: حدثنا اسماعيل، و هو ابن علية، أنبأنا يونس، عن الحسن، أن عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه تزوج امرأة من بني جشم، فدخل عليه القوم، فقالوا: بالرفاء و البنين، فقال: لا تفعلوا ذلك، قالوا: فما نقول يا أبازبيدة؟ قال: قولوا بارك الله لكم، و بارك عليكم، انا كذلك كنا نؤمر [558] .

قال ابن منظور الافريقي في لسان العرب: و منه بالرفاء و البنين، و رفأه ترفية و ترفيا دعا له، فقال: بالرفاء و البنين، و في حديث النبي صلي الله عليه و آله و سلم: انه نهي أن يقال: بالرفاء و البنين، الرفاء الأيتام، و الاتفاق و البركة و البسام، و انما نهي عنه كراهية، لأنه كان من عادتهم، و لهذا سن فيه غيره [559] . انتهي.

و قال محمد طاهر الكجراتي [560] : في «مجمع البحار» أي قال الطيبي في شرح المشكاة: الترفئة؛ قوله: بالرفاء و البنين، و بدله الشارع بما ذكره، لأنه لا يفيد، و لما فيه من التفسير عن البنات. انتهي.

و قال محمد طاهر الكجراتي أيضا في تكملة مجمع البحار: رفأ فيه نهي أن يقال: بالرفاء.

و لقد استبان بما سمعت أن واضع هذا الخبر قد نسب الي عمر شيئا منكرا كان من رسوم الجاهلية، و عادات الكفار، والله العاصم عن حب باطل يعمي القلوب و الأبصار.


[561] اضطر القوم الي تحريف الكلمة و التصرف فيها، ففي المستدرك: «فأتي عمر المهاجرين، فقال: ألا تهنوني؟» [562] ، و في سنن البيهقي: «و أتي فدعوا له بالبركة» [563] ، و في تاريخ الخطيب لم ينقله أصلا [564] .

- و أما ما وقع في هذا الخبر المكذوب أن عمر قال للأصحاب: ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: كل نسب و سبب منقطع يوم القيامة الا نسبي و سببي، و كنت قد صحبته فأحببت أن يكون هذا أيضا.

فمردود لأن اتصال السبب من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لعمر بعد الصحبة كان حاصلا بلا شبهة عند أهل السنة من جهة ابنته حفصة، فانها كانت من أزواج رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و هذا الاتصال يكفي له، و الا فما يزيده هذا الاتصال الذي طلبه من علي عليه السلام، و هو محرم عليه بوجوه عديدة غير تقصير و تخسير كما لا يخفي علي من له حظ من الايمان، و نصيب.

ترجمة هشام بن سعد: و أما ما ذكره ابن سعد[و ابن حجر ناقلا عنه]بقوله: أخبرنا وكيع بن الجراح، عن هشام بن سعد، عن عطاء الخراساني، أن عمر أمهر أم كلثوم بنت علي، أربعين ألفا [565] ، فمردود، لأن وكيع بن الجراح مقدوح مجروح، و سيأتي بيان ذلك ان شاء الله تعالي مفصلا فيما بعد.

و هشام بن سعد أيضا مطعون موهون، قدح فيه أكابر الناقدين من أهل السنة. قال الذهبي في الميزان، في ترجمته: قال أحمد: لم يكن بالحافظ، و كان يحيي القطان لا يحدث عنه. و قال أحمد أيضا: لم يكن يحكم الحديث. و قال ابن معين: ليس بذاك القوي. و قال النسائي: ضعيف. [566] و قال مرة: ليس بالقوي. و قال ابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه. [567] .


و من مناكيره ما ساق الترمذي له عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، عن عبدالله بن عمر رفعه: من مات يوم الجمعة أو ليلتها غفر له.

أو كما قال ابن أبي فديك، حدثنا هشام بن سعد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، جاء رجل أفطر في رمضان فذكره. و فيه: فأتي بعرق، فقال: كله أنت و أهلك، و صم يوما، و استغفر الله [568] .

و قال ابن حجر العسقلاني في «تهذيب التهذيب» في ترجمة هشام بن سعد: قال أبوحاتم، عن أحمد: لم يكن هشام بالحافظ. و قال عبدالله بن أحمد، عن أبيه: هشام بن سعد كذا و كذا، كان يحيي بن سعيد لا يروي عنه. و قال أبوطالب، عن أحمد: ليس هو محكم الحديث. و قال حرب: لم يرضه أحمد، و قال الدوري، عن ابن معين: ضعيف و داود ابن قيس أحب الي منه.

و قال معاوية بن صالح، عن ابن معين: ليس بذاك القوي، و قال ابن أبي مريم، عن ابن معين: ليس بشي ء، كان يحيي بن سعيد لا يحدث عنه. و قال أبوحاتم، يكتب حديثه و لا يحتج به، هو و محمد بن اسحاق عندي واحد. و قال النسائي: ضعيف. و قال مرة: ليس بالقوي. و روي له ابن عدي أحاديث، منها حديثه عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة:جاء رجل الي النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و قد أفطر في رمضان، فقال له: اعتق رقبة، الحديث. و قال مرة: عن الزهري، عن أنس، قال: و الروايتان جميعا خطأ، و انما رواه الثقات عن الزهري، عن حميد، عن أبي هريرة و هشام خالف فيه الناس، و له غير ما ذكرت و مع ضعفه يكتب حديثه.

و قال ابن أبي شيبة عن علي بن المديني: صالح و ليس بالقوي [569] .

و ذكره ابن عبدالبر في باب من نسب الي الضعف ممن يكتب حديثه، قال: و قال لي ابن معين: ضعيف، حديثه مختلط. و قال الخليلي: أنكر الحفاظ حديثه في المواقع في رمضان


من حديث الزهري عن أبي سلمة. قالوا: و انما رواه الزهري عن حميد، قال: و رواه وكيع، عن هشام بن سعد، عن الزهري، عن أبي هريرة منقطعا، قال أبوزرعة الرازي أراد وكيع الستر علي هشام باسقاط أبي سلمة، و ذكره يعقوب بن سفيان في الضعفاء [570] . انتهي.

و من العجائب أن ابن سعد نفسه قد طعن في هشام هذا. قال ابن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة هشام بن سعد ما لفظه: قال ابن سعد كان كثير الحديث، يستضعف و كان متشيعا [571] .

ترجمة عطاء الخراساني: في سند هذا الخبر عطاء الخراساني، و هو عطاء بن عبدالله أيضا من المقدوحين المجروحين الذين لا يوثق بخبرهم و لا يعتمد علي حديثهم. قال البخاري في كتاب الضعفاء: عطاء بن عبدالله، و هو ابن أبي مسلم البلخي مولي المهلب بن أبي صفرة، سألت عبدالله بن عثمان، عن عطاء، قال: سكن الشام سمع سعيد ابن المسيب روي عنه مالك و معمر، قال الحسن، عن ضمرة، عن ابن عطاء: مات سنة خمس و ثلاثين و مائة - 135 - و ولد سنة خمسين. قال سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد، حدثنا أيوب، حدثني القاسم بن عاصم، قال: قلت لسعيد بن المسيب: ان عطاء الخراساني حدثني عنك أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال له: تصدق. انتهي [572] .

و قال الذهبي في ميزان الاعتدال[و أيضا في كتاب المغني]في ترجمة عطاء:[و ذكره العقيلي في الضعفاء] [573] متشبثا بهذه الحكاية التي [574] [رواها سليمان بن حرب و حماد بن زيد، عن أيوب: حدثني القاسم بن عاصم، قلت لسعيد ابن المسيب: ان عطاء الخراساني


حدثني عنك: أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم أمر الذي وقع علي امرأته في رمضان بكفارة الظهار، فقال: كذب، ما حدثته، انما بلغني أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال له: تصدق، تصدق] [575] .

و قد ذكر البخاري، عطاء الخراساني في الضعفاء، فروي له هذا عن سليمان حرب، عن حماد.

أحمد بن حنبل، حدثنا عفان، حدثنا همام، أخبرنا قتادة، أن محمدا دعونا حدثاه أنهما قالا لسعيد: ان عطاء الخراساني حدثنا عنك في الذي وقع بأهله في رمضان، فأمره النبي صلي الله عليه و آله و سلم أن يعتق رقبة، فقال: كذب عطاء، انما قال له: تصدق، تصدق.

و قال ابن حبان في الضعفاء: أصله من بلخ و عداده في البصريين، و انما قيل له الخراساني لأنه دخل خراسان و أقام بها مدة طويلة ثم رجع الي العراق فنسب الي خراسان، و كان من خيار عبادالله، غير أنه[كان ردي ء الحفظ، كثير الوهم، يخطئ و لا يعلم، فيحمل عنه، فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج به] [576] ، فهذا القول من ابن حبان فيه نظر و لا سيما قوله: و انما قيل له الخراساني، فيا هذا أي حاجة بك الي هذه الدودة، أليست بلخ من أمهات مدن خراسان بلا خلاف؟

[577] [ [578] [و قال حجاج بن محمد: حدثنا شعبة، حدثنا عطاء الخراساني، و كان نسيا] [579] و قال الترمذي في كتاب العلل: قال محمد يعني النجادي: ما أعرف لمالك رجلا يروي عنه يستحق أن يترك حديثه غير عطاء الخراساني.

قلت: ما شأنه؟ قال: عامة أحاديثه مقلوبة [580] ] [581] .


و قال الذهبي أيضا: و قال البيهقي: و عطاء الخراساني غير قوي، قال في الوصايا [582] .

[583] [عن اسماعيل بن عياش، قلت لعطاء الخراساني: من أين معاشك؟ قال: من صلة الأخوان و جوائز السلطان. [584] .

و معلوم أن جوائز السلطان لدي الراوي لا تعني الا كونه من رجاله أو ممن يماليه. فرواياته لا تكون الا ضمن مورد الرضا و القبول لدي السلطان] [585] .

و لا يخفي علي أهل النقد و الاختبار الماهرين في تمييز الصحيح و السقيم من الأحاديث و الآثار أن في سند هذا الخبر المطعون انقطاعا، لأن عطاء لم يكن ولد علي عهد عمر و لم يقع عقد عمر بمحضر منه فكيف يقبل خبره هذا؟

قال البخاري في كتاب الضعفاء، كما سمعت آنفا: قال الحسن ضمرة، عن ابن عطاء. مات سنة خمس و ثلاثين و مائة - 135 - و ولد سنة خمسين [586] .

و قال الذهبي في ميزان الاعتدال، في ترجمة عطاء: ولد سنة خمسين و مات سنة ثلاث و ثلاثين و مائة [587] .

و قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: قال ابنه عثمان بن عطاء: مات سنة خمس و ثلاثين و مائة. و قال أبونعيم الحافظ: كان مولده سنة خمسين [588] .

[589] [هذا مضافا الي الانقطاع الموجود في خبره، فلابد أن يكون قد روي الخبر بواسطة رجل و هو غير مذكور] [590] .


فالعجب كل العجب كيف أقدم ابن سعد علي ايراد هذا الخبر المنقطع المقدوح المجروح بوجوه عديدة.

- و في هذا الخبر شي ء آخر، و بيانه: أن عمر كان شديد النهي عن المغالاة في المهر حتي أنه نهي الناس عن تلك المغالاة علي المنبر و جري له مع امرأة حاضرة ما جري، فكيف أقدم علي مغالاة المهر في هذا العقد من قبل نفسه؟ أو رضي تلك المغالاة من ولي زوجته؟ و كيف خالف سنة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في مهور أزواجه و بناته حسبما تدعيه أهل السنة؟

و هاهنا شي ء آخر، يتعجب منه، و بيان ذلك: أن أولياء عمر قد اعترفوا في بيان زهده و اظهار قلة اصابته من الدنيا بمبالغات و اعترافات معروفة لا تغرب عن أبصار الناظرين، فكيف أمكن له مع ذلك أن يمهر أربعين ألفا، و لو فرضنا تمكنه من هذا المبلغ الخطير؟ كيف جاز له مع ما يدعيه أهل السنة من شدة عمله بالسنة النبوية، و مصابرته علي التعلل و القناعة في المأكل و المشرب و الملبس، أن يبذل في المهر أربعين ألفا عند عقده علي بنت من هو أوحد الزهاء و من طلق الدنيا ثلاثا؟ [591] أتري عمر قد طلب بسوق هذا المهر الغالي ميل علي عليه السلام الي الدنيا؟ و جوز اقدامه علي هذا العقد المحرم طمعا في المال الفاني؟ و لعمري أن واضع هذا الخبر الموضوع قد بلغ من الجهل و الرقاعة مبلغا يستنكف عنه أهل المجون و الخلاعة.

- ترجمة محمد بن عمر: و أما ذكره ابن سعد بقوله:[ثم ذكر كلام ابن سعد عن محمد ابن عمر كما ذكرناه].

فمردود ساقط من درجة الاعتماد، لا يركن اليه أحد من أهل الخبرة و الانتقاد، لأن محمد بن عمر صاحب هذه الحكاية الشنيعة هو الواقدي (المتوفي 207 ه ق)، و هو شيخ ابن سعد هذا، و ابن سعد هذا كان تلميذه و كاتبه، و لذا يقال له: كاتب الواقدي هذا


مقدوح بقوادح عديدة، و مجروح بمطاعن شديدة، فما ذكره مع كونه عاريا عن الاسناد، ليس له حظ من الاعتماد عند الماهرين النقاد، و حيث أن قوادح الواقدي و مطاعنه متجاوزة عن حد الحصر، نكتفي هاهنا بذكر نبذة منها، و من أراد التفصيل، فعليه الرجوع الي مجلد حديث الغدير من كتاب العبقات [592] .

قال الخطيب البغدادي في تاريخه، في ترجمة الواقدي: و كان الواقدي [593] مع ما ذكرناه من سعة علمه و كثرة حفظه لا يحفظ القرآن. أنبأنا الحسين بن محمد بن جعفر الرافعي، أخبرنا القاضي أبوبكر أحمد بن كامل، قال: حدثني محمد بن موسي البربري، قال: قال المأمون للواقدي: أريد أن تصلي الجمعة غدا بالناس، قال: فامتنع، قال: لابد من ذلك، فقال: لا والله يا أميرالمؤمنين، ما أحفظ سورة الجمعة، قال: فأنا أحفظك، قال: فافعل، فجعل المأمون يلقنه سورة الجمعة حتي يبلغ النصف منها، فاذا حفظه ابتدأ بالنصف الثاني، فاذا حفظ النصف الثاني نسي الأول، فأتعب المأمون و نعس، فقال لعلي بن صالح: يا علي! حفظه أنت، قال علي: ففعلت و نام المأمون، فجعلت أحفظه النصف الأول فيحفظه، فاذا حفظته النصف الثاني نسي الأول، و اذا حفظته النصف الأول نسي الثاني، و اذا حفظته الثاني نسبي الأول، فاستيقظ المأمون، فقال لي: ما فعلت؟ فأخبرته، فقال: هذا رجل يحفظ التأويل و لا يحفظ التنزيل، اذهب فصل بهم و اقرأ أي سورة شئت [594] .

و قال الخطيب أيضا في تاريخه: أخبرنا القاضي أبوالحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله الهاشمي، أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل بن المأمون، حدثنا أبوبكر محمد بن القاسم الأنباري، حدثني محمد بن المرزبان، حدثنا أبوبكر القرشي، حدثنا المفضل بن غسان، عن أبيه، قال: صليت خلف الواقدي صلاة الجمعة فقرأ: ان هذا لفي الصحف


الأولي صحف عيسي و موسي [595] .

و قال الخطيب أيضا في تاريخ بغداد: أخبرني عبدالباقي بن عبدالكريم بن عمر المؤدب، أخبرنا عبدالرحمان بن عمر الخلال، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي، قال: سمعت اسحاق بن أبي اسرائيل، قال: كنت عند ابن المبارك و عنده أبوبدر فذكروا فوت الصلاتين بعرفة، فقال أبوبكر: يا أباعبدالرحمان! في هذا حديث عن ابن عباس و المسور بن مخرمة، فقال: عن؟ فقال: ابن واقد، قال: فسكت ابن المبارك و طأطأ رأسه، أو قال: نصت و لم يقل شيئا.

و قال جدي: حدثني من سأل يحيي بن معين، عن الواقدي، و أبي البختري، فقال: الواقدي أجودهما حديثا.

و قال جدي: حدثني عبدالرحمان محمد، قال: قال لي علي بن المديني، قال لي أحمد ابن حنبل: أعطني ما كتب عن ابن أبي يحيي، قال: قلت: و ما تصنع به؟ قال: أنظر فيها أعتبرها، قال: ففتحها ثم قال: اقرأها علي، قال: قلت: و ما تصنع به؟ قال: انظر فيها، قال: قلت له: أنا أحدث عن ابن أبي يحيي، قال لي: و ما عليك، أنا أريد أن أعرفها و أعتبر بها، قال: فقال لي بعد ذلك أحمد: رأيت عند الواقدي أحاديث قد رواها عن قوم من حديث ابن أبي يحيي قلبها عليهم، و ما كان عند علي شي ء يحتج به في الواقدي غير هذا، و قد كنت سألت عليا من الواقدي؟ فما كان عنده شي ء أكثر من هذا.

أخبرني أبوالقاسم الأزهري، حدثنا عبدالله بن عثمان الصفار، أخبرنا محمد بن عمران ابن موسي الصيرفي، حدثنا عبدالله بن علي المديني، قال: سمعت أبي يقول: محمد بن عمر الواقدي ليس بموضع للرواية و لا يروي عنه، و ضعفه.

حدثنا الأزهري، حدثنا عبدالله بن عثمان بن يحيي، حدثنا أبوعلي الهروي، قال: سمعت الحسن بن محمد المؤدب يقول: سمعت أباالهيثم يقول: قال يحيي بن معين: أغرب


الواقدي علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عشرين ألف حديث [596] .

أخبرنا أبونعيم الحافظ، حدثنا موسي بن ابراهيم بن النضر العطار، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت عليا، يعني ابن المديني، يقول: ابراهيم بن أبي يحيي كذاب، فأخبرني علي بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا عبدالله بن عثمان الصفار، و أخبرنا محمد بن عمران بن موسي، حدثنا عبدالله بن علي المديني قال: سمعت أبي يقول: كتب الواقدي عن ابن أبي يحيي كتبه، قال: و سمعت أبي يقول: فسألني أحمد أن أحدثه عن ابراهيم بن أبي يحيي فلم أحدثه، قال: و سمعت أبي يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الواقدي يركب الأسانيد، و سمعت يحيي بن معين يقول: الواقدي يحدث عن عاتكة ابنة عبدالمطلب، و عن حمزة بن عبدالمطلب من مركب.

أخبرنا أبوسعيد محمد بن موسي بن الفضل الصيرفي، قال: سمعت أباالعباس محمد ابن يعقوب الأصم يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت يحيي بن معين يقول: و الواقدي ليس بشي ء.

أخبرنا يوسف بن رباح البصري، أخبرنا أحمد بن محمد ابن اسماعيل المهندس بمصر، أخبرنا أبوبشر الدولابي، حدثنا معاوية بن صالح: أبوعبدالله الواقدي ضعيف، قلت ليحيي بن معين: لم لم تعلم عليه حيث كان الكتاب عندك؟ قال: أستحيي من ابنه هو لي صديق، قلت: فماذا تقول فيه؟ قال: كان يقلب أحاديث يونس فيصيرها عن معمر، ليس بثقة.

قال أبوعبدالله: و قال لي أحمد بن حنبل، هو كذاب. قال عبيدالله عن يحيي في موضع آخر: محمد بن عمر بن واقد ليس بشي ء.

أخبرني أحمد بن أبي جعفر القطيعي، أخبرنا علي بن عبدالعزيز البرذعي، حدثنا عبدالرحمان بن أبي حاتم، عن يونس بن عبدالأعلي قال: قال لي الشافعي: كتب الواقدي


كذب، و قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن أبي شريح، قال: سمعت محمد بن ادريس الشافعي يقول: الواقدي وصل حديثين - يعني لا يوصلان -.

أخبرنا علي بن أبي علي البصري، حدثنا أحمد بن عبدالله بن أحمد الدوري الوراق، حدثنا محمد بن عبدالله المستعين، حدثنا عبدالله بن علي بن المديني، حدثني أبي، قال: جعل انسان يحدث ابن المبارك عن الواقدي، فقال: صرنا الي بحر الواقدي.

حدثنا أبوبكر البرقاني، أخبرنا أبوأحمد الحسين بن علي التميمي، حدثنا أبوعوانة يعقوب بن اسحاق الاسفراييني، حدثنا أبوبكر المروزي، قال: سمعته - يعني أحمد بن حنبل - يسأل عن الواقدي، فقيل له: قال ابن المبارك: دعونا من بحر الواقدي، فقال: شهدت وكيعا و قد سألوه عن حديث في مسح الخفين؟ فقال: لو كنت عند الواقدي لحدثك، هكذا قرأت علي علي محمد بن علي المعدل، عن يوسف بن ابراهيم الجزاجني، قال: أخبرنا نعيم بن عدي، قال: سمعت اسحاق بن أبي عمران، قال: سمعت بندار بن بشار، يقول: ما رأيت أكذب شفتين من الواقدي.

أخبرنا علي بن محمد الدقاق، قال: قرأنا علي الحسين بن هارون، عن أبي سعيد، قال: حدثني محمد بن عبدالله بن سليمان، قال: سمعت ابن نمير - و ذكر حديثا - فقلت له: يا أباعبدالرحمان! تملي هذا؟ قال: هو عن الواقدي و لست أحب أن أحدث عنه، فقلت: نحن نعرفه، فقال: اكتبه علي جهة المعرفة ثم أملاه علي.

أخبرنا ابن الفضل القطان، أخبرنا علي بن ابراهيم المستملي، أخبرنا محمد بن ابراهيم ابن شعيب الغازي، قال: سمعت محمد بن اسماعيل البخاري، يقول: محمد بن عمر الواقدي قاضي بغداد متروك الحديث.

أخبرنا أبوبكر البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسي الأردبيلي، حدثنا أحمد بن طاهر ابن النجم الميانجي، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي، قال: و سئل أبوزرعة - يعني الرازي - عن الواقدي؟ فقال: ترك الناس حديثه.

و أخبرنا البرقاني، أخبرنا أحمد بن سعيد - وكيل دعلج - حدثنا عبدالكريم بن أحمد


ابن شعيب النسائي، حدثنا أبي، قال: محمد بن عمر الواقدي، متروك الحديث.

حدثنا عبدالعزيز بن أحمد بن علي الكتاني لفظا بدمشق، حدثنا عبدالوهاب بن جعفر الميداني، حدثنا أبوهاشم عبدالجبار بن الصمد السلمي، حدثنا القاسم بن عيسي القصار، حدثنا ابراهيم بن يعقوب الجوزجاني، قال: الواقدي لم يكن مقنعا، ذكرت لأحمد بن حنبل موته يوم مات و أنا ببغداد، قال: جعلت كتبه ظهائر للكتب منذ حين، أو قال: منذ زمان.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، أخبرنا محمد بن عدي البصري في كتابه، حدثنا أبوعبيد محمد بن علي الآجري، قال: سئل أبوداود سليمان بن الأشعث، عن الواقدي، فقال: لا أكتب حديثه، ما أشك أنه كان ينقل الحديث، ليس ينظر الواقدي في كتاب الا يبين فيه أمره، روي في فتح اليمن و خبر العنسي أحاديث عن الزهري ليست من حديث الزهري، و كان أحمد بن حنبل لا يذكر عنه كلمة [597] .

و قال الخطيب أيضا في تاريخ بغداد: حدثت عن دعلج بن أحمد قال: سمعت أبامحمد عبدالله بن علي الجارود يقول: سمعت اسحاق الكوسج يقول: قال أحمد بن حنبل: كان الواقدي محمد بن عمر يقلب الأحاديث، كأنه يجعل ما لمعمر عن ابن أخي الزهري، و ما لابن أخي الزهري لمعمر، قال اسحاق بن راهويه: كان عندي ممن يضع.

أخبرنا العتيقي، أخبرنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا أحمد بن ملاعب، حدثنا محمد بن علي المديني، قال: سمعت أبي يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الواقدي يركب الأسانيد.

أخبرني البرقاني، حدثني محمد بن أحمد بن محمد بن عبدالملك الأدمي، عن علي بن أبي داود، حدثنا زكريا الساجي، قال: محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قاضي بغداد متهم [598] .


و قال الذهبي في ميزان الاعتدال: محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، مولاهم الواقدي المدني القاضي صاحب التصانيف، و أحد أوعية العلم علي ضعفه.

قال ابن ماجة: حدثنا ابن أبي شيبة، حدثنا شيخ لنا، حدثنا عبدالحميد بن جعفر، فذكر حديثا في اللباس يوم الجمعة، و حسبك أن ابن ماجة لا يجسر أن يسميه و هو الواقدي قاضي بغداد.

قال أحمد بن حنبل: هو كذاب، يقلب الأحاديث، يلقي حديث ابن أخي الزهري علي معمر و نحوذا.

و قال ابن معين: ليس بثقة، و قال مرة: لا يكتب حديثه.[و قال البخاري و أبوحاتم: متروك] [599] . و قال أبوحاتم أيضا و النسائي: يضع الحديث. و قال الدارقطني: فيه ضعف. و قال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة و البلاء منه.

و قال ابن الجوزي و غيره: هو محمد بن أبي شملة، دلسه بعضهم، و أما البخاري فذكر ابن أبي شملة بعد الواقدي.

و قال أبوغالب ابن بنت معاوية ابن عمرو: سمعت ابن المديني يقول: الواقدي يضع الحديث.

و قال أبوداود: بلغني أن علي بن المديني قال: كان الواقدي يروي ثلاثين ألف حديث غريب.

و قال المغيرة بن محمد المهلبي: سمعت ابن المديني يقول: الهيثم بن عدي أوثق عندي من الواقدي، لا أرضاه في الحديث، و لا في الأنساب، و لا في شي ء.

و قال اسحاق بن الطباع: رأيت الواقدي في طريق مكة يسي ء الصلاة.

و قال الذهبي أيضا في الميزان: قال البخاري: سكتوا عنه، ما عندي له حرف.

و قال ابن راهويه: هو عندي ممن يضع الحديث.


قلت: و قد سقت جملة من أخبار الواقدي وجوده و غير ذلك في تاريخي الكبير، و مات و هو علي القضاء سنة سبع و مائتين في ذي الحجة، و استقر الاجماع علي و هن الواقدي [600] .

و قال ابن حجر في تهذيب التهذيب، في ترجمة الواقدي ما لفظه، قال البخاري: متروك الحديث، تركه جماعة. و قال ابن معين: ضعيف. و قال مرة: ليس بشي ء. و قال مرة: كان يقلب حديث يونس بغيره عن معمر، ليس بثقة. و قال ابن المديني: الهيثم بن عدي أوثق عندي من الواقدي و لا أرضاه في الحديث. و قال أبوداود السجستاني: أخبرني من سمع علي بن المديني يقول: روي الواقدي ثلاثين ألف حديث غريب. و قال النسائي: ليس بثقة [601] .

و قال الذهبي أيضا، في كتاب المغني: محمد بن عمر بن واقد الأسلمي مولاهم الواقدي، صاحب التصانيف مجمع علي تركه. و قال ابن عدي: يروي أحاديث غير محفوظة و البلاء منه، و قال النسائي: كان يضع الحديث. و قال ابن ماجة: حدثنا ابن أبي شيبة، حدثنا شيخ، حدثنا عبدالحميد بن جعفر، فذكر حديثا في لباس الجمعة بمن لا يجبر ابن ماجة [602] .

و قال الذهبي أيضا في كتابه العبر، في ذكر الواقدي: ضعفة الجماعة [603] .

و قال الذهبي أيضا، في كتابه الكاشف في ترجمه الواقدي ما لفظه: قال البخاري و غيره: متروك [604] .

و قال ابن خلكان: ضعفوه في الحديث و تكلموا فيه. [605] .

قال السمعاني: قد تكلموا فيه، و قال اليافعي: أئمة الحديث ضعفوه. [606] .


و قال ابن عدي: حدثنا ابن أبي بكر، حدثنا عباس، سمعت يحيي يقول: الواقدي ليس بشي ء. [607] .

أما نسبة هذه القصة الموضوعة الي غير الواقدي كما قاله ابن سعد لا يطور به أحد، فانه نسبة الي قائل مجهول لم يجتري ء ابن سعد علي تسميته، فهو أما مثل الواقدي في كونه مقدوحا مجروحا أو أسوأ حالا منه غير قابل للذكر و التسمية.

- أما ما اشتمل عليه هذه القصة المكذوبة فهو أظهر فسادا و أوضح بطلانا من أن يتكلم بنبذ عليه، لأنها أولا اشتملت علي اجتراء عظيم و اقدام مليم، و هو تكذيب عمر عليا عليه السلام في اعتذاره و صغر سن أم كلثوم (س) و عدم تصديقه عليه السلام مع أنه عليه السلام هو الصديق الأكبر بنص النبي صلي الله عليه و آله و سلم [608] ، و علي كونه عليه السلام مع الحق و الحق معه، و دوران الحق معه حيث ما دار، و هذا مما يخرج عمر عن دائرة الاسلام و يولجه في ذرافة الكفرة اللئام.

و لقد حق في حق ابن سعد و من تبعه في تصديق هذه الحكاية الفظيعة التي أورثت تخجيلا و تشويرا قوله تعالي: (فليضحكوا قليلا، و ليبكوا كثيرا) [609] ، و من أعجب العجائب أن هذه الحكاية الموضوعة اشتملت علي رد اعتذار علي عليه السلام بكلامه القبيح و أتي فيه بالأقسام الكاذبة و اليمين الفاجرة المشتملة علي لفظ الجلالة قائلا: «انك و الله ما بك ذلك» [610] ، و هذه جرأة عظيمة، و جسارة فخيمة، و جريرة مزهمة، و كبيرة موبقة، و أشد من ذلك أن عمر بعد تكذيبه لعلي عليه السلام بهذا القول الشنيع زاد جرأة علي جرأة، فقال: ولكن علمنا ما بك، و هذا القول الشنيع عن قبول خطبة عمر، و الباعث علي رده خائبا خاسرا كان غير ما أظهر علي عليه السلام، و أن عمرا اطلع علي ما أضمره علي عليه السلام في نفسه، و في هذا القول أيضا تكذيب الامام المعصوم، ادعاء علم الغيب المحجوب و الاطلاع علي ما في النفوس و القلوب، و هو في هذا الخبر المكذوب من أكبر النقائص و العيوب.


و مما يورث العجب، عن عمر يخبر عليا عليه السلام بما أخفاه هو في قلبه خوفا من عمر، و علمه عمر بصفاء ضميره و كشفه، فليته بين الأمر المخفي في قلب علي عليه السلام حتي يمكن لأوليائه و أعدائه تمييز الحق من الباطل و لا يبقي محل لتعارض الظنون من تعارك الأوهام.

و من أعجب العجائب أن هذه القصة المكذوبة قد اشتملت علي أمر فظيع بالغ من الفضاعة الي أقصي الحدود، و هو أمر علي عليه السلام بتزيين أم كلثوم (س)، و ارسالها مع بردها الي عمر، الي آخر الحكاية الشنيعة التي حكاها الواقدي علي هذا منوال النصب و العدوان، فان مضمونها مشحون بأنواع الأكاذيب المختلقات، و أصناف الأباطيل و الترهات.

و هذه القصة الشنعاء، و الفرية النكراء، لو سمعها واحد من عوام الاسلام، حتي أهل الحياكة و أمثالهم من الطغام، لنفر عنها و مجها مسمعه، و لم يقبلها لنفسه، فضلا عن أميرالمؤمنين عليه السلام؛ و لو كلف رجل من سفلة الناس و رعاعهم أن يزوج بنته علي هذا الأسلوب المنكر الشنيع، لأبي، و لم يرض بهذه الدنية.

و لعل واضع هذه القصة القبيحة أراد دفع العار، و ميط الشنار عن امامه أبي بكر، فانه قد أتي بابنته عائشة الي النبي صلي الله عليه و آله و سلم، بعد وفاة خديجة (س)، ليتزوج بها النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و جري له مع النبي صلي الله عليه و آله و سلم في هذا الباب ما يورث العجب العجاب، و ظهر من قلة حياء هذه التي بنته ما يخجل بذكره أولو الآداب.

قال ولي الله الدهلوي، في ازالة الخفاء في مآثر أبي بكر: (از آن جمله است كه چون حضرت خديجه (رضي الله عنها)، متوفي شد حضرت صديق حضرت عائشه را در عقد آن حضرت صلي الله عليه و آله و سلم آورد و در آن باب ادبي كه بهتر از آن صورت نبندد رعايت نمود)، عن حبيب مولي عروة، قال: لما ماتت خديجة حزن عليها النبي صلي الله عليه و آله و سلم فأتاه أبوبكر بعائشة، فقال: يا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم! هذه تذهب ببعض حزنك، و ان في هذه خلقا من خديجة ثم ردها، فكان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يختلف الي أبي بكر، الحديث أخرجه الحاكم.

و عن عائشة: قدمنا المدينة، فذكرت القصة الي أن قالت: قال أبوبكر: ما يمنعك أن تبني بأهلك؟ فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: الصداق، فأعطاه أبوبكر اثني عشر أوقية و نشا،


فبعث بها رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الينا و بني بي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في بيتي هذا الذي أنا فيه، أخرجه الحاكم، و أبوعمر في الاستيعاب مثله. انتهي ما نقلناه عن ازالة الخفاء [611] .

و فيه من الشنائع و الفظائع ما لا يخفي علي أهل الجلف و الجفاء..

- و أما ما ذكره واضع قصة تزوج عمر بأم كلثوم (س) في آخر كلامه بقوله: فولدت له غلاما يقال له زيد، فهو فرية بلا مرية، و قد سبق من الأدلة الواضحة و البراهين اللائحة ما يدل علي فساده و بطلانه.

الموسوي الهندي، افحام الأعداء و الخصوم، /164 - 163 ، 156 - 132

رد كلام الزبير بن بكار الأسدي: باب، في بيان بطلان ما أورده الزبير بن بكار الأسدي، المتوفي 256، سنة مائتين و ست و خمسين، في كتاب النسب، من الافك و الزور علي سيدتنا أم كلثوم (س)، و قد كفانا مؤنة رده و ابطاله شيخنا الثقة الجليل وجه العصابة الامامية، و عين الفرقة الحقة الشيخ المفيد طاب ثراه، و جعل الجنة مثواه، حيث قال في جواب بعض المسائل السروية:[ثم ذكر كلام المفيد كما ذكرناه]كلام الشيخ المفيد، و هو بلا شك و ريب عند أهل التحقيق قول سديد.

- ترجمة الزبير بن بكار: و ها نحن نذكر بعض ما يؤيد كلام هذا الحبر الجليل، خصه الله في غرفات الجنان بتحف الاكرام و التبجيل، فنقول: ان الزبير بن بكار قد قدح فيه الحافظ الكبير و الناقد النحرير أبوالفضل أحمد بن علي بن عمرو بن أحمد بن ابراهيم بن يوسف بن عنبر السليماني [612] ، و ذكره في كتاب الضعفاء، كما اعترف به ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب، حيث قال في ترجمة الزبير بن بكار:

و قال أحمد بن علي السليماني في كتاب الضعفاء له: «كان منكر الحديث».


و هذا جرح مردود، و لعله استنكر اكثاره عن الضعفاء، مثل محمد بن الحسن بن زبالة، و عمر بن أبي بكر المؤملي، و عامر بن صالح الزبيري و غيرهم، فان في كتاب النسب عن هؤلاء أشياء كثيرة منكرة. انتهي كلام العسقلاني [613] .

و لا يخفي علي الناظر اللبيب، الناقد الأديب، أن كلام العسقلاني في حماية الزبير بن بكار ساقط عن درجة الاعتبار لوجهين:

1- ان الحافظ السليماني أقدم عهدا و أجل قدرا من العسقلاني بمرات كثيرة و درجات رفيعة، فكيف جاز للعسقلاني أن يرد كلامه من غير دليل؟ ان هذا الا تسويل بين التضليل.

2- ان العسقلاني قد أقر بسوء صنيع الزبير بن بكار و اجترائه علي الرواية عن الضعفاء بالاكثار و الاصرار، و هذا قدح بين قد تبين من كلام العسقلاني بأصرح الاعتراف و الاقرار، و لله الحمد حيث أجري الحق علي لسانه، و أظهر الواقع ببيانه.

و ها نحن نذكر بعض عبارات كتب القوم التي تكشف عن جلالة قدر الحافظ السليماني ليتبين لك أن قدح السليماني في الزبير بن بكار حقيق بالاذعان و القبول، و لا يمكن أهل الانصاف عن بانحراف و لا عدول.

قال السمعاني في الأنساب: السليماني بضم السين و فتح اللام و سكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها و في آخرها النون، هذه النسبة الي سليمان، و هو اسم لبعض أجداد المنتسب، منهم أبوالفضل أحمد بن علي بن عمرو بن أحمد بن ابراهيم بن يوسف بن عنبر السليماني الحافظ البيكندي منم أهل بيكند، و انما قيل له السليماني انتسابا الي جد أبي أمه أبي حامد أحمد بن سليمان البيكندي، كانت له رحلة الي الآفاق و الكثرة و الحفظ و الاتقان، و لم يكن له نظير في زمانه اسنادا و حفظا و دراية بالحديث و ضبطا و اتقانا، سمع محمد بن صابر بن كاتب، و أبانصر محمد بن حمدويه بن سهل المروزي، و أباالحسين علي بن


اسحاق بن البحرتي المادراني البصري، و أباالعباس محمد بن يعقوب الأصم، و أبامحمد عبدالله بن جعفر بن أحمد بن فارس الأصبهاني، و جماعة كثيرة من هذه الطبقة.

صنف التصانيف الكثيرة الكبيرة و الصغيرة، و كان يصنف كل أسبوع شيئا، و يحمله الي جامع بخاري من بيكند [614] و يحدث به، روي عنه أبوالعباس جعفر بن المعين النسفي، و ابنه أبوذر محمد بن جعفر و غيرهما. ولد سنة احدي عشرة و ثلثمائة - 311 - و مات في ذي القعدة سنة أربع و أربعمائة - 404 -. [615] .

و قال الذهبي في تذكرة الحفاظ: السليماني الحافظ المحدث المعمر أبوالفضل أحمد بن علي بن عمرو البيكندي البخاري، شيخ ماوراء النهر، ولد سنة 411، سمع محمد بن حمدويه المروزي، فكان آخر من روي في الدنيا عنه و عن غيره.

و سمع من علي بن سحنويه، و علي بن ابراهيم بن معاوية، و أبي العباس الأصم النيسابوريين، و محمود بن اسحاق الخزاعي، و صالح بن زهير، و محمد بن صابر بن كاتب البخاريين، و علي بن اسحاق المادرائي البصري، و عبدالله بن جعفر بن فارس الأصبهاني، و صنف و جمع و تقدم في الحديث، ذكره ابن السمعاني في الأنساب.

قال: السليماني نسبة الي جده لأمه أحمد بن سليمان البيكندي، له التصانيف الكبار، و كان يصنف في كل جمعة شيئا، ثم يدخل من قرية بيكند الي بخاري يحدث بما صنف. روي عنه الحافظ جعفر بن محمد المستغفري، و ولده أبوذر محمد بن جعفر، و جماعة بتلك الديار، الي أن قال: و توفي في ذي القعدة سنة أربع و أربعمائة - 404 - و له ثلث و تسعون سنة، وقفت له علي تأليف في أسماء الرجال، و علقت منه [616] .

و قال الذهبي في كتابه المسمي - العبر -: سنة 404 توفي أبوالفضل السليماني الحافظ، و هو أحمد بن علي بن عمر البيكندي البخاري، محدث تلك الديار طوف و سمع الكثير،


و حدث عن علي بن اسحاق المادارئي، و الأصم و طبقتهما، و جمع و صنف، و توفي في ذي القعدة، و له ثلاث و تسعون سنة. انتهي [617] .

و من فوادح الزبير بن بكار أنه من أتباع ظلمة بني العباس و قضاتهم، و عداوتهم و شحناؤهم لبني هاشم أظهر من الشمس، و أبين من الأمس، و كون الزبير بن بكار مغمورا بأموالهم و صلاتهم و جوائزهم و عطاياهم أمر معروف مشهور لا ينكره منكر، ذكر الحديث في تاريخ بغداد في ترجمة الزبير بن بكار بالسند الي جحظة، قال: كنت بحضرة الأمير محمد بن عبدالله بن طاهر، فاستؤذن عليه للزبير بن بكار حين قدم من الحجاز، فلما دخل عليه أكرمه و عظمه و قال له: لئن باعدت بيننا الأنساب لقد قربت بيننا الآداب، و أن أميرالمؤمنين ذكرك فاختارك لتأديب ولده، و أمر لك بعشرة آلاف درهم، و عشرة تخوت من الثياب، و عشرة أبغل تحمل عليها رحلك الي حضرته بسر من رأي، فشكره علي ذلك و قبله [618] .

و قال ياقوت الحموي في معجم الأدباء، في ترجمة الزبير بن بكار: حدث موسي بن هارون، قال: كنت بحضرة الأمير محمد بن عبدالله بن طاهر، فاستأذن عليه الزبير بن بكار، فلما دخل عليه أكرمه و عظمه و قال له: ان باعدت بيننا الأنساب فقد قربت بيننا الآداب، و أن أميرالمؤمنين أمرني أن أدعوك و أقلدك القضاء، فقال له الزبير بن بكار: أبعد ما بلغت هذه السن و رويت أن من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين، أتولي القضاء؟ فقال له: فتلحق بأميرالمؤمنين بسر من رأي، فقال له: أفعل، فأمر به بعشرة آلاف درهم، و عشرة تخوت ثياب، و ظهر يحمله و يحمل ثقله الي حضرة سر من رأي، فلما أراد الانصراف قال له: ان رأيت يا أباعبدالله أن تفيدنا شيئا نرويه عنك و نذكرك به، الي أن قال الحموي: ثم ولي الزبير بن بكار قضاء مكة، و مات بها، و هو قاض عليها، ليلة الأحد لسبع بقين من ذي القعدة سنة 256 [619] .


و قال ابن خلكان في وفيات الأعيان: في ترجمة الزبير بن بكار:[ثم ذكر حديث جحظة كما ذكرناه].

الي أن قال ابن خلكان: و توفي بمكة و هو قاض عليها ليلة الأحد لسبع، و قيل لتسع ليال بقين من ذي القعدة سنة 256. انتهي [620] .

