بازگشت

ام كلثوم و حديثها عن مقتل أبيها و ما شاهدته


قال الحسن بن علي: و أتيته سحرا. فجلست اليه، فقال: اني بت الليلة أوقظ أهلي، فملكتني عيناي، و أنا جالس، فسنح لي رسول الله، فقلت: يا رسول الله، ما لقيت من أمتك من الأود و اللدد؟ قال لي: ادع الله عليهم، فقلت: اللهم أبدلني بهم خيرا لي منهم و أبدلهم شرا لهم مني، و دخل ابن النباح المؤذن علي ذلك، فقال: الصلاة [1] فأخذت بيده [2] ، فقام يمشي، و ابن النباح بين يديه، و أنا خلفه، فلما خرج من الباب نادي: «أيها الناس، الصلاة الصلاة» كذلك كان [3] يفعل [4] في [5] كل يوم يخرج و معه درته، يوقظ الناس، فاعترضه الرجلان، فقال بعض من حضر ذلك: فرأيت بريق السيف، و سمعت قائلا يقول: «لله الحكم يا علي لا لك»، ثم رأيت سيفا ثانيا، فضربا جميعا، فأما سيف عبدالرحمان بن ملجم فأصاب جبهته الي قرنه و وصل [6] الي دماغه، و أما سيف شبيب فوقع في الطاق، و سمعت [7] عليا يقول: «لا يفوتنكم الرجل»، و شد الناس عليهما من كل جانب، فأما شبيب فأفلت، و أخذ عبدالرحمان بن ملجم، فأدخل علي علي، فقال: «أطيبوا طعامه، و ألينوا فراشه، فان أعش، فأنا [8] أولي بدمه [9] عفوا أو قصاصا، و ان أمت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين».

[10] فقالت أم كلثوم بنت علي: يا عدو الله، قتلت أميرالمؤمنين، قال: ما قتلت الا أباك، قالت: فوالله اني لأرجو أن لا يكون علي أميرالمؤمنين بأس. قال: فلم تبكين اذا؟ ثم قال: و الله لقد سممته شهرا - يعني سيفه - فان أخلفني فأبعده الله و أسحقه [11] .


ابن سعد، الطبقات، 24/1 - 3 مساوي مثله ابن عساكر، تاريخ دمشق، 434/45 (ط دار الفكر) 559/42؛ ابن الأثير، أسد الغابة، 37/4

قال: أخبرنا محمد [12] بن ربيعة الكلابي، عن طلق الأعمي، عن جدته قالت [13] : كنت أنوح أنا و أم كلثوم بنت علي علي علي عليه السلام.

ابن سعد، الطبقات، 25/1 - 3 مساوي مثله البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 258/3؛ أنساب الأشراف، 498/2؛ ابن أبي الدنيا، مقتل الامام أميرالمؤمنين، /111 رقم 106

و يروي: أن عليا رضوان الله عليه كان يخطب مرة و يذكر أصحابه و ابن ملجم تلقاء المنبر فسمع و هو يقول: و الله لأريحنهم منك. فلما انصرف علي صلوات الله عليه الي بيته أتي به ملببا فأشرف عليهم، فقال: ما تريدون؟ فخبروه بما سمعوا، فقال: ما قتلني بعد، فخلوا عنه.

و يروي: أن عليا كان يتمثل - اذا رآه - ببيت عمرو بن معدي كرب في قيس بن مكشوح المرادي، و المكشوح هبيرة، و انما سمي بذلك لأنه ضرب علي كشحه:



أريد حباءه و يريد قتلي

عذيرك من خليلك من مراد



فينتفي من ذلك، حتي أكثر عليه، فقال له المرادي: ان قضي شي ء كان. فقيل لعلي: كأنك قد عرفته و عرفت ما يريد بك، أفلا تقتله؟ فقال: كيف أقتل قاتلي؟ فلما كان ليلة احدي و عشرين من شهر رمضان خرج ابن ملجم و شبيب الأشجعي فاعتور الباب الذي يدخل منه علي رضي الله عنه و كان مغلسا، و يوقظ الناس للصلاة، فخرج كما كان يفعل فضربه شبيب فأخطأه و أصاب سيفه الباب، و ضربه ابن ملجم علي صلعته. فقال علي: «فزت و رب الكعبة، شأنكم بالرجل». فيروي عن بعض من كان بالمسجد من الأنصار قال: سمعت كلمة علي و رأيت بريق السيف. فأما ابن ملجم فحمل علي الناس بسيفه


فأفرجوا له و تلقاه بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب بقطيفة فرمي بها عليه، و احتمله فضرب به الأرض، و كان المغيرة أيدا، فقعد علي صدره. و أما شبيب فانتزع السيف منه رجل من حضرموت و صرعه! و قعد علي صدره، و كثر الناس فجعلوا يصيحون: عليكم صاحب السيف. فخاف الحضرمي أن يكبوا عليه و لا يسمعوا عذره، فرمي بالسيف وانسل شبيب بين الناس فدخل علي علي رضوان الله عليه، فأومر فيه، فاختلف الناس في جوابه، فقال علي: ان أعش فالأمر الي و أن أصب فالأمر لكم فان آثرتم أن تقتصوا فضربة بضربة و ان تعفوا أقرب للتقوي. و قال قوم بل قال: و ان أصبت فاضربوه ضربة في مقتله، فأقام علي يومين فسمع ابن ملجم الرنة من الدار فقال له من حضره: أي عدو الله، انه لا بأس علي أميرالمؤمنين. فقال: أعلي من تبكي أم كلثوم؟ أعلي؟ أما و الله لقد اشتريت سيفي بألف درهم، و مازلت أعرضه فما يعيبه أحد الا أصلحت ذلك العيب، و لقد أسقيته السم حتي لفظه، و لقد ضربته ضربة لو قسمت علي من بالمشرق لأتت عليهم. و مات علي صلوات الله و رضوانه عليه و رحمته في آخر اليوم الثالث.

المبرد، الكامل، 148 - 147/2

قال المدائني: حج ناس من الخوارج سنة تسع و ثلاثين، و قد اختلف عامل علي و عامل معاوية، فاصطلح الناس علي شبيب بن عثمان، فلما انقضي الموسم، أقام النفر من الخوارج مجاورين بمكة، فقالوا: كان هذا البيت معظما في الجاهلية، جليل الشأن في الاسلام، و قد انتهك هؤلاء حرمته، فلو أن قوما شروا [14] أنفسهم فقتلوا هذين الرجلين اللذين قد أفسدا في الأرض، و استحلا حرمة هذا البيت، استراحت الأمة، و اختار الناس لهم اماما. فقال عبدالرحمان بن ملجم المرادي لعنه الله: أنا أكفيكم أمر علي. و قال الحجاج بن عبدالله الصريمي، و هو البرك: أنا أقتل معاوية. فقال أذويه مولي بني العنبر، و اسمه عمرو بن بكر: و الله ما عمرو بن العاص بدونهما. فأنا به: فتعاقدوا علي ذلك، ثم اعتمروا عمرة رجب. و اتفقوا علي يوم واحد يكون فيه وقوع القتل منهم في علي


و معاوية و عمرو، ثم سار كل منهم في طريقه، فقدم ابن ملجم الكوفة و كتم أمره، و تزوج امرأة يقال لها: قطام بنت علقمة، و كانت خارجية، و كان علي قد قتل أخاها في حرب الخوارج. و تزوجها علي أن يقتل عليا. فأقام عندها مدة، فقالت له في بعض الأيام و هو مختف: لطالما أحببت المكث عند أهلك، و أضربت علي الأمر الذي جئت بسببه، فقال: ان لي وقتا واعدت فيه أصحابي، و لن أجاوزه، فلما كان اليوم الذي تواعدوا فيه، خرج عدو الله، فقعد لعلي حين خرج علي لصلاة الصبح، صبيحة نهار الجمعة، ليلة عشر بقيت من رمضان سنة أربعين، فلما خرج للصلاة وثب عليه، و قال: «الحكم لله لا لك يا علي»، و ضربه علي قرنه [15] بالسيف، فقال علي: «فزت و رب الكعبة»، ثم قال: لا يفوتنكم الرجل، فشد الناس عليه، فأخذوه.

[...] و كان ابن ملجم يعرض سيفه، فاذا أخبر أن فيه عيبا أصلحه، فلما قتل عليا قال: لقد أحددت سيفي بكذا و كذا، و سممته بكذا و ضربت به عليا ضربة لو كانت بأهل المصر لأتت عليهم.

و روي عن الحسن أنه قال: أتيت أبي فقال لي: أرقت الليلة، ثم ملكتني عيني [16] . فسنح لي رسول الله صلي الله عليه و سلم، فقلت له: يا رسول الله، ماذا لقيت من أمتك من الأود [17] و اللدد؟ فقال: ادع عليهم، فقلت: اللهم أبدلني بهم خيرا لي منهم، و أبدلهم لي شرا لهم مني، و خرج الي الصلاة فاعترضه ابن ملجم، و أدخل ابن ملجم علي علي بعد ضربه اياه، فقال: أطيبوا طعامه، و ألينوا فراشه، فان أعش فأنا ولي دمي، اما عفوت، و اما اقتصصت، و ان أمت فألحقوه بي، و لا تعتدوا، ان الله لا يحب المعتدين.

قالوا: و بكت أم كلثوم، و قالت لابن ملجم: يا عدو الله، قتلت أميرالمؤمنين، قال: ما قتلت أميرالمؤمنين، ولكني قتلت أباك. قالت: و الله و اني لأرجو ألا يكون عليه


بأس، قال: و لم تبكين اذا؟ و الله لقد أرهفت السيف، و نفيت الخوف، و جبت الأجل، و قطعت الأمل و ضربت ضربة لو كانت بأهل المشرق لأتت عليهم.

و مكث علي يوم الجمعة و يوم السبت، و توفي ليلة الأحد، و غسله الحسن و الحسين و محمد بن الحنفية و عبدالله بن جعفر، و كفن في ثلاثة أثواب، ليس فيها قميص، و صلي عليه الحسن ابنه، و دفن في قصر الامارة بالكوفة، و عمي قبره مخافة أن ينبشه الخوارج، و قيل: انه نقل بعد صلح معاوية و الحسن الي المدينة.

ابن قتيبة، الامامة و السياسة، /139 - 137

و روي عن الحسن بن علي قال: أتيت أبي سحيرا فجلست اليه فقال: اني بت الليلة أرقا؛ ثم ملكتني عيني و أنا جالس فسنح لي رسول الله صلي الله عليه و سلم فقلت له: يا رسول الله، ماذا لقيت من أمتك من الأود و اللدد؟ فقال: ادع عليهم، فقلت: اللهم أبدلني بهم خيرا لي منهم، و أبدلهم بي شرا لهم مني. و دخل ابن النباح عليه فقال: الصلاة. فأخذت بيده، فقام و مشي ابن النباح بين يديه و مشيت خلفه، فلما خرج من الباب نادي: «أيها الناس، الصلاة الصلاة»، و كذلك كان يصنع في كل يوم، و يخرج و معه درته يوقظ الناس، فاعترضه الرجلان، فرأيت بريق السيف و سمعت قائلا يقول: «الحكم يا علي لله لا لك». ثم رأيت سيفا ثانيا، فأما سيف ابن ملجم فأصاب جبهته الي قرنه و وصل الي دماغه، و أما سيف ابن بجرة فوقع في الطاق و قال علي: «يفوتنكم الرجل». فشد الناس عليهما من كل جانب، فأما شبيب بن بجرة فأفلت، و أما ابن ملجم فأخذ و أدخل علي علي، فقال أطيبوا طعامه و ألينوا فراشه، فان أعش فأنا ولي دمي فاما عفوت و اما اقتصصت، و ان أمت فألحقوه بي (و لا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين) [18] .

قالوا: و بكت أم كلثوم بنت علي و قالت لابن ملجم - و هو أسير -: يا عدو الله، قتلت أميرالمؤمنين، قال: لم أقتل أميرالمؤمنين ولكني قتلت أباك، فقالت: و الله اني لأرجو أن لا يكون عليه بأس. قال: فلم تبكين اذا؟ أعلي تبكين؟ و الله لقد أرهفت


السيف و نفيت الخوف، و حثثت الأجل، و قطعت الأمل، و ضربته ضربة لو كانت بأهل عكاظ - و يقال: بربيعة و مضر - لأتت عليهم، و الله لقد سممته شهرا فان أخلفني فأبعده الله سيفا و أسحقه.

و يقال: ان أمامة بنت أبي العاص بن الربيع، و ليلي بنت مسعود النهشلية، و أم كلثوم بكين عليه؛ و قلن: يا عدو الله، لا بأس علي أميرالمؤمنين. فقال: فعلي من تبكين اذا؟ أعلي تبكين؟!

البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 256 - 255/3، أنساب الأشراف، 496 - 495/2

فقالت أم كلثوم بنت علي: يا عدو الله، قتلت أميرالمؤمنين؟ قال: لو كان أميرالمؤمنين ما قتلته.

البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 263/3، أنساب الأشراف، 504/2

حدثنا الحسين، حدثنا عبدالله قال: حدثني عبدالله بن يونس بن بكير قال: حدثني أبي حدثنا علي بن أبي فاطمة الغنوي قال:

حدثني شيخ من بني حنظلة قال: لما كانت الليلة التي أصيب فيها علي رحمه الله أتاه ابن النباح حين طلع الفجر يؤذنه بالصلاة و هو مضطجع متثاقل، فقال [في] الثانية يؤذنه بالصلاة، فسكت فجاءه الثالثة فقام علي يمشي بين الحسن و الحسين و هو يقول:



شد حيازيمك للموت

فان الموت آتيك



و لا تجزع من الموت

اذا حل بواديك



فلما بلغ الباب الصغير قال لهما: مكانكما و دخل فشد عليه عبدالرحمان بن ملجم فضربه، فخرجت أم كلثوم بنت علي فجعلت تقول: ما لي و لصلاة الغداة؟ قتل زوجي أميرالمؤمنين صلاة الغداة، و قتل أبي صلاة الغداة.

حدثنا الحسين، حدثنا عبدالله قال: حدثنا سعيد بن يحيي، حدثنا عبدالله بن سعيد، عن زياد بن عبدالله قال: قال محمد بن اسحاق: أقبل ابن ملجم المرادي من الشام حتي


ضرب عليا، فقالت أم كلثوم بنت علي لابن ملجم: يا عدو الله قتلت أميرالمؤمنين. قال: لم أقتل الا أباك. قالت: أما و الله اني لأرجو أن لا يكون عليه بأس. قال: أفعلي تبكين اذا؟ ثم قال لها: و الله لقد سممته شهرا فان أخلفني فأبعده الله و أسحقه.

حدثنا الحسين، حدثنا عبدالله قال: و أخبرني العباس بن هشام بن محمد، عن أبيه، عن أبي المقوم يحيي بن ثعلبة الأنصاري، عن عبدالملك بن عمير قال: لما أدخل ابن ملجم علي علي رحمه الله صبيحة ضربه، و عنده ابنته أم كلثوم تبكي عند رأسه، فلما نظرت الي ابن ملجم سكتت ثم قالت: يا عدو الله، و الله ما علي أميرالمؤمنين بأس. فقال [ابن ملجم]: أما و الله لقد شحذت السيف، و أنكرت الحيف، و نفيت الوجل، و حثثت العجل، و ضربته ضربة لو كانت بربيعة و مضر لأتت عليهم، فعلي أذا تبكين!؟

حدثنا الحسين، حدثنا عبدالله، حدثنا ابراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا أبوأسامة قال: حدثني أبوطلق علي بن حنظلة بن نعيم عن أبيه قال: لما ضرب ابن ملجم عليا قال: احبسوه فانما هو جرح فان برأت امتثلت [19] أو عفوت و ان هلكت قتلتموه.

فجعل عليه عبدالله بن جعفر، و كانت أم كلثوم بنت علي تحته، فقطع يديه وفقا عينيه و قطع رجليه و جدعه و قال له: هات لسانك. فقال له: اذ صنعت ما صنعت فانما تستقرض في جسدك أما لساني ويحك فدعه أذكر الله به فاني لا أخرجه لك أبدا. فشق لحييه و أخرج لسانه من بين لحييه فقطعه، و حمي مسمارا ليفقأ به عينيه فقال [له ابن ملجم]: انك لتكحل عمك بملمول ممض.

فجاءت أم كلثوم تبكي و تقول: يا خبيث، و الله ما ضرت [ضربتك] أميرالمؤمنين، فقال [ابن ملجم]: أعلي يا أم كلثوم تبكين؟ أما و الله خانني سيفي و لا ضعف ساعدي.

ابن أبي الدنيا، مقتل الامام أميرالمؤمنين، /29 رقم 38، 4 رقم 84 - 83، 18 - 17 رقم 74

قالوا: و اجتمع في العام [20] الذي قتل فيه علي رضي الله عنه بالموسم عبدالرحمان بن ملجم


المرادي، و النزال بن عامر، و عبدالله بن مالك الصيداوي، و ذلك بعد وقعة النهر بأشهر، فتذكروا ما فيه الناس من تلك الحروب، فقال بعضهم لبعض: «ما الراحة الا في قتل هؤلاء النفر الثلاثة: علي بن أبي طالب، و معاوية بن أبي سفيان، و عمرو بن العاص».

فقال ابن ملجم: «علي قتل علي».

و قال النزال: «و علي قتل معاوية».

و قال عبدالله: «و علي قتل عمرو».

فاتعدوا لليلة واحدة، يقتلونهم فيها.

و أقبل عبدالرحمان حتي قدم الكوفة، فخطب الرباب الي ابنتها قطام، و كانت قطام تري رأي الخوارج، و قد كان علي قتل أباها و أخاها و عمها يوم النهر، فقالت لابن ملجم: «لا أزوجك الا علي ثلاثة آلاف درهم، و عبد، وقينة، و قتل علي بن أبي طالب».

فأعطاها ذلك و أملكها.

و كان ابن ملجم يجلس في مجلس تيم الرباب من صلاة الغداة الي ارتفاع النهار، و القوم يفيضون في الكلام، و هو ساكت، لا يتكلم بكلمة، للذي أجمع عليه من قتل علي.

فخرج ذات عليه الي السوق متقلدا سيفه، فمرت به جنازة يشيعها أشراف العرب، و معها القسيسون يقرأون الانجيل، فقال: «ويحكم، ما هذا؟» فقالوا: «هذا أبجر بن جابر العجلي مات نصرانيا، و ابنه حجار بن أبجر سيد بكر بن وائل، فاتبعها أشراف الناس لسؤدد ابنه، و اتبعها النصاري لدينه».

فقال: «و الله لولا أني أبقي نفسي لأمر هو أعظم عند الله من هذا لاستعرضتهم بسيفي».

فلما كانت تلك الليلة تقلد سيفه، و قد كان سمه، و قعد مغلسا ينتظر أن يمر به علي رضي الله عنه مقبلا الي المسجد لصلاة الغلاة.

فبينا هو في ذلك اذ أقبل علي، و هو ينادي: «الصلاة أيها الناس» فقام اليه ابن ملجم، فضربه بالسيف علي رأسه، و أصاب طرف السيف الحائط، فثلم فيه، و دهش ابن ملجم:


فانكب لوجهه، و بدر السيف من يده، فاجتمع الناس، فأخذوه، فقال الشاعر في ذلك:



و لم أر مهرا ساقه ذو سماحة

كمهر قطام من فصيح و أعجم



ثلاثة آلاف و عبدا وقينة

و ضرب علي بالحسام المصمم



فلا مهر أغلي من علي و ان غلا

و لا فتك الا دون فتك ابن ملجم



و حمل علي رضي الله عنه الي منزله، و أدخل عليه ابن ملجم.

فقالت له أم كلثوم ابنة علي: «يا عدو الله، أقتلت أميرالمؤمنين؟».

قال: «لم أقتل أميرالمؤمنين، ولكني قتلت أباك».

قالت: «أما و الله اني لأرجو ألا يكون عليه بأس».

قال: «فعلام تبكين اذن؟ أما و الله سممت السيف شهرا، فان أخلفني أبعده الله».

فلم يمس علي رضي الله عنه يومه ذلك حتي مات رحمه الله و رضي عنه.

الدينوري، الأخبار الطوال، /214 - 213

و روي: أن أميرالمؤمنين عليه السلام أمر ابنه الحسن أن يحفر له أربع قبور؛ في المسجد و في الرحبة و في الغري و في دار جعدة بن هبيرة، و انما أراد بهذا اخفاء قبره.

أقول: و هذا الكلام كان سرا و الا لو ظهر ذلك لطلبوه منها و الوجه ما ذكرته أولا.

و عن أبي عبدالله الجدلي قال: استنفر علي عليه السلام لقتال معاوية - لعنه الله - و قال: يا بني، اني ميت من ليلتي هذه؛ فاذا مت فغسلني و كفني و حنطني بحنوط جدك صلي الله عليه و آله و سلم وضعني علي سريري و لا يقربن أحد مقدم السرير، فانكم تكفونه، فاذا حمل المقدم فاحملوا المؤخر، فاذا وضع المقدم فضعوا المؤخر، ثم صل علي فكبر سبعا فانها لا تحل لأحد من بعدي الا لرجل من ولدي يخرج من آخر الزمان يقيم اعوجاج الحق؛ فاذا صليت فخط حول سريري ثم احفر لي قبرا في موضعه الي منتهي كذا و كذا، ثم شق لحدا فانك تقع علي ساجة منقورة ادخرها لي أبي نوح عليه السلام فضعني في الساجة، ثم ضع


علي سبع لبنات، ثم ارقب هنيئة، ثم انظر فانك لن تراني في لحدي.

و عن أم كلثوم بنت علي عليه السلام (و ساقت الخبر كما ذكرنا ثم قالت): فأخذ الحسن عليه السلام المعول فضرب ضربة فانشق القبر عن ضريح فاذا هو بساجة مكتوب عليها بالسريانية «هذا قبر قبره نوح النبي عليه السلام لعلي عليه السلام وصي محمد صلي الله عليه و آله و سلم قبل الطوفان بسبع مائة عام» قالت: فانشق القبر فلا أدري اندس أبي في القبر أم أسري به الي السماء، و سمعت ناطقا يقول: أحسن الله لكم العزاء في سيدكم و حجة الله علي خلقه.

ابن هلال، الغارات، 846/2

و ذكر أن محمد بن الحففية، قال: كنت و الله اني لأصلي تلك الليلة التي ضرب فيها علي في المسجد الأعظم، في رجال كثير من أهل المصر، يصلون قريبا من السدة، ما هم الا قيام و ركوع و سجود، و ما يسأمون من أول الليل الي آخره، اذ خرج علي لصلاة الغداة، فجعل ينادي: أيها الناس، الصلاة الصلاة! فما أدري أخرج من السدة فتكلم بهذه الكلمات أم لا! فنظرت الي بريق، و سمعت: الحكم لله يا علي لا لك و لا لأصحابك، فرأيت سيفا، ثم رأيت ثانيا، ثم سمعت عليا يقول: لا يفوتنكم الرجل، و شد الناس عليه من كل جانب. قال: فلم أبرح حتي أخذ ابن ملجم و أدخل علي علي، فدخلت فيمن دخل من الناس، فسمعت عليا يقول: النفس بالنفس، ان أنا مت فاقتلوه كما قتلني، و ان بقيت رأيت فيه رأيي.

و ذكر: ان الناس دخلوا علي الحسن فزعين لما حدث من أمر علي، فبينما هم عنده و ابن ملجم مكتوف بين يديه، اذ نادته أم كلثوم بنت علي و هي تبكي: أي عدو الله، لا بأس علي أبي، و الله مخزيك! قال: فعلي من تبكين؟ و الله، لقد اشتريته بألف، و سممته بألف، و لو كانت هذه الضربة علي جميع أهل المصر ما بقي منهم أحد.

الطبري، التاريخ، 146/5

علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عبدالحميد، عن الحسن بن الجهم قال: قلت للرضا عليه السلام: ان أميرالمؤمنين عليه السلام قد عرف قاتله، و الليلة التي يقتل فيها


و الموضع الذي يقتل فيه، و قوله لما سمع صياح الأوز [21] في الدار: صوائح تتبعها نوائح، و قول أم كلثوم: لم صليت الليلة داخل الدار و أمرت غيرك يصلي بالناس، [22] فأبي عليها [23] و كثر دخوله و خروجه تلك الليلة بلا سلاح، و قد عرف عليه السلام أن ابن ملجم لعنه الله قاتله بالسيف، كان هذا مما لم يجز [24] تعرضه.

فقال: ذلك كان، ولكنه خير [25] في [26] تلك الليلة، لتمضي مقادير الله عزوجل. [27] .

الكليني، الأصول من الكافي، 259/1 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 246/42؛ الحويزي، نور الثقلين، 180/1؛ القمي المشهدي، كنز الدقائق، 276/10، 268/2؛ الحر العاملي، اثبات الهداة، 399/2؛ البهبهاني، الدمعة الساكبة، 130/3

عن عمرو بن الحمق قال: دخلت علي أميرالمؤمنين عليه السلام حين ضرب علي قرنه، فقال لي: يا عمرو، اني مفارقكم، ثم قال: سنة [الي] السبعين فيها بلاء قالها ثلاثا، فقلت: فهل بعد البلاء رخاء؟ فلم يجبني و أغمي عليه، [28] فبكت أم كلثوم فأفاق فقال: يا أم كلثوم لا تؤذيني فانك لو قد [29] ترين ما أري لم تباك، ان الملائكة في السماوات السبع


بعضهم خلف بعضهم [30] ، و النبيون خلفهم، و هذا محمد صلي الله عليه و آله و سلم أخذ بيدي و يقول: انطلق يا علي فما أمامك خير لك مما أنت فيه.

فقلت: بأبي و أمي قلت لي [31] : «الي [32] السبعين بلاء»، فهل بعد السبعين رخاء؟ فقال: نعم يا عمرو، و ان بعد البلاء رخاء، و يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب.

قال أبوحمزة: فقلت لأبي جعفر: ان عليا كان يقول «الي السبعين بلاء و بعده السبعين رخاء» و قد مضت السبعون و لم يروا رخاءا؟ فقال لي أبوجعفر: يا ثابت، ان الله كان قد وقت هذا الأمر في السبعين، فلما قتل الحسين صلوات الله عليه اشتد غضب الله علي أهل الأرض، فأخره الي أربعين و مائة سنة، فحدثناكم فأذعتم الحديث، و كشفتم قناع الستر فأخره الله و لم يجعل لذلك عندنا وقتا، ثم قال: (يمحو الله ما يشاء و يثبت وعنده أم الكتاب).

العياشي، التفسير، 218 - 217/2 رقم 29، 28 مساوي عنه: السيد هاشم البحراني، التفسير، 300/2؛ المجلسي، البحار، 120 - 119/4

و كان من حديث الضربة و ابن ملجم (لعنه الله) ما روي. و كانت الضربة لتسع ليال بقين من شهر رمضان سنة احدي و أربعين من الهجرة. روي أن الناس اجتمعوا حوله و أن أم كلثوم صاحت «وا أبتاه» فقال عمرو بن الحمق: ليس علي أميرالمؤمنين بأس، انما هو خدش. فقال عليه السلام: اني مفارقكم. ثم قال: «الي السبعين بلاء» حتي قالها ثلاث مرات.

قال له عمرو بن الحمق: فهل بعد البلاء رخاء؟. فلم يجبه.

و روي عن العالم عليه السلام أن معني قوله: «الي السبعين بلاء» أن الله - عزوجل - وقت


للفرج سنة سبعين. فلما قتل الحسين عليه السلام غضب الله علي أهل ذلك الزمان فأخره الي حين.

و روي أن أم كلثوم بكت، فقال لها: يا بنية ما يبكيك؟ لوترين ما أري ما بكيت! ان ملائكة السبع سماوات مواكب؛ بعضهم خلف بعض، و النبيون خلفهم؛ كل نبي كان قبل محمد، و ها هو ذا رسول الله صلي الله عليه و آله عندي آخذ بيدي يقول لي: انطلق يا علي فان أمامك خيرا لك مما أنت فيه.

ثم قال: أخلوني و أهل بيتي أعهد اليهم.

فقام الناس الا اليسير، فجمع أهل بيته و هم اثنا عشر ذكرا و بقي قوم من شيعته، فحمد الله و أثني عليه و قال: ان الله تبارك و تعالي أحب أن يجعل في سنة نبيه يعقوب اذ جمع بنيه و هم اثنا عشر ذكرا فقال: «اني أوصي الي يوسف فاسمعوا له و أطيعوا أمره» و أني أوصي الي الحسن و الحسين فاسمعوا لهما و أطيعوا أمرهما.

فقام اليه عبيدالله فقال: يا أميرالمؤمنين، أدون محمد - يعني ابن الحنفية - فقال له: أجرأة في حياتي؟ كأني بك و قد وجدت مذبوحا في خيمته.

و أوصي الي الحسن، و سلم اليه الاسم الأعظم و النور و الحكمة و مواريث الأنبياء، و قال له: اذا أنا مت فغسلني و كفني و حنطني و أدخلني قبري، فالا أشرجت علي اللبن فارفع أول لبنة فاطلبني؛ فانك لن تراني.

المسعودي، اثبات الوصية،/155

ثم كان قتل علي بن أبي طالب.

و كان السبب في ذلك [أن [33] ] عبدالرحمان بن ملجم المرادي أبصر امرأة من بني [تيم [34] ] الرباب يقال لها قطام [35] ، و كانت من أجمل أهل زمانها، و كانت تري رأي الخوارج، فولع


بها فقالت: لا أتزوج بك الا علي ثلاثة آلاف و قتل علي بن أبي طالب، فقال لها: لك ذلك، فتزوجها و بني بها فقالت له: يا هذا! قد عرفت الشرط، فخرج عبدالرحمان بن ملجم و معه سيف مسلول حتي أتي مسجد الكوفة و خرج علي من داره و أتي المسجد و هو يقول: أيها الناس! الصلاة الصلاة! أيها الناس! الصلاة الصلاة! و كانت تلك ليلة الجمعة لسبع عشرة خلت من رمضان، فصادفه عبدالرحمان بن ملجم من خلفه ثم ضربه بالسيف ضربة من قرنه الي جبهته [36] ، و أصاب السيف الحائط فثلم فيه، ثم ألقي السيف من يده، و أقبل الناس عليه فجعل ابن ملجم يقول للناس: اياكم و السيف فانه مسموم، و قد سمه شهرا. فأخذوه، و رجع علي بن أبي طالب الي داره، ثم أدخل عليه عبدالرحمان بن ملجم فقالت له أم كلثوم بنت علي: يا عدو الله! قتلت أميرالمؤمنين! فقال: لم أقتل الا أباك، فقالت: اني لأرجو أن لا يكون علي أميرالمؤمنين من بأس، فقال عبدالرحمان بن ملجم: فلم تبكين اذا؟ فوالله سممته شهرا! فان أخلفني [37] أبعده الله و أسحقه. فقال علي: احبسوه و أطيبوا طعامه و ألينوا [38] فراشه، فان أعطش فعفو أو قصاص، و ان أمت [39] فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين.

فمات علي بن أبي طالب غداة يوم الجمعة.

ابن حبان، الثقات (السيرة النبوية)، 303 - 302/2، السيرة النبوية (ط بيروت)،/552 - 551

قال أبومخنف: فحدثني أبي، عن عبدالله بن محمد الأزدي، قال: أدخل ابن ملجم (لعنه الله) علي علي، و دخلت عليه فيمن دخل، فسمعت عليا يقول: النفس بالنفس ان أنا مت فاقتلوه كما قتلني، و ان سلمت رأيت فيه رأيي، فقال ابن ملجم - لعنه الله -: و الله لقد ابتعته بألف، و سممته بألف، فان خانني فأبعده الله. قال: و نادته أم كلثوم: يا عدو الله! قتلت أميرالمؤمنين. قال: انما قتلت أباك. قالت: يا عدو الله، اني لأرجو أن لا يكون


عليه بأس. قال لها: فأراك انما تبكين عليا. اذا و الله لقد ضربته ضربة لو قسمت بين أهل الأرض لأهلكتهم. [40] .

أبوالفرج، مقاتل الطالبيين،/22

و ذكروا أن محمد بن حنيف قال: و الله اني لأصلي تلك الليلة التي ضرب فيها علي في المسجد الأعظم قريبا من السدة في رجال كثير من أهل المصر ما فيهم الا قيام و ركوع و سجود و ما يسأمون من أول الليل الي آخره اذ خرج علي رضي الله عنه لصلاة الغداة فجعل ينادي: أيها الناس! الصلاة الصلاة! فما أدري أتكلم بهذه الكلمات أو نظرت الي بريق السيوف [41] و سمعت: «الحكم لله، لا لك يا علي و لا لأصحابك»، فرأيت سيفا ثم رأيت ناسا و سمعت عليا يقول: لا يفوتكم الرجل، و شد عليه الناس من كل جانب فلم أبرح حتي أخذ ابن ملجم، فأدخل علي علي رضي الله عنه، فدخلت فيمن دخل من الناس فسمعت عليا يقول: النفس بالنفس ان هلكت فاقتلوه كما قتلني و ان بقيت رأيت فيه رأيي، و لما أدخل ابن ملجم علي علي رضي الله عنه قال: يا عدو الله! ألم أحسن اليك ألم أفعل بك؟ قال: بلي،قال: فما حملك علي هذا؟ قال: شحذته أربعين صباحا فسألت الله أن يقتل به شر خلقه، قال له علي رضي الله عنه: ما أراك الا مقتولا به، و ما أراك الا من شر خلق الله، و كان ابن ملجم مكتوفا بين يدي الحسن اذ نادته أم كلثوم بنت علي و هي تبكي: يا عدو الله! انه


لا بأس علي أبي و الله مخزيك، قال: فعلام تبكين؟ و الله لقد اشتريته بألف و سممته بألف، و لو كانت هذه الضربة لجميع أهل المصر ما بقي منهم أحد ساعة، و هذا أبوك باقيا حتي الآن، فقال علي للحسن رضي الله عنهما: ان بقيت رأيت فيه رأيي، و ان هلكت من ضربتي هذه فاضربه ضربة و لا تمثل به فاني سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم ينهي عن المثلة ولو بالكلب العقور.

الطبراني، المعجم الكبير (ط دار احيا التراث)، 100 - 99/1 مساوي عنه: الهيثمي، مجمع الزوائد (ط دارالفكر)، 195/9

«خطب الحسن بن علي بن أبي طالب، فحمد الله و أثني عليه، و ذكر أميرالمؤمنين عليا رضي الله عنه خاتم الأوصياء و وصي خاتم الأنبياء، و أمين الصديقين و الشهداء، ثم قال: يا أيها الناس، لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون و لا يدركه الآخرون، لقد كان رسول الله صلي الله عليه و سلم يعطيه الراية فيقاتل جبريل عن يمينه، و ميكائيل عن يساره، فما يرجع حتي يفتح الله عليه، و لقد قبضه الله في الليلة التي قبض فيها وصي موسي، و عرج بروحه في الليلة التي عرج فيها بروح عيسي بن مريم، و في الليلة التي أنزل الله عزوجل فيها الفرقان، و الله ما ترك ذهبا و لا فضة و لا شيئا يصر له، و ما في بيت ماله الا سبعمائة درهم و خمسين درهما فضلت من عطائه، أراد أن يشتري بها خادما لأم كلثوم، ثم قال: من عرفني فقد عرفني، و من لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد صلي الله عليه و سلم، ثم تلا هذه الآية، قول يوسف: (و اتبعت ملة آبائي ابراهيم و اسحاق و يعقوب) [42] ، ثم أخذ في كتاب الله فقال: أنا ابن البشير النذير، و أنا ابن النبي، و أنا ابن الداعي الي الله باذنه، و أنا ابن السراج المنير، و أنا ابن الذي ارسل رحمة للعالمين، و أنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، و أنا من أهل البيت الذين افترض الله عزوجل مودتهم و ولايتهم، فقال فيما أنزل الله علي محمد: (قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربي) [43] ».


لم يرو هذا الحديث عن أبي الطفيل الا معروف بن خربوذ، و لا عن معروف الا سلام ابن أبي عمرة، تفرد به اسماعيل بن أبان.

الطبراني، المعجم الأوسط، 89 - 88/2

اسماعيل البراز، عن أم موسي، وليدة كانت لعلي بن أبي طالب عليه السلام، قالت:

قال علي عليه السلام يوما لابنته أم كلثوم - و كانت خير بناته -: يا بنية ما أراني الا أقل ما أصحبك.

قالت: و لم يا أبتاه؟

قال: رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله في منامي يمسح الغبار عن وجهي، و يقول: يا علي لا عليك قد قضيت ما عليك.

قالت: فما لبث الا يسيرا حتي قتل صلوات الله عليه.

القاضي النعمان، شرح الأخبار، 452/2 رقم 811

و بآخر، عن محمد بن حنيف، أنه قال: و الله اني لاصلي في الليلة التي ضرب فيها أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في المسجد في رجال كثير من أهل المصر، كانوا يصلون فيه لا يزالون الليل قياما و ركعا و سجدا، اذ خرج علي عليه السلام كمثل ما كان يخرج لصلاة الغداة، فجعل ينادي: أيها الناس، الصلاة الصلاة. حسب ما كان يفعل، ليعلم المصلون وقت صلاة الفجر قد دخل، فما هو الا أن قال ذلك حتي نظرت اذا بريق السيوف. و سمعت قائلا يقول: الحكم لله لا لك يا علي. و تحرك الناس، و سمعت عليا عليه السلام يقول: «فزت و رب الكعبة». لا يفوتكم الرجل.

