بازگشت

كلامها مع أخيها في أصحابه و ما جري ليلة عاشوراء


أقول: و قد أشرنا الي ما ينبغي ذكره هنا من فضل الشهداء في المجلس المشتمل علي فضائلهم، فلاحظه و عثرت علي أشياء ارسلها بعض معاصرينا في مؤلفاتهم، فأحببت ذكرها هنا، و ان لم أقف عليها في الكتب المعتبرة.

منها: ما عن المفيد عليه لرحمة أنه قال [1] : لما نزل الحسين عليه السلام في كربلاء كان أخص أصحابه به [2] و أكثرهم ملازمة له نافع بن هلال سيما في مظان الاغتيال، لأنه كان حازما بصيرا بالسياسة، فخرج الحسين عليه السلام ذات ليلة الي خارج الخيم حتي أبعد، فتقلد نافع سيفه و أسرع في مشيه حتي لحقه، فرآه يختبر الثنايا و العقبات و الأكمات المشرفة علي المنزل. ثم التفت الي خلفه فرآني [3] ، فقال: من الرجل؟ نافع [4] . قلت: نعم، جعلني الله فداك، أزعجني خروجك ليلا الي جهة معسكر هذا الطاغي، فقال: يا نافع! خرجت أتفقد هذه التلاع مخافة أن تكون مكنا لهجوم الخيل علي مخيمنا يوم تحملون و يحملون. ثم رجع و هو قابض علي يساري و [5] يقول: هي هي و الله، وعد لا خلف فيه. ثم قال: يا نافع! ألا تسلك ما بين هذين الجبلين من وقتك هذا وانج [6] بنفسك؟ فوقعت علي قدميه و قلت: اذا ثكلت نافعا أمه، سيدي! ان سيفي بألف و فرسي مثله، فوالله الذي من علي بك لا أفارقك حتي يكلا عن قري و جري.

ثم فارقني و دخل خيمة أخته، فوقفت الي جنبها رجاء أن يسرع في خروجه منها،


فاستقبلته [7] و وضعت له متكئا و جلس يحدثها سرا، فما لبثت أن اختنقت بعبرتها و قالت: وا أخاه! أشاهد مصرعك و أبتلي برعاية هذه المذاعير من النساء، و القوم كما تعلم ما هم عليه من الحقد القديم؟! ذلك خطب جسيم يعز علي مصرع هؤلاء الفتية الصفوة و أقمار بني هاشم، ثم قالت: أخي! هل استعلمت من أصحابك نياتهم؟ فاني أخشي أن يسلموك عند الوثبة و اصطكاك الأسنة. فبكي عليه السلام، و قال: أما و الله لقد نهرتهم [8] و بلوتهم، و ليس فيهم [الا] الأشوس الأقعس، يستأنسون بالمنية دوني استئناس الطفل بلبن أمه، فلما سمع نافع ذلك بكي رقة، و رجع، و جعل طريقه علي منزل حبيب بن مظاهر، فرآه جالسا و بيده سيف مصلت، فسلم عليه و جلس علي [9] باب الخيمة، ثم قال له: ما أخرجك يا نافع؟ فحكيت [10] له ما كان، فقال: أي و الله، لولا انتظار أمره لعاجلتهم و عالجتهم هذه الليلة بسيفي، ثم قال نافع: يا حبيبي! فارقت الحسين عليه السلام عند أخته، و هي في حال وجل [11] و رعب، و أظن أن النساء أفقن و شاركنها في الحسرة و الزفرة، فهل لك أن تجمع أصحابك و تواجهن بكلام يسكن قلوبهن و يذهب رعبهن؟ فلقد شاهدت منها ما لا قرار لي مع بقائه، فقال له: طوع ارادتك.

فبرز حبيب ناحية و نافع الي جانبه و انتدب أصحابه فتطالعوا من منازلهم، فلما اجتمعوا قال لبني هاشم: ارجعوا الي منازلكم، لا سهرت عيونكم؛ ثم خطب أصحابه و قال: يا أصحاب الحمية و ليوث الكريهة! هذا نافع يخبرني الساعة بكيت و كيت، و قد خلف أخت سيدكم و بقايا عياله يتشاكين و يتباكين، أخبروني عما أنتم عليه، فجردوا صوارمهم و رموا عمائمهم و قالوا: يا حبيب! أما و الله الذي من علينا بهذا الموقف، لئن زحف القوم لنحصدن رؤوسهم و لنلحقنهم بأشياخهم أذلاء صاغرين، و لنحفظن وصية


