بازگشت

عبدالله الأصغر أحد الشهداء مع الحسين


و قد ارتبك الأمر علي جماعة من الفطاحل، و ارتج باب البيان في التمييز، و قاموا وقعدوا عند قول الشيخ المفيد في الارشاد عبيدالله ابن النهشلية قتل مع الحسين عليه السلام، و ان التاريخ يذكر قتل عبيدالله بالمذار تحت راية ابن الزبير، و أعظم مقاوم لهذه المقالة، الفقيه العظيم من أعيان فقهاءنا الامامية محمد بن ادريس الحلي صاحب كتاب السرائر، فانه غلط المفيد تغليطا أساء فيه الأدب، و تجاوز طور الانسانية، و حيث أن الرجل كان فقيها، و علم النسب و الأخبار ليسا من صناعته، لذلك يقع في الخطأ من حيث يظن أنه مصيب، و الذي أوقعه في هذه الورطة هو ما سمعه من أهل التاريخ: أنه قتل مع ابن الزبير في المذار علي شط العمارة، و قبره معروف هناك يزار فظن [؟] و ظن من وافقه أن الشيخ المفيد جهل مثل هذا الذي اشتراك العوالم في معرفته. و الشيخ أبوعبدالله المفيد أجل من أن


يجهل مثل هذا المشهور أو يخفي عليه ما أخرجه كل أحد، و لم ينفرد الشيخ المفيد بهذه المقالة، بل سبقه قوم، و لحقه آخرون، كالحافظ الكنجي الشافعي في كفاية الطالب، و غلط من قال بخلاف قوله.

فالصحيح اذا أن عبدالله المقتول بكربلاء، و اسمه مكبر، غير عبيدالله المقتول بالمذار، و اسمه مصغر.

فلعلي عليه السلام من النهشلية عبدالله و عبيدالله و أبوبكر. نص علي ذلك في ناسخ التواريخ من قال أن عبدالله اسم لأبي بكر، يكون شاهدا أن للنهشلية ولدا يسمي عبدالله، لكن تخلية المكني بأبي بكر، و كون المفيد لم يذكر عبيدالله المصغر، فلعله سقط سهوا من قلمه الشريف، أو سقط من نسخة الأصل من قلم الناسخ، و كيف كان، فقد قال في (ناسخ التواريخ) ص 306، ج 5 عبدالله الأصغر، و كنيته أبوبكر، أمه ليلي بنت مسعود بن خالد ابن ربعي التميمية، قتل يوم الطف و هو حاضر في خدمة الامام الحسين عليه السلام، قاتله رجل من همدان، قيل: أنه في بداية الأمر رؤي قتيلا، و قال ابن شهرآشوب رحمه الله في المناقب ص 99، ج 4 في الشهداء مع الحسين عليه السلام من اخوته، و عبدالله الأصغر، و اعتمده الفاضل الدربندي في أسرار الشهادة ص 471، و العلامة المجلسي في البحار ص 257، ج 10؛ و ملا عبدالله في مقتل العوالم ص 115.

و قال الحافظ الكنجي في (كفاية الطالب): ذكر أبوالفرج في مقاتل الطالبيين الذين قتلوا مع أبي عبدالله الحسين عليه السلام: جعفرا و عليا و عثمان و العباس و محمد الأصغر، و أسقط عبدالله، و ما ذكره المفيد رحمه الله أشبه عندي بالصواب. و قال ص 298 ذكر من قتل مع الحسين بن علي عليه السلام و هم أحد و عشرون نفسا من أهل بيته، ستة نفر من اخوته: جعفر و عباس و عثمان و أبوبكر و محمد الأصغر و عبدالله، الي آخره.

و قال ابن الصباغ في الفصول المهمة ص 144: و محمد الأصغر المكني بأبي بكر عبدالله، الشهيدان مع أخيهما الحسين عليه السلام بكربلاء، أمهما ليلي بنت مسعود الدارمية.

و قال الطبري في (التاريخ) ص 9، ج 6: و تزوج (يعني أميرالمؤمنين) ليلي بنت مسعود


ابن خالد بن مالك بن ربعي بن سلم بن جندل بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، فولدت به عبيدالله و أبابكر، فزعم هشام بن محمد أنهما قتلا مع الحسين بالطف، و أما محمد بن عمر، فانه زعم أن عبيدالله بن علي قتله المختار بن أبي عبيد بالمذار، و زعم أنه لا بقية لعبيدالله و لا أبي بكر ابني علي، انتهي.

و حمل كلام المفيد علي ما صرح بن ابن شهرآشوب و غيره متعين، و لو حمله علي مذهب الكلبي، كان أولي من تغليطه، و ابن الكلبي أوثق من الواقدي و أعلم و أضبط. اتفق العلماء علي ضبطه و اتقانه، و ضعفوا الواقدي و رموه بالتخليط. قال في (الحدائق الوردية) المخطوطة، و عبدالله الأصغر بن علي عليه السلام أمه أم ولد، و قاتله غير قاتل أخيه عبدالله الأكبر، و أمه أم البنين؛ ثم ذكر أبابكر و أمه النهشلية.

و في كتاب (لوامع الأنوار) الفارسي لأبي الحسن المرندي ص 333 ذكر عبدالله الأكبر و عبدالله الأصغر.

و في (تاريخ أبي الفداء) ص 181، ج 1: و تزويج (يعني عليا عليه السلام) ليلي بنت مسعود النهشلية، فولد له منها عبدالله و أبوبكر، قتلا مع الحسين عليه السلام، انتهي.

و بهذا اتضح لي تصويب المفيد و تغليط ناقده ابن ادريس، و الخلاف في أمه أهي النهشلية أم أم ولد غير مخل في المقام.

المظفر، بطل العلقمي، 501 - 499/3

عده في جملة الشهداء عند:

محمد بن أبي طالب، تسلية المجالس و زينة المجالس، 329/2

الأمين، أعيان الشيعة، 610/1