فلم يكن همي الا القصد اليه، فرأيته قد غشاه الدم، فلم ألبث أن اتي اليه بابن ملجم لعنه الله. و قد ادخل الي القصر، و دخل معه من دخل الناس، فسمعته يقول:

النفس بالنفس، ان هلكت فاقتلوه كما قتلني، و ان بقيت رأيت فيه رأيي.

و دخلت فرأيت الحسن عليه السلام ناحية، و عدو الله مكتوفا بين يديه. و ام كلثوم بنت علي عليه السلام تبكي، فلما رأت ابن ملجم لعنه الله قالت: يا عدو الله، انه لا بأس علي أبي، و الله يجزيك.


فقال لها عدو الله: فعلي من تبكين اذن؟ و الله لقد اشتريته - يعني السيف الذي ضربه به - بألف، و سممته بألف، و لو كانت هذه الضربة بجميع أهل المصر ما بقي منهم أحد.

القاضي النعمان، شرح الأخبار، 442 - 441/2 رقم 794

حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي قال: حدثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن أحمد بن النضر الخزاز، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي حمزة الثمالي، عن [44] حبيب بن عمر و قال: دخلت علي أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في [45] مرضه الذي قبض فيه فحل عن جراحته [46] .

فقلت: يا أميرالمؤمنين! ما جرحك هذا بشي ء، و ما بك من بأس، فقال لي: يا حبيب [47] أنا و الله [48] مفارقكم الساعة.

قال: فبكيت [49] عند ذلك [50] و بكت [51] أم كلثوم و كانت قاعدة عنده، فقال لها: ما يبكيك يا بنية؟ فقالت: ذكرت [52] يا أبه! أنك تفارقنا [53] الساعة فبكيت. فقال لها: يا بنية! لا تبكين، فو الله لو ترين ما يري أبوك ما بكيت.

قال حبيب: فقلت له: و ما الذي تري يا أميرالمؤمنين؟

[54] فقال: يا حبيب! أري ملائكة السماوات [55] (و الأرضين [56] ) و النبيين بعضهم في أثر


بعض وقوفا الي أن يتلقوني [57] و هذا أخي محمد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم جالس عندي يقول: أقدم؛ فان أمامك خير لك مما أنت فيه.

قال: فما خرجت من عنده حتي توفي عليه السلام.

فلما كان في الغدو [58] أصبح الحسن عليه السلام قام خطيبا علي المنبر فحمد الله و أثني عليه، ثم قال [59] : أيها الناس! في هذه الليلة [60] نزل القرآن [61] و في هذه الليلة رفع عيسي بن مريم عليهاالسلام و في هذه الليلة قتل يوشع بن نون و في هذه الليلة مات [62] أبي أميرالمؤمنين عليه السلام و الله [63] لا يسبق أبي أحد كان قبله من الأوصياء الي الجنة و لا من يكون بعده [64] و ان كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ليبعثه في السرية فيقاتل جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره و ما ترك صفراء و لا بيضاء الا سبعمائة درهم فضلت من عطائه كان يجمعها ليشتري بها خادما لأهله. [65] .


الصدوق، الأمالي،/318 - 317 مساوي عنه: السيد هاشم البحراني، مدينة المعاجز، 51 - 50/3؛ المجلسي، البحار، 202 - 201/42 رقم 6؛ القندوزي، ينابيع المودة (ط أسوة)، 32 - 31/2؛ روضة الواعظين، /120 - 119

و باسناد مرفوع الي الحسن بن أبي الحسن البصري قال: سهر علي عليه السلام في الليلة التي ضرب في صبيحتها، فقال: اني مقتول لو قد أصبحت، فجاء مؤذنه بالصلاة فمشي قليلا فقالت ابنته زينب: يا أميرالمؤمنين مر جعدة [66] يصلي بالناس، فقال: لا مفر من الأجل ثم خرج.

و في حديث آخر قال: جعل عليه السلام يعاود مضجعه فلا ينام، ثم يعاود النظر في [67] السماء، و يقول: و الله ما كذبت و لا كذبت، و انها لليلة التي وعدت. فلما طلع الفجر شد ازاره و هو يقول:



أشدد حيازيمك للموت

فان الموت لاقيكا



و لا تجزع من الموت

و ان حل بواديكا



و خرج عليه السلام. فما ضربه ابن ملجم - لعنه الله - قال: فزت و رب العكبة. و كان من أمره ما كان صلوات الله عليه.

السيد الرضي، خصائص الأئمة،/63 مساوي عنه: السيد هاشم البحراني، مدينة المعاجز، 40 - 39/3

و روي الفضل بن دكين، عن حيان بن العباس، عن عثمان بن المغيرة قال [68] : لما دخل شهر رمضان، كان أميرالمؤمنين عليه السلام يتعشي ليلة عند الحسن و ليلة عند الحسين عليهماالسلام،


و ليلة عند [69] عبدالله بن العباس [70] ، و كان لا يزيد علي ثلاث لقم، فقيل: له في ليلة من تلك الليالي [71] في ذلك [72] فقال: يأتيني أمر الله [73] و أنا خميص، انما هي ليلة أو ليلتان، فأصيب عليه السلام في آخر الليل [74] .

[75] و روي اسماعيل بن زياد قال: حدثتني أم موسي خادمة علي عليه السلام، و هي حاضنة فاطمة ابنته عليهاالسلام، قالت: سمعت عليا [76] عليه السلام يقول لابنته أم كلثوم: يا بنية! اني أراني قل ما أصحبكم؟ قالت: و كيف ذلك يا أبتاه؟ قال: اني رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في منامي، و هو يمسح الغبار عن وجهي، و يقول: يا علي! لا عليك [77] قد قضيت ما عليك، قالت: فما مكث [78] الا ثلاثا حتي ضرب تلك الضربة [79] ، فصاحت أم كلثوم، فقال: يا بنية! لا تفعلي، فاني أري [80] رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يشير الي بكفه و يقول: يا علي! هلم [81] الينا، فان ما عندنا هو خير لك [82] .

و روي عمار الدهني، عن أبي صالح الحنفي، قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: رأيت النبي صلي الله عليه و آله و سلم في منامي فشكوت اليه ما لقيت عن [83] أمته من الأود و اللدد، و بكيت فقال: لا تبك يا علي، [84] فالتفت و التفت فاذا [85] رجلان مصفدان و اذا جلاميد ترضخ [86] بها


رؤوسهما، قال أبوصالح: فغدوت اليه من الغد كما كنت أغدو اليه كل يوم، حتي اذا كنت في الجزارين لقيت الناس يقولون: فتل أميرالمؤمنين! [87] قتل أميرالمؤمنين عليه السلام [88] ! [89] .


المفيد، الارشاد، 13 - 12/1 مساوي عنه: المجلسي، بحارالأنوار، 225 - 224/42؛ الحر العاملي، اثبات الهداة، 475/2؛ مثله الفتال، روضة الواعظين،/118 - 117

و روي عبدالله بن موسي، عن الحسن بن دينار، عن الحسن البصري، قال: سهر أميرالمؤمنين علي عليه السلام في [90] الليلة التي قتل في صبيحتها، و لم يخرج [91] [92] الي المسجد [93] لصلاة الليل علي عادته، فقالت له ابنته أم كلثوم رحمة الله عليها: ما هذا الذي قد أسهرك؟ [94] فقال: اني [95] مقتول لو قد أصبحت، فأتاه ابن النباح فآذنه بالصلاة، فمشي غير بعيد ثم رجع، فقالت له أم كلثوم: مر جعدة فليصل بالناس [96] . قال [97] : نعم، مروا جعدة فليصل [98] [99] ، ثم قال: لا مفر من الأجل، فخرج الي المسجد، و اذا هو بالرجل [100] قد سهر ليلته كلها يرصده [101] ، فلما برد السحر نام، فحركه أميرالمؤمنين عليه السلام برجله و قال له: الصلاة، فقام اليه [102] فضربه [103] .

و في حديث آخر: أن أميرالمؤمنين عليه السلام قد سهر تلك الليلة، فأكثر [104] الخروج [105] و النظر الي السماء [106] و هو يقول: و الله ما كذبت و لا كذبت، و انها الليلة التي وعدت


بها [107] ثم يعاود [108] مضجعه، فلما طلع الفجر، [109] شد ازاره [110] و خرج [111] و هو يقول:



أشدد حيازيمك للموت [112]

فان الموت [113] لاقيك



و لا تجزع من الموت [114]

اذا حل بواديك



[115] فلما خرج الي صحن الدار [116] استقبلته الاوز فصحن في وجهه، فجعلوا يطردونهن، فقال: دعوهن فأنهن [117] نوايح، ثم خرج فأصيب عليه السلام [118] [119] .


المفيد، الارشاد، 15 - 14/1 مساوي عنه: العلامة الحلي، المستجاد (من مجموعة نفيسة)،/309 - 307؛ الحر العاملي، اثبات الهداة، 475/2؛ السيد هاشم البحراني، مدينة المعاجز، 41 - 40/3؛ المجلسي، البحار، 227 - 226/42 رقم 38 مثله، الفتال، روضة الواعظين،/118

و ذكر محمد بن عبدالله بن محمد الأزدي قال: اني لأصلي في تلك الليلة في المسجد الأعظم مع رجال من أهل المصر كانوا يصلون في ذلك الشهر من أوله الي آخره، اذ نظرت الي رجال يصلون [120] قريبا من السدة، و خرج علي بن أبي طالب عليه السلام لصلاة الفجر، فأقبل ينادي «الصلاة الصلاة» فما أدري أنادي أم رأيت بريق السيوف و سمعت قائلا يقول: لله الحكم - يا علي - لا لك و لا لأصحابك. و سمعت عليا عليه السلام يقول: «لا يفوتنكم الرجل» فاذا علي عليه السلام مضروب، و قد ضربه شبيب بن بجرة فأخطأه و وقعت ضربته في الطاق [121] ، و هرب القوم نحو أبواب المسجد و تبادر الناس لأخذهم.

فأما شبيب بن بجرة فأخذه رجل فصرعه و جلس علي صدره، و أخذ السيف من يده ليقتله به، فرأي الناس يقصدون نحوه فخشي أن يعجلوا عليه و لا يسمعوا منه، فوثب عن صدره و خلاه و طرح السيف من يده، و مضي شبيب هاربا حتي دخل منزله،


و دخل عليه ابن عم له فرآه يحل الحرير عن صدره، فقال له: ما هذا، لعلك قتلت أميرالمؤمنين؟ فأراد أن يقول: لا، فقال: نعم، فمضي ابن عمه فاشتمل علي سيفه، ثم دخل عليه فضربه حتي قتله.

و أما ابن ملجم، فان رجلا من همدان لحقه فطرح عليه قطيفة كانت في يده، ثم صرعه و أخذ السيف من يده، و جاء به الي أميرالمؤمنين عليه السلام، و أفلت الثالث فانسل بين الناس.

[122] فلما أدخل ابن ملجم علي أميرالمؤمنين عليه السلام نظر اليه ثم قال: «النفس بالنفس، ان أنا مت فاقتلوه كما قتلني، و ان سلمت رأيت فيه رأيي» فقال ابن ملجم: و الله لقد ابتعته بألف و سممته بألف، فان خانني فأبعده الله.

[123] قال: و نادته أم كلثوم: يا عدو الله، قتلت أميرالمؤمنين عليه السلام، قال: انما قتلت أباك، قالت: يا عدو الله، اني لأرجو أن لا يكون عليه بأس، قال لها: فأراك انما تبكين علي اذا، و الله لقد ضربته ضربة لو قسمت بين أهل الأرض لأهلكتهم [124] .

فأخرج من بين يدي أميرالمؤمنين عليه السلام و ان الناس لينهشون لحمه بأسنانهم كأنهم سباع، و هم يقولون: يا عدو الله، ماذا فعلت!؟ أهلكت أمة محمد و قتلت خير الناس. و انه لصامت ما ينطق. [125] فذهب به الي الحبس [126] .

و جاء الناس الي أميرالمؤمنين عليه السلام فقالوا له: يا أميرالمؤمنين! مرنا بأمرك في عدو الله، فلقد أهلك الأمة و أفسد الملة. فقال لهم أميرالمؤمنين عليه السلام: «ان عشت رأيت فيه رأيي، و ان هلكت فاصنعوا به ما يصنع بقاتل النبي، اقتلوه ثم حرقوه بعد ذلك بالنار». [127] .


المفيد، الارشاد، 20 - 18/1 مساوي عنه: الاربلي، كشف الغمة، 439 - 438/1؛ المجلسي، البحار، 231 - 230/42؛ البهبهاني، الدمعة الساكبة، 130/3؛ مثله الفتال، روضة الواعظين،/117 - 116

أخبرنا أبوالفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار، قال: أخبرنا أبوالقاسم اسماعيل بن علي بن علي الدعبلي، قال: حدثني أبي أبوالحسن علي بن علي بن رزين بن عثمان بن عبدالرحمان بن عبدالله بن بديل بن ورقاء أخو دعبل بن علي الخزاعي رضي الله عنه ببغداد سنة اثنتين و سبعين و مائتين، قال: حدثنا سيدي أبوالحسن علي بن موسي الرضا بطوس سنة ثمان و تسعين و مائة [...] قال: حدثني أبي موسي بن جعفر، قال: حدثنا أبي جعفر ابن محمد، قال: حدثنا أبي محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام، قال: لما ضرب ابن ملجم (لعنه الله) أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، و كان معه آخر فوقعت ضربته علي الحائط، و أما ابن ملجم فضربه فوقعت الضربة و هو ساجد علي رأسه علي الضربة التي كانت، فخرج الحسن و الحسين عليهماالسلام و أخذا ابن ملجم و أوثقاه، و احتمل [128] .


أميرالمؤمنين، فأدخل داره، فقعدت لبابة عند رأسه، و جلست أم كلثوم عند رجليه، ففتح عينيه فنظر اليهما، فقال: الرفيق الأعلي خير مستقرا و أحسن مقيلا، [129] ضربة بضربة أو العفو ان كان ذلك. ثم عرق ثم أفاق، فقال: رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله يأمرني بالرواح اليه عشاء؛ ثلاث مرات [130] .

الطوسي، الأمالي،/365، 360 رقم 19/768 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 206 - 205/42؛ البهبهاني، الدمعة الساكبة، 120/3؛ الأمين، الأعيان، 485/3

أخبرنا أبوعمر عبدالواحد بن محمد بن مهدي، في منزله بدرب الزعفراني ببغداد في الكرخ، سنة عشر و أربع مائة، قال: أخبرنا أبوالعباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، في يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة املاء، في مسجد براثا، لثمان بقين من جمادي الأولي سنة ثلاثين و ثلاث مائة، قال: حدثنا علي بن الحسين بن عبيد، قال: حدثنا اسماعيل بن أبان، عن سلام بن أبي عمرة، عن معروف، عن أبي الطفيل، قال: خطب الحسن بن علي عليهماالسلام بعد وفاة علي عليه السلام و ذكر أميرالمؤمنين عليه السلام فقال: خاتم الوصيين، وصي خاتم الأنبياء، و أمير الصديقين و الشهداء و الصالحين.

ثم قال: يا أيها الناس، لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون، و لا يدركه الآخرون، لقد كان رسول الله صلي الله عليه و آله يعطيه الراية فيقاتل جبرئيل عن يمينه، و ميكائيل عن يساره، فما يرجع حتي يفتح الله عليه، ما ترك ذهبا و لا فضة الا شيئا علي صبي له، و ما ترك في بيت المال الا سبع مائة درهم، فضلت من عطائه، أراد أن يشتري بها خادما لأم كلثوم.

ثم قال: من عرفني فقد عرفني، و من لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد النبي صلي الله عليه و آله، ثم تلا هذه الآية، قول يوسف: (و اتبعت ملة آبائي ابراهيم و اسحاق و يعقوب) أنا ابن البشير، أنا ابن النذير، و أنا ابن الداعي الي الله، و أنا ابن السراج المنير، و أنا ابن الذي أرسل رحمة للعالمين، و أنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، و أنا من أهل البيت الذين كان جبرئيل ينزل عليهم و منهم كان يعرج، و أنا من أهل


البيت الذين افترض الله مودتهم و ولايتهم، فقال فيما أنزل علي محمد صلي الله عليه و آله: (قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة من القربي و من يقترف حسنة) و اقتراف الحسنة: مودتنا.

الطوسي، الأمالي،/270 - 269 رقم 39/501

قبض ليلة الجمعة لتسع بقين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة قتيلا شهيدا قتله عبدالرحمان بن ملجم المرادي و قد خرج لصلاة الفجر ليلة تسعة عشر من شهر رمضان و هو ينادي: «الصلاة الصلاة، في المسجد الأعظم بالكوفة، فضربه بالسيف علي أم رأسه و قد كان ارتصده من أول الليل لذلك و كان سيفه مسموما فمكث يوم التاسع عشر و ليلة العشرين و يومها و ليلة الحادي و العشرين الي نحو الثلث من الليل ثم قضي نحبه و قد كان يعلم بذلك و أنه يخبر به الناس قبل أوانه، فقد اشتهر في الرواية أنه كان لما دخل شهر رمضان يتعشي ليلة عند الحسن عليه السلام و ليلة عند الحسين عليه السلام و ليلة عند عبدالله بن العباس - و الأصح عبدالله بن جعفر - و كان لا يزيد علي ثلاث لقم فقيل له في ذلك فقال: أريد أن يأتيني أمر ربي و أنا خميص انما هي ليلة أو ليلتان، فأصيب عليه السلام في آخر تلك الليلة.

و روي الأصبغ بن نباتة قال: خطبنا أميرالمؤمنين عليه السلام في الشهر الذي قتل فيه فقال: أتاكم شهر رمضان و هو سيد الشهور و أول السنة، و فيه تدور رحي السلطان، ألا و انكم حاجوا العام صفا واحدا و آية ذلك أني لست فيكم، قال: فهو ينعي نفسه و نحن لا ندري.

و روي عنه جماعة: أنه كان يقول علي المنبر: ما يمنع أشقاها أن يخضبها من فوقها بدم - و يضع يده علي رأسه و لحيته -.

و روي عن أبي صالح الحنفي قال: سمعت عليا يقول: رأيت النبي في منامي فشكوت اليه ما لقيته من أمته من الأود و اللدد فبكيت، فقال: لا تبك يا علي، و التفت فاذا رجلان مصفدان و اذا جلاميد ترضخ بها رؤوسهما.

قال أبوصالح: فغدوت اليه من الغد فلقيت الناس يقولون: قتل أميرالمؤمنين عليه السلام.


و روي الحسن البصري قال: سهر أميرالمؤمنين عليه السلام في الليلة التي قتل في صبيحتها و لم يخرج الي المسجد لصلاة الليل علي عادته، فقالت له أم كلثوم ابنته: ما هذا الذي قد أسهرك؟ فقال: اني مقتول لو قد أصبحت و أتاه ابن النباح فآذنه بالصلاة فمشي غير بعيد ثم رجع فقالت له أم كلثوم: مر جعدة فليصل بالناس، قال: نعم، مروا جعدة ليصلي، ثم قال: لا مفر من الأجل، فخرج الي المسجد فاذا هو بالرجل قد سهر ليلته كلها يرصده، فلما برد السحر نام فحركه أميرالمؤمنين عليه السلام برجله و قال له: الصلاة، فقام اليه فضربه.

الطبرسي، اعلام الوري،/161 - 160

و أخبرنا الشيخ الامام أبوالنجيب سعد بن عبدالله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي فيما كتب الي من همدان، أخبرنا الحافظ أبوعلي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد بأصبهان، فيما اذن لي في الرواية عند، أخبرنا الشيخ الأديب أبو يعلي عبدالرزاق ابن عمر بن ابراهيم الطهراني، سنة ثلاث و سبعين و أربعمائة، أخبرنا الامام الحافظ طراز المحدثين أبوبكر أحمد بن موسي بن مردويه الأصبهاني.

قال أبوالنجيب سعد بن عبدالله الهمداني: و أخبرنا بهذا الحديث عاليا الامام الحافظ سليمان بن ابراهيم الأصبهاني - في كتابه الي من أصفهان سنة ثمان و ثمانين أربعمائة - عن أبي بكر أحمد بن موسي بن مردويه، حدثنا محمد بن علي بن دحيم، حدثنا أحمد بن حازم، حدثنا أحمد بن صبيح القرشي، حدثنا يحيي بن يعلي، عن اسماعيل البزاز، عن أم موسي سرية [131] لعلي قالت: قال علي لأم كلثوم [132] : يا بنية، ما أراني الا و [133] قل ما أصحبكم، قالت: و لم يا أبة؟ قال: رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله البارحة في المنام و هو يمسح الغبار عن وجهي و هو [134] يقول الي [135] : يا علي، لا عليك قضيت ما عليك.

الخوارزمي، المناقب،/387 رقم 402 مساوي عنه: الاربلي، كشف الغمة، 433/1


و ذكروا أن الناس دخلوا علي الحسن بن علي فزعين لما حدث من أمر علي عليه السلام فبينما هم عنده و ابن ملجم مكتوف بين يديه اذ ثارت «أم كلثوم» بنت علي عليه السلام فقالت: أي عدو الله انه لا بأس علي أبي، و الله يخزيك، فقال ابن ملجم: علي ما تبكين؟ لقد اشتريت سيفي بألف و سممته بألف ولو كانت هذه الضربة لجميع أهل الأرض ما بقي أحد.

الخوارزمي، المناقب، /384

و منها: ما تواترت به الروايات من نعيه نفسه قبل موته، و أنه يخرج من الدنيا شهيدا من قوله: و الله ليخضبنها من فوقها - و أومأ الي شيبته - ما يحبس أشقاها أن يخضبها بدم.

و قوله عليه السلام: أتاكم شهر رمضان، و فيه تدور رحي السلطان، ألا و انكم حاجوا العام صفا واحدا، و آية ذلك أني لست فيكم.

و كان يفطر في هذا الشهر ليلة عند الحسن، و ليلة عند الحسين، و ليلة عند عبدالله بن جعفر زوج زينب بنته؛ لأجلها، لا يزيد علي ثلاث لقم، فقيل له في ذلك، فقال: يأتيني أمر الله و أنا خميص [136] ، انما هي ليلة أو ليلتان.

فأصيب من الليل.

و قد توجه الي المسجد في الليلة التي ضربه الشقي في آخرها، فصاح الاوز في وجهه، فطر دهن الناس، فقال: دعوهن فانهن نوائح.

الراوندي، الخرائج و الجرائح، 201/1 رقم 41 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 301 - 300/41

و منها: ما روي عن أبي حمزة، عن أبي اسحاق السبيعي، عن عمرو بن الحمق قال: دخلت علي علي عليه السلام حين ضرب الضربة بالكوفة، فقلت: ليس عليك بأس، انما هو خدش.


قال: لعمري اني لمفارقكم [137] ، ثم قال لي [138] : الي السبعين بلاء - قالها ثلاثا -.

قلت: فهل بعد البلاء رخاء؟ فلم يحبني و أغمي عليه، فبكت أم كلثوم، فلما أفاق قال: لا تؤذيني يا أم كلثوم، فانك لو ترين [139] ما أري [140] لم تبك [141] ، ان الملائكة من السماوات السبع بعضهم خلف بعض، و النبيين يقولون [142] لي: انطلق يا علي فما [143] أمامك خير لك مما أنت فيه.

فقلت: يا أميرالمؤمنين، انك قلت: «الي السبعين بلاء» فهل بعد السبعين رخاء؟ قال: نعم، و ان بعد البلاء رخاء (يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب) [144] .

قال أبوحمزة: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ان عليا عليه السلام قال: «الي السبعين بلاء» و [145] كان يقول [146] : «بعد السبعين رخاء» و قد مضت السبعون، و لم نر رخاء؟

فقال أبوجعفر عليه السلام: [147] يا ثابت [148] ، ان الله قد كان وقت هذا الأمر في السبعين، فلما قتل الحسين عليه السلام [اشتد] غضب الله علي أهل الأرض، فأخره الله الي الأربعين و مائة سنة، فحدثناكم فأذعتم الحديث، و كشفتم القناع، [149] قناع السر [150] [151] ، فاخره الله و لم [152] يجعل له بعد ذلك وقتا [153] (يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب).

قال أبوحمزة: قلت لأبي عبدالله عليه السلام [154] ذلك، فقال: قد كان ذلك.


[و كذلك قال أحدهم عليهم السلام: كذب الوقاتون [155] ] [156] .

الراوندي، الخرائج و الجرائح، 179 - 178/1 رقم 11 مساوي عنه: المجلسي، 223/42؛ الحويزي، نور الثقلين، 514 - 513/2؛ المشهدي القمي، كنز الدقائق، 470/6

أبوصالح الحنفي: سمعت عليا عليه السلام يقول: رأيت النبي صلي الله عليه و آله و سلم في منامي فشكوت اليه ما لقيت من أمته من الأود و اللدد و بكيت، فقال: لا تبك يا علي، و التفت فالتفت فاذا رجلان مصفدان و اذا جلاميد يرضخ بها رؤوسهما.

و روي أنه عليه السلام قال لأم كلثوم: يا بنية، اني أراني قل ما أصحبكم، قالت: و كيف ذاك يا أبتاه؟ قال: اني رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في منامي و هو يمسح الغبار عن وجهي و يقول: يا علي، لا عليك قد قضيت ما عليك؛ قالت: فما مكثنا حتي ضرب تلك الليلة الضربة.

و في رواية أنه قال: يا بنية، لا تفعلي فاني أري رسول الله يشير الي بكفه: يا علي، الينا فان ما عندنا هو خير لك.

ابن شهر آشوب، المناقب، 311/3

الحسن البصري: أنه عليه السلام سهر في تلك الليلة و لم يخرج لصلاة الليل علي عادته فقالت أم كلثوم: ما هذا السهر؟ قال: اني مقتول لو قد أصبحت، فقالت: مر جعدة فليصل بالناس، قال: نعم، مروا جعدة ليصل، ثم مرو قال: لا مفر من الأجل، و خرج قائلا:



خلوا سبيل الجاهد المجاهد

في الله ذي الكتب و ذي المشاهد [157] .



في الله لا يعبد غير الواحد

و يوقظ الناس الي المساجد




روي: أنه عليه السلام سهر في تلك الليلة فأكثر الخروج و النظر الي السماء و هو يقول: و الله ما كذبت [158] و لا كذبت [159] و انها الليلة التي و عدت بها، ثم يعاود مضجعه؛ فلما طلع الفجر أتاه ابن النباح و نادي: الصلاة، فقام فاستقبله الاوز فصحن في وجهه فقال: دعوهن فانهن صوايح تتبعها نوايح؛ و تعلقت حديدة علي الباب في ميزره فشد ازاره و هو يقول:



اشدد حيازيمك للموت

فان الموت لاقيكا [160] .



و لا تجزع من الموت

اذا حل بواديكا [161] .



فقد أعرف أقواما

و ان كانوا صعاليكا [162] .



مساريع الي الخير

و للشر متاريكا [163] .



ابن شهر آشوب، المناقب، 310/3 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 239 - 238/42

و في خبر عن أم كلثوم بنت علي عليه السلام: فانشق [164] القبر عن ضريح: فاذا هو بساجة [165] مكتوب عليه بالسريانية: (بسم الله الرحمن الرحيم هذا قبر حفره نوح لعلي بن أبي طالب وصي محمد صلي الله عليهما قبل الطوفان بسبعمائه سنة) فانشق القبر فلا ندري، [166] بيت:



سلام علي قبر تضمن حيدرا

و نوحا و عنهم آدم غير غائب



و عنها (رضي الله عنها) انه لما دفن عليه السلام سمع ناطق يقول: أحسن الله لكم العزاء في سيدكم و حجة الله علي خلقه.

ابن شهر آشوب، المناقب، 349/2 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 236/42


و كان ابن ملجم مكتوفا بين يدي علي رضي الله عنه، فنادته أم كلثوم بنت علي و هي تبكي: أي والله، ويلك قتلت أميرالمؤمنين، قال: ما قتلت الا أباك، قالت: اني لأرجو ألا يكون عليه بأس، قال: فما لك تبكين، و الله لقد سممته شهرا، و لو كانت هذه الضربة بجميع أهل الأرض ما بقي منهم أحد.

ابن الجوزي، المنتظم، 175/5

و لما ضرب ابن ملجم عليا قال: لا يفوتنكم الرجل. فشد الناس عليه فأخذوه، و تأخر علي و قدم جعدة بن هبيرة، و هو ابن أخته أم هانئ، يصلي بالناس الغداة، و قال علي: أحضروا الرجل عندي. فأدخل عليه. فقال: أي عدو الله! ألم أحسن اليك؟ قال: بلي. قال: فما حملك علي هذا؟ قال: شحذته أربعين صباحا و سألت الله أن يقتل به شر خلقه. فقال علي: لا أراك الا مقتولا به و لا أراك من شر خلق الله. ثم قال: النفس بالنفس، ان هلكت فاقتلوه كما قتلني، و ان بقيت رأيت فيه رأيي، يا بني عبدالمطلب! لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين تقولون: قد قتل أميرالمؤمنين، ألا لا يقتلن الا قاتلي، انظر يا حسن ان أنا مت من ضربتي هذه فاضربه ضربة بضربة و لا تمثلن بالرجل، فاني سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول: «اياكم و المثلة ولو بالكلب العقور».

هذا كله و ابن ملجم مكتوف. فقالت له أم كلثوم ابنة علي: أي عدو الله! لا بأس علي أبي، و الله مخزيك! قال: فعلي من تبكين؟ و الله ان سيفي اشتريته بألف، و سممته بألف، و لو كانت هذه الضربة بأهل مصر ما بقي منهم أحد.

ابن الأثير، الكامل، 196/3

أنبأنا عمر بن محمد بن طبرزد، أنبأنا أبوالقاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبوبكر ابن الطبري، أنبأنا أبوالحسين ابن بشران، أنبأنا أبوعلي ابن صفوان، حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثني هارون بن أبي يحيي، عن شيخ من قريش: ان عليا لما ضربه ابن ملجم قال: فزت و رب الكعبة.

أنبأنا عبدالوهاب بن أبي منصور بن سكينة، أنبأنا أبوالفتح محمد بن عبدالباقي بن سلمان، أنبأنا أحمد بن الحسين بن خيرون و أحمد بن الحسن الباقلاني، كلاهما اجازة قالا: أنبأنا أبوعلي ابن شاذان، قال: قرئ علي أبي محمد الحسن بن محمد بن يحيي


العلوي، حدثني جدي، حدثنا أحمد بن محمد بن يحيي، حدثني اسماعيل بن أبان الأزدي، حدثني فضيل بن الزبير، عن عمرو [167] ذي مر قال: لما أصيب علي بالضربة دخلت عليه و قد عصب رأسه، قال: قلت: يا أميرالمؤمنين! أرني ضربتك. قال: فحلها، فقلت: خدش و ليس بشي ء، قال: اني مفارقكم، فبكت أم كلثوم من وراء الحجاب، فقال لها: اسكتي، فلو ترين ما أري لما بكيت، قال: فقلت: يا أميرالمؤمنين! ماذا تري؟ قال: هذه الملائكة وفود و النبيون و هذا محمد صلي الله عليه و سلم يقول: يا علي! أبشر فما تصير اليه خير مما أنت فيه. هذه أم كلثوم هي ابنة علي زوج عمر بن الخطاب.

ابن الأثير، أسد الغابة، 38/4 مساوي مثله الدياربكري، تاريخ الخميس، 282/2

و لما أدخل ابن ملجم، عدو الله، علي علي رضي الله عنه، قال له الذين أدخلوه: يا عدو الله، لا بأس علي أميرالمؤمنين. قال، فعلام تبكي اذا، أم كلثوم؟ و الله لقد ضربته ضربة لو كانت بأهل مني لوسعتهم. و لقد سقيت سيفي السم حتي لفظه، و ما كان ليخونني.

و لما مثل بين يدي علي قال: «احبسوه، و أحسنوا اساره. فان أعش فسأري فيه رأيي في العفو أو القصاص. و ان أمت فقتل نفس بنفس، و لا تمثلوا به».

البري، الجوهرة،/120

فقيل [168] فخرج يريد صلاة الصبح [169] فأقبلن [170] الأوز يصحن في وجهه، فقال: انهن نوايح، فلما حصل في المحراب، هجموا [171] عليه، فضربه [172] ابن ملجم [173] و هو يقول [174] : و من الناس من


يشري نفسه ابتغاء مرضات الله، [175] و هرب وردان و شبيب، و صاح ابن ملجم: لا حكم الا لله يا ابن أبي طالب، فلما ضربه علي قرنه، صاح علي عليه السلام [176] : لا يفوتنكم الكلب، فشدوا عليه فأخذوه، و قتل وردان و نجي شبيب.

و صاحت أم كلثوم بنت [177] علي عليه السلام، و بكت و قالت: أي و الله [178] ، لا بأس علي أبي، و الله يجزيك [179] ، فقال: فعلي من تبكين؟! فوالله [180] ضربته بسيف اشتريته بألف، و سممته بألف [181] فان خانني، أبعده الله، [182] ولو كانت هذه الضربة بأهل مضر لما بقي منهم أحد.

و تأخر علي عليه السلام عن المحراب، و قدم جعدة بن هبيرة، فصلي بالناس الفجر، و حمل علي عليه السلام الي القصر [183] ، و قال: علي بالرجل، فادخل عليه، فقال: [184] أي عدو الله، ألم أحسن اليك؟ قال: بلي، قال: فما حملك علي هذا؟ [185] أشار علي عليه السلام الي احسانه و حمله علي الأشقر.

و في رواية أنه قال له: و [186] لقد كنت أعلم أنك قاتلي، و انما أحسنت اليك لأستظهر بالله عليك.

ثم قال لبنيه؛ قال [187] : يا بني ان هلكت فالنفس بالنفس، اقتلوه كما قتلني، و ان بقيت رأيت فيه رأيا.

و في رواية: و ان عشت فضربة بضربة أو أعفو، [188] و في رواية أن [189] زينب قالت له:


يا ملعون قتلت أميرالمؤمنين، قال: انما قتلت أباك ثم حبس.

سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص (ط بيروت)،/162 مساوي عنه: رضي الدين ابن المطهر، العدد، /241 - 240

قال أبومخنف: فحدثني أبي، عن عبدالله بن محمد الأزدي، قال: أدخل ابن ملجم علي علي عليه السلام، و دخلت عليه فيمن دخل، فسمعت عليا يقول: النفس بالنفس؛ ان أنا مت فاقتلوه كما قتلني، و ان سلمت رأيت فيه رأيي؛ فقال ابن ملجم: و لقد اشتريته بألف - يعني السيف -، و سممته بألف، فان خانني فأبعده الله! قال: فنادته أم كلثوم: يا عدو الله، قتلت أميرالمؤمنين! قال: انما قتلت أباك، قالت: يا عدو الله؛ اني لأرجو ألا يكون عليه بأس،قال: فأراك انما تبكين عليا اذا، و الله لقد ضربته ضربة لو قسمت بين أهل الأرض لأهلكتهم.

ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 119 - 118/6

فقال ابن ملجم لعنه الله: و الله لقد ابتعته بألف، و سممته بألف، فان خانني أبعده الله، قال: و نادته أم كلثوم: يا عدو الله، قتلت أميرالمؤمنين، قال: انما قتلت أباك، قالت: يا عدو الله، أني لأرجو أن لا يكون عليه بأس، قال لها: فاراك انما تبكين علي، اذا و الله لقد ضربته ضربة لو قسمت بين أهل الأرض لأهلكتهم.

الكنجي، كفاية الطالب، /465

فذكروا أن محمد بن حنيف قال: و الله أني لأصلي تلك الليلة في رجال كثير من المصر قريبا من السدة من أول الليل الي آخره، اذ خرج علي لصلاة الغداة فجعل ينادي: أيها الناس، الصلاة الصلاة، فنظرت الي بريق السيوف و سمعت قائلا يقول: الحكم لله لا لك يا علي و لا لأصحابك، فرأيت سيفا ثم رأيت ثانيا و سمعت عليا يقول: لا يفوتنكم الرجل، و شد عليه الناس من كل جانب، فلم أبرح حتي أخذ و أدخل علي علي، فدخلت فسمعت عليا يقول: النفس بالنفس فان هلكت فاقتلوه كما قتلني، فان بقيت رأيت فيه رأيي.

و دخل الناس علي الحسن فزعين و ابن ملجم مكتوف بين يديه، فنادت أم كلثوم بنت علي: أي عدو الله! أنه لا بأس علي أميرالمؤمنين و الله مخزيك، فقال (لعنه الله): علي


ما تبكين اذا؟ و الله لقد اشتريته بألف، و سممته بألف، و لو كانت هذه الضربة بجميع أهل المصر ما بقي منهم أحد.

الاربلي، كشف الغمة، 431 - 430/1

و قال يونس بن بكير: حدثني علي بن أبي فاطمة، حدثني الأصبغ الحنظلي قال: لما كانت الليلة التي أصيب فيها علي أتاه ابن النباح حين طلع الفجر، يؤذنه بالصلاة، فقام يمشي، فلما بلغ الباب الصغير، شد عليه عبدالرحمان بن ملجم، فضربه، فخرجت أم كلثوم فجعلت تقول: ما لي و لصلاة، قتل زوجي عمر صلاة الغداة، و قتل أبي صلاة الغداة.

