بازگشت

دفنه


و ليس يعرف بالطف قبر أحد ممن قتل مع الحسين عليه السلام الا قبر العباس بن علي عليه السلام.

أبونصر، سر السلسلة، / 89

[1] و لما رحل [2] ابن سعد [3] ، خرج قوم من بني أسد كانوا نزولا بالغاضرية [4] الي الحسين عليه السلام و أصحابه، فصلوا عليهم [5] [6] و دفنوا الحسين عليه السلام حيث قبره الآن، و دفنوا ابنه علي ابن الحسين الأصغر [7] عند رجليه، و حفروا للشهداء من أهل بيته و أصحابه الذين صرعوا حوله مما يلي رجلي الحسين عليه السلام و جمعوهم، فدفنوهم جميعا [8] معا، [9] و دفنوا العباس بن


علي عليهماالسلام في موضعه الذي قتل فيه علي طريق الغاضرية، حيث قبره الآن [10] [11] .

المفيد، الارشاد، 118 / 2 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 108 - 107 / 45؛ البحراني، العوالم، 368 - 367 / 17؛ البهبهاني، الدمعة الساكبة، 11 / 5؛ القمي، نفس المهموم، / 388؛ القزويني، تظلم الزهراء؛ / 228 - 227؛ المازندراني، معالي السبطين؛ 71 / 2؛ المظفر، بطل العلقمي، 230 / 3؛ مثله الأمين، أعيان الشيعة، 613 / 1، لواعج الأشجان، / 199 - 198


فهؤلاء سبعة عشر نفسا من بني هاشم [12] رضوان الله عليهم أجمعين، اخوة الحسين عليه و عليهم السلام، و بنو أخيه و بنو عميه جعفر و عقيل [13] [14] ، و هم كلهم مدفونون مما يلي رجلي الحسين عليه السلام في مشهده، حفر لهم حفيرة و ألقوا فيها جميعا، و سوي عليهم التراب الا العباس بن علي عليهماالسلام، فانه دفن في موضع مقتله علي المسناة بطريق الغاضرية، و قبره ظاهر، و ليس لقبور اخوته و أهله الذين سميناهم أثر، و [15] انما يزورهم الزائر من عند قبر الحسين عليه السلام، و يؤمي الي الأرض التي نحو رجليه، بالسلام عليهم و علي بن الحسين عليهماالسلام في جملتهم، و يقال: انه أقربهم دفنا الي الحسين عليه السلام.

فأما أصحاب الحسين رحمة الله عليهم الذين قتلوا معه، فانهم دفنوا حوله، و لسنا نحصل لهم أجداثا علي التحقيق و التفصيل، الا أننا لا نشك أن الحائر محيط بهم رضي الله عنهم و أرضاهم، و أسكنهم جنان النعيم [16] .

المفيد، الارشاد، 130 / 2 مساوي مثله الطبرسي، تاج المواليد (من مجموعة نفيسة)، / 109 - 108؛ الدربندي، أسرار الشهادة، / 452


و هم كلهم قد دفنوا مما يلي رجلي الحسين عليه السلام، حفر لهم حفيرة و ألقوا جميعا فيها، و سوي عليهم التراب الا العباس بن علي فان قبره ظاهر.

[17] قال الشيخ المفيد أبوعبدالله - قدس الله روحه -: فأمأ أصحاب الحسين عليه السلام، فانهم مدفونون حوله، و لسنا نحصل لهم أجداثا علي التحقيق، الا أننا لا نشك أن الحائر محيط بهم [18] .

الطبرسي، اعلام الوري، / 250

مدفون بكربلاء و قبره مفرد. صلي عليه جابر بن عبدالله الأنصاري [19] .

ابن فندق، لباب الأنساب، 397 / 1

كلهم مدفونون معه في مشهده بكربلاء، الا العباس بن علي، فانه مدفون في مكان قتل فيه.

الكنجي، كفاية الطالب، / 447

قبره قريب من الشريعة حيث استشهد.

ابن عنبة، عمدة الطالب، / 394 مساوي عنه: القمي، نفس المهموم، / 332؛ الزنجاني، وسيلة الدارين، / 267؛ المظفر، بطل العلقمي، 230 / 3؛ مثله الحائري، ذخيرة الدارين، 144 / 1

و كلهم مدفونون مما يلي رجلي الحسين عليه السلام في مشهده، و انهم [20] حفروا لهم حفيرة عميقة و ألقوا فيها جميعا [21] و سوي عليهم التراب (رحمة الله عليهم).

و أما العباس، فانه دفن ناحية عنهم في موضع المعركة عند (المسناة)، و قبره ظاهر علي ما هو الآن، و ليس لقبور اخوته و بني عمه الذين سميناهم أثر ظاهر، و انما يزورهم الزائر عند رجلي الحسين و يؤمي الي الأرض و يشير اليهم بالسلام و علي بن الحسين من جملتهم. و قيل: انه أقرب منهم الي قبر أبيه.

و أما أصحاب الحسين الذين قتلوا معه من سائر الناس و هم ثلاثة و خمسون رجلا،


فانهم دفنوا حوله و ليس لهم أحداث علي الحقيقة، و لا شك أنهم في الحائر المقدس علي ما نقل من الثقاة و الحائر محيط بهم رضوان الله عليه أجمعين [22] .

الطريحي، المنتخب، 38 - 37 / 1 مساوي عنه: المظفر، بطل العلقمي، 230 / 3

فهؤلاء ثمانية عشر نفسا من بني هاشم، و هم كلهم مدفونون مما يلي رجلي الحسين عليه السلام، الا العباس، فانه دفن موضع قتله.

الجزائري، الأنوار النعمانية، 263 / 3

[23] أقول: و في بعض الكتب المعتبرة عن كتاب أسرار الشهادات [24] روي أنه لما ارتحل عمر [25] بن سعد (لعنه الله) من كربلاء و ساروا بالسبايا و الرؤوس [26] الي الكوفة [27] نزل بنو أسد مكانهم و بنوا بيوتهم و ذهبت نسائهم [28] الي الماء [29] ، اذا هن رأين جثثا حول المسناة و جثثا نائية عن الفرات، و بينهن جثة قد جللتهم بأنوارها و عطرتهم بطيبها، فتصارخن النساء


و قلن: هذا و الله جسد [30] الحسين و أهل بيته عليهم السلام، فرجعن الي بيوتهن صارخات، و قلن: يا بني أسد أنتم جلوس في بيوتكم و هذا الحسين و أهل بيته و أصحابه مجزرون كالأضاحي علي الرمال، و تسفي عليهم الرياح، فان كنتم ما نعهده فيكم من المحبة و الموالاة فقوموا و ادفنوا هذه الجثث. فان لم تدفنوها نتولي دفنها بأنفسنا.

فقال بعضهم لبعض: انا نخشي من ابن زياد و ابن سعد (لعنهم الله) [31] أن تصبحنا خيولهم فينهبوننا أو يقتلون أحدنا. فقال كبيرهم: الرأي أن نجعل لنا [32] عينا ينظر الي طريق الكوفة و نحن نتولي دفنهم. فقالوا: ان هذا الرأي السديد، ثم انهم وضعوا لهم عينا و أقبلوا الي جسد الحسين عليه السلام، و صار لهم بكاء و عويل، ثم انهم اجتهدوا علي أن يحركوه عليه السلام من مكانه ليشقوا له ضريحا فلم يقدروا أن يحركوا عضوا من أعضائه.

فقال كبيرهم: ما ترون؟ قالوا: الرأي أن نجتهد أولا في دفن أهل بيته، ثم نري رأينا فيه. فقال كبيرهم [33] : كيف يكون لكم دفنهم و ما فيكم من يعرف من هذا و من هذا؟ و هم كما ترون جثث بلا رؤوس قد غيرتهم الشمس و التراب من الريح، فلربما نسأل عنهم، فما الجواب؟

فبينما هم في الكلام اذ طلع عليهم أعرابي علي متن جواده [34] ، فلما رأوه انكشفوا عن تلك الجثث الزواكي.

قال: فأقبل الأعرابي و نزل عن ظهر [35] جواده [36] الي الأرض [37] ، و صار منحنيا كهيئة الراكع حتي أتي و رمي بنفسه علي جسد الحسين و جعل يقبله تارة و يشمه أخري، و قد بل لثامه من دموع عينيه، ثم رفع رأسه و نظر الينا فقال: ما كان وقوفكم حول هذه الجثث؟ فقالوا: أتينا لنتفرج عليها. فقال عليه السلام: ما كان هذا قصدكم. فقالوا: نعم يا أخا العرب الآن نطلعك علي ما في ضمائرنا. أتينا لندفن جسد الحسين عليه السلام فلم نقدر أن نحرك


عضوا من أعضائه، ثم اجتهدنا في دفن أهل بيته و ما فينا من يعرف من هذا و من هذا؟ و هم كما تري جثث بلا رؤوس، قد غيرتهم الشمس و التراب، فبينما نحن في الكلام اذ طلعت علينا، فخشينا أنك من أصحاب ابن زياد (لعنه الله) فانكشفنا عن تلك الجثث.

قال: فقام فخط لنا خطا [38] و قال: احفروا هاهنا، ففعلنا [39] فيها فقال: قدموا هذا و أخروا هذا [40] فوضعنا سبعة عشر جثة [41] بلا رأس [42] ، ثم خط لنا خطا [43] فقال: احفروا هاهنا، ففعلنا فوضعنا فيها باقي الجثث و استثني منها جثة واحدة، و أمر لنا أن نشق لها ضريحا مما يلي الرأس الشريف، ففعلنا، فدفناها ثم أقبلنا اليه لنعينه علي جسد الحسين عليه السلام، و اذا هو يقول لنا بخضوع و خشوع: أنا أكفيكم أمره، فقلنا له: يا أخا العرب كيف تكفينا أمره و كلنا قد اجتهدنا علي أن نحرك عضوا من أعضائه فلم نقدر عليه. فبكي بكاء شديدا فقال عليه السلام: معي من يعينني ثم انه بسط كفيه تحت ظهره الشريف و قال: بسم الله و بالله و في سبيل الله و علي ملة رسول الله صلي الله عليه و آله، هذا ما وعدنا الله تعالي و رسوله و صدق الله و رسوله ما شاء الله لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم. ثم أنزله وحده و لم يشرك معه أحدا منا، [44] ثم وضع خده بنحره الشريف هو يبكي فسمعناه يقول: طوبي لأرض تضمنت جسدك الشريف، أما الدنيا فبعدك مظلمة و الآخرة فبنورك مشرقة.

أما الحزن فسرمد و الليل فمسهد حتي يختار الله لي [45] دارك التي أنت مقيم بها، فعليك مني السلام يا ابن رسول الله و رحمة الله و بركاته، ثم شرج عليه اللبن و أهال عليه التراب، ثم وضع كفه علي القبر و خطه بأنامله و كتب: «هذا قبر الحسين بن علي بن أبي طالب الذي قتلوه عطشانا غريبا». ثم التفت الينا و قال: انظروا هل بقي أحد؟ قالوا: نعم يا أخا العرب، قد بقي بطل مطروح حول المسناة و حوله جثتان، و كلما حملنا جانبا منه سقط


الآخر لكثرة ضرب السيوف و السهام، فقال: امضوا بنا اليه، فمضينا اليه. فلما رآه انكب عليه يقبله و يبكي و يقول: «علي الدنيا بعدك العفا يا قمر بني هاشم، فعليك مني السلام من شهيد محتسب و رحمة الله و بركاته»، ثم أمر لنا أن نشق له ضريحا ففعلنا، ثم أنزله وحده و لم يشرك معه أحدا منا. ثم شرج عليه اللبن و أهال عليه التراب، ثم أمرنا بدفن الجثتين حوله، ففعلنا ثم مضي الي جواده فتبعناه و درنا عليه لنسأله عن نفسه، و اذا به يقول: أما ضريح الحسين عليه السلام فقد علمتم، و أما الحفيرة الأولي ففيها أهل بيته و الأقرب اليه ولده علي الأكبر، و أما الحفيرة الثانية ففيها أصحابه، و أما القبر المنفرد [46] فهو حامل لواء [47] الحسين عليه السلام حبيب بن مظاهر، و أما البطل المطروح حول المسناة فهو العباس بن أميرالمؤمنين عليهماالسلام.

و أما الجثتان فهما من أولاد أميرالمؤمنين عليه السلام، فاذا سألكم سائل فأعلموه.

فقلنا له: يا أخا العرب نسألك بحق الجسد الذي واريته بنفسك و ما أشركت معك أحدا منا، من أنت؟

فبكي بكاء شديدا فقال: أنا امامكم علي بن الحسين عليه السلام، فقلنا: أنت علي؟ فقال: نعم فغاب عن أبصارنا.

[48] و روي الكشي عن محمد بن مسعود عن جعفر بن أحمد، عن حمدان بن سليمان، عن


منصور بن العباس، عن اسماعيل بن سهل، عن بعض أصحابنا، و سألني أن أكتم اسمه. قال: كنت عند الرضا عليه السلام فدخل عليه علي بن أبي حمزة و ابن السراج و ابن المكاري، فقال له ابن أبي حمزة بعد كلام جري بينهم و بينه عليه السلام في امامته: انا روينا عن آبائك عليهم السلام: أن الامام لا يلي أمره الا امام مثله، فقال له أبوالحسن عليه السلام: فأخبرني عن الحسين بن علي عليهماالسلام كان اماما أو غير امام؟ قال: كان اماما. قال: فمن ولي أمره؟ قال: علي بن الحسين، و أين كان علي بن الحسين عليه السلام؟ قال: كان محبوسا بالكوفة في يد عبيدالله بن زياد (لعنه الله). قال: خرج و هم لا يعلمون حتي ولي أمر أبيه عليه السلام، ثم انصرف فقال له أبوالحسن عليه السلام: ان هذا أمكن علي بن الحسين عليه السلام أن يأتي كربلاء فيلي أمر أبيه ثم ينصرف، فهو يمكن صاحب هذا الأمر أن يأتي بغداد ويلي أمر أبيه، ثم ينصرف و ليس في حبس و لا في أسر (الحديث). [49] .