و مما يدل علي قلة ضبط الزبير بن بكار و كثرة خبطه، أنه اضطرب في ضبط بعض الوقائع المهمة اضطرابا شديدا، أسقط قوله عن درجة الالتفات و الاعتبار، و اعترف من أهل السنة بعض الأحبار الكبار، قال الحافظ ابن عبدالبر القرطبي في كتابه المسمي ب «الاستيعاب»، في ترجمة فاطمة الزهراء عليهاالسلام: و قد اضطرب مصعب و الزبير في بنات النبي صلي الله عليه و آله و سلم أيتهن أكبر و أصغر، اضطرابا يوجب أن لا يلتفت اليهما في ذلك، و الذي تسكن اليه النفس علي ما تواترت به الأخبار ترتيب بنات رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: أن زينب الأولي، ثم الثانية رقية، ثم الثالثة أم كلثوم، ثم الرابعة فاطمة الزهراء رضي الله تعالي عنهن [621] .

[عن ابن أبي حاتم: و رأيته و لم أكتب عنه] [622] .

و اذا دريت ذلك، أيقنت بأن ما أتي به الزبير بن بكار في خبر تزويج سيدتنا أم كلثوم (س) من كثير الاختلاف، و شديد الاضطراب، ليس ببعيد من هذا المستهتر باللغو و الكذاب.

الموسوي الهندي، افحام الأعداء و الخصوم، 161 - 156/1

رد كلام ابن الدينوري:[ثم ذكر كلام ابن قتيبة في ذكر ولد عمر بن الخطاب كما ذكرناه].

الأول: ان ابن قتيبة لم يذكر له سندا، فكيف يوثق به؟ و أنت تعلم أن كثيرا من علماء السنة يردون ما تنقله الشيعة من كتاب العامة بكونه غير مسند، كما لا يخفي علي ناظر


منهاج السنة لابن تيمية و غيره من الكتب و الأسفار.

الثاني: ان ما ذكره ابن قتيبة من تولد زيد و أخته من بطن أم كلثوم (س)، موقوف علي ثبوت عقدها مع عمر، و قد عرفت بطلان دعوي هذا العقد بأدلة قاطعة و براهين ساطعة كما تقدم بيانها.

و الثالث: ان بعض علماء العامة، مع قولهم بهذا العقد الموهوم، قد اعترف بموت أم كلثوم عند عمر و هي صغيرة لم تلد له ولدا، ذكرا كان أو أنثي، كما ستعرف فيما بعد ان شاء الله تعالي من كتاب شرح الزرقاني لمواهب القسطلاني و غيره، فكيف يصدق بولادة الأولاد منها؟!

[الرابع: كلام ابن قتيبة مثل كلام ابن سعد في تزويجها بعد عمر، هكذا ذكرنا رده سابقا].

الموسوي الهندي، افحام الأعداء و الخصوم، /162 - 161

رد كلام ابن عبدالبر القرطبي:[ثم ذكر كلام ابن عبدالبر في الاستيعاب كما ذكرناه.]

قال: و في هذا الكلام أكاذيب كثيرة لا تخفي علي أولي البصيرة.

- قوله: خطبها عمر بن الخطاب الي قوله: فرفئوه، فهو كذب صريح فيه طامات و هفوات و خرافات و سقطات، قد عرفت بطلانها و هو أنها بما أسلفناه في باب رد كلام ابن سعد البصري، و لا يخفي علي أهل النقد و الاختبار، أن هذا السياق المكذوب الواضح سقوطه لأهل الأبصار اختلاق أنس بن عياض الليثي المقدوح عند كبار الأخبار، و قد زاد فيه ابن عبدالبر أو غيره من أسلافه الكذابين زيادات غريبة في هذا الباب لا يخفي فسادها علي أولي الألباب.

قوله: وضع يده علي ساقها، فانه كذب بين، لا يمتري في فساده أحد من المسلمين، لأن وضع اليد علي الساق يأنف منه كل عامي و لو كان من الفجار و الفساق، فكيف جوز واضع هذا الافك البين نسبته الي عمر و هو عنده خليفة المسلمين؟!

و من العجائب أن واضع هذا الكذب المهين، قد نسب الي سيدتنا أم كلثوم (س) أنها،


مع صغرها، شعرت بقبح هذا الفعل الشنيع و أنكرته علي عمر، فقالت: أتفعل هذا؟ و هددته بكسر أنفه، ثم خرجت حتي جاءت أباها و أخبرته الخبر و قالت: بعثتني الي شيخ سوء؟!

و لا يخفي علي أولي الأحلام، أن واضع هذا الافك الجالب للملام، قد فضح امامه بين الأنام بافترائه عليه، و وصمه بهذا الاجرام الموبق عند الخواص و العوام الذي لا تجتري ء عليه الغاغة [623] المحتقبون لشنائع الآثام.

و من آيات علو الحق علي الباطل، أن بعض الأعلام من علماء أهل السنة قد اعترف بفساد هذا الافك البين. قال العلامة سبط بن الجوزي في كتابه - تذكرة خواص الأمة -في ذكر سيدتنا أم كلثوم (س) ما لفظه: و ذكر جدي في كتابه - المنتظم -: أن عليا بعثها الي عمر لينظرها، و أن عمر كشف ساقها و لمسها بيده.

قلت: و هذا قبيح، والله لو كانت أمة لما فعل بها هذا، ثم باجماع المسلمين لا يجوز لمس الأجنبية، فكيف ينسب عمر الي هذا [624] . انتهي.

و من العجائب أن واضع هذا الخبر، لقلة حيائه، قد افتري أن سياقه المنكر أن عمر ابن الخطاب، معاذ الله، قد كشف عن ساق سيدتنا أم كلثوم (س)، و هذا كذب عظيم، و بهتان جسيم، تقشعر منه الجلود، و يتنفر عنه كل قلب. ولو كان الجلمود، و لعمري أن هذا المفتري الكذاب قد فاق في الفرية و الفضيحة و بالجرأة و الجسارة علي مختلق السياق السابق الذي أورده ابن عبدالبر، أولا بغير سند، فان ذلك المختلق المدحور قد ذكر في سياق المذكور وضع اليد علي الساق...

و من البين أن وضع اليد علي الساق، و ان كان منكرا قبيحا جدا، ولكن هذا الخبيث الذي يقول: فكشف عن ساقها، يظهر خبثه صراحة، و يأتي شيئا ادا، و لقد ذهب به الشيطان الي مهمه العمي و سبسب الضلال، و أرداه في هوة الذل و الصغار، و الوبال،


و النكال، فسحقا له سحقا حيث افتري علي امامه من ارتكاب العار، و احتقاب الشنار، ما يسوقه الي جهنم، و يدخله في أسفل درك من دار البوار.

و مما يضحك الثكلي، أن وضاع هذا السياق السائق الي الجحيم قد نسب الي سيدتنا أم كلثوم (سلام الله عليها)، أنها لم أحست بقبح عمل عمر بن الخطاب، أقسمت بالله و هددته بلطم أنفه.

و مما يدل علي قلة حياء هؤلاء الكذابين، أنهم ينسبون الي سيدتنا أم كلثوم (س) أنها و صفت عمر بن الخطاب بأميرالمؤمنين، و لا يشعرون أن السيدة التي ولدت في بيت النبوة، و ترعرعت من جرثومة الرسالة، كيف تخاطب رجلا وضع يده علي ساقها، أو كشف ساقها، و استحق عندها أن يكسر أنفه أو يلطم عينيه بهذا الخطاب الجليل [625] .

و لعمري أن الواضع للسياق الأول أحق بالتعسير و التنديد، حيث أورد في سياقه بعد ذكر التشوير و التهديد، أنها لما جاءت أباها أخبرته الخبر، و قالت: بعثتني الي شيخ سوء.

أفيكون هذا الشيخ الذي هو السوء المجسم مستحقا للوصف بأمرة المؤمنين؟ حاشا و كلا ان هذا الا اختلاق واضح، و الله لا يهدي كيد الخائنين.

و لقد حق بعد مطالعة هذا الكلام المظهر للكذب الصراح، و البهت البواح، أن يقال: اطف المصباح فقد طلع الصباح.

- أما ما ذكره ابن عبدالبر و[ناقلا عن ابن حجر]بقوله: حدثنا عبدالوارث... الي آخره، فواضح البطلان، و ظاهر الهوان، لأن هذا الخبر المجعول في سنده من الرجال غير واحد مجهول، فكيف يحتفل به؟


- ترجمة سفيان بن عيينة: و في سند سفيان و هو ابن عيينة بقرينة روايته عن عمرو ابن دينار، و سفيان هذا قد تكلم بعض أعلام الجرح و التعديل بما يسقط خبره عن درجة الاعتماد، قال ابن حجر في التهذيب، في ترجمة سفيان: و قال ابن عمار: سمعت يحيي بن سعيد القطان يقول: اشهدوا أن سفيان بن عيينة اختلط سنة سبع و تسعين و مائة (197)، فمن سمع منه في هذه السنة و بعدها فسماعه لا شي ء، قلت: قرأت بخط الذهبي: أنا أستبعد هذا القول، و أجده غلطا من ابن عمار، فان القطان مات أول سنة 98 عند رجوع الحجاج و تحدثهم بأخبار الحجاز، فمتي تمكن من سماع هذا حتي يتهيأ له أن يشهد به؟ ثم قال: فلعله بلغه ذلك في وسط السنة. انتهي. و هذا الذي لا يتجه غيره، لأن ابن عمار من الأثبات المتقين، و ما المانع أن يكون يحيي بن سعيد سمعه من جماعة ممن حج في تلك السنة و اعتمد قولهم، و كانوا كثيرين، فشهد علي استفاضتهم، و قد وجدت عن يحيي بن سعيد شيئا يصلح أن يكون سببا لما نقله عنه ابن عمار في حق ابن عيينة و ذلك ما أورده أبوسعد بن السمعاني في ترجمة اسماعيل بن أبي صالح المؤذن من ذيل تاريخ بغداد بسند له قوي الي عبدالرحمان بن بشر ابن الحكم، قال: سمعت يحيي بن سعيد يقول: قلت لابن عيينة: كنت تكتب الحديث، و تحدث اليوم، و تزيد في اسناده أو تنقص منه، فقال: عليك بالسماع الأول، فاني قد سمنت. و قد ذكر أبومعين الرازي في زيادة كتاب الايمان لأحمد، أن هارون بن معروف قال له: ان ابن عيينة تغير أمره بآخره، و أن سليمان بن حرب قال له: ان ابن عيينة أخطأ في عامة حديثه عن أيوب [626] .

- ترجمة عمرو بن دينار: و في سند ابن عبدالبر هذا، عمرو بن دينار المكي، أيضا مقدوح مجروح مهتوك مفضوح. قال الذهبي، في الميزان في ترجمة عمرو بن دينار: قال أحمد: ضعيف. و قال البخاري: فيه نظر. و قال ابن معين: ذاهب، و قال أبوداود في حديثه: ليس بشي ء. و قال الترمذي: ليس بالقوي. و قال النسائي: ضعيف [627] .


و قد بسط القول في قدح عمرو بن دينار، ابن حجر العسقلاني في التهذيب حيث قال في ترجمته: قال زياد بن أيوب، عن ابن علية: كان لا يحفظ الحديث، و قال الميموني، عن أحمد: ضعيف منكر الحديث. و قال اسحاق بن منصور، عن ابن معين: لا شي ء. و قال يعقوب بن شيبة، عن ابن معين: ذاهب الحديث، و قال عمرو بن علي: ضعيف الحديث. روي عن سالم، عن ابن عمر، عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم أحاديث منكرة، و قال أبوحاتم مثله و زاد: و عامة حديثه منكر. قال أبوزرعة: واهي الحديث. و قال البخاري: فيه نظر. و قال أبوداود في حديثه: ليس بشي ء. و قال الترمذي: ليس بالقوي. و قال النسائي: ليس بثقة، روي عن سالم أحاديث منكرة. و قال مرة: ضعيف، و كذا قال الجوزجاني و الدارقطني. و قال علي بن الجنيد: شبه المتروك. و قال ابن حبان: لا يحل كتب حديثه الا علي جهة التعجب، كان يتفرد بالموضوعات عن الأثبات، قلت: قال البخاري في الأوسط: لا يتابع علي حديثه. و قال ابن عمار الموصلي: ضعيف. و قال العجلي: يكتب حديثه و ليس بالقوي. و قال الحاكم أبوأحمد ليس بالقوي عندهم. و قال الساجي: ضعيف يحدث عن سالم المناكير [628] . انتهي.

- أما ما ذكره ابن عبدالبر[و ناقلا عنه ابن حجر]في أمر المهر، و أن عمر تزوج سيدتنا أم كلثوم (س) علي مهر أربعين ألفا، فهو باطل صريح لا يميل اليه الا أرعن فضيح و ذلك بوجوه:

أ- ان عبدالبر ذكره عن ابن وهب، و لم يذكر سنده الي ابن وهب فلا يلتفت اليه ذو بصيرة.

ب - ان ابن وهب مقدوح مجروح، كما ستقف عليه في ابطال ما ذكره ابن حجر.

ج - ان ابن وهب رواه عن عبدالرحمان بن زيد بن أسلم العدوي، و عبدالرحمان هذا مطعون موهون جدا قد هتك ستره كبار أنقاد الرجال.


ترجمة عبدالرحمان:

د - قال الذهبي في ميزان الاعتدال: عبدالرحمان بن زيد - ت ق - بن أسلم العمري، مولاهم المدني أخو عبدالله و أسامة.

قال أبويعلي الموصلي: سمعت يحيي بن معين يقول: بنو زيد بن أسلم ليسوا بشي ء.

و روي عثمان الدارمي، عن يحيي: ضعيف. و قال البخاري: عبدالرحمان ضعفه علي[ابن المديني]جدا. و قال النسائي: ضعيف. و قال أحمد: عبدالله ثقة، و الآخران ضعيفان [629] .

و قال العسقلاني في التهذيب، في ترجمة عبدالرحمان بن زيد: قال أبوطالب عن أحمد: سألت أحمد عن ولد زيد، فقال: ثلاثتهم حديثهم ليس بشي ء، ضعفاء. و قال الآجري، عن أبي داود: أنا لا أكتب حديثه و عبدالله أمثل منه. و قال أبوحاتم: سألت أحمد عن أولاد زيد أيهم أحب اليك؟ قال: أسامة، قلت: ثم من؟ قال: عبدالله، ثم ذكر عبدالرحمان، و ضجع في عبدالرحمان، قلت: فعبدالرحمان، قال: كذا ليس مثله، و ضعف أمره قليلا.

و قال عبدالله بن أحمد، سمعت أبي يضعف عبدالرحمان، و قال: روي حديثا منكرا أحلت لنا ميتتان و دمان، و قال عمرو بن علي: لم أسمع عبدالرحمان يحدث عنه، و قال الدوري عن ابن معين: ليس حديثه بشي ء، و قال البخاري و أبوحاتم. ضعفه علي بن المديني جدا. و قال أبوداود: أولاد زيد بن أسلم: كلهم ضعيف، و أمثلهم عبدالله، و قال أيضا: أنا لا أحدث عن عبدالرحمان، و عبدالله أمثل منه، و قال النسائي: ضعيف، و قال ابن عبدالحكم: سمعت الشافعي يقول: ذكر رجل لمالك حديثا منقطعا، فقال: اذهب الي عبدالرحمان بن زيد يحدثك عن أبيه، عن نوح[يقصد به نوح النبي]، و قال خالد بن خداش: قال لي الدراوردي و معن، و عامة أهل المدينة: لا ترو عن عبدالرحمان، انه كان لا يدري ما يقول، ولكن عليك بعبدالله.

و قال أبوزرعة: ضعيف، و قال أبوحاتم: ليس بقوي في الحديث، كان في نفسه صالحا


و في الحديث واهيا، و قال في موضع آخر: هو أحب الي من ابن أبي الرجال، و قال ابن عدي: له أحاديث حسان، و هو ممن احتمله الناس و صدقه بعضهم، و هو ممن يكتب حديثه، قال البخاري: قال لي ابراهيم بن حمزة: مات سنة اثنتين و ثمانين و مائة - 182 - قلت: و قال ابن حبان: كان يقلب الأخبار و هو لا يعلم حتي كثر ذلك في روايته من رفع المراسيل، و اسناد الموقوف، فاستحق الترك.

و قال ابن سعد: كان كثير الحديث، ضعيفا جدا. و قال ابن خزيمة: ليس هو ممن يحتج أهل العلم بحديثه لسوء حفظه، و هو رجل صناعته العبادة و التقشف ليس من أحلاس الحديث. و قال الساجي: حدثنا الربيع، حدثنا الشافعي، قال: قيل لعبدالرحمان ابن زيد: حدثك أبوك عن جدك أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: ان سفينة نوح طافت بالبيت، و صلت خلف المقام ركعتين، قال: نعم، قال الساجي: و هو منكر بالحديث، و قال الطحاوي: حديثه عند أهل العلم في الحديث في النهاية من الضعف. و قال الحربي: غيره أوثق منه. و قال الجوزجاني: أولاد زيد ضعفاء. و قال الحاكم و أبونعيم: روي عن أبيه أحاديث موضوعة، و قال ابن الجوزي: أجمعوا علي ضعفه [630] .

[631] [قال العقيلي: حدثنا عبدالله، قال: سمعت أبي يضعف عبدالرحمان بن زيد بن أسلم.

حدثنا محمد بن عبدالحميد، قال: حدثنا أحمد بن محمد الحضرمي، قال: سمعت يحيي يقول: عبدالرحمان بن زيد بن أسلم ليس بشي ء.

حدثني محمد، قال: حدثني عبدالملك، قال: قال لي خالد بن خداش، قال لي الدراوردي و معن و عامة أهل المدينة: لا تريد عبدالرحمان بن زيد بن أسلم أنه كان لا يدري ما يقول. ولكن عليك بعبدالله بن زيد.

حدثنا زكريا بن يحيي، قال: حدثنا محمد بن المثني، قال: ما سمعت عبدالرحمان يحدث عن عبدالرحمان بن زيد بن أسلم شيئا قط.


حدثنا ابراهيم بن موسي، قال: سمعت محمد بن عبدالله بن عبدالحكم، قال: سمعت محمد بن ادريس الشافعي، قال: ذكر لمالك حديثا، فقال: من حدثك؟ فذكر اسنادا له منقطعا، فقال: اذهب الي عبدالرحمان بن زيد يحدثك عن أبيه، عن نوح[يقصد به نوح النبي عليه السلام].

حدثني آدم، قال: سمعت البخاري، قال: عبدالرحمان بن زيد بن أسلم ضعفه علي جدا. [632] .

و قال النسائي: عبدالرحمان بن زيد بن أسلم: ضعيف.

ثنا علي بن ابراهيم البلدي، ثنا أبويوسف القلوسي، سمعت علي بن المديني يقول: ليس في ولد زيد ثقة [633] ] [634] .

د: ترجمة زيد بن أسلم: ان عبدالرحمان بن زيد روي هذا الخبر الكذب عن أبيه زيد، و زيد هذا لا يخلو عن قدح، فقد ذكره ابن عدي في الكامل، وعده من الضعفاء. و روي عن حماد بن زيد قال: قدمت المدينة و هم يتكلمون في زيد بن أسلم، فقال لي عبدالله بن عمر[بن الخطاب]: ما نعلم به بأسا، الا أنه يفسر برأيه و يكثر منه. و قال الساجي: حدثنا الميطي، قال ابن عيينة: كان زيد بن أسلم رجلا صالحا، و كان في حفظه شي ء. انتهي.

و قال ابن حجر العسقلاني أيضا في التهذيب، في ترجمة زيد بن أسلم: و ذكر ابن عبدالبر في مقدمة التمهيد ما يدل علي أنه كان يدلس [635] انتهي.

[636] «زيد بن أسلم» فقد ذكروا بترجمته أنه كان يروي عن جابر ابن عبدالله الأنصاري و أبي هريرة، ثم نقلوا عن ابن معين قوله: «لم يسمع من جابر و لا من أبي هريرة» و كذا ذكروا بالنسبة الي غيرهما من الصحابة، و هذا معناه أنه يروي عنهم ما لم يسمعه منهم [637] .


ه - ان منتهي الاسناد في هذا الخبر الواضح الفساد هو أسلم، و يكفي في قدحه و اتهامه كونه مولي عمر بن الخطاب، كما لا يخفي علي أولي الألباب.

و لقد ظهر من هذا البيان النير البرهان أن اسناد هذا الخبر المشتمل علي الكذب و البهتان، مع كونه مخروما من أوله، بادي الوهن و الهوان، و فيه ظلمات بعضها فوق بعض، كما لا يخفي علي ذوي الأبصار و الأعيان.

لكنه يورث العجب العجاب، لأن ابن حجر معرفته بالرجال مسلمة عند المخالفين بلا كلام، فكيف خفي عليه ما في سند ابن عبد البر من الآفات و الأسقام، ان هذا الا اختلاق ممن ليس له حظ من العقل، و الدين، و الأخلاق.

و هذا الكلام كله في سند هذا الخبر المفتري المكذوب، أما المتن المعيوب المثلوب، فقد ذكرنا في رد كلام ابن سعد البصري صاحب الطبقات ما فيه عبرة لذوي البصائر و القلوب.

- أما ما ذكره أبوعمر بقوله: «ولدت أم كلثوم بنت علي لعمر بن الخطاب زيد بن عمر الأكبر و رقية بنت عمر»، أو قول ابن الأثير: «فولدت له زيد بن عمر الأكبر و رقية» فباطل واضح، و كذب لائح، و ذلك لوجهين:

الأول: انه قول بلا اسناد، فلا يليق بالاعتناء و الاعتماد، و قد مر فيما مضي أن كبار علماء السنة يطعنون في كثير من المرويات في مقام التحقيق و الالزام، لفقدان الاسناد، و يذكرون هذا الانتقاد في معرض الاختبار و الانتقاد، فكيف يقبل ما ذكره ابن عبدالبر هاهنا من أمر تولد الأولاد؟!

الثاني: ان ما ذكره ملك العلماء شهاب الدين الدولت آبادي في - هداية السعداء - و العلامة الزرقاني في شرح المواهب، من موت أم كلثوم (س) في صغر سنها يكذب هذه الدعوي الفاسدة، فكيف يقبلها بالتصديق أحد من ذوي التحقيق؟!

أما ما ذكره ابن عبدالبر[و ناقلا عنه ابن الأثير]في آخر كلامه بقوله: و توفيت أم كلثوم و ابنها زيد في وقت واحد، الي قوله: و قدم زيد قبل أمه مما يلي، فنقف علي بطلانه و نستيقن واضح بيانه بما نذكره مفصلا في باب مستقل من هذا الكتاب، فيما بعد ان شاء


الله الوهاب...

الموسوي الهندي، افحام الأعداء و الخصوم، 180 - 179 ، 173 - 164

في ابطال ما ذكره ابن الأثير الجزري: المتوفي سنة ثلاثين و ستمائة في كتاب «أسد الغابة» في ترجمة سيدتنا أم كلثوم (س) من الأكاذيب الواضحة، و العضيهات الفاضحة و هذه ألفاظه:[ثم ذكر كلام ابن الأثير كما ذكرناه في الذرية الطاهرة].

و لا يخفي و هنه و هوانه علي الناقد البصير.

أما ما ذكره بقوله: خطبها عمر بن الخطاب الي أبيها، الي قوله: فرفئوه، فهو تلخيص لكلام ابن عبدالبر الذي ساقه بلا اسناد في الاستيعاب، و قد علمت بطلانه آنفا ببيان، فيظهر منه كل عر و عار و ذم و عاب، و يسوق لصاحبه أوهي التبار، و التباب.

- و لقد حرف فيه ابن الأثير تحريفا بينا كتمانا لبعض عيب امامه، و ذلك أن عبدالبر أورد في سياقه أن عمر، و العياذ بالله، (قد وضع يده علي ساقها)، و ابن الأثير استحيي أن يذكره بهذه الصراحة فبدلها بقوله: (و وضع يده عليها)، ولكن هذا التغيير و التبديل لا يستر شناعة فعل امامه الضليل، بل يجعل كيد الكائدين في تضليل.

و هذا الكلام منا علي سبيل الالزام و الافحام، و الا فقد علمت بما ذكرناه مرة بعد مرة، ان كل ما ذكروه في هذا الباب بهت و كذاب، و معاذ الله أن يصححه ذو مسكة من ذوي الألباب.

و من العجائب أن ابن الأثير قد ذكر في آخر هذا السياق، الذي أخذه من كتاب «الاستيعاب»، أن عمر طلب الترفية من المهاجرين الذين كانوا يجلسون في الروضة فرفئوه، و هذا من أنكر الشنائع، و الطوام التي لا تخفي شناعتها علي الخواص و العوام، و قد سبق في باب ابطال كلام ابن سعد البصري صاحب الطبقات ما يدلك علي أن هذه الترفية كانت من رسوم الجاهلية، و قد نهي عنها رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فكيف ساغ لابن الأثير أن ينسب طلبها الي امامه ابن الخطاب، و يذكر صدورها من كبار المهاجرين من الأصحاب؟!

و من أعجب العجائب أن ابن الأثير قد روي بنفسه حديث النهي عن الترفية، في


كتابه هذا، أعني - أسد الغابة -[كما ذكرناه في رد كلام ابن سعد] [638] .

و هذه غفلة شديدة من ابن الأثير يتعجب منها كل ناقد بالتعجب الكثير، و لقد صدق العلي الخبير حيث يقول: (قل لا يستوي الأعمي و البصير) [639] ، ثم لا يخفي عليك أن عبدالبر، كما رأيته عن قريب، قد أورد في كلامه خبرا مسندا في أمر التزويج يظهر منه خزي ابن الخطاب علي الوجه الأتم، و يبين من اجتراء هؤلاء المفترين ما هو أدهي و أطم، و لعل ابن الأثير استحيي أن يورد هذا الخبر المجعول الموضوع، و منه اشتمال سنده المطعون علي المقدوحين أن يأتي به علي وجه ذكره ابن عبدالبر المغفل المخدوع.

- أما ما ذكره ابن الأثير بقوله: «فتزوجها علي مهر أربعين ألف»، فهو اغترار و انخداع بما ذكره صاحب الاستيعاب، بسند مشتمل علي العيوب البادية لأولي الألباب، و ليت ابن الأثير نظر الي بعض معائب هذا السند المطعون الموهون، ولكنه، مع كونه ذا دراية و بصارة، غض البصر عن تلك المعائب الواضحة الظاهرة لأهل الأبصار و العيون، و اني لأتعجب منه كيف عمي عليه عند نظرة الي سند ابن عبدالبر، كون ابن وهب مقدوحا مجروحا مهجورا مثبورا، و كيف غاب عنه أن رواية ابن وهب عن عبدالرحمان ابن زيد ابن أسلم، عن أبيه، عن جده سلسلة الكذاب، ولكن كان ذلك في الكتاب مسطورا.

و اذا كان تعامي ابن الأثير بهذه المنزلة عن عيوب سند ابن عبدالبر، فكيف يشتكي منه عدم الالتفات الي ما في متن خبره من الضر و الضر؟ و قد أشبعنا الكلام في رد خبر المهر سندا أو متنا فيما مضي، حيث أبطلنا كلام ابن سعد البصري صاحب الطبقات، و يستبين للشائن مطالعة كلامنا هنالك.

ان هذا الافك المجعول، و الكذب المنحول، و ان كان في كتب القدماء لا يوجد الا بسند ساقط عن درجة الاعتبار و القبول، فكيف يلتفت اليه أحد من أرباب الألباب و العقول؟!


- أما ما ذكره ابن الأثير في هذا الباب في قصة طويلة، أن بعد تأيم أم كلثوم (س) من عمر، جاء الحسن و الحسين عليهماالسلام اليها و قالا لها كذا و كذا... و جري لها مع أبيها عليه السلام كذا و كذا... فهو من الأقاصيص الباطلة التي لا يشك في بطلانها و هوانها، أحد من العقلاء الذين لهم أيسر وقوف علي سيرة أهل البيت عليهم السلام في تأدب صغارهم مع كبارهم، و زهدهم جميعا في الدنيا و متاعها و زخرفها، و لو شئنا لأتينا بدلائل لا تحصي علي فساد هذه القصة الفظيعة، و الفرية الموضوعة الشنيعة عقلا و نقلا و سندا و متنا.

الموسوي الهندي، افحام الأعداء و الخصوم، 178 - 173/1

ابطال ما ذكره ابن حجر العسقلاني: المتوفي سنة اثنتين و خمسين و ثمانمائة - 852 - في كتاب الاصابة، في حق سيدتنا أم كلثوم (س) و هذه ألفاظه:[ثم ذكر كلام ابن حجر كما ذكرناه].

ترجمة ابن وهب: و هو عبدالله بن وهب القرشي مولاهم المصري.

أولم يعلم ابن حجر أن «ابن وهب» مقدوح مجروح، قد تكلم فيه ابن معين كما لا يخفي علي ناظر كتاب الكامل في الضعفاء لابن عدي [640] ، و الميزان للذهبي [641] ؟...

و من العجائب، أن ابن حجر بنفسه نقل في «التهذيب» بعض قوادح ابن وهب من كبار العلماء، حيث قال في ترجمته: و قال أحمد بن حنبل: في حديث ابن وهب عن ابن جريج شي ء، قال أبوعوانة: صدق، لأنه يأتي عنه بأشياء لا يأتي بها غيره.

و قال ابن حجر في التهذيب أيضا، و قال ابن سعد: عبدالله بن وهب كان كثير العلم، ثقة فيما قال، حدثنا و كان يدلس. و قال ابن حجر أيضا في التهذيب: و قال النسائي: كان يتساهل في الأخذ و لا بأس به [642] . انتهي.


و روي ابن وهب عن عبدالرحمان بن زيد، و روي عبدالرحمان عن أبيه زيد بن أسلم مولي عمر بن الخطاب، فقد ذكرنا ترجمتهم.

[643] [قال ابن عدي: عن عبدالله بن أحمد الدورقي، سمعت يحيي بن معين يقول: عبدالله ابن وهب ليس بذلك، و ابن جريح كان يستصغره] [644] .

أما ما ذكره ابن حجر بقوله: و قال الزبير: ولدت لعمر ابنيه زيدا و رقية، فمردود باطل، لأن الزبير بن بكار من النواصب الأشرار، و هو مقدوح بغير هذا المطعن العظيم أيضا، كما سبق بيانه مفصلا في باب مفرد من هذا الكتاب، و قد ذكرنا مرارا أن بعض الأعلام من السنية، مع قولهم بوقوع هذا النكاح المزعوم، معترفون بأن أم كلثوم (س) ماتت صغيرة، و لم تلد ولدا أصلا، لا ذكرا و لا أنثي، فكيف يقبل عاقل قول الزبير بن بكار في هذا الباب؟ و الله العاصم عن كيد الناصبين الداعين الي التبار و التباب.

الموسوي الهندي، افحام الأعداء و الخصوم، 182 ، 181/1

نظرات في أسانيد الخبر:

قد ذكرنا أهم أسانيد الخبر عن أشهر كتب القوم... و الأخبار المذكورة بعضها يتعلق بأصل الخبر، خبر تزويج الامام عليه السلام ابنته من عمر، و بعضها يتعلق بزواجها بعد عمر، و بعضها يتعلق بموتها و ابنها من عمر...

و انه ليتبين للناظر في تلك الأسانيد: أن لا أصل لأصل الخبر، فضلا عن جزئياته و متعلقاته... بالنظر الي أصول أهل السنة و قواعدهم في علم الحديث، و استنادا الي كلمات علمائهم في علم الرجال:

1- انه حديث أعرض عنه البخاري و مسلم، فلم يخرجاه في كتابيهما المعروفين بالصحيحين، و كم من حديث صحيح سندا لم يأخذوا به في بحوثهم المختلفة معتذرين بعدم اخراجهما اياه!


2- انه حديث غير مخرج في شي ء من سائر الكتب المعروفة عندهم بالصحاح، فهو حديث متفق علي تركه بين أرباب الصحاح الستة.

3- انه حديث غير مخرج في المسانيد المعتبرة، كمسند أحمد بن حنبل، الذي قال أحمد و جماعة تبعا له بأن ما ليس فيه فليس بصحيح...

عمدة ما في الباب: ثم ان عمدة ما في الباب ما رووه عن أئمة العترة النبوية و رجالها، و ذلك في (الطبقات) و (المستدرك) و (سنن البيهقي) و (الذرية الطاهرة). و هنا مطلبان:

أحدهما: لقد تتبعنا الأحاديث و الأخبار، فوجدنا القوم متي أرادوا أن ينسبوا الي أهل البيت عليهم السلام شيئا لا يرتضونه و لم يلتصق بهم وضعوه علي لسان بعض رجال هذا البيت الطاهر...

فاذا أرادوا الطعن في النبي صلي الله عليه و آله و سلم و بضعته و وصيه أميرالمؤمنين عليه السلام... وضعوا قصة خطبة علي ابنة أبي جهل، و علي لسان أهل البيت [645] .

و اذا أرادوا ترويج القول بحرمة متعة النساء، و الطعن في ابن عباس القائل بحليتها حتي آخر لحظة من حياته... نسبوا القول بالحرمة و الطعن في ابن عباس الي علي عليه السلام، و وضعوا الخبر علي لسان أحفاده. [646] .

و اذا أرادوا وضع حديث في فضل الصحابة، وضعوا حديث «أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهتديتم» علي لسان الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام.

و لا شك أن هذا الحديث من تلك الأحاديث!

و الثاني: انهم قد رووا هذا الحديث عن جعفر بن محمد، عن أبيه (كما في الطبقات) أو عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين (كما في المستدرك) أو عن الحسن بن الحسن (كما في الذرية الطاهرة) أو عن الحسن بن الحسن، عن أبيه (كما في سنن البيهقي).

فان أريد الاستدلال به... فهذا موقوف علي تمامية السند عندهم... علي أصولهم...


لكن ابن سعد - صاحب «الطبقات» - يتجاسر علي الامام الصادق عليه السلام فيقول: «كان كثير الحديث و لا يحتج به و يستضعف. سئل مرة: سمعت هذه الأحاديث من أبيك؟ فقال: نعم. و سئل مرة فقال: انما وجدتها في كتبه» [647] .

و حديث الحاكم في «المستدرك» الذي صححه قال الذهبي متعقبا اياه: «منقطع» [648] و قال البيهقي: «مرسل» [649] .

و كذلك الحديث عن الحسن بن الحسن الذي في «الذرية الطاهرة» مع الضعف في رجاله كما ستعرف.

أما الذي في (سنن البيهقي) عنه، عن أبيه، فلا انقطاع فيه، لكن السند ساقط من وجوه، لاسيما و أن راويه عن الحسن هو «ابن أبي مليكة» و سيأتيك البيان.

و ان أريد الزام الغير به، لكونه عن أئمة البيت الطاهر و رجال العترة الكريمة، فهذا موقوف علي وثوق الغير برجال الأسانيد دونهم، و هذا أول الكلام.

فظهر سقوط أصح ما في الباب و عمدته، فغيره ساقط بالأولوية القطعية.

و مع ذلك فانا نفصل الكلام أولا علي سند الحديث في (السنن) عن أبي جعفر، عن أبيه علي بن الحسين. و في (الاستيعاب) عن: محمد بن علي. و في (السنن) أيضا عن: الحسن بن الحسن...

ثم ننظر في الأسانيد الأخري... اتماما للمرام و قطعا للخصام... فنقول:

- لقد أخرجه البيهقي في (سننه) عن طريق الحاكم أبي عبدالله «عن أبي جعفر، عن أبيه علي بن الحسين» و في السند «أحمد بن عبدالجبار»:

ترجمة أحمد بن عبدالجبار: و هذه جملة من الكلمات فيه:


«قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه و أمسكت عن الرواية عنه لكثرة كلام الناس فيه». و قال مطين: «كان يكذب». و قال أبوأحمد الحاكم: «ليس بالقوي عندهم». «تركه ابن عقدة». و قال ابن عدي: «رأيت أهل العراق مجمعين علي ضعفه...» [650] .

ترجمة يونس بن بكير: و فيه «يونس بن بكير»:

و قد قال الآجري عن أبي داود: «ليس هو عندي بحجة، كان يأخذ ابن اسحاق فيوصله بالأحاديث. و قال النسائي: ليس بالقوي. و قال مرة: ضعيف[...]. و قال الجوزجاني: ينبغي أن يتثبت في أمره. و قال الساجي: كان ابن المديني لا يحدث عنه.

و قال أحمد بن حنبل: ما كان أزهد الناس و أنفرهم عنه. و عن ابن أبي شيبة: كان فيه لين. و عن الساجي: كان يتبع السلطان و كان مرجئا» [651] .

هذا، بغض النظر عن الكلام في «محمد بن اسحاق».

- و رواه ابن عبدالبر و ابن حجر بالاسناد عن الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام، و في السند «عمرو بن دينار»:[ثم ذكر ترجمة عمرو بن دينار كما ذكرناه].

- و رواه البيهقي بسند له عن الحسن بن الحسن، عن أبيه عليه السلام، و فيه: «سفيان بن عيينة».[ثم ذكر ترجمة سفيان بن عيينة كما ذكرناه].

ترجمة وكيع بن الجراح: و فيه «وكيع بن الجراح» أورده الذهبي في (ميزانه) فذكر عن أحمد بن حنبل القدح فيه هي: سب السلف، و شرب المسكر [652] .

و ذكر الخطيب باسناده عن نعيم بن حماد، قال: «تعشينا عند وكيع - أو قال: تغدينا - فقال: أي شي ء أجيئكم به؟ نبيذ الشيوخ أو نبيذ الفتيان؟ قال: قلت: تتكلم بهذا؟!


قال: هو عندي أحل من ماء الفرات» [653] .

و ذكر ابن حجر، عن أحمد: «أخطأ وكيع في خمسمائة حديث». و عن محمد بن نصر المروزي: «كان يحدث بآخره من حفظه فيغير ألفاظ الحديث...» [654] .

ترجمة ابن جريج: و هو عبدالملك بن عبدالعزيز بن جريج الأموي. و قد ذكر ابن حجر بترجمته [655] عن مالك: «كان ابن جريج حاطب ليل». و عن ابن معين: «ليس بشي ء في الزهري». و عن أحمد: «اذا قال ابن جريج: قال فلان و قال فلان و أخبرت، جاء بمناكير». و عن يحيي بن سعيد: «اذا قال: قال؛ فهو شبه الريح». و عن ابن المديني: «سألت يحيي بن سعيد، عن حديث ابن جريج، عن عطاء الخراساني. فقال: ضعيف. فقلت ليحيي: انه يقول: أخبرني. قال: لا شي ء، كله ضعيف، انما هو في كتاب دفعه اليه». و عن ابن حبان: «كان يدلس». و عن الدارقطني: «تجنب تدليس ابن جريج فانه قبيح التدليس». و أورده الذهبي في ميزانه و قال: «يدلس» [656] . و قال ابن حجر: «كان يدلس و يرسل». بل عن أحمد: «بعض هذه الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة، كان ابن جريج لا يبالي من أين يأخذها» [657] .

ترجمة ابن أبي مليكة: و هو عبدالله بن عبيدالله، و يكفي في سقوطه: «انه كان قاضيا لابن الزبير و مؤذنا له» [658] .

رجال الأسانيد الأخري: و نعود فننظر في رجال الأسانيد الأخري بقدر الضرورة...

- ففي أخبار ابن سعد و عنه ابن حجر في الاصابة يوجد: «وكيع بن الجراح» و هشام ابن سعد و أسلم مولي عمر بن الخطاب و ابن وهب، كما ذكرنا ترجمتهم سابقا.


- و في خبر رواه ابنا عبدالبر و حجر باسنادهما عن «أسلم مولي عمر بن الخطاب».

- و رواه الخطيب البغدادي بسنده عن الليث بن سعد، عن موسي بن علي بن رباح اللخمي، عن أبيه، عن عقبة بن عامر الجهني. و فيه «موسي بن علي»:

ترجمة موسي بن علي اللخمي:

1- كان والي مصر من سنة 155 فأقام الي سنة 161 قاله السيوطي [659] و قال ابن حجر: «ولي امرة مصر سنة 60» [660] و قال السمعاني: «كان واليا علي مصر» [661] .

2- قال ابن معين: لم يكن بالقوي.

و قال ابن عبدالبر: ما انفرد به فليس بالقوي» [662] .

ترجمة علي بن رباح اللخمي: و «علي بن رباح» ترجم له ابن حجر بما هذا ملخصه:

1- وفد علي معاوية.

2- قال: لا أجعل في حل من سماني «علي» فان اسمي «علي».

3- كان له من عبدالعزيز منزلة، ثم عتب عليه عبدالعزيز فأغزاه أفريقية، فلم يزل بها الي أن مات [663] .

ترجمة عقبة بن عامر الجهني: و «عقبة بن عامر الجهني» يكفي في قدحه:

1- كونه من ولاة معاوية بن أبي سفيان... قال السمعاني: «شهد فتح مصر و اختط بها، و ولي الجند بمصر لمعاوية بن أبي سفيان بعد عتبة بن أبي سفيان سنة 44 ثم أغزاه معاوية البحر سنة 47... « [664] . قال ابن سعد: قال محمد بن عمر: شهد عقبة بن عامر صفين مع معاوية، و تحول الي مصر فنزلها و بني بها دارا، و توفي في آخر خلافة معاوية


ابن أبي سفيان. [665] و قال ابن حجر في التهذيب: «ولي امرة مصر من قبل معاوية سنة 44» [666] ، و كذا قال السيوطي [667] و ابن حجر أيضا في الاصابة: شهد صفين مع معاوية، و أمره بعد ذلك علي مصر [668] .

2- كونه قاتل عمار بن ياسر او من قتلته، قال ابن سعد: «قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: نا عبدالله بن جعفر، عن ابن عون، قال: قتل عمار رحمه الله و هو ابن 91 سنة، و كان أقدم في الميلاد من رسول الله صلي الله عليه[و آله]و سلم... و كان أقبل اليه ثلاثة نفر: عقبة بن عامر الجهني و عمر بن الحارث الخولاني و شريك بن سلمة المرادي، فانتهوا اليه جميعا و هو يقول: «والله لو ضربتمونا حتي تبلغوا بنا سعفات هجر لعلمت انا علي حق و أنتم علي باطل». فحملوا عليه جميعا فقتلوه. و زعم بعض الناس: أن عقبة بن عامر هو الذي قتل عمارا».

23- أنه الضارب عمارا بأمر عثمان. قال ابن سعد بعد العبارة المتقدمة: «و هو الذي كان ضربه حين أمره عثمان بن عفان» [669] .