الذهبي، سير أعلام النبلاء (ط دار الفكر)، 635/2

و قد روي: أن أم كلثوم قالت لابن ملجم و هو واقف: ويحك! لم ضربت أميرالمؤمنين؟ قال: انما ضربت أباك، فقالت: انه لا بأس عليه، فقال: لم تبكين؟ و الله لقد ضربته ضربة لو أصابت أهل المصر لماتوا أجمعين، و الله لقد سمعت هذا السيف شهرا و لقد اشتريته بألف و سممته بألف.

ابن كثير، البداية و النهاية، 328/7

و أدخل ابن ملجم مكتوفا علي علي، فقال: أي عدو الله، ما حملك علي هذا؟ قال: شحذته أربعين صباحا، و سألت الله أن يقتل به شر خلقه، فقال: أراك مقتولا به؟ ثم قال: ان هلكت فاقتلوه كنا قتلني، و ان بقيت رأيت فيه رأيي. يا بني عبدالمطلب، لا تحرضوا علي دماء المسلمين و تقولوا: قتل أميرالمؤمنين، و لا تقتلوا الا قاتلي.

يا حسن: أنا ان مت من ضربتي هذا، فاضربه بسيفه و لا تمثلن بالرجل، فاني سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول: اياكم و المثلة.

و قالت أم كلثوم لابن ملجم و هو مكتوف و هي تبكي، أي عدو الله، انه لا بائس علي أبي، و الله مخزيك، قال: فعلام تبكين؟ و الله لقد شريته بألف و صقلته أربعين يوما، ولو كانت هذه الضربة بأهل بلد، ما بقي منهم أحد. [190] .

ابن خلدون، التاريخ، 525/2


و لقد كان أميرالمؤمنين عليه السلام في ذلك الشهر يفطر ليلة عند الحسن عليه السلام، و ليلة عند الحسين عليه السلام، و ليلة عند عبدالله بن جعفر رضي الله عنه، لا يزيد علي ثلاث لقم و يقول: «أحب أن ألقي الله و أنا خميص».

فلما كانت الليلة التي ضرب فيها، أكثر الخروج و النظر الي السماء و يقول: «و الله ما كذبت و انها الليلة التي وعد الله»، فلما كان وقت السحر، و أذن المؤذن بالصلاة خرج، فصاح من أوز كان للصبيان في صحن الدار، فأقبل بعض الخدم يطردهن فقال: «دعوهن، فأنهن نوائح».

فقالت ابنته زينب: «مر جعدة فليصل بالناس».

فقال: «مروا جعدة فليصل بالناس»، ثم قال: «لا مفر من القدر».

و أقبل يشد مئزره و هو يقول [191] :



أشدد حيازيمك للموت

فان الموت لاقيكا



و لا تجزع من الموت

اذا حل بواديكا



و خرج، فلما دخل المسجد، أقبل ينادي: الصلاة الصلاة. فشد عليه ابن ملجم (لعنه الله) عليه فضربه علي رأسه بالسيف، فوقعت ضربته في موضع الضربة التي ضربه اياها عمرو بن عبدود يوم الخندق، و قبض علي عبدالرحمان، المغيرة بن نوفل بن الحرث ابن عبدالمطلب ضربه علي وجهه فصرعه.

و أقبل به الي الحسنين عليهماالسلام فأمر أميرالمؤمنين بحبسه و قال: «أطعموه و اسقوه، فان


أعش فأنا ولي دمي و ان أمت فاقتلوه ضربة بضربة».

و قد صح الحديث عن رسول الله صلي الله عليه و سلم أنه قال: «قاتل علي أشقي هذه الأمة».

و قبض ليلة الأحد، ليلة أحد و عشرين من رمضان، و له يومئذ ثلاث و ستون سنة. و غسله الحسن و الحسين و عبدالله بن العباس و دفن في ليلته قبل انصراف الناس من صلاة الصبح.

و قد اختلف الناس في موضع قبره، و الصحيح أنه في الموضع المشهور [192] الذي يزار فيه اليوم.

ابن عنبة، عمدة الطالب،/81 - 80

و قال غنم بن المغيرة: كان علي بن أبي طالب عليه السلام في شهر رمضان من السنة التي قتل فيها يفطر ليلة عند الحسن و ليلة عند الحسين و ليلة عند عبدالله بن جعفر، لا يزيد في كل أكلة علي ثلاث أو أربع لقم و يقول: يأتيني أمر الله و أنا خميص، انما هي ليال قلائل فلم يمض الشهر حتي قتل عليه السلام.

فلما خرج لصلاة الصبح شد عليه شبيب، فضربه بالسيف فوقف سيفه بعضادة الباب، و ضربه ابن ملجم (لعنه الله) بسيفه فأصابه و هرب وردان، و مضي شبيب (لعنه الله) هاربا حتي دخل منزله، فدخل عليه أحد بني عمه فقتله، و أما ابن ملجم فان رجلا من همدان لحقه فطرح عليه قطيفة كانت في يده ثم صرعه و أخذ السيف منه و جاء به الي أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فنظر اليه علي ثم قال: النفس بالنفس ان أنا مت فاقتلوه كما قتلني، و ان سلمت رأيت رأيي فيه، فقال ابن ملجم (لعنه الله): و الله لقد ابتعنه بألف و سممته بألف، فان خانني، فأبعد الله مضاربه، قال: فنادته أم كلثوم ابنة سيدنا علي


عليه السلام: يا عدو الله، قتلت أميرالمؤمنين، فقال: انما قتلت أباك، قالت: يا عدو الله اني لأرجو أن لا يكون عليه بأس، قال لها: أراك اذا تبكين علي، و الله لقد ضربته ضربة لو قسمت بين أهل مصر ما بقي منهم أحد فأخرج من بين يدي أميرالمؤمنين و الناس يلعنونه و يسبونه و يقولون: يا عدو الله، ما فعلت، و ماذا أتيت، أهلكت أمة محمد صلي الله عليه و آله و سلم قتلت خير الناس؟ و أنهم لو تركوهم به لقطعوه قطعا و هو لا ينطق لهم.

ابن الصباغ، الفصوص المهمة،/134، 139

قال أبوعبدالله [الجدلي]: فخرجت و دخلت [المسجد] من باب الفيل؛ و دخل أميرالمؤمنين من بابه؛ فلما توسط المسجد سمعت صياحا و جلبة و سمعت أم كلثوم [تقول:] ردوا الي قاتل أبي؟ [فتقدمت] فاذا أميرالمؤمنين مستند الي حائط المسجد و قد خضبت لحيته الدم؟ فحمل و أدخل داره و صلي الحسن بالناس فزاحمت حتي صرت عند رأس أميرالمؤمنين؛ فدعا الحسن ابنه فقال: يا حسن. قال: لبيك يا أميرالمؤمنين. قال: خذ أسيرك فألن وطاءه و أطب طعامه فان أمت فضربة بضربة و ان أعش أخذت حقي بيدي.

فقال ابن ملجم عليه اللعنة: مازلت يا أميرالمؤمنين عدلا في الغضب و الرضا [ولكن] انك ميت. قال: يا فاسق، و ما علمك بذلك؟ قال: يا أميرالمؤمنين، كيف لا أعلم و اني أسم السيف منذ شهر. [193] .

الباعوني، جواهر المطالب، 113/2


روي أن أميرالمؤمنين قال لابنته أم كلثوم ليلة ضرب: يا بنية، اني أراني قل ما أصحبكم.

قالت: و كيف يا أبتاه؟

قال: رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله و هو يمسح الغبار عن وجهي و يقول: يا علي، لا عليك لا عليك، قضيت ما عليك.

قالت: فما مكثنا حتي ضرب تلك الليلة.

و في رواية أنه قال: رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله يشير الي بكفه: يا علي الينا الينا، فما عندنا خير لك.

محمد بن ابي طالب، تسلية المجالس و زينة المجالس، 428/2

قال: و روي اسماعيل بن زياد قال: حدثتني أم موسي خادمة علي عليه السلام، و ذكر حديثا فيه: أنه عليه السلام قال لابنته أم كلثوم: يا بنية، اني أراني قل ما أصحبكم، قالت: فما مكثنا الا ثلاثا، حتي ضرب تلك الضربة.

الحر العاملي، اثبات الهداة، 475/2 رقم 262

و روي السيد غياث الدين عبدالكريم بن أحمد بن طاوس الحسني في كتاب فرحة الغري قال: وجدت مرويا عن ابن بابويه ثم ذكر سنده عن أم كلثوم بنت علي عليه السلام و ذكرت حديث موته و دفنه عليه السلام الي أن قال: فضرب يعني الحسن عليه السلام ضربة فانشق القبر عن ضريح فاذا هو بساجة مكتوب عليها سطران بالسريانية: بسم الله الرحمن الرحيم هذا قبر قبره نوح النبي لعلي وصي محمد قبل الطوفان بسبعمائة عام، قالت أم


كلثوم: فانشق القبر، فلا أدري أنبش سيدي في الأرض أم أسري به الي السماء، اذا سمعت ناطقا لنا بالتعزية: أحسن الله لكم العزاء في سيدكم و حجة الله علي خلقه.

الحر العاملي، اثبات الهداة، 156/2 رقم 695

السيد المرتضي في عيون المعجزات: روي أن الناس اجتمعوا حوله و أن أم كلثوم (رضي الله عنها) صاحت: وا أبتا، فقال عمرو بن الحمق: ليس علي أميرالمؤمنين بأس انما هو خدش.

فقال عليه السلام: اني مفارقكم (الساعة) [194] .

و روي أن أم كلثوم (رضي الله عنها) بكت، فقال لها: يا بنية، ما يبكيك؟ لو ترين ما أري ما بكيت، ان ملائكة السماوات السبع لمواكب بعضهم خلف بعض، و كذلك النبيون عليهم السلام (غلبة) [195] أراهم و هذا رسول الله صلي الله عليه و آله أخذ بيدي يقول: انطلق يا علي فان أمامك خير مما أنت فيه.

ثم قال عليه السلام: دعوني و أهل بيتي أعهد اليهم، فقام الناس الا قليل من شيعته، فحمد الله و أثني عليه، و صلي علي النبي صلي الله عليه و آله، و قال:اني أوصي الحسن و الحسين فاسمعوا لهما و أطيعوا أمرهما، فقال: كما أن [196] النبي صلي الله عليه و آله نص عليهما بالامامة [من] [197] بعدي.

و روي أنه عليه السلام لما اجتمع عليه الناس حمد الله و أثني عليه، ثم قال: كل امرئ ملاق ما يفر منه، و الأجل تساق اليه النفس، هيهات هيهات علم مكنون، و سر خفي، أما وصيتي لكم فالله تعالي لا تشركوا به شيئا، و لا تضيعوا سنة نبيه [محمد] [198] صلي الله عليه و آله، أقيموا هذين العمودين و خلاكم ذم ما لم تشركوا، رب رحيم، و دين قيم، عليكم السلام [الي] [199] يوم اللزام، كنت بالأمس صاحبكم، و أنا اليوم عظة لكم، و غدا مفارقكم.


ثم أوصي [الي] [200] الحسن و الحسين عليهماالسلام و سلم الاسم الأعظم، و نور الحكمة، و مواريث الأنبياء، و سلاحهم اليهما، و قال لهما عليهم السلام: اذا قضيت نحبي فخذا من الدهليز كفني و حنوطي و الماء الذي تغسلاني به فان جبرائيل عليه السلام يجي ء بذلك من الجنة، فغسلاني و حنطاني و كفناني و احملاني علي جملي في تابوت و جنازة تجدانها في الدهليز.

و روي أنه عليه السلام قال لهما عليهماالسلام: اذا فرغتما من أمري تناولا مقدم الجنازة فان مؤخرها يحمل، فاذا وقفت الجنازة و برك الجمل، احفروا في ذلك الموضع، فانكما تجدان خشبة محفورة كان نوح عليه السلام حفرها لي فادفناني فيها.

و روي أنه عليه السلام قبض ليلة الجمعة لتسع ليال بقين من شهر رمضان و هي التي كانت ليلة القدر، و كان عمره خمسا و ستين [سنة] [201] ، منها مع النبي صلي الله عليه و آله خمس و ثلاثون سنة، و بعده ثلاثون سنة.

و أن الحسن و الحسين دخلا الدهليز فوجدا فيه الماء و الحنوط و الكفن كما ذكره عليه السلام، و لما فرغا من شأنه تناولا مقدم الجنازة و حمل مؤخرها كما قال عليه السلام و حملاها الي مسجد الكوفة المعروف بالسهلة، و وجدت ناقته باركة هناك فحمل عليها و تبعوها الي الغري، فوقفت الناقة هناك، ثم بركت و حكت بمشفرها الأرض، فحفرا في ذلك المكان، فوجدت خشبة محفورة كالتابوت، فدفن فيها حيث ما أوصي اذ كان عليه السلام أوصي بذلك، و بأنه يدفن بالغري حيث تبرك الناقة، فانه دفن فيه آدم و نوح عليهماالسلام ففعل، و أن آدم و نوح و أميرالمؤمنين دفنوا في قبر واحد.

و قال عليه السلام فيما أوصي: اذا أدخلتماني قبري و أشرجتما علي اللبن فارفعا أول لبنة فانكما لن ترياني.

و روي عن أبي عبدالله الجدلي و كان فيمن حضر الوصية أنه قال: سألت (الحسن) [202] عن رافع اللبنة فقال: يا سبحان الله أتراني كنت أعقل ذلك.


فقلت: هل وجدته في القبر؟ فقال: لا و الله.

ثم قال عليه السلام: ما من نبي يموت في المغرب و يموت وصيه في المشرق الا و جمع الله بينهما في ساعة واحدة [203] .

السيد هاشم البحراني، مدينة المعاجز، 57 - 55/3 رقم 719

[204] قالت أم كلثوم بنت أميرالمؤمنين صلوات الله عليه: لما كانت ليلة تسع عشرة من شهر رمضان قدمت اليه عند افطاره طبقا فيه قرصان من خبز الشعير و قصعة فيها لبن و ملح جريش [205] ، فلما فرغ من صلاته أقبل علي [206] ، فطوره، فلما نظر اليه و تأمله حرك رأسه و بكي بكاءا شديدا عاليا، و قال: يا بنية، ما ظننت أن بنتا تسوء أباها كما قد [207] أسأت أنت الي، قالت: و ماذا يا أباه؟ قال: يا بنية، أتقدمين الي أبيك ادامين في فرد [208] طبق [209] واحد؟ أ [210] تريدين أن يطول وقوفي غدا بين يدي الله عزوجل يوم القيامة أنا أريد أن أتبع أخي و ابن عمي رسول الله صلي الله عليه و آله ما قدم اليه ادامان في طبق واحد الي أن قبضة الله، يا بنية، ما من رجل طاب مطعمه و مشربه و ملبسه الا طال وقوفه بين يدي الله عزوجل يوم القيامة، يا بنية، ان الدنيا في حلالها حساب و في حرامها عقاب، و قد أخبرني حبيبي رسول الله صلي الله عليه و آله أن جبرئيل عليه السلام نزل اليه و معه مفاتيح كنوز الأرض و قال: يا محمد، السلام [211] يقرؤك السلام و يقول لك: ان شئت صيرت [212] معك جبال تهامة ذهبا و فضة، و خذ هذه مفاتيح كنوز الأرض و لا ينقص ذلك من حظك يوم القيامة، قال: يا جبرئيل، و ما يكون بعد ذلك؟ قال: الموت، فقال: اذا لا حاجة لي في الدنيا، دعني أجوع يوما


و أشبع يوما، فاليوم الذي [213] أجوع فيه أتضرع الي ربي و أسأله، و اليوم الذي أشبع فيه أشكر ربي و أحمده، فقال له جبرئيل: وفقت لك خير [214] يا محمد [215] .

ثم قال عليه السلام: يا بنية، الدنيا دار غرور و دار هوان، فمن قدم شيئا وجده، يا بنية، و الله لا أكل شيئا [216] حتي ترفعين أحد الادامين، فلما رفعته تقدم الي الطعام فأكل قرصا واحدا بالملح الجريش، ثم حمد الله و أثني عليه ثم قام الي صلاته فصلي و لم يزل راكعا و ساجدا و مبتهلا و متضرعا الي الله سبحانه، و يكثر الدخول و الخروج و هو ينظر الي السماء و هو قلق يتململ، ثم قرأ سورة «يس» حتي ختمها، ثم رقد هنيئة و انتبه مرعوبا، و جعل يمسح وجهه بثوبه، و نهض قائما علي قدميه و هو يقول: [217] «اللهم بارك لنا في لقائك» و يكثر من قول [218] : «لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم» ثم صلي حتي ذهب بعض الليل، ثم جلس للتعقيب، ثم نامت عيناه و هو جالس، ثم انتبه من نومته مرعوبا.

قالت أم كلثوم: كأني به و قد جمع أولاده و أهله و قال لهم: في هذا الشهر تفقدوني، اني [219] رأيت في هذه الليلة رؤيا هالتني و أريد أن أقصها عليكم، قالوا: و ما هي؟ قال: اني رأيت الساعة رسول الله صلي الله عليه و آله في منامي و هو يقول لي: يا أباالحسن، انك قادم الينا عن قريب، يجي ء اليك أشقاها فيخضب [220] شيبتك من دم رأسك، و أنا و الله مشتاق اليك، و انك عندنا في العشر الآخر من شهر رمضان، فهلم الينا فما عندنا خير لك و أبقي.

قال: فلما سمعوا كلامه ضجوا بالبكاء و النحيب و أبدوا العويل، فأقسم عليهم بالسكوت فسكتوا، ثم أقبل [221] يوصيهم و يأمرهم بالخير و ينهاهم عن الشر، قالت أم كلثوم: و لم يزل تلك الليلة قائما و قاعدا و راكعا و ساجدا، ثم يخرج ساعة بعد ساعة يقلب طرفه في السماء و ينظر في الكواكب و هو يقول: و الله ما كذبت و لا كذبت، و انها الليلة التي وعدت بها، ثم


يعود الي مصلاة و يقول: اللهم بارك لي في الموت، و يكثر من قول: «انا لله و انا اليه راجعون»، «و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم» و يصلي علي النبي و آله، و يستغفر الله كثيرا.

قالت أم كلثوم: فما رأيته في تلك الليلة قلقا متململا كثيرا الذكر و الاستغفار أرقت معه ليلتي و قلت: يا أبتاه مالي أراك هذه الليلة لا تذوق طعم الرقاد؟ قال: يا بنية، ان أباك قتل الأبطال و خاض الأهوال و ما دخل الخوف [222] له جوفا [223] ، و ما دخل في قلبي رعب أكثر مما دخل في هذه الليلة، ثم قال: انا لله و انا اليه راجعون فقلت: يا أباه، مالك تنعي نفسك منذ الليلة؟ قال: يا بنية، قد قرب الأجل و انقطع الأمل، قالت أم كلثوم: فبكيت فقال لي: يا بنية، لا تبكين فاني لم أقل ذلك الا بما عهد الي النبي صلي الله عليه و آله، ثم انه نعس و طوي ساعة، ثم استيقظ من نومه و قال: يا بنية، اذا قرب وقت الأذان فأعلميني، ثم رجل الي ما كان عليه أول الليل من الصلاة و الدعاء و التضرع الي الله سبحانه و تعالي، قالت أم كلثوم: فجعلت أرقب وقت الأذان، فلما لاح الوقت أتيته و معي اناء فيه ماء، ثم أيقظته، فأسبغ الوضوء و قام و لبس ثيابه و فتح بابه، ثم نزل الي الدار و كان في الدار اوز قد [224] اهدي الي أخي الحسين عليه السلام، فلما نزل خرجن وراءه و رفرفن [225] و صحن في وجهه، و كان [226] قبل تلك الليلة لم يصحن، فقال عليه السلام: لا اله اله الله، صوارخ تتبعها نوائح، و في غداة غد يظهر القضاء، فقلت له: يا أباه، هكذا تتطير؟ فقال: يا بنية، ما منا أهل البيت من يتطير و لا يتطير به، ولكن قول جري علي لساني، ثم قال: يا بنية، بحقي عليك الا ما أطلقتيه، فقد حبست ما ليس له لسان و لا يقدر علي الكلام اذا جاع أو عطش، فأطعميه و اسقيه و الا خلي سبيله يأكل من حشائش الأرض، فلما وصل الي الباب فعالجه ليفتحه


فتعلق الباب بمئزره فانحل مئزره حتي سقط، فأخذه و شده [227] و هو يقول:



اشدد حيازيمك للموت فان الموت لاقيكا

و لا تجزع من الموت اذا حل بناديكا



و لا تغتر بالدهر و ان كان يواتيكا

كما أضحكك [228] الدهر كذاك الدهر يبكيكا



ثم قال: اللهم بارك لنا في الموت، اللهم بارك لي في لقائك، قالت أم كلثوم: و كنت أمشي خلفه، فلما سمعته يقول ذلك قلت: وا غوثاه يا أبتاه أراك تنعي نفسك منذ الليلة، قال: يا بنية، ما هو بنعاء [229] ولكنها دلالات و علامات للموت تتبع [230] بعضها بعضا [231] فأمسكي [232] عن الجواب، ثم [233] فتح الباب و خرج [234] .

قالت أم كلثوم: فجئت الي أخي الحسن عليه السلام فقلت: يا أخي، قد كان من أمر أبيك الليلة كذا و كذا، و هو قد خرج في هذا الليل الغلس فالحقه، فقام الحسن بن علي عليه السلام و تبعه، فلحق به قبل أن يدخل الجامع فقال: يا أباه، ما أخرجت في هذه الساعة و قد بقي من الليل ثلثه؟ فقال: يا حبيبي و يا قرة عيني، خرجت لرؤيا رأيتها في هذه الليلة [235] أهالتني و أزعجتني [236] و أقلقتني، فقال له: خيرا رأيت و خيرا يكون فقصها علي، فقال عليه السلام: يا بني، رأيت كأن جبرئيل عليه السلام قد نزل من السماء علي جبل أبي قبيس فتناول منه حجرين و مضي بهما الي الكعبة و تركهما علي ظهرها، و ضرب أحدهما علي الآخر


فصارت كالرميم، ثم ذرهما [237] في الريح، فما بقي بمكة و لا بالمدينة بيت الا و دخله من ذلك الرماد، فقال له: يا أبت، و ما تأويلها؟ فقال: يا بني، ان صدقت رؤياي فان أباك مقتول، و لا يبقي بمكة حينئذ و لا بالمدينة بيت الا و يدخله من ذلك غم و مصيبة من أجلي.

فقال الحسن عليه السلام: و هل تدري متي يكون ذلك يا أبت؟ قال: يا بني، ان الله يقول: (و ما تدري نفس ماذا تكسب غدا و ما تدري نفس بأي أرض تموت) [238] ولكن عهد الي حبيبي رسول الله صلي الله عليه و آله أنه يكون في العشر الأواخر من شهر رمضان، يقتلني ابن ملجم المرادي، فقلت له: يا أبتاه، اذا علمت منه ذلك فاقتله، قال: يا بني، لا يجوز القصاص الا بعد الجناية لم تحصل منه، يا بني لو اجتمع الثقلان الانس و الجن علي أن يدفعوا ذلك لما قدروا، يا بني، ارجع الي فراشك، فقال الحسن عليه السلام: يا أبتاه، أريد أمضي معك الي موضع صلاتك، فقال له: أقسمت بحقي عليك الا ما رجعت الي فراشك لئلا يتنغص عليك نومك، و لا تعصني في ذلك، قال: فرجع الحسن عليه السلام فوجد أخته أم كلثوم قائمة خلف الباب تنتظره [239] ، فدخل فاخبرها بذلك، و جلسا يتحادثان و هما محزونان حتي غلب عليهما النعاس، فقاما و دخلا الي فراشهما و ناما.

قال أبومخنف و غيره: و سار أميرالمؤمنين عليه السلام حتي دخل المسجد، و القناديل قد خمد ضوؤها، فصلي في المسجد [240] ورده و عقب ساعة، ثم انه قام و صلي ركعتين، [241] ثم علا [242] المئذنة و وضع سبابتيه في أذنيه و تنحنح ثم أذن و كان عليه السلام اذا [243] اذن لم يبق في بلدة الكوفة بيت [244] الا اخترقه صوته.


قال الراوي: و أما ابن ملجم فبات [245] في تلك الليلة يفكر في نفسه، و لا يدري ما يصنع، فتارة يعاتب نفسه و يوبخها و يخاف من عقبي فعله، فيهم أن يرجع عن ذلك، و تارة يذكر قطام لعنها الله و حسنها و جمالها و كثرة ما لها فتميل نفسه اليها، فبقي عامة ليله يتقلب علي فراشه و هو يترنم [246] بشعره ذلك اذا [247] أتته الملعونة و نامت معه في فراشه، و قالت له: يا هذا من يكون علي [248] هذا العزم يرقد؟ فقال لها: و الله اني أقتله لك الساعة، فقالت: اقتله و ارجع الي قرير العين مسرورا، و افعل ما تريد فاني منتظرة لك، فقال لها: بل أقتله و أرجع اليك سخين العين [249] محزونا منحوسا محسورا [250] ، فقالت: أعوذ بالله من تطيرك الوحش، قال: فوثب الملعون كأنه الفحل من الابل، قال: هلمي الي بالسيف، ثم انه اتزر بمئزر و اتشح بازار، و جعل السيف تحت الازار مع بطنه، و قال: افتحي لي الباب ففي هذه الساعة أقتل لك عليا، فقامت فرحة مسرورة و قبلت صدره، و بقي يقبلها و يترشفها [251] ساعة [252] ، ثم راودها [253] عن نفسها فقالت له: هذا علي أقبل الي الجامع و أذن، فقم اليه فاقتله ثم عد الي فها أنا [254] منتظرة رجوعك، فخرج من الباب و هي خلفه تحرضه بهذا الأبيات:



أقول اذا ماحية أعيت الرقا

و كان ذعاف الموت منه شرابها



رسسنا [255] اليها في الظلام ابن ملجم

همام اذا ما الحرب شب لهابها



فخذها [256] علي! فوق رأسك ضربة

بكف سعيد سوف يلقي ثوابها




قال الراوي: فالتفت اليها و قال لها: أفسدت [257] و الله الشعر في هذا البيت الآخر، قالت: و لم ذاك؟ قال لها [258] : هلا قلت: «بكف شقي سوف يلقي عقابها».

قال مصنف هذا الكتاب (قدس روحه): هذا الخبر غير صحيح، بل انا كتبناه كما وجدنا، و الرواية الصحيحة أنه بات في المسجد و معه رجلان: أحدهما شبيب بن بجرة [259] و الآخر وردان [260] بن مجالد، يساعدانه علي قتل علي عليه السلام، فلما أذن عليه السلام و نزل من المئذنة و جعل يسبح الله و يقدسه و يكبره و يكثر من الصلاة علي النبي صلي الله عليه و آله، قال الراوي: و كان من كرم أخلاقه عليه السلام أنه يتفقد النائمين في المسجد و يقول للنائم: الصلاة يرحمك الله الصلاة [261] ، قم الي الصلاة المكتوبة عليك، ثم يتلو عليه السلام: (ان الصلاة تنهي عن الفحشاء و المنكر) [262] ففعل ذلك كما كان يفعله علي مجاري عادته مع النائمين في المسجد، حتي اذا بلغ الي الملعون فرآه نائما علي وجهه قال له: يا هذا، قم من نومك هذا فانها نومة يمقتها الله، و هي نومة الشيطان و نومة أهل النار، بل [263] نم علي يمينك فانها نومة العلماء أو علي يسارك فانها نومة الحكماء، أو علي ظهرك فانها نومة الأنبياء [264] .

قال: فتحرك الملعون كأنه [265] يريد أن يقوم و هو من مكانه لا يبرح فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام: لقد [266] هممت بشي ء تكاد السماوات يتفطرن منه و تنشق الأرض و تخر الجبال هدا، و لو شئت لأنبأتك بما تحت ثيابك، ثم تركه و عدل عنه الي محرابه، و قام قائما يصلي، و كان عليه السلام يطيل الركوع و السجود في الصلاة كعادته في الفرائض و النوافل حاضرا قلبه، فلما أحس به فنهض الملعون مسرعا و أقبل يمشي حتي وقف بازاء الاسطوانة التي كان الامام عليه السلام يصلي عليها، فأمهله حتي صلي الركعة الاولي و ركع و سجد السجدة الأولي


منها و رفع رأسه [267] ، فعند ذلك أخذ السيف و هزه، ثم ضربه علي رأسه المكرم الشريف، فوقعت الضربة علي الضربة التي ضربه عمرو بن عبدود العامري، ثم أخذت الضربة الي [268] مفرق رأسه الي موضع السجود [269] ، فلما أحس الامام بالضرب لم يتأوه و صبر و احتسب، و وقع علي وجهه و ليس عنده أحد قائلا: بسم الله و بالله و علي ملة رسول الله [270] ، ثم صاح و قال: [271] قتلني ابن ملجم [272] قتلني اللعين ابن اليهودية فزت و رب الكعبة، أيها الناس لا يفوتنكم ابن ملجم، و سار السم في رأسه و بدنه و ثار جميع من في المسجد في طلب الملعون، و ماجوا بالسلاح فما كنت أري الا صفق الأيدي علي الهامات و علو الصرخات، و كان ابن ملجم ضربه ضربة خائفا مرعوبا، ثم ولي هاربا و خرج من المسجد، و أحاط الناس بأميرالمؤمنين عليه السلام و هو في محرابه يشد الضربة و يأخذ التراب و يضعه عليها. ثم تلا قوله تعالي: (منها خلقناكم و فيها نعيدكم و منها نخرجكم تارة أخري) [273] ثم قال عليه السلام: جاء أمر الله و صدق رسول الله صلي الله عليه و آله ثم انه لما ضربه الملعون ارتجت الأرض و ماجت البحار و السماوات، و اصطفقت أبواب الجامع.

قال: و ضربه اللعين شبيب بن بجرة فأخطأه و وقعت الضربة في الطاق.

قال الراوي: فلما سمع الناس الضجة ثار اليه كل من كان في المسجد، و صاروا يدورون و لا يدرون أين يذهبون؟ من شدة الصدمة و الدهشة، ثم أحاطوا بأميرالمؤمنين عليه السلام و هو يشد رأسه بمئزره، و الدم يجري علي وجهه و لحيته، و قد خضبت بدمائه [274] و هو يقول: هذا


ما وعد [275] الله و رسوله و صدق الله و رسوله [276] .

قال الراوي: فاصطفقت أبواب [277] الجامع، وضجت الملائكة في السماء بالدعاء، و هبت ريح عاصفت سوداء مظلمة، و نادي جبرئيل عليه السلام بين السماء و الأرض بصوت يسمعه كل مستيقظ: «تهدمت و الله أركان الهدي، و انطمست و الله نجوم السماء و أعلام التقي، و انفصمت [278] و الله العروة الوثقي، قتل ابن عم محمد المصطفي، قتل الوصي المجتبي، قتل علي المرتضي، قتل والله سيد الأوصياء، قتله أشقي الأشقياء»، قال: فلما سمعت أم كلثوم نعي جبرئيل فلطمت علي وجهها وخدها و شق جيبها و صاحت: وا أبتاه، وا علياه، وا محمداه، وا سيداه، ثم أقبلت الي أخويها الحسن و الحسين فأيقظتهما و قالت لهما: [279] لقد قتل أبوكما، فقاما يبكيان، فقال لها الحسن عليه السلام: يا اختاه، كفي عن البكاء حتي نعرف صحة الخبر كيلا تشمت الأعداء، فخرجا فاذا الناس ينوحون و ينادون: وا اماماه، وا أميرالمؤمنيناه، قتل و الله امام عابد مجاهد لم يسجد لصنم، كان أشبه الناس برسول الله صلي الله عليه و آله، فلما سمع الحسن و الحسين عليهماالسلام صرخات الناس ناديا: وا أبتاه، وا علياه، ليت الموت أعدمنا الحياة، فلما وصلا الجامع و دخلا وجدا جعدة بن هبيرة و معه جماعة من الناس، و هم يجتهدون أن يقيموا الامام في المحراب ليصلي بالناس، فلم يطق علي النهوض و تأخر عن الصف و تقدم الحسن عليه السلام فصلي بالناس و أميرالمؤمنين عليه السلام يصلي ايماءا من جلوس، و هو يمسح الدم عن وجهه الشريف، يميل تارة و يسكن أخري، و الحسن عليه السلام ينادي: وا انقطاع ظهراه يعز والله علي أن أراك [280] هكذا، ففتح عينه و قال: يا بني لا جزع [281] علي


أبيك بعد اليوم، هذا جدك محمد المصطفي وجدتك خديجة الكبري و امك فاطمة الزهراء و الحور العين محدقون منتظرون قدوم أبيك، فطب نفسا و قر عينا و كف عن البكاء، فان الملائكة قد ارتفعت أصواتهم الي السماء.

قال: ثم ان الخبر شاع في جوانب الكوفة و انحشر [282] الناس حتي المخدرات خرجن من خدورهن الي الجامع ينظرن [283] الي علي بن أبي طالب عليه السلام، فدخل [284] الناس الجامع فوجدوا الحسن و رأس أبيه في حجره، و قد غسل الدم عنه و شد [285] الضربة و هي بعد [286] تشخب دما، و وجهه قد زاد بياضا بصفرة، و هو يرمق السماء بطرفه و لسانه يسبح الله يوحده [287] و هو يقول: «أسألك يا رب الرفيع الأعلي» فأخذ الحسن عليه السلام رأسه في حجره [288] فوجده [289] مغشيا عليه، فعندها [290] بكي بكاء شديدا و جعل يقبل وجه أبيه و ما بين عينيه و موضع سجوده، فسقط من دموعه قطرات علي وجه أميرالمؤمنين عليه السلام، ففتح عينيه فرآه باكيا، فقال له: يا بني، يا حسن، ما هذا البكاء؟ [291] يا بني، لا روع [292] علي أبيك بعد اليوم، هذا جدك محمد المصطفي و خديجة و فاطمة و الحور العين محدقون منتظرون قدوم أبيك، فطب نفسا وقر عينا، و اكفف عن البكاء فان الملائكة قد ارتفعت أصواتهم الي السماء [293] [294] ، يا بني، أتجزع علي أبيك و غدا تقتل بعدي مسموما [295] مظلوما؟ و يقتل أخوك بالسيف


هكذا، و تلحقان بجدكما و أبيكما و أمكما، فقال له الحسن عليه السلام: يا أبتاه، ما تعرفنا من قتلك و من فعل بك هذا؟ قال: قتلني ابن اليهودية عبدالرحمان بن ملجم المرادي، فقال: يا أباه [296] ، من أي طريق مضي [297] ؟ قال: لا يمضي أحد في طلبه فانه سيطلع عليكم من هذا الباب - و أشار بيده الشريفة الي باب كندة - قال: و لم يزل السم يسري في رأسه و بدنه، ثم أغمي عليه ساعة [298] و الناس ينتظرون قدوم الملعون من باب كندة، فاشتغل الناس [299] بالنظر الي الباب، و يرتقبون [300] قدوم الملعون، و قد غص المسجد بالعالم ما بين باك و محزون، فما كان الا ساعة و اذا بالصيحة قد ارتفعت و زمرة من الناس و قد جاؤوا بعدو الله ابن ملجم مكتوفا، و هذا يلعنه و هذا يضربه [301] ، قال: [302] فوقع الناس بعضهم علي بعض ينظرون اليه، فأقبلوا باللعين مكتوفا و هذا يلعنه و هذا يضربه [303] ، و هم ينهشون لحمه بأسنانهم و يقولون له: يا عدو الله، ما فعلت؟ أهلكت أمة محمد و قتلت خير الناس، و انه لصامت و بين يديه رجل يقال له حذيفة النخعي، بيده سيف مشهور [304] ، و هو يرد الناس عن قتله، و هو يقول: هذا قاتل الامام علي عليه السلام حتي أدخلوه [305] المسجد.

قال محمد بن الحنفية: ثم ان أبي عليه السلام قال: احملوني الي موضع مصلاي في منزلي، قال: فحملناه اليه و هو مدنف و الناس حوله، و هم في أمر عظيم باكين محزونين، قد أشرفوا علي الهلاك من شدة [306] البكاء و النحيب، ثم التفت اليه الحسين عليه السلام و هو يبكي، فقال له: يا أبتاه من لنا بعدك؟ لا [307] كيومك الا يوم رسول الله صلي الله عليه و آله من أجلك تعلمت


البكاء، يعز و الله علي أن أراك هكذا، فناداه عليه السلام فقال: يا حسين، يا أباعبدالله، أدن مني، فدنا منه و قد قرحت أجفان عينيه من البكاء، فمسح الدموع من عينيه و وضع يده علي قلبه و قال له: يا بني، ربط الله قلبك بالصبر، و أجزل لك و لاخوتك [308] عظيم الأجر، فسكن روعتك و اهدأ من بكائك، فان الله قد آجرك علي عظيم مصابك، ثم ادخل عليه السلام الي حجرته و جلس [309] في محرابه [310] .