البهبهاني، الدمعة الساكبة، 14 - 11 / 5 مساوي مثله المازندراني، معالي السبطين، 70 - 67 / 2

[50] [51] من كتاب اكسير العبادات في أسرار الشهادة: ان فيما يتعلق بدفن الجسد الطيب الطاهر، النور الأنور لسيد الشهداء روحي له الفداء فاعلم، انه ذكر بعض الثقات أنه [52] روي السيد نعمة الله الجزائري في كتاب مدينة العلم، عن رجاله، عن عبدالله الأسدي، أنه [53] قال: كان الي جنب العلقمي حي من بني أسد، فتمشت نساء ذلك الحي الي المعركة،


فرأين جثث أولاد الرسول، و أفلاذ حشاشة الزهراء البتول، و أولاد علي أميرالمؤمنين، فحل الفحول، و جثث أولادهم [54] في تلك الصحاري و هاتيك القفار تشخب الدماء من جراحاتهم، [55] كأنهم قتلوا في تلك الساعة، فتداخل النساء من ذلك [56] المقام العجب [57] ، فابتدرن الي حيهن [58] ، و نقلن لأزواجهن ما شاهدنه، ثم قلن لهم: بم تعتذرون من رسول الله صلي الله عليه و آله و أميرالمؤمنين و فاطمة الزهراء اذا وردتم عليهم، حيث أنكم لم تنصروا أولادهم، و لا دافعتم عنهم بضربة سيف، و لا بطعنة رمح، و لا بحذفة سهم؟ فقالوا لهن: انا نخاف من بني أمية، و قد لحقتهم الذلة، و شملتهم الندامة من حيث لا تنفعهم، و بقيت النسوة يجلن حولهم، و يقلن لهم: ان فاتتكم نصرة تلك العصابة النبوية، و الذب عن هاتيك الشنشنة العلية العلوية، فقوموا الآن الي أجسادهم الزكية، فواروها، فان اللعين ابن سعد قد واري أجساد من أراد مواراته من قومه، فبادروا الي مواراة أجساد آل رسول [59] الله، و ارفعوا [60] عنكم بذلك العار؛ فماذا تقولون اذ قالت العرب لكم: أنكم لن تنصروا ابن بنت نبيكم مع قربه [61] و حلوله بناديكم؟ فقوموا و اغسلوا بعض الدرن منكم. فقالوا: نفعل ذلك، فأتوا المعركة و صارت همتهم أولا أن يواروا جثة الحسين عليه السلام، [62] ثم الباقين، فجعلوا ينظرون الجثث في المعركة، فلم يعرفوا جثة الحسين عليه السلام من بين تلك الجثث، [63] لأنها بلا رؤوس، قد غيرتها الشموس، فبينما هم كذلك، اذا بفارس مقبل اليهم حتي اذا قاربهم، قال: ما بالكم؟ قالوا: [64] انا أتينا لنواري جثة الحسين عليه السلام [65] و جثث


ولده و أنصاره، و لم نعرف جثة الحسين، [66] فلما سمع ذلك، حن و أن؛ و جعل ينادي: وا أبتاه! يا أباعبدالله! ليتك حاضرا و تراني أسيرا ذليلا، ثم قال لهم: أنا أرشدكم اليه، فنزل عن جواده، و جعل يتخطي القتلي، فوقع نظره علي جسد الحسين عليه السلام روحي له الفداء، فاحتضنه و هو يبكي و يقول: يا أبتاه! بقتلك قرت عيون الشامتين، يا أبتاه! بقتلك فرحت بنو أمية، يا أبتاه! بعدك طال حزننا، يا أبتاه! بعدك طال كربنا، قال: ثم مشي قريبا من محل جثته، فأهال يسيرا من التراب، فاذا قبر محفور، ولحد مشقوق، فأنزل الجثة الشريفة، و واراها في ذلك المرقد الشريف، كما هو الآن، قال: ثم أنه جعل يقول: هذا فلان، و هذا فلان، و الأسديون يوارونهم، فلما فرغوا منهم، مشي الي جثة العباس بن أميرالمؤمنين عليهماالسلام، فانحني عليها و جعل ينتحب و يقول: يا عماه! ليتك تنظر حال الحرم و البنات، و هن تنادين: وا عطشاه، وا غربتاه، ثم أمر بحفر لحده، و واراه هناك، ثم عطف علي جثث الأنصار، و حفر حفيرة واحدة، واراهم فيها الا حبيب بن مظاهر، [67] حيث أبي [68] بعض بني عمه ذلك، [69] فدفنه ناحية عن الشهداء، قال: فلما فرغ الأسديون من مواراتهم، قال لهم: هلموا لنواري جثة الحر الرياحي؛ قال: فمشي و هم خلفه حتي وقف عليه، و قال: أما أنت، فقد قبل الله توبتك، و زاد في سعادتك ببذلك نفسك أمام ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، قال: فأراد الأسديون حمله الي محل الشهداء، قال: لا، بلي في مكانه واروه، قال: فلما فرغوا من مواراته، ركب ذلك الفارس جواده، فتعلق به الأسديون، و قالوا له: بحق من واريته [70] بيدك، من أنت؟ فقال: أنا حجة الله عليكم، أنا علي بن الحسين، جئت لأواري جثة أبي، و من معه من اخوتي و أعمامي و أولاد عمومتي و أنصارهم الذين بذلوا مهجهم دونه، و أنا الآن راجع الي سجن ابن زياد (لعنه الله)، و أما أنتم فهنيئا لكم، لا تجزعوا أن تضاموا [71] فينا. فودعهم و انصرف عنهم. و أما الأسديون، فانهم


رجعوا [72] الي حيهم. انتهي [73] ما نقل أقول عن السيد الجزايري.


الدربندي، أسرار الشهادة، / 452 - 451 مساوي عنه: المظفر، بطل العلقمي، 243 - 239 / 3؛ مثله المازندراني، معالي السبطين، 67 - 65 / 2

برز من بعد [مالك] رجل يقال له: رشيد فحمل عليهم، و قتل منهم عشرين فارسا فقتله القوم عند مقتلة العباس بن أميرالمؤمنين عليه السلام فوقع عليها، و في رواية أخري أنهما قتلا جميعا و دفنا في قبر واحد [74] .

الدربندي، أسرار الشهادة، / 286

[...] و حفروا للشهداء من أهل بيته و أصحابه الذين صرعوا حوله مما يلي رجلي الحسين عليه السلام، و جمعوهم، فدفنوهم جميعا معا، و دفنوا العباس بن علي عليهماالسلام في موضعه


الذي قتل فيه علي طريق الغاضرية، حيث قبره الآن. (و قال غيره): دفنوا العباس في موضعه، لأنهم لم يستطيعوا حمله لتوزيع أعضائه، كما أن الحسين عليه السلام لم يحمله علي عادته في حمل قتلاه الي حول المخيم لذلك [75] .

السماوي، ابصار العين، / 127

ذكر أهل التاريخ أن سيد الشهداء أفرد خيمة في حومة الميدان، [76] و كان يأمر بحمل من قتل من صحبه و أهل بيته اليها، و كلما يؤتي بشهيد، يقول عليه السلام: قتلة مثل قتلة النبيين و آل النبيين [77] .

الا أخاه أباالفضل العباس عليه السلام تركه في محل سقوطه قريبا من شط الفرات [78] .

و لما ارتحل عمر بن سعد بحرم الرسالة الي الكوفة، ترك أولئك الذين وصفهم أميرالمؤمنين عليه السلام بأنهم سادة الشهداء في الدنيا و الآخرة، لم يسبقهم سابق، و لا يلحقهم لاحق. [79] علي وجه الصعيد، تصهرهم الشمس، و يزورهم وحش الفلا.



قد غير الطعن منهم كل جارحة

الا المكارم في أمن من الغير



و بينهم سيد شباب أهل الجنة بحالة تفطر الصخر الأصم، غير أن الأنوار الالهية تسطع من جوانبه، و الأرواح العطرة تفوح من نواحيه.



و مجرح ما غيرت منه القنا

حسنا و لا أخلقن منه جديدا



قد كان بدرا فاغتدي شمس الضحي

مذ ألبسته يد الدماء لبودا



تحمي أشعته العيون فكلما

حاولن نهجا خلنه مسدودا



و تظله شجر القنا حتي أبت

ارسال هاجرة اليه بريدا [80] .




و حدث رجل من بني أسد، أنه أتي المعركة بعد ارتحال العسكر، فشاهد من تلك الجسوم المضرجة، أنوارا ساطعة، و أرواحا طيبة، و رأي أسدا هائل المنظر يتخطي تلك الأشلاء المقطعة، حتي اذا وصل الي هيكل القداسة و قربان الهداية تمرغ بدمه، ولاذ بجسده، و له همهمة و صياح، فأدهشه الحال، اذ لم يعهد مثل هذا الحيوان المفترس يترك ما هو طعمة أمثاله، فاختفي في بعض الأكم، لينظر ما يصنع، فلم يظهر له غير ذلك الحال.

و مما زاد في تحيره و تعجبه، أنه عند انتصاف الليل، رأي شموعا مسرجة ملأت الأرض، و بكاء و عويلا مفجعا [81] .

و في اليوم الثالث عشر من المحرم، أقبل زين العابدين لدفن أبيه الشهيد عليه السلام، لأن الامام لايلي أمره الا امام مثله [82] .

يشهد له مناظرة الرضا مع علي بن أبي حمزة، فان أباالحسن عليه السلام قال له: أخبرني عن الحسين بن علي كان اماما؟ قال: بلي، فقال الرضا: فمن ولي أمره؟ قال ابن أبي حمزة: تولاه علي بن الحسين السجاد، فقال الرضا: فأين كان علي بن الحسين؟ قال ابن أبي حمزة: كان محبوسا بالكوفة عند ابن زياد، و لكنه خرج و هم لا يعلمون به، حتي ولي


أمر أبيه، ثم انصرف الي السجن.

فقال الرضا: ان من مكن علي بن الحسين أن يأتي كربلاء، فيلي أمر أبيه، ثم ينصرف، يمكن صاحب هذا الأمر أن يأتي بغداد، فيلي أمر أبيه و ليس هو في حبس و لا أسار.

و لما أقبل السجاد عليه السلام، وجد بني أسد مجتمعين عند القتلي متحيرين، لا يدرون ما يصنعون، و لم يهتدوا الي معرفتهم، و قد فرق القوم بين رؤوسهم و أبدانهم، و ربما يسألون من أهلهم و عشيرتهم.

فأخبرهم عليه السلام عما جاء اليه من مواراة هذه الجسوم الطاهرة، و أوقفهم علي أسمائهم، كما عرفهم بالهاشميين من الأصحاب، فارتفع البكاء و العويل، و سالت الدموع منهم كل مسيل، و نشرت الأسديات الشعور و لطمن الخدود.

ثم منشي الامام زين العابدين الي جسد أبيه و اعتنقه، و بكي بكاء عاليا، و أتي الي موضع القبر و رفع قليلا من التراب، فبان قبر محفور و ضريح مشقوق، فبسط كفيه تحت ظهره و قال: «بسم الله و في سبيل الله و علي ملة رسول الله صدق الله و رسوله، ما شاء الله لا حول و لا قوة الا بالله العظيم».

و أنزله وحده و لم يشاركه بنوأسد فيه، و قال لهم: ان معي من يعينني. و لما أقره في لحده، وضع خده علي منحره الشريف، قائلا:

«طوبي لأرض تضمنت جسدك الطاهر، فان الدنيا بعدك مظلمة، و الآخرة بنورك مشرقة، أما الليل فمسهد، و الحزن سرمد، أو يختار الله لأهل بيتك دارك التي أنت بها مقيم، و عليك مني السلام يا ابن رسول الله و رحمة الله و بركاته».

و كتب علي القبر: «هذا قبر الحسين بن علي بن أبي طالب الذي قتلوه عطشانا غريبا».

ثم مشي الي عمه العباس عليه السلام، فرآه بتلك الحالة التي أدهشت الملائكة بين أطباق السماء، و أبكت الحور في غرف الجنان، و وقع عليه يلثم نحره المقدس قائلا: «علي الدنيا بعدك العفا يا قمر بني هاشم، و عليك مني السلام من شهيد محتسب و رحمة الله و بركاته».

و شق له ضريحا و أنزله وحده كما فعل بأبيه الوصي، و قال لبني أسد: ان معي من


يعينني.

نعم، ترك مساغا لبني أسد بمشاركته في مواراة الشهداء، و عين لهم موضعين، و أمرهم أن يحفروا حفرتين، و وضع في الأولي بني هاشم، و في الثانية الأصحاب [83] .

و أما الحري الرياحي، فأبعدته عشيرته الي حيث مرقده الآن، و قيل: أن أمه كانت حاضرة، فلما رأت ما يصنع بالأجساد، حملت الحر الي هذا المكان.

و كان أقرب الشهداء الي الحسين، ولده «الأكبر» عليه السلام، و في ذلك يقول الامام الصادق لحماد البصري: قتل أبوعبدالله غريبا بأرض غربة يبكيه من زاره، و يحزن له من لم يزره، و يحترق له من لم يشهده، و يرحمه من نظر الي قبر ابنه عند رجليه في أرض فلاة، و لا حميم قربه، ثم منع الحق، و توازر عليه أهل الردة حتي قتلوه و ضيعوه، و عرضوه للسباع، و منعوه شرب ماء الفرات الذي يشربه الكلاب، و ضيعوا حق رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و وصيته به و بأهل بيته، فأمسي مجفوا في حفرته، صريعا بين قرابته و شيعته، قد أوحش قبره في الوحدة و البعد عن جده، و المنزل الذي لا يأتيه الا من امتحن الله قلبه للايمان، و عرفه حقنا.

و لقد حدثني أبي: أنه لم يخل مكانه منذ قتل من مصل عليه من الملائكة أو من الجن و الانس، أو من الوحش، و ما من أحد الا و يغبط زائره و يتمسح به، و يرجو في النظر اليه الخير لنظره الي قبره.

و ان الله تعالي ليباهي الملائكة بزائريه.

و أما ما له عندنا فالترحم عليه كل صباح و مساء.

و لقد بلغني أن قوما من أهل الكوفة، و ناسا غيرهم من نواحيها يأتونه في النصف من شعبان، فبين قارئ يقرأ وقاص يقص، و نادب يندب، و نساء يندبنه و قائل يقول المراثي.

فقال حماد: قد شهدت بعض ما تصف.


قال عليه السلام: الحمد لله الذي جعل في الناس من يفد الينا و يمدحنا و يرثي لنا، و جعل عدونا من يطعن عليهم و يهددونهم و يقبح ما يصنعون [84] [85] .


المقرم، مقتل الحسين عليه السلام، / 418 - 412

و لقد أجمع أرباب السير و المقاتل: أن قوما من بني أسد كانوا نزولا بالغاضرية حول كربلاء، هم الذين تولوا دفن الحسين عليه السلام، و أهل بيته و أنصاره - في اليوم الحادي عشر - أو الثاني عشر علي الأصح - بعدما صلوا عليهم - في الأمكنة التي هي عليه الآن - كما عليه الطبري و ابن الأثير في تأريخهما بحوادث سنة 61 الهجرية وارشاد المفيد و بحار المجلسي، و لهوف ابن طاوس و غيرها -.

و للاطلاع علي تفصيل قصة الدفن، و أنه كان باشراف من الامام علي بن الحسين زين العابدين - عليه السلام - ننقل القصة عن السيد نعمة الله الجزائري في كتابه (الأنوار النعمانية)،


و الدربندي في كتابه (أسرار الشهادة)، و السيد العظيمي في كتابه (الايقاد)، و عن كتاب (الكبريت الأحمر) أيضا للتستري و غيرها. و هي هكذا:

«لما ارتحل عسكر ابن سعد من كربلاء، عصر اليوم الحادي عشر من المحرم، و ساروا بالسبايا و الرؤوس الي الكوفة، نزلت طائفة من بني أسد في مكانهم الي جنب نهر العلقمي، و بنوا بيوتهم هناك. فخرجت نساؤهم يستقين من الفرات في اليوم الثالث بعد قتل الحسين عليه السلام، فمروا في طريقهم علي المعركة، و اذا هن يرين جثثا حول المسناة، و أخري نائية عن الفرات، و بينهن جثة قد جللتهم بأنوارها و عطرتهم بطيبها، و هي مطروحة علي وجه الصعيد تشخب دماؤهم، كأنهم قد قتلوا ليومهم. فتصارخت النساء، و قلن: هذا والله الحسين و أهل بيته و صحبه.

فرجعن الي رجالهن صارخات، و قلن لهم: يا بني أسد، أنتم جلوس في بيوتكم و هذا الحسين و أهل بيته و أصحابه مجزرون كالأضاحي علي الرمال، تسفي عليهم الرياح، فبماذا تعتذرون من رسول الله و أميرالمؤمنين و فاطمة الزهراء اذا وردتم عليهم، حيث أنكم لم تنصروا أولادهم و لا دافعتم عنهم بضربة سيف و لا بطعنة رمح، و لا بجذبة سهم؟

فقالوا: انا نخاف من بني أمية.

فقلن لهم: ان فاتكم نصرة تلك العصابة، فقوموا الآن الي مواراة أجسادهم، فان لم تدفنوها نتولي دفنها بأنفسنا.

فجاء الرجال الي المعركة - و قد وضعوا لهم عينا ينظر الي طريق الكوفة -.

فصارت همتهم أولا مواراة جثة الحسين عليه السلام، فجاؤوا الي الجسد الطاهر، و قد عرفوه بملاح الامامة و أنوار النبوة، و صار لهم حوله بكاء و عويل، و حاولوا تحريك عضو من أعضائه، فلم يتمكنوا.

فقال كبيرهم - و قد أقروا رأيه - نجتهد أولا في دفن أهل بيته و أصحابه، و بعد ذلك نري رأينا فيه.

فقال أحدهم: كيف يكون دفنكم لهم و ما فيكم من يعرف من هذا و من هذا، و هم


- كما ترون - جثث بلا رؤوس، قد غيرت معالمهم الشمس و التراب. فلربما نسأل عنهم فما الجواب؟

فبينما هم كذلك اذا بفارس قد طلع عليهم من جانب الكوفة و قد ضيق لثامه. فلما رأوه انكشفوا عن الجثث الزواكي.