رسول الله صلي الله عليه و آله في أبنائه و بناته. فقال: هلموا معي، فقام يخبط الأرض و هم يعدون خلفه حتي وقف بين أطناب الخيم و نادي: يا أهلنا! و يا ساداتنا! و يا معاشر [12] حرائر رسول الله! هذه صوارم فتيانكم، آلوا أن لا يغمدوها الا في رقاب من يبتغي [13] السوء فيكم، و هذه أسنة غلمانكم أقسموا أم لا يركزوها [14] الا في صدور من يفرق ناديكم، فقال الحسين عليه السلام: أخرجن عليهم يا آل الله، فخرجن و هن [15] ينتدبن، و هن [16] يقلن: حاموا أيها الطيبون عن الفاطميات، ما عذركم اذا لقينا جدنا رسول الله صلي الله عليه و آله، و شكونا اليه ما نزل بنا و قال: أليس حبيب و أصحاب حبيب كانوا حاضرين يسمعون و ينظرون؟ فوالله الذي لا اله اله هو، لقد ضجوا ضجة ماجت منها الأرض و اجتمعت لها خيولهم و كان لها جولة و اختلاف صهيل حتي كأن كلا ينادي صاحبه و فارسه [17] .

البهبهاني، الدمعة الساكبة، 274 - 272/4 مساوي عنه: المازندراني، معالي السبطين، 346 - 344/1

و خرج عليه السلام [18] في جوف الليل [19] الي خارج الخيام [20] يتفقد التلاع و العقبات، فتبعه نافع ابن هلال الجملي، فسأله الحسين عما أخرجه قال: يا ابن رسول الله، أفزعني خروجك الي جهة معسكر هذا الطاغي، فقال الحسين: اني خرجت أتفقد التلاع و الروابي مخافة أن تكون مكنا لهجوم الخيل يوم تحملون و يحملون، ثم رجع عليه السلام، و هو قابض علي يد نافع و يقول: هي هي و الله وعد لا خلف فيه.

ثم قال له: ألا تسلك بين هذين الجبلين في جوف الليل و تنجو بنفسك؟ فوقع نافع علي قدميه يقبلهما و يقول: ثكلتني أمي، ان سيفي بألف، و فرسي مثله، فوالله الذي من بك علي، لا فارقتك حتي يكلا عن فري و جري.


ثم دخل الحسين خيمة زينب، و وقف نافع بازاء الخيمة ينتظره، فسمع زينب تقول له: هل استعلمت من أصحابك نياتهم؟ فاني أخشي أن يسلموك عند الوثبة.

فقال لها: و الله لقد بلوتهم، فما وجدت فيهم الا الأشوس الأقعس، يستأنسون بالمنية دوني استيناس الطفل الي محالب أمه.

قال نافع: فلما سمعت هذا منه بكيت و أتيت حبيب بن مظاهر و حكيت ما سمعت منه و من أخته زينب.

قال حبيب: و الله لولا انتظار أمره لعاجلتهم بسيفي هذه الليلة، قلت: اني خلفته عند أخته، و أظن النساء أفقن و شاركنها في الحسرة، فهل لك أن تجمع أصحابك و تواجهوهن بكلام يطيب قلوبهن؟ فقام حبيب و نادي: يا أصحاب الحمية و ليوث الكريهة! فتطالعوا من مضاربهم كالأسود الضارية، فقال لبني هاشم: ارجعوا الي مقركم، لا سهرت عيونكم.

ثم التفت الي أصحابه و حكي لهم ما شاهده و سمعه نافع، فقالوا بأجمعهم: و الله الذي من علينا بهذا الموقف، لولا انتظار أمره، لعاجلناهم بسيوفنا الساعة، فطب نفسا، و قر عينا، فجزاهم خيرا.

و قال: هلموا معي لنواجه النسوة، و نطيب خاطرهن، فجاء حبيب و معه أصحابه و صاح: يا معشر حرائر رسول الله! هذه صوارم فتيانكم، آلوا ألا يغمدوها الا في رقاب من يريد السوء فيكم، و هذه أسنة غلمانكم أقسموا ألا يركزوها الا في صدور من يفرق ناديكم.

فجرجن النساء اليهم ببكاء و عويل و قلن: أيها الطيبون! حاموا عن بنات رسول الله و حرائر أميرالمؤمنين.