قال الراوي: و أقبلت زينب و أم كلثوم حتي جلستا معه علي فراشه، و أقبلتا تندبانه و تقولان: يا أبتاه، من للصغير حتي يكبر؟ و من للكبير بين الملأ؟ يا أبتاه، حزننا عليك طويل، و عبرتنا لا ترقأ [311] ، قال: فضج الناس من وراء الحجرة [312] بالبكاء و النحيب، و فاضت دموع أميرالمؤمنين عليه السلام عند ذلك، و جعل يقلب طرفه [313] و ينظر الي أهل [314] بيته و أولاده، ثم دعا الحسن و الحسين عليهماالسلام و جعل يحضنهما و يقبلهما، ثم اغمي عليه ساعة طويلة و أفاق: و كذلك كان رسول الله صلي الله عليه و آله يغمي عليه ساعة طويلة [315] و يفيق اخري، لأنه صلي الله عليه و آله كان مسموما، فلما أفاق ناوله الحسن [316] عليه السلام قعبا من لبن، فشرب منه قليلا ثم نحاه عن فيه و قال: احملوه الي أسيركم، ثم قال للحسن [317] عليه السلام: بحقي عليك يا بني الا ما طيبتم [318] مطعمه و مشربه، و ارفقوا به الي حين موتي، [319] و تطعمه مما تأكل و تسقيه مما تشرب [320] حتي تكون أكرم منه، فعند ذلك حملوا اليه اللبن و أخبروه بما قال أميرالمؤمنين عليه السلام في حقه، فأخذ اللعين و شربه [321] .


قال: و لما حمل أميرالمؤمنين عليه السلام [322] الي منزله جاؤوا باللعين مكتوفا الي بيت من بيوت القصر فحبسوه فيه، فقالت له أم كلثوم و هي تبكي: يا ويلك، أما أبي فانه لا بأس عليه، و [323] ان الله مخزيك [324] في الدنيا و الآخرة، و ان مصيرك الي النار خالدا فيها، فقال لها ابن ملجم لعنة الله: ابكي ان كنت باكية فوالله لقد اشتريت سيفي هذا بألف و سممته بألف، و لو كانت ضربتي هذه لجميع أهل الكوفة ما نجا منهم أحد. [325] و في ذلك يقول الفرزدق:



فلا غرو للأشراف ان ظفرت بها [326]

ذئاب الأعادي من فصيح و أعجمي



فحربة وحشي سقت حمزة الردي

و حتف علي من حسام ابن ملجم [327]



قال محمد بن الحنفية رضي الله عنه: و بتنا ليلة عشرين من شهر رمضان مع أبي و قد نزل السم الي قدميه، و كان يصلي تلك الليلة من جلوس، و لم يزل يوصينا بوصاياه و يعزينا [328] عن نفسه و يخبرنا بأمره و تبيانه [329] الي حين طلوع الفجر، فلما أصبح استأذن الناس عليه، فأذن لهم بالدخول، فدخلوا عليه و أقبلوا يسلمون عليه، و هو يرد عليهم السلام، ثم قال: أيها الناس اسألوني [330] قبل أن تفقدوني و خففوا سؤالكم لمصيبة امامكم، قال: فبكي الناس عند ذلك بكاءا شديدا، و أشفقوا أن يسألوه تخفيفا عنه، فقام اليه حجر بن عدي الطائي و قال:



فيا أسفي علي المولي التقي

أبو [331] الأطهار حيدرة الزكي



لأنكم بيوم الحشر ذخري

و أنتم عترة الهادي النبي




فلما بصر به و سمع شعره قال له: كيف لي بك اذا دعيت الي البراءة مني، فما عساك أن تقول؟ فقال: و الله يا أميرالمؤمنين لو قطعت بالسيف اربا اربا و اضرم لي [332] النار و القيت فيها لآثرت ذلك علي البراءة منك، فقال: وفقت [333] لكل خير يا حجر، جزاك الله خيرا عن أهل بيت نبيك. ثم قال: هل من شربة من لبن؟ فأتوه بلبن في قعب، فأخذه و شربه كله، فذكر الملعون ابن ملجم و أنه لم يخلف له شيئا، فقال عليه السلام: «و كان أمر الله قدرا مقدورا» اعلموا أني شربت الجميع و لم أبق لأسيركم شيئا من هذا، ألا و انه آخر رزقي من الدنيا، فبالله عليك يا بني الا ما [334] أسقيته مثل ما شربت، فحمل اليه ذلك فشربه.

قال محمد بن الحنفية رضي الله عنه: لما كانت ليلة احدي و عشرين [335] و أظلم الليل و هي الليلة الثانية من الكائنة [336] جمع أبي أولاده و أهل بيته و ودعهم [337] ، ثم قال لهم: الله خليفتي عليكم و هو حسبي و نعم الوكيل، [338] و أوصاهم الجميع منهم بلزوم الايمان و الأديان و الأحكام التي أوصاه بها رسول الله صلي الله عليه و آله فمن ذلك ما نقل عنه عليه السلام أنه أوصي به الحسن و الحسين عليهماالسلام لما ضربه الملعون ابن ملجم، و هي هذه: «اوصيكما بتقوي الله» و ساقها الي آخر مامر [339] برواية السيد الرضي.

قال: ثم تزايد و لوج [340] السم في جسده الشريف، حتي نظرنا الي قدميه و قد احمرتا جميعا، فكبر ذلك علينا و أيسنا منه، [341] ثم أصبح ثقيلا، فدخل الناس عليه، فأمرهم و نهاهم و أوصاهم، ثم عرضنا عليه المأكول و المشروب فأبي أن يشرب [342] فنظرنا الي شفتيه و هما يختلجان بذكر الله تعالي، و جعل جبينه يرشح [343] عرقا و هو يمسحه بيده قلت:


يا أبت، أراك تمسح جبينك، فقال: يا بني، [344] اني سمعت جدك رسول الله صلي الله عليه و آله يقول [345] : ان المؤمن اذا نزل به الموت [346] و دنت وفاته عرق جبينه و صار كاللؤلؤ الرطب و سكن أنينه، ثم قال: يا أباعبدالله و يا عون [347] ، ثم نادي أولاده كلهم بأسمائهم صغيرا و كبيرا واحدا بعد واحد، و جعل [348] يودعهم و يقول: الله خليفتي عليكم [349] أستودعكم الله [350] و هم يبكون، فقال له الحسن عليه السلام: يا أبه، ما دعاك الي هذا؟ فقال له: يا بني، اني رأيت جدك رسول الله صلي الله عليه و آله في منامي قبل هذه الكائنة بليلة، فشكوك اليه ما أنا فيه [351] من التذلل و الأذي من هذه الامة، فقال لي: ادع عليهم، فقلت: اللهم أبدلهم بي شرا مني و أبدلني بهم خيرا منهم، فقال لي: قد استجاب الله دعاك [352] ، سينقلك الينا بعد ثلاث، و قد مضت الثلاث: يا أبامحمد، أوصيك - و يا [353] أباعبدالله - خيرا، فأنتما [354] مني و أنا منكما [355] ، ثم التفت الي أولاده الذين من غير فاطمة عليهاالسلام و أوصاهم أن لا يخالفوا أولاد فاطمة يعني الحسن و الحسين عليهماالسلام.

ثم قال: أحسن الله لكم العزاء، ألا و اني منصرف عنكم، و راحل في ليلتي هذه، و لا حق بحبيبي محمد صلي الله عليه و آله كما وعدني، فاذا أنا مت يا أبامحمد فغسلني و كفني و حنطني ببقية حنوط جدك رسول الله صلي الله عليه و آله فانه من كافور الجنة جاء به جبرئيل عليه السلام اليه، ثم ضعني علي سريري، و لا يتقدم أحد منكم مقدم [356] السرير، و احملوا مؤخره و اتبعوا مقدمه، فأي موضع وضع المقدم فضعوا المؤخر، فحيث قام سريري فهو موضع قبري، ثم تقدم يا أبامحمد وصل علي يا بني يا حسن و كبر علي سبعا، و اعلم أنه لا يحل ذلك علي أحد غيري الا علي رجل يخرج في آخر الزمان اسمه القائم المهدي، من ولد أخيك الحسين يقيم


اعوجاج الحق، فاذا أنت صليت علي يا حسن فنح السرير عن موضعه، ثم اكشف التراب عنه فتري قبرا محفورا و لحدا مثقوبا و ساجة منقوبة [357] ، فأضجعني فيها، فاذا أردت الخروج من قبري فافتقدني فانك لا تجدني، و اني لا حق بجدك رسول الله صلي الله عليه و آله و اعلم يا بني ما من نبي يموت و ان كان مدفونا بالمشرق و يموت وصيه بالمغرب الا و يجمع الله عزوجل بين روحيها و جسديهما، ثم يفترقان، فيرجع كل واحد منهما الي موضع قبره و الي موضعه [358] الذي حط فيه، ثم أشرج [359] اللحد [360] باللبن و أهل التراب علي ثم غيب قبري، ثم يا بني بعد ذلك اذا أصبح الصباح [361] أخرجوا تابوتا الي ظهر [362] الكوفة [363] علي ناقة، و امر بمن يسيرها [364] بما عليها [365] كأنها تريد المدينة، بحيث يخفي علي العامة موضع قبري الذي تضعني فيه، و كأني بكم و قد خرجت عليكم الفتن من ههنا و ههنا فعليكم بالصبر فهو محمود العاقبة.

ثم قال: يا أبامحمد و يا أباعبدالله كأني بكما و قد خرجت عليكما من بعدي الفتن [366] من ههنا [367] ، فاصبرا حتي يحكم الله و هو خير الحاكمين. ثم قال: يا أباعبدالله، أنت شهيد هذه الامة، فعليك بتقوي الله و الصبر علي بلائه، ثم اغمي عليه ساعة و أفاق و قال: هذا رسول الله صلي الله عليه و آله و عمي حمزة و أخي جعفر و أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و كلهم يقولون: عجل قدومك علينا فانا اليك مشتاقون، ثم أدار عينيه في أهل بيته كلهم و قال: أستودعكم الله [368] جميعا سددكم الله جميعا [369] حفظكم الله جميعا، خليفتي عليكم الله و كفي بالله خليفة. ثم قال: و عليكم السلام يا رسل ربي، ثم قال: (لمثل هذا فليعمل العاملون


ان الله مع الذين اتقوا و الذين هم محسنون) و عرق جبينه و هو يذكر الله كثيرا، [370] و ما زال يذكر الله كثيرا و يتشهد الشهادتين، ثم [371] استقبل القبلة و غمض عينيه و مد رجليه و يديه و قال: أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله، ثم قضي نحبه عليه السلام، و كانت وفاته في ليلة احدي و عشرين من شهر رمضان، و كانت ليلة الجمعة سنة أربعين من الهجرة.

[372] قال: فعند ذلك صرخت زينب بنت علي عليه السلام و أم كلثوم و جميع نسائه، و قد شقوا الجيوب و لطموا الخدود، و ارتفعت الصحيحة في القصر، فعلم أهل الكوفة أن أميرالمؤمنين عليه السلام قد قبض، فأقبل النساء و الرجال يهرعون أفواجا أفواجا، و صاحوا صيحة عظيمة، فارتجت الكوفة بأهلها و كثر البكاء و النحيب، و كثر الضجيج بالكوفة و قبائلها و دورها و جميع أقطارها، فكان ذلك كيوم مات فيه رسول الله صلي الله عليه و آله فلما اظلم الليل تغير أفق السماء و ارتجت الأرض و جميع من عليها بكوه و كنا نسمع جلبة و تسبيحا في الهواء، فعلمنا أنها من [373] أصوات الملائكة، فلم يزل كذلك الي أن طلع الفجر، [374] ثم ارتفعت الأصوات و سمعنا هاتفا بصوت يسمعه الحاضرون و لا يرون شخصه يقول:



بنفسي و مالي ثم أهلي و أسرتي

فداء لمن أضحي قتيل ابن ملجم



علي رقي فوق الخلائق في الوغي

فهدت به أركان بيت المحرم



علي أميرالمؤمنين و من بكت

لمقتله البطحا و أكناف زمزم



يكاد الصفا و المشعران كلاهما

يهدا و بان النقص في ماء زمزم



و أصبحت الشمس و المنير ضياؤها

لقتل علي لونها لون دلهم [375] .






و ظل له أفق السماء كآبة

كشقة ثوب لونها لون عندم [376] .



و ناحت عليه الجن اذ فجعت به

حنينا كثكلي نوحها بترنم



و أضحي اليها الجود و النبل مقتما [377]

و كان التقي في قبره المتهدم



و أضحي التقي و الخير و الحلم و النهي

و بات العلي في قبره المتهدم



يكاد الصفا و المستجار كلاهما

يهدا و بان النقص في ماء زمزم



لفقد علي خير من وطئ الحصي

أخا العالم الهادي النبي المعظم [378] [379] .



قال محمد بن الحنفية: ثم أخذنا في جهازه ليلا و كان الحسن عليه السلام يغسله [380] و الحسين عليه السلام يصب الماء عليه [381] ، و كان عليه السلام لا يحتاج الي من يقلبه، بل كان يتقلب [382] كما يريد الغاسل يمينا و شمالا، و كانت رائحته أطيب من رائحة المسك و العنبر، ثم نادي الحسن عليه السلام باخته زينب و أم كلثوم و قال: يا اختاه، هلمي بحنوط جدي رسول الله صلي الله عليه و آله، فبادرت زينب مسرعة حتي أتته [383] به، قال الراوي: فلما فتحته فاحت الدار و جميع الكوفة و شوارعها لشدة رائحة ذلك الطيب، ثم لفوه [384] بخمسة أثواب كما أمر عليه السلام ثم وضعوه علي السرير، و تقدم الحسن و الحسين عليهماالسلام الي السرير من مؤخره و اذا مقدمه قد ارتفع و لا يري حامله، و كان حاملاه من مقدمه جبرئيل و ميكائيل، [385] فما مر بشي ء علي وجه الأرض الا انحني له ساجدا و خرج السرير من مايلي باب كندة، فحملا مؤخره و سارا يتبعان مقدمه [386] .


فلما انتهيا الي قبره و اذا مقدم السرير قد وضع، فوضع الحسن عليه السلام مؤخره ثم قام الحسن عليه السلام و صلي عليه و الجماعة خلفه، فكبر سبعا كما أمره [387] به أبوه عليه السلام ثم زحزحنا سريره و كشفنا التراب و اذا نحن بقبر محفور و لحد مشقوق و ساجة منقورة مكتوب عليها: «هذا ما ادخره نوح النبي [388] للعبد الصالح الطاهر المطهر» [389] فلما أرادوا نزوله سمعوا هاتفا يقول: أنزلوه الي التربة الطاهرة، فقد اشتاق الحبيب الي الحبيب، فدهش الناس [390] عند ذلك و تحيروا، و الحد أميرالمؤمنين عليه السلام قبل طلوع الفجر [391] .

قال الراوي: لما الحد [392] أميرالمؤمنين عليه السلام وقف صعصعة بن صوحان العبدي رضي الله عنه علي القبر، [393] و وضع احدي يديه علي فؤاده و الاخري قد أخذ بها التراب و يضرب به رأسه [394] ، ثم قال: بأبي أنت و أمي يا أميرالمؤمنين، ثم قال: هنيئا لك يا أباالحسن، فلقد طاب مولدك، و قوي صبرك، و عظم جهادك، و ظفرت برأيك، و ربحت تجارتك، و قدمت علي خالقك، فتلقاك الله ببشارته، و حفتك ملائكته، و استقررت في جوار المصطفي، فأكرمك الله بجواره، و لحقت [395] بدرجة [396] أخيك المصطفي، و شربت بكأسه الأوفي، فاسأل الله أن يمن علينا باقتفائنا [397] أثرك و العمل بسيرتك، و الموالاة لأوليائك، و المعاداة لأعدائك، و أن يحشرنا في زمرة أوليائك، فقد نلت ما لم ينله أحد، و أدركت ما لم يدركه أحد، و جاهدت في سبيل ربك [398] بين يدي أخيك المصطفي حق جهاده، و قمت [399] بدين الله حق القيام، حتي


أقمت السنن، و أبرت [400] الفتن و استقام الاسلام، و انتظم الايمان، فعليك مني أفضل الصلاة [401] و السلام، بك اشتد ظهر المؤمنين، و اتضحت أعلام السبل، و اقيمت السنن، و ما جمع لأحد مناقبك و خصالك، سبقت الي اجابة النبي صلي الله عليه و آله مقدما مؤثرا، و سارعت الي نصرته، و وقيته بنفسك، و رميت سيفك ذاالفقار في مواطن الخوف و الحذر، قصم الله بك [كل جبار عنيد، و ذل بك] كل ذي بأس شديد و هدم بك حصون أهل الشرك و الكفر و العدوان و الردي، و قتل بك أهل الضلال من العدي [402] فهنيئا لك يا أميرالمؤمنين، كنت أقرب الناس من رسول الله صلي الله عليه و آله قربا و أولهم سلما، و أكثرهم علما و فهما، فهنيئا لك يا أباالحسن، لقد شرف الله مقامك و كنت أقرب الناس الي رسول الله صلي الله عليه و آله نسبا، و أولهم اسلاما، و أوفاهم يقينا، و أشدهم قلبا، و أبذلهم لنفسه مجاهدا، و أعظمهم في الخير نصيبا، فلا حرمنا الله أجرك و لا أذلنا [403] بعدك، فوالله لقد كانت حياتك مفاتح للخير و مغالق للشر، و ان يومك هذا مفتاح كل شر و مغلاق كل خير، و لو أن الناس قبلوا منك لأكلوا من فوقهم و من تحت أرجلهم، ولكنهم آثروا الدنيا علي الآخرة [404] .

ثم بكي بكاء شديدا و أبكي كل من كان معه، و عدلوا الي الحسن و الحسين و محمد و جعفر و العباس و يحيي و عون و عبدالله عليهم السلام فعزوهم في أبيهم صلوات الله عليه، و انصرف الناس، و رجع أولاد أميرالمؤمنين عليه السلام و شيعتهم الي الكوفة، و لم يشعر بهم أحد من الناس، فلما طلع الصباح و بزغت الشمس أخرجوا تابوتا من دار أميرالمؤمنين عليه السلام و أتوا به الي المصلي بظاهر الكوفة، ثم تقدم الحسن عليه السلام و صلي عليه، و رفعه علي ناقة و سيرها [405] مع بعض العبيد [406] .


قال الراوي: فلما كان الغداة اجتمعوا لأجل قتل الملعون، قال أبومخنف: فلما رجع الحسن عليه السلام دخلت عليه أم كلثوم و أقسمت عليه أن لا يترك الملعون في الحياة ساعة واحدة، و كان قد عزم علي تأخيره ثلاثة أيام، فأجابها الي ذلك، و خرج لوقته و ساعته، و جمع أهل بيته و أهل البصائر من أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام الذين كانوا علي عهد رسول الله صلي الله عليه و آله كصعصعة و الأحنف و ما أشبههما رضي الله عنهم و تشاوروا في قتل ابن ملجم لعنه الله تعالي، فكل اشار بقتله في ذلك اليوم، و اجتمع رأيهم علي قتله في المكان الذي ضرب فيه الامام علي بن أبي طالب عليه السلام.

قال أبومخنف: فلما فرغوا من اهلاكهم و قتلهم أقبل الحسن و الحسين عليهماالسلام الي المنزل، فالتقت بهم أم كلثوم و أنشدت تقول هذه الأبيات لما سمعت بقتله و قيل: انها لام الهيثم بنت العربان الخثعمية، و قيل: للأسود الدؤلي شعرا يقول:



ألا يا عين جودي و اسعدينا

ألا فابكي أميرالمؤمنينا



و تبكي أم كلثوم عليه

بعبرتها و قد رأت اليقينا



ألا قل للخوارج حيث كانوا

فلا قرت عيون الحاسدينا



و أبكي خير من ركب المطايا

و حث بها و أقري الظاغنينا



و أبكي خير من ركب المطايا

و فارسها و من ركب السفينا



و من لبس النعال و من حفاها

و من قرأ المثاني و المئينا



و من صام الهجير و قام ليلا

و ناجي الله خير الخالقينا



امام صادق بر تقي

فقيه قد حوي علما و دينا



شجاع أشوس بطل همام

و مقدام الأساود في العرينا [407] .



كمي باسل قرم هزبر

حمي أروع ليث بطينا [408]






فعمرو قاده في الأسر لما

طغا و سقي ابن ود منه حينا [409] .



و مرحب قده بالسيف قدا

و عفر ذا الخمار علي الجبينا



و بات علي الفراش يقي أخاه

و لم يعبأ بكيد الكافرينا



و يدعو للجماعة من عصاه

و يقضي بالفرائض مستبينا



و كل مناقب الخيرات فيه

و حب رسول رب العالمينا



مضي بعد النبي فدته نفسي

أبوحسن و خير الصالحينا



اذا استقبلت وجه أبي حسين

رأيت البدر فاق الناظرينا



و كنا قبل مقتله بخير

نري مولي رسول الله فينا



يقيم الحق لا يرتاب فيه

و ينهك قطع أيدي السارقينا [410] .



و ليس بكاتم علما لديه

و لم يخلق من المتجبرينا



أفي الشهر الحرام فجعتمونا

بخير الخلق طرا أجمعينا



و من بعد النبي فخير نفس

أبوحسن و خير الصالحينا



فلو أنا سئلنا المال فيه

بذلنا المال فيه و البنينا



كأن الناس اذ فقدوا عليا

نعام جال في بلد سنينا



فلا و الله لا أنسي عليا

و حسن صلاته في الراكعينا



لقد علمت قريش حيث كانت

بأنك خيرها حسبا و دينا



ألا فابلغ معاوية بن حرب

فلا قرت عيون الشامتينا



و قل للشامتين بنا رويدا

سيلقي الشامتون كما لقينا



قتلتم خير من ركب المطايا

و ذللها و من ركب السفينا



ألا فابلغ معاوية بن حرب

بأن بقية الخلفاء فينا




قال: فلم يبق أحد في المسجد الا انتحب و بكي لبكائها، و كل من كان حاضرا من عدو و صديق، و لم أر باكية و لا باكيا أكثر من ذلك اليوم.

المجلسي، البحار، 300 - 298، 297 - 289، 284 - 276/42 مساوي عنه: البهبهاني، الدمعة الساكبة، 153 - 152، 151 - 148، 147 - 145، 141 - 132/3؛ مثله: الموسوي، رياض المصائب، /79، 78 - 76، 74، 73، 72 - 70، 67 - 61

حة: الصدوق، عن الحسن بن محمد بن سعيد، عن فرات بن ابراهيم، عن علي بن حامد، عن اسماعيل بن علي بن قدامة، عن أحمد بن علي بن ناصح، عن جعفر بن محمد الأرمني، عن موسي بن سنان الجرجاني، عن أحمد بن علي المقري، عن أم كلثوم بنت علي عليه السلام قالت [411] : آخر عهد أبي الي أخوي عليهماالسلام أن قال: يا بني، اذا [412] أنا مت فغسلاني ثم نشفاني بالبردة التي نشفتم [413] بها رسول الله صلي الله عليه و آله و فاطمة عليهاالسلام ثم حنطاني و سجياني علي سريري، ثم انظرا [414] حتي اذا ارتفع لكما تقدم السرير فاحملا مؤخره، قال: فخرجت اشيع جنازة أبي، حتي اذا كنا [415] بظهر الغري ركن [416] المقدم فوضعنا المؤخر، ثم برز الحسن عليه السلام [417] بالبردة التي نشف بها رسول الله صلي الله عليه و آله و فاطمة و أميرالمؤمنين عليه السلام [418] ثم أخذ المعول فضرب ضربة فانشق القبر عن ضريح، فاذا هو بساجة [419] مكتوب عليها سطران بالسريانية: «بسم الله الرحمن الرحيم، هذا قبر قبره [420] نوح النبي لعلي وصي محمد قبل الطوفان بسبع


مائة عام» قالت أم كلثوم: فانشق القبر، فلا أدري أنبش [421] سيدي في الأرض أم اسري به الي السماء، اذ سمعت ناطقا لنا بالتعزية [422] : أحسن الله لكم العزاء في سيدكم و حجة الله علي خلقه [423] .

[424] بيان: ثم برز الحسن عليه السلام بالبردة أي مرتديا بها [425] . [426] .

المجلسي، البحار، 216/42 رقم 17 مساوي عنه: البهبهاني، الدمعة الساكبة، 127/3؛ النقدي، زينب الكبري، /38 - 37


و في در النظيم حديث موسي بن سنان الجرجاني خالي سمعت أم كلثوم بنت علي عليه السلام تقول: ان أميرالمؤمنين لما ضربه ابن ملجم لعنه الله، دعا ابنيه الحسن و الحسين عليهماالسلام، و أوصي اليهما و سلم الي الحسن خاتمه و سلم اليه ذاالفقار و سلم اليه الجفر الأبيض و الأحمر و سلم اليه الجامعة و سلم اليه مصحف فاطمة الخبر...

الخصال (مقدمة الكتاب) /24

و في جواهر العقدين: عن الحسين بن كثير بن أبيه قال: كان علي رضي الله عنه يفطر ليلة عند الحسن، و ليلة عند الحسين، و ليلة عند عبدالله بن جعفر (رضي الله عنهم)، لا يزيد علي ثلاث لقم و يقول: أحب أن ألقي الله - تبارك و تعالي - و أنا خميص البطن [427] .


فلما كانت الليلة التي قتل في صبيحتها أكثر الخروج و النظر الي السماء و جعل يقول: و الله ما كذبت و لا كذبت و انها الليلة وعدت لي [428] . فلما كان وقت السحر خرج فأقبل الاوز يصحن في وجهه فطردوهن فقال: دعوهن فانهن نوائح، فضربه ابن ملجم تاسع عشر من شهر رمضان، و توفي ليلة الحادي و العشرين من رمضان و دفن من ليلة، ثم أخرج الحسن رضي الله عنه ابن ملجم فقتله [429] . [430] .

القندوزي، ينابيع المودة، 32/2


و في ذخائر العقبي فقال علي رضي الله عنه: فان مت فاقتلوه و لا تمثلوا به، و ان لم أمت فالأمر لي في العفو و القصاص. فقال ابن ملجم: و الله ابتعته بألف و سممته شهرا، فان أخلفني


أبعده الله و أسحقه يعني سيفه.

فقالت أم كلثوم ابنة علي رضي الله عنه: يا عدو الله! قتلت أميرالمؤمنين؟ فقال: انما قتلت أباك.

قالت: يا عدو الله! اني لأرجو أن لا يكون عليه بأس؛ قال: فلم تبكين اذا؟ و الله لقد ضربته ضربة لو قسمت علي أهل المصر ما بقي منهم أحد، فأخرج من بين يدي أميرالمؤمنين و الناس يلعنونه و يقولون له: قتلت خير الناس يا عدو الله.

الشبلنجي، نور الأبصار، /212

كما أنها كانت أمينة أبيها علي الهدايا الالهية؛ ففي حديث مقتل أميرالمؤمنين عليه السلام الذي نقله المجلسي رحمه الله في تاسع البحار: نادي الحسن أخته زينب [431] أم كلثوم: هلمي بحنوط جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فبادرت زينب عليهاالسلام مسرعة حتي أتته به، فلما فتحته فاحت الدار و جميع الكوفة و شوارعها لشدة رائحة ذلك الطيب.

النقدي، زينب الكبري، /23 - 22 مساوي عنه: البحراني، العوالم (المستدرك)، 956 - 955/2 - 11

و دخل الناس علي الحسن فزعين لما حدث من أمر علي، فبيناهم عند علي، و ابن ملجم مكتوف بين يديه، اذ نادته أم كلثوم بنت علي و هي تبكي: أي عدو الله لا بأس علي أبي و الله مخزيك. قال ابن ملجم: فعلي من تبكين؟ و الله لقد اشتريته بألف، و سممته بألف، و لو كانت هذه الضربة علي جميع أهل المصر ما بقي منهم أحد.

كحالة، أعلام النساء، 259/4

و خطب علي عليه السلام في شهر رمضان فقال في خطبته: «انه قد أتاكم شهر رمضان، و فيه تدور رحي الاسلام، ألا و انكم حاجوا العام صفا واحدا، و آية ذلك أني لست فيكم»،


و كان عليه السلام يفطر في هذا الشهر ليلة عند الحسن، و ليلة عند الحسين و ليلة عند زوج ابنته عبدالله بن جعفر؛ و كان لا يزيد علي ثلاث لقم، فقيل له في ذلك، فقال: أحب أن يأتيني أمر الله و أنا خميص و انما هي ليلة، أو ليلتان.

قالت أم كلثوم: لما كانت ليلة تسعة عشر من شهر رمضان قدمت لأبي عند الافطار طبقا فيه قرصان من خبز الشعير، و قصعة فيها لبن و ملح جريش؛ فلما فرغ من صلاته أقبل علي فطوره، ثم قال: يا بنية، أتقدمين لونين لي في طبق واحد، تريدين أن يطول وقوفي بين يدي الله تعالي، اني اريد أن أتبع أخي و ابن عمي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فانه ما قدم اليه ادامان في طبق واحد الي أن قبضه الله تعالي. يا بنية، ان الدنيا في حلالها حساب، و في حرامها عقاب. يا بنية، ما من رجل طاب مطعمه و مشربه الا طال وقوفه بين يدي الله تعالي يوم القيامة، و لقد أخبرني حبيبي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: أن جبرئيل نزل و معه مفاتيح كنوز الأرض فقال: يا محمد! ان الله يقرئك السلام و يقول: ان شئت سيرت معك جبال تهامة ذهبا و فضة، و خذ مفاتيح كنوز الأرض، و ما ينقصك من حقك يوم القيامة، فقال: يا جبرئيل، ثم ما يكون بعد ذلك؟ قال: الموت. قال: لا حاجة لي في الدنيا دعني أجوع يوما، و أشبع يوما، فاليوم الذي أجوع فيه أتضرع الي ربي و أسأله، و اليوم الذي أشبع فيه أحد ربي و أشكره، فقال له جبرئيل: وفقت لكل خير يا محمد.

ثم قال: يا بنية، ان الدنيا دار غرور، و دار ذل، و من قدم منها لآخرته شيئا وصل نفعه اليه. يا بنية، و الله لا أتناول شيئا حتي ترفعين أحدهما؛ قالت: فرفعت اللبن فأكل من الخبز و الملح و حمد الله تعالي، و أثني عليه، ثم قال الي صلاته و لم يزل تلك الليلة قائما و قاعدا و راكعا و ساجدا يتضرع و يبتهل الي الله تعالي، ثم يخرج ساعة بعد ساعة، و ينظر في الكواكب، و يقلب طرفه الي السماء، ثم تلا سورة (يس) ثم نام قليلا، و انتبه من النوم فزعا مرعوبا، فجمع أولاده و أهله، و قال لهم: «اني مفارقكم في هذا الشهر، و قد رأيت في هذه الليلة رؤيا عظيمة أهالتني، اني رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في منامي، و هو يقول: يا أباالحسن، أنت قادم الينا عن قريب، و سيخضب لحيتك أشقي هذه الأمة من دم


رأسك، و اني مشتاق الي لقائك، و أنت قادم الينا في العشر الأواخر من هذا الشهر، فهلم الينا فالذي عندنا لك خير و أبقي». فلما سمع أهله ضجوا بالبكاء و النحيب، فأمرهم بالسكوت، ثم أقبل يوصيهم و يأمرهم بالخير، و ينهاهم عن الشر، ثم يخرج ساعة بعد ساعة ينظر الي الكواكب، و يقلب طرفه، و هو يقول: «و الله لا كذبت و لا كذبت انها الليلة التي وعدني بها رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم»، ثم يعود الي صلاته و مصلاه، و هو يكرر: «اللهم بارك لي في الموت»، و يكثر من قول: «لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم» و يصلي علي النبي صلي الله عليه و آله و يستغفر الله كثيرا.

قالت أم كلثوم: فلما رأيت ما عرض لأبي من القلق و الاضطراب لم يأخذني النوم، و قلت: يا أبة لم حرمت علي نفسك النوم في هذه الليلة؟ و لم لا تستريح يا أبة؟ فقال: يا بنية، اني كثيرا ما قاتلت الشجعان، و قاسيت الأهوال العظيمة، و لم يحصل لي رعب و اضطراب مثل هذه الليلة، ثم قال عليه السلام: «انا لله و انا اليه راجعون»؛ فقلت: يا أبة، لم أراك تنعي الينا نفسك في هذا الليلة؟ فقال يا بنية: قد قرب الأجل، و انقطع الأمل، قالت أم كلثوم: فلما سمعت ذلك بكيت، فقال: يا بنية، لا تبكي فاني ما أخبرتك الا بما عهده الي حبيبي رسول الله صلي الله عليه و آله، ثم غفا قليلا ثم انتبه عليه السلام و قال: يا بنية، اذا قرب وقت الأذان فأعلميني، ثم جعل يتضرع الي الله تعالي، و يدعو فلما قرب وقت الصلاة قدمت اليه وضوءه، و لبس ثيابه، و توجه الي المسجد؛ فلما صار في صحن الدار، و كان في الدار اوز قد أهديت الي أخي الحسن، فلما رأينه رفرفن بأجنحتهن، و صحن في وجهه، فقال عليه السلام: «لا اله الا الله صوارخ و صوائح تلحقها نوائح. و سيظهر قضاء الله غدا»؛ فقلت: يا أبة، لم تتفأل بالشر؟ فقال عليه السلام: ليس منا أهل البيت أحد يتفأل بالسوء، و لا يؤثر السوء فينا، ولكن جري الحق علي لساني؛ ثم قال: يا بنية، بحقي عليك الا ما أطلقتيه، فقال: «حبست ما ليس له لسان فاطعميه و أسقيه، و الا فخلي سبيله يأكل من حشيش الأرض»، فلما وصل الي الباب و هو مغلق عالجه، فانحل مئزره، فشده و هو يقول:



أشدد حيازيمك للموت

فان الموت لاقيكا






و لا تجزع من الموت

اذا حل بناديكا



و لا تغتر بالدهر

و ان كان يؤتيكا



كما أضحكك الدهر

كذاك الدهر يبكيكا



ثم قال: «اللهم بارك لي في الموت، و بارك لي في لقائك».

قالت أم كلثوم: و كنت أمشي خلفه، فلما سمعت ذلك قلت: وا غوثاه! يا أبتاه! ما لي أراك تنعي نفسك منذ الليلة؟ فقال: يا بنية، انها علامات و دلالات للموت يتبع بعضها بعضا، ثم فتح الباب و خرج. قالت أم كلثوم: فأتيت الي أخي الحسن و قلت: يا أخي، قد كان من أمر أبيك الليلة كيت و كيت، و قد خرج فقم و الحقه قبل أن يدخل المسجد، فلحقه الحسن و قال: يا أبة، ما أخرجك في هذه الليلة الي المسجد؟ فقال: يا بني، لرؤيا رأيتها في هذه الليلة أهالتني، قال: خيرا رأيت و خيرا يكون يا أبة فقصها، فقال: يا بني، رأيت كأن جبرئيل قد نزل من السماء علي أبي قبيس، فتناول منه حجرين و مضي بهما الي الكعبة، و ضرب أحدهما علي الآخر، فصارا كالرميم، ثم ذراهما في الهواء، فما بقي بمكة و لا بالمدينة بيت الا و دخله من ذلك الرماد شي ء، فقال الحسن عليه السلام: يا أبة، فما تأويله؟ فقال: يا بني، ان صدقت رؤياي فان أباك مقتول، و لا يبقي بمكة و لا بالمدينة بيت الا و يدخله غم من أجلي. فقال الحسن عليه السلام: و هل تري متي يكون ذلك يا أبة؟ فقال: يا بني، ان الله تعالي يقول: (و ما تدري نفس ماذا تكسب غدا، و ما تدري نفس بأي أرض تموت) ولكن عهد الي حبيبي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أنه يكون في العشر الأواخر من شهر رمضان، يقتلني عبدالرحمان بن ملجم المرادي فقال: يا أبة، اذا علمت ذلك منه فاقتله؛ فقال: يا بني، لا يجوز القصاص قبل الجناية، و الجناية لم تحصل منه، ثم قال: يا بني، ارجع الي فراشك، فقال الحسن: ياأبتاه، أريد المضي معك الي موضع صلاتك. فقال عليه السلام: بحقي عليك يا بني الا ما رجعت الي فراشك لئلا يتنغص عليك نومك، و لا تعصني في ذلك، قال: فرجع الحسن عليه السلام فوجد أخته أم كلثوم خلف الباب، فدخل و جلسا يتحدثان و هما محزونان.