فأقبل الفارس و نزل عن ظهر جواده، و جعل يتخطي القتلي واحدا بعد واحد - و هو منحني الظهر - حتي اذا وقع نظره علي جسد الحسين عليه السلام رمي بنفسه عليه، و احتضنه و جعل يشمه تارة، و يقبله أخري، و هو يبكي، و قد بل لثامه من دموع عينيه، و هو يقول: «يا أبتاه! بقتلك قرت عيون الشامتين، يا أبتاه! بقتلك فرحت بنوأمية، يا أبتاه! بعدك طال حزننا،، يا أبتاه! بعدك طال كربنا».

ثم التفت الي بني أسد و قال لهم: لم كان وقوفكم حول هذه الجثث؟

قالوا: أتينا لنتفرج عليها.

قال: ما كان هذا قصدكم.

قالوا: اعلم يا أخا العرب، الآن نطلعك علي ما في ضمائرنا. انا أتينا لنواري جسد الحسين و أجساد أهل بيته و أصحابه. فلما طلعت علينا، خشينا أن تكون من أصحاب ابن زياد، فانكشفنا عن تلك الجثث.

فعند ذلك خط الأعرابي لبني أسد خطا في الأرض، و قال لهم: احفروا هاهنا، ففعلوا، فأمرهم أن يضعوا فيها سبع عشرة جثة.

ثم خط لهم خطا آخر في الأرض قريبا من الأول، و قال لهم: احفروا هاهنا، ففعلوا، فأمرهم أن يضعوا باقي الجثث فيها.

و استثني جثة واحدة، و أمرهم أن يشقوا لها ضريحا مما يلي الرأس الشريف، ففعلوا، فأمرهم أن ينزلوا تلك الجثة في ذلك المكان.

ثم انه عليه السلام تخطي قريبا من جثة الحسين عليه السلام، و أهال يسيرا من التراب، فبان قبر محفور و لحد مشقوق - حفره رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم - كما في رواية أم سلمة في رؤيا رأتها -


فتقرب الرجال ليعينوه علي دفن تلك الجثة الطاهرة، فاذا هو يقول لهم بخضوع و خشوع: أنا أكفيكم أمره. فقالوا له: يا أخا العرب، كيف تكفينا أمره، و كلنا قد اجتهدنا علي تحريك عضو من أعضائه، فلم نتمكن. فبكي عليه السلام و قال: ان معي من يعينني عليه.

ثم انه بسط كفيه تحت ظهره الشريف و قال: «بسم الله و بالله و في سبيل الله و علي ملة رسول الله، هذا ما وعد الله و رسوله، و صدق الله و رسوله، ما شاء الله، لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم» - ثم أنزله وحده و لم يشرك معه أحدا.

و لما أقره في لحده، وضع خده علي نحره الشريف، و هو يبكي و يقول:

«طوبي لأرض تضمنت جسدك الطاهر، أما الدنيا فبعدك مظلمة، و أما الآخرة فبنورك مشرقة، أما الحزن فسرمد، و أما الليل فمسهد. حتي يختار الله لأهل بيتك دارك التي أنت فيها مقيم، و عليك مني السلام يا ابن رسول الله، و رحمة الله و بركاته».

ثم خط بأصبعه علي الأرض: هذا قبر الحسين بن علي بن أبي طالب الذي قتلوه عطشانا غريبا.

ثم التفت الي بني أسد و قال: انظروا هل بقي أحد؟

فقالوا: نعم يا أخا العرب، بقي بطل مطروح المسناة - و حوله جثتان - و كلما حملنا منه جانبا سقط الآخر، لكثرة ضرب السيوف و طعن الرماح و رشق السهام.

فقال: امضوا بنا اليه. فمضينا اليه، فلما رآه، انكب عليه يقبله و يقول: «علي الدنيا بعدك العفا - يا قمر بني هاشم - و عليك مني السلام من شهيد محتسب و رحمة الله و بركاته».

ثم أمرهم أن يشقوا له ضريحا، فأنزله فيه وحده، و لم يشرك معه أحدا، و أشرج عليه اللبن، ثم أمرهم بدفن الجثتين حوله، ففعلوا.

ثم مضي الأعرابي الي جواده، فداروا حوله، و سألوه عن نفسه و عن تلك الأجساد الزواكي.

فقال لهم: أما ضريح الحسين عليه السلام فقد علمتموه.

و أما الحفيرة الأولي، ففيها أهل بيته و الأقرب اليه منهم ولده علي الأكبر، و أما الحفيرة


الثانية ففيها أصحابه.

و أما القبر المنفرد مما يلي الرأس الشريف، فهو لحامل راية الحسين عليه السلام حبيب بن مظاهر الأسدي.

و أما البطل المطروح حول المسناة فهو العباس بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام.

و أما الجثتان فهما أولاد أميرالمؤمنين عليه السلام.

فاذا سألكم سائل بعدي فأعلموه بذلك.

فقالوا له: يا أخا العرب، نسألك بحق الجسد الذي واريته بنفسك و لم تشرك معك أحدا منا، من أنت؟

فبكي بكاء شديدا و قال: أنا امامكم علي بن الحسين.

فقالوا: أنت علي بن الحسين؟ قال: نعم، ثم غاب عن أبصارهم [86] .


بحر العلوم، مقتل الحسين عليه السلام، / 471 - 466

و نقل في بعض الكتب عن الأسرار، و في بعضها عن دار السلام للشيخ العراقي ما معناه: أنه ذكر بعض الثقات: أنه روي السيد نعمة الله الجزائري في مدينة العلم عن عبدالله الأسدي أنه قال: كان الي جنب العلقمي حي من بني أسد، فمشت نساء ذلك الحي الي


المعركة، فرأين الجثث الطاهرات منبوذات بالعراء تسفي عليها ريح الصبا، فتعجبن من ذلك، و رجعن الي حيهن و قلن لرجاهن ما شاهدنه، و قلن لهم: ان فاتكم النصر عن ابن بنت نبيكم، فقوموا و اغسلوا بعض الدرن عنكم و واروا جثته الشريفة.

قالوا: نفعل، فأتوا الي المعركة و أرادوا أن يواروا جثة الحسين عليه السلام أولا، ثم الباقين فجعلوا ينظرون الي المعركة و لم يعرفوا جثته، لأن الرؤوس قد أبانوها عن الأجساد، فبيناهم كذلك اذ أقبل فارس، و قال لهم: ما بالكم؟ قالوا: جئنا نواري الجثث الطاهرة، لكنا لم نعرف العبد من السيد.

فلما سمع ذلك نزل عن جواده و جعل يتخطي القتلي، فوقع نظره علي جسد الحسين عليه السلام، فاحتضنه و هو يبكي و يقول: يا أبتاه! بقتلك قرت عيون الشامتين، و فرحت بنوأمية، فمشي قريبا من محل جثته و أهال يسيرا من التراب، فبان قبر محفور، فواراها في ذلك المرقد كما هو الآن.

و في نفس المهموم عن رواية الشيخ الطوسي: أن بني أسد جاؤوا ببارية جديدة و فرشوا بها تحت الحسين عليه السلام.

و في الدمعة الساكبة، و سمعناه يقول: طوبي لأرض تضمنت جسدك الشريف، أما الدنيا فبعدك مظلمة، و الآخرة فبنورك مشرقة، أما الحزن فسرمد، و الليل فمسهد، حتي يختار الله لي دارك التي أنت مقيم بها، فعليك مني السلام يا ابن رسول الله و رحمة الله و بركاته.

ثم شرج عليه اللبن و أهال عليه التراب، ثم وضع كفه علي القبر و خطه بأنامله و كتب: هذا قبر حسين بن علي بن أبي طالب الذي قتلوه عطشانا غريبا.

و عن الأسرار و دارالسلام عن الجزائري أنه جعل يقول: هذا فلان و هذا فلان، و الأسديون يوارونه، حتي مشي الي جثة العباس، فدفنه هناك، ثم عطف علي جثث الأنصار و حفر لهم حفيرة واحدة و واراهم فيها، الا حبيب بن مظاهر حيث أبي بعض بني عمه ذلك، و دفنه في ناحية عن الشهداء.


فلما فرغوا، ركب الفارس جواده، فتعلق به الأسديون، و قالوا له: بحق من واريته عليك، من أنت؟ قال: أنا حجة الله عليكم، أنا علي بن الحسين عليه السلام، جئت لأواري جثة أبي و من معه، و الآن راجع الي سجن عبيدالله بن زياد، فودعهم، و انصرف عنهم، و رجع الأسديون مع نسائهم الي حيهم.

الميانجي، العيون العبري، / 216 - 214

(مرقد العباس حيث يزار الآن)

باتفاق الناس، لم يخالف في ذلك مخالف، لتظافر النصوص الواردة في دفن الشهداء عليهم السلام، و أنهم دفنوا كلهم حول قبر الحسين عليه السلام، الا الحر بن يزيد الرياحي، و أخوه العباس الأكبر عليه السلام دفن حيث سقط.

و دعوي بعض أرباب المقاتل أنه عليه السلام حمله علي فرسه، و جاء به الي الخيمة، فمردود بما ذكرنا من الاتفاق، حتي من أهل هذا القول من دفن الشهداء أنه عليه السلام دفن حيث صرع، فالقول بحمله الي خيمة القتلي من الوهم الواضح.

(السر في ابقائه حيث سقط)

ان الحسين عليه السلام لم يحمل العباس عليه السلام الي خيمة الشهداء، كما حمل اليها بقية الشهداء من أصحابه و أهل بيته، لأنه عليه السلام نصب خيمة في وسط المعركة يحمل اليها كل من استشهد من أصحابه و أهل بيته، و انما أفردها من المخيم، و جعلها وسط المعركة، لأمرين:

(أحدهما): شرعي، و هو أن الشهيد اذا مات في المعركة، جري عليه حكم الشهيد بأن لا يغسل و لا يكفن، و يدفن في ثيابه، و لا يغسل عنه دم ليقوم عند الحشر محاججا قاتليه، و مخاطبا لهم علي قتله، و يكون لون ثيابه لون الدم، و الريح ريح المسك، و من جرح و مات خارج المعركة، فله أجر الشهيد و مرتبة الشهيد، و لا تجري عليه أحكام الشهيد، فيغسل و يكفن كغيره. فحفظا لهذا المبدأ، و محافظة علي هذا النظام الاسلامي، أمر عليه السلام بنصب تلك الخيمة في وسط المعركة.

(ثانيهما): عربي حفاظي، و ذلك، انه عليه السلام من صميم العرب، و لباب أرباب الحفاظ و الشيم، و سادات أرباب الغيرة و الحمية الذين يغارون علي الحرم، و يغالون في صونها


ببذل المجهود، و بكل ما في وسع الجهود، و في جيشه نساء مخدرة، و عقائل محترمة مصونة بصيانة الجلالة و العظمة، مسترة بستر الاحترام و التجلة، مرخي عليها رواق الحشمة و العظمة، و المرأة مهما كانت محتفظة بوقارها، مبالغة في التمسك بسترها، اذ رأت بعينيها فقيدا عزيزا تنذهل و تفقد الوعي و الشعور، و قد يغلبها الجزع لعظم الصدمة، فتلهو عن الوقار، و تذهل عن الاحتشام، و ربما تبدو حاسرة، أو تظهر سافرة، مكشوفة الوجه للنظار، فان المذهول المندهش لخوف شديد، أو لصدمة جائحة ممضة، لا يحتفظ آنات الأمن و السرور.

فمحافظة علي هذه المقاصد العليا و الغايات الشريفة، أبعد أشخاص الشهداء عن أعين العقائل، و العادات قاضية بأن مصاب العظيم من الرجال يسبب انذهال المصونات، فيبدين للنظار سوافر، و يبرزن للأعين حواسر؛ و قد قذال الربيع بن زياد أحد الكملة من بني عبس و رئيسهم في الجاهلية في رثائه مالك بن زهير العبسي لما قتلته فزارة:



من كان مسرورا بمقتل مالك

فليأت نسوتنا بوجه نهار



يجد النساء حواسرا يندبنه

يلطمن أوجههن بالأسحار



فالحسين عليه السلام حافظ تمام المحافظة علي عدم ازعاج العقائل من خدورهن كي لا تصاب لمذهولة غرة، و تنال من مذعورة غفلة؛ بسقوط خمار، أو رفع برقع، أو كشف نقاب عن وجه محجبة، لا زال تصونه النبوة بقداستها، و يستره الوحي بجلاله.

فلم يحمل أخاه العباس عليه السلام الي هذه الخيمة التي تجمع شهداء أنصاره و أهل بيته، و التي هي غير بعيدة عن المخيم الحسيني، و لا نائية عن أخبية النساء، وراعي في ابقاء العباس عليه السلام في موضع سقوطه غير ما ذكرنا أمورا أخري تشف لمتأملها عن عظمة شأنه، و ترمز الي شموخ محله، و سمو منصبه، اذ أنه عنوان الفضائل، و رمز الجلالة:

(أحدها): انه عليه السلام قصد بذلك اظهار فضيلته المستقبلة، و ابانة جلالته في الأجيال الآتية ليعرف قدره، و يستبين تفوقه الذي يلتئم مع شخصيته الفذة، و يتفق مع أهليته، فأحب لذلك أن يبقي هناك ليدفن في موضعه حتي يكون له قبر مشيد بانفراده، و علم ظاهر، و مرقد مشهور، فيمتاز بعد وفاته كما امتاز في حياته، و ليبقي ذاك القبر المقدس


و الضريح المسامي للضراح و القبة السامقة تفاخر نجوم الثريا شموخا و ارتقاء، و يبقي ذاك المرقد المنيف، مقصد العدو الذي يسميه الامام العباس، و الولي الذي يسميه قاضي الحاجات علي السواء، و ليخضع الجري ء في أعتابه، فيقول بعاميته: (الترهب بيبانه)، هذا سر واضح يتجلي لنا نوره متألقا.

(ثانيها): انه عليه السلام حين صرع أخوه العباس عليه السلام، لم يبق معه أحد من أنصاره، و أهل بيته من يحمله، فان العباس عليه السلام كان بطلا ممتازا بالجسامة، و معروفا بالضخامة، فيحتاج الي من يحمله ليحامي عن الحسين عليه السلام، و يدفع عنه الأعداء، فانه لو حمله هو بنفسه، ما وجد له من يحمي ظهره من العدو الغادر الذي يتحين الفرص في قتله، و يتحري الوصول الي القضاء عليه بكل ما أمكنه من جهود، و حيث لا حي في الخيام ممن له قابلية الدفاع، لأنهم قتلوا و جرحوا جراحات تمنعهم من الجلاد، وفر الضحاك المشرقي و جبن بعض الأرقاء من الجلاد، كعقبة بن سمعان، فاذن ليس الا الامام العليل الذي أسقط عنه الدفاع عدم التمكن من القيام، و عدم الاستقلال بالنهوض وحده، الا متوكأ علي شي ء، أو معتمدا علي انسان، و من كان بهذه الصفة لا يستطيع أن يحمي ظهر المحارب الذي ألهاه الحمل عن الحملة، و هناك صبية صغار، و نسوة مذاعير، فلا مجال لحمله عليه السلام، و لم تسنح فرصة لنقله.

(ثالثها): ان الحسين عليه السلام لما وصل الي أخيه العباس عليه السلام، عقيب ندائه: أدركني يا أخي، و شق اليه الصفوف العدوانية المتكدسة علي مصرعه شقا، و صدع جموعها بجولته، ألفاه بآخر رمق من الحياة، يكاد أن يلفظ آخر نفس له، و ما كلمه تلك الكلمات الوجيزة الحارة اللاذعة، الا و لفظ مع آخرها روحه الزكية، و ختم بها حياته الطيبة. و لا معني لحمل من يعالج سكرات الموت، و يكابد آلام الاحتضار، مع أن الغرض الذي يحمل من أجله الشهداء، و هو الخوف من أن يجهز العدو علي الجريح، قد زال بوفاته؛ و الغاية الشرعية بموته في المعركة حاصلة، فأبقاه في موضعه.