فضج القوم بالبكاء حتي كأن الأرض تميد بهم [21] . [22] .


المقرم، مقتل الحسين عليه السلام،/266 - 265 مساوي عنه: الصادق، وليدة النبوة و الامامة،/122 - 121؛ مثله الميانجي، العيون العبري،/95 - 93

كما في بعض الكتب عن فخر المخدرات زينب عليهاالسلام قالت: لما كانت ليلة عاشوراء


(أو ليلة العاشر خ ل) من المحرم، خرجت من خيمتي لأتفقد أخي الحسين عليه السلام و أنصاره، و قد أفرد له خيمة، فوجدته جالسا وحده يناجي ربه و يتلو القرآن، فقلت في نفسي أفي مثل هذه الليلة يترك أخي وحده؟! والله لأمضين الي اخوتي و بني عمومتي، و أعاتبهم بذلك، فأتيت الي خيمة العباس، فسمعت منها همهمة و دمدمة، فوقفت علي ظهرها، فنظرت فيها، فوجدت بني عمومتي و اخوتي و أولاد اخوتي مجتمعين كالحلقة، و بينهم العباس بن أميرالمؤمنين عليه السلام، و هو جاث علي ركبتيه كالأسد علي فريسته، فخطب فيهم خطبة ما سمعتها الا من الحسين عليه السلام مشتملة بالحمد و الثناء لله و الصلاة و السلام علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم، ثم قال في آخر خطبته: يا اخوتي و بني اخوتي و بني عمومتي، اذا كان الصباح فما تقولون؟ فقالوا: الأمر اليك يرجع و نحن لا نتعدي لك قولك، فقال العباس: ان هؤلاء، أعني الأصحاب، قوم غرباء و الحمل الثقيل لا يقوم الا بأهله، فاذا كان الصباح فأول من يبرز الي القتال أنتم، نحن نقدمهم للموت لئلا يقول الناس قدموا أصحابهم، فلما قتلوا عالجوا الموت بأسيافهم ساعة بعد ساعة، فقامت بنوهاشم و سلموا سيوفهم في وجه أخي العباس، و قالوا: نحن علي ما أنت عليه؛ قالت زينب عليهاالسلام: فلما رأيت كثرة اجتماعهم، و شدة عزمهم، و اظهار شيمتهم، سكن قلبي و فرحت، ولكن خنقتني العبرة، فأردت أن أرجع الي أخي الحسين عليه السلام و أخبره بذلك، فسمعت من خيمة حبيب بن مظاهر همهمة و دمدمة، فمضيت اليها و وقفت بظهرها و نظرت فيها، فوجدت الأصحاب علي نحو بني هاشم مجتمعين كالحلقة، و بينهم حبيب بن مظاهر و هو يقول: يا أصحابي، لم جئتم الي هذا المكان؟ أوضحوا كلامكم، رحمكم الله. فقالوا: أتينا لننصر غريب فاطمة، فقال لهم: لم طلقتم حلائلكم؟ فقالوا: لذلك. قال حبيب: فاذا كان الصباح فما أنتم قائلون؟ فقالوا: الرأي رأيك، و لا نتعدي قولا لك؛ قال: فاذا صار الصباح فأول من يبرز الي القتال أنتم، نحن نقدمهم للقتال و لا نري هاشميا مضرجا بدمه و فينا عرق يضرب لئلا يقول الناس قدموا ساداتهم للقتال، و بخلوا عليهم بأنفسهم، فهزوا سيوفهم علي وجهه، و قالوا: نحن علي ما أنت عليه. قالت زينب: ففرحت من ثباتهم، ولكن خنقتني العبرة، فانصرفت عنهم و أنا باكية، و اذا بأخي الحسين قد عارضني،