و سار أميرالمؤمنين عليه السلام حتي دخل المسجد، و القناديل قد خمد ضوؤها، فصلي في المسجد ركعات و عقب بعدها، ثم انه علا المئذنة و تنحنح، و جعل اصبعه في أذنه، و أذن و كان عليه السلام اذا أذن لم يبق في الكوفة بيت الا دخله صوته. و كان اللعين ابن ملجم قد بات في المسجد و معه شبيب بن بجرة، و كان من أشجع الناس، و وردان بن مجالد، و كانت قطام قد شرطت لهم شرائط، و لابن ملجم أن تتزوج به (لعنه الله) و كانت معتكفة في المسجد الأعظم، فدخلوا عليها المسجد، و قالوا لها: قد اجتمع رأينا علي قتل هذا الرجل، فدعت لهم بحريرة، فعصبت به صدورهم، و تقلدوا أسيافهم، و مضوا و جلسوا مقابل السدة التي كان يخرج منها أميرالمؤمنين عليه السلام الي الصلاة، و قد كانوا قبل ذلك ألقوا الي الأشعث بن قيس ما في نفوسهم من العزيمة، و واطأهم علي ذلك، و حضر معهم لمعونتهم في تلك الليلة، و كان حجر بن عدي في تلك الليلة في المسجد، فسمع الأشعث يقول: يا ابن ملجم، النجا النجا لحاجتك، فقد فضحك الفجر، فأحس حجر بما أراد الأشعث، فقال له: تقتله يا أعور؟ و خرج مبادرا ليمضي الي أميرالمؤمنين عليه السلام ليخبره الخبر، فخالفه في الطريق، ثم ان أميرالمؤمنين عليه السلام لما نزل عن المئذنة، جعل يسبح الله و يقدسه و يكثر من الصلاة علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و عبر علي قوم نيام في المسجد و فيهم ابن ملجم (لعنه الله) فقال: الصلاة الصلاة حتي انتهي الي ابن ملجم، و هو مكبوب علي وجهه، فقال عليه السلام: قم الي الصلاة و لا تنم هكذا فانه نوم الشياطين، ثم قال عليه السلام: لقد أضمرت أمرا عظيما تكاد السماوات يتفطرن منه، و تنشق منه الأرض و تخر الجبال هدا، و لو شئت لأخبرتك بما أخفيته تحت ثيابك، ثم انه تقدم عليه السلام الي المحراب، و دخل في الصلاة و أطال ركوعه و سجوده، كما هي عادته. فجاء اللعين ابن ملجم و وقف حذاء الاسطوانة التي كان يصلي عندها، و أمهله حتي صلي الركعة الأولي، فلما رفع رأسه منها رفع اللعين سيفه و ضربه، و تعمد بالضربة علي رأسه الشريف، فوقعت الضربة في الموضع الذي ضربه عمرو بن ود، فشقت رأسه الي موضع سجوده. و قال: «بسم الله و بالله و علي ملة رسول الله فزت و رب الكعبة»، فلما سمع أهل المسجد صوته أسرعوا الي المحراب، و كانت الضربة مسمومة، و قد جري السم في رأسه و بدنه الشريف،و كان قد ضربه اللعين شبيب بن


بجرة فأخطأه، و وقعت الضربة في الطاق و أحاط الناس بأميرالمؤمنين عليه السلام و هو يشد رأسه بميزره، و الدم يجري علي لحيته و وجهه الشريف، و هو يتلو (منها خلقناكم و فيها نعيدكم و منها نخرجكم تارة أخري) أتي أمر الله و صدق رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. و زلزلت الأرض، و ماجت البحار، و رجفت السماء، و اصطكت أبواب الجامع، و ضجت الملائكة في السماء بالدعاء، و هبت ريح عاصف مظلمة سوداء، و نادي جبرئيل بين السماء و الأرض بصوت يسمعه كل مستيقظ: «تهدمت و الله أركان الهدي، و انطمست أعلام التقي، و انفصمت العروة الوثقي، قتل ابن عم المصطفي، قتل الوصي المجتبي، قتل علي المرتضي، قتله أشقي الأشقياء»، فسمعت أم كلثوم نعي جبرئيل فلطمت خدها و شقت جيبها و صاحت: وا أبتاه! وا علياه! وا محمداه! فانتبه من صوتها كل من في الدار. فخرج الحسن و الحسين عليهماالسلام فسمعا الناس يضجون و ينوحون و يقولون: وا اماماه! وا أميرالمؤمنيناه! و الله لقد قتل امام العابدين و المجاهدين، الذي لم يسجد لصنم قط، قتل أشبه الخلق بالنبي، فدخلا بالمسجد باكيين قائلين: وا أبتاه! وا علياه! ليت الموت أعدمنا الحياة، و لا نري يومك هذا، فأقبلا الي المحراب، فوجدا أباهما طريحا في المحراب، و جعدة و معه جماعة يعالجونه للصلاة و هو لا يستطيع فلما رأي عليه السلام ولده الحسن جعله في موضعه، و أمره أن يصلي بالناس، و صلي أميرالمؤمنين عليه السلام جالسا مؤميا للصلاة، و الدم يجري علي لحيته الشريفة، و وجهه، و هو يميل يمينا و شمالا. فلما فرغ الحسن من الصلاة وضع رأس أبيه في حجره، و هو يقول: يا أبتاه! كسرت ظهري، كيف أستطيع أراك بهذه الحالة، ففتح أميرالمؤمنين عليه السلام عينيه في وجهه و قال: يا بني! لا غم علي أبيك بعد هذا اليوم و لا جزع، اليوم ألقي جدك محمدا المصطفي، و جدتك خديجة الكبري، و أمك فاطمة الزهراء، و ان الحور العين ينتظرون أباك، و يترقبون قدومه ساعة بعد ساعة، فلا بأس عليك يا بني، لا تبك فقد بكت ملائكة السماء لبكائك. [...]

قال محمد بن الحنفية: ثم أن أبي قال: احملوني الي منزلي، فحملناه اليه، و الناس حوله قد أشرفوا علي الهلاك من البكاء و العويل، فالتفت الحسن عليه السلام الي أبيه و هو باك


حزين، و قال: يا أبة! من لنا بعدك و ان مصابنا بك اليوم مثل مصابنا برسول الله صلي الله عليه و آله، كأنا ادخرنا البكاء لك يا أبتاه، فقربه أميرالمؤمنين عليه السلام اليه، و أدناه و نظر الي عينيه مقروحتين من البكاء، فمسح الدموع عن عينيه، و وضع يده علي صدره، و قال: يا بني! أسكن الله قلبك بالصبر و عظم أجرك و آجر اخوتك بمصابكم بي، و أسكن الله اضطرابك و دموع عينيك، فان الله تعالي يؤجركم بقدر مصابكم بي، ثم حمل الي موضع مصلاه من حجرته عليه السلام، و أقبلت زينب و أم كلثوم الي موضعه تندبانه، و تقولان: يا أبتاه! من للصغير حتي يكبر، و من للكبير بين الملاء، يا أبتاه! حزننا عليك طويل، و عبرتنا لا ترقي، فضج الناس بالبكاء و العويل من وراء الحجرة، و فاضت دموع أميرالمؤمنين عليه السلام علي خديه، و جعل يقلب طرفه في أهل بيته، ثم دعي الحسن و الحسين عليهماالسلام و جعل يقبلهما، ثم أغمي عليه ساعة طويلة، ثم أفاق و كذلك كانت علة النبي صلي الله عليه و آله و سلم يغمي عليه ساعة و يفيق أخري، كأنه مسموم، فلما أفاق عليه السلام ناوله الحسن قعبا به لبن، فشرب منه قليلا، ثم نحاه عن فمه، و قال: احملوه الي أسيركم، بحقي عليكم طيبوا طعامه طعامه و شرابه و ارفقوا به الي حين موتي، قال محمد بن الحنفية: و بتنا ليلة عشرين مع أبي، و قد نزل السم الي بدنه الشريف، و كان يصلي تلك الليلة من جلوس، و لم يزل يوصينا بوصاياه، و يعزينا عن نفسه. [432] .

الجواهري، مثيرالأحزان، /221، 218 - 213



پاورقي

[1] [لم يرد في أسد الغابة].

[2] [لم يرد في أسد الغابة].

[3] [أسد الغابة: يصنع].

[4] [تاريخ دمشق: يصنع].

[5] [أسد الغابة: يصنع].

[6] [تاريخ دمشق: دخل].

[7] [تاريخ دمشق و أسد الغابة: فسمع].

[8] [تاريخ دمشق: ولي دمي].

[9] [تاريخ دمشق: ولي دمي].

[10] [حکاه في تاريخ دمشق (ط دار الفکر)].

[11] [حکاه في تاريخ دمشق (ط دار الفکر)].

[12] [في جمل أنساب الأشراف مکانه: حدثنا محمد...].

[13] [في مقتل الامام أميرالمؤمنين مکانه: حدثنا الحسين، حدثنا عبدالله، حدثنا أحمد بن ابراهيم، حدثنا محمد بن ربيعة، قال: حدثني أبومطلق القرشي، قال: حدثتني جدتي قالت:...].

[14] باعوا أنفسهم.

[15] أي علي رأسه.

[16] أي نمت.

[17] الأود: العوج، أي بعد عدم استقامتهم و اعوجاجهم علي، و اللدد: شدة الخصومة و عدم الرجوع الي الحق.

[18] سورة البقرة الآية: 190.

[19] الامتثال: الاقتصاص من الجاني و أخذ القود منه.

[20] سنة 40 ه (660 م).

[21] الأوز: البط.

[22] [لم يرد في اثبات الهداة].

[23] [لم يرد في اثبات الهداة].

[24] في بعض النسخ: لم يحل، و في بعضها: لم يحسن، في نور الثقلين و کنز الدقائق ج 2: لا يحسن.

[25] في بعض النسخ [حير] باهمال الحاء خ [کنز الدقائق: جبن].

[26] [لم يرد في البحار].

[27] حسن بن جهم گويد: به حضرت رضا عليه‏السلام عرض کردم: همانا اميرالمؤمنين عليه‏السلام قاتل خود را شناخته بود، و مي‏دانست که در چه شبي؟ و در چه مکاني کشته مي‏شود؟ چون نعره‏ي مرغابيان را در خانه شنيد، خودش فرمود: «اين‏ها نعره‏هائي هستند که نوحه‏گراني پشت سر دارند!»

و چون ام‏کلثوم به او عرض کرد: «کاش امشب در خانه نماز بخواني و براي نماز جماعت، ديگري را بفرستي!» از او نپذيرفت، و در آن شب بدون اسلحه در رفت و آمد بود. در صورتي که مي‏دانست ابن‏ملجم - لعنه الله - او را با شمشير مي‏کشد و اقدام به چنين کاري جايز نيست.

امام فرمود: «آنچه گفتي درست است؛ ولي به او اختيار دادند، که در آن شب مقدرات خداي عزوجل اجرا شود.»

المصطفوي، ترجمه اصول کافي، 385 - 384/1.

[28] [البرهان: ثم.].

[29] [لم يرد في البرهان].

[30] [في البرهان و البحار: بعض].

[31] [لم يرد في البرهان و البحار].

[32] [البرهان: في].

[33] زيد لاستقامة العبارة.

[34] زيد من تاريخ الاسلام.

[35] من تاريخ الاسلام، و في الأصل: قطار.

[36] راجع أيضا تاريخ الخلفاء 68.

[37] من الأخبار الطوال 214 و الطبقات 24/1/3، و في الأصل: أخلف.

[38] من الطبقات، و في الأصل: لينوا.

[39] من الطبقات، و في الأصل: مت.

[40] عبدالله بن محمد ازدي گويد: همين که ابن‏ملجم را به نزد علي عليه‏السلام آوردند، من نيز در آن جا بودم. شنيدم که علي عليه‏السلام مي‏فرمود: «يک تن برابر يک تن! اگر من از دنيا رفتم، به همان نحو که مرا کشته است، او را بکشيد. اگر زنده ماندم، خود دانم درباره‏ي او چه کنم.»

ابن‏ملجم - لعنه الله - گفت: «به خدا سوگند اين شمشير را به هزار درهم خريداري کرده‏ام و با هزار درهم آن را زهر داده‏ام. اگر به من خيانت کند، خدايش دور کند.» (يعني چگونه با اين وصف ممکن است کسي از ضربتش جان سالم به در برد؟)

گويد: ام‏کلثوم فرياد زد: «اي دشمن خدا! اميرمؤمنان را کشتي؟»

ابن‏ملجم گفت: «پدر تو را کشتم، نه اميرمؤمنان را.»

فرمود: «اي دشمن خدا! اميدوارم که او از اين ضربت بهبودي يابد.»

ابن‏ملجم گفت: «ولي من تو را نيز مي‏بينم که در مرگ علي مي‏گريي، زيرا به خدا سوگند چنان ضربتي به او زدم که اگر آن را به مردم روي زمين قسمت کنند، همگي هلاک خواهند شد.»

رسولي محلاتي، ترجمه مقاتل الطالبيين،،/28 - 27.

[41] [المجمع: السيف].

[42] سورة يوسف، الآية: 38.

[43] سورة الشوري، الآية: 23.

[44] [الي هنا لم يرد في روضة الواعظين و ينابيع المودة].

[45] [ينابيع المودة: في عيادته بعد جرحه].

[46] [ينابيع المودة: في عيادته بعد جرحه].

[47] [مدينة المعاجز: و الله اني].

[48] [مدينة المعاجز: و الله اني].

[49] [لم يرد في ينابيع المودة].

[50] [لم يرد في ينابيع المودة].

[51] [زاد في ينابيع المودة: ابنته].

[52] [مدينة المعاجز: أبتا أنک تفارقني].

[53] [مدينة المعاجز: أبتا أنک تفارقني].

[54] [ينابيع المودة: قال: أري الملائکة، و هم ملائکة الرحمة، و أري النبيين و المرسلين وقوفا عندي، و هذا أخي محمد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و هذه فاطمة و خديجة، و هؤلاء حمزة و جعفر و عبيدة عندي، و محمد صلي الله عليه و آله و سلم يقول لي: [أقدم]، ان أمامک خير لک مما أنت فيه. ثم قال: الله الله الله، فتوفي (صلوات الله عليه و عليهم). فلما کان من الغد خطب الحسن ابنه عليهاالسلام فقال:].

[55] [البحار: السماء].

[56] [لم يرد في روضة الواعظين و مدينة المعاجز و البحار].

[57] [المصدر: تتلقوني].

[58] [في مدينة المعاجز و البحار و روضة الواعظين: و زاد فيهم: و].

[59] [ينابيع المودة: قال: أري الملائکة، و هم ملائکة الرحمة، و أري النبيين و المرسلين وقوفا عندي، و هذا أخي محمد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و هذه فاطمة و خديجة، و هؤلاء حمزة و جعفر و عبيدة عندي، و محمد صلي الله عليه و آله و سلم يقول لي: [أقدم]، ان أمامک خير لک مما أنت فيه. ثم قال: الله الله الله، فتوفي (صلوات الله عليه و عليهم). فلما کان من الغد خطب الحسن ابنه عليهاالسلام فقال:].

[60] [مدينة المعاجز: أنزل الفرقان].

[61] [مدينة المعاجز: أنزل الفرقان].

[62] [ينابيع المودة: قتل].

[63] [ينابيع المودة: و الله کان أفضل الأوصياء الذين کانوا قبله و بعده].

[64] [ينابيع المودة: و الله کان أفضل الأوصياء الذين کانوا قبله و بعده].

[65] حبيب بن عمرو گويد: من خدمت اميرمؤمنان رسيدم. در مرض موت او، زخمش را باز کردند. گفتم: يا اميرالمؤمنين! اين زخم شما چيزي نيست و باکي بر شما نيست.»

فرمود: «اي حبيب! من هم اکنون از شما مفارقت مي‏کنم.»

من گريستم و ام‏کلثوم هم که نزد او نشسته بود، گريست. به او فرمود:«دختر جانم! چرا گريه کني؟»

گفت: «جدايي شما را در نظر آوردم و گريستم.»

فرمود: «دخترم! گريه مکن. به خدا اگر تو هم مي‏ديدي آنچه را پدرت مي‏بيند، نمي‏گريستي.»

حبيب گويد: به او عرض کردم: «چه مي‏بيني يا أميرمؤمنان؟»

فرمود: «اي حبيب! مي‏نگرم که همه فرشتگان آسمان و پيغمبران دنبال هم ايستاده‏اند براي ملاقاتم و اين هم برادرم محمد رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم است که نزد من نشسته است و مي‏فرمايد: بيا که آنچه در پيش داري، بهتر است برايت از آنچه در آن گرفتاري.»

گويد: هنوز از نزد او بيرون نشده بودم که وفات کرد. چون فردا شد، بامداد امام حسن بر منبر ايستاد و اين خطبه را خواند. پس از حمد و ستايش خدا فرمود: «اي مردم! در اين شب بود که قرآن نازل شد و در اين شب عيسي بن مريم بالا رفت و در اين شب يوشع بن نون کشته شد و در اين شب اميرمؤمنان از دنيا رفت. به خدا هيچ کدام از اوصياي پيغمبران گذشته پيش از پدرم به بهشت نروند و نه ديگران.»

و چنان بود که رسول خدا که او را به جبهه‏ي جهادي مي‏فرستاد، جبرئيل از سمت راستش به همراه او نبرد مي‏کرد و ميکائيل از سمت چپش، و پول زرد و سفيدي از او به جا نمانده جز هفتصد درهم که از حقوق خود پس‏انداز کرده بود تا خادمي براي خانواده خود بخرد.

کمره‏اي، ترجمه‏ي امالي،/318 - 317.

[66] جعدة بن هبيرة ابن أخت أميرالمؤمنين عليه‏السلام و أمه أم‏هاني بنت أبي‏طالب و کان فقيها فارسا شجاعا ذا لسان و عارضة قوية.

[67] [مدينة المعاجز: الي].

[68] [الي هنا لم يرد في روضة الواعظين].

[69] [في ط مؤسسة آل البيت و اثبات الهداة: عبدالله بن جعفر].

[70] [في ط مؤسسة آل البيت و اثبات الهداة: عبدالله بن جعفر].

[71] [روضة الواعظين: ما لک لا تأکل؟].

[72] [روضة الواعظين: ما لک لا تأکل؟].

[73] [روضة الواعظين: ربي].

[74] [الي هنا حکاه في اثبات الهداة].

[75] [روضة الواعظين: و روي أن عليا عليه‏السلام].

[76] [روضة الواعظين: و روي أن عليا عليه‏السلام].

[77] [لم يرد في روضة الواعظين و البحار].

[78] [في ط مؤسسة آل البيت و روضة الواعظين و البحار: مکثنا].

[79] [روضة الواعظين: الليلة].

[80] [روضة الواعظين: رأيت].

[81] [لم يرد في روضة الواعظين].

[82] [الي هنا حکاه في روضة الواعظين].

[83] [البحار: من].

[84] [البحار: و التفت فالتفت و اذا].

[85] [البحار: و التفت فالتفت و اذا].

[86] [البحار: ترضح].

[87] [لم يرد في البحار].

[88] [لم يرد في البحار].

[89] و نيز فضل بن دکين از عثمان بن مغيرة حديث کند که گفت: چون ماه رمضان شد، اميرمؤمنان عليه‏السلام يک شب نزد حسن عليه‏السلام شام مي‏خورد و يک شب نزد حسين عليه‏السلام و يک شب نزد عبدالله بن عباس، و بيش از سه لقمه غذا نمي‏خورد. شبي از شب‏ها سبب کم خوراکي را از آن حضرت پرسيدند. فرمود: «امر خدا (و مرگ) به سراغ من خواهد آمد (مي‏خواهم در آن حال) شکمم تهي و گرسنه باشد و بيش از يکي دو شب نمانده.»

و در آخر همان شب، او را ضربت زدند.

توضيح - مترجم گويد: در پاره‏اي از نسخه‏ها مانند آنچه شيخ حر عاملي رحمه الله در اثبات الهداة از اين کتاب نقل کند، عبدالله بن جعفر به جاي عبدالله بن عباس ذکر شده و آن به صحت و درستي نزديک‏تر است. چنانچه در فصل (63) از باب (3) اين کتاب نيز بيايد و عبدالله بن جعفر شوهر حضرت زينب سلام الله عليها و فرزند جعفر بن ابي‏طالب برادر زاده‏ي علي عليه‏السلام مي‏باشد.

و نيز اسماعيل بن زياد گويد: أم‏موسي خدمتکار (و کلفت) علي عليه‏السلام که در ضمن دايه‏ي دخترش فاطمه نيز بود، برايم حيدث کرد و گفت: شنيدم علي عليه‏السلام به دخترش ام‏کلثوم مي‏فرمود:، «دخترکم! چنين مي‏بينم که مدت کمي با شما هستم؟»

عرض کرد: «چگونه پدر جان!»

فرمود: «من رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم را در خواب ديدم و او (در آن حال) گرد و خاک از رويم پاک مي‏کرد و مي‏فرمود: يا علي! تو را چيزي نيست. آنچه وظيفه‏ات بود، انجام داده‏اي.»

ام‏کلثوم گفت: «سه شب (از اين خواب) بيش نگذشت که آن ضربت را به او زدند.»

ام‏کلثوم در آن مصيبت فرياد زد. حضرت فرمود: «دخترکم! فرياد نزن؛ زيرا رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم را مي‏بينم که به دست خود به من اشاره مي‏کند و مي‏فرمايد: يا علي! نزد ما بيا که آنچه در نزد ماست، براي تو بهتر است.»

و نيز عمار دهني از ابي‏صالح حنفي حديث کند که گفت: شنيدم علي عليه‏السلام مي‏فرمود: پيغمبر صلي الله عليه و آله و سلم را در خواب ديدم و به آن حضرت از رنج‏ها و دشمني‏هايي که از امتش به من رسيده بود، شکايت بردم و گريستم.»

فرمود: «يا علي گريه مکن! پس به سويي نظر افکند و من نيز به آن سو متوجه شدم. دو مرد را ديدم که کت‏هاي آنها بسته است و سنگ‏هاي بزرگي را ديدم که بر سر آن دو مي‏کوبند.»

ابوصالح (راوي حديث) گويد: «صبح فرداي آن روز مانند روزهاي ديگر به سوي خانه‏ي آن حضرت رفتم. همين که به بازار قصاب‏ها رسيدم، ديدم مردم مي‏گويند: اميرالمؤمنين عليه‏السلام کشته شد! اميرالمؤمنين عليه‏السلام کشته شد!»

رسولي محلاتي، ترجمه ارشاد، 13 - 12/1.

[90] [مکانه في روضة الواعظين: ان أميرالمؤمنين عليه‏السلام سهر في...].

[91] [اثبات الهداة: تخرج].

[92] [لم يرد في روضة الواعظين].

[93] [لم يرد في روضة الواعظين].

[94] [مدينة المعاجز: قال: فاني].

[95] [مدينة المعاجز: قال: فاني].

[96] [لم يرد في روضة الواعظين].

[97] [اثبات الهداة: فقال].

[98] [روضة الواعظين: ليصلي].

[99] [زاد في المستجاد و اثبات الهداة و مدينة المعاجز: بالناس].

[100] [لم يرد في روضة الواعظين، و في مدينة المعاجز: برجل].

[101] [اثبات الهداة: يرصد].

[102] [لم يرد في اثبات الهداة].

[103] [الي هنا حکاه عنه في مدينة المعاجز].

[104] [زاد في اثبات الهداة: الدخول و].

[105] [لم يرد في اثبات الهداة].

[106] [لم يرد في اثبات الهداة].

[107] [البحار: فيها].

[108] [البحار: عاود].

[109] [لم يرد في اثبات الهداة].

[110] [لم يرد في اثبات الهداة].

[111] [لم يرد في روضة الواعظين].

[112] [روضة الواعظين: للقتل].

[113] [المستجاد: القتل].

[114] [المستجاد: القتل].

[115] [لم يرد في اثبات الهداة].

[116] [البحار: داره].

[117] [زاد في المستجاد و روضة الواعظين: صوائح تتبعها].

[118] [لم يرد في اثبات الهداة].

[119] و نيز عبدالله بن موسي (به يک واسطه) از حسن بصري حديث کند که گفت: اميرالمؤمنان علي عليه‏السلام آن شبي که در صبحش کشته شد (همه‏ي شب را) بيدار بود و برخلاف عادتي که داشت، آن شب براي نماز شب به مسجد نرفت. پس دخترش أم‏کلثوم به وي عرض کرد: «اين چيست که (امشب) خواب را از شما گرفته است؟»

فرمود: «اگر امشب را به صبح برسانم، کشته خواهم شد.»

(تا اين که) ابن‏نباح (اذان‏گوي آن حضرت عليه‏السلام آمد) و اذان نماز (صبح را) گفت. حضرت کمي راه (به طرف مسجد) رفت و برگشت. ام‏کلثوم به وي عرض کرد: «دستور فرما جعدة (که خواهرزاده‏ي آن حضرت عليه‏السلام بود) با مردم نماز بخواند.»

فرمود: «آري! دستور دهيد (امروز) جعده با مردم نماز بخواند.»

سپس فرمود: «از مرگ گريزي نيست!»

و خود به مسجد رفت و آن مرد (يعني ابن‏ملجم) تمام آن شب (در مسجد) بيدار بود و چشم به راه و مترصد آن حضرت بود و چون نسيم سحرگه وزيد، خوابش برد. اميرمؤمنان عليه‏السلام (وارد مسجد شد) و با پاي خود او را جنبش داد و فرمود: «نماز!»

پس برخاست و آن حضرت را ضربت زد.

و در حديث ديگري که اميرمؤمنان تمام آن شب را بيدار بود و بسيار بيرون مي‏آمد و به آسمان نگاه مي‏کرد و مي‏فرمود: «به خدا، دروغ نگفته‏ام و به من هم دروغ نگفته‏اند. اين همان شبي است که بدان وعده‏ام داده‏اند.»

پس به خوابگاه خود برگشت و چون سپيده زد، کمربندش را محکم بست و بيرون رفت و (اين دو شعر را که در فصل پيشين نيز گذشت) مي‏خواند (و ترجمه‏اش چنين است):

کمرت را براي مرگ محکم ببند (و مهياي آن باش)؛ زيرا مرگ به ديدارت خواهد آمد.

و آن گاه که بر تو وارد شد، از مرگ جزع و بي‏تابي مکن.

چون به ميان سرا (و صحن خانه) رسيد، مرغابيان پيش آمدند و به روي آن حضرت فرياد مي‏زدند (آنان که در خانه بودند). آن‏ها را از پيش رويش دور مي‏کردند، حضرت فرمود: آن‏ها را واگذاريد؛ زيرا اين‏ها نوحه‏گران هستند. پس بيرون رفت و (همان شب) ضربت خورد.

رسولي محلاتي، ترجمه‏ي ارشاد، 15 - 14/1.

[120] [أضاف في روضة الواعظين: في تلک الليلة في المسجد].

[121] [الي هنا لم يرد في کشف الغمة].

[122] [الي هنا لم يرد في الدمعة].

[123] [حکاه عنه في الأعيان، 485/3].

[124] [حکاه عنه في الأعيان، 485/3].

[125] [لم يرد في کشف الغمة].

[126] [لم يرد في کشف الغمة].

[127] عبدالله بن محمد ازدي گويد: من در آن شب با گروهي از مردم کوفه که (طبق عادت هر ساله) در ماه رمضان از اول آن ماه تا به آخر در مسجد بزرگ (کوفه) نماز مي‏خواندند، بودم. من نيز با آنها نماز مي‏خواندم. ناگاه نگاهم به مرداني افتاد که در نزديکي در مسجد نماز مي‏خواندند. (آن هنگام) علي عليه‏السلام براي نماز صبح وارد مسجد شد و صدايش بلند شد (و فرمود): «نماز، نماز.»

هنوز صداي آن حضرت به آخر نرسيده بود که برق شمشيرها را ديدم و شنيدم کسي مي‏گويد: «اي علي! از آن خدا است حکم، نه از آن تو و پيروانت.» (اين شعار خوارج بود که پس از داستان تعيين حکم در صفين مي‏گفتند).

و شنيدم علي عليه‏السلام مي‏فرمود: «اين مرد از چنگ شما فرار نکند.»

و آن حضرت عليه‏السلام را ديدم که شمشير خورده است؛ و (داستان چنين بود که در آغاز) شبيب بن بجرة شمشير زد؛ ولي شمشير او به خطا رفت و به طاق مسجد گرفت. مردي او را گرفت و به زمين زد و روي سينه‏اش نشست و شمشير را از دست او بيرون آورد که او را بکشد. ديد مردم آهنگ او را کرده‏اند و ترسيد مبادا مردم شتاب کنند (و به اين خيال که او کشنده است، او را بکشند) و سخن او را در اين باره نشنوند (يعني هر قدر فرياد کند که: کشنده من نيستم، باور نکنند؛ يا به واسطه‏ي ازدحام، صدايش به گوش آن‏ها نرسد). از اين رو از روي سينه‏ي شبيب برخاست و رهايش ساخت و شمشير را به يک سو انداخت. شبيب پا به فرار گذاشت (از ميان مردمان گريخت) و خود را به خانه‏اش رساند. پسرعمويي داشت که در همان حال بر او وارد شد و ديد شبيب پارچه‏ي حريري از سينه‏اش باز مي‏کند. به او گفت: «اين چيست؟ شايد تو اميرالمؤمنين عليه‏السلام را کشتي؟»

خواست بگويد: «نه»، گفت: «آري.»

پسر عمويش بيرون دويد و شمشير خود را برداشت و نزد او برگشت و با شمشير چندان بر او زد که او را کشت.

و اما ابن‏ملجم را پس مردي از قبيله‏ي همدان (دنبالش دويد و چون) به او رسيد، قطيفه‏اي که در دست داشت بر سر او انداخت و او را به زمين افکند و شمشيرش را از دستش گرفت و به نزد اميرمؤمنان عليه‏السلام آورد. آن سومي (که وردان بن مجالد بود) فرار کرد و در انبوه جمعيت ناپديد شد. چون ابن‏ملجم را به نزد اميرالمؤمنان عليه‏السلام آوردند، حضرت به وي نگاه کرد و فرمود: «يک تن برابر يک تن» (اشاره به آيه‏ي قصاص است که خداي تعالي در سوره‏ي مائده، آيه 45 مي‏فرمايد (و کتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس...) تا آخر آيه).

سپس فرمود: «اگر من از دنيا رفتم، همچنان که مرا کشته است، او را بکشيد و اگر زنده ماندم، خود دانم درباره‏ي او چه انديشم.»

ابن‏ملجم - لعنه الله - گفت: «به خدا من آن شمشير را به هزار درهم خريده‏ام و با هزار درهم آن را زهر داده‏ام. اگر به من خيانت کند، خدايش دور کند (کنايه از اين که چگونه ممکن است از ضربت اين شمشير کسي جان سالم بدر برد)!»

راوي گويد: پس ام‏کلثوم بر او بانگ زد: «اي دشمن خدا! اميرمؤمنان را کشتي؟»

گفت: «جز اين نيست که پدر تو را کشته‏ام (نه اميرمؤمنان را).»

فرمود: «اي دشمن خدا! اميد آن دارم که باکي بر او نباشد (و بهبودي يابد).»

ابن‏ملجم بدو گفت: «پس اين گريه‏ات براي من است؟ به خدا سوگند چنان ضربتي بر او زدم که اگر آن را بر اهل زمين پخش کنند، همه هلاک شوند.»

پس آن مرد (پليد) را از نزد آن حضرت بيرون بردند و مردم گوشت بدنش را مانند درندگان مي‏کندند و به او مي‏گفتند: «اي دشمن خدا! چه کردي؟ امت محمد صلي الله عليه و آله و سلم را نابود کردي و بهترين مردم را کشتي؟»

و او ساکت بود و سخن نمي‏گفت و به اين ترتيب او را به زندان بردند. مردم نزد اميرمؤمنان عليه‏السلام آمدند و عرض کردند: «اي اميرالمؤمنين! درباره‏ي اين دشمن خدا دستوري فرما؛ زيرا امت را نابود کرد و اسلام را تباه ساخت؟»

علي عليه‏السلام به ايشان فرمود: «اگر زنده ماندم که خود دانم درباره‏اش چگونه رفتار کنم، و اگر هلاک شدم با او مانند کشنده‏ي پيغمبر رفتار کنيد. او را بکشيد و پس از آن جسدش را به آتش بسوزانيد.»

و چون اميرمؤمنان عليه‏السلام از دنيا رفت و فرزندان آن حضرت از دفن او فارغ شدند، امام حسن عليه‏السلام نشست و دستور داد که ابن‏ملجم را بياورند. پس او را آوردند. همين که برابر آن حضرت رسيد و ايستاد، به او فرمود: «اي دشمن خدا! اميرمؤمنان را کشتي و تباهي را در دين بزرگ کردي؟»

سپس دستور داد گردنش را زدند. ام‏هيثم دختر اسود نخعي خواستار شد که جسد پليدش را به او دهند و کار سوزاندنش را به او واگذارند. حضرت نيز به او واگذار کرد و ام‏هيثم آن جسد را با آتش سوزاند.

رسولي محلاتي، ترجمه ارشاد، 20 - 18/1.

[128] [في الأعيان مکانه: و الظاهر أن التي حضرت وفاة أمها الزهراء هي التي حضرت وفاة أبيها أميرالمؤمنين عليه‏السلام. روي الشيخ الطوسي في الأمالي: أنه لما ضرب أميرالمؤمنين عليه‏السلام احتمل...].

[129] [لم يرد في الأعيان].

[130] [لم يرد في الأعيان].

[131] سرية: امرأة سرية من نسوة سريات و سرايا، و سراة المال: خياره - لسان العرب.

[132] [مکانه في کشف الغمة: و ذکر أبوالمؤيد في مناقبه يرفعه: أن عليا عليه‏السلام قال لأم‏کلثوم:...].

[133] [لم يرد في کشف الغمة].

[134] [کشف الغمة: و يقول لي:].

[135] [کشف الغمة: و يقول لي:].

[136] الخميص: الضامر البطن.

[137] [في نور الثقلين و کنز الدقائق: مفارقکم].

[138] [لم يرد في البحار و نور الثقلين و کنز الدقائق].

[139] [في نور الثقلين و کنز الدقائق: لن تري].

[140] [لم يرد في الثقلين و کنز الدقائق].

[141] [لم يرد في الثقلين و کنز الدقائق].

[142] [في نور الثقلين و کنز الدقائق: يا علي، انطلق انما].

[143] [في نور الثقلين و کنز الدقائق: يا علي، انطلق انما].

[144] سورة الرعد: 39.

[145] [في نور الثقلين و کنز الدقائق: قال].

[146] [في نور الثقلين و کنز الدقائق: قال].

[147] [لم يرد في نور الثقلين و کنز الدقائق].

[148] [لم يرد في نور الثقلين و کنز الدقائق].

[149] [لم يرد في نور الثقلين و کنز الدقائق].

[150] [لم يرد في نور الثقلين و کنز الدقائق].

[151] «و کشفتم قناع الستر» ط، ه.

[152] [في نور الثقلين و کنز الدقائق: لا].

[153] أضاف في م، ه «عندالله».

[154] [زاد في نور الثقلين و کنز الدقائق: کان].

[155] من حاشية نسخة م. [لم يرد في البحار و نور الثقلين و کنز الدقائق].

[156] الکليني في الکافي: 368/1 ح 1 ذيله، و النعماني في غيبته: 293 ح 10 ذيله، و الطوسي في غيبته: 263 ذيله، عند البحار: 114/4 ح 39، و ج 105/52 ح 11، و المستدرک: 300/12 ح 34 ذيله، بأسانيدهم عن عمرو بن الحمق، و البدخشي في مفتاح النجاة 90 «مخطوط»، و الأمر تسري في أرجح المطالب: 655، و الحنفي الترمذي في کتابه المناقب المرتضوية: 494، و روي الحديث نقلا عن فتوحات القدس لکنه ذکر اسم الراوي حبيب بن عمرو، عنهم احقاق الحق: 796/8.

[157] [البحار: المجاهد].

[158] [لم يرد في البحار].

[159] [لم يرد في البحار].

[160] [البحار: لاقيک].

[161] [البحار: بواديک].

[162] [البحار: صعاليک] جمع الصعلوک: الفقير الضعيف.

[163] [البحار: مناديک].

[164] [في الصدر: فاشق].

[165] الساجة: الطيلسان الواسع المدور.

[166] [الي هنا حکاه عنه في البحار].

[167] [مکانه في تاريخ الخميس: روي عن عمرو].

[168] [العدد: فلما].

[169] [العدد: الفجر].

[170] [العدد: أقبلن].

[171] [العدد: وثبوا].

[172] [العدد: صاح].

[173] [لم يرد في العدد].

[174] [لم يرد في العدد].

[175] [العدد: الحکم لله لا لک يا ابن أبي‏طالب، ثم ضربه علي هامته. فصاح أميرالمؤمنين عليه‏السلام].

[176] [العدد: الحکم لله لا لک يا ابن أبي‏طالب، ثم ضربه علي هامته. فصاح أميرالمؤمنين عليه‏السلام].

[177] [العدد: أميرالمؤمنين عليه‏السلام يا عدو الله].

[178] [العدد: أميرالمؤمنين عليه‏السلام يا عدو الله].

[179] [زاد في العدد: و بکت].

[180] [زاد في العدد: لقد].

[181] [زاد في العدد: درهم].

[182] [زاد في العدد: والله].

[183] [زاد في العدد، و يقل: حمل علي أکتاب الرجال].

[184] [زاد في العدد: له: يا].

[185] [العدد: و الله].

[186] [العدد: و الله].

[187] [لم يرد في العدد].

[188] [العدد: و صاحت].

[189] [العدد: و صاحت].

[190] ام‏کلثوم دختر علي بن ابن‏ملجم که دست بسته ايستاده بود، گريان گفت: اي دشمن خدا. به علي آسيبي نخواهد رسيد و خداوند تو را خوار خواهد ساخت. ابن‏ملجم گفت: پس براي چه مي‏گريي؟ به خدا سوگند، اين شمشير را به هزار درهم خريده‏ام و چهل روز آن را آماده کرده‏ام. اگر اين ضربت بر مردم شهري فرود مي‏آمد، يک تن زنده نمي‏ماند.

آيتي، ترجمه‏ي العبر تاريخ ابن‏خلدون، 638/1.