(رابعها): ان من في المخيم من نساء و أطفال و أعبد ضعفاء النفوس، و جرحي في خيمة القتلي، كانوا جميعا مرتاعين، و لا منزعجين، و حياة العباس عليه السلام قائمة، واثقين


مادام شبحه قائما في المعركة يجالد الأعداء، فهم في منعة، و أملهم وطيد، بأنه سيدفع عنهم التعديات العدوانية، و أنه يقوم بالدفاع المشترك مع أخيه الحسين عليه السلام، و التعاون معه، و بذاك الدفاع الثنائي من الأخوين، سيكون المخيم كعرينة الليث، و سيبقي المنزل العائلي كغابة الأسود تزأر أمامها السباع الضواري، و ما دامت الاسود تهدر و النمور تزأر، لا تدنو الوحوش، فلا تقترب الذئاب الساغبة فيها، فاذا هدأ الصوت الأسدي الصاخب من ناحية، اقتحمها الذئب المخاثل هذا. و يرون أن حياة الحسين عليه السلام مضمونة بضمان السلامة ما قام أبوالفضل ينافح عنه، و يكافح دونه، و قد جعل نفسه وقاية له، و حياته فداء لحياته، فاذا حمله الي الخيمة، فانهم، و لا شك، اذ رأوه قتيلا، يرتاعون أشد الارتياع، و يندهشون أعظم الاندهاش، و يخالجهم الرعب و الذعر الذي لم يخالجهم، و شخصه بالوجود، و يحسبون لقتل الحسين عليه السلام ألف حساب، و قد عقدوا فيه آمالهم؛ فاذا قتل العباس عليه السلام، فانه سيقتل و يستهدف للأعداء و يصحر لهم، و قد فقد المحامي و المدافع، لا ريب في ذلك، لأنه مطلوب أهل الكوفة، و الغاية المقصودة من تحشدهم، و قد فتحت الثغرة بقتل العباس عليه السلام، و لاحت الثلمة في الحصن لرامقها، فترك العباس عليه السلام في موضع سقوطه متعين لهذه المصلحة الحربية، و الحسين عليه السلام لا تنكر مهارته الحربية، و لا خبرته بفنون القتال، فهو القائد المحنك، و الزعيم المجرب، فابقاء الفقيد العزيز في موضعه أقرب للمصلحة الحربية من تهايج النساء المذعورة، و هيجان الصبية المرعوبة، فان ازعاجها و قلقها يزعج راحة قلب الغيور بقلقه، و يلهيه عن التفكر في مقدمه الحربي، و يشغل حواسه من التبصر بكيفية القتال و ملاقاة العدو المسرف بهدوء و تفكير.

(خامسها): ان بعض أهل المقاتل يصرح بمحبة العباس عليه السلام للبقاء، و انه اختار ذلك لأمرين:

(احداهما): ما ذكرنا في نزول الموت به.

(و ثانيهما): الاستحياء من خلف موعده لسكينة عليه السلام باحضار الماء لها، و لم يأتها به، لحيلولة الأقدار دون ذلك، فأقسم علي أخيه الحسين عليه السلام بحرمة جده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أن يدعه في مكانه، و لا خفاء أن خلف الوعد، و لو كان لسبب قهري صعب عند ذوي


الشهامة و المروة، و الاعتذار قبيح عند صاحب الاباء و الحفيظة، و نفسية العباس عليه السلام الحرة، و شعوره الحي، و يقظته الوقادة تأبي أن تتوسم في ملامحه، أو ترتسم في أسارير غرته الغراء آثار الخلف، و عدم الوفاء بالموعود، و لو كان بغير اختيار لغلبة الأقدار، و حيلولة القضاء بينه و بين مبتغاه، و عرقلة المنية لنجاح مسعاه، و ان أجله المبادر أحبط أمله الذي كان يدعمه ظن الفوز و الظفر بموعوده.

هكذا تجد النفوس الزكية، و الأرواح الطيبة أن في نظر الموعد الي وجه الموعود كسرا و هضما، اذا لم يبلغه الأمل، و لم يوصله الي البغية، و لم يمكنه من المراد.

و يظهر من بعض المقاتل ما ينبغي أن نعده سببا سادسا، و هو أن جسد العباس عليه السلام قد و زعته أسلحة الأعداء توزيعا، و فصلته مفاصلا و آرابا، بحيث لا يمكن حمله لتساقط أعضائه، فيحتاج في حمله الي وعاء لتجمع أعضائه الموزعة، و هذا غير بعيد عن النظر الدقيق، فان التفكر في قسوة الجيش الكوفي، و غلظة أكباد أمرائه و قواده و جلفيتهم، و أخلاقهم الجافية مع عموم بني الانسان، فاذا أضيف الي هذا بغضهم لآل علي عليه السلام الذي أباد أسلافهم في حروبه، و نظر الي حنقهم الزائد علي العباس خاصة، و تأثرهم من حد صارمه الطائش في ساحة الجلاد، و الذي نثر جماجم أعيانهم، و هام أبطالهم علي وهاد كربلاء، قادهم الي التشفي الغليظ الشائك منه بتوزيع أشلائه المباركة، غيظا و حنقا عليه. و هنا يقول اليزدي في مصائب المعصومين ص 360: روي في بعض المقاتل: أنه لما رأي الحسين عليه السلام أخاه العباس عليه السلام قد وقع علي الأرض مقطع الأعضاء، مرملا بالدماء، بكي بكاء عاليا؛ فقال له: هل من وصية؟ قال: يا أخي وصيتي أن لا تحملني الي الخيام ما دمت حيا؛ فسأله عن سببه، فقال: اني أستحي من سكينة، لأني ما قدرت علي اتياني لها بشربة من الماء، ثم ارتحل، روحنا لروحه الفداء.

و روي في بعض الكتب: أن من كثرة الجراحات الحالة عليه، لم يقدر الحسين عليه السلام أن يحمله الي محل الشهداء، فترك جسده الشريف في محل مقتله، و رجع عليه السلام باكيا الي الخيام، انتهي.

و تقدم كلام الدربندي في كبش الكتيبة، و القائلون من أرباب المقاتل: ان الحسين عليه السلام


حمل أخاه العباس كصاحب المنتخب و من وافقه من أرباب المقاتل، فهم خصوم أنفسهم و محاكموها بما ذكروه من دفنه علي ضفاف العلقمي، حيث مزاره الآن، فانهم جزموا بذلك، و لم ينقلوا أن علي بن الحسين عليه السلام نقله عند دفن الشهداء الي هذا الموضع، و ما حمله الأسديون، ثم ما الفائدة في النقل الي هذا الموضع بخصوصه، و ابعاده عن مرقد أخيه، فلا ينبغي التردد و الارتياب في أنه عليه السلام بقي حيث سقط علي المسناة.

و يلزمنا هنا بيان أمرين:

(أحدهما): دفن الشهداء كيف كان؟

(ثانيهما): التعريف بكربلاء القديمة، و بعض قراها، لتعرف أين هي الغاضرية؟ و أين نينوي و العقر؟ فقد زلت هنا أقدام فطاحل من العلماء و كبار آخرون من المؤرخين في هوة الوهم.

(دفن الشهداء، و أين دفنوا؟)

فان أباالفضل، بدون ارتياب و لا تشكيك، دفن علي مسناة العلقمي، و هذا متواتر في النقل، و عليه عمل الشيعة من حين دفنه الي يومنا هذا [87] .

[...] و قال ملا محمد حسن القزويني في رياض الأحزان ص 38: اتفق أهل السير و أرباب الخبر، علي أن قوما من بني أسد جاؤوا الي مصرع الحسين عليه السلام بعد أن خلت ساحة ذلك البر من سواد العسكر، لدفن تلك الجثث الشريفة و الأجساد المطهرة، و الأبدان المنورة، و لم يتعرض أحد ممن يعتمد عليه، لبيان موجب انبعاثهم لذلك، نعم، حكي السيد الجزائري أن ما رآه زارع العلقمي و سمعه، دعاه الي ذلك من غير ذكر منه و بيان، أنه أخبر بني أسد بما ظهر له، فوافقه منهم جماعة علي عزيمة الدفن أم لا، و ان كان مقتضي شراء الحسين عليه السلام ما شراه من أرض كربلاء من أهل الغاضرية مع اخباره اياهم بشهادته و شهادة أصحابه، و كانت تلك الأرض مدفنا لهم، و حفرة و تربة، و شرط عليهم ما شرط بعد حبس الأرض: أنهم جاؤوا لدفنه وفاء ببعض ما شرطوا له عليه السلام.


و في بعض ما ألف في المقتل: أن نساء الغاضرية، بعد ما مضي الموعد، وشاع ذكر قتله عليه السلام، اجتمعت و قالت للرجال: ألا تذهبون الي مصارع آل الرسول توارونهم و تحرسونهم من السباع و عسلان القاع؟ أما تخافون الله؟ أما تؤمنون برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ فقالوا لهن: نعم، لكن نخاف من العتل الزنيم عبيدالله بن زياد، أو ما علمتن ما صنع بآل الرسول و أولاد فاطمة البتول؟ فقلن لهم: ان كنتم تخافون علي أنفسكم و علينا منه، فانا لا نخاف علي أنفسنا و عليكم و نذهب الآن الي دفن أجساد الشهداء، و أنفسنا لهم الفداء، و الله يعطي الجزاء. فلما قلن ذلك، صحن و ضججن و تهيأن للخروج بآلات الحفر للقبور، فحينما رأي الرجال و الفتيان هذا من النسوان، أخذتهم الغيرة و الحمية، و أقبلوا لمصارع الشهداء لدفنهم و مواراتهم.

و في المنتخب، فلما ارتحلوا الي الكوفة، و تركوهم علي تلك الحال، يعني الحسين عليه السلام و أصحابه، عمد أهل الغاضرية من بني أسد، فكفنوا أصحاب الحسين عليه السلام، وصلوا عليهم، و دفنوهم.

قلت: فيه دلالة علي أمور ثلاثة:

(الأول): انه لم يتعرض فيه لكفنهم و دفنهم الحسين عليه السلام، و انما بين كفن أصحابه، فلعله منه اخفاء للأمر، و اشارة الي أن الامام لا يلي أمره الي الامام.

(الثاني): تصريحه بكفنهم اياهم هو غير موجود في الأنصار و كلام الأخيار، لكنه موافق للاعتبار، فان الشهيد المجرد عن ثيابه يكفن و يصلي عليه و يدفن، و غير المجرد يدفن بثيابه، و الظاهر، بل المقطوع به، أنهم جردوا جميع الشهداء معه عليه السلام، و مما يدل علي أن المجرد يكفن، ما ثبت أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كفن حمزة و حنطه، لأنه كان قد جرد؛ رواه أبان بن تغلب. و في روضة الشهداء: أن أهل الغاضرية جهزوهم، فصلوا عليهم، و دفنوهم.

(الثالث): ان المتولي لدفنهم هم أهل الغاضرية، كما صرح به غير واحد من الكتاب. فقال الطبري في التاريخ: ان جسد الحسين عليه السلام، مع من كان معه من الشهداء، كان


ملقي ثلاثة أيام في عرصة كربلاء، فجاءهم أهل الغاضرية، و الغاضرية قرية علي شاطئ الفرات، و كانوا من بني أسد، فأقبلوا اليهم، و قالوا: يا للمسلمين، تلك الجثث و الأجساد تأكلها الاسود و الذئاب؟! كلا و الله، فاتقوا الله و احذروا من غضبه؛ فاجتمع عند ذلك كلهم و جاؤوا اليهم، فأخبروهم و دفنوا جثة الحسين عليه السلام هناك بلا رأس، و دفنوا علي بن الحسين عند رجليه، و سائر الشهداء في الموضع المعروف، الا العباس بن علي عليه السلام، فانهم دفنوه في مصرعه علي طريق الغاضرية، انتهي.

و ليس هذا من كلام الطبري كله، و انما نص لفظ الطبري ج 6، ص 261: و دفن الحسين عليه السلام و أصحابه، أهل الغاضرية من بني أسد، بعد ما قتلوا بيوم.

و لنا نظرة في مقاله هذا في الأمر الثاني في تقوية قول المنتخب في تكفين الأسديين لشهداء كربلاء بزعم سلبهم ثيابهم دون الحسين عليه السلام، هذه الدعوي الباردة التي لا يدعمها برهان، و لا تقيمها حجة، بل هي مصادرة غريبة، و لا غرابة في الفهم الضعيف، و السليقة المعوجة، أن الذي تشهد له التواريخ المعتمدة، و تصرح له الأحاديث الصحيحة، و يتناقله أهل المقاتل الموثوق بقولهم سلب الحسين عليه السلام خاصة، و تجريده من ثيابه، و ما اتفق عليه الناقلون: انه عليه السلام أخذ برنسه مالك النسر البدي من كندة، و قطيفته قيس بن الأشعث، و أخذ سراويله أبجر بن كعب، الي آخر ما ذكر الطبري و غيره من المؤرخين، و حتي صار هذا الأمر ميدانا فسيحا تجول فيه سبق جياد الشعر، و حلبة تقعدها المجليات من أفكار مؤبنيه، فيقول بعضهم:



عار تجول عليه الخيل عادية

حاكت له الريح ضافي مئزر و ردا



و قال آخر:



أحسين هل وافاك جدك زائرا

فيراك مسلوب الثياب مجدلا



و قال دعبل:



عار بلا ثوب صريع في الثري

بين الحوافر و السنابك يقصد



و لا يسعنا استيعاب ما ذكره الشعراء و أرباب التاريخ، و لا استيفاء نصوص الزيارات


و الأحاديث، و نعود الي كلام صاحب رياض الأحزان، قال ص 39، و في كامل الزيارة: انه لما ارتحل عمر بن سعد (لعنه الله)، مر بالشهداء قوم من بني أسد مرتحلين من الغاضرية، فلما وصلوا كربلاء، رأوا حالة الشهداء، أقاموا و دفنوا الحسين عليه السلام وحده، و علي بن الحسين عليه السلام عند رجليه، و العباس بن علي عليه السلام في شاطئ العلقمي، و الباقين من الشهداء، في حفرة عظيمة، دفنوهم بأسرهم في موضع واحد، و أشخص أقرباء الحر بن يزيد جثته الي قبيلتهم، فدفنوه هناك.

و أطال في نقل الأقوال، و لا حاجة بنا الي الاطالة في النقل بعد العلم بأن المباشر لدفن الشهداء هم بنو غاضرة من بني أسد، و يهمنا بيان أمور:

أحدها: أين قبور العلويين و قبور أنصارهم؟

ثانيها: كم مكثوا بلا دفن؟

ثالثها: هل استقل الأسديون بدفنهم، أم أعانهم غيرهم؟

(الجهة الأولي): تصرح الأحاديث، أن الشهداء حفرت لهم حفيرتان: واحدة للعلويين مما يلي رجلي الحسين عليه السلام، و الثانية: لأنصارهم خلف حفرتهم، كما صرحت أخبار أخر، أن الحائط أو الحائر علي الأصح محيط بهم، و لأجل أن نفقه رمز مجموعة الأخبار، لنستنتج فيها صورة واضحة، نفهم منها امتداد هذه الحفرة الي أين تنتهي، يجب علينا أن نفهم عدد هؤلاء الشهداء بالضبط، و كيفية الدفن، لا ريب أن أقل ما روي في شهداء بني هاشم ثمانية عشر انسانا، و في الأنصار، سبعين، هذا هو المتيقن، لأنه أقل الأقوال، و يتفسح في جانب الكثرة.

فاذا قلنا: ان الدفن هو الشرعي، لا أنهم جمعوهم جمع الحاجيات في المستودعات، فلابد أن يشق لكل واحد في الحفيرة ضريح لا يقل عرضه عن متر واحد، فاذا قست ثمانية عشر مترا من رجلي الحسين عليه السلام الي الرواق الشرقي، استوعبت قبور الهاشميين الرواق الشرقي كله، و ربما أخذت من الصحن شيئا، اذ مسافة الساحة من رجلي الحسين عليه السلام الي الرواق الشرقي لا تزيد عن هذا المقدار، ان لم تنقص عنه.


