بازگشت

منها: محنتها عندما ذهب ابن أخيها القاسم بن الحسن الي ساحة القتال


قد حضر القاسم بن الحسن عليهماالسلام مع عمه الحسين عليه السلام وقعة الطف، فاستأذنه في البراز، فقال له عليه السلام: يا ابن أخي، أنت لي من أخي علامة، فاريد أن تبقي لي لأتسلي بك، فجلس مهموما مغموما، واضعا رأسه بين ركبتيه، حزين القلب باكيا.

فذكر أن أباه عليه السلام قد عقد له عوذة في عضده الأيمن، و قد قال له: يا بني، اذا أصابك ألم أو هم فحلها و اقرأها، و افهم معناها و اعمل بكل ما تراه مكتوبا فيها، فعند ذلك حلها و قرأها، فهذا ما وجده مكتوبا فيها:

يا ولدي يا قاسم، اوصيك بتقوي الله عزوجل، فاذا رأيت عمك الحسين عليه السلام بكربلاء و قد أحاطته الأعداء، فاطلب منه البراز و لا تترك الجهاد بين يديه علي أعداء الله و رسوله و أعدائه، و لا تبخل عليه بروحك، فاذا نهاك فعاوده حتي يأذن لك، لتحظي بالسعادة الأبدية.

فنهض القاسم الي عمه عليه السلام و عرض عليه العوذة، فتنفس الصعداء و قال عليه السلام له: يا بني، هذه وصية لك من أبيك، و عندي وصية أخري منه لك، فلابد من انفاذها، ثم نهض عليه السلام آخذا بيده و بيد أخويه عون و العباس و دخل بهم الخيمة و أمر أخته زينب باحضار الصندوق، و فتحه و استخرج منه قباء أخيه الحسن عليه السلام و عمامته، فألبسهما القاسم...

ابن شدقم، تحفة لب اللباب،/217 - 216

أيضا لما آل أمر الحسين الي القتال بكربلاء، و قتل جميع أصحابه، و وقعت النوبة علي أولاد أخيه جاء القاسم بن الحسن، و قال: يا عم [1] ، الاجازة، لأمضي الي هؤلاء الكفرة [2] ،


فقال له الحسين: يا ابن الأخ [3] ، أنت من أخي علامة، و أريد أن [4] تبقي [5] لأتسلي بك و لم يعطه الاجازة للبراز، فجلس مهموما مغموما باكي العين [6] حزين القلب، و أجاز الحسين اخوته للبراز و لم يجزه، فجلس القاسم متألما و وضع رأسه علي رجليه، و ذكر أن أباه قد ربط له عوذة في كتفه الأيمن، و قال له: اذا أصابك ألم و هم فعليك بحل العوذة و قراءتها و فهم [7] معناها و اعمل بكل ما تراه مكتوبا فيها، فقال القاسم لنفسه: مضي سنون علي و لم يصبني من [8] مثل هذا الألم، فحل العوذة و فضها و نظر الي كتابتها و اذا فيها: يا ولدي [9] قاسم، أوصيك أنك اذا رأيت عمك الحسين عليه السلام في كربلاء، و قد أحاطت به الأعداء فلا تترك البراز و الجهاد لأعداء [10] رسول الله و لا تبخل عليه بروحك، و كلما نهاك عن البراز عاوده ليأذن لك في البراز لتحضي [11] بالسعادة الأبدية، فقام القاسم من ساعته و أتي الي [12] الحسين عليه السلام و عرض ما كتب [13] الحسن علي عمه الحسين عليه السلام فلما قرأ الحسين عليه السلام العوذة بكي بكاءا شديدا، و نادي بالويل و الثبور و تنفس الصعداء و قال: يا ابن الأخ [14] ، هذه الوصية لك من أبيك، و عندي وصية أخري منه لك، و لابد من انفاذها، فمسك الحسين عليه السلام علي يد القاسم، و أدخله الخيمة و طلب عونا و عباسا و قال لأم القاسم: [15]


ليس للقاسم ثياب جدد؟ قالت: لا. فقال لأخته زينب: أيتيني بالصندوق [16] فأتته به [17] و وضع بين يديه ففتحه و أخرج منه قباء الحسن و ألبسه القاسم و لف علي رأسه عمامة الحسن...

الطريحي، المنتخب،/373 - 372 مساوي عنه: السيد هاشم البحراني، مدينة المعاجز، 368 - 366/3؛ الدربندي، أسرار الشهادة،/306؛ المازندراني، معالي السبطين، 458 - 457/1



پاورقي

[1] [مکانه في الأسرار: ان القاسم قال للامام عليه‏السلام: يا عم...].

[2] [مدينة المعاجز: الکفار].

[3] [مدينة المعاجز: أخي].

[4] [لم يرد في الأسرار].

[5] [زاد في الأسرار و مدينة المعاجز و المعالي: لي].

[6] [الأسرار: العينين].

[7] [مدينة المعاجز: فافهم].

[8] [لم يرد في الأسرار و مدينة المعاجز].

[9] [زاد في مدينة المعاجز: يا].

[10] [زاد في مدينة المعاجز و المعالي: الله و أعداء].

[11] [مدينة المعاجز: لتحظي].

[12] [لم يرد في المعالي].

[13] [زاد في مدينة المعاجز: أبوه].

[14] [الأسرار: أخي].

[15] [زاد في الأسرار و المعالي: أ و، زاد أيضا في المعالي: و].

[16] [مدينة المعاجز: فأتت به اليه].

[17] [مدينة المعاجز: فأتت به اليه].