[191] البيتان لأبي‏عمر و أحيحة بن الجلاح الأوسي الأنصاري (شاعر جاهلي) تمثل بهما الامام عليه‏السلام و لهما ثالث و هو:



فان الدرع و البي

ضة يوم الروع يکفيکا



ذکر ذلک سبط ابن الجوزي في تذکرة الخواص، ص 100.

[192] و قد دل علي قبره أبناؤه و هو أعرف بقبر أبيهم، فان أهل البيت أدري بما فيه، و اعتمادا علي ذلک نشاهد المؤرخين معترفين بأن قبره في الموضع المشهور اليوم، و ممن نص علي ذلک ابن الأثير في (الکامل) ج 3، ص 158، الحموي في (معجم البلدان) بمادة النجف و الغري، و الکنجي الشافعي في (کفاية الطالب) ص 323، و ابن الصباغ المالکي في الفصول المهمة، ص 138، و ابن‏طلحة الشافعي في (مطالب السؤول)، ص 63، و ابن أبي الحديد في (شرح النهج)، ج 1، ص 364، و ج 3، ص 45، و ص 495، و سبط ابن الجوزي في (التذکرة)، ص 103.

[193] در ماه مذکور، اميرمؤمنان علي رضي الله عنه شبي در خانه‏ي امام حسن و شبي در منزل امام حسين (رضي الله عنهما) افطار مي‏کرد و زياده از سه لقمه تناول نمي‏فرمود و مي‏گفت: «من بيش از شبي چند مهمان شما نيستم.»

در ترجمه‏ي مستقصي از ام‏موسي که سريه‏ي شاه ولايت بود، مروي است که در آن سحر که شهادت اميرمؤمنان حيدر مقرر بود، آن جناب دختر خود ام‏کلثوم را گفت که: «اي دخترک من! چنان مي‏بينم که اين صحبت روح‏پرور در ميان ما عنقريب منغص مي‏گردد و طاير نفس نفيس قفس قالب شکسته به مرافقت متوطنان ملأ اعلي مي‏پيوندد.»

ام‏کلثوم قطرات اشک از سحاب ديده فرو باريد و گفت: «اي پدر! اين چه خبر محنت اثر است و اين چه حکايت پرشور و شر؟ اين نه قصه‏اي است که به گوش هوش توان شنود و نه غصه‏اي است که از نکابت آن ايمن توان بود.»



از فراق تلخ مي‏گويي سخن

هر چه خواهي کن وليکن آن مکن



اميرمؤمنان گفت: «اي فرزند! به جان پيوند کدام دل است که از اين اندوه پاره نيست و کدام جان است که در وقت نزول قضاي ايزد تعالي بيچاره نيست؟ دوش حضرت مصطفي صلي الله عليه و آله و سلم را در عالم رؤيا مشاهده کردم که به دست مبارک غبار از روي من مي‏افشاند و مرا نزديک خود مي‏طلبيد و مي‏گفت: اي علي! به جانب ما بيا که تو را هيچ باکي نيست و آن چه بر تو واجب بود، ادا کردي.»

و روايتي آن که جناب ولايت مآب خواب خود را با حسن مجتبي رضي الله عنه تقرير فرمود و امام حسن متأثر شد و گريه و زاري کرد.

خواند امير، حبيب السير، 580/1.

[194] ليس في نسخة «خ».

[195] ليس في المصدر.

[196] في المصدر: أمرهما، فقد کان.

[197] من المصدر.

[198] من المصدر.

[199] من المصدر.

[200] من المصدر.

[201] من المصدر.

[202] ليس في المصدر.

[203] عيون المعجزات: 52 - 50.

[204] [زاد في الدمعة: روي أبوالحسن علي بن عبدالله بن محمد البکري، عن لوط بن يحيي، عن أشياعه و أسلافه و ساق الحديث الي أن قال:].

[205] الجريش: ما طحنته غير ناعم.

[206] [الدمعة: الي].

[207] [لم يرد في الدمعة].

[208] [لم يرد في الدمعة].

[209] [لم يرد في الدمعة].

[210] [لم يرد في الدمعة].

[211] [الدمعة: ان الله].

[212] [الدمعة: سيرت].

[213] [لم يرد في رياض المصائب].

[214] [لم يرد في الدمعة].

[215] [لم يرد في الدمعة].

[216] [لم يرد في الدمعة].

[217] [لم يرد في الدمعة].

[218] [لم يرد في الدمعة].

[219] [لم يرد في الدمعة].

[220] [الدمعة: يتخضب].

[221] [زاد في الدمعة و رياض المصائب: عليهم].

[222] [الدمعة: في جوفي].

[223] [الدمعة: في جوفي].

[224] [لم يرد في الدمعة].

[225] [الدمعة: فبرزن].

[226] [الدمعة: کن].

[227] [الدمعة: سده].

[228] [الدمعة: أضحک لک].

[229] [الدمعة: بنعي].

[230] [الدمعة: يتبع].

[231] [رياض المصائب: تفريع: في انطلاقه عليه‏السلام الي المسجد و ضرب ابن‏ملجم اللعين عليا عليه‏السلام فيه في المحراب علي مفرق رأسه و شهادته به. قال أبومخنف: ان عليا توضأ و].

[232] [الدمعة: فأمسکت].

[233] [رياض المصائب: تفريع: في انطلاقه عليه‏السلام الي المسجد و ضرب ابن‏ملجم اللعين عليا عليه‏السلام فيه في المحراب علي مفرق رأسه و شهادته به. قال أبومخنف: ان عليا توضأ و].

[234] [أضاف في رياض المصائب: الي المسجد].

[235] [الدمعة: هالتني و انه عجلني].

[236] [الدمعة: هالتني و انه عجلني].

[237] [في الدمعة و رياض المصائب: ذراهما].

[238] سورة لقمان، 34.

[239] [رياض المصائب: منتظره].

[240] [أضاف في رياض المصائب: و تم].

[241] [رياض المصائب: ثم أنه علا علي].

[242] [رياض المصائب: ثم أنه علا علي].

[243] [زاد في الدمعة: تنحنح تضطرب الحيطان و اذا].

[244] [لم يرد في المصائب].

[245] [الدمعة: فيأتي].

[246] [الدمعة: بقوله: فبينما هو علي هذه الحالة اذ].

[247] [الدمعة: بقوله: فبينما هو علي هذه الحالة اذ].

[248] [لم يرد في الدمعة].

[249] [في الدمعة: منحوسا محسورا، و في رياض المصائب: منحوسا].

[250] [في الدمعة: منحوسا محسورا، و في رياض المصائب: منحوسا].

[251] [رياض المصائب: و يرشفها].

[252] [لم يرد في الدمعة].

[253] [رياض المصائب: راودته].

[254] [أضاف في رياض المصائب: ذا].

[255] في (م) و (خ) و [رياض المصائب]: دسسنا، و [الدمعة: لامسنا].

[256] [رياض المصائب: فخذه].

[257] [رياض المصائب: الشعر].

[258] [رياض المصائب: الشعر].

[259] في الأصل: بحيرة، و هو تصحيف.

[260] [الدمعة: دردان].

[261] [لم يرد في رياض المصائب].

[262] سورة العنکبوت: 45.

[263] [لم يرد في رياض المصائب].

[264] [لم يرد في رياض المصائب].

[265] [لم يرد في رياض المصائب].

[266] [لم يرد في رياض المصائب].

[267] [زاد في الدمعة: و سجد السجدة الثانية].

[268] [لم يرد في رياض المصائب].

[269] [أضاف في رياض المصائب: و ضربه شبيب بن بجر فأخطأه و وقعت الضربة في الطاق].

[270] [زاد في الدمعة: هذا ما وعدنا الله و رسوله و صدق الله و رسوله].

[271] [لم يرد في رياض المصائب].

[272] [لم يرد في رياض المصائب].

[273] سورة طه: 55.

[274] [رياض المصائب: بدمه].

[275] [رياض المصائب: ما وعدنا].

[276] [أضاف في رياض المصائب: و انه عليه‏السلام يأخذ التراب و يضعه عليها ثم تلي قوله تعالي: (منها خلقناکم و فيها نعيدکم و منها نخرجکم تارة أخري)].

[277] [أضاف في رياض المصائب: المسجد].

[278] [رياض المصائب: و انقمصت].

[279] [زاد في البحار: و الله].

[280] [الدمعة: تراک].

[281] [رياض المصائب: لا تجزع].

[282] [رياض المصائب: و انتشر].

[283] [الدمعة: ينظرون، و في رياض المصائب: ينظر].

[284] [رياض المصائب: فتدخل].

[285] [في الدمعة: المضربة و هي بعدما، و في رياض المصائب: الضربة و هي بعده].

[286] [في الدمعة: المضربة و هي بعدما، و في رياض المصائب: الضربة و هي بعده].

[287] [لم يرد في رياض المصائب].

[288] [لم يرد في رياض المصائب].

[289] [لم يرد في الدمعة و في العوالم ج 16 مکانه: في بعض الکتب المعتبرة: عن أم‏کلثوم بنت علي عليه‏السلام و قد مر في خبر وفاة أميرالمؤمنين عليه‏السلام: انه أخذ الحسن عليه‏السلام رأس أميرالمؤمنين عليه‏السلام في حجره فوجده...].

[290] [رياض المصائب: فعنده].

[291] [لم يرد في رياض المصائب].

[292] [العوالم: لا تجزع].

[293] [لم يرد في رياض المصائب].

[294] [الي هنا حکاه عنه في العوالم، 270/16 رقم 1].

[295] [رياض المصائب: بالسم].

[296] [العدمعة: يا أبتاه].

[297] [رياض المصائب: نمضي].

[298] [رياض المصائب: تفريع: في أخذ ابن‏ملجم اللعين و اتيانه بالمسجد لحضرة علي عليه‏السلام في کتاب العوالم قال: ان الناس کانوا مشغولين].

[299] [رياض المصائب: تفريع: في أخذ ابن‏ملجم اللعين و اتيانه بالمسجد لحضرة علي عليه‏السلام في کتاب العوالم قال: ان الناس کانوا مشغولين].

[300] [رياض المصائب: يترقبون].

[301] [زاد في الدمعة: و هذا يبصق في وجهه].

[302] [لم يرد في رياض المصائب].

[303] [لم يرد في رياض المصائب].

[304] [الدمعة: مشهود].

[305] [الدمعة: دخلوه].

[306] [لم يرد في رياض المصائب].

[307] [الدمعة: لا يوم].

[308] [في الدمعة و رياض المصائب: و لآخرتک].

[309] [لم يرد في رياض المصائب].

[310] [لم يرد في رياض المصائب].

[311] رقأ الدمع: جف و انقطع. [الدمعة: لا ترقي، و لم يرد في رياض المصائب].

[312] [رياض المصائب: الحجرات].

[313] [رياض المصائب: طرفيه].

[314] [لم يرد في رياض المصائب].

[315] [لم يرد في رياض المصائب].

[316] [رياض المصائب: الحسين].

[317] [رياض المصائب: الحسين].

[318] [الدمعة: طبتم].

[319] [لم يرد في رياض المصائب].

[320] [لم يرد في رياض المصائب].

[321] [أضاف رياض المصائب: تفريع: في ذکر حبسهم ابن‏ملجم اللعين في بيت من البيوت و مجي‏ء الناس لعيادة امامهم عليه‏السلام في تلک الأوقات في العوالم].

[322] [أضاف في رياض المصائب: من المسجد].

[323] [الدمعة: و أما أنت فان الله يخزيک].

[324] [الدمعة: و أما أنت فان الله يخزيک].

[325] [لم يرد في رياض المصائب].

[326] کذا في النسخ، و الظاهر: فلا عز للأشرف.

[327] [لم يرد في رياض المصائب].

[328] [رياض المصائب: و يقربنا].

[329] [لم يرد في الدمعة].

[330] [في الدمعة و رياض المصائب: سلوني].

[331] [رياض المصائب: أبي].

[332] [رياض المصائب: في].

[333] [رياض المصائب: رقعت].

[334] [رياض المصائب: من].

[335] [لم يرد في رياض المصائب].

[336] [لم يرد في رياض المصائب].

[337] [لم يرد في رياض المصائب].

[338] [رياض المصائب: و أمرهم و أوصاهم بجميع الأحکام التي وصاها بها رسول الله].

[339] [رياض المصائب: و أمرهم و أوصاهم بجميع الأحکام التي وصاها بها رسول الله].

[340] [رياض المصائب: و برج].

[341] [رياض المصائب: قال: ثم عرضنا عليه المأکول فأبي].

[342] [رياض المصائب: قال: ثم عرضنا عليه المأکول فأبي].

[343] [رياض المصائب: يرشق].

[344] [لم يرد في رياض المصائب].

[345] [لم يرد في رياض المصائب].

[346] [رياض المصائب: عرق جبينه و سکن أنينه].

[347] [رياض المصائب: عرق جبينه و سکن أنينه].

[348] [لم يرد في رياض المصائب].

[349] [لم يرد في رياض المصائب].

[350] [لم يرد في رياض المصائب].

[351] [لم يرد في رياض المصائب].

[352] [أضاف في رياض المصائب: ان الله].

[353] [لم يرد في الدمعة].

[354] [في رياض المصائب: فانکما].

[355] [لم يرد في رياض المصائب].

[356] [لم يرد في رياض المصائب].

[357] [الدمعة: منقورا].

[358] [رياض المصائب: الموضع].

[359] شرح الحجارة: يضدها و ضم بعضها الي بعض.

[360] [رياض المصائب: اللبن].

[361] [رياض المصائب: أخرج تابوتا الي ظاهر].

[362] [رياض المصائب: أخرج تابوتا الي ظاهر].

[363] في (خ) و (ت): ظاهر الکوفة.

[364] [لم يرد في رياض المصائب].

[365] [لم يرد في رياض المصائب].

[366] [رياض المصائب: فهذه].

[367] [رياض المصائب: فهذه].

[368] [لم يرد في رياض المصائب].

[369] [لم يرد في رياض المصائب].

[370] [في الدمعة: و يتشهد الشهادتين ثم، و في رياض المصائب: ثم انه].

[371] [في الدمعة: و يتشهد الشهادتين ثم، و في رياض المصائب: ثم انه].

[372] [لم يرد في رياض المصائب].

[373] [لم يرد في الدمعة].

[374] [لم يرد في الدمعة].

[375] الدلهم: المظلم.

[376] العندم: خشب نبات يصبغ به.

[377] قتم وجهه: تغير و اسوده.

[378] [لم يرد في رياض المصائب].

[379] [لم يرد في الدمعة].

[380] [الدمعة: يغسل].

[381] [لم يرد في رياض المصائب].

[382] [رياض المصائب: ينقلب].

[383] [رياض المصائب: أتت].

[384] [الدمعة: لفوا].

[385] [رياض المصائب: و خرج السرير من باب کندة].

[386] [رياض المصائب: و خرج السرير من باب کندة].

[387] [رياض المصائب: أمر].

[388] [لم يرد في رياض المصائب].

[389] [لم يرد في رياض المصائب].

[390] [رياض المصائب: و تحيروا].

[391] [رياض المصائب: و تحيروا].

[392] [رياض المصائب: دفن].

[393] [لم يرد في الدمعة].

[394] [لم يرد في الدمعة].

[395] [لم يرد في رياض المصائب].

[396] [الدمعة: بدوحة].

[397] [رياض المصائب: فاقتدائنا].

[398] [أضاف في رياض المصائب: فيما].

[399] [رياض المصائب: و أقمت].

[400] أبر: أصلحه. [في الدمعة: و أبوت، و في رياض المصائب: أبرت].

[401] [لم يرد في رياض المصائب].

[402] [الدمعة: العداء].

[403] [الدمعة: أضلنا].

[404] [لم يرد في رياض المصائب].

[405] [رياض المصائب: و سيروا].

[406] [الي هنا حکاه عنه في الدمعة و رياض المصائب، و أضاف في رياض المصائب: و غرضه من ذلک اخفاء قبره عن بني‏امية لعنهم الله].

[407] العرينة: مأوي الأسد.

[408] الکمي و الباسل: الشجاع. القرم - بالفتح -: السيد العظيم. الهزبر: الأسد. الحمي: من لا يحتمل الضيم. الأروع: من يعجبک بحسنه أو شجاعته.

[409] قوله «فعمرو و قاده في الأسر» اشارة الي ما جري بينه عليه‏السلام و بين عمرو بن معديکرب و قوله «و سقي ابن ود» اشارة الي قتل عمرو بن عبدود بيده.

[410] نهکه: بالغ في عقوبته.

[411] [في زينب الکبري مکانه: و من الأخبار المروية عنها صلوات الله عليها ما روي عن نور الدين محمد ابن‏المرتضي، باسناده عن أم‏کلثوم زينب بنت علي أنها قالت...].

[412] في المصدر: ان.

[413] [زينب الکبري: نشف].

[414] في المصدر: ثم انتظرا.

[415] [زاد في زينب الکبري: بظهر الکوفة و قدمنا].

[416] رکن اليه، مال و سکن. و في المصدر و [زينب الکبري].: رکز.

[417] [زاد في زينب الکبري: مرتديا].

[418] في المصدر: فنشف بها أميرالمؤمنين عليه‏السلام.

[419] الساجة: اللوح، و الخشبة من شجر الساج التي لا تکاد تبليها الأرض.

[420] في المصدر: ادخره، [زينب الکبري: حفره].

[421] في المصدر: غار [زينب الکبري: أغاب].

[422] [زاد في زينب الکبري: و هو يقول].

[423] فرحة الغري: 25، 24.

[424] [لم يرد في زينب الکبري].

[425] [لم يرد في زينب الکبري].

[426] شيخ مفيد به سند معتبر از امام زين العابدين عليه‏السلام روايت کرده است که: چون ابن‏ملجم قصد قتل حضرت اميرمؤمنان عليه‏السلام را کرد، ديگري را با خود آورده بود و ضربت آن ملعون ديگر به ديوار مسجد آمد. چون حضرت نزديک محراب آمد و مشغول نماز شد و به سجده رفت، ابن‏ملجم ضربتي بر سر آن حضرت زد. بر جاي آن ضربتي آمد که عمرو بن عبدود بر سر آن حضرت زده بود. چون صداي مردم بلند شد، حضرت امام حسن و امام حسين عليهماالسلام به مسجد دويدند، ابن‏ملجم را گرفتند و در بند کردند و پدر بزرگوار خود را برداشتند و به خانه بردند.

پس لبابه به نزديک سر آن حضرت نشست و ام‏کلثوم نزد پاي او نشست و صداي شيون از خانه‏ي آن حضرت بلند شد. پس آن حضرت ديده‏هاي مبارک خود را گشود و به سوي حسن و حسين عليهماالسلام نظر کرد و فرمود: «رفيق اعلا و صحبت انبيا و اوصيا بهتر است براي دوستان خدا از دنياي بي‏بقا. اگر من از اين ضربت کشته شوم، آن ملعون را يک ضربت بيشتر مزنيد.»

اين را فرمود و ساعتي مدهوش شد. چون به هوش بازآمد، فرمود:«در اين وقت، رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم را ديدم که مرا تکليف رفتن مي‏کند و فرمود: فردا شب نزد ما خواهي بود.»

و به سند ديگر، روايت کرده‏اند از ام‏موسي که‏خدمتکار حضرت اميرمؤمنان بود. گفت: روزي از آن حضرت شنيدم که با دختر خود ام‏کلثوم مي‏گفت: «اي دختر! اندک زماني من بعد از اين با شما خواهم بود.»

ام‏کلثوم فرياد برآورد: «اي پدر بزرگوار! اين چه خبر وحشت اثر است که به ما مي‏دهي؟»

حضرت فرمود: «امشب، حضرت رسول صلي الله عليه و آله و سلم را در خواب ديدم که به دست مبارک خود غبار از روي من پاک مي‏کرد و مي‏گفت: يا علي! بر تو باکي نيست. آنچه بر تو بود، به جاي آوردي.»

و آن حضرت سه روز بعد از آن ضربت خورد. چون حضرت را به خانه آوردند، ام‏کلثوم فرياد

برآورد. حضرت فرمود: «اي فرزند! گريه مکن. در اين وقت حضرت رسول صلي الله عليه و آله و سلم را مي‏بينم که به دست خود اشاره مي‏کند به سوي من و مي‏گويد: يا علي! زود بيا به نزد ما که آنچه نزد ماست، از براي تو بهتر است.»

ابن‏بابويه به سند معتبر از حبيب به عمر روايت کرده است که او گفت: به خدمت حضرت اميرمؤمنان عليه‏السلام رفتم، در مرضي که حضرت از آن مرض از دنيا مفارقت نمود. پس جراحت سر خود را گشود. من گفتم: «يا اميرمؤمنان! جراحت تو چيزي نيست و بر تو از اين جراحت باکي نيست.»

حضرت فرمود:«اي حبيب! به خدا سوگند که من در اين ساعت از شما مفارقت مي‏کنم.»

حبيب گفت: من به گريه درافتادم، و ام‏کلثوم دختر حضرت گريان شد. نزديک حضرت نشسته بود. علي عليه‏السلام فرمود: «چرا گريه مي‏کني، اي دختر؟».

ام‏کلثوم گفت: «چون گريه نکنم؟ تو ما را خبر مي‏دهي در اين ساعت از ما مفارقت مي‏نمايي.»

حضرت فرمود: «اي دختر گرامي! گريه مکن، به خدا سوگند که اگر ببيني آنچه پدر تو مي‏بيند، هر آينه گريه نخواهي کرد.»

حبيب گفت: از آن حضرت پرسيدم: «چه مي‏بيني يا اميرمؤمنان؟»

حضرت فرمود: «اي حبيب! مي‏بينم ملائکه‏ي آسمان‏ها و پيغمبران را که از پي يکديگر ايستاده‏اند و انتظار مي‏کشند که مرا ملاقات کنند. اينک برادرم رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم به نزد من نشسته است و مي‏گويد: بيا نزد ما که آنچه در پيش داري، به از آن است که در آن هستي.»

حبيب گفت: «من هنوز از پيش آن حضرت بيرون نرفته بودم که روح مقدس او به ارواح انبيا و اوصيا ملحق شد.»

شيخ مفيد و ابن شهر آشوب و ديگران روايت کرده‏اند که حضرت اميرمؤمنان عليه‏السلام در شبي که در صبح آن شب ضربت خورد، براي نماز شب به مسجد نيامد و در تمام آن شب بيدار بود و به عبادت حق تعالي اشتغال مي‏نمود. ام‏کلثوم گفت: «يا اميرمؤمنان! بيداري و اضطراب تو در اين شب چيست؟!»

علي عليه‏السلام گفت: «در صبح اين شب، شهيد خواهم شد.»

پس در اين وقت مؤذن حضرت آمد و نداي نماز در داد. ام‏کلثوم گفت: «اي پدر! امشب ديگري را بگو تا با مردم نماز گزارد.»

علي عليه‏السلام فرمود: «از قضاي الهي نمي‏توان گريخت.»

روايت کرده‏اند که: در تمام آن شب، بيرون مي‏آمد و به اطراف آسمان نظر مي‏کرد. مي‏فرمود: «هرگز دروغ نگفته‏ام و دروغ از رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم نشنيده‏ام. اين شبي است که مرا وعده‏ي شهادت داده است.»

چون نداي صبح شنيد، گريست و شعري خواند که مضمونش اين بود: «کمر خود را براي مرگ محکم ببند که مرگ البته به تو خواهد رسيد و جزع مکن از مرگ، چون به وادي تو درآيد.»

چون به صحن خانه آمد، مرغابي چند در آن خانه بودند. سر راه بر آن حضرت گرفتند و فرياد مي‏کردند. چون خواستند که ايشان را دور کنند، علي عليه‏السلام فرمود: بگذاريد ايشان را که ايشان فرياد کنندگانند بر من، و بعد از ايشان بر من، نوحه‏کنندگان نوحه خواهند کرد.»

کليني به سند معتبر روايت کرده است که حسن بن جهم از امام رضا عليه‏السلام پرسيد: حضرت اميرمؤمنان عليه‏السلام هر گاه قاتل خود را مي‏شناخت و شب شهادت خود را و موضعي که در آن موضع شهيد شد، مي‏دانست، چون مرغابيان بر روي حضرت فرياد کردند، فرمود: «ايشان فرياد کنندگانند که از پي ايشان، نوحه‏کنندگان خواهند بود»، و ام‏کلثوم به آن حضرت گفت که: «امشب در خانه نماز کن و امر کن که ديگري با مردم نماز کند»، حضرت قبول نکرد و در آن شب بسيار از خانه بيرون مي‏آمد بي‏حربه و سلاح؛ با آن که مي‏دانست که ابن‏ملجم او را در آن شب شهيد خواهد کرد. آيا چگونه بود اين حال؟

حضرت فرمود: «وفات آن جناب در آن شب مقدر شده بود و تقدير خدا البته جاري مي‏شد.»

مؤلف گويد: اينها از اسرار قضا و قدر است و تفکر در اين‏ها، موجب لغزش است، و تکاليف انبيا و اوصيا مانند تکاليف ديگران نيست. مجملا مي‏بايد دانست که آنچه ايشان مي‏کنند، موافق شريعت و عين صلاح و حکمت است و در مقام تسليم و انقياد مي‏بايد بود.

در بعضي از کتب معتبره روايت کرده‏اند که ام‏کلثوم گفت: در شب نوزدهم ماه مبارک رمضان براي افطار حضرت اميرمؤمنان عليه‏السلام طبقي نزد او گذاشتم. دو قرص نان جو در آن بود. کاسه‏اي از شير نزد آن حضرت آوردم و نمک سابيده حاضر کردم. چون حضرت از نماز فارغ شد، به آن طعام نظر کرد، گريست و فرمود: «اي دختر! دو نان خورش براي من در يک طبق حاضر کرده‏اي؟ مگر نمي‏داني که من متابعت برادر و پسر عم خود رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم مي‏کنم. تا از دنيا رفت، دو طعام از براي او حاضر نکردند.

اي دختر! هر که خوردني و آشاميدني و پوشش او نيکوست در دنيا، ايستادن او در روز قيامت نزد حق تعالي بيشتر است. اي دختر! در حلال دنيا حساب است و در حرام او عذاب. و خبر داد مرا حبيب من، از رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم که جبرئيل از براي او کليدهاي زمين را آورد و گفت: «يا محمد! خداوند تو را سلام مي‏رساند و مي‏فرمايد: اگر خواهي تمام کوه‏هاي تهامه را براي تو طلا مي‏کنم و به راه مي‏اندازم. بگير اين‏ها را که کليد گنج‏هاي زمين است و از ثواب آخرت تو چيزي کم نمي‏شود.»

حضرت فرمود: «بعد از آن چه خواهد بود؟»

گفت: «مرگ»

آن جناب فرمود: «هر گاه چنين است، مرا به دنيا احتياج نيست. بگذار مرا که روزي گرسنه باشم و يک روز سير، تا آن که در روزي که گرسنه باشم، دعا کنم پروردگار خود را و از او سؤال کنم و در روزي که سير باشم، حمد گويم پروردگار خود را.»

پس جبرئيل گفت: «توفيق هر چيزي يافته‏اي اي محمد.»

فرمود: «اي دختر! اين دنيا خانه‏ي فريب است و خانه‏ي مذلت و خواري است. هر که چيزي به آخرت پيش مي‏فرستد، به او مي‏رسد. اي دختر! به خدا سوگند که نمي‏خورم چيزي تا يکي از نان خورش‏ها را برداري.»

پس شير را برداشتم و اندکي از نان جو با نمک تناول کرد و حمد و ثناي حق تعالي به جاي آورد. پس برخاست و متوجه نماز شد. پيوسته مشغول رکوع و سجود بود و تضرع و ابتهال به سوي حق تعالي مي‏نمود. بسيار از خانه بيرون مي‏رفت و داخل مي‏شد. به اطراف آسمان نظر مي‏کرد و اضطراب مي‏نمود و تضرع مي‏کرد و مي‏گريست. پس سوره‏ي يس را تا آخر تلاوت کرد. پس اندکي خوابيده ترسان بيدار شد و جامه‏ي خود را روي مبارک خود کشيد و بر پا ايستاد و گفت: «خداوندا! برکت ده مرا در لقاي خود» و کلمه‏ي «لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم» بسيار گفت.

پس نماز کرد تا بسياري از شب گذشت و در تعقيب نشسته بود که آن حضرت را خواب ربود. باز ترسان از خواب بيدار شد. زنان و فرزندان خود را طلبيد و فرمود: «در اين ماه از ميان شما خواهم رفت. در اين شب، خوابي هولناک ديدم و براي شما نقل مي‏کنم. در اين ساعت، حضرت رسالت صلي الله عليه و آله و سلم را در خواب ديدم که مي‏فرمود: «اي ابوالحسن! به اين زودي به نزد ما خواهي آمد و نزد تو خواهد آمد شقي‏ترين امت، لحيه‏ي تو را از خون سرت خضاب خواهد کرد و من بسيار مشتاقم به لقاي تو و تو در دهه‏ي آخر اين ماه به نزد ما خواهي آمد. زود بيا نزد ما که آنچه نزد ماست؛ بهتر است و باقي‏تر است از براي تو.»

چون اهل و اولاد آن حضرت اين سخنان جانسوز را شنيدند، صدا به گريه بلند کردند. پس قسم داد ايشان را که: «ساکت شويد.» چون ساکت شدند، وصيت کرد ايشان را به نيکي‏ها و نهي کرد ايشان را از بدي‏ها. چون از وصيت فارغ شد، باز مشغول عبادت شد، پيوسته در رکوع و سجود و تضرع و زاري بود و هر ساعت از خانه بيرون مي‏رفت، به اطراف آسمان نظر مي‏کرد. نظر در ستاره‏ها مي‏کرد و مي‏فرمود: «به خدا سوگند که دروغ نشنيده‏ام از رسول خدا. اين همان شبي است که مرا وعده داده است. پس برگشت به جاي نماز خود و گفت: «اللهم بارک لي في الموت»؛ يعني «خداوندا! مبارک گردان براي من مرگ را»، و بسيار مي‏گفت: «انا لله و انا اليه راجعون، و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم»، پس بسيار صلوات مي‏فرستاد بر محمد و آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم و استغفار بسيار مي‏کرد.

ام‏کلثوم گفت: «چون در آن شب، قلق و اضطراب آن حضرت را ديدم، مرا خواب نبرد. گفتم: «اي پدر! چرا امشب خواب بر تو حرام شده است و استراحت نمي‏فرمايي؟»

گفت: «اي دختر! من با شجاعان بسيار جنگ کرده‏ام و خود را به اهوال عظيمه افکنده‏ام. هرگز رعبي و ترسي در دلم به هم نرسيده است. امشب بسيار ترسانم.»

پس فرمود: «انا لله و انا اليه راجعون.»

ام‏کلثوم گفت: «اي پدر! چرا در تمام اين شب، خبر مرگ خود را به ما مي‏دهي؟»

فرمود: «اي دختر! اجل نزديک و آرزوها قطع شده است.»

ام‏کلثوم چون اين خبر شنيد، بسيار گريست. حضرت فرمود: «گريه مکن. من نگفتم اين خبر را مگر به آنچه عهد کرده است به سوي من رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم.»

پس اندکي به خواب رفت و بيدار شد. فرمود: «اي دختر! چون نزديک وقت اذان شود، مرا خبر کن.»

پس باز مشغول تضرع و زاري و عبادت شد. چون نزديک وقت نماز شد، آب نزد آن حضرت حاضر ساختم. پس برخاست و تجديد وضو کرد و جامه‏هاي خود را پوشيد و متوجه مسجد شد. چون به صحن خانه رسيد، مرغابي چند که براي برادرم حسين هديه آورده بودند، بر سر راه او آمدند. بال‏ها گشودند و فرياد کردند. پيش از آن شب، صداي ايشان بر نمي‏آمد. حضرت فرمود: «لا اله الا الله! فرياد کننده‏اي چندند که از عقبشان نوحه‏کنندگان خواهند بود. فردا بامداد، قضاي الهي ظاهر شود.»

ام‏کلثوم گفت: «اي پدر! چرا فال بد مي‏زني؟»

فرمود: «هيچ يک از ما اهل بيت، فال بد نزدند و فال بد در ايشان اثر نمي‏کند؛ وليکن سخن حقي بود که بر زبانم جاري شد. پس اي دختر به حق خودم سوگند مي‏دهم تو را که اين مرغابيان را رها کني که حيوان بي‏زباني چندند که حبس کرده‏اي. ايشان را آب و دانه بده، چون گرسنه و تشنه شوند. يا رها کن آن‏ها را که از گياه‏هاي زمين بخورند.»

چون به در خانه رسيد و خواست که در را بگشايد، قلاب در به کمر آن حضرت بند شد و از کمرش باز شد و افتاد. پس آن را از زمين برداشت و به کمر بست و شعري چند خواند که مضمون آن‏ها اين است: «ببند ميان خود را براي مرگ، به درستي که مرگ ملاقات کننده است تو را. جزع مکن از مرگ وقتي که نازل شود به محله‏ي تو. مغرور مشو به دنيا، هر چند موافقت نمايد. چنانچه دهر که تو را خندان گردانده است، باز تو را به گريه خواهد آورد.»

پس فرمود: «خداوندا! مبارک گردان براي من مرگ را و مبارک گردان براي من لقاي خود را.»

ام‏کلثوم گفت: چون اين اخبار محنت آثار را شنيدم، گفتم: «وا غوثاه! وا ابتاه! در تمام اين شب، خبر مرگ خود را به ما مي‏گويي.»

فرمود: «اي دختر! اين‏ها دلالت‏ها و علامت‏هاي مرگ است که از پي يکديگر ظاهر مي‏شود.»

پس در را گشود و بيرون رفت. ام‏کلثوم گفت: من برگشتم و آنچه از آن حضرت ديده و شنيده بودم، به حضرت امام حسن نقل کردم. حضرت برخاست و از پي پدر بزرگوار خود رفت. پيش از آن که داخل مسجد شود، به آن حضرت رسيد و گفت: «اي پدر بزرگوار! چرا در اين وقت شب از خانه بيرون آمده‏اي؟»

گفت: «اي نور ديده‏ي من! خوابي هولناک ديدم.»

جناب امام حسن گفت: «اي پدر! بيان کن خواب خود را براي من.»

فرمود: «ديدم جبرئيل بر کوه ابوقبيس فرود آمد و دو سنگ از آن کوه برگرفت و به سوي کعبه رفت. بر بام کعبه ايستاد و آن سنگ‏ها را بر هم زد که ريزه ريزه شدند. پس بادي وزيد و آن ريزه‏هاي سنگ را پراکنده کرد. هيچ خانه در مکه و مدينه نماند، مگر آن که ريزه‏اي از آن سنگ در آن داخل شد.»

حضرت امام حسن عليه‏السلام پرسيد: «اي پدر! چه تعبير کردي اين خواب را؟»

فرمود: «اين خواب دلالت مي‏کند بر آن که پدر تو شهيد شود و هيچ خانه در مکه و مدينه نماند، مگر آن که اندوهي از مصيبت او در آن خانه داخل شود.»

حضرت امام حسن عليه‏السلام فرمود: «آيا مي‏داني که اين واقعه‏ي هايله کي خواهد بود؟»

فرمود: «حبيب من، رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم خبر داده است که در دهه‏ي آخر ماه مبارک رمضان شهيد خواهم شد به ضرب ابن‏ملجم مرادي.»

امام حسن عليه‏السلام فرمود: «اي پدر! هر گاه مي‏داني که او کشنده‏ي تو خواهد بود، او را به قتل برسان.»

حضرت فرمود: «اي فرزند گرامي! قصاص پيش از جنايت نمايم؟»

پس فرمود: «اي فرزند! به رختخواب خود برگرد.»

امام حسن عليه‏السلام گفت: «اي پدر! مي‏خواهم با تو بيايم.»

فرمود: «تو را سوگند مي‏دهم که برگردي.»

پس امام حسن عليه‏السلام به خانه برگشت و با ام‏کلثوم محزون و غمگين نشستند و بر اقوال و احوالي که از آن حضرت مشاهده کرده بودند، گريستند.

چون جناب علي عليه‏السلام داخل مسجد شد، قنديل‏ها خاموش شده بود و مسجد تاريک بود. حضرت چند رکعت نماز ادا کرد. ساعتي مشغول تعقيب بود. پس برخاست و دو رکعت نماز کرد و بر بام مسجد برآمد. دست‏هاي مبارک بر گوش‏هاي خود گذاشت و اذان گفت. چون آن حضرت اذان مي‏گفت، هيچ خانه در کوفه نمي‏ماند مگر آن که صداي او را مي‏شنيدند. ابن‏ملجم ملعون در تمام شب بيدار بود و در آن امر عظيم که اراده کرده بود، تفکر مي‏کرد. در ميان شب، قطامه به نزد او آمد و گفت: «کسي که چنين اراده دارد، خواب بر او حرام است. برخيز و علي را به قتل برسان و برگرد و مراد خود را از من حاصل گردان.»

آن ملعون گفت: «علي را مي‏کشم، مي‏دانم به مراد خود نمي‏رسم.»

پس در آن وقت صداي اذان حضرت را شنيدند. آن ملعونه گفت: «زود برو که فرصت از دست مي‏رود.»