و اذا انتقلنا الي حفرة الشهداء كذلك بجعل الواحد الي جنب الآخر، نحتاج الي سبعين مترا، مبتدئين بضريح حبيب بن مظاهر الي سور الصحن الشرقي، ان لم ينقص عن هذا المقدار، فلا يزيد عليه، فعندي من هذا الاستنتاج أن مساحة مراقد الشهداء أوسع من هذه الدائرة الضيقة المحصورة في الرواق الحسيني، و لا يعقل أن يجزم بها الا علي الغاء الدفن الشرعي، و جعلها مستودعات للجثث الواحدة فوق الأخري، كمستودعات أكياس الحبوب، و هذا ما لا يجوز التفوه به، و محال أن يفعله الامام زين العابدين، بل حتي لو اقتصرنا علي الأسديين محال أن يفعلوا ذلك و هم عقلاء مسلمون، أنهضتهم حمية الدين، و أقامتهم غيرة الاسلام علي مواراة خير رجاله، و نخبة أبنائه، أن يستهينوا بهم، و يقذفوا بهم في الحفر، كما تقذف السلع في المستوعات، و فيهم من رهط النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و من عباد الله الصالحين أهل النسك و الزهد و العبادة؛ هذا علمي، و منتهي دقة فكري، و لكل ما أرشده اليه عقله و تفكيره، فليعمل من شاء فكره الدقيق ليظهر له ما ظهر لي، و أرجو من الله التسديد.

(أما الجهة الثانية): فقد شاع و اشتهر علي ألسنة المؤرخين، و اقتبسه منهم الشعراء: ان الحسين عليه السلام بقي ثلاثة أيام بلا دفن. و قد يتوهم المتوهم من قول الطبري و ابن الأثير و ابن كثير من مؤرخي السنة، و هما ناقلان عن الطبري؛ و من كلام الشيخ المفيد و ابن شهرآشوب و ابن طاوس من مؤرخي الشيعة: ان بني أسد دفنوا الشهداء بعد قتلهم بيوم، كما سمعت نص الطبري، فيري أن دفن الشهداء يوم الحادي عشر، و هذا خطأ محض، قد نص أهل هذا القول علي ارتحال عمر بن سعد (لعنه الله) بعد اكمال اليوم الحادي عشر؛ انظر قول الطبري في التاريخ بعد أن ذكر أنه أرسل رأس الحسين عليه السلام يوم مقتله الي ابن زياد، قال ج 6، ص 267: و أقام عمر بن سعد يومه ذلك و الغد، ثم أمر حميد بن بكير الأحمري، فأذن في الناس بالرحيل الي الكوفة، الي آخره.

و مثله قال ابن الأثير و ابن كثير، و انظر قول الطبرسي رحمه الله في اعلام الوري، ص 148: و أقام هو، (يعني ابن سعد)، بقية يومه و اليوم الثاني الي الزوال، ثم نادي في الناس بالرحيل و توجه نحو الكوفة... الي آخره.


و هنا نفهم، أنه لا يتم لهم رحيل، الا ليلة الثاني عشرة، و لا تبلغ الأخبار برحيلهم الي بني أسد الا يوم الثاني عشر، لا نقطاع المارة هيبة و رهبة للجيش، فان كانوا في حيهم نزولا، فقد يجوز أنهم دفنوهم في اليوم الثاني عشر، و هو ثالث يوم قتلهم، فيكون بقاؤهم بلا دفن يومين و نصف، و ان كانوا في البادية قد فروا من وجه جيش عمر بن سعد (لعنه الله) علي ما هو المروي و العمل عليه اليوم، فيكون رجوعهم الي حيهم يوم الثاني عشر بعد التيقن لارتحال الجيش، فيعودون مساءا، يعني ليلة الثالث عشرة، و يغدون صباحا علي دفن الشهداء، لا يكون ذلك الوقت الا وقت فراغهم من اصلاح منازلهم، فتكمل ثلاثة أيام ملفقة، و هذا هو الموافق لما نص عليه أبوحنيفة أحمد بن داود الدينوري، قال في الأخبار الطوال ص 556: و أقام عمر بن سعد (لعنه الله) بعد مقتل الحسين عليه السلام يومين، ثم أذن في الناس بالرحيل، الي آخره.

و قد أكثر الشعراء من ذكر هذا. قال الشاعر في رياض الأحزان:



يا عين جودي بالدموع فانما

يبكي الحزين بحرقة و تفجع



يا عين ألهاك الرقاد بطيبه

عن ذكر آل محمد بتوجع



باتت ثلاثا بالصعيد جسومهم

بين الوحوش و كلهم في مصرع



و قال الشريف الرضي (رحمه الله) من قصيدة في رثاء جده الحسين عليه السلام:



لله ملقي علي الرمضاء غص به

فم الردي بعد اقدام و تشمير



تحنو عليه الربي طورا و تستره

عن النواظر أذيال الأعاصير



تهابه الوحش أن تدنو لمصرعه

و قد أقام ثلاثا غير مقبور



(أما الجهة الثالثة): و هي أهمها، و ذلك في حضور الامام زين العابدين عليه السلام بكربلاء، وقت دفن الشهداء، لأجل مواراة تلك الأجساد الطيبة و الأبدان الزاكية، و انزال كل جثمان في حفرته، و الحاد كل جسم مطهر في قبره. فالناس في هذا صنفان، و في اثباته و نفيه فريقان:

صنف يقول: دفنهم أهل الغاضرية، و سكت، و لم يصرح بانفرادهم، و أنهم استقلوا


بدفنهم، و لم يصرح بالنفي لاشتراك أحد معهم.

الصنف الثاني يثبت حضور الامام زين العابدين عليه السلام في ذلك الوقت، و هو الذي تولي مواراة الشهداء، و دفنهم، و بيده أنزل أباه الحسين عليه السلام الي ضريحه المقدس، و هذا هو الأوفق بمنهج مذهب الجعفرية و أصول قواعد الامامية، بل هذه العقيدة أصل من أصول مذهب الاثني عشرية، من أن المعصوم لا يتولي أمره الا المعصوم. و قد دلت عليه الأحاديث الصحيحة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام و احتجوا به علي مخالفيهم، و أصل ذلك توصية النبي صلي الله عليه و آله و سلم أن لا يغسله غير أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، و أمر أميرالمؤمنين علي عليه السلام للفضل بن العباس بن عبدالمطلب لما دعاه لمعاونته علي تجهيز النبي صلي الله عليه و آله و سلم أن يعصب عينيه معللا ذلك بأنه لا يري أحد جسد النبي صلي الله عليه و آله و سلم الا طمست عيناه، و قد روته أهل السنة في كتبها، و لذكره محل آخر، و معناه: أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم معصوم لا يطلع عليه الا معصوم، و أميرالمؤمنين معصوم دون الفضل، فاحتاج الفضل الي شد عينيه دون علي المعصوم؛ و قصدنا هاهنا ايراد ما روته الشيعة، فانه معتقدها، و افقها الخصم أم لا؟

المظفر، بطل العلقمي، 238 - 224 / 3

قد أوقفنا التاريخ علي خبر محزن، و نبأ مقلق، و هو: ان الحسين و العباس عليهماالسلام و زعا أوصالا بالسيوف، و قطعا اربا بحدود الأسلحة؛ و صرح لنا التاريخ بأن الحسين عليه السلام أبين من جسده الشريف أربعة أعضاء: اصبعه الذي قطعه بجدل بن سليم الكلبي لأجل الخاتم، و كفاه اللذان قطعهما الجمال علي التكة، و رأسه الذي قطعه الشمر، أو سنان، أو خولي، أو أخوه شبل علي الخلاف.

و العباس عليه السلام قد قطع كفه اليمني حكيم بن الطفيل الطائي السنبسي، و قطع كفه اليسري زيد بن رقاد المذحجي الجنبي، و قطع رأسه الشريف أيضا.

فنحن قد علمنا هذا من التاريخ، فنريد أن نعرف أين دفنت هذه الأعضاء الكريمة المباركة؟

و قبل أن أحرر ما يذكره المؤرخ، أبدي رأيي، و اني لا أشك أن الأعضاء الشريفة


المفصولة من الأجساد الطاهرة، عدا الرؤوس، دفنت مع الأجساد.

أما اصبع الحسين عليه السلام و كفاه، فلأنها لم ترم بعيدا عن الجثة، بل رميت الي جنبها، فدفنها مع الجثة واضح لا خفاء فيه. و أما كفا أبي الفضل، فهما و ان وقعا ناحية عن الجثة، و عدم وجود من يضمهما اليها بعد القتل، لكن الذي يقوي في الظن، أنهما عند الدفن التقطا و دفنا مع الجثة، و المزاران المشهوران لهما انما شيدا علي موضع قطعهما. و قد ورد في بعض المقاتل: ان الامام زين العابدين عليه السلام التقط كفي عمه العباس و دفنهما مع جسده المبارك في الضريح.

المظفر، بطل العلقمي، 259 - 258 / 3

(مزار رأس أبي الفضل العباس عليه السلام بالشام)

قلنا: ان الخلاف في رؤوس شهداء كربلاء غير الحسين، ينحصر في ثلاثة مواضع بالمدينة و كربلاء، و قد مضي ذكرهما في مشاهد رأس الحسين عليه السلام، و بدمشق الشام.

ذكر السيد محسن الأمين العاملي الفاضل المعاصر في كتاب (أعيان الشيعة) تحت عنوان: مشهد رؤوس العباس و علي الأكبر و حبيب بن مظاهر بدمشق، و نصه ج 4، ص 290، قسم أ: رأيت بعد سنة 1321 في المقبرة المعروفة بمقبرة باب الصغير بدمشق مشهدا وضع فوق باب صخرة كتب عليها ما صورته: هذا مدفن رأس العباس بن علي، و رأس علي بن الحسين الأكبر، و رأس حبيب بن مظاهر، ثم انه هدم، بعد ذلك، بسنتين هذا المشهد و أعيد بناؤه، و أزيلت هذه الصخرة، و بني ضريح داخل المشهد، و نقش عليه أسماء كثيرة لشهداء كربلاء، و لكن الحقيقة أنه منسوب الي الرؤوس الشريفة الثلاثة المقدم ذكرها بحسب ما كان موضوعا علي بابه كما مر، و هذا المشهد الظن يقوي بصحة نسبته، لأن الرؤوس الشريفة بعد حملها الي دمشق و الطواف بها، و انتهاء غرض يزيد من اظهار الغلبة و التنكيل بأهلها و التشفي، لابد أن تدفن في احدي المقابر، فدفنت هذه الرؤوس الثلاثة في مقبرة باب الصغير، و حفظ محل دفنها، و الله أعلم، انتهي.

و يناقش هذا السيد في أمرين:

(أحدهما): قوة ظنه تصادم النصوص المصرحة بأن الرؤوس نقلت الي المدينة و دفنت


بالبقيع، و النصوص المصرحة بأن الرؤوس الشريفة أعيدت الي الجثث بكربلاء، و لا قيمة للظن في قبال النص، فاذن هذا المشهد بني علي أساس صلبها بهذا الموضع، أو أنها دفنت الي حين رجوع السبايا فنبشت و أعيدت الي الجثث، أو دفنت بالبقيع.

(ثانيهما): حصر النسبة لهذه الرؤوس الثلاثة المقدسة لا مبرر له من نقل و لا من عقل، و الذي كتب علي الصخرة لا يدل علي الحصر في هذه الثلاثة، و انما كتبت أسماء هؤلاء الثلاثة لجلالتهم، و أنهم رؤساء الشهداء و أعيانهم، فنسب المشهد اليهم، و رؤوس الباقين معهم، كما اشتهر المرقد الشريف الذي يلي رجلي الحسين عليه السلام باسم علي الأكبر، و باقي شهداء بني هاشم معه بالاتفاق، فاذن الحق مع ما نقش علي ضريح هذا المشهد، اذ لا معني لدفن رؤوس هؤلاء الثلاثة في هذا الموضع، و تبعيد غيرهم عنهم، فاما أن تحكم بدفنهم هنا، فاحكم بدفن الجميع، و ان قلت بالنقل، فقل بنقل الجميع.

(مزار الكفين لأبي الفضل العباس)

قد أسس في كربلاء مشهدان أو مزاران حوالي صحن العباس بن أميرالمؤمنين، رقم علي أحدهما: «مشهد الكف اليمني» و علي الثاني: «مشهد الكف اليسري» و هذا شي ء توارثه الخلف عن السلف، و تراث مجد خلفه الماضي للباقي، و ليست هذه الآثار من المحدثة، و لا من الأشياء التي لم تبتن علي أس قديم، بل هي سائرة مع بقية آثارهم، و تتعاهدها يد العمران أن طرقها طول الزمان بالتضعضع أو أشرف بها علي الانهيار، فاذن هي صحيحة الاسناد الفعلي لا القولي، اذ كل جيل يتبع الجيل السابق في احترامها و تعاهدها بالعمارة و التنميق، حتي تتصل بأول الأجيال التي أشيدت بها مشاهدهم و قبابهم، و هذا ما يسميه الناس بالسيرة العملية، و يحتج بها الفقهاء علي اثبات الأحكام الشرعية، فأنا من هذه الناحية علي ثقة و يقين، ولكني أقف حيران عند الناحية الأخري، لا أدري ماذا أقول؟.

دفن الكفان في هذين الموضعين؟ و أنا أستبعد ذلك، و لعلي لا أري مجالا للظن بأن من دفن جثة العباس عليه السلام، لم يلحق بها الكفين مع قرب محلهما منها، و لا حجاب يحجب


حتي يقال: نهما لم يريا، و لا حاجة للأعداء بحملهما، حتي نظن أنهم حملوهما ثم أعيدا أو دفنا هنا.

أم نقول: ان هذا موضع قطعها حفظ و شيد للتبرك بمكان العضوين الكريمين، و ان أعيدا للبدن، كما حفظت علي ذلك آثار كثيرة علي هذا الطراز، و ان هذا التذكار لحري به أبوالفضل، و جدير أن يشاد لكفيه مشهدان.

و قد تتبعنا التاريخ، فلم نجد من قطعت كفاه علي اللواء، غير أربعة رجال: ثلاثة مؤمنون، و واحد مشرك، و المؤمنون اثنان من آل أبي طالب، و واحد من بني عبدالدار؛ فالمشرك صواب عبد لآل عبدالدار، و المؤمنون: مصعب بن عمير صاحب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من آل عبدالدار كان معه لواء النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و جعفر بن أبي طالب المعروف بالطيار، و أبوالفضل العباس حامل لواء الحسين عليه السلام؛ و خذ قصصهم علي الاختصار.

حديث صواب بعد قتل مواليه علي لوائهم.

قال ابن هشام في سيرته ج 2، ص 303: قال ابن اسحاق و حدثني بعض أهل العلم، ان اللواء لم يزل صريعا، حتي أخذته عمرة بنت علقمة الحارثية، فرفعته لقريش، فلاذوا به، و كان اللواء مع صواب غلام لأبي طلحة حبشي، و كان آخر من أخذه منهم، فقاتل به، حتي قطعت يداه، ثم برك عليه و أخذ اللواء بصدره و عنقه، حتي قتل عليه، و هو يقول: اللهم هل أعذرت؟ يقول عذرت: فقال حسان بن ثابت في ذلك:



فخرتم باللواء و شر فخر

لواء حين رد الي صواب



جعلتم فخركم فيه بعبد

و ألأم من يطا عفر التراب



ظننتم، و السفيه له ظنون

و ما أن ذاك من أمر الصواب



بأن جلادكم يوم التقينا

بمكة بيعكم حمر العباب



أقر العين ان عصبت يداه

و ما أن تعصبان علي خضاب



ثم شعر لحسان يذكر، فيه الحارثية، و حملها لواء قريش، و هذه القصة يوم أحد، و قتله أميرالمؤمنين عليه السلام، و ليس هذا موضع تفصيل القصة.


(و أما مصعب بن عمير) رضوان الله عليه، فذكر الحافظ السيوطي في الخصائص الكبري ج 1، ص 215، قال: أخرج ابن سعد عن محمد بن شرحبيل العبدري، قال: حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد، فقطعت يده اليمني، فأخذ اللواء بيده اليسري و هو يقول: «و ما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل» الآية، ثم قطعت يده اليسري، فحنا علي اللواء و ضمه بعضديه الي صدره و هو يقول: «و ما محمد الا رسول خلت من قبله الرسل» الآية، ثم قتل، فسقط اللواء، الي آخره.