هذا، بغض النظر عن الليث بن سعد و غيره من رجال السند عند الخطيب.

[ثم ذكر ترجمة عطاء الخراساني و محمد بن عمر الواقدي و عبدالرحمان بن زيد و زيد ابن أسلم، مولي عمر بن الخطاب، و الزبير بن بكار، كما ذكرنا ترجمتهم].

هذا كله فيما يتعلق بأصل الخبر، و قد عرفت أن لا أصل له.

فلننظر في سند ما رووه مما يتعلق بزواجها بعد عمر، ثم وفاتها عليهاالسلام:

النظر في سند خبر زواجها بعد عمر: فأما ما ذكروه بترجمتها من خبر تزويج الامام علي عليه السلام أم كلثوم بعد عمر من عون بن جعفر... فعمدته ما في «الذرية الطاهرة» و عنه


في «أسد الغابة» و «الاصابة» و «ذخائر العقبي» و غيرها... عن الحسن بن الحسن... فهو عن: أحمد بن عبدالجبار عن يونس بن بكير عن ابن اسحاق عن الحسن بن الحسن...

و قد تكلمنا علي هذا السند فيما تقدم.

- و رواه الدولابي باسناده عن «محمد بن مسلم بن شهاب الزهري» و هو من مشاهير المنحرفين عن أهل البيت الطاهرين عليهم السلام [670] .

هذا بغض النظر عن غيره من رجال السند. و يذكر أن ابن منيع الراوي عن الزهري كان أخا امرأة هشام بن عبدالملك [671] .

النظر في سند خبر وفاتها: و أما خبر وفاتها فالعمدة فيه هو ابن سعد في (الطبقات). و لابد من النظر فيه سندا هنا و دلالة فيما بعد.

- و ان عمدة أسانيد هذا الخبر تنتهي الي «عامر الشعبي»:

ترجمة العشبي: «عامر الشعبي» ولد لست سنين خلت من خلافة عمر [672] ، و مات بعد المائة. فالخبر مرسل.

و كان الشعبي من قضاة بني مروان، و كان من المنحرفين عن أميرالمؤمنين عليه السلام، حتي دخل علي الحجاج و نال من أميرالمؤمنين عليه السلام، فغضب منه الحسن البصري و جعل يعظه [673] .

و قد حمله الحقد و النصب علي أن يقول: انه عليه السلام لم يقرأ القرآن و لم يحفظه، فرد عليه ذلك [674] .

و علي أن يضع: «صلي أبوبكر الصديق علي فاطمة بنت رسول الله فكبر عليها أربعا»! و «أن فاطمة لما ماتت دفنها علي ليلا و أخذ بضبعي أبي بكر فقدمه في الصلاة عليها»


حتي اضطر ابن حجر الي أنه يقول: «فيه ضعف و انقطاع» [675] .

و علي أن يكذب مثل الحارث الهمداني و ما ذلك الا لتشيعه، حتي اعترض عليه بعضهم، قال ابن حجر: «قال ابن عبدالبر في كتاب العلم له لما حكي عن ابراهيم أنه كذب الحارث: أظن الشعبي عوقب بقوله في الحارث كذاب، و لم يبن من الحارث كذبة» [676] .

[677] و ذلك أن الشعبي كان مشهورا بالنصب لعلي - عليه السلام - و لشيعته و ذريته، و كان معروفا بالكذب سكيرا خميرا مقامرا عيارا، و كان معلما لولد عبدالملك بن مروان و سميرا للحجاج.

و روي اسماعيل بن عيسي العطار، قال: حدثنا بهلول بن كثير، حدثنا أبوحنيفة، قال: أتيت الشعبي أسأله عن مسألة، فاذا بين يديه شطرنج و نبيذ و هو متوشح بملحفة مصبوغة بعصفر، فسألته عن مسألة، فقال: ما تقول فيها بنو أستها، قال: فلقت: هذا أيضا مع هذا، و ذهبت الي كتب لي كنت سمعتها منه فخرقتها، ثم صار مصيري هذا أن أسمع عن رجل عنه.

و روي أبوبكر الكوفي، عن المغيرة، قال: كان الشعبي يهون عليه أن تقام الصلاة و هو علي الشطرنج و النرد، و قال: مررت بالشعبي و اذا هو قائم في الشمس علي فرد رجل و في فمه بيذق، فقال: هذا جزاء من قومر.

و روي الفضل بن سليمان، عن النضر بن مخارق، قال: رأيت الشعبي بالنجف يلعب بالشطرنج و الي جنبه قطيفة، فاذا مر به من يعرفه أدخل رأسه فيها. و بلغ من كذبه أنه قال: لم يشهد الجمل من الصحابة الا أربعة، فان جاءوا بخامس فأنا كذاب، علي و عمار و طلحة و الزبير، و قد أجمع أهل السير أنه شهد البصرة مع علي - عليه السلام - ثمانمائة من الأنصار و تسعمائة من أهل بيعة الرضوان و سبعون من أهل بدر.

و هو الذي روي أن عليا - عليه السلام - كان أحمر الرأس و اللحية خلافا علي الأمة في وصفه،


و بلغ من نصبه و كذبه أنه كان يحلف بالله لقد دخل علي علي بن أبي طالب اللحد و ما حفظ القرآن، و هذا خلال الاجماع و انكار الاضطرار. و روي مخالد قال: قيل للعشبي: انك لتقع في هذه الشيعة و انما تعلمت منهم. و كان يقول: ما أشك في صاحبنا الحارث الأعور أنه كان كذابا، و كان يشبه في زيه و لباسه و فعاله و كلامه بالشطار و أهل الزعارة، و خالف الأمة في قوله: ان النفساء تربص شهرين. فكيف يحتج برواية هذا علي أميرالمؤمنين - عليه السلام - مع أن المشهور عنه أنه كان لا يري الحرام شيئا و يقول فيه انه جاء الي ما أحل الله فحرمه علي نفسه يمسك امرأته و لا شي ء عليه [678] .

- و منها ما ينتهي الي: «عمار بن أبي عمار»:

ترجمة عمار بن أبي عمار: و قد قدح فيه جماعة من أئمة القوم في الجرح و التعديل كشعبة بن الحجاج و البخاري و ابن حبان و ابن حجر العسقلاني [679] .

- و منها ما ينتهي الي «نافع الفقيه، مولي ابن عمر»:

ترجمة نافع: و قول ابن عمر له:«اتق الله يا نافع ويحك! و لا تكذب علي كما كذب عكرمة علي ابن عباس»، مشهور مذكور في ترجمة نافع و عكرمة البربري. هذا مضافا الي قول أحمد: «نافع عن عمر منقطع» [680] .

- و منها ما ينتهي الي «عبدالله البهي»:

ترجمة عبدالله البهي: و هو: عبدالله بن يسار، قال ابن حجر: مولي مصعب بن الزبير... فالخبر مرسل.

و لقد روي هذا الرجل عن عائشة قائلا: «حدثتني» فكذبه القوم و قالوا: انما يروي عن عروة.

ثم ان ابن أبي حاتم ذكره في العلل و نقل عن أبيه، أنه لا يحتج بالبهي، و هو مضطرب الحديث [681] .


هذا كله بغض النظر عن رجال هذه الأسانيد لغرض الاختصار.

هذا تمام الكلام علي أسانيد الأخبار المتعلقة بسيدتنا أم كلثوم.

نظرات في متون الأخبار و دلالاتها:

و هلم معي... بعد النظر في أسانيد أخبار القصة... الي النظر في ألفاظها و دلالاتها... لنري التضارب في الدلالة و التلاعب في اللفظ... في جميع مراحل القصة...

(1) لقد جاء في الأخبار المذكورة أن الامام عليه السلام اعتل بالصغر و بأنه حبسها علي ابن أخيه جعفر بن أبي طالب، ففي رواية لابن سعد: «فقال علي: انما حبست بناتي علي أولاد جعفر» و عند الحاكم: «اني لأرصدها لابن أخي»، و في أخري لابن سعد: «انها صبية»، و كذا عند ابني عبدالبر و الأثير و غيرهما، و عند البيهقي: «انها لتصغر عن ذلك».

ثم انه لم يذكر فيها الا أن عمر «عاوده» فقال: «أنكحنيها فوالله ما علي ظهر الأرض...» فما كان منه عليه السلام - بحسب هذه الأخبار - الا أن أرسلها اليه «لينظر اليها»...! و اضيف في بعضها بأنه أمر بها «فزينت» أو «فصنعت» فبعثها اليه... فان أعجبته و رضي بها فهي زوجة له...!

أتري أن ينقلب موقف الامام عليه السلام من الامتناع لكونها صغيرة، و لكونه قد حبسها لابن أخيه - و لعله لأسباب أخري أيضا... غير مذكورة في الأخبار - ينقلب من الامتناع الي الانصياع، بهذه البساطة، و الي هذا الحد؟!

ان هذا - لعمري - يستوجب الشك و يستوقف الفكر!

ولكن قد تلوح للناظر في الروايات... هنا و هناك... بعض الحقائق التي حاول التكتم عليها في كتب أصحابها القدماء...

ففي رواية الفقيه ابن المغازلي الشافعي - المتوفي سنة 483 ه - باسناده عن عبدالله ابن عمر.[ثم ذكر كلام ابن المغازلي ص 110 - 109، كما ذكرنا سابقا]. يفيد هذا الخبر أن القضية كانت مورد تعجب من الناس و تساؤل في المجتمع، الأمر الذي اضطر عمر الي أن يعلن عن قصده في خطبة أم كلثوم، و يحلف بالله بأنه ليس الا ما سمعه من رسول الله


صلي الله عليه و آله و سلم، و أنه كان منه «الالحاح» في ذلك... لكن لم يزد هذا اللفظ علي «الالحاح» شيئا! فلم يوضح كيفية الالحاح، و لا ما كان من الامام عليه السلام...

و في رواية الخطيب: «خطب عمر بن الخطاب الي علي بن أبي طالب ابنته من فاطمة و أكثر تردده اليه، فقال: يا أباالحسن! ما يحملني علي كثرة ترددي اليك الا حديث سمعته من رسول الله...».

ففيه: «أكثر تردده اليه».

و في بعض الروايات ما يستشم منه التهديد، ففي رواية لابن سعد، قال عمر في جواب قول الامام عليه السلام: «انها صبية» قال: «انك والله ما بك ذلك، ولكن قد علمنا ما بك» و في رواية الدولابي و المحب الطبري، عن ابن اسحاق: «فقال عمر: لا والله ما ذلك بك، ولكن أردت منعي» [682] .

و لما وقع الخلاف بين أهل البيت في تزويجه و سمع عمر بمخالفة عقيل، قال: «ويح عقيل، سفيه أحمق» [683] .

و في بعضها التصريح بما يدل علي أنه كان ل «درة عمر» دور في القضية، و ذلك فيما أخرجه الدولابي بسنده عن أسلم مولي عمر، قال:[ثم ذكر كلام الدولابي في الذرية الطاهرة ص 160، كما ذكرناه سابقا].

لكن أبانعيم الأصفهاني روي هذا الخبر عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فحذف منه مخالفة عقيل و «درة عمر» و هذا لفظه:[ثم ذكر كلام أبي نعيم في حلية الأولياء ج 2 ص 34، كما ذكرناه سابقا].

ثم ان في عدة من الأخبار أن الامام عليه السلام تعلل - بالاضافة الي الصغر و الحبس لابن


أخيه - بأن قال: «ان لها أميرين معي» [684] يعني: الحسن و الحسين، و أنه عليه السلام استشارهما و عقيلا و العباس... فكان الخبر المذكور عن أسلم ظاهرا في سكوت الحسن عليه السلام الظاهر في الرضا، بل في آخر: «فسكت الحسين و تكلم الحسن، فحمد الله و أثني عليه ثم قال: يا أبتاه! من بعد عمر؟ صحب رسول الله و توفي و هو عنه راض، ثم ولي الخلافة فعدل؟ قال: صدقت يا بني، ولكن كرهت أن أقطع أمرا دونكما» [685] .

لكن ينافيه ما أخرجه البيهقي، عن ابن أبي مليكة، عن الحسن بن الحسن: «فقال علي رضي الله عنه لحسن و حسين: زوجا عمكما. فقالا: هي امرأة من النساء تختار لنفسها. فقام علي رضي الله عنه مغضبا، فأمسك الحسن رضي الله عنه بثوبه و قال: لا صبر علي هجرانك يا أبتاه. قال: فزوجاه» [686] .

فعمد بعضهم الي تحريف القصة المكذوبة هذه فروي عن الحسن بن الحسن نفسه وقوع ذلك الخلاف حول تزويجها من عون، فقال: «لما تأيمت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - دخل عليها الحسن و الحسين أخواها فقالا لها...» [687] و هو خبر طويل يشتمل علي أكاذيب مخجلة و أباطيل مضحكة...

(2) قد عرفت اعتلال الامام عليه السلام بالصغر في كثير من الأخبار... و الذي يظهر منها أن عمر ما كان يصدقه عليه السلام في ذلك، و لذا كان يعاوده و يكثر التردد اليه و يلح عليه... حتي وصل الأمر الي التهديد، بل في بعض الأخبار تصريح بذلك، ففي رواية الدولابي و المحب الطبري: «قال: هي صغيرة. فقال عمر: لا والله ما ذلك بك، ولكن أردت منعي، فان كانت كما تقول فابعثها الي...» [688] .

و لما كان ذلك كله من عمر من القبح بمكان... أعرض بعضهم عن نقل الاعتلال


و الاصرار و التهديد و التكذيب... كما لا يخفي علي من راجع لفظ رواية الخطيب...

(3) قال ابن سعد، عن الواقدي و غيره: «ثم أمر ببرد فطواه و قال: انطلقي بهذا...».

و في لفظ المحب الطبري، عن ابن اسحاق: «فدعاها فأعطاها حلة و قال: انطلقي بهذه...»، و ذلك «لينظر اليها». و لذا قالت لما رجعت الي أبيها: «ما نشر البرد و لا نظر الا الي».

و هذا ما استقبحه بعضهم كسبط بن الجوزي كما ذكرناه...

و لم يتعرض له آخر في روايته... روي أبوبشر الدولابي: «فدعا أم كلثوم و هي يومئذ صبية فقال: انطلقي الي أميرالمؤمنين فقولي له: ان أبي يقرؤك السلام و يقول لك: انا قد قضينا حاجتك التي طلبت...».

و روي الخطيب: «خطب الي علي أم كلثوم، فقال: أنكحنيها. فقال علي: اني لأرصدها لابن أخي عبدالله بن جعفر. فقال عمر: أنكحنيها، فوالله ما من الناس أحد يرصد من أمرها ما أرصده، فأنكحه علي، فأتي عمر المهاجرين...».

(4) قضية أن عليا عليه السلام أمر بأم كلثوم «فصنعت» كما في رواية ابن سعد، عن الواقدي، و «فزينت» في رواية الخطيب عن عقبة بن عامر، و أنه «كشف عن ساقها» في رواية ابن عبدالبر و غيره عن الامام الباقر!! فظيعة بالغة في الفظاعة الي أبعد الحدود!!

ألا يستحي هؤلاء الوضاعون من نسبة هذه الصنيعة الشنيعة - التي لو سمعها واحد من عوام الناس لنفر منها و استنكرها - الي امام الأئمة؟!

ألا يستحون من وضعها علي لسان الامام الباقر عليه السلام؟!

من هنا تري بعضهم يحرفون الكلمة كابن الأثير حيث ذكر: «و وضع يده عليها» و كالدولابي و المحب الطبري حيث ذكرا في لفظ: «فأخذ عمر بذراعها» و في آخر: «فأخذها عمر فضمها اليه».

و بعضهم - كالحاكم و البيهقي - لم يذكروا شيئا من ذلك... قال المحب الطبري بعد حديث من ذلك القبيل: «و خرج ابن سمان معناه و لفظه مختصرا...» فكان ما خرجه خلوا من


ذلك [689] .

و بعضهم يكذب ذلك كله بصراحة كسبط ابن الجوزي - المتوفي سنة 654 هجرية - حيث يقول:

«و ذكر جدي في كتاب المنتظم: أن عليا بعثها الي عمر لينظرها، و أن عمر كشف ساقها و لمسها بيده.

قلت: و هذا قبيح والله، لو كانت أمة لما فعل بها هذا. ثم باجماع المسلمين لا يجوز لمس الأجنبية، فكيف ينسب عمر الي هذا؟!» [690] .

قلت: و ليس اللمس فقط! ففي رواية الخطيب التقبيل و الأخذ بالساق!!

(5) قد اشتمل لفظ الخبر عند ابن سعد و غيره علي قول عمر للمهاجرين: «رفئوني، فرفئوه» [691] ، و معني ذلك: «قولوا لي: بالرفاء و البنين» [692] [ثم نقد هذا الكلام كما ذكرناه].

(6) في رواية غير واحد منهم أنها ولدت له «زيدا».

و في رواية سعد و جماعة: «ولدت له زيد بن عمر و رقية بنت عمر».

و في رواية النووي في ولد عمر: «و فاطمة و زيد، أمهما أم كلثوم...» [693] .

و في رواية ابن قتيبة في بنات علي: «ولدت له ولدا قد ذكرناهم» [694] .

(7) أكثر الأخبار علي أن أم كلثوم تزوج بها بعد عمر: «عون» و «محمد» ابنا جعفر ابن أبي طالب...

ولكن القائلين بتزوجهما بها بعده يقولون بأن الرجلين قتلا في حرب تستر، و هذه الحرب كانت في عهد عمر![ثم ذكر كلام ابن عبدالبر و ابن حجر و ابن الأثير كما ذكرناه].


و أما أن تلك الحرب كانت في عهد عمر فذاك ما نص عليه المؤرخون [695] و صرح به ابن حجر في عبارته السالفة.

فانظر الي تناقضات القوم و تعجب!!

(8) و اختلفت رواياتهم... فابن سعد و الدارقطني - كما في الاصابة - يذكران أن عونا مات عنها، فتزوجها أخوه محمد، ثم مات عنها محمد فتزوجها عبدالله، فروي ابن سعد أنها قالت: اني لأستحيي من أسماء بنت عميس، ان ابنيها ماتا عندي، و اني لأتخوف علي هذا الثالث. فهلكت عنده» [696] .

لكن ابن قتيبة يذكر: أنه لما قتل عمر تزوجها محمد بن جعفر فمات عنها، ثم تزوجها عون بن جعفر، فماتت عنده» [697] .

فتراه يذكر تزوج محمد بن جعفر بها قبل عون، موتها عند عون، و لا يذكر عبدالله...

و ابن عبدالبر - و ان لم يتعرض بترجمتها لزواجها بعد عمر أصلا، و لا لتزوج عون بها بترجمته - يذكر بترجمة محمد بن جعفر: «و محمد بن جعفر بن أبي طالب هذا هو الذي تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بعد موت عمر بن الخطاب» [698] .

(9) و عبدالله بن جعفر... كان زوج العقيلة زينب بنت أميرالمؤمنين عليه السلام، و كانت تحته حتي وفاتها بعد واقعة الطف:

قال ابن سعد: «زينب بنت علي بن أبي طالب... تزوجها عبدالله بن جعفر بن أبي طالب بن عبدالمطلب، فولدت له عليا و عونا الأكبر و عباسا و محمدا و أم كلثوم.

أخبرنا محمد بن اسماعيل بن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، قال: حدثني عبدالرحمان ابن مهران: أن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب تزوج زينب بنت علي، و تزوج معها امرأة


علي ليلي بنت مسعود، فكانتا تحته جميعا» [699] .

و قال النووي بترجمة عبدالله بعد ذكر أسماء أولاده: «أمهم زينب بنت علي بن أبي طالب من فاطمة بنت رسول الله» [700] .

و قال ابن حجر: «زينب بنت علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب الهاشمية، سبطة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. أمها فاطمة.

قال ابن حجر: انها ولدت في حياة النبي صلي الله عليه و آله و سلم و كانت عاقلة لبنت خولة، زوجها أبوها ابن أخيه عبدالله بن جعفر، فولدت له أولادا، و كانت مع أخيها لما قتل، فحملت الي دمشق، و حضرت عند يزيد بن معاوية، و كلامها ليزيد بن معاوية حين طلب الشامي أختها فاطمة مشهور، يدل علي عقل و قوة جنان» [701] .

و علي هذا... فلو كانت أم كلثوم المتوفاة علي عهد معاوية هي أم كلثوم بنت أميرالمؤمنين عليه السلام، و أنها كانت زوجة عبدالله بعد أخويه... كما تقول تلك الأخبار... كان معني ذلك جمع عبدالله بن جعفر بين الأختين... و هذا مما لا يجوز وقوعه، و لا يجوز التفوه به.. و لذا قال ابن سعد: «فخلف عليها أخوه عبدالله بن جعفر بن أبي طالب بعد أختها زينب بنت علي بن أبي طالب».

(10) و اختلفت أخبارهم في موتها و الصلاة عليها... حتي الواحد منهم اختلفت أخباره! فابن سعد يروي عن الشعبي و عبدالله البهي في الصلاة عليها و علي ولدها زيد: «صلي عليهما ابن عمر» و يروي عن عمار بن أبي عمار و نافع: «صلي عليهما سعيد بن العاص» و في رواية بعض المؤرخين عن عمار المذكور: «سعد بن أبي وقاص» [702] .

ثم أيا من كان المصلي... فالأخبار دالة علي وفاتها في عهد معاوية، للتصريح فيها


بصلاة الحسن و الحسين خلف الامام... لكن الثابت في التاريخ أن أم كلثوم بنت أميرالمؤمنين شهدت واقعة الطف - مع أختها زينب - و خطبت الخطبة المعروفة في الكوفة المذكورة في الكتب، ذكرها ابن طيفور - المتوفي سنة 280 هجرية - في كتابه «بلاغات النساء» و أشار اليها ابن الأثير و غيره من كبار العلماء و المحدثين في لفظه «فرث» من كتبهم، كالنهاية و لسان العرب و تاج العروس...

و لعله، لذا جاء في رواية أبي داود عن عمار: «أنه شهد جنازة أم كلثوم و ابنها، فجعل الغلام مما يلي الامام، فأنكرت ذلك، و في القوم ابن عباس و أبوسعيد الخدري و أبوقتادة و أبوهريرة. قالوا: هذه السنة» [703] .

فروي الخبر بلا ذكر للامام، و لا أن أم كلثوم هذه من هي؟ و ابنها من هو؟

و في رواية النسائي عن عمار: «حضرت جنازة صبي و امرأة، فقدم الصبي مما يلي الامام، و وضعت المرأة وراءه، و صلي عليهما. و في القوم أبوسعيد الخدري و ابن عباس و أبوقتادة و أبوهريرة - رضي الله عنهم - فسألتهم عن ذلك. فقالوا: السنة» [704] .

فروي نفس الخبر... بلا ذكر للامام، و لا اسم الميتين، و هل كان بين المرأة و الصبي نسبة أو لا؟

حصيلة البحث: لقد استعرضنا أسانيد خبر تزويج أميرالمؤمنين عليه السلام ابنته من عمر ابن الخطاب... و الأخبار الأخري المتعلقة بكريمة أهل البيت الأطهار الأطياب... فلم نجد فيها سندا يجوز الاحتجاج به و الركون اليه.

ثم حققنا نصوص الأخبار و متونها، و دققنا النظر في كلمات القوم و أقوالهم... فوجدناها متضاربة متكاذبة... فكانت ناحية الدلالة دليلا آخر علي أن لا أصل للقضية.

و أغلب الظن.. أن القوم لما رأوا أن عمر بن الخطاب من رواة حديث: «كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة الا سببي و نسبي» الدال علي فضيلة و منقبة لأهل البيت، و علي


عليه السلام خاصة، حتي أن الحاكم أورده في فضائل علي كما قال المناوي [705] ، عمدوا الي وضع قصة خطبة عمر ابنة علي و ربطوا الحديث المذكور بها...

و مما يشهد بما ذكرنا أن غير واحد من كبار محدثي القوم يروون عنه الحديث مجردا عن تلك القصة، ما يروونه عن غيره:

قال المتقي: «كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة الا سببي و نسبي. طب ك هق عن عمر. طب عن ابن عباس و عن المسور.

كل نسب و صهر ينقطع يوم القيامة الا نسبي و صهري. ابن عساكر عن ابن عمر» [706] .

و قال ابن المغازلي: «قوله عليه السلام: كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة. الحديث» ثم رواه باسناده عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن عمر. و باسناده عن عمرو بن دينار، عن سالم، عن ابن عمر. و باسناده عن الثوري، عن الامام جعفر بن محمد...» [707] .

و نظير هذا حديث: «فاطمة بضعة مني..» الوارد عن غير واحد من الصحابة عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في أكثر من موضع، فان بعضهم لما رأي ما في هذا الحديث الثابت المخرج في الصحاح من دلالات في أبعاد مختلفة... عمد الي وضع قصة خطبة علي ابنة أبي جهل و ربط الحديث بها....

ثم ان هذه خطبة... و تلك خطبة...

لكن خطبة عمر كانت لابنة علي عليه السلام... و خطبة علي كانت لابنة أبي جهل!!

و خطبة عمر كانت مصاهرة لفاطمة الزهراء... و خطبة علي كانت ايذاء لفاطمة الزهراء!!

و خطبة عمر كانت لما سمعه من النبي صلي الله عليه و آله و سلم من قوله: كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة الا سببي و نسبي... و خطبة علي كانت مخالفة للنبي و مقاطعة له... حتي طالبه بطلاق ابنته!!


و علي الجملة... فقد عرفت حال أخبار القصة سندا... فرواتها بين «مولي عمر» و «قاضي الزبير» و «قاتل عمار» و «علماء الدولة الأموية» و رجال أسانيد بين «كذاب» و «وضاع» و «ضعيف» و «مدلس»...

فهذا حال رواتها و أسانيدها... و أغلب الظن كون السبب في وضعها و حكايتها ما ذكرناه... لا سيما... و بعض الرواة مشترك في القصتين...

فان قيل: و هل بعد ذلك كله من وجه احتمال توجه به أخبار القصة علي فرض صحتها سندا، لا سيما و القصة مشهورة بين العامة، و بها روايات عن طريق الخاصة، و ان كانت شاذة؟

قلت: قد اشتملت الأخبار المذكورة علي ما لا يجوز تصديقه بحال من الأحوال:

كالذي رووه من ارسال الامام عليه السلام اياها ببرد «لينظر اليها» و أنه أمر بها «فزينت» أو «فصنعت» و نحو ذلك. و الدليل علي ذلك واضح.

و من وفاتها علي عهد معاوية... بدليل ثبوت وجودها في واقعة الطف و مواقفها المشهودة فيها:

و عليه، فالتي ماتت و ولدها زيد معا في يوم واحد... و صلي عليهما فلان أو فلان... هي زوجة أخري من زوجات عمر، سواء كان اسمها أم كلثوم - فقد كان غير واحدة من زوجاته اسمها أو كنيتها أم كلثوم - أو لم يكن.

و يؤكد هذا الاحتمال - علي فرض صحة الأسانيد - روايات أبي داود و النسائي و غيرهما...

و علي هذا فلا مستند لما قالوا من أن أم كلثوم بنت الامام عليه السلام ولدت لعمر «زيدا»... اذ ليس الا الأخبار المذكورة، و قد عرفت حالها...

كما أنه لا مستند لما ذكروا من أنها ولدت له بنتا... مع اختلافهم فيها و في اسمها...

و يؤكد ذلك ما ذكره غير واحد من علماء الاسلام من أن عمر مات عنها صغيرة!

منهم الشيخ أبومحمد النوبختي من قدماء العلماء الامامية حيث قال في كتاب الامامة


له: «ان أم كلثوم كانت صغيرة، و مات عمر قبل أن يدخل بها» [708] .

و منهم: الشيخ أبوعبدالله محمد بن عبدالباقي الزرقاني المالكي - المتوفي سنة 122 ه - [709] ... فانه قال في معني قرابة النبي صلي الله عليه و آله و سلم:

«و المراد بالقرابة من ينتسب الي جده الأقرب و هو عبدالمطلب لقوله: من صنع الي أحد من ولد عبدالمطلب يدا فلم يكافئه بها في الدنيا فعلي مكافاته غدا اذا لقيني. رواه الطبراني في الأوسط عن عثمان - رضي الله عنه -.

فخرج بذلك من انتسب الي من فوق عبدالمطلب، كأولاد عبد مناف، أو من يساويه كأولاد هاشم اخوة عبدالمطلب، أو انتسب له و لا صحبة له و لا رؤية. و لعله ليس بمراد ممن صحب النبي منهم أو رآه من ذكر أو أنثي. و هو علي و أولاد الحسن و الحسين و محسن - بميم مضمومة فحاء مفتوحة فسين مكسورة مشددة مهملتين - و أم كلثوم زوجة عمر ابن الخطاب، و مات عنها قبل بلوغها، فتزوجها عون بن جعفر فمات عنها، فتزوج بأخيه محمد ثم مات، فتزوجها أخوهما عبدالله ثم ماتت عنده. و لم تلد لواحد من الثلاثة سوي لمحمد ابنة ماتت صغيرة. فلا عقب لأم كلثوم، كما قدم المصنف في المقصد الثاني» [710] .

و قد يشهد به علي فرض ثبوت أصل التزويج اصرار عمر علي أن الغرض من خطبته أن يكون صهرا للنبي صلي الله عليه و آله و سلم... و قوله في بعض الألفاظ: «أحب أن يكون عندي عضو من أعضاء رسول الله» و تأكيده في بعض آخر: «اني لم أرد الباه»...

بقي الكلام فيمن تزوجها: قد عرفت أن أميرالمؤمنين عليه السلام كان قد حبس بناته لأبناء أخيه جعفر، بل ان ذلك كان بأمر من النبي صلي الله عليه و آله و سلم فقد «نظر النبي صلي الله عليه و آله و سلم الي أولاد علي و جعفر عليهماالسلام، فقال: بناتنا لبنينا و بنونا لبناتنا» [711] .


و في خصوص أم كلثوم جاء في حديث: «خطب عمر الي علي ابنته أم كلثوم فاعتل علي بصغرها و قال: أعددتها لابن أخي. يعني جعفرا» [712] فلم يعين الابن... لكن الأمر يدور بين «عون» و «محمد» لأن «عبدالله» كان أكبرهم سنا و قد زوجه ابنته «زينب» كما تقدم.

فأما «عون» فلم أجد خلافا بين علماء أهل السنة - و الكلام كله يدور علي أخبارهم و أقوالهم - في أنه قتل يوم تستر علي عهد عمر، و المفروض - بحسب تلك الأخبار علي فرض صحتها -كونها في عقد عمر.

أما «محمد» فقال ابن حجر: «ذكر أبوعمر عن الواقدي أنه يكني أباالقاسم، و أنه تزوج أم كلثوم بنت علي بعد عمر. قال: و استشهد بتستر.

و قيل: انه عاش الي أن شهد صفين مع علي. قال الدارقطني في كتاب الاخوة: يقال: انه قتل بصفين، اعترك هو و عبيدالله بن عمر بن الخطاب فقتل كل منهما الآخر.

و ذكر المرزباني في معجم الشعراء: أنه كان مع أخيه محمد بن أبي بكر بمصر، فلما قتل اختفي محمد بن جعفر، فدل عليه رجل من عك ثم من غافق، فهرب الي فلسطين، و جاء الي رجل من أخواله من خثعم، فمنعه من معاوية، فقال في ذلك شعرا. و هذا محقق يرد قول الواقدي أنه استشهد بتستر» [713] .

و علي هذا يكون هو الذي تزوج أم كلثوم بعد موت عمر - علي الفرض المذكور - و عليه نص ابن عبدالبر، كما تقدم [714] .

أما «عبدالله» فمن الممكن أن يكون قد تزوج بها بعد زوجها و بعد موت «زينب» زوجته، لأنه بقي حيا الي سنه ثمانين و هو ابن تسعين سنة كما اختاره ابن عبدالبر [715] .

تراثنا (رقم 31،30)، / 433 - 396


أولا: مناقشتها سندا

ما رواه الدولابي محب الدين الطبري، قال: قال ابن اسحاق، حدثني عاسم بن عمر ابن قتادة، قال: خطب الحديث، الروايتان المرسلتان لم يذكر الدولابي أو الطبري طريقهما الي عاصم بن عمر بن قتادة.

أوردهما اليعقوبي في تاريخه دون ذكره لسندها، فهي مرسلة.

الخطيب البغدادي، قال: أخبرنا محمد بن عمر بن القاسم الترسي، أخبرنا محمد بن عبدالله بن ابراهيم الشافعي، حدثنا أحمد بن الحسين الصوفي، حدثنا ابراهيم بن مهران ابن رستم المروزي، حدثنا الليث بن سعد القيسي، مولي بني رفاعة، في سنة احدي و سبعين و مائة بمصر، عن موسي بن علي بن رباح اللخمي، عن أبيه، عن عقبة بن عامر الجهني، قال: خطب عمر... الخبر.

1 - أحمد بن الحسين الصوفي: قال الذهبي في ميزان الاعتدال: أحمد بن الحسين الصوفي: لينه بعضهم.

و قال الخطيب البغدادي: كتب عنه علي معرفة بلينه. و الذين تركوه أحمد و أكثر [716] .

2 - عقبة بن عامر الجهني: كما ذكرنا ترجمته.

3 - ابراهيم بن مهران المروزي، مهمل لم تذكره كتب الرجال و لم تتعرض لذكره جرحا أو تعديلا.

ما رواه البيهقي في السنن الكبري ج 7 ج 63 فيها نظر:

1 - السري بن خزيمة: مهمل لم تذكره كتب الرجال بشي ء.

2 - معلي بن أسد: مهمل لا يدري من هو، لم تتعرض له كتب الرجال بشي ء.

فالرواية ساقطة عن الاعتبار لمجاهيل رواتها و تصريح البيهقي بأن السند مرسل.


ما روي أيضا البيهقي في السنن ج 7 ص 46 فيها نظر:

1 - موسي بن هارون: قال الذهبي في ميزان الاعتدال: موسي بن هارون شيخ خراساني، عن عبدالرحمان بن أبي الزناد. مجهول [717] .

2 - سفيان بن وكيع: قال البخاري: يتكلمون فيه لأشياء لقنوه اياها. و قال أبوزرعة: يتهم بالكذب. و قد ساق له أبوأحمد خمسة أحاديث منكرة السند لا المتن، ثم قال: و له حديث كثير و انما بلاؤه أنه كان يتلقن ما لقن يقال: كان له وراق يلقنه من حديث موقوف فيرفعه أو مرسل فيوصله أو يبدل رجلا برجل [718] .

و قال ابن عدي في الضعفاء: لسفيان بن وكيع حديث كثير، و انما بلاؤه أنه كان يتلقن ما لقن،، و يقال كان له وراق يلقنه من حديث موقوف فيرفعه، و خديث مرسل فيوصله أو يبدل في الاسناد قوما بدل قوم [719] .

3 - روح بن عبادة: قال يحيي بن معين: هذا القواريري يحدث عن عشرين شيخا من الكذابين، ثم يقول: لا أحدث عن روح.

روي الكتاني عن أبي حاتم، قال: لا يحتج به. و قال النسائي في العتق و في الكني: روح ليس بالقوي.

يعقوب بن شيبة: سمعت عفان لا يرضي أمر روح بن عبادة.

و قال أبوعبيد الآجري: سمعت أباداود يقول: أكثر من أنكر القواريري علي روح تسعمائة حديث حدث بها عن مالك سماعا [720] .

4 - وكيع بن الجراح كما ذكرنا ترجمته.

ما ذكره أبوبشر الدولابي في الذرية الطاهرة ص 163 - 162 من طريق ابن اسحاق،


حدثني والدي اسحاق بن يسار، عن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب الحديث.

1 - رواها أبوبشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي. قال ابن عدي: ابن حماد متهم فيما قاله في نعيم بن حماد لصلابته في أهل الرأي. و قال حمزة السهمي: سألت الدارقطني عن الدولابي فقال: تكلموا فيه لما تبين من أمره الأخير.

وقال ابن يونس: كان الدولابي يضعف [721] و عاب عليه ابن عدي تعصبه المفرط لمذهبه [722] .

2 - اسحاق بن يسار. قال أبوالحسن الدارقطني: لا يحتج به [723] .

محمدعلي الحلو، كشف البصر، /48 ، 47 ، 46 ، 45 ، 44 ، 43 ، 42 ، 40

ثانيا: مناقشتها دلالة

و بعد سقوط الاعتبار السندي لجميع الروايات، يبقي لدينا أصل الدلالة، فلعل الاعتبار الدلالتي سينجي بعضها مع كونها ضعيفة أو مرسلة. و لا يعني ذلك الأخذ بالضعاف بقدر ما يمكن أن تولد الدلالة اطمئنانا يفيد الصدور واقعا، بشرط عدم تجاوز الرواية للبديهي الثابت، و عدم مخالفتها لضرورات دينية و تاريخية و عقائدية، بل عدم تعارضها مع المتعارف الضروري الذي تعارف عليه العقلاء.

فهل ستتم دلالة بعضها ان لم نقل كلها؟

و ستكون هذه المناقشات هي شواهد و دلالات علي بطلان خير التزويج، لذا ستعنون المناقشات الدلالتية بالشواهد:

الشاهد الأول: دعوي صغر سن أم كلثوم: ان أول شاهد علي عدم صحة زواج أم كلثوم هو دعوي صغر سنها، و أن عليا عليه السلام احتج بصغر سن ابنته حينما اعتذر عن عدم


قناعته بالتزويج، ثم أن الرواة تمادوا في وضعهم و ادعوا أن عليا عليه السلام أرسل ابنته أم كلثوم الي عمر و هي صغيرة ليمعن الخليفة نظره في حالها، كما ذكر ذلك ابن سعد في طبقاته بقوله: تزوجها عمر بن الخطاب و هي جارية لم تبلغ، و الحق خلاف هذه الدعوي، اذ لم تكن أم كلثوم صغيرة السن بحيث يباح للخليفة التمعن بها و محادثتها علي النحو الذي ذكروه، ثم هو لم يتح له الدخول بها أول الأمر لصغر سنها، و هذا ما ذكره رواة هذه القصة.

الا أن التحقيق سيكشف لنا مخالفة هذه الدعوي أولا و أخيرا، و ذلك أن أم كلثوم كانت قد ولدت في عهد رسول الله صلي الله عليه و آله كما عليه الفريقان و أغلبهم لم يحدد سنة ولادتها، الا أن عليه الأكثر أنها كانت كبيرة في عداد النساء و لقرائن:

أولها: أنها كانت احدي شهود فدك اضافة الي الحسنين أولاد فاطمة و علي عليهماالسلام، و معلوم أن الشهادة لا تؤخذ الا ممن أدرك سنا يمكن فيه التمييز و المعرفة، و صغير السن لا يمكن قبوله للشهادة خصوصا ممن لم يدرك.

قال ابن حجر في الصواعق: و كان ممن شهد في فدك علي عليه السلام و الحسنان عليهماالسلام و أم كلثوم. [724] .

ثانيها: أن أم كلثوم شهدت أحداث السقيفة و ازواء الخلافة عن أبيها، و كانت تراقب تلك الأحداث بدقائقها، فروت لنا بعض ما قالته أمها في ذلك اليوم كما في الرواية التالية:

«حدثنا بكر بن أحمد القصري، حدثتنا فاطمة بنت علي بن موسي الرضا، حدثتني فاطمة و زينب و أم كلثوم بنات موسي بن جعفر، قلن حدثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمد الصادق، حدثتني فاطمة و سكينة ابتا الحسين بن علي، عن أم كلثوم بنت فاطمة بنت النبي، عن فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم، قالت: أنسيتم قول رسول الله صلي الله عليه و سلم يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، و قوله صلي الله عليه و سلم: أنت مني بمنزلة هارون من موسي» [725] .


هكذا أخرج الحافظ الكبير أبوموسي المديني في كتاب المسلسل بالأسماء، و قال الحديث مسلسل من وجه و هو كل أحد من الفواطم تروي عن عمة لها فهو رواية خمس بنات أخ كل واحدة منهن عن عمتها [726] ، مما يعني أنها كانت تعي و تدرك، و لعل ذلك يرجح ما ذهب اليه صاحب الكنز المكتوم من أن ولادتها كانت 6 للهجرة [727] و قد ذكروا أن زواجها من عمر كان في ذي القعدة سنة 17 ه [728] ، فان عمرها يكون احدي عشر و نصف، حيث تزوجها عمر. و معلوم أن ذلك يعني تجاوزها لسن التكليف الشرعي، و مثل عمرها في ذلك الوقت يجعلها في عداد ربات الخدور، فكيف يمكن تصديق ما رووه من أنها كانت صغيرة أرسلها أبوها الي عمر، فكشف عن ساقها و قبلها و لم يدخل بها، اذ منعه من ذلك صغرها؟

و هذا أحد شواهد عدم موافقة القصة لواقع حال أم كلثوم.

الشاهد الثاني: اضطراب الروايات في مقدار المهر: المتتبع لروايات هذه الواقعة سيجدها مضطربة أي اضطراب، و مختلفة أيما اختلاف، و ذلك:

أن بعض اشارات الي أن عمر أمهر أم كلثوم أربعين ألفا، كما في الروايتين اللتين رواهما ابن حجر في الاصابة، و أخري أمهرها عشرة آلاف، كما في الرواية التي رواها اليعقوبي في تاريخه، بل بعضها روي أنه أمهرها أربعة آلاف درهم، و أخري أمهرها خمسمائة درهم، كما ذهبت اليه بعضها و لم نوردها. و هذا الاختلاف الفاحش بين أرقام الروايات يوجب القطع بأن الروايات لا يمكن الركون اليها و الاطمئنان بها. كما أن مهر السنة هو خمسمائة درهم، و لا يمكن أن يرضي علي بأكثر من مهر السنة - علي فرض صحة الواقعة - بل كراهة تجاوز المهر ثابتة لدي جميع المسلمين، حتي أن عمر كان ينهي عن تجاوز مهر السنة، فكيف رضيا بخلاف ذلك؟!


الشاهد الثالث: دعوي أن أم كلثوم أولدها عمر ولدا اسمه يزيد: تحدثت الروايات عن أن أم كلثوم أولدها عمر زيدا، فماتا في ساعة واحدة و صليا عليهما.