و به روايت ديگر: در تمام آن شب، آن ملعون با شبيب و وردان در مسجد بودند و انتظار آن حضرت مي‏بردند. چون حضرت از اذان فارغ شد و به زير آمد و مشغول تسبيح و تقديس حق تعالي بود و صلوات بر محمد و آل محمد مي‏فرستاد، به صحن مسجد درآمد و خفتگان را بيدار مي‏کرد از براي نماز؛ تا آن که به ابن‏ملجم رسيد. ديد که او بر رو خوابيده است. فرمود: «برخيز از خواب براي نماز و چنين مخواب که اين خواب شيطان است؛ بلکه بر دست راست بخواب که خواب مؤمنان است و بر پشت خوابيدن خواب پيغمبران است.»

پس حضرت فرمود: «قصدي در خاطر خود داري که نزديک است از آن آسمان‏ها از هم بپاشد و زمين شق شود و کوه‏ها سرنگون گردد و اگر خواهم خبر مي‏توانم داد که در زير جامه چه داري.»

از آن درگذشت، به نزد محراب رفت و مشغول نماز شد. رکوع و سجود را بسيار طول داد؛ چنانچه عادت او بود.

پس آن ملعون به نزد آن ستون که حضرت نماز مي‏کرد، ايستاد. چون حضرت سر از سجده‏ي اول برداشت آن ملعون ضربتي بر سر آن حضرت زد. در جاي ضربت عمرو بن عبدود آمد و تا پيشاني او را شکافت. پس حضرت فرمود: «بسم الله و بالله و علي ملة رسول الله.»

و گفت: «فزت برب الکعبة؛ يعني فايز و رستگار شدم به حق پروردگار کعبه.»

چون اهل مسجد صداي حضرت را شنيدند، همه به سوي محراب دويدند. چون آن شمشير را به زهر آب داده بودند، زهر در سر و بدن مقدسش دويد، چون مردم به نزديک آن حضرت رسيدند، ديدند که در محراب افتاده است و خاک برمي‏گيرد و بر جراحت خود مي‏ريزد و اين آيه را مي‏خواند: (منها خلقناکم و فيها نعيدکم و منها نخرجکم تارة اخري) (سوره‏ي طه / آيه‏ي 55. (يعني: «از زمين خلق کرده‏ام شما را و در زمين بر مي‏گردانم شما را، و از زمين بيرون مي‏آورم شما را بار ديگر.»

پس فرمود: «آمد امر خدا و راست شد، گفته‏ي رسول خدا.»

راوي گفت: پيشتر شبيب ضربتي حواله‏ي آن حضرت کرد و بر طاق مسجد آمد. چون ضربت ابن‏ملجم به سر مبارک آن حضرت رسيد، زمين بلرزيد و درياها به موج آمد. درهاي مسجد به هم خورد. چون حضرت را برداشتند، رداي مبارکش را بر سرش بستند. حضرت، خون سر خود را بر محاسن مبارکش کشيد و فرمود: «اين آن است که خدا و رسول مرا وعده داده بودند. راست گفتند خدا و رسول.»

پس در آن وقت، خروش از ملائکه‏ي آسمان‏ها و زمين‏ها بلند شد و باد سياه تندي وزيد که هوا را تيره کرد و جبرئيل در ميان آسمان و زمين صدا زد: «به خدا سوگند که درهم شکست ارکان هدايت و تاريک شد ستاره‏هاي علم نبوت و برطرف شد نشانه‏هاي پرهيزکاري، و گسيخته شد عروة الوثقاي الهي، و کشته شد پسر عم محمد مصطفي وصي برگزيده‏ي مجتبي، و شهيد شد سيد اوصيا، علي مرتضي. او را شهيد کرد، بدبخت‏ترين اشقيا.»

چون ام‏کلثوم اين صدا را شنيد، تپانچه بر روي خود زد و گريبان چاک کرد. فرياد: «وا ابتاه! وا علياه! وا محمداه! وا سيداه!» برآورد. پس حضرت امام حسن و امام حسين عليهماالسلام از خانه به سوي مسجد دويدند. ديدند که مردم نوحه و فرياد مي‏کنند و مي‏گويند: «وا اماماه و وا اميرالمؤمنيناه! به خدا سوگند که شهيد شد، امام عابد مجاهد که هرگز براي بت سجده نکرده بود و شبيه‏ترين مردم به رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم بود.»

چون آن دو مظلوم داخل مسجد شدند، فرياد «وا ابتاه وا علياه» برآوردند و گفتند: «کاش ما را مرگ درمي‏يافت و اين روز را نمي‏ديديم.»

چون به نزديک محراب آمدند، پدر بزرگوار خود را ديدند که در ميان محراب افتاده است و ابوجعده با جماعتي مي‏خواهند او را برخيزانند که با مردم نماز کند، اما نمي‏تواند. پس حضرت اميرمؤمنان عليه‏السلام، امام حسن عليه‏السلام را به جاي خود بازداشت که با مردم نماز گزارد، و خود نشسته نماز را به ايما ادا کرد. خون خود را بر روي خود مي‏ماليد و هر ساعتي به طرفي ميل مي‏کرد.

چون حضرت امام حسن عليه‏السلام از نماز فارغ شد، سر مبارک پدر بزرگوار خود را در دامن گذاشت و گفت: «اي پدر بزرگوار! پشت ما را شکستي. چگونه تو را به اين حال توانيم ديد؟»

پس حضرت ديده‏ي مبارک خود را گشود و فرمود: «اي فرزند گرامي! بعد از امروز بر پدر تو غمي و المي و جزعي نيست. اينک جد تو محمد صلي الله عليه و آله و سلم و جده‏ي تو خديجه و مادرت فاطمه‏ي زهرا عليهاالسلام و حوريان جنة المأوي بر دور پدر تو آمده‏اند و انتظار رفتن او مي‏کشند. پس شاد باش. دست از گريه باز دار که گريه‏ي تو ملائکه‏ي آسمان‏ها را به گريه آورده است.»

چون اين صداي وحشت انگيز در کوفه منتشر شد، مردان و زنان از خانه‏ها به سوي مسجد دويدند. چون به مسجد رسيدند، ديدند که حضرت اميرمؤمنان عليه‏السلام سرش در دامان امام حسن عليه‏السلام است. با آن که جاي ضربت را محکم بسته‏اند، خون مي‏ريزد و گلگونه‏ي مبارکش از زردي به سفيدي مايل شده است. به اطراف آسمان نظر مي‏کند و زبانش به تسبيح و تقديس الهي مشغول است و مي‏گويد: «از تو سؤال مي‏کنم، پروردگارا! رفاقت انبيا و اوصيا و اعلاي درجات جنة المأوي را.»

محمد بن حنفيه روايت کرده است: حضرت اميرمؤمنان عليه‏السلام فرمود: «مرا برداريد و به خانه بريد.»

پس حضرت را با نهايت ضعف برداشتيم و به خانه برديم و مردم بر دور آن حضرت گريه و زاري مي‏کردند، نزديک بود که خود را هلاک کنند. پس امام حسن عليه‏السلام در عين گريه و زاري و ناله و بي‏قراري، با پدر بزرگوار خود گفت: «اي پدر! بعد از تو براي ما که خواهد بود؟ مصيبت تو بر ما امروز مثل مصيبت رسول خداي صلي الله عليه و آله و سلم است. گويا گريه را از براي مصيبت تو آموخته‏ايم.»

پس اميرمؤمنان عليه‏السلام آن حضرت را به نزديک خود طلبيد. چون نظر کرد، ديده‏هاي آن امام مظلوم را ديد که از بسياري گريه مجروح شده است. به دست مبارک خود آب از ديده‏هاي نور ديده‏ي خود پاک کرد و دست بر دل مبارکش گذاشت و گفت: «اي فرزند! خداوند عالميان، دل تو را به صبر ساکن گرداند. مزد تو و برادران تو را در مصيبت من عظيم گرداند و اضطراب تو را و جريان آب ديده‏ي تو را ساکن سازد. به درستي که حق تعالي تو را اجر داد به قدر مصيبت تو.»

پس آن حضرت را داخل حجره گرداندند و در نزديک محراب خواباندند. زينب و ام‏کلثوم آمدند و در پيش علي عليه‏السلام نشستند. نوحه و زاري براي آن حضرت مي‏کردند و مي‏گفتند: «بعد از تو کودکان اهل بيت تو را که تربيت خواهد کرد؟ بزرگان ايشان را که محافظت خواهد کرد؟ اي پدر بزرگوار! اندوه ما بر تو دور و دراز است و آب ديده‏ي ما هرگز ساکن نخواهد شد.»

پس صداي مردم از بيرون حجره بلند شد به ناله، و آب از ديده‏هاي مبارک علي عليه‏السلام جاري شد. نظر حسرت به سوي فرزندان خود افکند. حسن و حسين را نزديک خود طلبيد و ايشان را در برکشيد و روي‏هاي ايشان را مي‏بوسيد.

پس ساعتي مدهوش شد.به اعتبار زهري که در بدن آن حضرت جاري شده بود، چنانچه حضرت رسالت صلي الله عليه و آله و سلم به سبب زهري که به آن حضرت داده بودند، گاهي مدهوش مي‏شد و گاهي به هوش باز مي‏آمد. چون حضرت به هوش باز آمد، حضرت امام حسن عليه‏السلام کاسه‏اي از شير به دست آن حضرت داد. حضرت گرفت و اندکي از آن تناول کرد و فرمود: «اين شير را ببريد و به آن اسير دهيد که بياشامد.»

باز سفارش نمود به امام حسن عليه‏السلام که: «آن ملعون را طعام و شراب بدهيد.»

شيخ مفيد و ديگران روايت کرده‏اند: چون آن ملعون را به حبس بردند، ام‏کلثوم گفت: «اي دشمن خدا! اميرمؤمنان را کشتي؟»

آن ملعون گفت: «اميرمؤمنان را نکشته‏ام. پدر تو را کشته‏ام.»

ام‏کلثوم گفت: «اميد دارم که او از اين ضربت شفا يابد و حق تعالي تو را در دنيا و آخرت به عذاب خود معذب گرداند.»

آن ملعون گفت: «آن شمشير را به هزار درهم خريده‏ام و هزار درهم ديگر داده‏ام که آن را به زهر آب داده‏اند. ضربتي بر او زده‏ام که اگر ميان اهل زمين قسمت کنند آن ضربت را، هر آينه همه را هلاک کند.»

ايضا به سند معتبر روايت کرده است که ام‏کلثوم روايت کرد: آخر سخني که پدرم به دو برادرم حسن و حسين گفت آن بود که: «اي فرزندان من! چون از دنيا رحلت کنم، مرا غسل دهيد. پس خشک کنيد بدن مرا به آن بردي که بدن رسول خدا و فاطمه را بعد از غسل به آن خشک کردم. پس مرا حنوط کنيد به حنوط جد خود و مرا بر روي تخت بخوابانيد و عقب تخت را برداريد. به هر طرف که پيش تخت مي‏رود، شما از عقب برويد.»

ام‏کلثوم گفت: «من به تشييع جنازه‏ي پدر خود بيرون رفتم. چون به نجف رسيديم، پيش تخت بر زمين فرود آمد. پس برادرانم عقب آن را بر زمين گذاشتند و امام حسن عليه‏السلام کلنگي بر گرفت. چون يک کلنگ بر زمين زد، قبر کنده و لحد ساخته پيدا شد و تخته‏اي در آن قبر بود که به قلم سرياني دو سطر بر آن نوشته بود به اين مضمون: «بسم الله الرحمن الرحيم! اين قبري است که ساخته است نوح پيغمبر براي علي، وصي محمد پيش از طوفان به هفتصد سال.» چون آن حضرت را به قبر گذاشتند، ناپيدا شد. ندانستيم به زمين فرورفت يا به آسمان بالا رفت. ناگاه صداي منادي را شنيدم که گفت: حق تعالي شما را صبر نيکو کرامت فرمايد، در مصيبت سيد شما و حجت خدا بر خلق.» (فرحة الغري، /34.)

به روايت ديگر، [امام حسن عليه‏السلام] فرمود: «ايها الناس! در اين شب قرآن نازل شد. در اين شب عيسي به آسمان بالا رفت. در اين شب يوشع بن نون شهيد شد. در اين شب پدرم اميرمؤمنان شهيد شد. به خدا سوگند که سبقت نخواهد گرفت و او به سوي بهشت احدي از اوصيا که پيش از او بوده‏اند و بعد از او خواهند بود. به درستي که حضرت رسالت صلي الله عليه و آله و سلم چون او را به جنگي مي‏فرستاد، علم خود را به دست او مي‏داد. جبرئيل از جانب راست او مي‏رفت و ميکائيل از جانب چپ او. برنمي‏گشت تا حق تعالي فتح را بر دست او جاري مي‏کرد. طلا و نقره به ميراث نگذاشته است، مگر هفتصد درهم که از عطاهاي او زياد آمده بود. مي‏خواست کنيزي از براي اهل خود بخرد.» به روايت ديگر: از براي ام‏کلثوم بخرد.

به درستي که در مصيبت او اهل مشرق و مغرب صاحب تعزيه‏اند. از خدا مي‏طلبند مزد صبر خود را.

پس گريه بر آن حضرت غالب شد. نتوانست سخن گفت. اهل مسجد خروش برآوردند. پس فرمود: «هر که مرا شناسد، شناسد و هر که نشناسد، منم حسن پسر محمد مصطفي صلي الله عليه و آله و سلم، منم پسر بشير، منم پسر نذير، منم پسر داعي به سوي خدا، منم پسر سراج منير، منم پسر آن کسي که حق تعالي او را براي رحمت عالميان فرستاد، منم از اهل بيتي که حق تعالي رجس را از ايشان دفع کرده و از گناهان پاک کرده است، ايشان را آن چنان پاک کردني، منم از اهل بيتي که جبرئيل بر ايشان نازل مي‏شد، منم از اهل بيتي که حق تعالي مودت و ولايت ايشان را واجب گردانيده؛ چنانچه فرموده است: (قل لا أسألکم عليه أجرا الا المودة في القربي و من يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) (سوره‏ي شوري / آيه‏ي 23.) اين حسنه مودت ما اهل بيت است.

پس فرمود: «خبر داد مرا جدم رسول خدا که بعد از او دوازده امام از اهل بيت و برگزيدگان او خواهند بود که همه شهيد خواهند شد به شمشير يا به زهر. پس آن حضرت از منبر فرود آمد، مردم با او بيعت کردند و وفا به بيعت خود نکردند.»

در بعضي از کتب قديمه روايت کرده‏اند که چون در آن شب که حضرت اميرمؤمنان عليه‏السلام را دفن کردند و صبح طالع شد، ام‏کلثوم، حضرت امام حسن عليه‏السلام را سوگند داد که: «مي‏خواهم کشنده‏ي پدر مرا يک ساعت زنده نگذاري!»

حضرت از خانه بيرون آمد. خويشان و اصحاب خود را جمع کرد و با ايشان در کشتن آن ملعون مشورت کرد. عبدالله بن جعفر گفت: «مي‏بايد دست‏ها و پاها و زبان او را ببريم و بعد از آن او را به قتل رسانيم.»

محمد بن حنفيه گفت: «او را اول تيرباران مي‏بايد کرد و آخر به آتش مي‏بايد سوخت.»

ديگري گفت: «او را زنده بر دار مي‏بايد کشيد تا بر دار بميرد.»

حضرت امام حسن عليه‏السلام فرمود: «من امتثال امر پدر خود مي‏نمايم در حق او. يک ضربت شمشير بر او مي‏زنم تا بميرد. بعد از آن جسد پليدش را به آتش مي‏سوزانم.»

پس حکم فرمود او را دست بست حاضر کردند و فرمود: «اي دشمن خدا، کشتي اميرمؤمنان و امام مسلمانان را و فساد عظيم در دين کردي.»

و به يک ضربت او را به جهنم فرستاد.

مجلسي، جلاء العيون، /373، 371 - 370، 358، 346، 343 - 334، 325 - 324.

[427] لا يوجد في المصدر: «البطن».

[428] لا يوجد في المصدر: «لي».

[429] في المصدر: «ثم دعا الحسن رضي الله عنه ابن‏ملجم من السجن فقتله».

[430] و هم در ناسخ التواريخ مسطور است که اميرمؤمنان عليه‏السلام در آن ماه رمضان که به روضه رضوان مي‏شتافت، يک شب در خانه‏ي امام حسن و يک شب در خانه‏ي امام حسين عليهم‏السلام و يکشب در خانه‏ي عبدالله ابن جعفر افطار مي‏فرمود و از سه لقمه افزون نمي‏خورد و چون شب چهارشنبه 19 شهر رمضان فرارسيد، به سراي خود آمد و از بهر نماز به پاي ايستاد. ام‏کلثوم دو قرص نان جوين و کاسه‏اي از شير در طبقي نهاد و با مقداري از نمک سوده در حضرتش بگذاشت.

چون آن حضرت از نماز فراغت يافت و آن طبق را بديد، فرمود: «اي دخترک! در يک طبق دو نان خورش مخصوص من مي‏داري؟ مگر نداني من بر راه پسر عم خود رسول خدا مي‏روم؟ مگر نمي‏داني در حلال دنيا حساب و در حرامش عذاب است؟ سوگند به خداي تا از اين دو خورش يکي را به جاي نگذاري؛ افطار نکنم.»

ام‏کلثوم شير را برگرفت و آن حضرت سه لقمه از نان جوين با نمک خورش ساخت و ابتدا به نماز کرد.

در آن شب، فراوان از خانه بيرون مي‏شد و به آسمان مي‏نگريست و مي‏گريست و به خانه باز مي‏آمد و به نماز مي‏ايستاد و چون بعضي کلمات که بر شهادتش خبر مي‏داد بر زبان مبارک براند، ام‏کلثوم عرض کرد: «اي پدر! امشب اين اضطراب چيست که در تو مي‏نگرم؟»

فرمود: «اي فرزند! صبح امشب من شهيد مي‏شوم.»

چون به امام حسن فرمود: «اي پسر! فال بد نمي‏زنم و تطير نمي‏کنم؛ لکن دل من بر شهادتم شهادت دهد.»

زينب عرض کرد: «اي پدر! فرمان کن تا جعده به مسجد رود و با مردم نماز بگذارد.»

چون آن حضرت را ابن‏ملجم زخم بزد و بانگ جبرئيل در اخبار شهادت آن حضرت بلند شد و ام‏کلثوم بشنيد، روي مبارک لطمه بزد و گريبان بدريد و فرياد برداشت: «وا ابتاه! وا علياه! وا محمداه!»

و نيز چون اميرمؤمنان فرمود: «رسول خداي را در خواب ديدم سه کرت فرمان کرد که امشب به سوي او شتاب گيرم!» اهل بيت سخت بگريستند.

([مضمون اين خبر در ناسخ التواريخ اميرالمؤمنين عليه‏السلام، 294/4 تکرار شده است].) مردي به ابن‏ملجم گفت: «اي دشمن خدا! خوشدل مباش که اميرالمؤمنان را بهبودي حاصل مي‏شود.»

گفت: «پس ام‏کلثوم بر کدام کس مي‏گريد؟ بر من مي‏گريد يا بر علي؟ سوگند به خداي که اين شمشير را به هزار درهم بخريدم و به هزار درهمش از زهر سيراب ساختم و هر نقصان که داشت، به اصلاح آوردم و با چنين شمشير، چنان ضربتي بر علي فرود آوردم که اگر به اهل مشرق و مغرب قسمت کنند؛ به جمله بميرند.»

به روايتي زينب، ابن‏ملجم را فرمود: «واي بر تو! کشتي اميرمؤمنان را؟»

گفت: «پدر تو را کشتم. اگر او را اميرمؤمنان بدانستمي، هرگز نکشتمي.» ([مضمون اين خبر در ناسخ التواريخ اميرالمؤمنين عليه‏السلام، 294/4 تکرار شده است].)

اعثم کوفي نيز چون «ناسخ التواريخ» حديث کند و گويد: «چون اميرمؤمنان عليه‏السلام خواست از سراي بيرون شود، قلاب به کمر آن حضرت درافتاد و کمر از ميان مبارکش باز شد. آن حضرت کمر را ديگرباره محکم کرد و فرمود: «الهي! مرگ را بر من مبارک و لقاي خود را بر من خجسته فرماي!»

ام‏کلثوم چون اين کلام بشنيد، اشک حسرت از ديده فرو باريد.

و نيز اعثم گويد: «چون وفات اميرمؤمنان نزديک شد، ام‏کلثوم در خدمت آن حضرت بود. برخاست که از خانه بيرون آيد، فرمود: در خانه فراز کن!»

ام‏کلثوم فرمان پدر را اجابت فرمود.

و نيز در ضمن خطبه‏اي که از حضرت امام حسن عليه‏السلام بعد از وفات اميرمؤمنان صلوات الله عليه نگارش مي‏دهد، مي‏نويسد: امام حسن عليه‏السلام فرمود:«بدانيد که از مال دنيا نزد او، يعني اميرمؤمنان چيزي نمانده است، مگر هفتصد درهم. انديشه چنان داشت که به آن دراهم کنيزکي را براي همشيره‏ام خريداري فرمايد. چون دانست که حال چيست و وقت ارتحال است، مرا فرمود که آن هفتصد درهم را به بيت المال برم و ترک خريدن کنيزک گويم.»

و هم در «ناسخ التواريخ» در زير خطبه‏ي امام حسن عليه‏السلام مسطور است که فرمود: «مي‏خواست به اين مبلغ، خادمي براي اهل خويش ابتياع کند.» و به روايتي، از براي ام‏کلثوم خواست.

و از اين چند خبر نيز مکشوف آيد که ام‏کلثوم همان زينب کبري است که ام‏کلثوم کبرايش نيز مي‏نويسند؛ چه اگر دو تن بودند، چنين مورخين نامدار اين کلمات و مخاطبات را گاهي به ام‏کلثوم، گاهي به زينب نمي‏دادند. چه اميرمؤمنان با هر يک جداگانه اين فرمايش نکرده است و نيز در اختصاص خريداري کنيز براي يک تن، اگر دو تن بودند، سببي لازم است و اگر لفظ خواهران هم گاهي مذکور باشد، ممکن است خواهراني باشند که از ديگر زوجات بوده‏اند.

و هم مجلسي اعلي الله مقامه در جلد نهم «بحار» و در زير روايتي که از حضرت امام زين العابدين عليه‏السلام از وفات اميرمؤمنان صلوات الله عليه مي‏فرمايد، چنان که از اين پيش در کتاب احوال امام زين العابدين و در اين کتاب از قلم کاتب حروف بگذشت مي‏نويسد: «چون اميرمؤمنان سلام الله عليه را به سراي خود درآوردند، لبابه بر فراز سر مبارکش و ام‏کلثوم پهلوي هر دو پاي شريفش بنشستند و آن حضرت چشم برگشود و به هر دو تن نظر فرمود.»

از اين عبارت ممکن است که لبابه نيز از جمله بنات مکرمات آن حضرت باشد و ام‏کلثوم همان زينب است؛ چه اگر نبود، مذکور مي‏شد.»

و هم در خرايج و جرايح و نهم «بحار» مسطور است که چون حضرت اميرمؤمنان را حالت اغما دريافت، ام‏کلثوم همي‏بگريست. چون آن حضرت افاقت يافت، فرمود: «لا تؤذيني يا أم‏کلثوم، فانک لو ترين ما أري، ان الملائکة من السماوات السبع بعضها خلف بعض، الي آخره».

و هم در «بحار» و «ارشاد مفيد» از ام‏موسي، خادمه اميرمؤمنان عليه‏السلام مروي است که از علي عليه‏السلام شنيدم با دخترش ام کلثوم مي‏فرمود: «اي دخترک من! به درستي که با شما مصاحبتي اندک نمايم.»

عرض کرد: «يا ابتاه! چون است اين؟»

فرمود: «رسول خداي صلي الله عليه و آله را در خواب ديدم که غبار از چهره‏ام مي‏زدود و مي‏فرمود: «يا علي! بر تو چيزي نيست. چه هر چه بر تو بود، به جاي آوردي.» و بعد از سه روز آن حضرت را ضربت رسيد.

چون ام‏کلثوم آن کلمات بشنيد، فرياد برکشيد و آغاز بي‏تابي نهاد. آن حضرت ام‏کلثوم را دلداري داد و فرمود: «چنين مکن! چه من مي‏بينم رسول خداي را که با دست مبارک خود به من اشارت کند و فرمايد: اي علي! به سوي ما شتاب کن که آنچه نزد ماست، براي تو بهتر است.»

و هم «علامه مجلسي» اعلي الله مقامه در خبري بس طويل که از بعضي کتب قديمه در کيفيت شهادت آن حضرت مسطور داشته و ام‏کلثوم را طرف آن مطالب و مخاطب به پاره‏اي کلمات مي‏دارد، مي‏فرمايد: راوي مي‏گويد: «زينب و ام‏کلثوم بيامدند تا در خدمت آن حضرت بر فراز فراش نشستند و همي به ناله و ندبه بانگ «يا أبتاه، من للصغير حتي يکبر و من للکبير بين الملأ، يا أبتاه، حزننا عليک طويل و عبرتنا لا ترقا» برآوردند.»

و نيز در بيان وفات آن حضرت گويد: «چون در شب جمعه بيست و يکم شهر رمضان درگذشت، زينب بنت علي و ام‏کلثوم و تمامت زنان آن حضرت فرياد برآوردند و گريبان‏ها چاک مي‏کردند و لطمه بر چهره زدند و بانگ ناله و زاري در قصر برآوردند.»

از اين کلام معلوم مي‏شود که بعضي در بيان کنيه و اسم فرق نگذاشته‏اند و دو تن انگاشته‏اند؛ يا اين که زينب همان زينب صغري است که از مادر ديگر است و از اين روي به زينب بنت علي توضيح داده‏اند؛ وگرنه اين اختصاص از چيست؟ پس ببايست ام‏کلثوم را نيز بنت علي نوشت؛ يا ام‏کلثوم را زني ديگر بيرون از بنات آن حضرت دانست.

و نيز فرمايد: چون امام حسن از دفن اميرمؤمنان سلام الله عليهما مراجعت فرمود، ام‏کلثوم به خدمتش درآمد و آن حضرت را سوگند داد که ابن‏ملجم را يک ساعت زنده نگذارد. طبري در تاريخ خود گويد: «روز ديگر دختر علي عليه‏السلام ام‏کلثوم نزد حسن عليه‏السلام بيامد و همي‏بگريست و ابن‏ملجم را در آن جا نشسته ديد. فرمود: اي ملعون! اميرمؤمنان امروز بهتر است و تو را بدتر.»

گفت: «اگر بهتر است، تو چرا مي‏گريي؟ من آن شمشير را به هزار درهم خريده‏ام و هزار درهم بدادم تا به زهرش آب دادند تا هر کس را که با آن بزنم، جان به در نبرد.»

ابن‏اثير در تاريخ خود نيز به همين تقريب که مذکور شد، اشارت کرده است.

و نيز در کتاب «رياض الشهادة» و «بيت الاحزان» در زير بيان شهادت حضرت ولايت مرتبت صلوات الله عليه داستاني مفصل از احوال شب نوزدهم رمضان المبارک مسطور است و آن جمله را به حضرت ام‏کلثوم منسوب مي‏داند و آن مکالمات را که با اميرمؤمنان در ميان آمده است، به او راجع مي‏گرداند و آن ناله و ندبه را به حضرت ام‏کلثوم اختصاص مي‏دهد و مي‏گويد: «بدان حال نزد حسنين عليهماالسلام دويد و ايشان را به حالت گريه و زاري بديد.»

امام حسن فرمود: «اي خواهر! فرياد و افغان مکن تا حقيقت حال بر ما مکشوف افتد و دشمنان بر ما شماتت نيارند.»

و در جايي گويد: «دختران فاطمه سلام الله عليها به ناله بودند.»

و گويد: چون بدانستند که آن ضربت چاره‏پذير نيست و ابن‏ملجم نگران شد که ام‏کلثوم بر سر و سينه خود مي‏زند و گريه مي‏کند، گفت: «اي دختر علي! گريه کن که اگر گريه تمام عالم را بکني، براي او جا دارد.»

ام‏کلثوم فرمود: «اي دشمن خدا، بر پدرم باکي نيست و ضرري نرسيده است؛ اما تو خود را روسياه کردي و اميدوارم به سزايت برسي؛ هم در دنيا و هم در آخرت.»

ابن‏ملجم گفت: «اگر گريه مي‏کني، گريه کن و در اين مصيبت اشک خونين بريز که به خدا سوگند اين شمشير را به هزار درهم بخريدم و به هزار درهمش از زهر آب دادم و اگر اين ضربت من به تمام مردم کوفه بهره شدي، هيچ يک را سلامت نبودي.»

آن گاه گويد: چون اميرمؤمنان عليه‏السلام به حضرت خدا پيوست، صدايي باز رسيد که: «ساعتي بيرون رويد و بنده‏ي ما را با ما گذاريد.»

پس همه بيرون رفتند و زينب خاتون و ام‏کلثوم و ديگر زنان صدا به گريه و فغان برکشيدند و فرياد واعلياه و وااماماه بلند کردند و جملگي گريبان چاک ساختند و بر سر و صورت خود بزدند.

و نيز گويد: چون حسنين عليهماالسلام به سراي باز شدند، خواهران و ديگر زنان اهل بيت بناي نوحه و زاري نهادند و ام‏کلثوم دختر اميرمؤمنان به اين طريق نوحه‏گري همي‏فرمود:



ألا يا عين جودي و اسعدينا

ألا فابکي أميرالمؤمنينا (اي ديده! اشک ببار و ما را بر سوگ ما ياري کن! اي چشم! گريه کن بر امير و پيشواي مؤمنان.)



الي آخر الأبيات، لکن اين اشعار را در کتب معتبر به ابي الاسود دئلي و به روايتي به ام‏الهيثم بنت اسود النخعيه که جسد ابن‏ملجم را بسوخت نسبت داده‏اند، تواند بود. ابي الاسود برخي را انشاد کرده است و ام‏الهيثم نيز بر آن وزن و قافيت گفته باشد. چه اختلاف پاره‏اي اشعار و زيادتي و نقصاني که در کتب متعدده به نظر رسيده است، بر اين حکم کند و ام‏کلثوم در مقام نوحه تذکره فرموده باشد؛ چنان که مجلسي اعلي الله مقامه در «بحار» نيز به اين مطلب اشارت کند و فرمايد: «بعد از آن که ابن‏ملجم و قطامه و آن دو مرد ديگر را که ابن‏ملجم ملعون را در آن کردار ملعنت آثار مساعد و يار بودند، دستخوش هلاک و دمار ساختند و حسنين عليهماالسلام به سراي باز آمدند، ام‏کلثوم روي به ايشان کرد و اين اشعار را که بعد از استماع قتل آن حضرت انشاد کرده بود، بگفت.»

و مي‏فرمايد: بعضي گويند، اين اشعار از ام‏الهيثم بنت عريان خثعميه است. پاره‏اي نوشته‏اند از ابوالأسود دئلي است، و مجلسي در اين طريق که اشارت فرموده است، نسبت به ام‏کلثوم سلام الله عليها را ترجيح مي‏دهد.

چنان که صاحب «بيت الاحزان» نيز مي‏نويسد: چون حسنين و محمد بن حنفيه و اصحاب حضرت اميرمؤمنان عليه‏السلام از دفن آن حضرت باز شدند و به سوگواري پرداختند، جناب ام‏کلثوم روي به ايشان کرد و در مرثيه‏ي آن حضرت، مرثيه‏اي انشا فرمود که هيچ کس از دوست و دشمن بر جا نماند؛ جز آن که از ناله و نوحه آن مخدره به ناله و نوحه درآمد؛ چندان که از شدت اثر ناله‏ي آن حضرت هيچ وقت مردمان را از آن افزون در اندوه و غم نيافته بودند و از جمله‏ي آن اشعار، اين شعر است که مرقوم است:



و تبکي أم‏کلثوم عليه

بعبرتها و قد رأت اليقينا (ام‏کلثوم هم بر سوگ پدرش اميرالمؤمنين مي‏گريد و اشک مي‏افشاند و به راستي مرگ آن حضرت را به چشم مي‏بيند.)



اما راقم حروف چنان مي‏داند که اگر جناب ام‏کلثوم هم انشاي شعري فرموده است، نه آن است که جملگي اين اشعار را فرموده باشد. شايد بعد از آن که ابوالاسود يا ديگري در مرثيه‏ي آن حضرت انشاي اين اشعار کرده باشند، ام‏کلثوم تذکره فرموده و يا خود آن حضرت نيز بر آن سبک شعري چند فرموده باشد؛ چنان که اين شعر اخير نيز بر اين بيان شهادت تواند داد نيز مي‏رساند که جز از ام‏کلثوم نام ديگري در اين اشعار مذکور نيست و اگر زينب کبري که داراي آن مراتب فصاحت و بلاغت، شأن و جلال است، جز ام‏کلثوم بودي، چگونه در اين مصيبت بزرگ آغاز مرثيه نکرده باشد؟!

و هم در بيت الاحزان مذکور است که به روايتي، چون از کار غسل حضرت اميرمؤمنان عليه‏السلام فراغت يافتند، امام حسن سلام الله عليه فرمود: «اي خواهر! اي زينب! اي ام‏کلثوم! حاضر کنيد بقيه‏ي کافوري را که جدم رسول خدا براي پدرم معين فرموده است.»

پس زينب به تعجيل بشتافت و حاضر ساخت. چون سرش بگشودند، جمله‏ي خانه‏ها و کوچه‏ها و طرق و شوارع کوفه از شدت بويش معطر شد.

و نيز مي‏گويد: در حديثي وارد است که جناب ام‏کلثوم با ناله و افغان در پناه برادر خود امام حسين عليه‏السلام در عقب جنازه پدر بزرگوارش مي‏رفت تا بر سر تربت طاهر آن حضرت.»

و در بعضي کتب نوشته‏اند: «امام عليه‏السلام او را از تشييع جنازه منع فرمود.»

از اين اخبار نيز مي‏تواند رسيد که: «زينب همان ام‏کلثوم باشد و امام حسن در مقام زاري و ندبه چنان که معمول است، او را به نام و کنيت هر دو خوانده باشد؛ و گرنه مي‏فرمود: اي خواهران.»

و صاحب «حبيب السير» در زير بيان شهادت جناب اميرالمؤمنان عليه‏السلام از کتاب مستقصي حديث کند که در شب شهادت با دخترش ام‏کلثوم از شهادت خود و رؤياي خود حديث فرمود؛ چنان که به آن اشارت رفت.

و نيز صاحب «عمدة الطالب» در شهادت آن حضرت چون «ناسخ التواريخ» حديث کند و گويد: «چون اميرمؤمنان عليه‏السلام براي نماز بامداد بيرون شد، بطي (بط: اردک.) چند که در صحن سراي از بهر کودکان بودند، صيحه برآوردند. پاره‏اي از خدام به طرد آن‏ها بيامدند. فرمود: «دعوهن فانهن نوائح». اين‏ها را به خود گذاريد که نوحه‏کنندگان باشند. دخترش زينب عرض کرد: «جعده را بفرماي تا مردمان را نماز بگذارد.»

و چون ابن‏ملجم را بعد از آن که آن حضرت را ضربت بزد، بياوردند، زينب، دختر آن حضرت آن کلمات مذکوره را که ديگران به ام‏کلثوم منسوب مي‏دارند، بدو بفرمود و جوابي نزديک به جواب مذکور بشنيد. در الفصوص المهمة به اين داستان به اندک تفاوتي اشارت رفته و گويد: «جناب ام‏کلثوم، دختر سيد و آقاي ما علي عليه‏السلام با ابن‏ملجم بانگ زد و آن کلمات مذکوره و جواب او را مي‏نگارد.»

صاحب «نورالابصار» نيز مانند صاحب «الفصول المهمة» اشارت کند و سبط ابن‏جوزي نيز چون صاحب الفصول المهمة به اندک تفاوتي اشارت کند و صاحب «کشف الغمة» و ابوالفرج در «مقاتل الطالبيين» به صاحب الفصول المهمة و نورالابصار اقتفا کرده و به اندک اختلافي مرقوم داشته است و همه به ام‏کلثوم راجع داشته‏اند.

اکنون همي‏گوييم که با اين تفحص و تأمل و استيعابي که در کتب متعدده در بيان اين مطلب به جا رفت و نيز در همين کتاب در تبيين اين حال به بسط مقال گذشت، چنان در خاطر خطور همي‏کند و در پيشگاه نظر جلوه‏گر مي‏افتد که اين زينب کبري همان ام‏کلثوم کبري است که از فاطمه زهرا سلام الله عليها است.

و ممکمن است ام‏کلثوم صغري که به سراي عمر برفت، از ديگر زوجات مکرمات بوده است. يا اگر از بطن مطهر صديقه طاهره بوده است، در اين اوقات حضور نداشته و از آن پيش وفات کرده است. اين نيز با اخبار مسطوره و توضيحات مذکوره در سابق و لاحق توافق نجويد؛ مگر اين که حضرت زينب کبري همان ام‏کلثوم کبري باشد و گاهي به نام و وقتي به کنيت و گاهي برحسب اقتضاي مقام، هم به نام و کنيت هر دو مخاطب شده باشد و بر پاره‏اي نگارندگان که نه چندان دقيق النظر بوده‏اند، دو تن نموده آيد.

يا ام‏کلثوم از زوجات ديگر به سراي عمر رفته باشد و غير از ام‏کلثوم کبري باشد که به سراي عبدالله ابن جعفر برفت و اگر گاهي سخن از بنات يا لفظ خواهران به صيغه‏ي جمع رفته باشد، نظر به ديگر بنات محترمات اميرمؤمنان عليه‏السلام است که جز از بطن صديقه طاهره به وجود آمده‏اند.