(و أما جعفر الطيار) ففي سيرة ابن هشام ص 215، في حديث غزوة مؤتة، قال ابن هشام، و حدثني من أثق به من أهل الشام: ان جعفر بن أبي طالب أخذ اللواء بيمينه، فقطعت، فأخذ اللواء بشماله، فقطعت، فاحتضنه بعضديه، قتل (رضي الله عنه) و هو ابن ثلاث و ثلاثين سنة، فأثابه الله جناحين في الجنة يطير بهما حيث يشاء. و يقال: ان رجلا من الروم ضربه يومئذ ضربة قطعه بنصفين، الي آخره.

(و أما أبوالفضل العباس بن أميرالمؤمنين عليهماالسلام فقد روي كثير من العلماء ذكر هذه القصة المحزنة، و الحادث المؤلم، [88] [...] و علي ما صرح به أرباب المقاتل من سقوط كل كف له عليه السلام تحت نخلة في ناحية من نواحي المسناة، فاذا المزاران المعروفان لهما حوالي صحنه الشريف، شيدا علي أساس هذا الحديث في شهادته عليه السلام، حيث أن يده اليمني قطعت و هو صادر من المشرعة، طالبا للخيم، كي يوصل الماء لعيال الحسين عليه السلام، فعارضوه، فقطع يده اليمني زيد بن رقاد المذحجي، ثم الجنبي، و لما قطعت، تقدم الي أخيه، فعارضه أيضا حكيم بن الطفيل الطائي السنبسي، فقطع اليسري، و مذ أمنوا بقطع يديه، صدوه بجماهيرهم المتكاثفة عن الوصول الي الخيمة، و أرجعوه قليلا الي الوراء، و هنا ضربوه بالعمود الحديد، فسقط، حيث مشهده الآن قرب مشهدي الكفين الشريفين، كما حدثنا التاريخ، و رسمه لنا الأثر الباقي الي اليوم. وصفه المزارين كما يلي:

(مزار الكف اليمني) في جنوب الصحن العباسي عليه السلام، قريب من باب الصحن الشرقي،


و هو مشهد ملصق بالجدار عند مفترق أربعة طرق، حوله بعض حوانيت، و عليه شباك نحاس صغير مقفل بقفل، و نقش عليه بيتان بالفارسية، نصها:



افتاد دست راست خدايا ز پيكرم

بر دامن حسين برسان دست ديگرم



دست چپم بجاست اگر نيست دست راست

اما هزار حيف كه يك دست بي صداست



و لا تاريخ للشعر و لا لبناء المشهد، و علي لوحة رسم كفين متقابلتين نقشتا بالقاشاني، و الطريق اليه أن تخرج من صحن العباس عليه السلام الواقع في ركن الصحن، و يعرف بباب الرحبة، فاذا خرجت منه انعطفت الي شارع علي يمينك ملاصق لباب الصحن، فتمر فيه مجتازا بشارع آخر ينفصل منه أيضا علي يمينك، فتدعه و تمر في نفس الشارع الكبير الذي أنت فيه، حتي تمر بشارع ثاني الي يمينك أيضا، فتسلكه متجها الي مدرسة البنات الابتدائية المسماة بالعباسية حتي تنتهي الي بقالين علي منتصف الشارع، ويقع المشهد الشريف خلف حائط دكان البقال الذي علي يسارك في الركن بين شارعين، و له طريق آخر علي مشهد الكف اليسري.

(مزار الكف اليسري)

في المشرق من الصحن الشريف في السوق الذي يحاذي باب القبلة، و يعرف بسوق باب العباس الصغير، و علي جداره الكاشاني شباك من النحاس الأصفر المسمي (شبه و برنج) منقوش في الكاشي أبيات شعر تنسب للشيخ محمد السراج، هي هذه:



سل اذا ما شئت و اسمع و اعلم

ثم خذ مني جواب المفهم



ان في هذا المقام انقطعت

يسرة العباس بحر الكرم



هاهنا يا صاح طاحت بعدما

طاحت اليمني بجنب العلقمي



أجر دمع العين و ابكيه أسي

حق أن تبكي بدمع من دم




و يظهر من الشعر لمن تأمله أن الموضعين أشيد فيهما البناء تذكار لسقوطهما فيهما، لا انهما دفنا فيهما، و هذا كله نقوله و نراه جليا في الواقف علي هذين المزارين يتذكر كيف قطعت يمني العباس و يسراه؟ و كيف ضم الباقي منهما علي اللواء؟ و اذا وقف علي ضريحه المقدس ليتذكر كيف فلقت هامته بعمود الحديد؟ و كيف سقط علي ضفاف العلقمي يفحص برجليه التراب؟ فالواقف علي مزار الكف اليمني كأنه يري و يشاهد بريق سيف الشقي زيد بن رقاد وحده المخالط لعضو أبي الفضل الأكرم، و الواقف علي مزار الكف اليسري كأنه يلحظ بعينيه سيف التعيس حكيم بن الطفيل يطيح به ذاك العضو المشرف.

الطريق الي مشهد الكف اليسري لأبي الفضل، هو أن تخرج من باب صحن العباس الشريف في الجنوب الشرقي، و هو في جهة القبلة علي سمت باب الساعة، فاذا خرجت من هذه الباب الصغيرة سرت قليلا في شارع قصير يدخلك الي سوق صغير يعرف بسوق العطارين، فتجد هناك صف القصابين، و قبل الوصول اليهم، تقف عند باب دكان عطار يعرف بالسيد عباس، فتجد المشهد االمبارك خلف حائط دكانه، و عليه رسم كف واحدة، و صفتها صفراء طليت بالصبغ الأصفر، و اذا سرت من هذا الطريق متجها الي الجنوب الشرقي، أو صلك الي مشهد الكف اليمني.

و هذا الوضع للمشهدين يفصح عما ذكره التاريخ: أن العباس عليه السلام خرج من الفرات قاصدا مخيم الحسين عليه السلام، فاعترضه زيد بن رقاد الجهني، فقطع يمينه، فسار علي قصده حاملا سيفه بيساره، فاعترضه حكيم بن الطفيل السنبسي، فقطع يساره، فسار علي قصده، فضرب بعمود الحديد، فسقط في موضع مشهده المقدس.

المظفر، بطل العلقمي، 317 - 310 / 3

اذا خرجت من الباب القبلي للجامع الأموي، مستقيما ينتهي الي حي الشاغور، حيث لا يزال آثار السور الذي كان يحيط بمدينة دمشق، و تخرج من باب الشاغور علي اليمين جادة تنتهي الي مقابر باب الصغير، و فيها جادة تسمي (جادة آل البيت) و في هذه الجادة تقع مقامات متقاربة من حيث المكان و هي:


1- مشهد الرؤوس:

رؤوس شهداء كربلاء و هي:

رأس أبي الفضل العباس بن علي، و القاسم بن الحسين، و علي الأكبر، و عمر بن علي، و عبدالله بن علي، و الحر، و محمد بن علي، و عون بن عبدالله، و محمد بن مسلم، و عبدالله ابن عقيل، و عبدالله بن الحسين، و حبيب بن مظاهر، و علي بن أبي بكر، و عثمان بن علي، و جعفر بن عقيل، و جعفر بن علي.

و قرأ الشيخ فرج آل عمران القطيفي من كتابه (الأزهار) الذي صحبه معه اللطباعة في النجف الأشرف عن السيد عبدالحسين شرف الدين مؤلف المراجعات، قصة مفصلة، و اليك ملخصها: قال قال لي السيد:

اني زرت مشهد الرؤوس في السنة السابعة بعد الثلاثمائة و الألف من الهجرة، و أنا حينئذ ابن سبع عشرة سنة، قد حف هذا المشهد الشريف بمزبلة عظيمة، يلقي فيها أهل الشام و الأمويين كناساتهم، و هذه المزبلة قد ارتفعت علي قبة هذا المشهد بعدة أمتار، و هي اذ ذاك قبة صغيرة مستحقرة.

و بعد عدة سنوات، قيض الله لتعميره الشهم الغيور السيد سليم بن السيد مرتضي أحد الأشراف.

فسافر من الشام الي اسطنبول عاصمة السلطان عبدالحميد، و طلب موافاته، فلم تتأت له و ذلك من أيادي السلطان و خواصه من المبغضين لأهل البيت عليهم السلام و لما ضاق به الخناق أخذ يصيح في الطرقات و الأسواق بأعلي صوته، أيها الناس! اني أتيت من بلادي الشام الي هذه البلاد، لأقدم الي السلطان نصيحة ثمينة، و هدية قيمة فيها زيادة علو شأنه. فلم يزل يكرر مثل هذا القول حتي اتصل خبره بالسلطان، فأمر بادخاله عليه، و لما دخل سأله ما هذه النصيحة و ما هذه الهدية؟ فأجابه بما مضمونه:

أيها السلطان العادل! أيسرك أن تهان مشاهد أهل بيت و قربي الرسول صلي الله عليه و آله و سلم الذين شرفك و شرف الأمة الاسلامية جمعاء بالانتماء اليهم و محبتهم و مودتهم حسب نص


الذكر الحكيم: «قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربي»؟

أيسرك أن يكون مزبلة مشهد رأس خامس أهل الكساء، الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، و رؤوس طائفة من أصحابه شهداء الطف ضحوا بأنفسهم في سبيل الحق و اعلاء كلمة الاسلام، كأبي الفضل العباس، و علي الأكبر، و القاسم بن الحسن، لذكرهم الشرف، أيسرك أن يكون ذلك المشهد المقدس موضع كناسة للقذارات و الفضلات؟

لا أعتقد أن هذا يسرك، بل المتغلغل في ضميري، ان هذا مما يؤلمك و يسوؤك، فرجائي الأكيد أن تأمر الوالي بازالة المزبلة و الكناسة عن مشهد الرؤوس الكرام، فان لك في ذلك خير الدارين و فوز النشأتين.

هذه نصيحتي اليك و هديتي الي جنابك، و ما توفيقي الا بالله عليه توكلت و اليه أنيب.

فأمر السلطان بالفحص عن قول هذا السيد الكريم، فلما تبين له صدق ما قال، أصدر الأمر الرسمي بازالة المزبلة عن مشهد الرؤوس، و تعميره أحسن تعمير، فتصدي لتعميره و الاشراف علي البنائين السيد الكريم السيد سليم المذكور، حتي كمل تعميره و اشادته، كما هو الآن، كما تصدي السيد المذكور لتعمير مشهد السيدتين أم كلثوم و سكينة، و تعمير مشهد عبدالله بن زين العابدين، كما هما الآن.

و كان هذا السيد هو القيم علي هذه المشاهد الثلاثة مدة حياته، ثم من بعده ابنه السيد الرضا، ثم ابنه الثاني السيد حسني، و هو القيم في الوقت الحاضر، و قد كتب عليه البيتان التاليان:



و قبة من بني عدنان ما نظرت

عين الغزالة أعلي منهم نصبا



من كل جسم بوجه الأرض مطرح

و كل رأس برأس الرمح قد نصبا



هذا مقام الرؤوس [89] الشهداء الستة عشر من أهل بيت النبي الذين استشهدوا يوم طف


كربلاء، مع الامام الحسين عليه السلام ابن الامام علي بن أبي طالب عليه السلام، شيد هذا المقام المقدس بمساعي السيد سليم أفندي بن السيد حسين مرتضي قائم مقام مراقد أهل البيت عليهم السلام في شوال سنة 1330 ه.

و يقع بقرب محل رؤوس الشهداء مسجد الامام زين العابدين عليه السلام، و هو المسجد الذي بقي فيه أساري آل البيت حين وردوا دمشق، و هو أقدم مسجد في دمشق، و كانت آثار التعمير فيه بادية، فأول ما أنزلوا في هذا البيت، و هي تسمي اليوم بالخراب، و بها باتوا برهة من الزمن، ثم نقلوا الي الشاغور، و منها الي باب الساعات، و منها نقلوا الامام السجاد الي المسجد الجامع و أعادوهم الي هذا المسجد.

الحسيني الجلالي، المزارات، / 228 - 226



پاورقي

[1] [زاد في الأسرار: أما المنقول عن المفيد في ارشاده: ان ابن‏سعد (لعنه الله) أقام يومه ذلک و غده الي الزوال، فجمع قتلاه فصلي عليهم و دفنهم و ترک الحسين و أصحابه منبوذين بالعراء فلما ارتحلوا الي الکوفة عمد أهل الغاضرية من بني‏أسد و دفنوهم کما هي الآن و دفنوا العباس في الموضع الذي صرع فيه کما هو الآن و نقل عنه أيضا بوجه مفصل و هو انه] .

[2] [الأسرار: ارتحل و العيون: انفصل] .

[3] [أضاف في الأعيان و العيون: عن کربلاء] .

[4] [زاد في الأسرار: قاموا] .

[5] [الأعيان: علي تلک الجثث الطواهر و أضاف فيه: و دفنوها] .

[6] [مکانه في البحار و العوالم: قال السيد: و لما انفصل ابن‏سعد عن کربلا خرج قوم من بني‏أسد فصلوا علي الجثث الطواهر المرملة بالدماء و دفنوها علي ماهي عليه الآن. و قال المفيد: دفنوا....] .

[7] [نفس‏المهموم و المعالي و الأعيان و اللواعج و العيون: «الأکبر»] .

[8] [في الأعيان و اللواعج: في حفيرة واحدة و سووا عليهم التراب و أضاف في الأعيان: قال المسعودي: و دفن أهل الغاضرية و هم قوم من بني‏عامر من بني‏أسد الحسين و أصحابه بعد قتلهم بيوم أي في اليوم الذي ارتحل فيه ابن‏سعد من کربلاء فانه بقي في کربلا الي زوال اليوم الحادي عشر کما مر، أما اذا کانوا جاؤوا في اليوم الثاني من رحلته فيکون الدفن بعد القتل بيومين. و أضاف فيهما: و يقال: ان أقربهم دفنا الي الحسين عليهم‏السلام ولده علي الأکبر، فيزورهم الزائر من عند قبر الحسين عليه‏السلام و يؤمي الي الأرض التي نحو رجليه بالسلام عليهم] .

[9] [الي هنا حکاه عنه في الأسرار، / 452 و زاد:

و لا يخفي عليک أنه قد ينقل عن المفيد ما يعطي، أن الحفيرة التي فيها أهل بيت سيد الشهداء من أولاده و اخوته و أولاد أخيه الحسن و بني عمومته في غير الحفيرة التي فيها أجساد الأصحاب، و ذلک أنه لما ذکر أسامي من قتل من بني‏هاشم، قال: و هم کلهم مدفونون مما يلي رجلي الحسين في مشهده حفر لهم حفيرة و ألقوا جميعا فيها و سوي عليهم التراب الا العباس بن أميرالمؤمنين عليه‏السلام، فانه دفن في موضع مقتله علي المسناة بطريق الغاضرية، و قبره ظاهر، و ليس لقبور اخوته و أهله الذين سميناهم أثر، و انما يزورهم الزائر من عند قبر الحسين عليه‏السلام و يؤمي الي الأرض التي نحو رجليه بالسلام و علي بن الحسين عليهماالسلام في جملتهم، و يقال: انه أقربهم دفنا الي الحسين عليه‏السلام، و أما أصحاب الحسين عليه‏السلام الذين قتلوا معه، فانهم دفنوا حوله، و لسنا نحصل لهم أجداثا علي التحقيق و التفصيل، الا انه لا شک أن الحائر محيط بهم (رضي الله عنهم و أرضاهم) و أسکنهم جنات النعيم، فهذا کما تري صريح في تعدد الحفيرة، بل يعطي صحة احتمال کون قبور الأصحاب من الأطراف و الجوانب الأربعة لقبر سيد الشهداء عليه‏السلام، کما يعطي صحة احتمال تعدد القبور تعددا في غاية الکثرة، و يؤيد الأخير ما نقل عن ابن شهرآشوب من انه کانوا يجدون لأکثرهم قبورا و يرون بيضا هذا، و أما ما عن المنتخب، فهو انهم قد حفروا لهم حفيرة عميقة، و ألقوا فيها جميعا. دفنوا العباس بن أميرالمؤمنين في موضعه الذي قتل فيه علي طريق الغاضرية، حيث قبره الآن فيه، فهذا کما تري يعطي وحدة الحفيرة، بمعني أن بني‏هاشم و الأصحاب قد دفنوا جميعا في حفيرة واحدة و کيف کان، فان ما عن المفيد يعطي عدم حضور سيد الساجدين، لدفن أبيه روحي لهما الفداء، و لکن مقتضي الحق و التحقيق علي وفق ما نقل عن السيد الجزائري و هو مما قد قواه أيضا جمع من متأخري المتأخرين، و ذلک حيث قالوا بعدما نقل کلام المفيد: ان هذا انما هو في ظاهر الأمر، و الا فان الامام لا يلي أمره الا الامام، و يدل عليه نص ما روي أبوعمرو الکشي عن محمد بن مسعود، عن جعفر بن أحمد، عن حمدان بن سليمان، عن منصور بن العباس، عن اسماعيل بن سهل، عن بعض أصحابنا؛ قال: کنت عندالرضا عليه‏السلام، فدخل عليه علي بن أبي‏حمزة بن البراج و ابن‏المکاري، فقال علي عليه‏السلام بعد کلام جري بينهم و بينه في امامته: انا روينا عن آبائک عليهم‏السلام أن الامام لا يلي أمره الا امام] .