فسكنت نفسي، و تبسمت في وجهه، فقال: أخية؛ فقلت: لبيك يا أخي، فقال عليه السلام: يا أختاه، منذ رحلنا من المدينة ما رأيتك متبسمة، أخبريني ما سبب تبسمك؟ فقلت له: يا أخي، رأيت من فعل بني هاشم و الأصحاب كذا و كذا؛ فقال لي: يا أختاه، اعلمي ان هؤلاء أصحابي من عالم الذر، و بهم وعدني جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، هل تحبين أن تنظري الي ثبات أقدامهم؟ فقلت: نعم؛ فقال عليه السلام: عليك بظهر الخيمة؛ قالت زينب: فوقفت علي ظهر الخيمة فنادي أخي الحسين عليه السلام: أين اخواني و بنو أعمامي؟ فقامت بنوهاشم و تسابق منهم العباس و قال: لبيك لبيك ما تقول؟ فقال الحسين عليه السلام: أريد أن أجدد لكم عهدا، فأتي أولاد الحسين، و أولاد الحسن، و أولاد علي، و أولاد جعفر، و أولاد عقيل، فأمرهم بالجلوس، فجلسوا ثم نادي: أين حبيب بن مظاهر، أين زهير، أين نافع، أين الأصحاب؟ فأقبلوا و تسابق منهم حبيب بن مظاهر، و قال: لبيك يا أباعبدالله، فأتوا اليه و سيوفهم بأيديهم، فأمرهم بالجلوس فجلسوا، فخطب فيهم خطبة بليغة، ثم قال: يا أصحابي، اعلموا ان هؤلاء القوم ليس لهم قصد سوي قتلي و قتل من هو معي، و أنا أخاف عليكم من القتل، فأنتم في حل من بيعتي، و من أحب منكم الانصراف فلينصرف في سواد هذا الليل؛ فعند ذلك قامت بنوهاشم و تكلموا بما تكلموا، و قام الأصحاب و أخذوا يتكلمون بمثل كلامهم، فلما رأي الحسين عليه السلام حسن اقدامهم، و ثبات أقدامهم، قال عليه السلام: ان كنتم كذلك فارفعوا رؤوسكم، و انظروا الي منازلكم في الجنة، فكشف لهم الغطاء، و رأوا منازلهم و حورهم و قصورهم فيها، و الحور العين ينادين: العجل العجل، فانا مشتاقات اليكم، فقاموا بأجمعهم، و سلوا سيوفهم، و قالوا: يا أباعبدالله، ائذن لنا أن نغير علي القوم و نقاتلهم حتي يفعل الله بنا و بهم ما يشاء؛ فقال عليه السلام: اجلسوا رحمكم الله و جزاكم الله خيرا، ثم قال: ألا و من كان في رحله امرأة فلينصرف بها الي بني أسد، فقام علي بن مظاهر و قال: و لماذا يا سيدي؟ فقال عليه السلام: ان نسائي تسبي بعد قتلي، و أخاف علي نسائكم من السبي، فمضي علي بن مظاهر الي خيمته، فقامت زوجته اجلالا له، فاستقبلته و تبسمت في وجهه، فقال لها: دعيني و التبسم؛ فقالت: يا ابن مظاهر، اني سمعت غريب فاطمة خطب فيكم، و سمعت في آخرها همهمة و دمدمة،


فما علمت ما يقول، قال: يا هذه، ان الحسين عليه السلام قال لنا: ألا و من كان في رحله امرأة فليذهب بها الي بني عمها، لأني غدا أقتل و نسائي تسبي، فقالت: و ما أنت صانع؟ قال: قومي حتي ألحقك ببني عمك بني أسد، فقامت و نطحت رأسها في عمود الخيمة، و قالت: و الله ما أنصفتني يا ابن مظاهر، أيسرك أن تسبي بنات رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أنا آمنة من السبي؟ أيسرك أن تسلب زينب ازارها من رأسها و أنا أستتر بازاري؟ أيسرك أن تذهب من بنات الزهراء أقراطها و أنا أتزين بقرطي؟ أيسرك أن يبيض وجهك عند رسول الله و يسود وجهي عند فاطمة الزهراء؟ و الله أنتم تواسون الرجال و نحن نواسي النساء، فرجع علي بن مظاهر الي الحسين عليه السلام و هو يبكي، فقال له الحسين عليه السلام: ما يبكيك؟ فقال: سيدي، أبت الأسدية الا مواساتكم، فبكي الحسين عليه السلام و قال: جزيتم منا خيرا.

(قولها) و نحن نواسي النساء، بل و منهن من واست الرجال في القتل و القتال، كما في حكاية زوجة وهب و والدته، و سيجي ء في محله ان شاء الله تعالي.

المازندراني، معالي السبطين، 342 - 340/1



پاورقي

[1] [الي هنا لم يرد في المعالي].

[2] [لم يرد في المعالي].

[3] [المعالي: فرآه].

[4] [زاد في المعالي: قال].