و ممکن است اگر حضرت فاطمه را دو دختر باشد، يکي در زمان خود آن حضرت وفات کرده باشد و اين که اغلب اشارت به ام‏کلثوم است، از آن است که از ديگر اخوات مکرمات مهين‏تر و به سبب حضرت فاطمه از ديگران اشرف و بر جملگي برتر و مقام رياست و رفعت دارد.

و از اين گونه اشتباهات براي بعضي نويسندگان که متحمل تتبع کامل نمي‏شوند، يا به کتب متعدده معتبره دست ندارند، يا در فهم اخبار آن چند که مي‏شايد توانا نيستند، يا چندان با نظر تدقيق نمي‏روند، فراوان افتد، چنان که بر دانايان اخبار در اغلب مواقع مشهود است، و گرنه چگونه تواند بود که گروهي از اعيان نويسندگان و ارکان اهل خبر حديثي را از معصومي نسبت به معصومي دهند و پاره‏اي ديگر همان نسبت را به مخاطبه ديگر آورند و در هيچ يک، هر دو تن را در آن مقام که بايد در يک جا نام نبرند. هر کس زينب گويد، ام‏کلثوم را نام نبرد وآن کس که ام‏کلثوم گويد، به زينب نسبت ندهد.

و نيز بسيار تواند بود که هر دو گروه صحيح نوشته باشند، اما کتب مستنسخه در مرور ايام و تجديد استنساخ به سقوط يک حرف يا اضافه حرفي، مطلبي عمده را از مقام خود بگردانند و اسباب شبهت نگارندگان و ترديد مؤلفان و زحمت بينندگان آيند. چه فهم سقيم از عليل و صحيح از کليل جز به تتبع و تعقل و تفکر و تجديد نظر و سنجيدن اخبار و تحصيل انواع آثار و اطلاع بر حکايات و ملاحظه‏ي حال راوي و مروي عنه و بصيرت تامه در عموم روايات متشتته و اجتهاد کامل حاصل نيايد؛ چنان که از اين پس نيز در پاره‏اي مقامات مکشوف افتد.

مع ذلک کله بر حقيقت حال حکومت به صراحت نتوان کرد و کنه مطلب را جز آن کس که به کنهش نمي‏توان شناخت يا آنان که به فضل او راسخون در علم هستند نمي‏داند، نعوذ بالله من هفوات اللسان و زلات الأقدام.

سپهر، ناسخ التواريخ حضرت زينب کبري عليهاالسلام، 202 - 193/1

چون اميرمؤمنان عليه‏السلام در شب چهارشنبه نوزدهم شهر رمضان به سراي خويش رفت و از بهر نماز به پا ايستاد، ام‏کلثوم دو قرص نان جوين و کاسه از شير در طبقي نهاد و آن طبق را با مقداري از نمک سوده پيش گذاشت. چون اميرمؤمنان عليه‏السلام از نماز فراغت جست و نگران آن طبق گشت، فرمود: «اي دختر! خاص من در يک طبق دو نان خورش حاضر مي‏کني. مگر نمي‏داني که من بر راه پسر عم خود رسول خدا مي‏روم؟ مگر نمي‏داني در حلال دنيا حساب است و در حرام دنيا عذاب؟ سوگند به خداي افطار نمي‏کنم تا از اين دو خورش جز يکي را به جا نگذاري.»

پس ام‏کلثوم شير را برگرفت و آن حضرت سه لقمه از نان جوين با نمک خورش ساخت و ابتدا به نماز کرد و در آن شب فراوان از خانه بيرون مي‏شد و در آسمان مي‏نگريست و مي‏گريست و به خانه باز مي‏آمد و به نماز مي‏ايستاد و در آن شب سوره‏ي مبارکه «يس» را تلاوت فرمود. پس از تعقيب نماز، او را خواب در ربود و هم در زمان از خواب انگيخته شد و گفت: «لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم؛ خداوندا! مرا در لقاي خود برکت فرماي.»

فقال تلک الليلة: اني رأيت رسول الله فشکوت اليه و قلت: ما لقيت من أمتک من الأود و اللدد، فقال: ادع الله عليهم، فقلت: اللهم أبدلني بهم خيرا منهم و أبدلهم بي شرا مني.

فرمود: «هم اکنون رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم را در خواب ديدم و به حضرت او شکايت بردم و از خصومت امت و ناراستي و ناهمواري ايشان بناليدم.»

فرمود: «ايشان را به دعاي بد ياد کن.»

پس گفتم: «اي خداي من! مرا از اين جماعت بهتر از اين جماعت، و به جاي من شريري و ستمکاري بر ايشان بگمار.»

و هر ساعت از خانه بيرون مي‏شد و همي‏گفت: «و الله ما کذبت و لا کذبت و انها الليلة التي وعدت؛ سوگند به خدا، دروغزن نيستم و به من دروغ نگفته‏اند. اين است آن شبي که رسول خداي مرا وعده شهادت داده است؛ «و يقول أحب أن ألقي الله تعالي و أنا جهيض». مي‏فرمود: «دوست دارم ملاقات خداي را و حال آن که اين جهان را نديده باشم و و با مردم اين جهان عيش نکرده باشم.»

ام‏کلثوم عرض کرد: «اي پدر، امشب اين اضطراب چيست که در تو مي‏نگرم؟»

فرمود: «اي فرزند! صبح اين شب من شهيد خواهم شد.»

مکشوف باد که مرا سخت عجب مي‏آيد از ابي ابي الحديد که بعد از آن که از معجزات اميرمؤمنان عليه‏السلام مبلغي مي‏نگارد و از اخبار آن حضرت از مغيبات فراوان مي‏نويسد و خبر شهادت اميرمؤمنان عليه‏السلام را به دست ابن‏ملجم از رسول خداي صلي الله عليه و آله و سلم رقم مي‏کند و اميرمؤمنان عليه‏السلام همه روزه تذکره مي‏فرمايد، آن گاه مي‏گويد: اميرمؤمنان وقت شهادت خود را نمي‏دانست؛ بلکه چون از رسول خداي شنيده بود که به دست ابن‏ملجم لحيه مبارکش از خون سر خضاب مي‏شود، اجمالا علمي داشت و نيز بعد از زخم نمي‏دانست که آن جراحت موجب هلاکت خواهد شد يا التيام خواهد پذيرفت.»

عجب‏تر آن که بسيار کس از طلاب علوم و متفقهين بر اين رفته‏اند که اميرمؤمنان از وقت شهادت خود بي‏خبر بود و امام حسين عليه‏السلام از تفصيل بليات سفر عراق آگهي نداشت و امام رضا عليه‏السلام انگور مسموم را نمي‏شناخت؛ و اگر نه، دانسته خويش را به مهلکه نمي‏انداخت. در حق ائمه عليهم‏السلام به اين عقيدت رفته‏اند و نسبت سهو و اسها به آل طاها داده‏اند و در اصلاح اين امر خيالات بعيده و تصورات باطله در هم بافته‏اند و از آن سوي حديث کنند که در همه عالم طفلي متولد نشود، الا آن که اميرمؤمنان عليه‏السلام حاضر باشد و هيچ کس نميرد، الا آن که اميرمؤمنان عليه‏السلام بر بالين او حاضر شود و هيچ کس را از گور برنخيزانند، الا آن که اميرمؤمنان عليه‏السلام نگران باشد.

العجب ثم العجب کسي که در آن واحد از شرق تا غرب عالم هر که بميرد بداند و خود را به او رساند. اين کي تواند شد که از وقت مرگ خويش بي‏خبر بماند؟ همانا اين اغلوطه از آن جا خورده‏اند که تکليف امام را قياس از تکليف خويش گيرند. «کار پاکان را قياس از خود مگير». حسن به جهم از حضرت رضا عليه‏السلام سؤال کرد: «اميرمؤمنان عليه‏السلام قاتل خويش را مي‏شناخت و شب شهادت و موضع شهادت را مي‏دانست. چگونه آن شب بيرون شد و حفظ خود را وقعي نگذاشت و حربه با خود برنداشت؟» «فقال عليه‏السلام: ذلک کان ولکن خير تلک الليلة لتمضي مقادير الله عزوجل».

حضرت رضا عليه‏السلام فرمود: «خداوند تبارک و تعالي اميرمؤمنان را در لقا و بقا مخير داشت و آن حضرت لقاي حق را بر بقاي دنيا اختيار کرد و رضاي حق را امضا داشت و از شر دشمن احتراز نفرمود؛ چه با تقدير حق دمساز بود. پس به حکم تقدير آن شب بايد درگذرد و حکم تقدير دگرگون نشود.» همانا هيچ کس را از اسرار آل محمد و سر قضا و قدر آگهي نباشد و نتواند آگهي داشت. عقول ناقصه انساني را با حکمت‏هاي کامله‏ي يزداني چه نسبت است؟ آب دريا را با پيمانه نتوان پيمود، و با نردبان از فلک زحل محل نتوان گرفت. (در اين بحث رساله‏هاي چند به دست علماي اعلام تصنيف شده، و تازه‏ترين آنها کتاب «علم الأئمة بالغيب، و الاعتراض عليه بالالقاء الي التهلکة، و الاجابات عنه عبر التاريخ» نوشته‏ي سيد محمدرضا حسيني جلالي، است، و کتاب «عروض البلاء علي الأولياء» تصنيف آيت الله سيد محمدهادي خراساني حائري (ت 1368 ه) که هر دو، در مجله‏ي عربي (تراثنا) شماره‏ي (37) به سال 1414 ه چاپ شده است.)

اکنون به سر داستان رويم.

چون بامدادان نزديک شد، اميرمؤمنان عليه‏السلام جامه در پوشيد و ميان بربست و آهنگ مسجد فرمود. چون به ميان سراي آمد، بطي چند که در سراي بود، بيرون عادت هر شب از پيش روي اميرمؤمنان عليه‏السلام درآمدند و بال همي افشان کردند و بانگ دردادند. بعضي از خدام پيش شدند که ايشان را برانند. اميرمؤمنان عليه‏السلام فرمود: «لا اله الا الله دعوهن فانهن صوائح تتبعها نوائح»؛ يعني «دست باز داريد از ايشان صيحه زنندگانند که از پي، نوحه‏کنندگان دارند.»

امام حسن عليه‏السلام عرض کرد: «يا أميرالمؤمنين ما هذه الطيرة؟ فقال: يا بني، لم أتطير ولکن قلبي يشهد أني مقتول»؛ «فال بد زدن چيست؟»

فرمود: «اي پسر! فال بد نمي‏زنم و تطير نمي‏کنم؛ لکن دل من شهادت مي‏دهد که کشته مي‏شوم.»

زينب عرض کرد: «اي پدر! فرمان کن تا جعده به مسجد رود و با مردم نماز گذارد.»

«فقال عليه‏السلام: مروا جعدة فليصل بالناس ثم قال: لا مضي من القدر»؛ فرمود: «بگوييد جعده برود و با مردم نماز گذارد.» پس بي‏تواني فرمود: «اين حکمي است که به تقدير خداي رفته است.»

و آهنگ راه کرد و اين اشعار انشاد فرمود:



اشدد حيازيمک للموت

فان الموت لاقيکا



و لا تجزع من الموت

اذا حل بواديکا



فان الدرع و البيضة

يوم الروع يکفيکا



کما أضحکک الدهر

کذاک الدهر يبکيکا



فقد أعرف أقواما

و ان کانوا صعاليکا



مصاريع الي النجدة

للغي متاريکا



همانا در شعر نخستين لفظ اشدد از ميزان شعر افزون است و عرب را عادت است که گاهي از براي تفهيم معني، لفظي را در شعر زياد آورند.

بالجمله، اميرمؤمنان عليه‏السلام روان شد و چون خواست از در سراي بيرون شود، قلاب در به کمر آن حضرت افتاد و کمر از ميان مبارکش باز شد. آن حضرت کمر را ديگر باره محکم کرد و فرمود: «اللهم بارک لي في الموت و بارک لي في لقائک» الهي! مرگ را بر من مبارک کن و لقاي خود را بر من خجسته فرماي!»

ام‏کلثوم از اصغاي اين کلمات فرياد وا ابتاه! و وا غوثاه! برداشت و امام حسن عليه‏السلام از قفاي آن حضرت روان شد و عرض کرد: «همي‏خواهم با تو باشم.»

فرمود: «به حق من که به جانب فراش خود باز شوي.»

امام حسن عليه‏السلام مراجعت کرد و با ام‏کلثوم حزين و غمگين بنشست. از آن سوي ابن‏ملجم و شبيب و وردان که در مسجد انتظار اميرمؤمنان عليه‏السلام را مي‏بردند، اشعث بن قيس که با ايشان نيز مواضعه داشت، حاضر مسجد بود، به ابن‏ملجم گفت: «يا ابن‏ملجم، النجا النجا بحاجتک فقد فضحک الصبح»؛ يعني «اي پسر ملجم! در اسعاف حاجت تعجيل کن از آن پيش که تو را روشني صبح رسوا کند.»

حجر بن عدي که بر ايشان عبور مي‏داد، اين کلمات را بشنيد. روي با اشعث کرد و گفت: «تقتله يا أعور؛ تو اميرمؤمنان را به قتل مي‏رساني.»

اين بگفت و از در مسجد بيرون شد و طريق سراي اميرمؤمنان عليه‏السلام را پيش داشت تا او را از اين قصه آگهي دهد. از قضا، آن حضرت را ديدار نکرد. چه اميرمؤمنان عليه‏السلام از راه ديگر به مسجد آمد و حکم قضا به امضا رسيد. وقتي حجر بن عدي مراجعت مي‏کرد، همي‏شنيد که گفتند: «قتل أميرالمؤمنين.»

اما اميرمؤمنان عليه‏السلام وارد مسجد شد و قنديل‏هاي مسجد خامد و خاموش بود. آن حضرت در تاريکي شب رکعتي چند نماز بگذاشت و لختي مشغول تعقيب گشت. آن گاه بر بام مسجد برآمد و به سفيده‏ي صبح خطاب کرد که: «هيچ وقت طالع نشدي که من خفته باشم.»

پس انگشتان مبارک را بر گوش نهاد و بانگ اذان در داد. هيچ خانه در کوفه نبود که چون آن حضرت اذان گفتي، بانگ اذانش نرسيدي. آن گاه از مئذنه به زير آمد و خداي را همي تقديس کرد و تهليل گفت و اين چند مصراع قرائت فرمود:



خلو سبيل المؤمن المجاهد

في الله لا يعبد غير الواحد



و يوقظ الناس الي المساجد

و همي‏گفت: «الصلاة الصلاة» و خفتگان را از خواب برمي‏انگيخت از براي نماز. ابن‏ملجم در ميان خفتگان به روي در افتاده بود و شمشير خويش در زير جامه داشت. چون اميرمؤمنان به او رسيد، فرمود: «برخيز براي نماز و به روي در مخواب که اين خواب شياطين است. بر دست راست بخواب که خواب مؤمنان است و بر پشب بخواب که خواب پيغمبران است.»



آن گاه فرمود: «قصدي در خاطر آورده‏اي که نزديک است آسمانها فرو ريزد و زمين چاک شود و کوهسارها نگون شود و اگر بخواهم، مي‏توانم خبر داد که در زير جامه چه داري.»

و از او درگذشت و به محراب آمد و به نماز درايستاد و مردمان به هم برآمدند و صف جماعت راست کردند.

ابن‏ملجم با اين که از رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم شنيده بود که اميرمؤمنان عليه‏السلام را اشقاي امت شهيد مي‏کند و قطام را همي‏گفت: «مي‏ترسم من آن کس باشم و بر آرزو نيز دست نيابم.»

و آن شب تا بامداد در انديشه اين امر عظيم بود. عاقبت سيلاب شقاوت او اين خيالات گوناگون را چون خس و خاشاک به طوفان فنا داد و عزم خويش را در قتل اميرمؤمنان عليه‏السلام درست کرد و بيامد در کنار آن استوانه که در پهلوي محراب بود، جا گرفت. وردان و شبيب نيز در گوشه خزيدند.

چون اميرمؤمنان عليه‏السلام رکعت اول را بگذاشت و سر از سجده‏ي نخستين برداشت، شبيب بن بجره بانگ زد: «لله الحکم يا علي لا لک و لا لأصحابک»؛ يعني: «حکم خاص خداوند است. تو نتواني از خويشتن حکم کني و کار دين را به حکومت حکمين بار گذاري.»

ابن بگفت و تيغ براند. تيغ او بر طاق آمد و زخم او خطا کرد. از پس او عبدالرحمان بن ملجم اين کلمات بگفت و شمشير بر فرق اميرمؤمنان عليه‏السلام فرود آورد. از قضا، زخم او به جاي زخم عمرو بن عبدود آمد تا موضع سجده را بشکافت. آن حضرت فرمود: «بسم الله و بالله و علي ملة رسول الله فزت و رب الکعبة» سوگند به خداي کعبه که رستگار شدم.

آن گاه فرمود: «لا يفوتنکم الرجل» زننده‏ي اين ضرب را مأخوذ داريد.»

مردم چون بريق سيف را نگريستند و بانگ اميرمؤمنان عليه‏السلام را شنيدند، به جانب محراب دويدند و ديدند که آن حضرت خاک بر مي‏گيرد و بر موضع جراحت مي‏ريزد و اين آيه‏ي مبارک را تلاوت مي‏فرمايد:

(منها خلقناکم و فيها نعيدکم و منها نخرجکم تارة أخري) (طه، 55).

يعني: «از زمين خلق کردم شما را و به زمين بر مي‏گردانم شما را و از زمين بيرون مي‏آورم شما را بار ديگر.»

و همي‏فرمود: «هذا ما وعدنا الله و رسوله.»

و هنگام ضرب ابن‏ملجم زمين بلرزيد و دريا بردميد و آسمان متزلزل شد و درهاي مسجد با يکديگر متصادم شد و فرشتگان بگريستند و بادي سخت بوزيد که جهان را تاريک ساخت و جبرئيل در ميان آسمان و زمين ندا در داد؛ چنان که مردم بشنيدند و همي‏گفت:

«تهدمت و الله أرکان الهدي و انطمست أعلام التقي و انفصمت العروة الوثقي قتل ابن عم محمد المصطفي قتل الوصي المجتبي قتل علي المرتضي قتله أشقي الأشقياء.»

چون ام‏کلثوم نداي نعي جبرئيل بشنيد، روي را لطمه بزد و گريبان بدريد و فرياد برداشت: «وا أبتاه! وا علياه! وا محمداه!»

و امام حسن و امام حسين عليهماالسلام از خانه بيرون شدند و طريق مسجد گرفتند و همي‏شنيدند که مردم گويند: «وا اماماه! سوگند به خداي کشته شد امام مجاهدان کسي که هرگز اصنام و اوثان را سجده نکرد و اشبه مردم بود به رسول خداي.»

پس به مسجد درآمدند و همي‏گفتند: «وا ابتاه! وا علياه! کاش بمرده بوديم و اين روز را نمي‏ديديم!»

و آن حضرت را نگريستند که در ميان محراب درافتاده و جعده و جماعتي از اصحاب و انصار آن حضرت حاضرند تا مگر او را از بهر نماز برخيزانند و او توانا نيست. پس امام حسن عليه‏السلام را بفرمود تا با مردم دو رکعت نماز خفيف بگذاشت و اميرمؤمنان عليه‏السلام نماز خويش نشسته به اشارت تمام کرد و از زحمت زهر و شدت زخم به جانب يمين و شمال متمايل شد.

چون امام حسن عليه‏السلام از نماز فراغت يافت، سر پدر را در کنار گرفت و همي‏گفت: «اي پدر! پشت مرا شکستي. چگونه تو را به اين گونه نگران باشم؟»

اميرمؤمنان چشم بگشود و فرمود: «اي فرزند! از پس امروز پدر تو را رنجي و المي نيست. اينک جد تو محمد مصطفي و جده تو خديجه کبري و مادر تو فاطمه زهرا و حوريان بهشت حاضرند و انتظار پدر تو را دارند. تو شاد باش و دست از گريستن بدار که فرشتگان آسمان بر گريه تو مي‏گريند.»

بالجمله، با رداي اميرمؤمنان عليه‏السلام جراحت سر را محکم ببستند و آن حضرت را از محراب به ميان مسجد آوردند و امام حسن عليه‏السلام سر پدر را در دامن داشت و هم چنان خون سيلان مي‏کرد و اميرمؤمنان عليه‏السلام آن خون را بر روي مبارک طلي مي‏فرمود.

اين وقت آن حضرت را از مسجد حمل دادند و به سرا آوردند و ابن ملجم را دست به گردن بسته در خانه محبوس بداشتند و مردم در گرد سراي اميرمؤمنان عليه‏السلام فرياد گريه و عويل درافکندند. امام حسن عليه‏السلام چندان گريست که چشم‏هاي مبارکش مجروح شد. اميرمؤمنان عليه‏السلام او را پيش خواست و چهره‏اش را از آب چشم مسح فرمود و دست مبارک را بر سينه‏اش فرود آورد.

و قال: يا بني، أسکن الله قلبک بالصبر و عظم الله أجرک و أجر اخوتک بمصابکم بي و أسکن الله اضطرابک يا بني و أسکن دموع عينيک فان الله يوجرکم بقدر مصابکم بي.

پس آن حضرت را اندر حجره‏ي مصلاي خود جاي داد و زينب و ام‏کلثوم و ديگر فرزندان در کنار او بنشستند و سخت بگريستند. در ميان اطبا، اثير بن عمرو بن هاني السلولي نامدار بود و صاحب کرسي بود و او يک تن از چهل تن غلام است که خالد وليد در عين التمر اسير گرفت؛ چنان که در کتاب رسول خداي به شرح رفت. بالجمله او را از بهر مداوا حاضر کردند. چون در جراحت اميرمؤمنان عليه‏السلام نگريست، بفرمود که گوسفند ماده‏اي بياوردند و ذبح کردند. ريه‏ي او را بگرفت و گرم بر جراحت بست و سخت در ريه بدميد تا اطرافش به اقصاي جراحت رسيد و لختي بگذشت. سپس برداشت. بعضي از سفيدي دماغ در آن ريه ديدار گشت. عرض کرد: «زخم اين دشمن خداي به مغز رسيده و کار از تدبير بيرون شده است.»

اصبغ بن نباته گويد: به اتفاق حارث و سويد بن غفله و جماعتي از مسلمانان بر در خانه علي عليه‏السلام بوديم و بانگ به ناله در مي‏داديم. امام حسن عليه‏السلام از خانه بيرون شد و گفت: «اي مردمان! اميرمؤمنان عليه‏السلام در سختي و رنج و تعب است. به خانه‏هاي خويش باز شويد.»

مردم پراکنده شدند و من به جا ماندم. ديگر باره از خانه بيرون شد و فرمود: «نگفتم باز خانه شويد؟»

عرض کردم: «بأبي أنت و أمي! تا من اميرمؤمنان را ديدار نکنم، باز نشوم.»

مرا به درون خانه برد. آن حضرت را نگريستم که بر وساده‏ي جاي داشت و سر را با عمامه‏ي زردي بسته بود و خون همي‏رفت. ندانستم عمامه‏ي صفرا زردتر بود يا روي مبارکش. سخت بگريستم. «فقال لي: لا تبک يا أصبغ فانها و الله الجنة.» فرمود: «اي اصبغ! گريه مکن. من به بهشت مي‏روم.»

عرض کردم: «فداي تو شوم؛ والله مي‏دانم تو به جنت مي‏روي. من بر مفارقت تو مي‏گريم.»

و گاهي از سريان زهر و زحمت زخم، آن حضرت بي‏خويشتن مي‏شد. لبابه بر فراز سر آن حضرت جا داشت وام‏کلثوم در جانب پاي نشسته بود. اين وقت اميرمؤمنان عليه‏السلام لختي عرق کرد و به خويش آمد و به جانب ايشان نگريست. «فقال: الرفيق الأعلي خير مستقرا و أحسن مقيلا»؛ فرمود: «ملکوت خداوند بهترين قرارگاه و نيکوترين خوابگاه است.»

کرتي ديگر چون به خويش آمد، امام حسن کاسه‏اي از شير پيش داشت، اميرمؤمنان عليه‏السلام بگرفت و اندک بياشاميد و باز داد و فرمود: «اين شير را بدان اسير دهيد تا بياشامد و او را از خوردني و آشاميدني دريغ مداريد.»

مردي ابن‏ملجم را گفت: «اي دشمن خدا! خوشدل مباش که اميرمؤمنان را بهبودي به دست شود.»

گفت: «پس ام‏کلثوم بر چه کس مي‏گريد؟ بر من مي‏گريد يا بر علي سوگواري مي‏کند؟ سوگند به خداي که اين شمشير را با هزار درهم خريدم و با هزار درهم آن را به زهر سيراب ساختم و هر نقصان که داشت، به اصلاح آوردم و با چنان شمشير ضربتي بر علي زدم که اگر آن ضربت را بر اهل مشرق و مغرب قسمت کنند، همگان بميرند.» به روايتي، زينب ابن‏ملجم را فرمود: «واي بر تو! کشتي اميرمؤمنان را؟!»

گفت: «پدر تو را کشتم. اگر او را اميرمؤمنان دانستم، هرگز نکشتم.»

پس امام حسن عليه‏السلام ابتدا به غسل کرد و امام حسين عليه‏السلام آب همي‏ريخت و بدن مبارک اميرمؤمنان هنگام غسل خود از اين سوي به آن سوي مي‏شد. چون کار به پاي رفت، امام حسن عليه‏السلام زينب را ندا داد تا سهم حنوط اميرمؤمنان عليه‏السلام را که از پيغمبر و فاطمه به جا مانده بود، حاضر ساخت. چون آن حنوط را سر بگشودند، شهر کوفه را به جمله از بوي خوش آکنده ساخت. پس آن حضرت را کفن کردند و در نعش نهادند. پس به حکم وصيت اميرمؤمنان عليه‏السلام دنبال نعش را حسنين عليهماالسلام برداشتند و مقدم نعش را جبرئيل و ميکائيل حمل دادند و مرئي نبودند. گروهي خواستند به مشايعت نعش بيرون شوند، امام حسن عليه‏السلام ايشان را به مراجعت فرمان کرد؛ چون از شهر بيرون شدند، چنان که در کتاب درر المطالب مسطور است، سواري را بر فرسي نگريستند که بوي فريشتگان از وي بر مي‏دميد و ايشان را سلام داد. آن گاه به امام حسن فرمود: «أنت حسن بن علي رضيع الوحي و التنزيل و خليفة أبيک»؛ «يعني توئي حسن پسر علي که شيرخواره وحي و تنزيلي و خليفه پدرت اميرمؤمنان؟»

گفت: «چنين است.» پس روي به امام حسين عليه‏السلام کرد؛ «ثم قال: و هذا الحسين بن علي سبط الرحمة و فطيم النبوة و ربيب العصمة»؛ يعني: «اين است حسين بن علي که فرزند رحمت و شير باز کرده نبوت و تربيت يافته عصمت است.» بگفت: «چنين است.»

آن گاه روي به نعش مبارک کرد و فرمود: «و هذا أميرمؤمنان سيد الوصيين و خليفة رب العالمين؟»

امام حسن عليه‏السلام فرمود: «چنين است.»

آن گاه فرمود:«اين نعش را به من بگذاريد و بگذريد.»

امام حسن عليه‏السلام فرمود: «ما را اميرمؤمنان فرمان کرده است که جز بر جبرئيل و اگر نه بر خضر کسي را تسليم نکنيم. اکنون بگوي تو کدامي؟»

آن سوار نقاب برگرفت. امام حسن نگريست که اميرمؤمنان عليه‏السلام است، امام حسن از اين شگفتي در عجب رفت و تبسم فرمود، «فقال له: أتعجب يا أبامحمد ان أباک لا تموت نفس في شرق الأرض و غربها الا و يحضر فيها شخصه»؛ فرمود: «آيا عجب مي‏کني اي حسن! همانا هيچ کس در مشرق و مغرب نميرد، الا آن که پدر تو در بالين او حاضر است.»

بالجمله، تا به موضع غري طي مسافت کرد. پس بيش روي نعش بر زمين فرو آمد. لاجرم نعش را فرو نهادند و امام حسن به جماعت بر آن جنازه نماز کرد و هفت تکبير بگفت و نماز را به پا برد.

سپهر، ناسخ التواريخ اميرالمؤمنين عليه‏السلام، 304 - 303، 294، 293، 286 - 285، 281 - 274/4

بالجمله، بعد از وفات اميرمؤمنان و قتل عبدالرحمان بن ملجم چنان که در کتاب علي عليه‏السلام به شرح رفت، نخست ابن‏عباس بر مردم درآمد و «فقال: ان أميرالمؤمنين توفي و قد ترک لکم خلفا فان أحببتم خرج اليکم و ان کرهتم فلا أحد علي أحد. فبکي الناس و قالوا: بل يخرج الينا»؛ گفت: «اي مردم! اميرمؤمنان به سراي ديگر سفر کرد و فرزندش را از براي شما مخلف گذاشت. اگر مي‏خواهيد بر شما بيرون شود؛ و اگر نه کسي را با کسي حرفي نيست.»

مردم بگريستند و گفتند: «بر ما درآيد.»

پس با جامه‏ي سياه امام حسن عليه‏السلام به مسجد درآمد و مردم گروه گروه در مسجد انبوه شدند و آن حضرت بر منبر صعود داد و خداوند را سپاس گذاشت و رسول خداي را درود فرستاد.

ثم قال: «لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون بعمل و لم يدرکه الآخرون بعمل، لقد کان يجاهد مع رسول الله فيقيه بنفسه و کان رسول الله يوجهه برايته فيکفيه جبرئيل عن يمينه و ميکائيل عن شماله، و لا يرجع حتي يفتح الله يديه، و لقد توفي في الليلة التي عرج فيها بعيسي بن مريم، و التي قبض فيها يوشع بن نون وصي موسي، و ما خلف صفراء و لا بيضاء الا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يبتاع بها خادما لأهله»

ثم خنقته العبرة فبکي و بکي الناس من حوله، ثم قال: «أنا ابن البشير، أنا ابن النذير، أنا ابن الداعي الي الله باذنه، أنا ابن السراج المنير، أنا من أهل بيت أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، أنا من أهل بيت فرض الله مودتهم في کتابه فقال تعالي: (قل لا أسألکم عليه اجرا الا المودة في القربي و من يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) فالحسنة مودتنا أهل البيت» ثم جلس.

در جمله مي‏فرمايد: «در اين شب مردي به سراي جاوداني تحويل داد که نه پيشينيان در طاعت يزدان از وي پيشي گرفتند و نه آيندگان ادراک مقام او توانند. همانا جهاد کرد به اتفاق رسول خدا و خويشتن را برخي راه او داشت و پيغمبر در جهاد با کفار رايت خويش را به او همي‏سپرد و جبريل از طرف راست و ميکائيلش از جانب چپ حافظ و ناصر بود و هرگز از جنگ روي برنتافت تا خداوندش بر اعدا نصرت نداد. همانا در شبي وفات کرد که عيسي بن مريم را به آسمان صعود دادند و يوشع بن نون وصي موسي را مقبوض داشتند و از زر و سيم چيزي مخلف نگذاشت؛ الا هفتصد درهم که از عطاياي او فاضل آمد و همي‏خواست که بدان مبلغ خادمي از براي اهل خويش ابتياع کند» به روايتي از براي ام‏کلثوم خواست.

چون سخن به اين جا آورد، گريه گلوي مبارکش را بينباشت. پس سخت بگريست و مردم بگريستند. آن گاه فرمود: «منم پسر بشارت دهنده به رحمت خداوند. منم پسر ترساننده به نقمت خداوند. منم پسر دعوت کننده به سوي خداوند. به اذن خداوند. منم پسر نور تابناک. منم از اهل بيتي که خداوند ايشان را پاک و مطهر ساخت. منم از اهل بيتي که خداوند در قرآن کريم محبت ايشان را واجب ساخت، آن جا که مي‏فرمايد: نمي‏خواهم از شما مگر دوستي اهل بيت را و آن کس که کسب کند آن حسنه را، افزون مي‏کنم از براي او نيکويي.» چون سخن به اين جا آورد، فرمود: «هان! اي مردم! آن حسنه، دوستي ما اهل بيت است.»

اين بگفت و بنشست.

سپهر، ناسخ التواريخ (امام حسن مجتبي عليه‏السلام)، /177 - 176.

[431] في بعض نسخ البحار: زينب و أم‏کلثوم، و ما نقلناه أصح بقرينة «هلمي» بلفظ المفرد و بقرينة «فبادرت زينب» الي آخره... و من هذا يظهر أن أم‏کلثوم الوارد ذکرها مکررا في هذه الرواية هي زينب عليهاالسلام.

[432] و هنگامي که حضرت اميرمؤمنان عليه‏السلام به جانب عراق توجه کردند، عبدالله جعفر را با آن مکرمه [حضرت زينب] با خود حرکت دادند. در کوفه در خبر شهادت آن حضرت مذکور است که يک شب در خانه‏ي امام حسن و شب ديگر در خانه‏ي امام حسين و يکشب در خانه‏ي ام‏کلثوم زينب بسر مي‏برد که شب نوزدهم ماه مبارک رمضان را در خانه‏ي آن مخدره بود و مراد به ام‏کلثوم عليا مخدره، زينب است.

و قال المفيد و الشيخ الطوسي في الأمالي: انه لما ضرب أميرالمؤمنين عليه‏السلام احتمل، فادخل داره، فقعدت لبابة عند رأسه، و جلست أم‏کلثوم عند رجليه، ففتح عينيه، فنظر اليها، فقال: الرفيق الأعلي خير مستقرا و أحسن مقيلا؛ فنادت أم‏کلثوم: وا أبتاه! ثم جاءت الي عبدالرحمان بن ملجم و قالت: يا عدو الله! قتلت أميرالمؤمنين عليه‏السلام؟ قال: انما قتلت أباک. قالت: يا عدو الله! اين لأرجو أن لا يکون عليه بأس؛ قال: فأراک لما تبکين عليه، والله لقد ضربته ضربة لو قسمت بين أهل الکوفة لأهلکتهم.

يعني: هنگامي که ابن‏ملجم ملعون ضربت بر فرق اميرمؤمنان زد، آن حضرت را به سوي خانه حمل دادند. لبابه بالاي سر آن حضرت نشست و ام‏کلثوم نزديک قدم‏هاي آن حضرت جلوس داد. اين وقت ديده‏هاي حق بين خود را گشود و به جانب ام‏کلثوم نظري کرد و فرمود: «اکنون به سوي خداوند مهربان سفر مي‏کنم که بهتر مقام و نيکوتر منزلي است.»

ناله‏ي ام‏کلثوم به وا ابتاه بلند شد. سپس به نزد ابن‏ملجم آمد و فرمود: «اي دشمن خدا! کشتي اميرمؤمنان را؟» آن ملعون گفت: «من نکشتم اميرمؤمنان را؛ بلکه پدر تو را کشتم.»

آن مخدره فرمود: «اميدوارم که بر پدرم از اين ضربت باکي نباشد.»

آن ملعون گفت: «گويا پس مي‏بينم تو را براي چه بر او گريه مي‏کني؟ براي اين که ضربتي بر او زدم که اگر آن را بر همه‏ي اهل کوفه قسمت کنند، همه را هلاک خواهد کرد.»

و ديگر از اخبار مرويه از حضرت زينب عليهاالسلام بنابر نقل علامه شهير شيخ جعفر نقدي در زينب کبري به نقل از نورالدين محمد بن المرتضي که به اسناد خود از حضرت عليا مخدره زينب عليهاالسلام روايت مي‏کند که فرمود: آن گاه که پدرم مريض شد، به شمشير عبدالرحمان بن ملجم مرادي، برادران مرا مخاطب ساخت و فرمود: «اي پسران من! چون من از دنيا رفتم، مرا غسل دهيد و با باقي مانده‏ي کافور بهشتي که از رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم و فاطمه زهرا زياد آمده است، مرا حنوط کنيد و بر عماري بگذاريد و توجه کنيد آن گاه که قسمت جلو تخت بلند شد، عقب آن را بلند کنيد.»

حضرت زينب مي‏فرمايد: «جنازه‏ي پدر مرا به همان ترتيب بلند کرديم تا نزديک زمين نجف رسيديم. مقدم عماري نزول کرد. برادران نيز تخت را بر زمين گذاشتند. برادرم حضرت حسن کلنگي بر زمين زد که قبر ساخته نمودار شد و در دو سطر به سرياني بر آن نوشته بودند:

«بسم الله الرحمن الرحيم، هذا قبر حفره نوح النبي صلي الله عليه و آله و سلم لعلي وصي محمد قبل الطوفان بسبعمائة عام».

آن گاه که پدرم را دفن کرديم، موقعي که مي‏خواستند روي قبر را بپوشانند، آخرين خشت لحد را برداشتند تا بار ديگر از جمال او بهره برگيرند. قبر خالي بود. معلوم نشد پدرم در زمين رفت يا در آسمان سير کرد.

آن گاه شنيدم صدايي که ما را تعزيت و تسليت مي‏داد و مي‏گفت: «أحسن الله لکم العزاء في سيدکم حجة الله علي خلقه».

محلاتي، رياحين الشريعة، 73 - 72، 246، 60/3.