[10] [زاد في المعالي: «و کأنهم أرادوا حمل العباس الي الحسين و لکن لم يقدروا لکثرة ما به من الجرح»] .

[11] و چون ابن‏سعد از آن جا کوچ کرد، گروهي از بني‏اسد که در غاضريه بودند، به نزد اجساد مطهره‏ي حسين عليه‏السلام و يارانش آمده و بر آنان نماز گزارده (و آنان را دفن کردند به اين ترتيب که) حسين عليه‏السلام را در همين جايي که اکنون قبر شريف او است، دفن نموده و فرزندش علي بن الحسين اصغر را کنار پاي آن حضرت و براي شهيدان ديگر از خاندان و ياران آن بزرگوار که اطرافش به زمين افتاده بودند، گودالي در پايين پاي حسين عليه‏السلام کنده و همگي را گرد آورده بودند، در آن جا دفن کردند و عباس بن علي عليهماالسلام را در همان جا که کشته شده بود، سر راه غاضريه، جايي که اکنون قبر او است، دفن نمودند.

رسولي محلاتي، ترجمه‏ي ارشاد، 118 / 2.

[12] [تاج المواليد: قتلوا معه] .

[13] [تاج المواليد: قتلوا معه] .

[14] [الي هنا لم يرد في الأسرار] .

[15] [الي هنا مثله في تاج المواليد و الأسرار] .

[16] که اينان هفده تن از بني‏هاشم رضوان الله عليهم بودند، که برادران حسين عليه‏السلام و پسران برادرش و فرزندان عموهايش جعفر و عقيل بودند، و همگي ايشان در پائين پاي حسين عليه‏السلام دفن شدند. و براي همه‏ي آنها گودالي کنده، و همگي را در آن دفن نمودند، و خاک بر آنان ريختند، جز عباس بن علي عليهماالسلام که او را در همان جا که بر شتر مسناة کشته شده بود، سر راه غاضريه دفن کردند، و قبر او آشکار است. و براي قبرهاي برادران و خاندانش که نامشان برديم هيج گونه نشانه‏اي نيست، جز اين که زيارت کنندگان از پيش قبر حسين عليه‏السلام آنان را زيارت کنند. و به آن زميني که پائين پاي آن حضرت است اشاره کنند و بر آنان سلام کنند، و علي بن الحسين عليهماالسلام نيز در ميان ايشان است، و برخي گفته‏اند: جايگاه دفن او به حسين عليه‏السلام نزديکتر از ديگران است.

و اما اصحاب و ياران حسين عليه‏السلام که با آن جناب کشته شدند، پس آنان نيز در اطراف آن حضرت دفن شدند. و جاي قبرهاي ايشان به طور تحقيق و تفصيل روشن نيست، جز آن که ما ترديدي نداريم، که حائز شريف آنان را در بر دارد. خدا از ايشان خوشنود باد، و ايشان را نيز از خود خوشنود گرداند، و در بهشتهاي نعيم جايشان دهد.

رسولي محلاتي، ترجمه‏ي ارشاد، 130 / 2.

[17] [مثله في الأعيان، 613 / 1] .

[18] [مثله في الأعيان، 613 / 1] .

[19] [تفرد به ابن‏فندق] .

[20] [حکاه عنه في تظلم الزهراء، / 228] .

[21] [حکاه عنه في تظلم الزهراء، / 228] .

[22] شيخ مفيد و ديگران روايت کرده‏اند که چون حضرت سيدالشهدا به عالم بقا و ملأ اعلا رحلت نمود. عمر، سرهاي شهدا را بر قبايل عرب قسمت کرد، و با خواتين مکرمه‏ي اهل بيت رسالت صلي الله عليه و آله در همان روز متوجه کوفه گردانيد و خود تا روز ديگر ماند و ابدان خبيثه‏ي کشتگان خود را دفن کرد و اجساد مطهره‏ي شهدا را در ميان خاک و خون گذاشت.

چون آن ملاعين رفتند، اهل غاضريه از قبيله‏ي بني‏اسد آمدند و بر آن جسدهاي مطهر و بدنهاي مکرم نماز کردند و دفن کردند و جسد مطهر سيد شهدا عليه‏السلام را در آن مکان شريف که الحال هست، دفن کردند و علي بن الحسين - يعني علي اکبر - را در پايين پاي آن حضرت دفن کردند و ساير شهدا را در پايين پاي آن حضرت در يک موضع دفن کردند و عباس را در نزديک فرات در همان موضع که شهيد شده بود، دفن کردند. به حسب ظاهر چنين بود؛ اما در واقع، امام را به غير از امام دفن نمي‏کند. حضرت نمي‏کند. حضرت امام زين‏العابدين عليه‏السلام به اعجاز امامت آمد و جسد مطهر آن حضرت را بلکه ساير شهدا را دفن کرد.

ابن شهرآشوب روايت کرده است که اهل غاضريه مي‏گفتند که: «چون ما رفتيم که ايشان را دفن کنيم، قبرهاي ايشان را کنده و ساخته مي‏ديديم و مرغان سفيد نزد ايشان مي‏ديديم که پرواز مي‏کردند.»

از حضرت امام رضا عليه‏السلام منقول است که حضرت امام زين‏العابدين عليه‏السلام مخفي آمد و بر پدر خود نماز کرد و آن جناب را دفن کرد و برگشت.

مجلسي، جلاء العيون، / 616.

[23] [ظفرت برواية أخري في کيفية دفنهم رواها المرحوم السيد محمد علي الشاه عبدالعظيمي في مقتله المعروف المسمي بايقاد القلوب و هذه أيضا تقرب مما ذکرنا و عن تذکرهما کليهما تبصرة لمن تبصر قال في الايقاد] .

[24] [ظفرت برواية أخري في کيفية دفنهم رواها المرحوم السيد محمد علي الشاه عبدالعظيمي في مقتله المعروف المسمي بايقاد القلوب و هذه أيضا تقرب مما ذکرنا و عن تذکر هما کليهما تبصرة لمن تبصر قال في الايقاد] .

[25] [المعالي: عسکر ابن] .

[26] [لم يرد في المعالي] .

[27] [لم يرد في المعالي] .

[28] [لم يرد في المعالي] .

[29] [لم يرد في المعالي] .

[30] [لم يرد في المعالي] .

[31] [أضاف في المعالي: نخاف] .

[32] [لم يرد في المعالي] .

[33] [لم يرد في المعالي] .

[34] [أضاف في المعالي: و قد ضيق لثامه] .

[35] [لم يرد في المعالي] .

[36] [لم يرد في المعالي] .

[37] [لم يرد في المعالي] .

[38] [أضاف في المعالي: في الأرض] .

[39] [لم يرد في المعالي] .

[40] [لم يرد في المعالي] .

[41] [لم يرد في المعالي] .

[42] [لم يرد في المعالي] .

[43] [أضاف في المعالي: آخر] .

[44] [زاد في المعالي: فرأيناه] .

[45] [المعالي: لأهل بيتک] .

[46] [أضاف في المعالي: مما يلي الراس الشريف] .

[47] [المعالي: راية] .

[48] [المعالي:

(أقول): و يظهر من الأخبار، أن رسول الله حفر قبر الحسين عليه‏السلام و قبور أهل بيته و أصحابه، کما في رواية أم‏سلمة زوجة النبي صلي الله عليه و آله و سلم في (البحار) أصبحت أم‏سلمة تبکي قيل لها: مم بکاؤک؟ قالت: لقد قتل ابني الحسين، و ذلک أنني ما رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم منذ مضي الا الليلة، فرأيته شاحبا کئيبا فقلت: ما لي أراک يا رسول الله شاحبا کئيبا؟ قال: ما زلت الليلة أحفر القبور للحسين و أصحابه، و من ذلک أن بني‏اسد لما جاؤوا لدفن تلک الأجساد الطيبة الطاهرة کانوا يجدون لأکثرهم قبورا، و يرون طيورا بيضاء، و دفنوهم في تلک القبور بعد ما صلوا عليهم، و کانوا يفتخرون علي قبائل العرب بأنا صلينا علي الحسين عليه‏السلام و أصحابه و دفناهم، بيض الله وجوههم.

و يظهر من رواية الشيخ الطوسي (ره) أن بني‏أسد جاؤوا ببارية جديدة و فرشوها تحت الحسين عليه‏السلام؛ فانه روي عن الديزج قال: أتيت في خاصة غلماني فقط لما أمر المتوکل بنبش القبر، فنبشت فوجدت بارية جديدة و عليها بدن الحسين عليه‏السلام و وجدت منه رائحة المسک، فترکت البارية علي حالها و بدن الحسين علي البارية و أمرت بطرح التراب عليه و أطلقت الماء عليه.]

[49] [المعالي:

(أقول): و يظهر من الأخبار، أن رسول الله حفر قبر الحسين عليه‏السلام و قبور أهل بيته و أصحابه، کما في رواية أم‏سلمة زوجة النبي صلي الله عليه و آله و سلم في (البحار) أصبحت أم‏سلمة تبکي قيل لها: مم بکاؤک؟ قالت: لقد قتل ابني الحسين، و ذلک أنني ما رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم منذ مضي الا الليلة، فرأيته شاحبا کئيبا فقلت: ما لي أراک يا رسول الله شاحبا کئيبا؟ قال: ما زلت الليلة أحفر القبور للحسين و أصحابه، و من ذلک أن بني‏اسد لما جاؤوا لدفن تلک الأجساد الطيبة الطاهرة کانوا يجدون لأکثرهم قبورا، و يرون طيورا بيضاء، و دفنوهم في تلک القبور بعد ما صلوا عليهم، و کانوا يفتخرون علي قبائل العرب بأنا صلينا علي الحسين عليه‏السلام و أصحابه و دفناهم، بيض الله وجوههم.

و يظهر من رواية الشيخ الطوسي (ره) أن بني‏أسد جاؤوا ببارية جديدة و فرشوها تحت الحسين عليه‏السلام؛ فانه روي عن الديزج قال: أتيت في خاصة غلماني فقط لما أمر المتوکل بنبش القبر، فنبشت فوجدت بارية جديدة و عليها بدن الحسين عليه‏السلام و وجدت منه رائحة المسک، فترکت البارية علي حالها و بدن الحسين علي البارية و أمرت بطرح التراب عليه و أطلقت الماء عليه.] .

[50] [المعالي: روي السيد نعمة الله الجزائري عن عبدالله الأسدي انه قال: لما قتل الحسين بن علي عليهماالسلام و کافة من کان معه من ولده و اخوته و بني عمومته و أراد ابن‏سعد التوجه بالسبايا و الرؤوس الي الکوفة، أنفذ في ذلک اليه ابن‏زياد أن وار أجساد أصحابک ودع جسد الحسين عليه‏السلام و أصحابه فأنفذ اليه: أنه لا يسعني دفن جميع قتلانا، لأن عدة المقتولين مائة و خمسون ألفا، فأنفذ اليه أن وار الرؤساء و الأعيان و اترک السواد منهم، قال: فواري ابن‏سعد من أراد مواراته و ارتحل بالسبايا و الحريم الي الکوفة، و خلف تلک الجثث الزکية تصهرها الشموس و تسترها أذيال الرياح ثلاثة أيام، و قد أقام ثلاثا غير مقبور] .

[51] [لم يرد في بطل العلقمي] .

[52] [لم يرد في بطل العلقمي] .

[53] [المعالي: روي السيد نعمة الله الجزائري عن عبدالله الأسدي انه قال: لما قتل الحسين بن علي عليهماالسلام و کافة من کان معه من ولده و اخوته و بني عمومته و أراد ابن‏سعد التوجه بالسبايا و الرؤوس الي الکوفة، أنفذ في ذلک اليه ابن‏زياد أن وار أجساد أصحابک ودع جسد الحسين عليه‏السلام و أصحابه فأنفذ اليه: أنه لا يسعني دفن جميع قتلانا، لأن عدة المقتولين مائة و خمسون ألفا، فأنفذ اليه أن وار الرؤساء و الأعيان و اترک السواد منهم، قال: فواري ابن‏سعد من أراد مواراته و ارتحل بالسبايا و الحريم الي الکوفة، و خلف تلک الجثث الزکية تصهرها الشموس و تسترها أذيال الرياح ثلاثة أيام، و قد أقام ثلاثا غير مقبور] .

[54] [المعالي: «أنصارهم»] .

[55] [لم يرد في بطل العلقمي] .

[56] [المعالي: «تمام العجب»] .

[57] [المعالي: «تمام العجب»] .

[58] [لم يرد في بطل العلقمي] .

[59] [لم يرد في المعالي] .

[60] [المعالي: و ادفعوا] .

[61] [أضاف في المعالي: «منکم»] .

[62] [المعالي: «من بين تلک الجثث، لکنهم ما کانوا يعرفونه] .

[63] [المعالي: «من بين تلک الجثث، لکنهم ما کانوا يعرفونه] .

[64] [أضاف في المعالي: «اعلم»] .

[65] [لم يرد في بطل العلقمي] .

[66] [لم يرد في بطل العلقمي] .

[67] [المعالي: «أتي»] .

[68] [المعالي: «أتي»] .

[69] [أضاف في المعالي: «الوقت»] .

[70] [المعالي: واريتهم] .

[71] [المعالي: «تصادموا»] .

[72] [أضاف في المعالي: «مع نسائهم»] .

[73] [زاد في بطل العلقمي: «ربما ينتقد الناقد هذه الرواية أو الحکاية، بعدة النقادات:

(أحدها): لم يسأل الأسديون من الفارس قائلين له من أنت؟ و قد عرفوه بقوله: يا أبتاه و يا عماه؟ و الجواب عن هذا سهل؛ فان تلک المعرفة اجمالية، فأرادوا منه المعرفة التفصيلية المشخصة، لأنه يجوز أن يخاطب الرجل العظيم ذا الشأنية و العظمة بلفظ الأب و العم علي جهة التبجيل و الاحترام، و ان لم يکن ابنا أو ابن أخ نسبي، کما قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: أنا و علي أبوا هذه الأمة؛ فأبوتهما للأمة علي جهة التعظيم؛ و کما قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: الخالة والدة، و العم والد. و قال الله تعالي في نساء النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «و نساؤه أمهاتکم»؛ کل ذلک علي جهة الاحترام و التجلة. فسؤالهم عنه ليعرفوه أنه ابنه الحقيقي النسبي، أم من المعظمين المحترمين له من المسلمين الذين يرون عظمة منزلته و أن احترامه فوق احترام الأبوين الحقيقيين؟

(ثانيها): کيف يتوقف الأسديون عن معرفة جسد الحسين عليه‏السلام، و لا شک أن جسده معلوم لأمرين لا يسترتب فيهما الا جاهل:

أحدهما: استعلاء نوره علي أنوارهم، و اشراق أشعته علي أشعتهم. و قد أجاد الکعبي بقوله في مرثية له:



و مجرح ما غيرت منه القنا

حسنا و لا أخلقن منه جديدا



قد کان بدرا فاغتدي شمس الضحي

مذ ألبسته يد الدماء لبودا



(ثالثها): الهيبة الالهية التي جللت جسده الشريف، فانها ليست لباقي الشهداء معه، و بها حرست تلک الأجساد الطاهرة المنبوذة في بطاح الفلاة من هوام الأرض و وحوش الفلا، حتي هابت الدنو منهم، و حتي أصبحت السباع الضارية، و الوحوش الساغبة لتلک الهيبة حرسا للأجساد الطاهرة. و قد قال الشريف الرضي:



تهابه الوحش أن تدنوا لمصرعه

و قد أقام ثلاثا غير مقبور



ثم ان هناک قرائن و امارات و علائم تعين للأسديين جسد الحسين عليه‏السلام، و تفرده عن أجساد باقي الشهداء:

(1) قد علمت بنوأسد أن الخيل قد وطئت صدر الحسين عليه‏السلام و ظهره، دون بقية الشهداء.