[5] [زاد في المعالي: هو].

[6] [المعالي: و تنجو].

[7] [زاد في المعالي: زينب].

[8] [المعالي: لهزتهم].

[9] [المعالي: بباب].

[10] [المعالي: حکي].

[11] [المعالي: فرجع].

[12] [المعالي: معشر].

[13] [المعالي: يبعي].

[14] [المعالي: يرکزوها].

[15] [المعالي: يندبن].

[16] [المعالي: يندبن].

[17] [لم يرد في المعالي].

[18] [زاد في وليدة النبوة و الامامة: ليلة العاشر].

[19] [لم يرد في وليدة النبوة و الامامة].

[20] [لم يرد في وليدة النبوة و الامامة].

[21] الدمعة الساکبة ص 325، و تکرر في کلامه هلال بن نافع و هو اشتباه، فان المضبوط «نافع بن هلال» کما في زيارة الناحية و تاريخ الطبري و کامل ابن الأثير.

[22] مرحوم حاج ملا محمد باقر در الدمعة الساکبة از بعض مؤلفات اصحاب نقل کرده حکايتي را که مضمون مختصر آن اين است که: چون حضرت حسين عليه‏السلام در شب عاشورا از خيمه بيرون آمد و مقداري مسافت طي کرد، نافع بن هلال با شمشير برهنه‏ي خود از عقب سر آن حضرت روان شد. چون آن حضرت صداي پايي شنيد، فرمود: «کيستي؟»

نافع عرض کرد: «من هستم يابن رسول الله بابي انت و امي!»

آن حضرت فرمود: «چرا اين وقت شب از خيمه بيرون آمدي؟»

نافع گويد: عرض کردم: «پدر و مادرم فداي شما باد! اين دل شب از خروج شما به جانب معسکر دشمن نگران شدم.»

فرمود: «اي نافع! بيرون آمدم که در اين اطراف تحقيقي بنمايم و اين گودال‏ها را بنگرم. مبادا دشمن کمين بنمايد و هنگام قتال به حرم حمله کند.»

پس آن حضرت مراجعت کرد و اين کلام را تذکره مي‏نمود: «هي هي والله وعد لا خلف فيه».

پس به من فرمود: «اي نافع! چرا اين دل شب به ميان اين دو کوه نمي‏روي تا از دشمن نجات يابي؟»

نافع خود را به قدمهاي حضرت انداخت و گفت: «اگر من چنين کنم، مادر به عزايم نشيند، اي سيد و مولاي من. اين شمشير را به هزار درهم خريدم و اسب خود را نيز به هزار درهم خريده‏ام و به خدا قسم، محال است که از خدمت شما به جايي روم تا شمشيرم از بريدن و اسبم از دويدن باز نماند.»

نافع گويد: «آن گاه از من گذشت و به خيمه‏ي خواهرش زينب داخل شد. من در خارج خيمه منتظر ايستادم که شايد آن حضرت از خيمه بيرون آيد. پس خواهرش برخاست و متکايي از براي برادر بنهاد و آهسته مشغول صحبت شدند. ناگاه صداي زينب بلند شد و گفت: «وا أخاه أشاهد مصرعک» برادر جان! من چگونه تو را کشته بينم و به رعايت اين اطفال و زنان مبتلا بشوم و تو خود مي‏داني که اين گروه جفاپيشه چه قدر کينه و بغض ما دارند؛ «يعز علي مصرع هؤلاء الصفوة و أقمار بني‏هاشم.»

بعد عرض کرد: «برادر جان! آيا اين بقيه‏ي اصحاب خود را اختبار و امتحان کرده‏اي؟ من مي‏ترسم که وقت قتال و اشتعال نائره‏ي حرب، ايشان نيز بروند و تو را تنها بگذارند.»

حضرت بگريست و فرمود: «بله! آن‏ها را امتحان کردم که همه مشتاق مرگ هستند؛ مثل اشتياق طفل به پستان مادر و همه دلير و شجاع مي‏باشند.»

نافع از شنيدن اين مقال از زينب گريست و به خيمه‏ي حبيب بن مظاهر برفت و صورت واقعه را به عرض رساند و گفت: «اي حبيب! من خواهرش را بسيار پريشان و مضطرب ديدم و گمان مي‏کنم که ديگر زنان و اطفال نيز باخبر باشند و با وي جزع و بي‏تابي بنمايند. آيا مي‏تواني اصحاب را جمع کني و ايشان را به کلامي مطمئن و آسوده‏خاطر بنمايي؟»

حبيب گفت: سمعا و طاعة سپس از جا برخاست و اصحاب را ندا کرد. همه جمع آمدند. پس بني‏هاشم را فرمود: «شما به خيمه‏هاي خود مراجعت بنماييد.»