و بغض النظر عن كون قصة موتهما كأنها من نسج خيال الرواة و أنه لا يدري أيهما المتقدم في موته و أيهما المتأخر، حتي أنه لا يدري أيهما يرث الآخر، فبالرغم من كون الرواية علي طريقة القصاصين و بأسلوب مثير للدهشة، فان زيد هذا الذي أشارت اليه الروايات حاله كالآتي:

1 - لم تذكر كتب السير و التراجم أدني ذكر لزيد بن عمر، مع أن أخويه عبدالله بن عمر و عبيدالله قد رويا الكثير من الروايات سواء عن أبيهما أم عن غيره، عن رسول الله صلي الله عليه و سلم، و لابد لزيد كذلك سماعه عن أبيه عمر أو عن جده علي بن أبي طالب أو عن أخواله الحسن و الحسين عليهماالسلام، أو بقية أولاد علي، علما أن الظرف الذي عاشه ظرف روائي يطالب به الرجل بالرواية سماعا مباشرة أو عن واسطة بالتحديث عن أحد الصحابة، لاسيما أن مثل زيد بن عمر يستحث علي التحديث و الرواية من قبل الآخرين، و من غير المعقول أن يروا المحدثون زيدا و لم يسألوه و لو رواية واحدة عن صفات أبيه مثلا أو صفة جده علي أقل تقدير.

و هذا يعني أن زيد بن أم كلثوم من عمر بن الخطاب، شخصية و همية ليس لها وجودها، بل هو من نسج خيال الرواة لتتم الحكاية و لتكون أقرب الي الواقع.

علي أن زيد بن عمر لم تتحدث الروايات المختصة بواقعة الزواج الا عن كونه ولد من أم كلثوم و مات هو و أمه في ساعة واحدة، و لم تتطرق كتب الرجال و السير اليه بأدني اشارة، علما أن مثل شخصيته «المركبة» من جده علي بن أبي طالب و أبيه عمر بن الخطاب مثار حديث المؤرخين و الرواة الذين لم ينفكوا عن متابعة مثل هذه المفارقات التي تجمع بين شخصيتين مختلفتين في نظر جميع المذاهب الاسلامية، فكيف غاب ذلك عن رواة تربصوا لأدني حادثة تاريخية و لأبسط شخصية ليس لها أثرها، فكيف بشخصية زيد بن أم كلثوم التي تجمع معارضتين في الحكم و الخلافة؟!


الشاهد الرابع: زيد بن عمر أمه أم حفصة و عبدالله و عبيدالله: و لو سلمنا بوجود شخصية اسمها زيد بن عمر بن الخطاب، فان الروايات التاريخية لم تتفق معنا في ذلك، حيث يروي المسعودي أن زيد بن عمر بن الخطاب هو أخ لأولاد عمر من أم واحدة. قال المسعودي: «و كان له من الولد: عبدالله و حفصة زوج النبي صلي الله عليه و سلم و عاصم و عبيدالله و زيد من أم، و عبدالرحمان و فاطمة و بنات أخر و عبدالرحمان الأصغر و هو المحدود في الشراب، و هو المعروف بأبي شحمة من أم» [729] .

و تصريح المسعودي واضح في أن زيد بن عمر أمه هي أم حفصة و عبدالله و عبيدالله، و ليس هي أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب كما يزعم.

الشاهد الخامس: الاضطراب في خبر وفاتها هي و ابنها زيد: قال الطبري في ذخائر العقبي: «قال أبوعمر: ماتت أم كلثوم و ابنها زيد في وقت واحد... و صلي عليهما ابن عمر قدمه الحسن بن علي، فكانت بينهما سنتان فيما ذكروا، لم يورث أحدهما من الآخر، و قدم علي أمه مما يلي الامام، و قيل صلي عليهما سعيد بن العاص و خلفه الحسن و الحسين و أبوهريرة...» [730] .

و كل من أرخ وفاتها ذكر أن الذي صلي عليها عبدالله بن عمر أو سعيد بن العاص و الحسن و الحسين خلفهما.

مما يعني أنها ماتت في حياة معاوية، اذا أخذنا برواية سعيد بن العاص، فان سعيد بن العاص عزله معاوية عن المدينة سنة أربع و خمسين. قال ابن الأثير: و فيها[أي سنة أربع و خمسين]عزل معاوية سعيد بن العاص عن المدينة [731] .

و علي كلا الروايتين أنها ماتت في حياة أخويها الحسن و الحسين، الا أن أكثر مقاتل الحسين عليه السلام لكلا الفريقين، أجمعت علي أن أم كلثوم بنت علي كانت في واقعة الطف و كانت من جملة الأسري الذين حملوا الي يزيد بعد مقتل أبي عبدالله الحسين عليه السلام.


قال أبوالفرج الاصفهاني في مقاتل الطالبيين: «و حمل أهله[أي الحسين عليه السلام]أسري و فيهم عمر و زيد و الحسن بنو الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، و كان الحسن بن الحسن ابن علي قد ارتث جريحا فحمل معهم، و علي بن الحسين الذي أمه أم ولد و زينب العقيلة، و أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب و سكينة بنت الحسين...» [732] .

و هذه احدي الشواهد التي تؤكد علي اضطراب الحادثة و تشوشها، مما يريد الباحث اطمئنانا علي عدم قبول دعوي التزويج و كونها من نسج الوضاعين و القصاصين.

الشاهد السادس: أم كلثوم بنت أبي بكر هي التي خطبها عمر بن الخطاب: و لا نغفل عن حقيقة مهمة كانت سببا في الاضطراب و التخليط، و حاول فريق روائي متخصص استخدام حادثة خطبة عمر لأم كلثوم بنت أبي بكر، فنسبوها الي أم كلثوم بنت علي.

أي أن الذي خطبها عمر هي أم كلثوم بنت أبي بكر و ليست بنت علي كما يتوهم، فحاولوا الاستفادة من اتحاد الاسمين و نسبة حادثة الخطبة الي أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب.

قال ابن قتيبة في المارف: «و أما أم كلثوم بنت أبي بكر، فخطبها عمر الي عائشة، فأنعمت له، و كرهته أم كلثوم، حتي أمسك عنها! فتزوجها طلحة بن عبيدالله، فولدت له زكريا و عائشة. ثم قتل عنها فتزوجها عبدالرحمان بن عبدالله بن أبي ربيعة المخزومي» [733] .

و أرخ العمري الموصلي في الروضة الفيحاء قائلا:

«أم كلثوم بنت أبي بكر لما كبرت خطبها عمر من عائشة، فلما ذهب قالت الجارية: تزوجيني عمر، و قد عرفت خشونة عيشه، والله لئن فعلت لأخرجن الي قبر رسول الله صلي الله عليه و سلم لأصيحن به، انما أريد فتي من قريش يصب علي الدنيا صبا، فأرسلت عائشة الي عمرو بن العاص فأخبرته، فقال: أنا أكفيك، فذهب الي عمر، فقال: يا أميرالمؤمنين!


لو جمعت اليك امرأة. فقال: عسي أن يكون ذلك، قال: من ذكر أميرالمؤمنين؟ قال: أم كلثوم بنت أبي بكر، قال: ما لك و لجارية، سعي اليك اياها بكره عيش، فقال عمر: عائشة أمرتك بذلك؟ قال، نعم، فتركها فتزوجها طلحة بن عبيدالله، فولدت له زكريا و عائشة» [734] .

و في أعلام النساء لعمر رضا كحالة (ج 4 ص 250)، قال:[ثم ذكر كلامه كما ذكرناه].

و بعد هذا السرد الروائي، تبين لنا أن خطبة عمر لأم كلثوم لا تعدو عن كونها قضية متعلقة بأم كلثوم بنت أبي بكر، و استفاد البعض من اتحاد الاسمين فنسبوا الحادثة الي أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب عليه السلام، مما ساعد في اختلاط الأمر علي البعض فقبل القصة قبول المسلمات.

الشاهد السابع: أم كلثوم بنت جرول هي أم زيد بن عمر بن الخطاب: علي أنا نؤكد أن اضطراب المؤرخين ألجأهم الي التخليط في أم زيد بن عمر علي فرض وجوده، و لعل البعض خلط عليه الأمر بين اسم أم كلثوم و بين أم زيد بن عمر، و التي اسمها أم كلثوم أيضا، بل عمد البعض أن يشوش بين الأخبار ليقدم قصة تتشابه رموزها مع رموز قصة أخري، فيحدث الخلط فيما لو كان المؤرخ غير فطن تستغفلة الروايات الموضوعة، و بالفعل استطاع هؤلاء الرواة أن يخلطوا علي المغفلين في انتساب زيد بن عمر الي أم كلثوم بنت علي.

و الحقيقة التي لا مفر منها أن زيد - علي فرض وجوده - هذا أمه أم كلثوم بنت جرول ابن حالك بن المسيب بن ربيعة بن أصرم بن جبير بن حزام بن حبشية ابن سلول بن كعب بن عمر بن خزاعة. و هي بعد أم عبيدالله بن عمر، أي أن زيدا و عبيدالله أمهما أم كلثوم بنت جرول. قال الطبري: «زيد الأصغر و عبيدالله الذي قتل يوم صفين مع معاوية أمهما أم كلثوم بنت جرول... و كان الاسلام فرق بينها و بين عمر» [735] .


و مثله ابن الأثير في كامله [736] .

علي أنهم و لغرض تدارك الاضطراب بين شخصيتي زيد، عبروا بأن زيد هذا الذي أمه أم كلثوم بنت جرول هو زيد الأصغر، مما يعني أن زيدا الآخر هو زيد الأكبر كما عبروا عنه، و هو ابن أم كلثوم بنت علي عليه السلام، و هذا لا يتفق مع ما ذكروه، فان أم كلثوم بنت جرول أولدت زيدا في الجاهلية، و أن أم كلثوم بنت علي - كما هي دعواهم - أولدت زيد الأكبر ابان خلافة عمر، فكم الفارق بين الزيدين بعد ذلك؟ فكيف يكون المولود في الجاهلية هو الأصغر لاسيما قالوا أن الاسلام فرق بين عمر و بين أم كلثوم بنت جرول؟!

و هذا يعني أن زيدا هو واحد و ليس متعدد كما تدل عليه رواياتهم كثيرا، و ينسبون زيد الي عمر واحدا و ليس أكثر.

و قد ترجم لأم كلثوم بنت جرول أغلب المؤرخين و أشاروا الي أنها قد تزوجها عمر في الجاهلية و فرق الاسلام بينهما، و ممن أرخ لذلك:

1 - ابن حجر في الاصابة في تمييز الصحابة [737] .

2 - ابن سعد في طبقاته [738] .

3 - الطبري في تاريخه [739] .

4 - ابن الأثير في كامله [740] .

5 - ابن الجوزي في صفة الصفوة [741] .

6 - ابن شبة النميري في تاريخ المدينة المنورة [742] .


الشاهد الثامن: أسماء أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب: علي أنهم اختلفوا في اسم أم كلثوم بن علي بن أبي طالب عليه السلام، فبعض جعلها هي زينب بنت علي عليه السلام، كما أكده البعض فعنون اسم أم كلثوم بأنها زينب، فقال: خطبة أم كلثوم زينب بنت علي عليهاالسلام، و درج في بحوثه هكذا.

و المتتبع لمن كتب عن أم كلثوم، سيجد ثلاث شخصيات متعددة من بنات أميرالمؤمنين عليه السلام كل منها تسمي بأم كلثوم، فواحدة سميت أم كلثوم الكبري، و الثانية سميت أم كلثوم الصغري، و الثالثة سميت بأم كلثوم فقط، اضافة الي زينب، و معني ذلك أن أميرالمؤمنين عليه السلام عنده من البنات أربعة من فاطمة عليهاالسلام ثلاثة باسم أم كلثوم و واحدة تسمي زينب عليهاالسلام.

الا أن ذلك خلاف ما ترجمه أصحاب السير، فقد ذكروا أن لأميرالمؤمنين عليه السلام من فاطمة عليهاالسلام ابنتان أحدهما زينب و الأخري أم كلثوم، و هذا ما أكده الطبري في تاريخه، فقال: «فأول زوجة تزوجها فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم، و كان لها منه: زينب الكبري و أم كلثوم الكبري» [743] .

و الأمر الذي يدل عليه التحقيق و النظر، أن أم كلثوم هي واحدة و ليس أكثر كما توهم البعض، فجعل بنات علي ثلاث كل واحدة منها أم كلثوم، و أخذ يرتب بقوله الكبري و الوسطي و الصغري، و هو خلاف الحق.

الا أن النسابة العمري في المجدي قال: «ان أم كلثوم بنت علي من فاطمة عليهاالسلام، و اسمها رقية» [744] .

مع أن الروايات التي تحدثت عن زواج أم كلثوم بنت علي من عمر بن الخطاب تشير الي أنه أولدها بنت اسمها رقية، فكيف يتفق مع ما ذكره العمري في أنسابه و بين دعوي التزويج و انجاب اسمها رقية؟! و هذه احدي دلالات اضطراب الحادثة و تهافتها تماما.


الشاهد التاسع: دعوي أن أم كلثوم تزوجت بعون بن جعفر ثم محمد بن جعفر بعد وفاة عمر:[و نقده ذكرناه سابقا].

الشاهد العاشر: دعوي أن عمر كان زواجه بدافع النسب و السبب لقول رسول الله صلي الله عليه و آله: علي أن رواة هذه الحادثة ضمنوا احدوثتهم هذه بحديث نبوي كان سببا في رغبة عمر من الزواج لابنة علي، و ذلك بحجة قوله صلي الله عليه و آله: «كل نسب و سبب منقطع يوم القيامة الا نسبي و سببي و صهري»، فكان ذلك دافعا لطلب الخليفة هذا الزواج، و سببا في قبول علي من تزويج ابنته بعدما سمع من عمر أن دافعه هو علقة النسب و السبب برسول الله صلي الله عليه و آله.

الا أن ذلك لا يغني و ثاقة الحادثة شيئا، فالجميع بامكانهم أن يرغبوا من زواج الهاشميات و ليس لبني هاشم الحق في مدافعتهم وردهم و حرمانهم من علقة السبب و النسب برسول الله صلي الله عليه و آله، و اذا كان ذلك سببا في اندفاع الخليفة لطلب مثل هذا الزواج، فان الخليفة مسبوق بعلقة سبب برسول الله صلي الله عليه و آله و هي صماهرته من ابنته حفصة، اذ كانت حفصة تحت رسول الله صلي الله عليه و آله، و هذا كاف لأن يغني الخليفة عن مصاهرة أخري تربطه برسول الله صلي الله عليه و آله، و لكان عليا أولي بالاحتجاج بأن مصاهرة الخليفة لرسول الله صلي الله عليه و آله من ابنته حفصه احدي مصاديق الحديث المذكور، و لكان الهاشميون في مأمن من طلب الخليفة و مصاهرته من بناتهم، و هذا الأسلوب الذي ذكره القصاصون في زواج أم كلثوم يعني أن الحادثة التي بنيت حجتها علي الحديث المذكور واهية لا أساس لها من الصحة و الواقع.

الشاهد الحادي عشر: أن الخليفة لم يكن لديه رغبة في النساء: و اذا أضفنا شاهدا مهما آخر، سنجد أن قضية التزويج غير واقعة مطلقا، لتعذر الخليفة عن مقاربة النساء و قتذاك. فتقدم السن لدي الخليفة و انشغاله عن مترفات الحياة فضلا عما كان يعانية - كغيره ممن يتقدم بن السن - من ضعف في طاقته كما صرح به نفسه، يعد دليلا آخر علي عدم وقوع حادثة التزويج.

عن عاصم بن عمر، عن أبيه، قال: «ولو كان في أبيكم حركة الي النساء لم يسبقه أحد اليها» [745] . مما يعني أن الخليفة كانت لديه رغبة عن مقاربة النساء، فضلا عن كون


المصادر التاريخية لم تنقل لنا حادثة تسري الخليفة كما كان متعارفا و قتذاك أو تعدد أزواجه، و قد كان ذلك نمطا سائدا من الحياة العائلية التي يتخذها الأكثر، ذلك بدافع الانجاب فضلا عن مقتضيات المتعة الخاصة.

الشاهد الثاني عشر: أن قصة التزويج ذكرت منافية للثوابت الشرعية: و المتأمل في سرد قصة التزويج ليجد مخالفتها للشريعة واضحة، و منافاتها للأخلاق العامة صريحة، مما تؤكد أنها احدي محاولات الاساءة لأهل البيت عليهم السلام، و ذلك كفيل برد القصة و تكذيبها رأسا. و كلما تمعنت في مجريات القصة، اقشعر بدني و علمت أنها موضوعة للاساءة الي شرف ذلك البيت الطاهر الذي أذهب الله عنه الرجس و طهره تطهيرا.

فالقصة أوضحت كيفية بعث أم كلثوم الي عمر من قبل علي بن أبي طالب عليه السلام، و أنه عليه السلام أرسلها بعد أن أمر بتزيينها لعرضها علي عمر، و هي بعد لم تكن زوجته.

الشاهد الثالث عشر: مخالفتها للقواعد الأدبية و العرفية المتسالمة: أكدت روايات التزويج أن عليا عليه السلام كان كارها لخطبة عمر من ابنته، و كان عليه السلام يعتذر بما لا يقبل التشكيك من الطرف الآخر لقوله عليه السلام: «اني حبست بناتي علي بني جعفر»، كما هو صريح الرواية الاولي، و معلوم أن هذا الاعتذار ينهي أي احتمال آخر يحاوله الطرف الآخر بالتشبث و عدم التصديق، اذ المتعارف في زماننا هذا أن الولي اذا أراد أن يعتذر لخاطبي البنت فيما لم تتوفر لديه القناعة التامة بهذا المورد بأنه أوقف ابنته علي بني عمومتها لكونهم أحق بها عرفا، و لا مجال للطرف المقابل رد هذه الدعوي أو تكذيبها، اذ الأب سيغلق الطريق علي أي احتمال أو محاولة أخري. هذا ما تعارف في زماننا و في كل زمان، فكيف بزمان تسوده التقاليد القبلية الصارمة التي تبطش بأي تمرد يخرج علي أعرافها و التزاماتها؟ و هل من العرف الأدبي القبائلي أن يكرر عمر دعوته بعد أن سمع أن ابنة علي قد حبسها أبوها الي من هو أحق بها عرفا؟ و لا معني أن يشكك عمر في دعوي علي و كون بناته قد حبسهن الي بني جعفر، اذ يعد ذلك استهانة أدبية لاتغتفر عرفا و تجاوزا علي حرمات ذلك البيت، مما يعني أن الخطبة - لو حدثت من قبل عمر - فان اعتذار علي كونها محبوسة الي بني عمومتها كاف في انصراف عمر عن مسألة التزويج، فضلا عن اعتذاره بأنها صغيرة


لا تصلح للزواج، فلا معني لاصرار عمر علي أن يراها بنفسه حتي يصدق الأمر، فولاية علي علي ابنته لا زالت حاكمة علي رغبات عمر و تهديداته، و ولايته كذلك مانعة عن أن يتعرض عمر أو غيره لخطبة لم يكن الأب قد اقتنع بها بعد.

الشاهد الرابع عشر: أن القصة مخالفة لمقتضيات الظرف السياسي المتوتر: علي أن الاستقرار السياسي لظرف أعقب السقيفة، دفع برجالها أن يفكروا في حالة كان تعني الكثير لديهم، و هي محاولة تهدئة الأجواء المتوترة التي خلفتها زوابع ذلك اليوم العصيب، فبعد استتباب الأمر لديهم، وجدوا أن حالة عدم الرضا و التوجس تسود أجواء المدنيين الأنصار و تزحف الي محافل المكيين من أهل الهجرة، و تربض علي صدور الخزرج بعد مدافعة الأوسيين لهم عن الخلافة و اعطاء البيعة للأدنين من المكيين يعد أن كادت تستقر في حوزتهم، و وجدوا الأوس أنهم قد غلبتهم منافستهم فأخرجوها من بني عمومتهم الخزرج الي المهاجرين من تيمها وعديها، و رزحوا هم تحت سلطة أهل المهاجرة غرباء في مدينتهم، أذلاء في أهليهم، و الهاشميون لا زالت أنوفهم تزكمها أغبرة ذلك اليوم الهائج بمناورات البيعة، و دمائهم لا تزال فيها حرارة غليان الوجد و التصبر، و هم يرون تراثهم في علي تتناهبه الأهواء، و لا يزال كل هاشمي موتورا قد أخفي لظاه تحت رماد المجاملات الظاهرية التي اقتضتها ظروف علي مداريا مصلحة الاسلام و وحدة الأمة.

و في علي كل هذا و ذاك، فهو يستشعر هواجس المدنيين الخزرج مما أخلفته سذاجة الأوس للوقيعة في أهليهم، فأخرجوها بعد أن رضوا تابعين، و أبعدوها متبوعين.

و الأوس تؤرقهم نزوة البطش ببني عمومتهم الخزرج، فتحكمت فيهم حماقة القبلية، فصاروا تحت ذل البيعة أذلاء يتخطفهم الناس من كل جابن. و علي بعد هذا ينظر الي الهاشميين مشفقا عليهم غلبة التنازع بعد أن أودي لزومهم لطاعة سيدهم عليا كل ما كان يجول في خواطرهم أسيادا متبوعين، فصاروا رعايا تابعين. و علي في كل ذلك قد رضي التصبر و هو علي سلامة من دينه، مؤثرا ما أوصاه رسول الله صلي الله عليه و آله من لزوم الصبر، اذ لا مندوحة من السكوت و في الدين بقية أهون عليه من ذهاب الدين و أهله.

هذه حدود العلاقة بين أهل البيعة من السقيفة و بين أهل المدينة و غيرها من رعاياهم،


و هذا لا يعني الا كون الهدنة بينها و بينهم قائمة ما لم يكن هناك ما يسي ء الي تلك الهدنة من تخطي المحذور أو تجاوز ما حددته ظروف الفريقين.

و لم تقتصر هذه الحالة المريبة المتوجسة الي بعيد البيعة من السقيفة، بل تمتد الي عهدي الشيخين حتي عقد من خلافة الثالث، فلما تجاوز ما حددته ظروف الفريقين من الهدنة، ثارت عليه رعايا المسلمين فقتلوه رافضين.

هذا ما أمكن تمهيده من امكانية معايشة الشيخين مع الكتل السياسية المتذمرة، فكيف بعلي و هي تجده مغصوب التراث مغبون البيعة موهون الصفقة، يري أن سكوته تصبر و معايشته هدنة، و هو بعد ذلك لا يتحمل غير ما تقتضيه المصلحة من السكوت، و لا يطيق أن يكون مهددا من قبل غيره في فرض أمر غير راضيه.

و اذا كان الأمر كذلك، فما معني أن يهدد الخليفة عليا اذا هو لم يزوجه ابنته من فاطمة، و علي أحري أن يستشعر من القوم غير الهدنة و أن يلتمس غير الموادعة، فيثأر لما كان عليه القوم و يدفع عن نفسه ما لا يرتضيه، و هو ما أشار اليه جعفر بن محمد الصادق عليه السلام بقوله حينما سئل عن زواج أم كلثوم من عمر، فقال: «سبحان الله، ما كان يغدر أميرالمؤمنين عليه السلام أن يحول بينه و بينها فينقذها؟» [746] و هو قول يؤكد عدم وقوع الحادثة، فضلا عن مراعاة عمر لذلك الظرف المتوتر، و مداراته لعلي و هو شيخ المعارضة و سيدها، فكان يشهد بفضله و سابقته و علمه، و كان يكرر مقولته المشهورة: «لولا علي لهلك عمر» [747] و عن أبي سعيد الخدري، قال: «قال عمر: أعوذ بالله أن أعيش في يوم لست فيه يا أباالحسن» [748] .

أي أن طلب الخليفة و الحاحه في زواجه من ابنة علي لا يتناسب مع الحالة المتوترة التي تتطلب مداراة علي و مراعاة الهاشميين و تخفيف فورة الأنصار المغلوبين.


فان قلنا أن عمر قد دافع عليا في أخذ الرضا من زواجه علي ابنته كرها، فهذا ما لا يسمح مع ما قدمناه من التوتر و حالة التوجس التي يعيشها الخليفة في منصبه بين معارضيه، و اذا قلنا كان قد أعطي ابنته عن طيب نفس مقتنعا، فما معني التقارب و هو لا يزال يري تراثه نهبا، فصبر و في العين قذي، و في الحلق شجي [749] .

و بعد هذا العرض من مداخلات القضية التي تستوقف الباحث ليمعن التحقيق في دعوي التزويج، يجد أن حيثيات الحالة التي كان يعيشها الهاشميون مع الخليفة و ما صاحبها من توجس الطرفين لا تسمح بقيام أدني احتمال لوجود مصاهرة من هذا القبيل، بل لعلها لا تدور في خلد الخليفة و هو يري أن علاقته مع الهاشميين تدور علي مدار التسليم لشرعية هذه الخلافة التي طالما كانت سببا في اخفاق أية محاولة تقريب بين الطرفين، فالهاشميون سكتوا عن تراثهم مغصوبا لمصلحة الاسلام و سلامته، و هو ما أكده شيخهم علي بن أبي طالب عليه السلام، و دعاهم الي التصبر ريثما تستدعي الظروف الي تصفية الحسابات و ايقاف هذا الهدر للشرعية الالهية المتمثلة بوصيته الالهية من قبل رسول الله صلي الله عليه و آله. و أهل السقيفة لا تخفي عليهم ما تضمره صدور الهاشميين من عدم الرضا و التسليم لقرارات البيعة، فهم يتحسبون أن ينقض عليهم الهاشميون و من خالفهم، فمتي يتم في مثل هذه الظروف توطئة التعايش و التوافق؟! و اذا كان الأمر كذلك، فمتي تتم امكانية هكذا مصاهرة بين قطبين متعارضين لم يتفقا بعد بل لم يتوافقا أصلا؟!

محمدعلي الحلو، كشف البصر، /74 - 48

الروايات الواردة عن طرق الشيعة، و يمكننا الآن أن نناقش في سندها لمعرفة طرقها الصحيحة و السقيمة لامكانية طرحها أو الاستدلال بها.

أولا: مناقشتها سندا

1 - ما رواه الشيخ في التهذيب ج 363 - 362/9، عن محمد بن أحمد بن يحيي، عن جعفر بن محمد القمي، عن قداح، عن جعفر، عن أبيه عليهماالسلام...


1- جعفر بن محمد القمي، مجهول و هو متحد مع جعفر بن محمد الأشعري المجهول أيضا، و مع جعفر بن محمد بن عبيدالله كذلك مجهول [750] .

2- قداح: مهمل، لم تتعرض الكتب الرجالية لذكره.

فالرواية ضعيفة بجعفر بن محمد القمي المجهول، و قداح المهمل، عندها لا يمكن الاحتجاج بها.

هذه ضعيفة بجعفر بن محمد القمي، و لا يمكن الاحتجاج بها. أما دلالة فقد أثبتنا عدم صحة وجود زيد بن عمر الملقب بالأكبر، و انما هذه تسمية زيد بن عمر و أمه أم كلثوم بنت جرول، و مع ذلك فان زيد بن عمر حتي المتولد من أم كلثوم بنت جرول لم تذكره المصادر التاريخية أو الرجالية و لم ترد عنه أدني قضية تؤيد وجود مثل هذه التسمية دون أولاد عمر الآخرين الذين تحدثت عنهم المصادر التاريخية و روت لنا مصادر الحديث بعض مروياتهم.

2- ما رواه صاحب الوسائل ج 14 ص 217، عن علي، عن أبيه[ابراهيم بن هاشم]، عن ابن أبي عمير، عن هشام، عن أبي عبدالله عليه السلام...

الرواية معتبرة، و رجالها اماميون ثقاة الا ابراهيم بن هاشم الذي لم يذكر توثيقه صراحة، الا أنه لا ينبغي الشك في وثاقته، فهو أول من نشر حديث الكوفيين بقم، روي عنه ابنه أكثر رواياته و قد نص علي وثاقة ابنه علي، فضلا عن تلقي رواياته من قبل الأصحاب بالقبول و الاطمئنان و تحققهم في عدالته علي وجه لا يقبل الشك فيه.

فالرواية معتبرة و يمكن الاحتجاج بها.

ذكرت هذه الرواية أن العباس أتاه فأخبر أميرالمؤمنين عليه السلام برغبة عمر في الزواج، و طلب منه أن يجعل أمر ذلك اليه، فجعله اليه.


و الرواية قاصرة عن اثبات المدعي، و هو ايقاع العقد و النكاح. فجعل الأمر الي العباس لا يعني أكثر من تفويض أميرالمؤمنين عليه السلام الأمر الي العباس، و هي غير صريحة بايقاع العقد من قبل العباس، اذ الرواية تشير الي أن أميرالمؤمنين فوض الأمر الي عمه دون التصريح بتوكيله في اجراء عقد النكاح، فلعل العباس كان وسيطا في اقناع عمر في الانصراف عما عزم عليه من خطبة أم كلثوم و نقل عدم رغبة علي في الاجابة، و لا تعني أكثر من ذلك، و هي شبيهة بالرواية التي مرت في مرويات أهل السنة من أن عائشة حينما بلغها رغبة عمر في خطبة أختها أم كلثوم و أساءها ذلك، فوضت الأمر اي عمرو ابن العاص أو المغيرة بن شعبة علي - كلا الروايتين - في اثناء عمر عن عزمه، فتفويض الأمر الي العباس لا يعدو عن دور الوسيط في اثناء عمر عما عزم عليه من الخطبة و لا يعني أكثر من ذلك.

و الرواية غير صحيحة الدلالة في جريان العقد أو وقوعه من قبل العباس.

3- ما رواه الكليني في الفروع ج 5 ص 346، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله عليه السلام...

الرواية صحيحة لتوثيق رجالها.

هي نفس دلالة الرواية الثانية، بل لعلها أصرح فيما قررناه من أن العباس حينما سمع تهديد عمر، صار وسيطا في حل النزاع و تسكين فورة عمر، و ذلك بنحو من أنحاء الاقناع، اما بالاعتذار، كون أم كلثوم كارهة لهذا العقد و غير راغبة فيه، أو لكون بني هاشم غير راضين من طلب عمر و ستكون الخطبة علي حساب علاقة الهاشميين المتوترة التي يحاول الخليفة تحاشيها و عدم اثارة أية قضية ضده و هو لا يزال محتاجا الي تهدئة خواطر المعارضة الهاشمية كما ذكرناه.

لذا علق المجلسي في مرآة العقول بأن الخبر لا يدل علي وقوع التزويج [751] .


4- ما رواه الكليني في الفروع ج 5، ص 346، عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن أبي عمير، عن هشام بن سالم و حماد، عن زرارة، عن أبي عبدالله عليه السلام...

فالرواية مقبولة لابراهيم بن هاشم، و ان هي في عداد الصحيح لتسالم الأصحاب علي حسن حال ابراهيم بن هاشم و مدحه.

لا تدل علي التزويج كذلك، بل هي في صدد محاكاة ظاهر ما ترائي للناس وقوعه، و حكاية ما ادعي أن أم كلثوم تزوجها عمر كما زعمه البعض أو تخيل لآخرين.

فقوله عليه السلام «فرج غصبناه ظاهرا»، و كون اغتصاب الفرج معلق علي صحة دعوي التزويج، لكان ذلك فرج غصبناه، و هذا لا يعني وقوع التزويج بعد تعليق غصبية الفرج علي وقوعه حقيقة.

و هذا ما أشار اليه المجلسي رحمه الله في مرآة العقول بقوله: فالمعني غصبناه ظاهرا و بزعم الناس ان صحت تلك القصة [752] .

5- ما رواه الكليني في الفروع من الكافي ج 6، ص 116 - 115، عن محمد بن يحيي و غيره، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد،عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد، قال: سألت أباعبدالله عليه السلام...

الرواية صحيحة لتوثيق رواتها الاماميين.

6- ما رواه الكليني في الفروع ج 6 ص 115، عن حميد بن زياد، عن ابن سماعة، عن محمد بن زياد، عن عبدالله بن سنان و معاوية و عمار، عن أبي عبدالله عليه السلام...

1- حميد بن زياد: ثقة واقفي كان وجها في الواقفة [753] . و قال في تنقيح المقال: أن النجاشي قال انه واقفي و قد أثبته في الضعفاء [754] .

الا أن ظاهرهم علي توثيقه و ان كان وجها من وجوه الواقفة.


2- ابن سماعة: و هو الحسن بن محمد بن سماعة: من شيوخ الواقفة، كثير الحديث، فقيه ثقة، و كان يعاند في الوقف و يتعصب [755] .

فالرواية موثقة لتوثيق بعض رواتها بالرغم من كونهم غير اماميين كالحسن بن سماعة الواقفي، و حميد بن زياد الواقفي.

7- ما رواه القطب الراوندي، عن الصفار باسناده الي عمر بن أذينة.

لم يوثق السند لمجاهيل بعض رجاله.

و كلاهما [الروايتان 5 و 6] تشيران الي حكم المعتدة أين تعتد، ثم استدلت بحادثة أم كلثوم حينما اعتدت في بيت أبيها بعد وفاة عمر.

و الروايتان لا تدلان مطلقا علي صحة وقوع الزواج، و ذلك ببيان يحتاج الي مقدمتين.

المقدمة الاولي: ذهب أكثر الجمهور - غير الامامية - الي وجوب اعتداد المتوفي عنها زوجها في بيت الزوج، و لم يجوزوا خروجها الا لضرورة تجلئها، أو عدم نفقة تحيف بها، و اشترطوا في موارد الضرورة الخروج نهارا و العود اليه ليلا، أي أن لا تبيت عن بيت زوجها.

و استدل لذلك بعدة روايات توجب عدم المبيت في غير بيتها و عدم خروجها منها: «عن سعد بن اسحاق بن كعب بن عجرة، عن عمته زينب بنت كعب بن عجرة، أن الفريعة بنت مالك بن سنان، و هي أخت أبي سعيد الخدري، أخبرتها أنها جاءت رسول الله صلي الله عليه و سلم تسأله أن ترجع الي أهلها في بني خدرة، و أن زوجها خرج في طلب أعبد له أبقوا حتي اذا كان بطرف القدوم لحقهم فقتلوه، قالت: فسألت رسول الله صلي الله عليه و سلم أن أرجع الي أهلي، فان زوجي لم يترك لي مسكنا يملكه و لا نفقة، قالت: فقال رسول الله صلي الله عليه و سلم: نعم. قالت: فانصرفت حتي اذا كنت في الحجرة (أو في المسجد) ناداني رسول الله صلي الله عليه و سلم (أو أمر بي فنوديت له)، فقال: كيف قلت، قالت: فرددت عليه القصة التي ذكرت له من شأن زوجي، قال: امكثي في بيتك حتي يبلغ الكتاب أجله، قالت: فاعتددت فيه أربعة أشهر


و عشرا، قالت: فلما كان عثمان، أرسل الي فسألني...» [756] .

قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح، و العمل علي هذا الحديث عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلي الله عليه و سلم و غيرهم لم يروا للمعتدة أن تنتقل من بيت زوجها حتي تنقضي عدتها، و هو قول سفيان الثوري و الشافعي و أحمد و اسحاق» [757] .

و قد علق ابن العربي المالكي في عارضة الأحوذي علي الحديث بقوله: «و القرآن يعضد ذلك الحديث، فان الله قد أوجب التربص علي المتوفي عنها زوجها فما الي اخراجها سبيل، و قد مضي به عمر بن الخطاب و كان يرد المعتدات من طريق الحج الي المدينة» [758] .

و ذهب بعضهم الي جواز خروج المتوفي عنها زوجها و أن تعتد حيث تشاء، لرواية لهم في ذلك، و هي ما رواها جملة منهم، فقد رووا عن الحسن عن علي، أنه نقل أم كلثوم ابنته حيث أصيب عمر فنقلها في عدتها [759] .

و ممن روي ذلك:

1- ابن عبدالبر في التمهيد [760] .

2- ابن أبي شيبة في مصنفه [761] .

3- عبدالرزاق في مصنفه [762] .

4- بدائع الصنائع [763] .

5- سنن البيهقي [764] .


و هذا دليل من جوز خروج المعتدة و أنها تعتد حيث شاءت، و هو مذهب عائشة و ابن عباس و جابر بن زيد و الحسن و عطاء، ثم رووا ذلك عن علي و جابر و عبدالله.

الا أن الأكثر علي عدم الخروج، و دليلهم ما تقدم من رواية الفريعة بنت مالك، حتي أنهم تشددوا في ذلك و رووا أن عمر كان يرد المتوفي عنها زوجها من البيداء و يمنعها الحج.

المقدمة الثانية: دأب الأئمة عليهم السلام في اثبات بعض الأحكام، الي الاستدلال بأدلة الخصم لالزامهم بحجتهم، أي الزامهم ما ألزموا به أنفسهم، مع أن الدليل الذي يحتج به الامام عليه السلام علي خصمه لم يثبت من طرقهم صلوات الله عليهم أو له دلالة أخري غير ما يستدل فيه من قبلهم، و لهذا الأسلوب من المحاججة كثيرة مواردها منها: «ما رواه عبيد بن زرارة، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: اني لذات يوم عند زيد بن عبدالله، اذ جاء رجل يستعدي علي أبيه، فقال: أصلح الله الأمير! ان أبي زوج ابنتي بغير اذني، فقال زياد لجلسائه الذين عنده: ما تقولون فيما يقول هذا الرجل؟ فقالوا: نكاحه باطل، قال: ثم أقبل علي فقال: ما تقول يا أباعبدالله، فلما سألني أقبلت علي الذين أجابوه، فقلت لهم: أليس فيما تروون أنتم عن رسول الله صلي الله عليه و آله أن رجلا جاء يستعديه علي أبيه في مثل هذا، فقال له رسول الله صلي الله عليه و آله: أنت و مالك لأبيك؟ قالوا: بلي، فقلت لهم: فكيف يكون هذا و هو و ماله لأبيه لا يجوز نكاحه؟ قال: فأخذ بقولهم و ترك قولي» [765] .

فالامام عليه السلام استدل علي صحة مثل هذا النكاح بما رووه عن رسول الله صلي الله عليه و آله بقوله لمن يستعدي عي أبيه «أنت و مالك لأبيك»، أي ليس للولد ارادة مع ارادة أبيه، فكأن الأب يملك ارادة ولده، و من هذه الموارد فيما لو زوج الأب ابنة ابنه دون رضا الأب، فلا مكان لممانعة الأب، و ذلك لا يبطل صحة النكاح. فصحة النكاح استدل عليها الامام عليه السلام بدليل لهم يلزمهم الحجة، مع أن هذا الدليل «أنت و مالك لأبيك»، لم يعمل الأئمة عليهم السلام و شيعتهم بظاهره، و قد أشار اليه الامام عليه السلام كذلك بقوله: «أليس فيما تروون أنتم عن رسول الله صلي الله عليه و آله؟» كما أن هذه الرواية لو صحت سندا، فانها لا تعدو عن اثبات


حكم أخلاقي أدبي و ليس هو اعدام لارادة الابن و نفي لتصرفاته مقابل تصرفات الأب و ارادته، و أقصي ما يثبته هو مراعاة ارادة الأب و احترامها، و أن لا تعدو ارادة الابن علي ارادة أبيه، و ليس أكثر من ذلك.

اذا عرفت ما تقدم فنقول: ان الروايتين الخامسة و السادسة و اللتان تحدثتا عن أن المتوفي عنها زوجها تعتد حيث شاءت، و أن عليا لما مات عمر أتي أم كلثوم فأخذ بيدها فانطلق الي بيته.

لا يعني اثبات حادثة زواج أم كلثوم، بل غاية ما هناك أن الامام عليه السلام أراد اثبات حكم يخالف أهل السنة في قولهم بعدم جواز اعتداد المرأة في غير بيت زوجها، حيث أثبت خلاف ذلك، و هو جواز أن تعتد المرأة حيث تشاء، و استدل بذلك بما رووه القوم من أن علي انطلق بأم كلثوم بعد وفاة عمر - و هي الرواية التي رواها البيهقي و غيره، و قد أشرنا اليها في المقدمة الاولي - لذا فان الامام عليه السلام أثبت حكما يخالف العامة و استدل بحجتهم، و لا يعني بالضرورة اذعانه بهذا الدليل، اذ دأب العقلاء طرا علي محاججة الخصم بحجته دون الاقرار أو الاعتقاد بما ذهب اليه الخصم بل ارادتهم خصمهم ما ألزم به نفسه.

و الرواية من هذا القبيل، و ليس فيها ما يؤكد علي اقرار الامام عليه السلام أو روايته لحادثة الزواج، و دليل ذلك أن رواية انطلاق علي عليه السلام بأم كلثوم الي بيته جاءت جملة استئنافية بعد تشييده لحكم جواز المعتدة حيث شاءت، فقال: أن عليا عليه السلام لما مات عمر أتي أم كلثوم، فأخذ بيدها فانطلق الي بيته.

هذا مفاد الروايتين، و القرائن المتقدمة شاهدة علي ارادة المعني بعد ابطال حادثة الزواج من طرق أهل السنة فضلا عن طرق الامامية.

و بذلك فلم تصمد جميع الروايات علي اثبات حادثة الزواج، بل هي احدي القضايا الموضوعة شأن ما وضع علي أهل البيت عليهم السلام للوصول الي مآرب ذكرناها في التمهيد المتقدم.


و مما يؤيد علي نفي حادثة الزواج، ما رواه القطب الراوندي، عن الصفار، باسناده الي عمر بن أذينة، قال:[ثم ذكر كلامه كما ذكرناه].

و رواها المجلسي في مرآة العقول عن طريق آخر، فقال: «و ذكر السيد العالم بهاءالدين علي بن عبدالحميد الحسيني في الأنوار المضيئة مما جاز لي روايته عن الشيخ محمد بن محمد بن النعمان، أرفعه الي عمر بن أذينة... و ساق الحديث بطوله» [766] .

ومما يؤيد ما نذهب اليه علي نفي حادثة زواج أم كلثوم، ما أكده الشيخ المفيد قدس سره في المسائل السروية بقوله:[ثم ذكر كلام الشيخ المفيد كما ذكرناه].

و بعدما عرفته من شيخنا المفيد أعلي الله مقامه، و ما سبق كلامه الشريف من تضعيف روايات التزويج سندا أو دلالة و سندا، فلا يبقي مجال لاثارة مثل هذه الموضوعات.

و ماذا عن موقف أئمة أهل البيت عليهم السلام من خبر التزويج؟ و لموقف الأئمة عليهم السلام من قضية خبر التزويج موقفهم الحاسم في هذا الأمر سلبا أو ايجابا، نفيا أو تصديقا، فلم نعهد آل البيت عليهم السلام ما يمكن أن يكون الفصل في هذا الأمر، فبامكان أهل البيت عليهم السلام أن يجعلوا هذه القضية احدي موارد مظلوميتهم اذ أن وقائع الزواج و بهذه الكيفية من التهديد ما يثير شجونهم عليهم السلام فضلا عن أحاسيس شيعتهم.

فلم يعهد من الامام أميرالمؤمنين عليه السلام اشارة و لو من بعيد عند اظهار مظلوميته التعرض الي خبر التزويج الذي أخضعه التهدد الي القبول به. بل لم يعهد من أئمة آل البيت عليهم السلام جميعا للتعرض الي هذه الحادثة أبدا، عدا ما عهد عن الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام في خبر التزويج، و المتابع لأحاديث الامام الصادق عليه السلام، يجدها اجابة علي تساؤل أو ردعا لشبهة طرأت في أذهان الآخرين، و اذا تحرينا ذلك، فان أمرا مهما ستثيره هذه الظاهرة - اقتصار خبر التزويج علي روايات الامام الصادق عليه السلام فقط - و هي أن خبر التزويج علي ما يبدو قد أثير أيام الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، و كان في


وقته مثار جدل و مناقشة، لذا فرواية القطب الراوندي التي تصرح بقول السائل: ان الناس يحتجون علينا و يقولون: ان أميرالمؤمنين عليه السلام زوج فلانا ابنته أم كلثوم... يؤكد أن القضية قد افتعلت أيام الامام الصادق عليه السلام، و قد كانت احدي محاولات الخصم في الرد علي حركة الامام عليه السلام الآخذة بالامتداد، محاولة لايقاف مد المذهب الامامي ابان عهده المبارك، فحاول الخصم اثارة أمثال هذه الموضوعات.

و اذا استقصينا وقائع الأحداث لمظلومية أهل البيت عليهم السلام، و قد استعرضها الأئمة الأطهار عليهم السلام، لم نجد لهذه الحادثة من ذكر. فمظلومية الزهراء عليهاالسلام و ابتزاز أميرالمؤمنين عليه السلام حقه و انتزاء معاوية علي دست الحكم و مصرع الحسين عليه السلام، احدي المفردات التي أثارها آل البيت عليهم السلام في مناسبات عدة، في حين لم تلحظ هذه الحادثة بأهمية أهل البيت عليهم السلام و هم في صدد استعراض ما جري عليهم.

و اذا كان حال أئمة آل البيت عليهم السلام هذا، فان شيعتهم كذلك لم يعهد عنهم ما يستحق ذكره في هذا الخصوص، و الا فان مثل هذا الحديث سبب في اثارة عواطف الناس و استجلاب مشاعرهم، و ذلك حين محاججتهم مع خصومهم.

و لو كان للحادثة أدني ذكر، لما غفل شيعة أهل البيت عليهم السلام عن ذكرها و الاستشهاد بها كاحدي ما جري علي البيت العلوي الطاهر من محن و أحداث. و ما تجده من ردود علماءهم الأبرار، انما هو في حدود الرد علي شبهة يثيرها الخصم و ينتزعها بملاحاته و لجاجته.

محمدعلي الحلو، كشف البصر، /94 - 78



پاورقي

[1] [الي هنا لم يرد في تاريخ دمشق].

[2] [حکاه عنه في کنز العمال و منتخبه و زاد فيه: و رواه (عدهق) عن أسلم (ش)، و رواه (کر) عن أنس و جابر].

[3] [حکاه في الوافي و زاد في کنز العمال و منتخبه: و رواه ابن راهويه مختصرا و رواه (ص) بتمامه].

[4] [الأعيان: فقال: رفئوني، فرفئوه و قالوا: ممن يا أميرالمؤمنين؟ قال: بابنة علي بن أبي‏طالب].

[5] [الأعيان: فقال: رفئوني، فرفئوه و قالوا: ممن يا أميرالمؤمنين؟ قال: بابنة علي بن أبي‏طالب].

[6] [حکاه في الوافي و زاد في کنز العمال و منتخبه: و رواه ابن راهويه مختصرا و رواه (ص) بتمامه].

[7] [حکاه عنه في کنز العمال و منتخبه و زاد فيه: و رواه (عدهق) عن أسلم (ش)، و رواه (کر) عن أنس و جابر].

[8] [تاريخ دمشق: علمت].

[9] [الأعيان: ثم ذکر أنه].

[10] [الأعيان: ثم ذکر أنه].

[11] [الأعيان: فطوي و أرسله معها و أرسل اليه].

[12] [الأعيان: فطوي و أرسله معها و أرسل اليه].

[13] [الأعيان: فقال: قد رضينا].

[14] [الأعيان: فقال: قد رضينا].

[15] [لم يرد في الأعيان].

[16] [لم يرد في الأعيان].

[17] [الأعيان: و ان زيد و أم‏کلثوم ماتا].

[18] [لم يرد في تاريخ دمشق و الافحام].

[19] [الأعيان: و ان زيد و أم‏کلثوم ماتا].

[20] [لم يرد في تاريخ دمشق و الافحام].

[21] [الأعيان: و في رواية].

[22] [تاريخ دمشق: و نا يعقوب، نا عبدالله، نا رزين يباع الرمان، عن الشعبي، قال: صلي ابن‏عمر علي زيد بن عمر و أمه أم‏کلثوم بنت علي و ثم حسين بن].

[23] [تاريخ دمشق: و نا يعقوب، نا عبدالله، نا رزين يباع الرمان، عن الشعبي، قال: صلي ابن عمر علي زيد بن عمر و أمه أم‏کلثوم بنت علي و ثم حسين بن].

[24] [الي هنا حکاه عنه في افحام الأعداء و الخصوم].

[25] [الأعيان: و في رواية].

[26] [الي هنا حکاه عنه في الأعيان].

[27] [لم يرد في تاريخ دمشق].

[28] [لم يرد في تاريخ دمشق].

[29] [أضاف في السير: أخوها].

[30] [لم يرد في السير].

[31] [لم يرد في السير].

[32] [لم يرد في السير].

[33] [السير: فحضروا].

[34] [السير: فحضروا].

[35] [السير: سأکفيک].

[36] [السير: سأکفيک].

[37] [السير: قال: نعم، قال:].

[38] [السير: قال: نعم، قال:].

[39] [لم يرد في السير].

[40] [لم يرد في السير].

[41] [جاءني هامشه حکاه عن مختصر ابن‏منظور، 313/9].

[42] [في تاريخ دمشق مکانه: أخبرنا أبوبکر محمد بن عبدالباقي: أنا الحسن بن علي، أنا أبوعمر بن حيويه، أنا أحمد بن معروف، نا الحسين بن محمد بن الفهم، أنا محمد بن سعد، قال: في تسمية ولد عمر بن الخطاب، قال: زيد...].

[43] [الي هنا حکاه في تاريخ دمشق و زاد فيه: في نسخة ما شافهني به أبوعبدالله الأديب، أنا أبوالقاسم ابن مندة، أنا أبوعلي اجازة ح].

[44] [في المستدرک مکانه: حدثنا الحسن بن يعقوب و ابراهيم بن عصمة العدلان، قالا: ثنا السري بن خزيمة، ثنا...].

[45] (ي): واشد.

[46] (ي): وهب.

[47] [الي هنا لم يرد في ذخائر العقبي و تاريخ الخميس].

[48] [في التلخيص مکانه: جعفر بن محمد عن أبيه عن جده: أن...].

[49] [لم يرد في التلخيص].

[50] [لم يرد في التلخيص].

[51] [التلخيص: لأرصدها].

[52] [لم يرد في ذخائر العقبي، و زاد في المستدرک و التلخيص: عبدالله بن].

[53] (ي): و الأنصار.

[54] (ي) و[ذخائر العقبي و تاريخ الخميس: بم].

[55] [لم يرد في التلخيص].

[56] [لم يرد في التلخيص].

[57] [في ذخائر العقبي و تاريخ الخميس: ثم ذکر معني ما تقدم الي قوله الا سببي و نسبي و زاد:].

[58] [لم يرد في التلخيص].

[59] [لم يرد في التلخيص].

[60] [في ذخائر العقبي و تاريخ الخميس: ثم ذکر معني ما تقدم الي قوله الا سببي و نسبي و زاد:].

[61] [زاد في المستدرک: هذا حديث صحيح الاسناد و لم يخرجاه، و زاد في التلخيص: صحيح (قلت) منقطع].

[62] اسناده ضعيف جدا لأجل الکديمي محمد بن يونس، و فيه بشر بن مهران، الخصاف، و هو ضعيف، اقل ابن أبي‏حاتم في الجرح (379: 1: 1): ترک أبي حديثه و أمرني أن لا أقرأ عليه حديثه، و سماه بشيرا، و ذکره ابن‏حبان في الثقات و قال: روي عنه البصريون غرائب.

و ذکره المحب الطبري في ذخائر العقبي (ص 169 ، 121) عن عمر، و نسبه لأحمد في المناقب. و أخرج ابن‏سعد (464: 8) نحوا منه، و الشطر الأخير أي (کل ولد أب) أخرجه الخطيب (285: 11) و ابن الجوزي في العلل (258: 1) من طريق شيبه ابن‏نعامة، و الطبراني عن فاطمة الکبري نحوه، قال الهيثمي: رواه الطبراني و أبو يعلي و فيه شبيبة بن نعامة و لا يجوز الاحتجاج به. مجمع الزواء (173: 9).

و أخرجه الطبراني عن شيخه محمد بن زکريا الغلابي ثنا بشر، کما ذکره الألباني في الضعيفة (212: 2) و محمد بن زکريا کذاب.

[63] [في معرفة الصحابة و جواهر العقدين مکانهما: حدثنا أحمد بن جعفر، ثنا محمد بن يونس، ثنا...].

[64] [الي هنا لم يرد في کنز العمال و منتخبه].

[65] (ي): علي[لم يرد في الطرائف].

[66] [زاد في الطرائف: له].

[67] [في الطرائف و العمدة: أکن أريد].

[68] [في الطرائف و العمدة: أکن أريد].

[69] [في الصواعق المحرقة و الافحام مکانها: بل صح عن عمر أنه خطب أم‏کلثوم من علي فاعتل بصغرها و بأنه أعدها لابن أخيه جعفر، فقال له: ما أردت الباءة...].

[70] [في الطرائف و جواهر العقدين و الصواعق المحرقة: لکن].

[71] [الطرائف: حسب... حسبي].

[72] [الصواعق المحرقة: ينقطع].

[73] [الطرائف: حسب... حسبي].

[74] (أي) و کل.

[75] [في الطرائف و العمدة: قوم].

[76] [في الصواعق المحرقة و الافحام: بني أنثي].

[77] [لم يرد في کنز العمال و منتخبه].

[78] [في الطرائف و العمدة: قوم].

[79] [في الصواعق المحرقة و الافحام: بني أنثي].

[80] [أضاف في تاريخ دمشق: أخبرنا أبوالحسين بن الفرا، و أبوغالب، و أبوعبدالله، ابنا البنا، قالوا: أنا أبوجعفر بن المسلمة، أنا أبوطاهر المخلص، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بکار، قال في تسمية ولد فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم، قال:].

[81] [تاريخ دمشق: نسب].

[82] [تاريخ دمشق: نسبي].

[83] [تاريخ دمشق: تزوج رقية بنت عمر ابراهيم بن نعيم ابن...، فماتت عنده و لم يترک ولدا، و قتل زيد بن عمر قتله خالد بن أسلم مولي آل عمر بن الخطاب خطأ، و لم يترک ولدا و لم يبق لعمر بن الخطاب ولد من أم‏کلثوم بنت علي [4657]].

[84] [تاريخ دمشق: تزوج رقية بنت عمر ابراهيم بن نعيم ابن...، فماتت عنده و لم يترک ولدا، و قتل زيد بن عمر قتله خالد بن أسلم مولي آل عمر بن الخطاب خطأ، و لم يترک ولدا و لم يبق لعمر بن الخطاب ولد من أم‏کلثوم بنت علي [4657]].

[85] في الأصل «بن» بدل «ثم» و هو سهو.

[86] [في الصحيح ج 5 مکانه: حدثنا يحيي بن بکير، حدثنا الليث، عن يونس... و في حلية الأولياء: حدثنا أبوبکر بن خلاد، ثنا أحمد بن ابراهيم بن ملحان، ثنا ابن بکير، حدثني الليث بن سعد، حدثني يونس بن يزيد...].

[87] [في کنز العمال و منتخبه مکانها: المتفرقات أم سليط عن ثعلبة...، و في الجمع مکانه: الحادي و العشرون: عن ثعلبة...].

[88] [لم يرد في کنز العمال].

[89] [أضاف في الجمع: القرطبي].

[90] [الي هنا لم يرد في الشرح].

[91] [لم يرد في الشرح و في منتخبه: أهل].

[92] [لم يرد في الشرح و في منتخبه: أهل].

[93] [أضاف في الجمع و حلية الأولياء و کنز العمال و منتخبه: منها].

[94] [أضاف في الشرح: له].

[95] [لم يرد في الشرح].

[96] [الشرح: يعنون].

[97] [في الجمع و الشرح: به، فانها].

[98] [أضاف في حلية الأولياء و کنز العمال و منتخبه: به].

[99] [في الجمع و الشرح: به، فانها].

[100] [لم يرد في الجمع و حلية الأولياء].

[101] [لم يرد في الجمع و حلية الأولياء].

[102] [لم يرد في الصحيح ج 5 و الجمع و حلية الأولياء و الشرح و کنز العمال و منتخبه (خ، حل و أبوعبيد في الأموال)].

[103] [لم يرد في الصحيح ج 5 و الجمع و حلية الأولياء و الشرح و کنز العمال و منتخبه (خ، حل و أبوعبيد في الأموال)].

[104] [هکذا ذکرناه محمد بن حبيب في المحبر، /54].

[105] في هامش الأصل: الملاب: ضرب من الطيب کالخلوق.

[106] [من هنا حکاه عنه في أعلام النساء].

[107] آغاز سنه بيست و هشت، بيان فتح قبرس: گفته شده فتح قبرس در سنه بيست و هشت به دست معاويه انجام گرفت، و نيز گفته شده سنه سي و سه بوده، ولي چنين هم روايت شده که در سنه سي و سه دوباره آن را قصد کردند، زيرا مردم آن جزيره تمرد و خيانت کردند، چنان که خواهد آمد به اين سبب دوباره مسلمين آن را فتح کردند. چون معاويه در سال مذکور (بيست و هشت) آن را قصد نمود، جماعتي از ياران با او بوده که ابوذر و عباده بن صامت و همسر او ام‏حرام و مقداد و ابوالدرداء اصرار مي‏کرد که اجازه دهد به دريانوردي و جنگ بحري بپردازد، زيرا روميان نزديک حمص بوده، به طوري که اهل حمص صداي سگها و مرغهاي آن‏ها را مي‏شنيدند، نزديک بود آن اصرار، عمر را به تصويب دريانوردي وارد کند. (مقصود هجوم بر روم از طرف دريا، که آن‏ها را در صحرا و مجاورت حمص ضعيف کند و سرگرم دفاع از پشت سر باشند). عمر هم (در پيرو آن اصرار به عمرو بن عاص نوشت: دريا را براي من به خوبي وصف کن. و چگونگي عبور از آن را براي من شرح بده، زيرا انديشه من در حال تکاپو مي‏باشد که آن را تسخير کنيم. (ولي مردد هستم) عمرو بن عاص به او نوشت: من بسياري از خلق ديدم که بدريانوردي سوار شدن بر کشتي پرداخته‏اند و حال اين که جز آب و آسمان چيزي نمي‏بينند. دريا اگر آرام باشد دلها را سوراخ مي‏کند (از خوف) و اگر متلاطم شود عقل را زايل مي‏کند (رعب و بيم ايجاد مي‏کند) دريانوردي موجب کاستن اميد و افزايش بيم مي‏شود کساني که در بحر سفر مي‏کنند مانند مورچه هستند که بر چوبي (ميان آب) سوار شده و از هول جان پناه مي‏برند. اگر آن چون کج شود و برگردد آن‏ها (مسافرين که به مور تشبيه شده‏اند) دچار غرق مي‏شوند، و اگر نجات يابند برق اميد آن‏ها را خيره مي‏کند.

چون عمر نامه عمرو را خواند به معاويه نوشت: به خداوندي که محمد را به حق فرستاد من هرگز يک فرد مسلمان تا ابد بر دريا حمل نمي‏کنم. من آگاه شده‏ام که درياي شام ساحل درازي را از خشکي و زمين فراگرفته و احاطه نموده. دريا شبانه روز از خدا اجازه مي‏خواهد که سراسر زمين را فراگيرد و غرق کند و بپوشاند، من چگونه مي‏توانم لشکريان را بر اين کافر (درياي خدا ناشناس) حمل کنم که او سرسخت و خيانت پيشه است. به خدا سوگند حيات يک فرد مسلمان نزد من از تمام دارائي روم بهتر و گرامي‏تر است. هرگز تو اين انديشه را به خود راه مده. تو آگاه هستي که علاء (حضرمي در لشکرکشي از بحرين به ايران) از من چه ديده (توبيخ). من هم به او دستور نداده بودم که به دريانوردي اقدام کند.

گفت: (راوي) پادشاه روم از جنگ خودداري و پرهيز کرده، با عمر آغاز مکاتبه و تمايل و نزديکي نمود. ام‏کلثوم دختر علي ابن ابي‏طالب همسر عمر بن الخطاب، براي ملکه‏ي روم که زوجه‏ي پادشاه باشد عطر و اسباب آرايش زنانه با پيک (پست) به عنوان هديه فرستاد و همسر پادشاه در قبال آن تحفه هداياي ممتازه فرستاد که يکي از آن‏ها گردن‏بند گرانبها و فاخر بود.

و چون پيک برگشت، عمر هر چه همراه آورده بود ربود (هدايا را گرفت) سپس منادي مردم را براي نماز عمومي دعوت کرد (اجماع مردم به عنوان نماز) به آنها اطلاع داد که چنين تحف و هدايائي فرستاده شد، «چه بايد کرد؟» بعضي گفتند: آن هدايا حق اوست (حق ام‏کلثوم دختر علي) زيرا همسر پادشاه در ذمه‏ي اسلام نيست، و از ارسال تحف نخواسته عواطف تو را جلب کند که رعايت حال او که زير دست است بکني که او زيردست و در ذمه‏ي اسلام نمي‏باشد و از تو بيمي ندارد.

جماعت ديگري گفتند: ما هديه مي‏فرستاديم که در قبال آن سودي ببريم.

عمر گفت: چنين است، ولي بايد دانست اين پيک رسول مسلمين، و بريد (پست) بريد اسلامي است مسلمين هم که آن گردن‏بند را بر سينه‏ي او (ام‏کلثوم) ديدند آن را عظيم (ثروت عظيم و بهت‏آور) دانستند.

پس از آن دستور داد که قلاده را از او گرفته به خزانه مسلمين بسپارند آن گاه اندکي براي نفقه به او داد.

خليلي، ترجمه‏ي کامل، 157 - 155/3.

[108] [من هنا حکاه عنه في أعلام النساء].

[109] آن گاه خبر آمد که به ستيزه‏جويي و دعوي صلح آهنگ بصره دارند و براي مقابله‏ي آن‏ها تجهيز آغاز کرد و گفت: اگر چنين کنند نظام مسلمانان بگسلد اقامتشان ميان ما نه زحمتي داشت، نه ناخوش بود.

اما قضيه براي مردم مدينه سخت بود و طفره مي‏رفتند.

علي کميل نخعي را به طلب عبدالله بن عمر فرستاد که وي را بياورد و بدو گفت: «با من بيا.»

گفت: «من با مردم مدينه‏ام، من يکي از آن‏ها هستم، بيعت کردند و من نيز به بيعت آن‏ها بيعت کردم و از آن‏ها جدا نمي‏شوم اگر آن‏ها برون شدند من نيز برون مي‏شوم و اگر بجا ماندند من نيز بجا مي‏مانم.»

گفت: «ضامني بده که برون نخواهي رفت.»

گفت: «ضامن نمي‏دهم.»

گفت: «اگر بدخويي تو را در کودکي و بزرگي نمي‏دانستم، حيرت مي‏کردم ولش کنيد، من ضامن او هستم.»

آن گاه عبدالله بن عمر سوي مدينه بازگشت و شنيد که کسان مي‏گفتند: «به خدا نمي‏دانيم چه کنيم که در اين کار به شبهه افتاده‏ايم مي‏مانيم. تا کار روشن شود و ابهام برخيزد.»

همان شب عبدالله برفت و آنچه را از مردم مدينه شنيده بود به ام‏کلثوم دختر علي خبر داد و گفت که به قصد عمره برون مي‏شود و مطيع علي است بجز در کار قيام... و راست مي‏گفت.

آن شب عبدالله پيش ام‏کلثوم بماند، صبحگاهان به علي گفتند: «شبان‏گاه حادثه‏اي رخ داده بدتر از کار طلحه و زبير و مادر مؤمنان و معاويه.»

گفت: «چيست؟»

گفتند: «ابن عمر سوي شام رفته.»

علي به بازار آمد و مرکب خواست و مردان را سوار کرد و براي هر راهي جستجوکنان معين کرد و مردم مدينه بجنبيدند.

ام‏کلثوم ماجرا را بشنيد و استر خويش را خواست و برنشست و پيش علي آمد که در بازار ايستاده بود و مردان به جستجوي ابن‏عمر مي‏فرستاد و بدو گفت: «از اين مرد خشمگين مباش، قضيه برخلاف آن است که به تو خبر داده‏اند و گفته‏اند.»

آن گاه به علي گفت: «من ضامن اويم.»

علي خوشدل شد و گفت: «دنبال کار خودتان برويد به خدا ام‏کلثوم دروغ نمي‏گويد، ابن‏عمر نيز دروغ نگفته، من به او اعتماد دارم»، پس کسان برفتند.

پاينده، ترجمه‏ي تاريخ طبري، 2352 - 2351/6.

[110] آن گاه خبر آمد که به ستيزه‏جويي و دعوي صلح آهنگ بصره دارند و براي مقابله‏ي آن‏ها تجهيز آغاز کرد و گفت: اگر چنين کنند نظام مسلمانان بگسلد اقامتشان ميان ما نه زحمتي داشت، نه ناخوش بود.

اما قضيه براي مردم مدينه سخت بود و طفره مي‏رفتند.

علي کميل نخعي را به طلب عبدالله بن عمر فرستاد که وي را بياورد و بدو گفت: «با من بيا».

گفت: «من با مردم مدينه‏ام، من يکي از آن‏ها هستم، بيعت کردند و من نيز به بيعت آن‏ها بيعت کردم و از آن‏ها جدا نمي‏شوم اگر آن‏ها برون شدند من نيز برون مي‏شوم و اگر بجا ماندند من نيز بجا مي‏مانم.»

گفت: «ضامني بده که برون نخواهي رفت.»

گفت: «ضامن نمي‏دهم.»

گفت: «اگر بدخويي تو را در کودکي و بزرگي نمي‏دانستم، حيرت مي‏کردم ولش کنيد، من ضامن او هستم.»

آن گاه عبدالله بن عمر سوي مدينه بازگشت و شنيد که کسان مي‏گفتند: «به خدا نمي‏دانيم چه کنيم که در اين کار به شبهه افتاده‏ايم مي‏مانيم. تا کار روشن شود و ابهام برخيزد.»

همان شب عبدالله برفت و آنچه را از مردم مدينه شنيده بود به ام‏کلثوم دختر علي خبر داد و گفت که به قصد عمره برون مي‏شود و مطيع علي است بجز در کار قيام... و راست مي‏گفت.

آن شب عبدالله پيش ام‏کلثوم بماند، صبحگاهان به علي گفتند: «شبان‏گاه حادثه‏اي رخ داده بدتر از کار طلحه و زبير و مادر مؤمنان و معاويه.»

گفت: «چيست؟»

گفتند: «ابن عمر سوي شام رفته.»

علي به بازار آمد و مرکب خواست و مردان را سوار کرد و براي هر راهي جستجوکنان معين کرد و مردم مدينه بجنبيدند.

ام‏کلثوم ماجرا را بشنيد و استر خويش را خواست و برنشست و پيش علي آمد که در بازار ايستاده بود و مردان به جستجوي ابن عمر مي‏فرستاد و بدو گفت: «از اين مرد خشمگين مباش، قضيه برخلاف آن است که به تو خبر داده‏اند و گفته‏اند.»

آن گاه به علي گفت: «من ضامن اويم.»

علي خوشدل شد و گفت: «دنبال کار خودتان برويد به خدا ام‏کلثوم دروغ نمي‏گويد، ابن عمر نيز دروغ نگفته، من به او اعتماد دارم»، پس کسان برفتند.

پاينده، ترجمه‏ي تاريخ طبري، 2352 - 2351/6.

[111] بيان آغاز جنگ جمل: آن‏ها در حال بسيج بودند (اتباع علي) که ناگاه خبر طلحه و زبير و عائشه و اهل مکه رسيد، که دگرگونه بود، و آن‏ها همه آغاز مخالفت و خصومت نموده‏اند. علي هم به مردم خبر قيام و مخالفت آن‏ها داد، و گفت: عائشه و طلحه و زبير از امارت (خلافت) من خشنود نمي‏باشند، بلکه از اين کار خشمگين شده‏اند. آن‏ها مردم را به اصلاح کار (خلافت) دعوت کرده‏اند.

سپس گفت (علي): من تا اندازه که مي‏توانم شکيبا و بردبار خواهم بود، و تا آن‏ها به خصومت مبادرت نکرده‏اند من خود مبادرت نخواهم کرد، و به همين خبر اکتفا مي‏کنم، پس از آن خبر رسيد که آن‏ها (طلحه و زبير) عازم بصره هستند.

او از آن خبر خرسند شد و گفت: در کوفه بزرگان و سالاران و خانواده‏هاي عرب قرار دارند (که آن‏ها به کوفه نرفتند).

ابن‏عباس گفت: تو از اين حديث خرسند مي‏شوي، که در کوفه رجال و بزرگان عرب سکني دارند، و من از اين حيث دلتنگ و نگرانم زيرا هر يکي از آن‏ها براي احراز رياست مي‏کوشند، و اگر کسي به مقامي رسيد ديگران ضد او مي‏شورند و او را به جاي خود مي‏نشانند (برخلاف بصره که اگر آن‏ها به کوفه مي‏رفتند رستگار نمي‏شدند). علي گفت: کار بايد چنين باشد که تو حدس مي‏زني.

آن گاه آماده لشکرکشي شد. اهل مدينه را براي بسيج دعوت کرد آن‏ها اهمال کردند.

کميل نخعي را نزد عبدالله بن عمر فرستاد که او را براي ياري علي دعوت کند. او را دعوت کرد و او گفت: من يکي از افراد اهل مدينه هستم. آن‏ها اين کار را قبول کردند (خلافت علي را) و من هم تابع آن‏ها شدم. اگر آن‏ها بسيج شوند من هم آماده حرکت خواهم بود و اگر خودداري کنند من خودداري خواهم کرد.

گفت: به من ضامن بده. گفت: هرگز چنين نخواهم کرد.

علي گفت: اگر من بر بدخوئي تو در کودکي و در جواني آگاه نبودم تو از من بدميديدي.

سپس گفت: او را به حال خود بگذاريد من ضامن او هستم.

فرزند عمر به مدينه برگشت. اهل مدينه هم مي‏گفتند: به خدا ما نمي‏دانيم چه بايد بکنيم، زيرا دچار اشتباه و نگراني شده‏ايم. ما مي‏مانيم تا وضع روشن شود. فرزند عمر شبانه از مدينه خارج شد و به ام‏کلثوم دختر علي که زن پدرش بود گفت: من به عمره (زيارت کعبه) مي‏روم. مطيع هستم ولي براي جنگ نخواهم رفت. روز بعد علي بر خروج و مسافرت او آگاه شد. باو گفتند: ديشب واقعه‏ي سخت‏تر و بدتر از مخالفت طلحه و زبير و عائشه و معاويه رخ داده است، پرسيد آن چه بود؟ گفتند: ابن‏عمر سوي شام مسافرت کرد.

علي به بازار رفت (ميدان و مرکز کار) پيکها و مردها و قاصدها را به هر سو فرستاد (تا پسر عمر را بگيرند) مردم هم به هيجان آمدند، ام‏کلثوم اضطراب و نگراني مردم را شنيد، نزد علي رفت و به او خبر داد. علي خرسند شد، به مردم گفت: برويد، به خدا سوگند من دروغ نگفته و به من دروغ هم گفته نشده. به خدا او نزد من موثق و مورد اعتماد است. مردم هم متفرق شدند.

خليلي، ترجمه‏ي کامل، 342 - 341/3.

[112] [من هنا حکاه في الشرح].

[113] [لم يرد في الشرح].

[114] [لم يرد في الشرح].

[115] [زاد في الشرح: ويلک أ].

[116] [الشرح: يغلق بابه و يمنع خيره و يدخل عابسا و يخرج عابسا].

[117] [الشرح: يغلق بابه و يمنع خيره و يدخل عابسا و يخرج عابسا].

[118] [زاد في الشرح: أنا].

[119] [الشرح: فترغب].

[120] [الشرح: فترغب].

[121] [الشرح: و لا نستطيع].

[122] [الشرح: و لا نستطيع].

[123] [زاد في الشرح: فيها].

[124] [زاد في الشرح: فصرفه عنها الي أم‏کلثوم بنت فاطمة].

[125] من هنا الي آخر الحديث سيرويه الدولابي برقم 218.

[126] في ما يتعلق بأم‏کلثوم من زواجها بعمر بن الخطاب و بعده بعون و بعده بمحمد و بعبدالله - أبناء جعفر ابن أبي‏طالب -، کلام طويل سنذکره عند ذکرها في تعليقاتنا علي الأحاديث 219 - 207.

[127] [ذخائر العقبي و تاريخ الخميس: انها].

[128] [لم يرد في تاريخ الخميس].

[129] [ذخائر العقبي: لک، تاريخ الخميس: بک].

[130] [أضاف في ذخائر العقبي و تاريخ الخميس: له].

[131] [ذخائر العقبي و تاريخ الخميس: أرسلها].

[132] کلمة لا تقرأ.

[133] [في ذخائر العقبي و تاريخ الخميس مکانهما: خرجه ابن السمان عن...].

[134] [لم يرد في تاريخ الخميس].

[135] [لم يرد في تاريخ الخميس].

[136] کذا ظاهر العبارة و هي غير واضحة.[في ذخائر العقبي و تاريخ الخميس: أمراء، جواهر العقدين: أي هذا الشأن - أمراء].

[137] [أضاف في ذخائر العقبي و تاريخ الخميس: لها].

[138] [تاريخ الخميس: قد قضي].

[139] [لم يرد في ذخائر العقبي].

[140] [تاريخ الخميس: قد قضي].

[141] [في ذخائر العقبي و جواهر العقدين و تاريخ الخميس: الي].

[142] [أضاف في ذخائر العقبي و تاريخ الخميس: أنها].

[143] [زاد في جواهر العقدين: و نسب].

[144] [زاد في ذخائر العقبي و جواهر العقدين: نسبي].

[145] ان قول الرسول صلي الله عليه و آله و سلم: «کل سبب و نسب منقطع يوم القيامة الا سببي و نسبي» هو حديث مشهور رواه الحفاظ و المحدثون و منهم: الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 182/6، و البيهقي في سننه ج 63/7 و 64، و أبونعيم في الحلية 314/7، و الذهبي في تذکرة الحفاظ 117/3، و مجمع الزوائد 173/9.

و الجدير بالذکر أن هذه الجملة وردت مقترنة مع قول الرسول صلي الله عليه و آله و سلم: «فاطمة بضعة مني...». کما رواه أحمد بن حنبل في المسند ج 323/4 و 332 و قد سبق أن البعض حاول دمج قول الرسول صلي الله عليه و آله و سلم في قصة مفتعلة ليؤيد بها صحة ما افتعله. انظر تعليقتنا علي الحديث رقم 53.

و أما توجيه القصة بأن عمر أراد أن يتصل برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بهذا الزواج، فانه غير صحيح، لأن ذلک کان حاصلا من جهة ابنته حفصة، فانها کانت من أزواج النبي صلي الله عليه و آله و سلم.

[146] [في ذخائر العقبي مکانه: و عن أسلم مولي...].

[147] ان عبارات الحديث غير واضحة، و الظاهر أن الصحيح هنا «لئن لم تفعل».

[148] [الي هنا حکاه عنه في تراثنا / 3 (30-31)، / 418].

[149] [في ذخائر العقبي و تراثنا: أما].

[150] [زاد في ذخائر العقبي: فيه].

[151] [ذخائر العقبي: خرجه الدولابي و عنه].

[152] [في تاريخ دمشق مکانه: اسحاق بن ابراهيم بن محمد بن سليمان بن بلال بن أبي الدرداء أبويعقوب، و يقال: أبوالأصبغ الأنصاري: حدث بمصر عن أبي الجماهر محمد بن عثمان التنوخي. روي عنه: سعيد بن کثير ابن عفير، و أبوبشر الدولابي.

کتب الي أبوالفضل بن ناصر، أنا محمد بن أحمد بن محمد بن أبي‏الصقر، أنا أبوالبرکات أحمد بن عبدالواحد ابن الفضل بن نظيف بن عبدالله الفراء، أنا الحسن بن رشيق، نا أبوبشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري، حدثني عبدالعزيز بن منيب أبوالدرداء المروزي، نا خالد بن خداش، قال: و نا أبوبشر، حدثني...].

[153] [تاريخ دمشق: أنس بن جابر].

[154] [ذخائر العقبي: خرجه الدولابي و عنه].

[155] [تاريخ دمشق: أنس بن جابر].

[156] [في تاريخ الخميس مکانه: و عن أسلم ان...].

[157] هذا الحديث غريب فان عمر الذي عارض المغالات في مهور النساء بشدة و توعد من يزيد صداقها علي أربعين أوقية (کل أوقية - 12 مثقالا) أن يرتجع ذلک منها (منهاج السنة 147/3 و ابن الجوزي في الأذکياء ص 217) کيف يسمح لنفسه بهذا البذل السخي؟

ثم علي فرض أن عمر أقدم علي ذلک فهل يتصور قبول أميرالمؤمنين و رضاه بذلک و هو الذي لم يخالف سنة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في زهده و تقواه و لم يحد عن منهاجه قيد أنملة؟ فان أهل البيت قاطبة التزموا بمهر السنة - و هو خمسمائة درهم فقط - في صداق النساء حتي أن الامام الرضا عليه‏السلام - (ت 203 ه) - التزم بذلک کما ورد في نور الأبصار ص 147.

[158] [في ذخائر العقبي و تاريخ الخميس مکانهما: خرجه أبوعمرو الدولابي و ابن‏السمان في الموافقة و عن...].

[159] [في تاريخ الخميس مکانه: عن أبي‏هريرة، قال:...].

[160] [في ذخائر العقبي و تاريخ الخميس: و قال أبوعمر: زيد بن عمر الأکبر و رقية بنت عمر، قال:].

[161] الظاهر ان هذا الحديث تتمة للحديث السابق برقم 207، و هناک قطعة أخري هي من تمامه - أيضا - ستأتي برقم 215.

[162] [في ذخائر العقبي و تاريخ الخميس: و قال أبوعمر: زيد بن عمر الأکبر و رقية بنت عمر، قال:].

[163] [أضاف في ذخائر العقبي و تاريخ الخميس: فخلف عليها بعده محمد بن جعفر، فولدت له جارية ثم مات، فخلف عليها بعده عبدالله بن جعفر، فلم تلد له شيئا و ماتت عنده]. ان أکثر من ذکر قصة زواج أم‏کلثوم بعمر بن الخطاب ذکر انه قد خلف عليها بعد وفاته: عون بن جعفر (أسد الغابة 615/5 و الطبقات الکبري 464/8) في حين أن من الثابت أن عون بن جعفر قتل في فتح مدينة شوشتر (سنة 17 ه) عهد عمر ابن الخطاب مع أخيه محمد بن جعفر. (انظر الاستيعاب ج 161/3 و تاريخ الطبري 213/4 و معجم البلدان 29/2).

[164] الظاهر ان هذا الحديث تفريع علي ما مر برقم 213.

[165] [في أسد الغابة و الأعيان و الافحام و تراثنا مکانهم: و لما قتل عنها عمر تزوجها عون بن جعفر، أخبرنا عبدالوهاب بن علي بن علي الأمين، أخبرنا أبوالفضل محمد بن ناصر، أخبرنا الخطيب أبوطاهر محمد بن أحمد ابن أبي الصقر، أخبرکم أبوالبرکات أحمد بن عبدالواحد بن الفضل بن نظيف بن عبدالله الفراء قلت له: أخبرکم أبومحمد الحسن بن رشيق، فقال: نعم، أخبرنا أبوبشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي، أخبرنا أحمد ابن عبدالجبار، أخبرنا يونس بن بکير، عن ابن اسحاق، عن...].

[166] [الي هنا لم يرد في أعلام النساء].

[167] [في أسد الغابة و ذخائر العقبي و الأعيان و أعلام النساء و الافحام: تأيمت].

[168] [في أسد الغابة و الأعيان و أعلام النساء و الافحام و تراثنا: ممن].

[169] [زاد في أسد الغابة و الافحام و تراثنا: قد].

[170] الرمة الجبهة و هو هنا کناية عن تفويض أمرها اليه.

[171] [في سائر المصادر: تصيبي].

[172] [الأعيان: الي أن قال].

[173] [زاد في ذخائر العقبي: قد عرفت].

[174] [في أسد الغابة و أعلام النساء و الافحام و تراثنا: عندي يا بني فاطمة و آثرتکم].

[175] [في أسد الغابة و أعلام النساء و الافحام و تراثنا: عندي يا بني فاطمة و آثرتکم].

[176] [ذخائر العقبي: و مکانکم].

[177] [الأعيان: الي أن قال].

[178] [لم يرد في أسد الغابة و الأعيان و الافحام و تراثنا].

[179] [في أسد الغابة و الأعيان و الافحام و تراثنا: امرأة].

[180] [في أسد الغابة و الأعيان و الافحام و تراثنا: مما].

[181] [زاد في الأعيان: منه].

[182] [ذخائر العقبي: بثوبه].

[183] [في أسد الغابة و ذخائر العقبي و أعلام النساء و الافحام و تراثنا: هجرتک].

[184] [لم يرد في أسد الغابة و الأعيان و أعلام النساء و الافحام و تراثنا].

[185] [لم يرد في أسد الغابة و الأعيان و أعلام النساء و الافحام و تراثنا].

[186] [ذخائر العقبي: الي بيته].

[187] [في أسد الغابة و الأعيان و الافحام و تراثنا: لها].

[188] [في أسد الغابة و الأعيان و أعلام النساء و الافحام و تراثنا: و أدخلها عليه و زاد في أسد الغابة: أخرجها أبوعمر و زاد في الأعيان: (انتهي) و في هذا الخبر بهذه الکيفية ما يوجب الريبة، فالحسنان عليهماالسلام أعظم شأنا و أجل قدرا و أرجح حلما و أکثر اعظاما لأبيهما من أن يوصيا أختهما بمخالفة أبيهما طعما في الدنيا و رغبة بها عن أهلها و أقربائها الي الغرباء لأجل المال. هذا ما لا يکون و لا تساعد عليه سيرة أهل البيت الطاهرة].

[189] کذا ظاهر الکلمة و هي غير واضحة.

و هذا الحديث فيه مواقع للنظر: من أصل موضوع الزواج من عمر، و قد تطرقنا له في التعليق علي الحديث رقم 208، ثم تزويجها بعون بن جعفر بعد وفاة عمر في حين أن عون قتل في فتح شوشتر سنة 17 للهجرة کما أسلفنا ذلک.

و أن في اصرار أميرالمؤمنين علي هذا الزواج المدعي بهذا الشکل مدعاة للشک في أصل الموضوع، فأميرالمؤمنين أجل شأنا من أن يهجر أسرته لمجرد عدم قبولهم رأيه، و أيضا فان من البعيد جدا أن يستغل الحسن و الحسين هذا الموضوع في اصابة الأموال العظيمة - کما جاء في متن الرواية - تارکين نصائح الرسول صلي الله عليه و آله و سلم في الاقدام علي الزواج للدين لا للدنيا، ثم هم أکرم نفسا و أعلي شأنا مما تنسبه اليهم هذه الرواية المفتعلة.

و سبق أن ذکرنا في هامش الحديث (224) أن عون و محمد ابنا جعفر قتلا معا في فتح شوشتر. و لم يتزوجا بأم‏کلثوم.

و أما عبدالله بن جعفر فقد دلت هذه الرواية أنه تزوج بها، و أيد ذلک بعض المؤرخين من أنه تزوج بها بعد وفاة أختها زينب بنت علي عليه‏السلام انظر: (الطبقات 463/8 و البداية و النهاية 309/5).

ولکن ذلک ليس بصحيح أيضا، فان أم‏کلثوم توفيت في المدينة بعد رجوعها من العراق (مقتل الحسين عليه‏السلام) بأربعة أشهر و عشرة أيام. بينما کانت زينب عليه‏السلام لا تزال حية، حتي هاجر بها عبدالله بن جعفر الي مصر، و أدرکتها الوفاة هناک في 14 رجب سنة 62 ه.

[190] [ذخائر العقبي: خلقها].

[191] [لم يرد في تراثنا].

[192] [لم يرد في ذخائر العقبي].

[193] [لم يرد في ذخائر العقبي].

[194] [ذخائر العقبي: فماتت عنده].

[195] [ذخائر العقبي: فماتت عنده].

[196] [في أسد الغابة و الأعيان و أعلام النساء و الافحام و تراثنا: و أدخلها عليه و زاد في أسد الغابة: أخرجها أبوعمر و زاد في الأعيان: (انتهي) و في هذا الخبر بهذه الکيفية ما يوجب الريبة، فالحسنان عليهماالسلام أعظم شأنا و أجل قدرا و أرجح حلما و أکثر اعظاما لأبيهما من أن يوصيا أختهما بمخالفة أبيهما طمعا في الدنيا و رغبة بها عن أهلها و أقربائها الي الغرباء لأجل المال. هذا ما لا يکون و لا تساعد عليه سيرة أهل البيت الطاهرة].

[197] [لم يرد في تراثنا].

[198] [لم يرد في تراثنا].

[199] هذا المقطع من الحديث قد مر ضمن حديث طويل برقم (80).

[200] و ذکر هذا ابن الأثير في الکامل ج 3 ص 54 و انظر تعليقنا علي الحديث رقم (209)، هذا و قد فند ولادة أم‏کلثوم لزيد و رقية کل من العلامة الزرقاني في شرح المواهب و شهاب الدين دولت آبادي في هداية السعداء (انظر افحام الأعداء و الخصوم ص 172).

[201] [لم يرد في تراثنا].