آن گاه به اصحاب خطاب کرد و گفت: «يا أصحاب الحمية و ليوث الکريهة! اينک نافع به من خبر مي‏دهد که عليا مخدره خاطرش پريشان است و از ما مطمئن نيست. اکنون مرا خبر بدهيد از نيت‏هاي خود.»

اصحاب چون اين بشنيدند، سرهاي خود را برهنه کردند و شمشيرها را از غلاف کشيدند و قسم ياد کردند که «تا يک نفر از ما زنده است، نمي‏گذاريم کسي به خيام طاهرات نزديک شود.»

حبيب فرمود: «پس با من بياييد.»

اصحاب به همراه حبيب به در خيمه‏ي عليا مخدره زينب آمدند و صداها بلند کردند که: «اي بانوان حريم عصمت و اي پردگيان ودايع رسالت! اينک همه‏ي اعوان و انصار شما هستند که قسم ياد کرده‏اند که تا قبضه‏ي شمشير در دست آن‏هاست، دشمن را از شما دفع دهند و هر کس به اين خيام نزديک شود، سر از بدنش بردارند؛ چون صداي اصحاب به گوش حضرت سيدالشهدا رسيد، به اهل حرم خطاب کرد و فرمود: «اخرجن عليهم يا آل يس».

مخدرات فاطميات و علويات بيرون دويدند و آن‏ها را به نصرت تحريص کرده، فرمودند: «حاموا أيها الطيبون عن الفاطميات»: «اي مردان پاک سرشت! حمايت بکنيد به فاطميات و زنان هاشميات و اگر کوتاهي بنماييد، عذر شما نزد جد ما رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم چه خواهد بود؟»

راوي گويد: سوگند به خداي لا شريک له که اصحاب از شنيدن اين کلمات چنان ضجه و ناله کردند که گفتي زمين متزلزل شد و اسب‏ها به شيهه و صيحه درآمدند. گويا صاحبان خود را صدا مي‏کردند.

و به روايت مخزن البکا و مهيج الاحزان و نورالعين و الدمعة الساکبة و ديگران اين است که عليا مخدره سکينه مي‏فرمايد: «من در خيمه نشسته بودم.» (تفصيل اين روايت در ترجمه سکينه بيايد) تا آن جا که گويد: «عمه‏ام مرا ديد که اشک از ديده‏هاي من مي‏ريزد. من قصه را نقل کردم که پدرم را تنها گذاشته‏اند و رفته‏اند و اين وقت ناله‏ي عمه‏ام زينب بلند شد و مي‏گفت: «وا جداه! وا علياه! وا حسيناه! وا قلة ناصراه، أين الخلاص من الأعداء، ليتهم يقنعون بالفداء»: «اي کاش راضي مي‏شدند که عوض برادرم مرا بکشند.»

اين وقت بانگ ناله و عويل از خيمه بالا گرفت. چون پدر بزرگوارم صداي گريه ايشان را شنيد، با چشم گريان وارد خيمه شد و فرمود: «اين صداي گريه چيست؟»

عمه‏ام گفت: «يا أخي ردنا الي حرم جدنا»: «اي برادر! ما را به مدينه برگردان.»

پدرم فرمود: «خواهر جان! چگونه با اين گروه دشمنان ممکن است؟»

عليا مخدره زينب عرض کرد: «جلالت جد و پدر و مادر و برادر خود را بيان کرده‏اي؟ اين قوم شايد تو را نشناسند.»

فرمود: «من خود را معرفي کردم، گوش ندادند و آن‏ها را موعظه نمودم، نپذيرفتند، و سخن مرا قبول نکردند و ايشان جز کشتن من چيزي در نظر ندارند. چاره نيست مگر آن که مرا کشته و بر خاک افتاده ببينند؛ ولي شما را وصيت مي‏کنم به تقوي و صبر و تحمل. جد شما اين خبر را داده است و خلف نمي‏شود وعده‏ي او. من شما را به خداوند يکتا مي‏سپارم.»

محلاتي، رياحين الشريعه، 86 - 84/3.