[202] ان من الثابت في کتب التراجم و السير و المقاتل أن أم‏کلثوم کانت لا تزال حية في سنة 61 ه و قد حضرت فاجعة الطف و واست أختها زينب في المصائب التي وردت علي آل البيت عليهم‏السلام في کربلاء. و خطبتها في أهل الکوفة و رثائها لأخيها الحسين عليه‏السلام معروف، فما أدري کيف صلي علي جثمانها سعيد بن العاص - والي المدينة من قبل معاوية - و خلفه الحسن و الحسين و أبوهريرة!! أم کيف صلي عليها و علي ابنها - المزعوم -، عبدالله بن عمر؟ و کيف کان فالعهدة علي الراوي.

[203] تاريخ الاسلام (الخلفاء الراشدون): 648.

[204] [زاد في تاريخ دمشق: قال: و أنبأ أبوطاهر بن سلمة، أخبرنا علي بن محمد، قالا: أنا أبومحمد بن أبي‏حاتم، قال: و زاد في المختصر: و قيل: ان].

[205] [تاريخ دمشق و المختصر: ابن].

[206] [لم يرد في المختصر].

[207] [لم يرد في المختصر].

[208] من ک و فيه نظر فان زيدا عاش مدة و تزوج و ولد له و في تهذيب تاريخ ابن عساکر (26/6) «قال الزبير بن بکار: کان لزيد أولاد فانقرضوا» و ذکر له قصة مع معاوية في خلافته و انما الذي مات و هو صغير ابن کان لعثمان بن عفان من رقية بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم اسمه عبدالله

[209] أم‏کلثوم هذه هي بنت أميرالمؤمنين عليه‏السلام قد خطبها اليه عمر في زمن خلافته فرده أولا، فقال عمر ما قال و فعل ما فعل کما يأتي تفصيله في الخبر الآتي فجعل أمره الي العباس فزوجها اياه ظاهرا و عند الناس و اليه أشير بقوله «غصبناه». (في)

[زاد في البحار: بيان: هذه الأخبار لا تنافي ما مر من قصة الجنية، لأنها قصة مخفية أطلعوا عليها خواصهم، و لم يکن يتم به الاحتجاج علي المخالفين، بل ربما کانوا يحترزون عن اظهار أمثال تلک الأمور لأکثر الشيعة أيضا، لئلا تنفيه عقولهم و لئلا يغلو فيهم، فالمعني: غصبناه ظاهرا و بزعم الناس ان صحت تلک القصة. ثم ذکر کلام المفيد کما ذکرناه].

[210] تعوير البئر تطميحه.

[211] [لم يرد في التهذيب و الاستبصار].

[212] [حکاه عنه في الأعيان، 485/3].

[213] [حکاه عنه في الأعيان، 485/3].

[214] [لم يرد في الاستبصار و التهذيب: روي].

[215] [لم يرد في الاستبصار و التهذيب: روي].

[216] [زاد في التهذيب و الاستبصار: عنها].

[217] [لم يرد في التهذيب و الاستبصار].

[218] [لم يرد في الاستبصار].

[219] [حکاه عنه في الأعيان، 485/3].

[220] [التهذيب: توفي].

[221] [حکاه عنه في الأعيان، 485/3[.

[222] في الأصل: عبيدالله.

[223] في الأصل: ليست.

[224] [في المجمع مکانه: عن أسلم مولي عمر، قال:...].

[225] [الي هنا لم يرد في المجمع].

[226] [المجمع:[ک]صغيرة].

[227] [المجمع: قلت: فذکر الحديث].

[228] [المجمع: قلت: فذکر الحديث].

[229] [المجمع: و رواه البزاز باختصار قصة عقيل. و في المناقب أحاديث نحو هذا].

[230] [المجمع: و رواه البزاز باختصار قصة عقيل. و في المناقب أحاديث نحو هذا].

[231] في «م»: حرس الله مهجته.

[232] هکذا ورد هنا و في الجواب أيضا، و يوافقه ما ذکره أبوالقاسم الکوفي المتوفي سنة (352 ه) في کتابه (الاستغاثة) ص 76.

و أما المشهور فزواجه من رقية أولا و توفيت عنده، ثم تزوج من أم‏کلثوم، و کانتا قبل الاسلام عند عتبة و عتيبة ابني أبي‏لهب و فارقاهما بعد الاسلام و لما يدخلا بهما.

انظر: اعلام الوري 141 - 140، و تراجم المذکورين في مصادرها.

[233] [الي هنا لم يرد في البحار و الافحام].

[234] [البحار: لم يثبت و طريقته].

[235] [البحار: لم يثبت و طريقته].

[236] في «م»: و هو من طريق.

[237] هکذا أسنده أيضا ابن أبي الحديد في شرح نهج‏البلاغة 106: 12، و السيد الجميلي في مناقب عمر ابن الخطاب: 233، و هو مطابق تماما للخبر الذي جاء في (الاستيعاب) و (أسد الغابة) و (الاصابة) بغير اسناد، عند ترجمة أم‏کلثوم بنت أميرالمؤمنين عليه‏السلام ولکن ورد في الکافي عن أبي‏عبدالله عليه‏السلام من طريقين، أحدهما موثق و الآخر صحيح الاسناد أنه عليه‏السلام سئل عن المرأة المتوفي عنها زوجها أتعتد في بيتها، أو حيث شاءت؟ فقال: «بل حيث شاءت، ان عليا عليه‏السلام لما توفي عمر أتي أم‏کلثوم فانطلق بها الي بيته».

و فيه أيضا في حديث حسن، عنه عليه‏السلام أنه سئل عن هذا النکاح فقال: «ذلک فرج غصبناه»، و في حديث طويل بعده اسناده حسن يذکر تفصيلا أدق في معني الحديث المتقدم. انظر: الکافي - کتاب النکاح - 346: 5 ح /2 ، 1، کتاب الطلاق 115: 6 ح 2 ، 1، مرآة العقول 42: 20 ح /2 ، 1 و 197:21 ح /2 ، 1.

[238] في «د»: مبهما.

[239] في «ب» و «ج» و «د» و[البحار و الافحام]: من بغضه لأميرالمؤمنين.

[240] [لم يرد في البحار].

[241] الزبير بن بکار: هو أبوعبدالله الزبير بن أبي‏بکر - و يسمي بکارا - بن عبدالله بن مصعب بن ثابت ابن عبدالله بن الزبير بن العوام، صاحب النسب، تولي القضاء للمعتصم العباسي بمکة، و توفي و هو قاض عليها سنة 256 ه.

تاريخ بغداد 467: 8، وفيات الأعيان 311: 2.

قال ابن الأثير في (الکامل): ان الزبير بن بکار کان ينال من العلويين، فتهددوه، فهرب منهم و قدم علي عمه مصعب بن عبدالله بن الزبير، و شکي اليه حاله، و خوفه من العلويين، و سأله انهاء حاله الي المعتصم! فلم يجد عنده ما أراد، و أنکر عليه حاله، و لامه. الکامل في التاريخ 526: 6

و کان أبوه بکار قد ظلم الامام الرضا عليه‏السلام في شي‏ء، فدعا عليه فسقط من قصره فاندقت عنقه. و کان جده عبدالله بن مصعب هو الذي مزق عهد يحيي بن عبدالله بن الحسن بين يدي الرشيد، و قال: اقتله يا أميرالمؤمنين، فلا أمان له. عيون أخبار الرضا عليه‏السلام 1/224: 2، الکني و الألقاب 291: 2.

و کان عمه مصعب بن عبدالله منحرفا عن علي عليه‏السلام. الکامل في التاريخ 57: 7.

[242] «الحسن» سقط من «د».

[243] هو الحسن بن محمد بن يحيي بن الحسن بن جعفر بن عبدالله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي‏طالب عليهم‏السلام، أبومحمد، المعروف بابن أخي طاهر، النسابة، له مصنفات کثيرة. توفي في شهر ربيع الأول سنة 358 ه، و دفن في منزله بسوق العطش.

قال فيه النجاشي: روي عن المجاهيل أحاديث منکرة، رأيت أصحابنا يضعفونه.

و قال السيد الخوئي: لا ينبغي الريب في ضعف الرجل و ان روي عنه غير واحد من الأصحاب.

رجال النجاشي: 149/64، معجم رجال الحديث 133: 5.

[244] [لم يرد في الافحام].

[245] [لم يرد في الافحام].

[246] «کثير» سقطت من «د».

[247] [لم يرد في البحار].

[248] هذا هو ظاهر رواية أسد الغابة 615: 5، و الاصابة 492: 4.

[249] في «ب» و «ج» و «د» و «م»: يروي عن العباس أنه تولي.

[250] الکافي - کتاب النکاح - 2/346: 5، و اسناده حسن، و الاستغاثة: 93 ، 92، اعلام الوري: 204.

[251] الکافي - کتاب النکاح - 2/346: 5، الاستغاثة: 92، اعلام الوري: 204.

و في (الطبقات الکبري) و (الاستيعاب) و (أسد الغابة) و (الاصابة) ان أميرالمؤمنين عليه‏السلام اعتذر أولا بصغر سنها، فقال الناس لعمر انه ردک، فمازال يعاوده حتي تم الأمر. و في رواية أخري أنه عليه‏السلام رد عمر بقوله: «اني حسبت بناتي لأولاد جعفر» فعاوده عمر فأجابه. الطبقات الکبري 463: 8، الاستيعاب 490: 4، أسد الغابة 615: 5، الاصابة 492: 4.

[252] تاريخ الطبري 61: 5، الطبقات الکبري 463: 8، الاستيعاب 491: 4، أسد الغابة 615: 5.

[253] [لم يرد في البحار و الافحام].

[254] [لم يرد في البحار و الافحام].

[255] قال المسعودي (346 ه) في ذکر أولاد عمر: کان له من الولد: عبدالله، و حفصة زوج النبي صلي الله عليه و آله، و عاصم، و عبيدالله، و زيد من أم، و عبدالرحمان، و فاطمة، و بنات أخر، و عبدالرحمان الأصغر - و هو المحدود في الشراب و هو المعروف بأبي شحمة - من أم.

مروج الذهب 321: 2، مطبعة السعادة - مصر، ط 2 ج 2 ص 33.

فلم يذکر أم‏کلثوم في أمهات أولاده، و انما کان له ولد اسمه زيد و کان هو و عبدالله و حفصة و عاصم و عبيدالله من أم واحدة، و لا خلاف في أن أم عبدالله و حفصة و اخوانهما هي زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح. انظر: الکامل في التاريخ 53: 3.

[256] تهذيب تاريخ دمشق 28: 6.

[257] [الافحام: و منهم من يقول: انه و أمه قتلا].

[258] جمهرة أنساب العرب: 152 ، 38.

[259] أسد الغابة 615: 5، الاصابة 492: 4 و فيهما: أن زيدا أصيب و أمه عليلة فماتا معا في يوم واحد، صلي عليهما عبدالله بن عمر، قدمه الحسن بن علي عليهماالسلام، و في (الطبقات الکبري 464: 8): صلي عليهما ابن عمر و خلفه الحسن و الحسين.

[260] [الافحام: و منهم من يقول: انه و أمه قتلا].

[261] ثبت انها قد شهدت وقعة الطف مع أخيها الامام الحسين عليه‏السلام، و عاشت بعده، و لها في الکوفة بعد مقتل أخيها سيدالشهداء عليه‏السلام خطبة شهيرة هي غاية في البلاغة و قمة في البيان. أثبت ابن‏طيفور (280 ه) في (بلاغات النساء): 34، و أبوحنيفة الدينوري (282 ه) في (الأخبار الطوال): 228، و الخوارزمي (568 ه) في (مقتل الحسين) 37: 2، و أبومنصور الطبرسي في (الاحتجاج) 302: 2، و ابن‏طاوس في (اللهوف في قتلي الطفوف): 67، و عمر رضا کحالة في (أعلام النساء) 259: 4.

[262] تاريخ الطبري 23: 5، الطبقات الکبري 463: 8، الکامل في التاريخ 53: 3، تهذيب تاريخ دمشق 28: 6.

[263] و في تاريخ اليعقوبي (150: 2): أمهرها عشرة آلاف دينار.

[264] [البحار: هذا الاختلاف مما يبطل الحديث].

[265] في «ب» و «ج» و «د»: و بدو هذا الاختلاف و قليله.

[266] [الي هنا حکاه عنه في الافحام].

[267] [البحار: هذا الاختلاف مما يبطل الحديث].

[268] «أحدهما» ليس في «ب» و «د».

[269] في «م»: بحلية.

[270] «مناکحة من يعتقد الايمان» ليس في «م».

[271] في «أ»: و المکروه، و في «ب» و «ج» و «د»: مکروه.[البحار: يکره].

[272] في «ب» و «د»: الايمان.[البحار: لا يخرجه عن الايمان].

[273] «ضلالا لا يخرجه... کلمة الاسلام» ليس في «د».

[274] [لم يرد في البحار].

[275] في «أ»: بمحتسب، و في «ب» و «ج» و «د» و «م»: يحتسب، و کلاهما تصحيف.

[276] في «أ»: أثمر.

[277] [لم يرد في البحار].

[278] [النحل: 106 و في البحار: و ليس ذلک بأعجب من قول لوط: (هؤلاء بناتي هن أطهر لکم) فدعاهم الي العقد عليهم لبناته و هم کفار ضلال قد أذن الله تعالي في هلاکهم، و قد زوج رسول الله صلي الله عليه و آله ابنتيه قبل البعثة کافرين کانا يعبدان الأصنام، أحدهما عتبة بن أبي‏لهب، و الآخر أبوالعاص بن الربيع، فلما بعث صلي الله عليه و آله فرق بينهما و بين ابنتيه (رسائل الشيخ المفيد: 63 - 61.).

و قال السيد المرتضي رضي الله عنه في کتاب الشافي: فأما الحنفية فلم تکن سبية علي الحقيقة، و لم يستبحها عليه‏السلام بالسبي، لأنها بالاسلام قد صارت حرة مالکة أمرها، فأخرجها من يد من استرقها ثم عقد عليها النکاح (في المصدر بعد ذلک: فمن أين أنه استباحها بالسبي دون عقد النکاح.) و في أصحابنا من يذهب الي أن الظالمين متي غلبوا علي الدار و قهروا و لم يتمکن المؤمن من الخروج من أحکامهم، جاز له أن يطأ سبيهم، و يجري أحکامهم مع الغلبة و القهر مجري أحکام المحقين فيما يرجع الي المحکوم عليه و ان کان فيما يرجع الي الحاکم معاقبا آثما. و أما تزويجه بنته فلم يکن ذلک عن اختيار؛ ثم ذکر رحمه الله الأخبار السابقة الدالة علي الاضطرار، ثم قال: علي أنه لو لم يجر ما ذکرناه لم يمتنع أن يجوزه عليه‏السلام لأنه کان علي ظاهر الاسلام و التمسک بشرائعه و اظهار الاسلام، و هذا حکم يرجع الي الشرع فيه، و ليس مما يخاطره (في المصدر: يحظره.). العقول، و قد کان يجوز في العقول أن يبيحنا الله تعالي مناکحة المرتدين علي اختلاف ردتهم، و کان يجوز أيضا أن يبيحنا أن ننکح اليهود و النصاري، کما أباحنا عند أکثر المسلمين أن ننکح فيهم، و هذا اذا کان في العقول سائغا فالمرجع في تحليله و تحريمه الي الشريعة، و فعل أميرالمؤمنين عليه‏السلام حجة عندنا في الشرع، فلنا أن نجعل ما فعله أصلا في جواز مناکحة من ذکروه و ليس لهم أن يلزموا علي ذلک مناکحة اليهود و النصاري و عباد الأوثان، لأنهم ان سألوا عن جوازه في العقل فهو جائز (في المصدر: فهو جار.) و ان سألوا عنه في الشرع فالاجماع يحظره و يمنع منه، انتهي کلامه رفع الله مقامه (الشافي: ص 216 ، 215.).

أقول: بعد انکار النص الجلي، ممن أظهر نصبه و عداوته لأهل البيت عليهم‏السلام يشکل القول بجواز مناکحته من غير ضرورة و لا تقية، الا أن يقال بجواز مناکحة کل مرتد عن الاسلام، و لم يقل به أحد من أصحابنا. و لعل الفاضلين انما ذکرا ذلک استظهارا عن الخصم، و کذا انکار المفيد رحمه الله أصل الواقعة انما هو لبيان أنه لم يثبت ذلک من طرقهم، و الا فبعد ورود ما مر من الأخبار انکار ذلک عجيب.

و قد روي الکليني، عن حميد بن زياد، عن ابن‏سماعة، عن محمد بن زياد، عن عبدالله بن سنان، و معاوية ابن عمار، عن أبي‏عبدالله عليه‏السلام قال: ان عليا لما توفي عمر أتي أم‏کلثوم فانطلق بها الي بيته. و روي نحو ذلک عن محمد بن يحيي و غيره، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد، عن أبي‏عبدالله عليه‏السلام.

و الأصل في الجواب هو أن ذلک وقع علي سبيل التقية و الاضطرار و لا استبعاد في ذلک، فان کثيرا من المحرمات تنقلب عند الضرورة و تصير من الواجبات، علي أنه ثبت بالأخبار الصحيحة أن أميرالمؤمنين و سائر الأئمة عليهم‏السلام کانوا قد أخبرهم النبي صلي الله عليه و آله بما يجري عليهم من الظلم و بما يجب عليهم فعله عند ذلک، فقد أباح الله تعالي له خصوص ذلک بنص الرسول صلي الله عليه و آله و هذا مما يسکن استبعاد الأوهام، و الله يعلم حقائق أحکامه و حججه عليهم‏السلام].

[279] [النحل: 106 و في البحار: و ليس ذلک بأعجب من قول لوط: (هؤلاء بناتي هن أطهر لکم) فدعاهم الي العقد عليهم لبناته و هم کفار ضلال قد أذن الله تعالي في هلاکهم، و قد زوج رسول الله صلي الله عليه و آله ابنتيه قبل البعثة کافرين کانا يعبدان الأصنام، أحدهما عتبة بن أبي‏لهب، و الآخر أبوالعاص بن الربيع، فلما بعث صلي الله عليه و آله فرق بينهما و بين ابنتيه (رسائل الشيخ المفيد: 63 - 61.).

و قال السيد المرتضي رضي الله عنه في کتاب الشافي: فأما الحنفية فلم تکن سبية علي الحقيقة، و لم يستبحها عليه‏السلام بالسبي، لأنها بالاسلام قد صارت حرة مالکة أمرها، فأخرجها من يد من استرقها ثم عقد عليها النکاح (في المصدر بعد ذلک: فمن أين أنه استباحها بالسبي دون عقد النکاح.) و في أصحابنا من يذهب الي أن الظالمين متي غلبوا علي الدار و قهروا و لم يتمکن المؤمن من الخروج من أحکامهم، جاز له أن يطأ سبيهم، و يجري أحکامهم مع الغلبة و القهر مجري أحکام المحقين فيما يرجع الي المحکوم عليه و ان کان فيما يرجع الي الحاکم معاقبا آثما. و أما تزويجه بنته فلم يکن ذلک عن اختيار؛ ثم ذکر رحمه الله الأخبار السابقة الدالة علي الاضطرار، ثم قال: علي أنه لو لم يجر ما ذکرناه لم يمتنع أن يجوزه عليه‏السلام لأنه کان علي ظاهر الاسلام و التمسک بشرائعه و اظهار الاسلام، و هذا حکم يرجع الي الشرع فيه، و ليس مما يخاطره (في المصدر: يحظره.). العقول، و قد کان يجوز في العقول أن يبيحنا الله تعالي مناکحة المرتدين علي اختلاف ردتهم، و کان يجوز أيضا أن يبيحنا أن ننکح اليهود و النصاري، کما أباحنا عند أکثر المسلمين أن ننکح فيهم، و هذا اذا کان في العقول سائغا فالمرجع في تحليله و تحريمه الي الشريعة، و فعل أميرالمؤمنين عليه‏السلام حجة عندنا في الشرع، فلنا أن نجعل ما فعله أصلا في جواز مناکحة من ذکروه و ليس لهم أن يلزموا علي ذلک مناکحة اليهود و النصاري و عباد الأوثان، لأنهم ان سألوا عن جوازه في العقل فهو جائز (في المصدر: فهو جار.) و ان سألوا عنه في الشرع فالاجماع يحظره و يمنع منه، انتهي کلامه رفع الله مقامه (الشافي: ص 216 ، 215.).

أقول: بعد انکار النص الجلي، ممن أظهر نصبه و عداوته لأهل البيت عليهم‏السلام يشکل القول بجواز مناکحته من غير ضرورة و لا تقية، الا أن يقال بجواز مناکحة کل مرتد عن الاسلام، و لم يقل به أحد من أصحابنا. و لعل الفاضلين انما ذکرا ذلک استظهارا عن الخصم، و کذا انکار المفيد رحمه الله أصل الواقعة انما هو لبيان أنه لم يثبت ذلک من طرقهم، و الا فبعد ورود ما مر من الأخبار انکار ذلک عجيب.

و قد روي الکليني، عن حميد بن زياد، عن ابن‏سماعة، عن محمد بن زياد، عن عبدالله بن سنان، و معاوية ابن عمار، عن أبي‏عبدالله عليه‏السلام قال: ان عليا لما توفي عمر أتي أم‏کلثوم فانطلق بها الي بيته. و روي نحو ذلک عن محمد بن يحيي و غيره، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد، عن أبي‏عبدالله عليه‏السلام.

و الأصل في الجواب هو أن ذلک وقع علي سبيل التقية و الاضطرار و لا استبعاد في ذلک، فان کثيرا من المحرمات تنقلب عند الضرورة و تصير من الواجبات، علي أنه ثبت بالأخبار الصحيحة أن أميرالمؤمنين و سائر الأئمة عليهم‏السلام کانوا قد أخبرهم النبي صلي الله عليه و آله بما يجري عليهم من الظلم و بما يجب عليهم فعله عند ذلک، فقد أباح الله تعالي له خصوص ذلک بنص الرسول صلي الله عليه و آله و هذا مما يسکن استبعاد الأوهام، و الله يعلم حقائق أحکامه و حججه عليهم‏السلام].

[280] يزهو خ ل.

[281] هذه الفقرة هي الأخيرة من خطبته عليه‏السلام المعروفة بالشقشقية و هي في «نهج‏البلاغة» هکذا: «أما و الذي فلق الحبة، و برأ النسمة لولا حضور الحاضر، و يعني عليه‏السلام بالحاضر: من حضر لبيعته، و بالناصر: الجيش الذي يستعين به، و الکظة: امتلاء البطن من الطعام، و السغب: شدة الجوع، و يريد أنهم لا يقاروا الظالم علي استثاره بالفي‏ء و أکله الحرام و الغارب: الکاهل، و الکلام تمثيل للترک و الارسال.

[282] أي الوليد بن عقبة بن أبي‏معيط و کان أخا عثمان لأمه ولاه الکوفة بعد أن عزل عنها سعد بن أبي‏وقاص و کان الوليد ماجنا معروفا بالفسق، و هو الذي سماه الله فاسقا في موضعين من القرآن الکريم الأول في قوله تعالي: (أفمن کان مؤمنا کمن کان فاسقا لا يستوون)، السجدة /18 انظر الکشاف 243/3، و الثاني في قوله تعالي: (يا أيها الذين آمنوا ان جاءکم فاسق بنبا فتبينوا) الحجرات، /6، لما کذب علي بني المصطلق علي رسول الله صلي الله عليه و آله و ادعي أنهم منعوه الصدقة (انظر تفصيل القضية في سيرة ابن‏هشام 308/3) فعظم ذلک علي أهل الکوفة حيث يستبدل سعد بمثل الوليد؛ فشرب الخمر ذات يوم و صلي بالناس و هو سکران فتکلم بالصلاة و زاد فيها، وقاء في المحراب و أخذوا خاتمه من اصبعه و هو لا يعلم و شهدوا بذلک عند عثمان فرد شهادتهم فشکوا ذلک الي علي عليه‏السلام فأقبل الي عثمان و عاتبه في ذلک ثم أخذ عليه‏السلام الوليد فجلده بين يدي أخيه و تفصيل القضية في الأغاني 133 - 120/5 و شرح نهج‏البلاغة لابن أبي الحديد 227/17.

[283] [في ذخائر العقبي و جواهر العقدين مکانهما: خرجه ابن السمأن و عن المستطل قال: ان...].

[284] [أضاف في ذخائر العقبي و جواهر العقدين: أم‏کلثوم].

[285] [في ذخائر العقبي و جواهر العقدين: علي].

[286] [لم يرد في ذخائر العقبي و جواهر العقدين].

[287] [أضاف في ذخائر العقبي و جواهر العقدين: يعني].

[288] [أضاف في ذخائر العقبي و جواهر العقدين: له عمر: والله اني ما أردت الباء ولکني].

[289] [ذخائر العقبي و جواهر العقدين: نسب و سبب ينقطع].

[290] [ذخائر العقبي و جواهر العقدين: نسب و سبب ينقطع].

[291] [أضاف في ذخائر العقبي و جواهر العقدين: ف].

[292] [في ذخائر العقبي و جواهر العقدين: ولد].

[293] [لم يرد في ذخائر العقبي و جواهر العقدين].

[294] [في کنز العمال مکانه: مسند علي عن حسن...].

[295] [لم يرد في کنز العمال].

[296] [لم يرد في کنز العمال].

[297] [في جواهر العقدين مکانه: و قد أخرج البيهقي أيضا حديث عمر عن طريق ابن أبي مليکة، عن الحسن و الحسين، عن أبيه، عن عمر، عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم الحديث: و فيه: فأحببت...، و في الصواعق المحرقة مکانه: و في رواية للبيهقي أن عمر لما قال فأحببت...].

[298] [في دلائل النبوة مکانه: أخبرنا أبوالحسن بن الفضل...، و في تاريخ دمشق ج 21 مکانه: و أخبرنا أبوالقاسم بن السمرقندي، أنا أبوبکر بن الطبري، قالا: أنا أبوالحسين بن الفضل...].

[299] [لم يرد في تاريخ دمشق].

[300] [في تاريخ دمشق ج 3 مکانه: انظر ج 10 ص 15].

[301] [في تاريخ دمشق ج 3 مکانه: انظر ج 10 ص 15].

[302] [في تاريخ دمشق ج 3 مکانه: انظر ج 10 ص 15].

[303] [في تاريخ دمشق ج 3 مکانه: انظر ج 10 ص 15].

[304] [تاريخ دمشق: منه حتي توفي].

[305] [تاريخ دمشق: منه حتي توفي].

[306] [دلائل النبوة: بعثت].

[307] [دلائل النبوة: بعثت].

[308] [زاد في تاريخ دمشق ج 3: و قال ابن مندة: أنت قدمت].

[309] کتب عليه في مص صح - و في ر - عن الأسود، عن علقمة... تزوجها.

[310] مد - و قد تزوج عمر رضي الله عنه.

[311] [الي هنا لم يرد في تراثنا].

[312] [الربيع: أم‏کلثوم بنت علي من فاطمة عليهاالسلام و قال].

[313] [أضاف في أسد الغابة و تراثنا: أبيها؛ و في تاريخ دمشق مکانه: أخبرنا أبوغالب، و أبوعبدالله، ابنا أبي‏علي. قالا: أنا أبوجعفر محمد بن أحمد، أنا محمد بن عبدالرحمان بن العباس، أنا أحمد بن سليمان، نا الزبير ابن بکار، قال في تسمية ولد عمر بن الخطاب: و زيد بن عمر، و رقية بنت عمر تزوجها ابراهيم بن نعيم ابن عبدالله بن أسيد بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن کعب، فولدت له جارية، و ماتت الجارية و أمها أم‏کلثوم بنت علي بن أبي‏طالب، و أمها فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم، و کان عمر بن الخطاب خطب أم‏کلثوم الي... و في المختصر: کان عمر بن الخطاب خطب أم‏کلثوم الي...].

[314] [في التبيين مکانه: روي: ان عمر لما خطب أم‏کلثوم الي علي فقال له: انها... و الشرح: و روي الزبير ابن‏بکار، قال: خطب عمر أم‏کلثوم بنت علي عليه‏السلام فقال له: انها... و في ذخائر العقبي و تاريخ الخميس مکانها: و ذکر أبوعمر: أن عمر قال له لما قال: انها... و السيدة زينب: و لما خطبها عمر من علي قال له: انها...].

[315] [الي هنا لم يرد في السير و التاريخ].

[316] [الربيع: أم‏کلثوم بنت علي من فاطمة عليهاالسلام و قال].

[317] [الربيع: و أنا].

[318] [لم يرد في السير].

[319] [الربيع: هي صغيرة و].

[320] [الربيع: هي صغيرة و].

[321] [أعلام النساء: زوجتها، و زاد في السير و التاريخ: يعتل بصغرها].

[322] [لم يرد في الشرح و تحفة العالم].

[323] [الشرح: ذکرته].

[324] [الربيع: له].

[325] [الربيع: له].

[326] [أضاف في التبيين و تاريخ الخميس: لها عمر].

[327] [الريبع: لقد].

[328] [الربيع: لقد].

[329] [في تاريخ دمشق و المختصر و الشرح: رضيته].

[330] [الربيع: فتناول فتاعها فقالت:].

[331] [في أسد الغابة و الافحام و تراثنا: عليها].

[332] [لم يرد في الشرح].

[333] [في أسد الغابة و الافحام و تراثنا: عليها].

[334] [الربيع: فتناول فتاعها فقالت:].

[335] [زاد في تاريخ الخميس: و في رواية: لطمست عينيک].

[336] [الربيع: قالت لأبيها].

[337] [في السير و التاريخ: مضت الي أبيها].

[338] [لم يرد في أسد الغابة و الشرح و الافحام و تراثنا].

[339] [لم يرد في أسد الغابة و الشرح و الافحام و تراثنا].

[340] [في ذخائر العقبي و تاريخ الخميس: أتت].

[341] [في السير و التاريخ: مضت الي أبيها].

[342] [لم يرد في السير و التاريخ].

[343] [الربيع: قالت لأبيها].

[344] [ذخائر العقبي: أتبعثني].

[345] [أضاف في الربيع و تاريخ دمشق و المختصر و الشرح: مهلا].

[346] [الي هنا حکاه عنه في السير و التاريخ و ذکر في التاريخ الي الانتهاء: روي نحوا من هذا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن علي].

[347] [الأعيان: ثم روي بسنده].

[348] [أضاف في الربيع: الأولين].

[349] [أعلام النساء: بين القبر و المنبر، و کانوا يجلسون. ثم جاء علي و عثمان و الزبير و طلحة و عبدالرحمان ابن‏عوف، فاذا کل الشي‏ء يأتي عمر من الآفاق جاءهم فأخبرهم ذلک و استشارهم فيه. فقال عمر: رفئوني].

[350] [الربيع: فقال رفئوني، و زاد في أعلام النساء: قال].

[351] [لم يرد في أسد الغابة و التبيين و الافحام و تراثنا].

[352] [لم يرد في أسد الغابة و التبيين و الافحام و تراثنا].

[353] [أضاف في الشرح: رفئوني]، و جاء في هامش الشرح: رفأه: اذا قال له: بالرفاء و البنين.

[354] [أعلام النساء: بين القبر و المنبر، و کانوا يجلسون. ثم جاء علي و عثمان و الزبير و طلحة و عبدالرحمان ابن‏عوف، فاذا کل الشي‏ء يأتي عمر من الآفاق جاءهم فأخبرهم ذلک و استشارهم فيه. فقال عمر: رفئوني].

[355] [في ذخائر العقبي و تاريخ الخميس و أعلام النساء: بمن].

[356] [أعلام النساء: بابنة].

[357] [أعلام النساء: بابنة].

[358] [الربيع: فقال رفئوني، و زاد في أعلام النساء: قال].

[359] [في الوافي مکانه: في رواية: سمعت...].

[360] [في اسد الغابة و الشرح و الافحام و تراثنا: ينقطع].

[361] [الي هنا مثله في الشرح].

[362] [لم يرد في ذخائر العقبي و تاريخ الخميس].

[363] [الربيع: و صار لي به].

[364] [أضاف في أسد الغابة: الصلاة و].

[365] [في تراثنا و الافحام: الصلاة].

[366] [الربيع: و صار لي به].

[367] [الي هنا حکاه في الربيع و الوافي].

[368] [لم يرد في ذخائر العقبي و تاريخ الخميس].

[369] [الي هنا مثله في تاريخ دمشق و المختصر و التبيين و حکاه عنه في السيدة زينب و تحفة العالم و زاد فيه: و کيف کان فلا ينبغي الريب في ان أم‏کلثوم هذه التي تزوجها عمر توفيت في زمان أخيها الحسن عليه‏السلام، و لم تدرک وقعة الطف.

(و ذکر) أرباب السير أنها ولدت من عمر ولدا اسمه زيد يلقب بذي الهلالين و بنتا تسمي رقية.

(قال) في أسد الغابة: و توفيت أم‏کلثوم و ابنها زيد في وقت واحد.

(و روي) الشيخ الحر في الوسائل: أنه اخرجت جنازة أم‏کلثوم بنت علي و ابنها زيد بن عمر].

[370] [لم يرد في تاريخ الخميس و في ذخائر العقبي الي الانتهاء: و في رواية: أنها قالت: لولا أنک أميرالمؤمنين لطمست عينيک. (شرح) حصان أي عفيفة تقول منه حصنت المرأة بالضم حصنا أي عفت فهي حاصن؛ و حصان بالفتح و حصنا أيضا بينة الحصانة، زفوني أي قولوا لي بالرفاء و البنين. تقول رفيته ترفية، اذا قلت له ذلک].

[371] [أعلام النساء: و دخل بها في ذي‏القعدة سنة 17 ه، و قد أمهرها أربعين ألفا، و ظلت عنده حتي قتل، و ولدت له زيد بن عمر الأکبر و رقية بنت عمر].

[372] [في أسد الغابة و الافحام و تراثنا: فتزوجها].

[373] [الأعيان: ثم روي بسنده].

[374] [الي هنا حکاه عنه في الأعيان و ذکر الي الانتهاء: و ذکر نحوا مما مر].

[375] [في أسد الغابة و الافحام و تراثنا: فتزوجها].

[376] [في أسد الغابة و الافحام و تراثنا: له].

[377] [في أسد الغابة و الافحام و تراثنا: له].

[378] [لم يرد في أسد الغابة].

[379] [لم يرد في أسد الغابة].

[380] [لم يرد في تاريخ الخميس و في ذخائر العقبي الي الانتهاء: و في رواية: أنها قالت: لولا أنک أميرالمؤمنين لطمست عينيک. (شرح) حصان أي عفيفة تقول منه حصنت المرأة بالضم حصنا أي عفت فهي حاصن؛ و حصان بالفتح و حصنا أيضا بينة الحصانة، زفوني أي قولوا لي بالرفاء و البنين. تقول رفيته ترفية، اذا قلت له ذلک].

[381] [لم يرد في أسد الغابة].

[382] [لم يرد في أسد الغابة].

[383] [لم يرد في تراثنا].

[384] [لم يرد في تراثنا].

[385] [أضاف في أسد الغابة: عبدالله].

[386] [في أسد الغابة و الافحام و تراثنا: و لما قتل عنها عمر تزوجها عون بن جعفر].

[387] [في ذخائر العقبي و تاريخ الخميس: أحدهما من الآخر].

[388] [في ذخائر العقبي و تاريخ الخميس: أحدهما من الآخر].

[389] [في ذخائر العقبي و تاريخ الخميس: علي].

[390] [في أسد الغابة و الافحام و تراثنا: و لما قتل عنها عمر تزوجها عون بن جعفر].

[391] [أعلام النساء: و دخل بها في ذي‏القعدة سنة 17 ه، و قد أمهرها أربعين ألفا، و ظلت عنده حتي قتل، و ولدت له زيد بن عمر الأکبر و رقية بنت عمر].

[392] في الأصل: مات هو و أمه واحد.

[393] [الأنوار النعمانية: فقد مر تحقيق معني ذلک التزويج].

[394] [الأنوار النعمانية: فقد مر تحقيق معني ذلک التزويج].

[395] [لم يرد في المختصر].

[396] [لم يرد في المختصر].

[397] [في المختصر مکانه: وفد الي...].

[398] [لم يرد في المختصر].

[399] [المختصر: بابله].

[400] [لم يرد في المختصر].

[401] [لم يرد في المختصر].

[402] [زاد في المختصر: و روي مثل ذلک عن عطاء الخراساني أيضا، کما ذکرناه في الطبقات].

[403] [لم يرد في المختصر].

[404] [لم يرد في المختصر].

[405] [المختصر: مشيا].

[406] [لم يرد في المختصر].

[407] [لم يرد في المختصر].

[408] [لم يرد في المختصر].

[409] [المختصر: قيل].

[410] [المختصر: قيل].

[411] [لم يرد في المختصر].

[412] المعرفة و التاريخ: 214/1.

[413] [لم يرد في المختصر]

[414] [المختصر: و المحفوظ أن عبدالله بن عمر هو الذي صلي عليهما في امارة سعيد بن العاص و کبر أربعا و خلفه الحسن و الحسين و ابن الحنفية و ابن‏عباس و غيرهم].

[415] [المختصر: و المحفوظ أن عبدالله بن عمر هو الذي صلي عليهما في امارة سعيد بن العاص و کبر أربعا و خلفه الحسن و الحسين و ابن الحنفية و ابن‏عباس و غيرهم].

[416] الجعفريات: 109 باسناده عن آبائه عن الامام الباقر عليهم‏السلام، نحوه، بحارالأنوار، 43/191/104 عن النوادر و فيه: أتت عليا عليه‏السلام ابنته أم‏کلثوم، عن الشعبي، کنز العمال: 28012/694/9 عن سفيان الثوري.

[417] «نصر» م. و في البحار بلفظ «الصفار، عن أبي‏بصير، عن جذعان بن نصر».

[418] «أبي‏مسعدة» ه، و مدينة المعاجز.

[419] «الربيبي» البحار.

[420] [الأنوار النعمانية: قلت].

[421] [لم يرد في الأنوار النعمانية].

[422] [لم يرد في الأنوار النعمانية].

[423] المراد به الخليفة الثاني.

[424] [الأنوار النعمانية: أ].

[425] «أيقولون ذلک؟» ه، ط، و البحار.

[426] [مدينة المعاجز: أقواما].

[427] «ما» م، ه.[الأنوار النعمانية: ما].

[428] [لم يرد في البحار].

[429] [لم يرد في البحار].

[430] [البحار: ما کان يقدر أميرالمؤمنين].

[431] [الأنوار النعمانية: ما].

[432] [البحار: ما کان يقدر أميرالمؤمنين].

[433] [لم يرد في الأنوار النعمانية].

[434] «تزوجني» البحار.

[435] [زاد في ه «عليه»، و أضاف في الأنوار النعماينة: عليه].

[436] [الأنوار النعمانية: معه].

[437] [زاد في مدينة المعاجز: و].

[438] [زاد في مدينة المعاجز: ف].

[439] «جويرية» خ ل.

[440] [أضاف في الأنوار النعمانية: بها].

[441] استراب: وقع في الريبة.

[442] [لم يرد في الأنوار النعمانية].

[443] علي بناء المجهول.

[444] «وحوت جنيته» ط.[الأنوار النعمانية: فأخذت].

[445] بعد از آن با ام‏کلثوم دختر علي بن ابي‏طالب ازدواج نمود. مادر ام‏کلثوم فاطمه دختر رسول الله صلي الله عليه و سلم بود. صداق او چهل هزار (درهم) بود. ام‏کلثوم هم رقيه و زيد را براي او زائيد.[...]

عمر ام‏کلثوم دختر ابوبکر را از عايشه (خواهرش) خواستگاري کرد. ام‏کلثوم گفت: من به او نيازي ندارم. او زندگاني خشن (معيشت سخت و خوراک بد) دارد، او نسبت به زنان سخت‏گير است. عايشه به عمرو بن العاص پيغام عدم ازدواج را داد. عمرو بن عاص به عايشه پاسخ داد که من او را منصرف مي‏کنم. عمرو نزد عمر رفت و گفت: خبري شنيدم که پناه بر خدا بايد ببري از وقوع آن. عمر پرسيد آن خبر چيست؟ گفت: تو ام‏کلثوم دختر ابوبکر را خواستگاري کردي؟ گفت: آري. آيا تو دريغ داري که او زن من باشد يا خود او دريغ دارد؟ گفت: هيچ کدام، ولي او خردسال است و در پناه اميرالمؤمنين (ابوبکر) با ناز و نعمت پرورش يافته و تو مرد خشن و سخت‏گير هستي که نزد ما هيبت و رعب داري و ما قادر بر اين نمي‏باشيم که اخلاق تو را اصلاح کنيم. او چگونه با تو زندگاني کند که اگر با تو مخالفت نمايد و تو بر او سخت بگيري و مسلط شوي و آزارش دهي، آيا حق جانشيني ابوبکر چنين خواهد بود که نسبت به فرزندان او بدرفتاري کني؟ عمر گفت: من به عايشه چه بگويم و حال اين که او را از عايشه خواستگاري کرده‏ام. عمرو گفت: به عهده‏ي من خواهد بود و من تو را به زن ديگري هدايت مي‏کنم که از او بهتر است. او ام‏کلثوم دختر علي بن ابي‏طالب است که اگر همسر تو باشد به رسول الله منتسب خواهي شد.

خليلي، ترجمه‏ي کامل، 91 - 90/3.

[446] في أ و ب: الحسين بن علي.

[447] في ب: شحة، و في أ و ب: الذماميين.

[448] في أ و ب: و قد دخل في موضع وفد رجل علي.

[449] في ب: فقال لأم‏کلثوم بنت فاطمة.

[450] في أ: حثاها.

[451] انظر مفصل ذلک في المنمق في أخبار قريش /382.

[452] سبق الخبر في ترجمة أم‏کلثوم بنت علي رضي الله عنه.

[453] في أ و ب: الحسن بن علي.

[454] في ج: من الآخر. بدل من صاحبه.

[455] سماه صاحب نسب قريش / 352 عبدالله بن عامر بن سعيد، و الرجز فيه.

[456] مريم: 71.

[457] الرثة: المتاع.

[458] السلت: شعير لا قشر له، يتبرد بسويقه.

[459] ع ق س: شعبة، و أثبتنا ما في المسودة.

[460] انظر في هذا المثل فصل المقال: 426 (ط بيروت).

[461] س ق ع و المختار: أين؛ ر: أن سلک.

[462] زاد في المختار هنا قولا سيجي‏ء من بعد، علي طريقته في جمع الأشباه في موضع واحد.

[463] في الافحام: انظر الي ما ذکره ابن خلکان في (وفيات الأعيان) في ترجمة زيد بن زياد بن ربيعة بن مفرغ الحميري.

[464] انظر: ج 3، ص 217.

[465] و ذکر عمر... شهادته: سقط من ر س.

[466] [زاد في ينابيع المودة: منکم].

[467] [لم يرد في جواهر العقدين].

[468] [لم يرد في ينابيع المودة].

[469] [لم يرد في جواهر العقدين].

[470] [زاد في ينابيع المودة: علي المنبر].

[471] [ينابيع المودة: النبي يقول ذلک].

[472] [ينابيع المودة: النبي يقول ذلک].

[473] [جواهر العقدين: أو].

[474] [لم يرد في جواهر العقدين].

[475] [لم يرد في جواهر العقدين].

[476] [تاريخ الخميس: و زاد المستطل: و کل بني أنثي فعصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فاني أبوهم و أنا عصبتهم].

[477] [تاريخ الخميس: و زاد المستطل: و کل بني أنثي فعصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فاني أبوهم و أنا عصبتهم].

[478] [في جواهر العقدين مکانه: و أخرج بن السمان معناه، لفظه: أن...].

[479] [جواهر العقدين: أنا].

[480] [جواهر العقدين: تولي].

[481] [لم يرد في جواهر العقدين].

[482] [لم يرد في جواهر العقدين].

[483] [أضاف في جواهر العقدين: قلت: و ضم عمر رضي الله عنه اياها و تقبيلها - کما في الرواية السابقة - من قبيل الاکرام، و مثل هذا يکرم اليه الصغير، و لذا فعله بحضور من قال له: ما کنت تريد اليها صبية صغيرة، و لولا أنها کانت کذلک لما بعث بها علي رضي الله عنه اليه].

[484] [في تاريخ الخميس مکانه: قال ابن‏اسحاق: فمات عنها و لم يصب منها ولدا کذا ذکره...].

[485] [لم يرد في کشف اليقين].

[486] [لم يرد في کشف اليقين].

[487] منتخب کنزالعمال، ج 5، ص 94، و ذخائر العقبي، ص 17، و قال: أخرجه الملأ...

[488] [کشف اليقين: عدو أمير].

[489] [کشف اليقين: عدو أمير].

[490] [لم يرد في کشف اليقين].

[491] [لم يرد في کشف اليقين].

[492] [زاد في کشف اليقين: أسد الله].

[493] [کشف اليقين: حکيم].

[494] [کشف اليقين: أنصارهم].

[495] [کشف اليقين: أنصارهم].

[496] [زاد في کشف اليقين: و معهم].

[497] [زاد في کشف اليقين: أحدهما أکبر من الآخر].

[498] [لم يرد في کشف اليقين].

[499] [زاد في کشف اليقين: هذا قول عدوه فيه - عليه‏السلام -].

[500] قال الفضل بن روزبهان في ابطال نهج الحق: ما ذکره من کلام الجاحظ صحيح، لا شک فيه. و قريب من قول الجاحظ ما حققه تفصيلا ابن أبي الحديد عند شرح قوله عليه‏السلام: «لا يقاس بآل محمد صلي الله عليه و آله من هذه الأمة أحد»، شرح النهج، ج 1، ص 45.

[501] و رواه أيضا الخطيب في ترجمة عبدالرحمان بن بشر بن الحکم النيسابوري تحت الرقم: (5387) من تاريخ بغداد: ج 10، ص 271، قال:

أخبرنا أبوالقاسم عبدالعزيز بن محمد بن جعفر العطار، حدثنا أحمد بن سلمان الفقيه، حدثنا ابراهيم بن اسحاق الحربي، قال: حدثنا عبدالرحمان بن بشر النيسابوري...

[502] و من أول الحديث: (541) الي هنا غير موجود في نسخة السيد علي نقي.

و بعد هذا في نسخة طهران هکذا: «روي هذا الحديث کل نسب و صهر ينقطع يوم القيامة الا نسبي و صهري» تکسب معتقدها المعتد بها العارف بحقها شرفا و فخرا، منقبة يهدي الي منقبها سعادة تکون له في الدارين عدة و ذخرا؟!!.

[503] کذا في نسخة السيد علي نقي، و في نسخة طهران: «ينقطع...».

[504] و أورده السيوطي في «الدر المنثور» 15/5، و زاد نسبته للبزار، و الطبراني، و البيهقي، و الضياء المقدسي في «المختارة» و أورده الهيثمي في «الجمع» 173/9 و قال: رواه الطبراني في «الأوسط» و «الکبير»، و رجالهما رجال الصحيح غير الحسن بن سهل و هو ثقة. و في الباب عن المسور بن مخرمة عند أحمد 322/4 بلفظ «ان الأنساب يوم القيامة، تنقطع، غير نسبي و سببي و صهري» و سنده حسن في الشواهد، و عن ابن‏عمر عند ابن‏عساکر.

[505] أخرجه عبدالرزاق، و سعيد بن منصور في «سننه» (521 - 520)، و ابن عبدالبر 491/4 «الاستيعاب».

[506] تحرفت في المطبوع الي «رقبتک».

[507] أورد الخبر بأطول مما هنا ابن الأثير في «أسد الغابة» 388/7.

[508] انظر ابن‏سعد 464/8، و «التاريخ الصغير» 102/1 للبخاري.

[509] أخرجه ابن‏سعد 465 ، 464/8 من طريق وکيع بن الجراح بهذا الاسناد، و هو صحيح.

[510] [الي هنا لم يرد في فضائل الخمسة]و رواه البزار رقم (2363) و قال: لا نعلمه يروي بهذا اللفظ الا بهذا الاسناد.

[511] [لم يرد في فضائل الخمسة].

[512] [فضائل الخمسة: الحديث (أقول) و ذکره ابن‏حجر أيضا في صواعقه (ص 138) و قال: رواه البزار، و ذکره المحب الطبري أيضا في ذخائره (ص 6) غير أنه قال فيه: فلما خرجت لقيها رجل، فقال له: ان قرابة محمد لن تغني عنک شيئا و لم يصرح باسم عمر بن الخطاب].

[513] في البزار: موضعا.

[514] أبرنا: أهلکنا.

[515] [فضائل الخمسة: الحديث (أقول) و ذکره ابن‏حجر أيضا في صواعقه (ص 138) و قال: رواه البزار، و ذکره المحب الطبري أيضا في ذخائره (ص 6) غير أنه قال فيه: فلما خرجت لقيها رجل، فقال له: ان قرابة محمد لن تغني عنک شيئا و لم يصرح باسم عمر بن الخطاب].

[516] [أضاف في جواهر العقدين: من طريق الحسن بن سهل الخياط من حديث ابن عيينة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه].

[517] [جواهر العقدين: قال الطبراني بعده: لم يجوده عن أبيه ابن عيينة الا الحسن بن سهل بن الخياط، و قد رواه غيره عن ابن عيينة فلم يذکر جابر].

[518] [جواهر العقدين: قال الطبراني بعده: لم يجوده عن أبيه ابن عيينة الا الحسن بن سهل بن الخياط، و قد رواه غيره عن ابن عيينة فلم يذکر جابر].

[519] چون خبر وقايع مکه به علي رسيد، براي مردم سخن گفت و گفت: بدانيد که طلحه و زبير و عايشه دست به دست هم داده تا امارت مرا نقض کنند و مردم را به اصلاح فرا خوانده‏اند و من صبر خواهم کرد، اگر آنان دست باز داشتند، من نيز دست باز مي‏دارم و گرنه به سوي آنان خواهم رفت. و مردم مدينه را به نبرد فراخواند ولي مردم مماطله کردند. علي کميل نخعي را نزد عبدالله بن عمر فرستاد. چون بيامد به او گفت: که با من قيام کن. گفت: من از مردم مدينه‏ام، هر چه کنند من هم همان خواهم کرد. علي گفت مرا کفيلي ده که تو از مدينه بيرون نخواهي رفت. نه. پس او را به حال خود واگذاشت. عبدالله بن عمر به مکه رفت، او به دختر علي ام‏کلثوم گفته بود که از مردم مدينه شنيده است که در ياري علي درنگ خواهند کرد و او فرمانبردار علي است و اينک به قصد عمره به مکه مي‏رود ولي از فردا براي علي خبر آوردند که او به شام رفته است. علي از هر سو به طلب او کسي فرستاد. مردم مدينه به هيجان آمده بودند و ام‏کلثوم سوار شده نزد پدر آمد علي در بازار بود و آنچه را که از عبدالله بن عمر شنيده بود به او بازگفت. علي از تعقيب و جستجوي ابن عمر باز ايستاد و به قول او اعتماد ورزيد. آن گاه نزد مردم مدينه آمد و بر ايشان سخن گفت و آنان را به جنگ برانگيخت. مردم کم کم به او پاسخ دادند. اول کسي که دعوت او را اجابت کرد، ابوالهيثم ابن التيهان بود و او از بدربان بود و ديگر خزيمة بن ثابت بود - و اين خزيمة آن خزيمه ذوالشهادتين نيست - چون زياد بن حنظله درنگ مردم را در پاسخ گفتن به علي ديد، خود برخاست و گفت: هر کس در ياري تو درنگ کند، من با تو هستم و براي تو نبرد مي‏کنم.

آيتي، العبر تاريخ ابن‏خلدون، 594/1.

[520] [حکاه عنه في الأعيان، 486/3].

[521] [حکاه عنه في الأعيان، 486/3].

[522] هود: 78.

[523] [الصواعق المحرقة: مجلس المهاجرين].

[524] [الصواعق المحرقة: مجلس المهاجرين].

[525] [الصواعق المحرقة: هنوني].

[526] [الصواعق المحرقة: و أخذ يحدث أنه سمع].

[527] [الصواعق المحرقة: و أخذ يحدث أنه سمع].

[528] [الي هنا حکاه في الصواعق المحرقة].

[529] و ام‏کلثوم را عمر بن الخطاب رضي الله عنه در زمان خلافت خود به حباله‏ي نکاح درآورد و از وي پسري متولد شد زيد نام و بعد از فوت أميرالمؤمنين عمر، عون بن جعفر او را بخواست و چون عون نيز فوت شد، محمد بن جعفر به مناکحتش رغبت کرد و محمد را از ام‏کلثوم دختري به وجود آمد و چون محمد نيز به عالم سرمد انتقال فرمود، عبدالله بن جعفر ام‏کلثوم را عقد کرد و فوت او در خانه‏ي عبدالله به وقوع انجاميد.

[...]و در روضة الاحباب مسطور است که از زينب و ام‏کلثوم نيز مطلقا نسل نماند.

ذکر ازواج و اولاد عمر بن الخطاب[...]

پنجم: ام‏کلثوم بنت اميرالمؤمنين علي بن ابيطالب (کرم الله وجهه) و از وي پسري و دختري تولد شد. پسر زيد نام داشت و دختر رقيه و از ايشان عقب نماند.

خواندامير، حبيب السير، 493 ، 436/1.

[530] مستطرفات السرائر: 144، حديث 12.

[531] في المصدر: يفعله.

[532] في المستطرفات: و القدح الکثيف و ما أشبه ذلک.

[533] في المصدر: فما أقام الا يومين.

[534] في المصدق: في صداق.

[535] در کتاب قاموس اللغة مسطور است: کلثوم، به ضم اول و سکون لام و ضم ثاء مثلثه و واو ساکنه و ميم، آن کس را گويند که چهره‏اش فربه و پرگوشت باشد؛ لکن بيرون از ترشرويي، بلکه نيکروي باشد.»

نيز در تحفة الاحباب گويد: «کلثمه به معني نيک صورت است.» (يکي از معاني زينب و موارد اطلاق آن، درختي بسيار زيبا و خوشبو است و بعيد نيست که وجه تسميه‏ي به زينب، همان زيبايي و خوشبويي باشد.)

بالجمله در کتاب ناسخ التواريخ و استيعاب در زير صواحبات رسول خداي صلي الله عليه و آله از جناب ام‏کلثوم دختر حضرت اميرالمؤمنين عليه‏السلام ياد کرده‏اند و در جمله صواحبات مسطور داشته‏اند و از دو فرزندش زيد و رقيه که از عمر بن الخطاب پديد آورد، اسم برده‏اند؛ لکن از جناب زينب خاتون دختر اميرالمؤمنين (صلوات الله عليهم) در شمار صواحبات نام نبرده‏اند. با اين که زينب دختر رسول خداي صلي الله عليه و آله را مرقوم داشته‏اند.

و از اين خبر مفهوم مي‏شود که جناب ام‏کلثوم بايد از حضرت زينب خاتون سالخورده‏تر باشد و نيز خواستگاري عمر، ام‏کلثوم را مؤيد اين مطلب تواند شد؛ چه اگر زينب خاتون مهين‏تر بودي، بايد او را عمر خطبه کند و معلوم نيست در آن وقت عبدالله بن جعفر حضرت زينب را تزويج کرده باشد. بالجمله صريح نتوان کرد؛ والعلم عند الله تعالي.

در کتاب عمدة الطالب مسطور است: رقية الکبري مکناة به ام‏کلثوم را به سراي عمر بن الخطاب به طريق زناشويي فرستادند و عمر به خدمت اميرالمؤمنين عليه‏السلام پيام فرستاد که از رسول خداي صلي الله عليه و آله شنيدم، مي‏فرمود: «هر حسبي و نسبي به روزگار قيامت قطع مي‏شود، مگر حسب و نسب من.» همانا مرا از آن حضرت حسبي است. دوست مي‏دارم که به شرف نسب نيز نائل شوم.

و ام‏کلثوم را خطبه کرد و علي عليه‏السلام ام‏کلثوم را با وي تزويج فرمود و عباس بن عبدالمطلب به اجازت اميرالمؤمنين علي بن ابيطالب متولي امر تزويج شد و عمر را از جناب ام‏کلثوم پسري پديد آمد که زيدش ناميدند و او با مادرش ام‏کلثوم به يک وقت جهان را بدرود کردند و بر هر دو تن نماز بگذاشتند.

و بعد از هلاک عمر، عون بن جعفر بن ابيطالب جناب ام‏کلثوم را در حباله‏ي نکاح درآورد و چون عون به ديگر سراي راه برگرفت، برادرش محمد بن جعفر آن حضرت را شوهر شد.

سبط ابن الجوزي در تذکرة الخواص گويد: عمر بن الخطاب در زمان خلافت خويش جناب ام‏کلثوم را خطبه کرد: اميرالمؤمنين عليه‏السلام امتناع ورزيد و فرمود: «ام‏کلثوم کودک است و هم او را نامزد برادرزاده‏ام، پسر جعفر کرده‏ام.»

اين کار بر عمر دشوار شد.

عباس به علي عليه‏السلام عرض کرد: «او را با عمر تزويج فرماي. چه، از وي سخني شنيده‏ام که اگر مسؤول او را به اجابت مقبول نداري، فتنه بخواهد انگيخت.»

لاجرم علي عليه‏السلام او را با عمر تزويج فرمود و عمر گفت: «در اين امر جز پيوستن شرافت حسب رسول خداي صلي الله عليه و آله را با جلالت نسبش مقصودي نداشتم.»

و هم سبط ابن‏جوزي گويد: جدم در کتاب المنتظم گويد: «علي عليه‏السلام، ام‏کلثوم را به عمر فرستاد تا بدو نگران آيد. عمر از روي ملاطفت دست بر ساق پايش بسود.»

اما ابن‏جوزي گويد: «اين کار هرگز نشايد و بس قبيح مي‏نمايد. چه، اگر جناب ام‏کلثوم کنيزکي بيش نبود، اين معاملت روا نبود. وانگهي لمس اجنبيه به اجماع مسلمانان جايز نيست؛ چگونه عمر را به چنين نسبت منسوب توان داشت؟»

و نيز گويد: آنچه ما را به روايت آورده‏اند، اين است: «چون علي عليه‏السلام به عمر پيام داد که: ام‏کلثوم خردسال است.»

گفت: «او را به من فرست.»

اميرالمؤمنين عليه‏السلام او را به عمر فرستاد و هم جامه با او فرستاد و ام‏کلثوم را فرمود: به عمر بگوي: پدرم با تو مي‏گويد: آيا اين جامه از بهر تو صلاحيت دارد؟»

چون ام‏کلثوم نزد عمر شد، عمر به دقت نظر در وي به نظاره شد و گفت: «با پدرت عرضه دار، آري.»

چون ام‏کلثوم به خدمت پدر باز شد، عرض کرد: «اي پدر! لقد أرسلتني الي شيخ سوء لقد صوب النظر في حتي کدت أضربت بالثوب أنفه».

يعني: «همانا مرا به نزد پيري نکوهيده بفرستادي که چنان به دقت در من نظر همي‏کرد که خواستم آن جامه را بر بيني او بر زنم.»

و از آن پس، ام‏کلثوم را از عمر، زيد متولد شد و چون عمر به قتل رسيد، عون بن جعفر او را تزويج کرد؛ لکن از وي فرزندي نياورد و بعد از وفات عون، برادرش محمد بن جعفر او را کابين بست و بعد از وي، برادرش عبدالله بن جعفر، آن حضرت را در حباله‏ي نکاح درآورد و ام‏کلثوم در سراي عبدالله به ديگر سراي خراميد و از اين خبر مي‏رسد که ام‏کلثوم همان حضرت زينب خاتون باشد که ام‏کلثوم کنيت داشته است. و تصريح مي‏کند که: «اين حضرت زينب که ام‏کلثوم کنيت داشته و به سراي عمر رفته، از زوجات ديگر اميرالمؤمنين است و نه از حضرت صديقه طاهره (سلام الله عليها) که بلا ترديد در سراي عبدالله جعفر بوده است. چه معلوم نيست که عبدالله به مزاوجت هر دو دختر اميرالمؤمنين عليه‏السلام افتخار داشته باشد.»

اما از اين که سبط ابن جوزي مي‏نويسد: «عبدالله را از ام‏کلثوم فرزندي پديد شد.» بيرون از غرابت نيست. چه حضرت زينب را چنان که معلوم آيد، از عبدالله بن جعفر فرزند اناث و ذکور بوده است. مگر اين که گوييم: «وي ام‏کلثوم صغري بوده است.»

([اين خبر از ناسخ التواريخ حضرت زهرا عليهاالسلام، 205 - 203/4 در اينجا تکرار شده است].) در جلد دوم از کتاب دوم و چهارم از کتاب ناسخ التواريخ مسطور است: در سال هفدهم هجري، عمر ابن الخطاب به حضرت اميرالمؤمنين عليه‏السلام فرستاد و ام‏کلثوم را از بهر خويشتن خواستگاري کرد. اين سخن در خاطر علي عليه‏السلام ثقلي بزرگ بيفکند و فرمود: «ام‏کلثوم هنوز کودک است. نه هنگام آن است که او را به شوهر فرستند.»

عمر گفت: «يا اباالحسن! من آرزومندم که بدان کرامت مخصوص شوم؛ چندان که هيچ کس را چندين آرزو نباشد.»

علي عليه‏السلام فرمود: «من او را تزويج کنم و به سوي تو فرستم تا اگر درخور اين مقام باشد، تو را باشد.»

و ام‏کلثوم را عقد بست و به سراي عمر فرستاد و چهار هزار درهم در کابين او مقرر گشت. عمر به ديد مهر و حفاوت در وي نگران شد و دست فرا برد و جامه از ساقش به يک سوي کشيد.

ام‏کلثوم غضبناک شد و فرمود: «اگر نه آن بودي که اميرالمؤمنين بودي، بيني تو را درهم بشکستم.»

به روايتي فرمود: «چشم تو را بر مي‏کندم.»

و از نزد عمر بيرون شد و به حضرت پدر بيامد و عرض کرد: «مرا به نزديک پيري نکوهيده کيش فرستادي.»

فرمود: «اي فرزند! او شوهر تو است.»

بالجمله، روز ديگر وقتي که مهاجر و انصار نزد عمر شدند، گفت: «مرا ترحيب و ترجيب گوييد و مبارک باد فرستيد.»

گفتند: «سبب چيست؟»

گفت: «ام‏کلثوم، دختر علي را کابين بستم. «سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول: کل نسب و سبب و صهر منقطع يوم القيامة الا نسبي و سببي و صهري، فکان لي به النسب و السبب و أردت أن أجمع اليه الصهر.»

از رسول خداي صلي الله عليه و آله شنيدم که مي‏فرمود: «هر نسبي و سببي و صهري در روز قيامت قطع مي‏شود، مگر رشته‏ي خويشاندي و دامادي من.» همانا من از قبيله‏ي قريشم. خويشاوندي من با رسول خداي استوار است. خواستم به دامادي آن حضرت شرافتي ديگر به دست کنم. پس ام‏کلثوم، دختر علي را تزويج کردم و شما را واجب است که مرا تهنيت گوييد.»

عمر را از جناب ام‏کلثوم فرزندي پديد شد که او را زيد نام کردند و ذوالهلالينش مي‏گفتند. زيد با مادرش در يک روز وفات کردند.

و به روايت ابي‏محمد در کتاب الامامه: «أميرالمؤمنين عليه‏السلام، ام‏کلثوم را با عمر تزويج و کابين بست؛ لکن چون صغيره بود، نتوانست با وي به طريق مضاجعت شود و پيش از آنکه مضاجعت نمايد، مقتول گشت. اما اين روايت چندان محل عنايت نتواند بود. چه، ام‏کلثوم در آن وقت از بيست سال کمتر نداشته است.» ([اين خبر از ناسخ التواريخ حضرت زهرا عليهاالسلام، 205 - 203/4 در اينجا تکرار شده است].).

مگر اين که گوييم: «اين ام‏کلثوم صغري است که نه از بطن فاطمه‏ي زهراست و بعد از عمر؛ اميرالمؤمنين (صلوات الله عليه) ام‏کلثوم را با عون بن جعفر تزويج کرد و بعد از عون ضجيع محمد بن جعفر شد.»

و صاحب نورالابصار گويد: «ام‏کلثوم کبري قبل از وفات رسول خدا صلي الله عليه و آله به جهان آمد و عمر بن الخطاب او را تزويج کرد و زيدالاکبر و رقيه را از عمر بزاد و ام‏کلثوم و پسرش زيد در وقت واحد بمردند و ابن عمر بر ايشان نماز بگذاشت و چون معلوم نشد کدام يک پيشتر وفات کرده‏اند، هيچ يک وارث آن يک نشد و حکم توارث معلوم نشد.»

و به روايت پاره‏اي از نقله‏ي اخبار و محدثان، حضرت ام‏کلثوم که زيد بن عمر و رقيه را از عمر بزاد، در زمان سعادت تو امان حضرت امام حسن مجتبي (صلوات الله عليه) در مدينه‏ي طيبه از دار فاني به جنان جاوداني خراميد و وفات او و پسرش زيد در يک روز اتفاق افتاد و تقدم و تأخري در موت مادر و پسر مشهود نيامد تا بر توارث حکم شود.

در جنازه‏ي آن مخدره‏ي محترمه، امام حسن و امام حسين عليهماالسلام حضور داشتند و جماعتي از مشايخ بزرگ و اعيان آن زمان مانند ابن‏عباس و عبدالله بن عمر و ابوهريره نيز حاضر شدند و به فرمان امام حسن عليه‏السلام، عبدالله بن عمر در نماز تقدم گرفت و در حال نماز، جنازه‏ي زيد را به طرف امام نماز و جنازه‏ي ام‏کلثوم را به جانب زيد نهادند و گفتند: «سنت بر اين جاري است که مرد بر زن مقدم باشد.»

و از اين اخبار معلوم مي‏شود که ام‏کلثوم بنت علي عليه‏السلام که در يوم الطف و سفر شام با اهل بيت خير الانام همراه بوده است، از بطن صديقه‏ي طاهره نيست؛ بلکه همان ام‏کلثوم صغري است که مادرش ام‏سعيد بنت عروة ثقفي است و هم آن روايت که آورده‏اند که بعد از هلاکت عمر، ام‏کلثوم را اميرالمؤمنين عليه‏السلام به سراي خود آورد و به شوي ديگر اشارت نکرده‏اند، مؤيد همين است که در زمان امام حسن عليه‏السلام وفات يافت.

اين که بعضي نوشته‏اند: «جناب ام‏کلثوم را سفير قسطنطنيه در مجلس يزيد بديد و بشناخت و خود را در حضرتش شناخته داشت.» نتوان به صحت هم عنان آورد. چه اين نويسنده خود در جاي ديگر به طوري به اين داستان لب مي‏گشايد که حضرت ام‏کلثوم عليهاالسلام زوجه‏ي عمر در اين مجلس حضور نداشته است؛ چنان که هم اکنون به آن دو نگارش گزارش مي‏رود:

همانا مسطور داشته‏اند که: سيروس، کشيش اعظم مصر که در شهر اسکندريه جا داشت، به امپراتور قسطنطنيه، هيراکليوس نوشت: «اگر امپراتور دوشيزه خويش داودوس را به شرط زني به عمر بن الخطاب باز دهد، تدبيري برانديشم که مملکت مصر ديگرباره تحت تصرف اين سلطنت اندر آيد.» اين سخن از آن مي‏گذاشت که او را به عمرو بن العاص، فاتح مصر طريق وداد و اتحاد برگشاده بود.

هيراکليوس در پاسخ نگاشت: «عمر را چون ام‏کلثوم که در جهانش انباز نيست، زوجه‏ي همراز است، چگونه به مصاهرت من دمساز آيد؟»

چون اين داستان در آستان پسر خطاب مکشوف شد، از بهر آن که بر پادشاه روم معلوم افتد که او را چگونه زوجه‏ي گرامي و نژاده و ارجمند و آزاده و با جلالت قدر و نبالت منزلت است و هرگز ممکن نخواهد شد که دختر قيصر با وي همسر و با عمر هم بستر آيد، به جناب ام‏کلثوم گفت: «پاره‏اي اشياء نفيسه و مقداري عطريات از جانب خود براي دختر و زن قيصر به ارمغان روان دار!»

آن جناب نيز از آن جمله به عنوان هديه بفرستاد. زوجه‏ي هيراکليوس نيز عقد مرصعي به توسط يک تن از بزرگان و دانشمندان درگاه که او را تپزيکودس مي‏ناميدند، به حضرت ام‏کلثوم عليهاالسلام تقديم کرد.

ابن‏اثير در تاريخ الکامل در ضمن وقايع سال 28 هجري مي‏نگارد: «در اين سال به روايتي جزيره‏ي قبرس به دست معاويه مفتوح گشت و جماعتي از اصحاب کبار رسول مختار صلي الله عليه و آله نيز در اين غزوه با وي همراه بودند و از آن جمله ابوذر و عبادة بن الصامت و زوجه‏ي او ام‏حرام و ابوالدردا و شداد بن اوس بودند.»

همانا از آن پيش چون عمر بن الخطاب در زمان خلافت خويش بيمناک شد که مسلمانان را از نوشتن دريا آسيبي برسد، به معاويه نوش: «از سپردن اين سفر انديشه برگير!»

و از آن سوي ملک روم نيز از غزو بازنشست و نامه‏اي از در مهر و مودت به عمر برنگاشت و خاطرش را مستمال همي‏خواست.»

از اين سوي نيز از طريق دوستي و وداد راه برگشادند و جناب ام‏کلثوم، دختر اميرالمؤمنين علي عليه‏السلام که زوج عمر بن الخطاب بود، پاره‏اي طيب، عطريات و بعضي اشياي نفيسه که مر زنان را به ارمغان درخور است، به دست ياري بريد (بريد: چاپار.) به زوجه‏ي قيصر بفرستاد. بريد آن جمله را به زن قيصر باز رسانيد. ملکه‏ي روم نيز از تحف آن مملکت اشياي نفيسه به حضرت ام‏کلثوم تقديم کرد و از آن جمله عقدي فاخر مرصع به جواهر زواهر (زواهر: درخشان.) بود.

و چون بريد بازگشت و آن ارمغان بديع را که صنيع قوه‏ي دانش و نيروي بينش بود، از حضور عمر بگذرانيد، عمر آن جمله را مأخوذ داشت و مردمان را به صلاة جامعه بخواند. چون انجمن شدند، از آن داستان راز برگشود. به جمله گفتند: «اين جمله در ازاي آن ارمغاني است که جناب ام‏کلثوم از بهر همخوابه‏ي قيصر بفرستاد. هم اکنون بدو اختصاص دارد و هيچ کس را، حتي تو را در آن حقي و بهره‏اي نيست. چه، زوجه‏ي قيصر نه اندر شمار مردم ذمي است تا خواهد با تو به دستياري اين اهداي هديه از در آشنايي و مداهنت بيرون شود؛ بلکه از مردم دار الحرب است.»

و پاره‏اي ديگر معروض داشتند: «همانا ما همواره يکديگر را به ارسال متحف و مهدي (متحف و مهدي: آنچه به عنوان تحفه و هديه تقديم شده است.) ياد و دلشاد کنيم تا به پاداش برخوردار شويم.»

عمر چون اين سخنان را بشنيد، بر اين جمله نديد و گفت: «اين رسول فرستاده‏اي است از مسلمانان و اين بريد نيز بريد مسلمانان است. از اين روي بر مسلمانان گران همي افتد که اين عقد را بر صدر او بنگرند.»

پس بفرمود تا هديه‏ي زوجه‏ي قيصر را به بيت المال بردند و ام‏کلثوم را به اندازه‏ي بهاي آنچه به زن قيصر فرستاده بود، بداد.

بالجمله نوشته‏اند: چون روزگار معاويه به پايان رسيد و ارکان حشمتش را ضعفي بزرگ نمايان گشت و سي هزار تن از مردم عرب در کنار قسطنطنيه به قتل رسيدند و معاويه نيز بر مرگ خويشتن بر يقين آمد، صلاح در صلح بديد و از تحف نفيسه به درگاه ملک روم بفرستاد و گنستانتين پادشاه روم نيز همان سفير سابق را که در عهد عمر به مدينه فرستاده بودند، براي انجام اين امر به درگاه معاويه روانه داشت.

تپزيکودس، سفير ملک روم را در پايتخت شام چندان مدت اقامت به طول انجاميد که معاويه به ديگر جهان سفير گشت و پسرش يزيد پليد بر جايش برنشست و رسول روم در آن مرز و بوم ببود تا واقعه‏ي هائله کربلا پيش آمد و اسراي اهل بيت اطهار را به مجلس يزيد نابکار درآوردند. سفير روم نيز در اين مجلس حضور داشت.

چون آن جماعت را آن گونه دچار بند و زحمت و حالت ضعف و مشقت بديد، سخت کوفته خاطر شد و گفت: «اين طايفه از چه مردم باشند؟»

گفتند: «از عرب.»

گفت: «از کدام قبيله؟»

گفتند: «بني‏هاشم.»

گفت: «آن سر بريده که در وساده يزيد است، از کيست؟»

گفتند: «از رئيس اين اسيران و نامش حسين بن علي است که بر خليفه‏ي روزگار ياغي شد.»

گفت: «کدام علي؟»

گفتند: «داماد پيغمبر ما.»

گفت: «همانا يک تن از دختران علي، زوجه‏ي عمر بن خطاب بود.»

گفتند: «آري!»

اين وقت يزيد رو به او کرد و گفت: «مگر زن زوجه‏ي عمر بن خطاب را بشناسي؟»

گفت: «آري! وقتي که خدمتش را دريافتم، از ملکه‏ي ما فزون‏تر بود.»

يزيد گفت: «برادر همان زوجه‏ي عمر دختر علي در عراق بر ما بشوريد. حکمران عراقش به قتل رسانيد و اينک اهل بيت او را اسير کرده و به شام فرستاده است.»

سفير گفت: «سوگند به خداي، اگر از حضرت عيسي عليه‏السلام فرزندي مانده بود، او را پرستش مي‏کرديم. اين پاره‏ي چوبي را که مي‏گويند صليب آن حضرت است، قيصر ما سال‏ها به مملکت ايران رزم‏ها داد تا باز گرفت. شما با فرزندزادگان پيغمبر خود چگونه اين معامله به پا مي‏بريد؟ گرفتيم، مردي از اين قوم سر به سرکشي برآورد و شما را عقيدت بر آن رفت که صلاح در قتل او بود. اين اطفال صغير و زن‏هاي عاجز را گناه و تقصير چيست؟ هم اکنون من چگونه با عهد و ميثاق شما به اطمينان خاطر باشم با اين که شما را به خدا و پيغمبر خود اعتقاد نيست؟

همانا اسيران شما را به هر زمان به قسطنطنيه درآوردند، اگر چند چون بردگان در معرض خريد و فروش اندر آرند، لکن ما با ايشان به کمال مهر و حفاوت مي‏رويم. به هر حال، شما را در فصول عهدنامه مقرر است که به هر سال باجي به قسطنطنيه بفرستد و 800 تن از اسراي عيسوي را به ما روان داريد. اکنون اين اسيران را در ازاي آنان به من گذاريد تا به قسطنطنيه کوچ دهيم و از اين رنج و زحمت باز رهانيم.»

يزيد از اين کلمات برآشفت و او را دشنام گفت و خاطر بر آن برنهاد که آن عهدنامه را باطل کند و رسول را تباه گرداند. جماعتي از دانشمندان پيشگاه او را منصرف ساختند و پاره‏اي دلايل برشمردند تا يزيد با وي از در عطوفت و استمالت درآمد و از پس روزي چند او را با کمال توقير و احترام به پايتخت روم باز فرستاد.

از اين سفير روايت کرده‏اند که گفت: «آن سخنان من به طوري در يزيد کارگر شد که رؤوس مطهره را به قبرستان دمشق بفرستاد تا مدفون ساختند و اسيران را به خوردني و پوشيدني نوازش کردند و رها ساختند. روزي چند از آن پيش که از شام بيرون آيم، در چند مجلس مردي را که با آن اسيران بود، نگران همي‏شدم که با يزيد ملاقات همي‏کرد.

و يکي روز در مسجدي که در جنب سراي يزيد بود، بر وساده‏اي که يزيد بر آن مي‏نشست، نشسته ديدم. لک زحمت سفر و مشقت شديد چندانش رنجور و نزار داشته و مزاجش را از درجه‏ي صحت و استقامت برتافته بود که هيچم گمان نرود که پس از بيرون شدنم در قيد حيات باقي مانده باشد.»

معلوم باد که در روايت ديگر که همين راوي مذکور مي‏دارد، مي‏نويسد: آن سفير که عقد مرصع را براي ام‏کلثوم به مدينه حامل بود، در اين وقت که ديگرباره به دربار يزيد بيامده بود، ام‏کلثوم را در دمشق بديد و خويشتن را در حضرتش شناخته بداشت و يزيد از وي بپرسيد: «مگر اين زن را بشناسي؟»

گفت: «آري! آن هنگام که او را بديدم، حشمتش از امپراتريس ملکه‏ي روم برافزون بود.»

و خود در اين جا گويد و توضيح دهد: ام‏کلثوم، دختر اميرالمؤمنين علي عليهماالسلام است که تپزيکودس، رسول ملک روم گفت: «من او را در زوجيت عمر بن الخطاب ديده‏ام و از جانب امپراتريس، ملکه‏ي دارالسلطنه کنستانين براي حمل هدايا به حضرتش رسول شدم.»

در اين وقت در مجلس يزيد حضور نداشت و او از بطن مطهر حضرت صديقه‏ي کبري فاطمه‏ي زهرا (صلوات الله عليها) است که عمر بن خطاب محض شرف و بقاي پيوند به اين وصلت مبادرت کرد و آن حضرت با پسرش زيد که به سبب انتساب به دو جد بزرگ، او را ذوالهلالين گفتند، در زمان امام حسن عليه‏السلام در يک وقت وفات کرد؛ چنان که به اين جمله اشارت شد.

همانا در اين خبر بي‏تأمل نشايد بود، چنان که ابن‏اثير نيز از اين برافزون نمي‏گويد: ملکه‏ي روم به توسط همان بريد که از طرف جناب ام‏کلثوم بعضي اشيا براي او به هديه برده بود، عقدي فاخر به خدمت آن حضرت بفرستاد و از رسول و سفير ديگر نام نبرده است؛ والله تعالي اعلم.

و ابن قتيبه در کتاب المعارف گويد: از جمله فرزندان عمر بن الخطاب، زيد و فاطمه است. و مادر ايشان، ام‏کلثوم دختر علي بن ابيطالب از حضرت فاطمه دختر رسول خداي صلي الله عليه و آله است و مي‏گويد: «بعضي گفته‏اند، اسم دختر ام‏کلثوم که از عمر متولد شد، رقيه است و عمر او را با ابراهيم بن نعيم النحام (نحام، لقب نعيم بن عبدالله است. نحمه، صداي نفس نفس زدن کسي است که سينه‏اش تنگي مي‏کند. او را به اين جهت نحام گفتند که پيغمبر اکرم فرمود: «وارد بهشت شدم و صداي نفس نفس نعيم را شنيدم.»

و برخي گويند: «لقب او نحام است بر وزن غراب و آن پرنده‏اي است شبيه بط.») تزويج کرد و رقيه نزد او وفات کرد و فرزندي از وي به جا نماند.»

و در زير اسامي بنات مکرمات اميرالمؤمنين عليه‏السلام گويد: «جناب ام‏کلثوم کبري، دختر حضرت فاطمه‏ي زهرا (سلام الله عليهما) در سراي عمر بن خطاب بود و از وي فرزند بياورد؛ چنان که مذکور شد و چون عمر مقتول شد، محمد بن جعفر بن ابيطالب او را در تحت نکاح درآورد و بعد از وفات محمد عون بن جعفر بن ابيطالب، آن حضرت را تزويج کرد و ام‏کلثوم در سراي عون و به ديگر سراي خراميد.»

ابن‏اثير در ضمن شرح هلاک عمر بن الخطاب گويد: «ام‏کلثوم دختر علي بن ابيطالب عليه‏السلام را که مادرش فاطمه دختر رسول خداي صلي الله عليه و آله است، تزويج کرد و 40 هزار درهم در صداقش مقرر داشت و از وي رقيه و زيد پديد آمد.»

و گويد: عمر، دختر ابوبکر را بخواست و نزد عايشه بفرستاد و ام‏کلثوم خواهر او، دختر ابي‏بکر را خطبه کرد. ام‏کلثوم گفت: «مرا به شوهري عمر حاجت نيست. چه، مردي تنگ عيش و با زنان به خشونت و شدت باشد.»

عايشه به عمرو بن العاص فرستاد و عمرو گفت: «من اين کار را سهل کنم و تو را آسايش دهم.»

پس نزد عمر بن خطاب شد و گفت: «مرا خبري رسيد که تو را از آن کار به خداي پناه مي‏دهم.»

گفت: «چيست؟»

گفت:«ام‏کلثوم، دختر ابوبکر را خطبه کرده باشي؟»

گفت: «آري! آيا جايز نمي‏شماري و مرا با او يا او را با من درخور نمي‏داني؟»

عمرو گفت: «از اين دو هيچ يک نيست. اما ام‏کلثوم دختري خردسال است و در سراي ابوبکر به ناز و نعمت و رفق و ملايمت پرورش يافته است و تو را در خلق و خوي غلظت و خشونت باشد. ما که از ابطال رجاليم، از غلظت تو در بيم و هيبت هستيم و تو را از آن خوي و شيمت که بدان اندري و از آن اخلاق که در تو موجود است، نتوانيم از هيچ يک تو را روي برتابيم. چگونه خواهد بود حالت ام‏کلثوم هنگامي که در امري با تو مخالفت جويد و به سطوت تو دچار شود؟ آن وقت مردمان گويند حقوق ابي‏بکر را به جا نگذاشت و در امر اولاد او برخلاف حق او برفت.»

عمر بينديشيد و گفت: «با عايشه چه سازم که با وي در کار ام‏کلثوم سخن کرده‏ام؟»

عمرو گفت: «من او را خاموش کنم و تو را بر آن زن که از دختر ابوبکر بهتر است، دلالت کنم و او ام‏کلثوم دختر علي بن ابيطالب عليه‏السلام است که به دست آويز اين وصلت، با رسول خدا صلي الله عليه و آله نسبت بري.»

و نيز عمر، ام ابان دختر عتبة بن ربيعه را خطبه کرد. وي نيز از مزاوجتش کراهت گرفت و گفت: «يغلق بابه و يمنع خيره و يدخل عابسا و يخرج عابسا»؛ يعني: «در سرايش را مي‏بندد و کسان را از خير و نيکي باز مي‏دارد و عبوس به سراي مي‏آيد و عبوس از سراي بيرون مي‏شود و عبوس را عروس چه بايد؟»

و از اين جمله اخبار معلوم شد که جناب ام‏کلثوم که در کربلا و شام حضور يافت، ام‏کلثوم صغري، زوجه‏ي عبدالله الاصغر بن عقيل است.

معلوم باد که در کتب تواريخ و محدثين شيعي در باب تزويج عمر با ام‏کلثوم، بيانات مختلفه و محظورات کثيره و تحقيقات غير لازمه است که در اين موقع از نگارش آن روي برتافت. همانا مردم شيعي را اين جمله زحمت و احتمال چندين کلفت واجب نکرده است و تمسک به اذيال جنيه يهوديه چندان وجوبي ندارد.

سيد مرتضي علم الهدي قدس سره در کتاب تنزيه الانبياء مي‏فرمايد: «اميرالمؤمنين عليه‏السلام قبول اين مناکحت را نفرمود. مگر بعد از آن که کار به توعد و تهدد و مراجعت و منازعت پيوست و اسباب فتنه و فساد موجود گشت.»

چون عباس عليه الرحمه نگران شد که پايان کار به وحشت و وقوع فرقت مي‏انجامد، از اميرالمؤمنين مسئلت کرد که اين امر را به او حوالت فرمايد. آن حضرت چنان کرد و عباس، آن دختر را با عمر تزويج فرمود و آن کار که بر اين وجه به پا رود، معلوم است که نه از روي اختيار و نه از راه ايثار است و شريعت مطهره مباح مي‏دارد مناکحه از روي اکراه را که در حال اختيار جايز نباشد؛ به خصوص اگر منکح اظهار اسلام نمايد و به احکام و قوانين شريعت متمسک باشد. سهل است اگر مکروه و ناچار شوند که قبول مناکحه يهود و نصاري را کنند؛ جايز خواهد بود الي آخر الجواب.

علامه مجلسي در بحارالانوار بعد از نگارش برخي اخبار مي‏نويسد: از زراره، از حضرت ابي‏عبدالله عليه‏السلام مروي است که در باب تزويج ام‏کلثوم فرمود: «ان ذلک فرج غصبناه» و به روايتي فرمود:«أول فرج غصب منا أم‏کلثوم».

آن گاه مي‏فرمايد: اين اخبار با حکايت جنيه منافات ندارد. چه، آن حکايتي است مکتوم که جز بر خواص اصحاب خويش معلوم نداشته‏اند و معني اين حديث چنين است: «غصبناه ظاهرا».

و شيخ مفيد در جواب مسائل سرويه مي‏فرمايد: خبري که به تزويج کردن أميرالمؤمنين عليه‏السلام دختر خود را با عمر وارد است، ثابت نيست و طريقه‏ي نقل اين خبر از زبير بن بکار است و زبير آن کس نيست که در نقل خبر محل وثوق باشد. چه به سبب آن عداوت که با اميرالمؤمنين عليه‏السلام داشت، در اخبار خود متهم و غير مأمون است.

و اين حديث، في نفسه محل اختلاف است. چه، گاهي چنان مي‏نمايد که اميرالمؤمنين عليه‏السلام خويشتن، دختر خويشتن را به عقد عمر بست و گاهي گويند آن حضرت از در اختيار و ايثار در اين امر اقدام نفرمود. بعضي گويند که عمر را از ام‏کلثوم فرزندي زيد نام پديد شد. آن وقت پاره‏اي گويند که از زيد بن عمر عقب بماند و بعضي گويند که زيد به قتل رسيد و از وي عقب نماند. بعضي هم گويند که زيد و مادرش هر دو به قتل رسيدند و برخي گويند که مادرش بعد از زيد بماند. بعضي گويند که عمر او را چهل هزار درهم مهريه نهاد و پاره‏اي گويند که چهار هزار درهم در صداقش مقرر داشت. بعضي صداقش را پانصد درهم نوشته‏اند.

و هم راقم حروف را به نظر رسيده است که چون عمر خواست 40 هزار درهم در صداق گذارد، قبول مزاوجتش را نکردند و گفتند: «در صورتي که به اين امر اقدام شود، صداقش از صداق حضرت فاطمه (سلام الله عليها) افزون نبايد بود.»

اين اختلاف گوناگون موجب ابطال خبر و حکايت مي‏شود.

و بعد از اين جمله، در صورتي که اين خبر به وقوع و صحت مقرون باشد، در توجيهش دو وجه اقامت مي‏توان کرد که با مذهب و عقيدت مردم شيعي نيز منافي نباشد؛

يکي اين که: صحت نکاح به همان وجود ظاهر اسلام که عبارت از شهادتين و اداي نماز به جانب کعبه معظمه و اقرار به جمله شريعت است، صورت مي‏بندد و اگر چند مناکحه آنان که ايمان استوار دارند، افضل و با آن کس که به همان تکليف ظاهر اسلام منضم است، مکروه مي‏باشد.

لکن گاهي چنان مي‏شود که به سبب ضرورت و وجود کلمه‏ي اسلام، اين کراهت نيز مرتفع مي‏شود و چون اميرالمؤمنين عليه‏السلام به سبب آن تهديد و تواعد که با آن حضرت دادند، به قبول اين کار اضطرار يافت، چه بر جان خود و شيعه خود در اين امتناع بيمناک بود، ضرورت اجابت کرد.

چنان که گاهي پيغمبران مثل حضرت لوط عليه‏السلام به اظهار کلمه‏ي کفر به سبب رفع مفسدتي عظيم ناچار مي‏شدند. او مي‏فرمود: (هؤلاء بناتي هن أطهر لکم) و آن کفار گمراه را که خداي به هلاک آنان فرمان کرده بود، دختران خويش را در معرض عقد در مي‏آوردند تا با پسران در نياميزند و رسول خداي صلي الله عليه و آله دو دختر خود را قبل از بعثت با دو تن کافر بت پرست عتبة بن ابي‏لهب و ابوالعاص بن الربيع تزويج فرمود و بعد از بعثت، در ميان هر دو با هر دو مفارقت افکند.

و هم مجلسي اعلي الله مقامه مي‏فرمايد: بعد از انکار کردن عمر، نص را و ظهور عداوت او با اهل بيت عليهم‏السلام قول به جواز مناکحت او بدون ضرورت يا حصول تقيه مشکل مي‏نمايد و اين که شيخ مفيد اصل اين واقعه را انکار مي‏نمايد، براي بيان آن است که از طرق اهل بيت بعيد است؛ و گرنه بعد از ورود اين جمله، اخبار در وجود اين مناکحت انکارش عجيب مي‏نمايد.

و هم از حضرت ابي‏عبدالله عليه‏السلام مروي است: «ان عليا لما توفي عمر أتي أم‏کلثوم فانطلق بها الي بيته».

چون عمر بمرد. علي عليه‏السلام نزد ام‏کلثوم شد و او را به سراي خود بياورد و اين حديث بر وجود اين قضيه تصريح مي‏نمايد.

چنان که از اين خبر ناسخ التواريخ در زير احوال حضرت اميرالمؤمنين عليه‏السلام آمده است که: روز سوم خلافت آن حضرت، مردي بيامد و عرض کرد: «يا أميرالمؤمنين! دانسته باش که عبدالله بن عمر بن الخطاب از مدينه به آهنگ مکه بيرون شد تا اگر تواند، مردم را بر تو بشوراند.»

آن حضرت فرمان کرد تا کسي برود و او را مأخوذ دارد و باز آورد. ام‏کلثوم دختر علي عليه‏السلام که زوجه‏ي عمر بن الخطاب بود، به نزد پدر آمد و عرض کرد: «عبدالله عمر را آن قوت و سلطنت نيست که بر سخنش وقعي گذارند و بپذيرند. همانا به مکه مي‏رود تا در آن جا اقامت کند.»

و در شفاعت او فراوان ضراعت فرمود تا علي بپذيرفت و بفرمود تا از ابن‏عمر دست باز دارند تا به هر کجا که خواهد، برود.

بالجمله، اين خبر نيز باز مي‏رساند که ام‏کلثوم پس از عمر حيات داشته و در بازماندگانش مداخلت مي‏فرموده است.

و اصل در جواب اين امر اين است که اين مناکحت از روي تقيه و اضطرار روي داده و استبعادي در اين نيست. چه در مقام ضرورت، بسياري از محرمات در جمله واجبات مي‏آيد.

علاوه بر اين، به دستياري اخبار صحيحه ثابت شده است که اميرالمؤمنين و ساير ائمه‏ي معصومين سلام الله عليهم اجمعين را از رسول خداي صلي الله عليه و آله از آن ظلم و ستم‏ها که بر آن‏ها روي داده و بر آنچه واجب مي‏شود بر ايشان که در اين مقام به جا بياورند، خبر رسيده بود و خداي آن امر را بر ايشان مباح فرمود و رسول خداي تنصيص کرد و به اين صورت رفع و تسکين استبعاد حاصل است.

راقم حروف گويد: از ملاحظه‏ي شقوق اين مبحث چند مطلب حاصل مي‏شود: نخست اين که، ام‏کلثوم عليهاالسلام را به حسب تکليف ظاهر شرع و وجود اسلام عمر، با عمر تزويج فرموده‏اند و به آنچه اميرالمؤمنين عليه‏السلام مصلحت وقت و رفع فساد را لازم مي‏شمرده؛ به اين کار اقدام فرموده است و جناب ام‏کلثوم نيز در سراي عمر داراي فرزند بوده است.

و آن خبر رسول ملک روم که آن حضرت را در مجلس يزيد بديد و خود را در حضرتش شناخته داشت و آن داستان بگذاشت، مؤيد همين مطلب است و نيز آن خبر که نوشته‏اند، بعد از وفات آن حضرت عبدالله بن عمر بر وي نماز گذاشت و از زمان مشخص و حضور حسنين عليهماالسلام نام نبرده‏اند، ممکن است که ام‏کلثوم بعد از قضيه‏ي کربلا و بازگشت به مدينه با پسرش زيد وفات کرده و ابن‏عمر بر وي نماز گذاشته است و اين خبر به صحت مقرون‏تر مي‏نمايد.

ديگر اين که، گوييم: ام‏کلثوم که عمر او را تزويج کرد، نه از بطن مطهر حضرت صديقه‏ي طاهره سلام الله عليهما است؛ بلکه از زوجه‏ي ديگر اميرالمؤمنين صلوات الله عليه است و عمر محض شرافت و تحصيل اسباب وداد و محبت بر آن انديشه رفته است که دختري از آن حضرت را به سراي داشته باشد و اميرالمؤمنين عليه‏السلام نيز به سبب آن مطالب که خود مي‏دانسته، پذيرفتار شده است.

و اين خبر با آنچه نوشته‏اند، آن دختر چهار ساله بود و عمر بر زانو بنشاندش، توافق مي‏جويد و نيز با آن خبر که رسول ملک روم از جناب ام‏کلثوم در مجلس يزيد به طور غيبت و حکايت سخن کرد، ارتباطي تواند گرفت و نيز امکاني بعيد دارد که عمر بن خطاب از نخست جناب ام‏کلثوم دختر فاطمه سلام الله عليهما را به سراي آورده باشد و آن حضرت وفات کرده و پس از وي، اين دختر ديگر را که ام‏کلثوم صغري باشد، در نکاح آورده است و زيد و رقيه از وي پديد شده باشند و بعد از عمر، شوي ديگر کرده باشد.

و آن وقت اين اخبار به جمله توافق پذيرد: هم مقصود عمر که پيوند با رسول خداي صلي الله عليه و آله را آرزومند بود به جاي آمده باشد، و هم آن خبر که فرمود: «ان ذلک فرج غصبناه» درست شود و هم آنچه گفته‏اند، صغيره بود و صحت يابد و نيز خبر رسول ملک روم با جناب ام‏کلثوم درست آيد.

و اين که علماي شيعي گويند: وقوع اين امر به صحت نشايد و ام‏کلثوم به سراي کسي نرفت و اگر در ظاهر برفت، در باطن نبود، و اگر رسول خداي صلي الله عليه و آله دو دختر خويش به عثمان تزويج فرمود، از آن بود که در آن وقت در ظاهر مخالف نبود؛ لکن ديگران مخالف شدند و برخلاف حکم رسول رفتار کردند. از اين روي امر مناکحت با حکم شريعت سازگار نيست.

اين گونه مقدمات و تقرير عناوين را شايد چندان لزومي نرود؛ چه اميرالمؤمنين عليه‏السلام با آن شکايت‏ها و شکوه که در امر خلافت و بطلان حق خويش که سرآمد جمله مفاسد و مخالفت‏هاست، مي‏فرمود با اين مردم مجالس و معاشر و مصاحب مي‏گشت و در امورات وارده و حروب به مشورت آن حضرت کار مي‏کردند و آن حضرت به آنچه صواب بود، راهنمايي مي‏فرمود.

پس اگر مناکحتي روي داده باشد، آن حضرت خود بهتر داند و به مفاسد و مصالح امور و حدود دين و احکام شريعت عالم حاکم است و از اين جمله افزون مقام جلالت و امانت و ديانت و فضيلت آن حضرت از آن برتر است که اگر در اين امر اقدام نمي‏فرمود، ببايست آن حضرت را به پاره‏ي تهديدات که نه درخور آن حضرت و نه محل قبول احدي از آحاد آن عصر است، تهديد کنند تا به ناچار از روي اضطرار قبول فرمايد.

يا عمر با آن احتياط و مراعات قوانين شرع چگونه با چون ابن‏عباس مردي مطاع و فقيه آن گونه پيام که هيچ گونه شايسته نبود، به آن حضرت مي‏گذاشت (گويند: «تهديد کرده بود که اگر به ازدواج ام‏کلثوم تن در ندهد، جمعي را برانگيزد تا گواهي دهند که علي سرقت کرده و يا مرتکب فحشا شده است و حد بر او جاري کنند.» و آن تهديد مي‏فرستاد و اميرالمؤمنين عليه‏السلام آن کس نبود که جمله آفرينش در حضرتش از در ستيز و تهويل درآيند، به چيزي بشمرد؛ مگر نه آن بود که چون خواستند بر زوجه‏اش حضرت صديقه کبري نماز بگذارند، آن گونه معاملت بنمود که مرگ را معاينت کردند و به متارکت رفتند.

و در رساله‏ي صبان مسطور است: مقتضي احتياط اين است که هر کس که به رسول خداي صلي الله عليه و آله از حيثيت قرابت منسوب باشد، محبوب و محترم بدارند. اگر چند در نسبش مطعون باشد؛ چه بطلان طعن و صحت نسب في الواقع محتمل است.

بلکه در اين مورد، اين رعايت از آنان که مورد طعني نيستند، الزام است و نيز ايشان را در اين نسبت به هر حالت منفعت باشد و هر کسي با ايشان مصاهرت جويد نيز در قيامت سودمند شود. چه مصاهرت با اين جماعت، مصاهرت با رسول خداي صلي الله عليه و آله است.

زيرا در خبر صحيح وارد است که آن حضرت بر فراز منبر فرمود:

«ما بال اقوام يقولون ان رحم رسول الله صلي الله عليه و آله لا تنفع يوم القيامة بلي ان رحمي موصولة في الدنيا و الآخرة، و اني أيها الناس، فرط لکم علي الحوض».

آن گاه مي‏گويد: در خبر صحيح است که عمر بن الخطاب، جناب ام‏کلثوم، دختر فاطمه‏ي زهرا سلام الله عليهما را از پدرش اميرالمؤمنين عليه‏السلام از بهر خويشتن خواستگاري کرد. آن حضرت تعلل جست و فرمود: «صغيره و نامزد پسر برادرم جعفر است.»

عمر در اين باب بسي الحاح کرد. آن گاه بر منبر رفت و گفت: «اي مردمان! سوگند به خداي، هيچ چيز مرا در الحاح ورزيدن با علي در کار دخترش باز نداشته است؛ مگر اين که از رسول خداي صلي الله عليه و آله شنيدم که مي‏فرمود: هر سبب و نسب و صهري در روز قيامت بريده مي‏شود، مگر سبب و نسب و دامادي من.»

پس علي عليه‏السلام بفرمود تا ام‏کلثوم عليهاالسلام را به او فرستادند.

عمر چون آن حضرت را بديد، احترامش را بر پا خواست و او را در دامان خويش بنشاند و ببوسيد و دعاي خيرش بفرستاد و چون ام‏کلثوم به پا خواست، ساقش را بگرفت و گفت: «به پدرت بگو، من خوشنودم.»

چون نزد علي عليه‏السلام شد، فرمود: «عمر با تو چه گفت؟»

ام‏کلثوم جمله افعال و اقوال او را معروض داشت. پس آن حضرت او را با عمر تزويج فرمود و زيد پسرش در يکي از ازمنه بمرد.

ابن‏حجر گويد: «تقبيل و ضم ام‏کلثوم بر وجه اکرام بوده است. چه آن حضرت به علت صغارتش آن مقام در نيافته بود که در وي به ميل خاطر بنگرند تا اين کردار حرام باشد و نيز اگر صغيره نبود، پدرش او را به اين حال نزد عمر نمي‏فرستاد.»

ابن الصباغ گويد: «اين حکايت در سال 17 هجرت روي داد و عمر در ذي‏القعده همين سال بر وي درآمد و 40 هزار درهمش در صداق نهاد.»

راقم حروف گويد: «اگر اين حکايت در سال هفدهم روي داده باشد، جناب ام‏کلثوم از هشت و نه سال کمتر نتواند داشت؛ بلکه با آن روايت که در وفات مادرش ندبه مي‏کرد، از اين افزون داشته؛ چنان که در بيت الاحزان مذکور داشته[است]و با اين صورت چگونه او را صغيره توان دانست و چون کودکانش بر زانو جاي داد؟»

وانگهي، ابن‏صباغ گويد: «در ذي‏القعده‏ي همان سال عمر بر وي درآمد و اگر جز از دختر فاطمه‏ي زهرا سلام الله عليها باشد، ممکن است همين قدر با آن مقصودي که عمر در پيوند با حضرت خيرالبشر داشت، تطبيق نجويد.»

در کتاب تحفة الاحباب نوشته‏اند: در مصر در مشهد معروف به سيده زينب بنت يحيي المتوج بن حسن الانور بن زيد الثج بن حسن السبط بن علي بن ابيطالب عليهم‏السلام جماعتي از ذريه‏ي سيده ام‏کلثوم هستند و ايشان را عقبي است که به کلثوميون و نيز به طياره معروف مي‏باشند. اگر مقصود از ام‏کلثوم همان ام‏کلثوم مادر زيدالاکبر بن عمر باشد و صاحب تحفة الاحباب آن حضرت را قصد کرده باشد، مؤيد آن خبر است که از زيد بن عمر عقب بماند. معلوم باد که چون طيارة جماعتي را گويند که به حضرت جعفر طيار سلام الله عليه منسوب باشند، لاجرم از فحواي اين خبر معلوم مي‏شود که ايشان از اعقاب اولاد جناب جعفر عليه‏السلام اند که در ازواج عليا جناب ام‏کلثوم سلام الله عليها به شمار آيد و نه اولاد عمر؛ والله تعالي اعلم به حقايق الامور و الاحوال.

سپهر، ناسخ التواريخ، حضرت زينب کبري عليهاالسلام، 66 - 48/1

و شرح تزويج او را با عمر بن الخطاب در کتاب خلافت عمر مرقوم داشتيم. از عمر پسري آورد که زيد نام داشت و ملقب به ذوالهلالين بود. به روايتي زيد با مادرش در يک روز وفات کردند و ابومحمد النوبختي در کتاب الامامه حديث مي‏کند که: ام‏کلثوم را عمر بن الخطاب تزويج کرد و چون هنوز صغيره بود، نتوانست با او هم بستر گشت و از آن پيش که با او قربت جويد و مضاجعت کند، مقتول گشت و بعد از عمر اميرالمؤمنين عليه‏السلام، ام‏کلثوم را با عون بن جعفر تزويج کرد و بعد از او ضجيع محمد بن جعفر گشت. صدوق عليه الرحمه در کتاب توحيد مي‏نويسد: ام‏کلثوم به سراي عمر نرفت؛ بلکه جنيه به صورت ام‏کلثوم برآمد و به سراي عمر رفت، به شرحي که در سياقت اين کتاب نيست.

سپهر، ناسخ‏التواريخ اميرالمؤمنين عليه‏السلام، 343/4

و صدوق عليه الرحمه در کتاب توحيد مي‏نويسد که ام‏کلثوم به سراي عمر نرفت بلکه جنيه به صورت ام‏کلثوم برآمد و به سراي عمر رفت، مردم شيعي در اين قصه فراوان سخن کرده‏اند گويند اين که رسول خداي عثمان بن عفان را به مصاهرت خويش اختيار فرمود به ظاهر شريعت متابعت و به صورت از وي مخالفتي در دين پديدار نبود، لکن گاهي که عمر بن الخطاب بي‏فرماني خدا و رسول کرد و غصب خلافت نمود و از دين بيرون شد، مصاهرت او در شريعت روا نبود، از اين روي علي عليه‏السلام امضا نمي‏فرمود و عمر به تمام غلظت و شدت تهديد و تهويل قتل مي‏فرستاد، عباس نگريست که در اين امر فتنه بزرگ حديث خواهد شد اين خبرها به علي آورد و به الحاح از حضرتش انجاح مسئول عمر را بگرفت و مردم شيعي را واجب نيفتاده که حمل چندين مصاعب کنند چه در نزد ايشان خطبه کردن ام‏کلثوم به خلاف شريعت از غصب خلافت که فتنه‏ي آن تا قيامت بر پاست به زيادت نيست از حضرت صادق عليه‏السلام حديث کرده‏اند که «أول فرج غصبت منا أم‏کلثوم» لازم نبود جنيه به صورت او برآيد.

سپهر، ناسخ التواريخ حضرت زهرا عليهاالسلام، 204/4.

[536] [لم يرد في رياحين الشريعة].

[537] [لم يرد في رياحين الشريعة].

[538] [رياحين الشريعة: أحد الشقين].

[539] و آن مخدره تحت عون بن جعفر بود و بعد از او، به خانه‏ي محمد بن جعفر رفت. چنانچه ابومحمد نوبختي از اجلاي متکلمين و فقهاي شيعه روايت کرده و پيش از واقعه‏ي طف وفات يافت و شيخ طوسي رحمه الله در خلاف چنانچه در وسايل الشيعه نيز روايت شده است و ديگران از عمار ياسر روايت کرده‏اند که جنازه‏ي ام‏کلثوم بنت علي و جنازه‏ي پسر او زيد بن عمر را به يک دفعه بيرون آوردند و حسنين، عبدالله بن عمر، عبدالله بن عباس و ابوهريره با جنازه بودند. پس جنازه‏ي زيد را در پيش روي امام قرار دادند و ام‏کلثوم را وراي او و گفتند: «اين طور سنت است.» و در مناقب ابن شهر آشوب است که پيش از وفات اميرالمؤمنين وفات يافت. يحيي و ام‏کلثوم صغري و زينب صغري و جمانه و امامه و ام‏سلمه به فتح السين و اللام کما في الرواشح السماوية و رمله صغري، و اصح اخبار روايت صفار از اجلاي اصحاب امام عسکري و خرايج قطب راوندي است که ام‏کلثوم به خانه‏ي عمر نرفت؛ بلکه جنيه‏اي از جنيان نصيبين که ولايتي است در شام به صورت او شد و عمر در آخر خواست اين را ظاهر کند و سحر بني‏هاشم گويد. پس فرصت نيافت و ضربت خورد.

شيخ مفيد نيز بر اين قول فرموده است: جعل آن دروغ را زبير بن بکار نمود، از اعداي اميرالمؤمنين و ابن‏زبير را مشاهير علماي عامه و قضاوت ايشان به مکه است.

ذهبي در ميزان الاعتدال گويد: شيخ حافظ ابوالفضل احمد بن علي بن عنبر سليماني او را از وضاعين حديث شمرد و حديث او قبول نمي‏شود و در صحيحين از آن اثري نيست و اگر صحيح مي‏بود، آن را از حسن مناقب عمر مي‏شمردند با آن که در صحاح عامه نيز به اعتراف علماي حذاق ايشان احاديث موضوعه بسيار است. چنانچه در محل آن نوشته‏ام.

روايت کافي محمول است بر تقيه و روايت صادق عليه‏السلام در کافي هذا اول فرج غضبناه، نيز تقيه از عوام است که خبر جنيه را مستبعد مي‏شمارند با آن که اعظم از ترک خلافت به جهت حکم و مصالح کثيره نيست و جواب تفصيلي آن را در اجوبه‏ي مسائل وارده در رساله مخصوصه نوشته‏ام. چه ديدم که در شافي و تلخيص و ساير کتب، اصحاب به اجمال رفته‏اند.

القائني، الکبريت الاحمر، /378 - 377

[540] تهذيب النووي، ص 851.

[541] المسائل السروية ص 61، مرآة العقول ج 3 ص 448.

[542] تنقيح المقال ج 3 ص 9.

[543] تاريخ الطبري.

[544] علامه‏ي خبير سيد محسن عاملي او را در اعيان الشيعه ذکر کرده[است]و در آخر ترجمه‏ي او گويد، او را تزويج کردند؛ به عون بن جعفر طيار رضي الله عنه.

و در استيعاب و اصابه و اسدالغابه داستان تزويج ام‏کلثوم را به عمر بن الخطاب آورده‏اند و اخباري براي اين مناکحه ساخته‏اند و بافته‏اند و در السنه‏ي عوام کالانعام انداخته‏اند تا اين که در اسفار سنيه آنها را ضبط کرده‏اند و شخص دانشمند بصير بعد از تأمل در اخبار قطع پيدا مي‏کند که اصلا چنين واقعه‏اي و چنين مناکحه‏اي وجود پيدا نکرده است. اين قصه مثل روايات بسياري است که در فضايل و مناقب ابوبکر و عمر وضع کرده‏اند که هيچ يک صحت ندارد و کثرت اختلاف در قصه و اخبار متناقضه‏ي وارده‏ي در اين موضوع خود نيز دليل بر عدم وقوع او است و مجمع اين اقوال در جلد زينبيه ناسخ است و حقير تفصيل آن را در جلد ثاني الکلمه التامه ايراد کرده‏ام و اصلا عقيده ندارم که اين مناکحه واقع شده باشد و چون ثمري مترتب نمي‏شود، بر نفي و اثبات او، لذا از تفصيل آن اعراض کرديم.

محلاتي، رياحين الشريعه، 245/3.

[545] المعارف، 92 (ط دار الکتب)، /211 (راجع ج 10 موسوعة الامام الحسين عليه‏السلام، ص 6).

[546] حرب تستر کانت سنة 19/17/16 و مقتل عمر حدث عام 23. تاريخ الطبري 190 ، 83: 4. معجم البلدان 847: 1. الکامل في التاريخ 382: 2. البداية و النهاية 83: 7.

[547] الاستيعاب 161: 3، هامش الاصابة.

[548] أسد الغابة 157: 4.

[549] الاصابة 44: 3.

[550] المعارف: 89 (ط دار احياء التراث العربي).

[551] المعارف: 89 (ط دار احياء التراث العربي).

[552] تهذيب التهذيب 376 - 375:1 (ط دار صادر - بيروت).

[553] تهذيب التهذيب 376 - 375:1 (ط دار صادر - بيروت).

[554] سقط في الأصل تهذيب التهذيب: 104: 2.

[555] مالک بن أنس، عن أبي الزبير المکي أن عمر بن الخطاب أتي بنکاح لم يشهد عليه الا رجل و امرأة، فقال: هذا نکاح السر و لا أجيزه، و لو کنت تقدمت فيه لرجمت. الموطأ 535: 2. بداية المجتهد 19: 2.

[556] الطبقات الکبري 523 ، 126: 3. الموطأ 545: 2. صحيح البخاري کتاب النکاح: ج 3 ص 385 رقم 5153/55 (ط دار الکتب العلمية).

[557] مسند أحمد 201: 1. أسد الغابة 424: 3. و انظر وسائل الشيعة 183: 14 (محمد بن يعقوب، عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن أبي‏عبدالله البرقي، رفعه قال: لما زوج رسول الله صلي الله عليه و آله فاطمة عليهاالسلام، قالوا: بالرفاء و البنين، فقال: لا بل علي الخير و البرکة).

[558] مسند ابن‏حنبل 201: 1.

[559] لسان العرب.

[560] ملک المحدثين طاهر الفتني الکجراتي الهندي الصديقي مات 986 محدث، مفسر، لغوي، صرفي، عارف بالرجال، له: مجمع بحارالأنوار في غرائب التنزيل. شذرات الذهب 41: 8. هدية العارفين 255: 2. کشف الظنون 1599: 2. الأعلام 42: 7.

[561] [من تراثنا ص 422 رقم 30 و 31].

[562] فضائل الصحابة، 625/2 رقم 69، المستدرک، 142/3.

[563] السنن الکبري، 64/7.

[564] [من تراثنا ص 422 رقم 30 و 31].

[565] الطبقات الکبري 340: 8 (ط ليدن).

[566] الکامل في الضعفاء 2567: 7.

[567] ميزان الاعتدال 298: 4 رقم 9224.

[568] ميزان الاعتدال 298: 4 رقم 9224 (دار المعرفة - بيروت).

[569] تهذيب التهذيب 39: 11.

[570] تهذيب التهذيب 41 - 40: 11.

[571] تهذيب التهذيب 40: 11 رقم 80[حکاه أيضا ترجمة هشام بن سعد في تراثنا في 404 رقم 30 و 31].

[572] الضعفاء: 89.

[573] حکاه الذهبي أيضا في کتاب المغني.

[574] الکامل في الضعفاء لابن عدي 69: 7.

[575] الکامل في الضعفاء لابن عدي 69: 7.

[576] تهذيب التهذيب، 214/7 و بعض ألفاظه حکاه الذهبي أيضا في کتاب المغني.

[577] [حکاه أيضا الذهبي في کتابه المغني].[حکاه أيضا ترجمة عطاء الخراساني في تراثنا ص 408 رقم 30 و 31].

[578] تهذيب التهذيب: 214: 7.

[579] تهذيب التهذيب: 214: 7.

[580] ميزان الاعتدال 74: 3.

[581] [حکاه أيضا الذهبي في کتابه المغني].[حکاه أيضا ترجمة عطاء الخراساني في تراثنا ص 408 رقم 30 و 31].

[582] ميزان الاعتدال 75: 3.

[583] [من کشف البصر، /43].

[584] ميزان الاعتدال 75/3.

[585] [من کشف البصر، /43].

[586] الضعفاء: 89.

[587] ميزان الاعتدال 74: 3.

[588] تهذيب التهذيب 213:7.

[589] [من تراثنا ص 408 رقم 30 و 31].

[590] [من تراثنا ص 408 رقم 30 و 31].

[591] اشارة الي قول الامام أميرالمؤمنين عليه‏السلام: يا دنيا يا دنيا اليک عني، أبي تعرضت، أم الي تشوقت، لا حان حينک، هيهات غري غيري، لا حاجة لي فيک، قد طلقتک ثلاثا لا رجعة فيها. نهج‏البلاغة 16: 4.

[592] في مجلدين طبع في الهند عام 1293 ه، و أعيد طبعهما في طهران و قم.

[593] أبوعبدالله محمد بن عمر بن واقد المدني الواقدي المتوفي 209/207. تاريخ بغداد 3: 3. ابن النديم 98: 1. معجم الأدباء 277: 18. مرآة الجنان 36: 2. الشذرات 18: 2. البداية 261: 10. وفيات الأعيان 7348: 4.

[594] تاريخ بغداد 7: 3.

[595] تاريخ بغداد 7: 3.

[596] في الغديرة 29:5، محمد بن عمر الواقدي روي مما لا أصل له...... 3.

[597] تاريخ بغداد 15 - 12: 3.

[598] تاريخ بغداد 16: 3.

[599] التاريخ الکبير للبخاري 178: 1 - 1 رقم 543.

[600] ميزان الاعتدال 666 - 664: 3.

[601] تهذيب التهذيب 366: 9، و تقريب التهذيب 194: 2 (ط دار المعرفة - بيروت).

[602] المغني 619: 2.

[603] العبر 176: 1 (ط دارالفکر - بيروت)، و مرآة الجنان، حوادث سنة 207.

[604] الکاشف 82: 3.

[605] و فيات الأعيان 348: 4 رقم 644.

[606] من تراثنا ص 409 رقم 30 و 31.

[607] کشف البصر ص 40، الکامل في ضعفاء الرجال 2245: 6.

[608] الغدير 312: 2. الصواعق المحرقة: 74. کفاية الطالب: 123. فضائل الخمسة 9 - 87: 2.

[609] سورة التوبة.

[610] الطبقات، 340/8.

[611] ازالة الخفاء:.

[612] البيکندي البخاري المتوفي 404، محدث له أکثر من أربعمائة مصنف. طبقات الشافعية 17: 3. تذکرة الحفاظ 224: 3. اللباب 557 ، 163: 1.

[613] تهذيب التهذيب 313 ، 312:3.[هکذا حکاه في تراثنا 411 رقم 30 و 31].

[614] معجم البلدان 797: 1.

[615] الأنساب 386: 3.

[616] تذکرة الحفاظ 1036: 3 (ط دار احياء التراث العربي - بيروت).

[617] العبر 414/1 (ط دار الفکر - بيروت).

[618] تاريخ بغداد 469: 8.

[619] معجم الأدباء 162: 11.

[620] وفيات الأعيان 311: 2.

[621] الاستيعاب - هامش الاصابة - 363: 4 (ط دار الکتاب العربي).

[622] [من تراثنا ص 411 رقم 30 و 31].

[623] ألغاغة: الکثير المختلط من الناس.

[624] تذکرة الخواص 289 - 288 (ط بيروت).

[625] کلمة أميرالمؤمنين لقب خاص منحه النبي صلي الله عليه و آله و سلم عليا عليه‏السلام و لا ينبغي اطلاقه و منحه لغير الامام علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام حتي الي سائر الأئمة عليهم‏السلام. (فمن بدله بعد ما سمعه فانما اثمه علي الذين يبدلونه ان الله سميع عليم) - البقرة: 181.

[626] تهذيب التهذيب 121 - 120: 4 (ط دار صادر بيروت)[و هکذا ذکر في تراثنا ص 402 - 401 رقم 30 و 31].

[627] ميزان الاعتدال 259: 3.

[628] تهذيب التهذيب 31 ، 29: 8 رقم 45[هکذا ذکره في تراثناص 401 - 400 رقم 30 و 31].

[629] ميزان الاعتدال 564: 2.

[630] تهذيب التهذيب 178 - 177: 6.[و هکذا ذکره في تراثنا ص 410 - 409 رقم 30 و 31].

[631] [عن کشف البصر ص 42 - 41].

[632] الضعفاء للعقيلي 331: 2.

[633] الکامل في الضعفاء لابن عدي 1581: 4.

[634] [عن کشف البصر ص 42 - 41].

[635] تهذيب التهذيب 397 ، 395: 3.

[636] [هکذا حکاه في تراثنا ص 411 - 410 رقم 30 و 31].

[637] [هکذا حکاه في تراثنا ص 411 - 410 رقم 30 و 31].

[638] مسند أحمد 201: 1، أسد الغابة 424: 3.

[639] الرعد: 16.

[640] الکامل في الضعفاء 124: 4.

[641] ميزان الاعتدال 522: 2 رقم 4672.

[642] تهذيب التهذيب 74 - 73: 6 رقم 141 (ط دار صادر - بيروت)[هکذا حکاه في تراثنا ص 405 رقم 30 و 31].

[643] عن کشف البصر ص 42: الکامل في الضعفاء لابن عدي.

[644] عن کشف البصر ص 42: الکامل في الضعفاء لابن عدي.

[645] لاحظ رسالة في هذا الموضوع، تراثنا العدد 23.

[646] لاحظ رسالة في هذا الموضوع، تراثنا العدد 25.

[647] تهذيب التهذيب 104: 2 (ط دار صادر - بيروت).

[648] تلخيص المستدرک 142: 3 (ط الهند، کما ذکرناه سابقا. راجع فضائل الصحابة لابن‏حنبل. حدثنا محمد بن يونس، و الهامش 8).

[649] سنن البيهقي 64 - 63: 7 (ط دار المعرفة - بيروت، کما ذکرناه).

[650] تهذيب التهذيب 51: 1 (ط دار صادر - بيروت).

[651] تهذيب التهذيب 435: 11 (ط دار صادر - بيروت).

[652] ميزان الاعتدال 335: 4 (سئل أحمد بن حنبل: اذا اختلف وکيع و عبدالرحمان بن مهدي، بقول من نأخذ؟ قال أحمد: عبدالرحمان يوافق أکثر خاصته في سفيان و عبدالرحمان يسلم منهم السلف و يجتنب شرب المسکر).

[653] تاريخ بغداد 472: 13 (ط دار الکتاب العربي - بيروت).

[654] تهذيب التهذيب 125: 11 (ط دار صادر - بيروت).

[655] تهذيب التهذيب 404: 6 (ط دار صادر - بيروت).

[656] ميزان الاعتدال 656: 2 (ط دار المعرفة - بيروت).

[657] تقريب التهذيب 520: 1 رقم 1324 (ط دار المعرفة - بيروت).

[658] تهذيب التهذيب 307: 5 رقم 523.

[659] حسن المحاضرة 590: 1.

[660] تهذيب التهذيب 363: 10.

[661] الأنساب - اللخمي.

[662] تهذيب التهذيب 363: 10.

[663] تهذيب التهذيب 319: 7.

[664] الأنساب - الجهني. 469: 1.

[665] الطبقات 66: 4 (ط ليدن).

[666] تهذيب التهذيب 243: 7.

[667] حسن المحاضرة 585: 1.

[668] الاصابة 482: 2.

[669] الطبقات 185: 3 (ط ليدن - ترجمة عمار ياسر).

[670] لاحظ: رسالة خطبة علي ابنة أبي‏جهل.

[671] تهذيب التهذيب 13: 7.

[672] تهذيب التهذيب، 8/5.

[673] احياء العلوم 346: 2 (ط دار الندوة الجديدة - بيروت).

[674] طبقات القراء 546: 1.

[675] الاصابة 367: 4.

[676] تهذيب التهذيب 147: 2 رقم 248.

[677] المفيد، الفصول المختارة (من مصنفاته)، 217 - 216/2.

[678] المفيد، الفصول المختارة (من مصنفاته)، 217 - 216/2.

[679] تهذيب التهذيب 404: 7، تقريب التهذيب 48: 2.

[680] تهذيب التهذيب 267: 7 (في ترجمة عکرمة البربري).

[681] تهذيب التهذيب 90: 6.

[682] ذخائر العقبي: 168.

[683] المعجم الکبير (ط دار احياء التراث العربي)، 45 - 44/3 (ط مصر)، 36/3 رقم 2633، مجمع الزوائد 499: 4 رقم 7430 (کما ذکرناه سابقا).

[684] ذخائر العقبي: 169.

[685] ذخائر العقبي: 170.

[686] سنن البيهقي 114: 7 (کما ذکرناه سابقا).

[687] الذرية الطاهرة: 163 - 162، ذخائر العقبي: 171.

[688] الذرية الطاهرة: 158 - 157، ذخائر العقبي: 169.

[689] انظر: ذخائر العقبي: 169.

[690] تذکرة خواص الأمة: 289 - 288 (ط بيروت).

[691] طبقات ابن‏سعد 340: 8 (ط ليدن)، کنز العمال 624: 13، الاستيعاب و أسد الغابة و الاصابة.

[692] ذخائر العقبي: 168، و لاحظ «رفأ» في لسان العرب و غيره.

[693] تهذيب الأسماء و اللغات 15: 2.

[694] المعارف: 92 (ط دار احياء التراث العربي).

[695] تاريخ الطبري 190 ، 83: 4، الکامل في التاريخ 382: 2 و غيرهما.

[696] الطبقات الکبري 339: 8.

[697] المعارف: 92 (ط دار احياء التراث العربي).

[698] الاستيعاب 326: 3.

[699] الطبقات الکبري 346: 8 (ط ليدن).

[700] تهذيب الأسماء و اللغات 264: 1.

[701] الاصابة 315: 4.

[702] ذخائر العقبي، /171، تاريخ الخميس 285: 2.

[703] سنن أبي‏داود 208: 3 (ط دار احياء السنة النبوية).

[704] سنن النسائي 71: 4 (ط دار الفکر - بيروت).

[705] فيض القدير 20: 5.

[706] کنز العمال 409: 11 (ط مؤسسة الرسالة - بيروت).

[707] مناقب أميرالمؤمنين: 108.

[708] المناقب لابن شهر آشوب، 304/3، و بحارالأنوار 91: 42.

[709] توجد ترجمته في: سلک الدرر في أعلام القرن الثاني عشر 32: 4.

[710] شرح المواهب اللدنية - مبحث قرابة النبي.

[711] من لا يحضره الفقيه 249: 3 باب الأکفاء: و نظر النبي صلي الله عليه و آله الي أولاد و جعفر عليهم‏السلام، فقال: بناتنا لبنينا و بنونا لبناتهم.

[712] ذخائر العقبي: 169، کنز العمال 624/13.

[713] الاصابة 352/3، و العقد الفريد، 97/1.

[714] الاستيعاب، 327 - 326/3، أسد الغابة، 313/4.

[715] الاستيعاب 267/2.

[716] تاريخ بغداد 98: 4.

[717] ميزان الاعتدال: 206: 4.

[718] ميزان الاعتدال 137: 2.

[719] الکامل في ضعفاء الرجال 482: 4.

[720] ميزان الاعتدال 148: 2.

[721] ميزان الاعتدال 444: 3.

[722] لسان الميزان لابن‏حجر 50: 5.

[723] ميزان الاعتدال 227: 1.

[724] الصواعق المحرقة لابن حجر: 37، مکتبة القاهرة.

[725] ابن‏الرازي، جامع الأحاديث، /273 - 272 - عنه البحراني، العوالم، 121 - 120/3 - 15 ، 595/11.

[726] المسلسل بالأسماء عن عبقات الأنوار: 203.

[727] الکنز المکتوم: 101.

[728] حياة الامام علي، محمود شلبي 294.

[729] مروج الذهب 33: 2.

[730] ذخائر العقبي: 171.

[731] الکامل في التاريخ لابن الأثير 246: 3.

[732] مقاتل الطالبيين: 79 (ط مطبعة الحيدرية - النجف)، و شرح الأکناز، 198/3 (ط مؤسسة النشر الاسلامي - قم).

[733] المعارف لابن قتيبة: 175، و راجع البدء و التاريخ للمقدسي 92: 5.

[734] الروضة الفيحاء في تواريخ النساء: 303.

[735] تاريخ الطبري 199: 4.

[736] الکامل في التاريخ 28: 3.

[737] الاصابة في تمييز الصحابة 468: 4 ، 558: 1.

[738] الطبقات الکبري 190/1 - 3.

[739] تاريخ الطبري 199: 4.

[740] الکامل في التاريخ 28: 3.

[741] صفة الصفوة لابن الجوزي: 116.

[742] تاريخ المدينة المنورة 654: 2.

[743] تاريخ الطبري 153: 5 (راجع ج 9 ص 24).

[744] المجدي: 12 ، 11 (راجع ج9 ص81).

[745] ازالة الخفاء: 96، عنه الکنز المکتوم: 114.

[746] البحار 88: 42، الخرائج و الجرائح، 826 - 825/2.

[747] المناقب للخوارزمي: 81.

[748] دخائر العقبي: 82.

[749] نهج‏البلاغة لابن أبي‏الحديد: الخطبة المعروفة بالشقشقية.

[750] راجع معجم رجال الحديث للسيد الخوئي في ترجمة جعفر بن محمد الأشعري ج 4 ترجمة 2238، و في جعفر بن محمد بن عبيدالله ج 4 ترجمة 2272، و جعفر بن محمد القمي ج 4 ترجمة 2306، و الکل مجهول و متحد في نفس التسمية.

[751] راجع مرآة العقول 42: 20.

[752] مرآة العقول 42: 20.

[753] رجال النجاشي ص 96.

[754] تنقيح المقال، 378/2 - 1.

[755] رجال الکشي في ترجمة الحسن بن محمد بن سماعة، رقم 894 ج 2 ص 768، اختيار معرفة الرجال.

[756] سنن الترمذي، کتاب الطلاق، باب 23: ما جاء أين تعتد المتوفي عنها زوجها، ج 2، ص 338.

[757] نفس المصدر، ج 2، ص 339.

[758] عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي لابن‏العربي المالکي، کتاب الطلاق، باب عدة المتوفي عنها زوجها.

[759] کتاب السنن 360: 1.

[760] التمهيد 81: 19.

[761] مصنف ابن أبي‏شيبة.

[762] مصنف عبدالرزاق 30: 7.

[763] بدائع الصنائع 206: 3.

[764] سنن البيهقي 436: 7.

[765] االوسائل، کتاب النکاح، أبواب عقد النکاح، باب 11 حديث 5، ج 14 ص 119 - 118.

[766] المسائل السروية: 86 کما ذکرناه.