(2) طارت الأنباء اليهم علي ألسنه الرکبان و المارة من عابري الطريق: أن الأعداء لما قطعوا رأس الحسين عليه‏السلام، ترکوه مکبوبا علي وجهه.

(3) قد علم الأسديون أن الحسين عليه‏السلام قد جمع أصحابه الشهداء في محل واحد و بقي هو في محل مصرعه لم يحمله أحد، و الأعداء لا حاجة لهم في وضعه مع أصحابه، و قد عرف الأسديون ذلک.

(4) ما نبأهم به الزارع علي نهر العلقمي، کما سيأتي الحديث؛ أنه شاهد أسدا رابضا عند جسد الحسين عليه‏السلام يحرسه، فهو يشاهده کل ليلة قبل دفنه يأتي حتي يربض عند الجسد المنفرد عن الأجساد، فيلثمه و يشمه و يتمسح به، ثم يبعد عنه قليلا فيربض الي الصباح. فهذه القرائن لا يحتاج معها الأسديون الي سؤال عن معرفة الجسد الشريف.

و الجواب عن هذا: أنهم قد عرفوا جسد الحسين عليه‏السلام بالاعتبارات السالفة، لکن ترددهم کان لأمرين:

(أحدهما): لزيادة العلم، فان هذا أمر من الأمور الکبري التي لها أهميتها العظمي في الأجيال المتعاقبة علي زيارة هذه المراقد المسؤول عن تعيينها من باشر الدفن، و قام بمهمة المواراة.

فکلما ازداد علما و يقينا، کان أبلغ في العذر، و لا ريب أن بالدلالة الصريحة مع تلک الأمارات تکون الحادثة حادثة علم يقيني، لا يتطرقه ريب، و لا يتخلله تشکيک.

(ثانيهما): أن ترددهم حول الأجساد و اکثارهم من الذهاب و الأياب، لم يکن منبعثا عن شک تعيين جثمان الحسين الأقدس، فانه معلوم لديهم بأنواره و هيبته، و لکن تردد حيرة و ذهول، و أصابتهم الدهشة و الانفعال الحاد، و التألم الحار اللاذع من فعل أعدائهم، أجلاف العرب، فيما جنوه عليهم من التمثيل المشوه، فقد أحل بهم أراذل البشر ما لا تجنيه الکفرة، فضلا عن المسلمين، من الجنايات المستفظعة في أموات زهقت نفوسهم، و فارقت أرواحهم أجسادهم، من قطع الرؤوس و الأيدي، و سلب الأبدان؛ هذا أمر عظيم يوجب التفکر فيه، و الحيرة، و يبعث التردد. و شي‏ء آخر يلزم الأسديين، التفکر فيه، فيطول لذلک ترددهم، ليصيبوا جهة الرأي، هو: کيفية دفن هذه الأجساد الملقاة بقرب الحسين عليه‏السلام، و يبحثون عن معرفة الأعيان منهم، لأجل أن يجيبوا عن السؤال المتوجه اليهم فيما بعد، عن مراقدهم، فهذا موجب تفکيرهم و الموحي اليهم التردد عن سرعة الاقدام، لا لأن الحسين عليه‏السلام لم يعرف عندهم، أضاف في المعالي: «هذا ما رواه المرحوم السيد الجزائري في کيفية دفن هذه الأجساد المقدسة] .

[74] عمر بن سعد چون در روز يازدهم محرم دو بخش از روز سپري شد (دو ثلث روز گذشت.)، اهل بيت نبوت و امامت را چنان که به شرح رفت، به جانب کوفه روان داشت. جماعت بني‏اسد که در اراضي غاضريه مسکن و مربع (مربع: منزل) داشتند، چون دانستند که لشکر ابن‏سعد از کربلا بيرون شدند، روز دوازدهم محرم به کربلا آمدند و بر اجساد شهدا نماز گذاشتند.

به روايت شيخ مفيد، مضجع امام عليه‏السلام در همان موضع است که هم اکنون معروف است و علي بن الحسين عليه‏السلام را در فرود پاي (پاي: پايين) پدر به خاک سپردند و ساير شهدا را لختي دورتر مدفون ساختند و عباس بن علي عليهماالسلام را در راه غاضريه در همين موضع که مرقد مطهر او است، دفن کردند.

سپهر، ناسخ التواريخ سيدالشهداء عليه‏السلام، 34 - 33 / 3.

[75] و عباس بن علي عليهماالسلام را در راه غاضريه، در همان جا که کشته شده بود و اکنون قبر او است، به خاک سپردند.

کمره‏اي، ترجمه‏ي نفس المهموم، / 182.

[76] تاريخ الطبري، ج 6، ص 256، و کامل ابن‏الأثير ج 4، ص 30، و ارشاد الشيخ المفيد.

[77] حکاه في البحار، ج 10، ص 211، و ج 13، ص 125 عن غيبة النعماني.

[78] نص عليه جماعة من المؤرخين، انظر کتابنا «قمر بني‏هاشم» ص 115، ط المطبعة الحيدرية في النجف.

[79] کامل الزيارات، ص 219.

[80] للحاج هاشم الکعبي.

[81] مدينة المعاجز، ص 263، باب 7.

[82] اثبات الوصية للمسعودي، ص 173، و قد ذکرنا في کتاب «زين‏العابدين»، ص 402، الأحاديث الدالة علي أن الامام لا يلي أمره الا امام مثله.

لم تکشف الأحاديث هذا السر المصون، و لعل النکتة فيه، أن جثمان المعصوم عند سيره الي المبدأ الأعلي بانتهاء أمد الفيض الالهي يختص بآثار، منها: أن لا يقرب منه من لم يکن من أهل المرتبة، اذ هو مقام قاب قوسين أو أدني، ذلک المقام الذي تقهقر عنه الروح الأمين و عام النبي صلي الله عليه و آله وحده في سبحات الملکوت، و ليست هذه الدعوي في الأئمة بغريبة، بعد أن تکونوا من الحقيقة المحمدية، و شارکوا جدهم في المآثر کلها، الا النبوة و الأزواج، کما في المحتضر للحسن بن سليمان الحلي، ص 22، طبع النجف، و هذه أسرار لا تصل اليها أفکار البشر، و لا سبيل لنا الي الانکار بمجرد بعدنا عن ادراکها ما لم تبلغ حد الاستحالة، و قد نطقت الآثار الصحيحة بأن للأئمة أحوالا غريبة، ليس لسائر الخلق الشرکة معهم کاحيائهم الأموات بالأجساد الأصلية و رؤية بعضهم بعضا، و صعود أجسادهم الي السماء و سماعهم سلام الزائرين لهم، و قد صادق علي ذلک شيخنا المفيد في المقالات، ص 84، ط طهران، و الکراجکي في کنز الفوائد، و المجلسي في مرآة العقول، ج 1، ص 373، و کاشف الغطاء في منهج الرشاد، ص 51، و النوري في دار السلام، ج 1، ص 289.

[83] الکبريت الأحمر (و أسرار الشهادة) و (الايقاد).

[84] کامل الزيارات، ص 325، و عنه في مزار البحار، ص 124.

[85] حديث ديگر درباره‏ي منزلت بس والاي اباالفضل عليه‏السلام، روايتي است که محقق عاليقدر، سيد محمد علي شاه عبدالعظيمي قدس سره متعرض آن شده است و از آن برمي‏آيد که قمر بني‏هاشم عليه‏السلام از مقاماتي شبيه مراتب معصومين عليهم‏السلام برخوردار است.

روايت شده است که چون امام سجاد عليه‏السلام بعد از واقعه‏ي عاشورا، براي دفن آن پيکرهاي به خون خفته در کربلا حضور يافت، به بني‏اسد اجازه عنايت کرد تا آن اجسام مطهر را به خاک سپارند و تنها پيکر سيدالشهدا عليه‏السلام و عمويش را استثنا نمودند و اظهار داشتند که: خود به تنهايي به دفن آنان خواهند پرداخت، و فرمودند: «با من کساني هستند که ياريم دهند.»

در اين جا، امر امام واضح است که امام بايد او را غسل و کفن نمايد؛ اما مسأله‏اي که به حقيقت و سر آن دست نمي‏يازيم اين است که از چه رو حضرتش عليه‏السلام عموي صديق و شهيدش عباس عليه‏السلام را همانند پدر اطهر خود عليه‏السلام به دل خاک نهاد تا از آن جا به ملأ اعلي پر گشايد. و اين نيست مگر بيانگر اين مطلب که آن جسد مقدس چون ذوات مقدسه‏ي معصومين عليهم‏السلام کس ديگر سزاوار نيست، بدان دست زند؛ چرا که او در نزديکترين حالات خود به حق متعال است و کسي که از مقام شامخ او بهره ندارد، نبايد آن پيکر مطهر را لمس نمايد.

[...] اما در مورد سرهاي مطهر ديگر شهدا در کتابهاي مقتل چيزي نيامده است؛ جز اين که در «نفس المهموم» صفحه 253 و «رياض الأحزان» صفحه 155 از «حبيب السير» آمده است که يزيد سر همه‏ي شهدا را به علي بن الحسين عليهماالسلام تسليم نمود و حضرت آنها را، در اربعين، به ابدانشان ملحق ساخت و سپس به مدينه بازگشت.

شايد ظواهر امر، اين قول را تأييد کند؛ زيرا چون مردم از پليدي کار يزيد آگاه شدند و نغمه‏هاي آشوب و شورش بلند گشت، چاره‏اي نديد جز آن که هر چه که مورد درخواست امام سجاد عليه‏السلام بود، به مرحله‏ي اجرا درآورد و آنان را هر چه زودتر از شام خارج کند.

در جهت ديگر علامه سيد محسن امين، در «اعيان الشيعه» جلد 4، صفحه 290 يادآور شده است که او در سال 1321 ه.ق در آرامگاه معروف به مقبره‏ي باب صغير، در دمشق مشاهده نموده که صخره‏اي در جنب در آن قرار داشته است که بر آن حک شده بود:

هذا مدفن رأس العباس بن علي و رأس علي الأکبر بن الحسين و رأس حبيب بن مظاهر.

اين جا محل دفن سرهاي عباس بن علي، علي اکبر فرزند امام حسين عليهم‏السلام و حبيب بن مظاهر است.

او سپس گويد:

سپس اين مقبره سالياني خراب گشت و بعد از مدتي، بناي آن مجددا برقرار شد و آن صخره را از ميان برده و ضريحي بر قبور نهادند و اسامي بسياري از شهداي کربلا را بر آن منقوش ساختند؛ اما حقيقت امر آن است که اين مدفن به حسب نوشته‏ي آن تخته سنگ، منسوب به سرهاي مطهر شهيدان ياد شده است. و اين مدفن به ظن قوي، نسبتش صحيح است؛ زيرا سرهاي شهدا بعد از حمل آنها به دمشق و گرداندن در شهر و بعد از آن که يزيد با اين کار غلبه‏ي خود و ذلت ظاهري اهل بيت را، به اهل شام نماياند و به غرض خود رسيد و دلش آرام گرفت، ناچار بود که سرها را در مقبره‏اي دفن سازد و سر آن شهداي مذکور، در مقبره‏ي باب الصغير دفن گشت و از آن نيز در طول تاريخ محافظت به عمل آمد. و خداوند به حقيقت امر آگاهتر است...

اين سخن سيد محسن امين - که خدا تأييدش نمايد - است، اما اگر او به «حبيب السير» مراجعه مي‏کرد، معتقد به عدم دفع سر شهدا در آن جا مي‏گشت علاوه آن که تغييري که او يادآور شده است، دلالت بر آن دارد که نگهبانان آن مقبره غرض ديگري داشته‏اند و بعيد نيست که آن جا محلي است که آن سرهاي مطهر را در آن جا آويزان کرده بودند.

مقام دستهاي اباالفضل عليه‏السلام

شيعيان و پيروان اهل‏بيت عليهم‏السلام، همان گونه که در معارف و احکام دين از دستورات و فرمايشات آنان تبعيت مي‏کنند، تمامي آن چيزهايي هم که به آنها تعلق دارد، از قبيل قبر مطهر آنان، محل عبادتشان و محل عبورشان و غيره را مورد احترام و بزرگداشت و تبرک قرار مي‏دهند و اين امر را از عوامل متمم ولايت و محبت خود به سرورانشان و لوازم اتباع و تشيع مي‏دانند.

و اين شيوه، کرداري شايسته و صحيح است؛ زيرا آن، يا محل دفن آنان است که به زيارتش مي‏شتابند، يا جاي عبادتشان است که در آن به عبادت حق متعال مشغول مي‏شوند، يا مکان سرور آنان مي‏باشد که شيعيان با ديدن آن شاد مي‏شوند و يا جايگاه حزن و غمشان بوده است که پيروانشان در آن جا برايشان اندوهگين و اشکبار مي‏گردند؛ و اين همان تشيع محض و اقتداي صحيح است.

از اين قبيل است آنچه ما در کربلا مشاهده مي‏کنيم. از مقام دستهاي حضرت اباالفضل عليه‏السلام که از زمان باستان به عنوان مقام دستهاي حضرت اباالفضل عليه‏السلام شناخته شده است و در هر عصري شيعيان به زيارت آن دو مقام شتافته‏اند و هر نسلي از نسل پيشين فراگرفته است که در اين دو مکان مقدس به پيشگاه آن حضرت عرض ادب نمايند، و همين شيوه‏ي پسنديده که «سيره‏ي مستمره» ناميده مي‏شود، براي اثبات قداست آن دو مکان کافي است؛ وگرنه بسياري از مشاهد مشرفه مورد سؤال قرار مي‏گيرد.

مقام دست راست در سمت شمال شرقي دروازه‏ي بغداد، در محله‏ي باب خان نزديک در شرقي صحن مطهر اباالفضل عليه‏السلام قرار دارد. بر ديوار، مقام ضريحي کوچک نصب است که بر کتيبه‏ي آن دو بيت به فارسي نگاشته شده است که سراينده‏ي آن و نيز تاريخ بنا و ضريح مشخص نگشته است. آن دو بيت به قرار زير است:



افتاد دست راست خدايا ز پيکرم

بر دامن حسين برسان دست ديگرم‏



دست چپم بجاست اگر نيست دست راست

اما هزار حيف که يک دست بي‏صداست‏



مقام دست چپ در بازارچه نزديک در کوچک صحن، واقع در جنوب شرقي مي‏باشد که به بازارچه‏ي عباس معروف است. بر ديوار نرده‏اي نصب است که بر کاشيهاي آن اشعار زير نگاشته شده است که اثر طبع شيخ محمد سراج مي‏باشد:



سل اذا ما شئت واسمع واعلم

ثم خذ مني جواب المفهم‏



ان في هذا المقام انقطعت

يسرة العباس بحر الکرم‏



هيهنا يا صاح طاحت بعد ما

طاحت اليمني بجنب العلقمي‏



أجر دمع العين وابکيه أسي

حق أن يبکي بدمع من دم‏



اگر بخواهي از من بپرس و به پاسخ قانع کننده گوش داده فراگير، که اين جا مکان مقدسي است که در آن دست چپ حضرت عباس عليه‏السلام، آن درياي کرم قطع شده است. آري! در اين جا دست چپ او پي شد، پس از آن که دست راستش در کنار علقمه از تن جدا گرديده بود. اشک ديدگان به رخسار روان کن و در اين غم گريه کن که شايسته است به جاي اشک خون گريه کني.

پاک‏پرور، ترجمه‏ي العباس، / 322 - 319، 247

تنها برادرش عباس را در محل فروافتادنش از اسب و نزديک فرات وانهاد، که مرقد شريفش همان جا مي‏باشد. (بنا به تصريح شيخ مفيد در الارشاد؛ طبرسي در اعلام الوري، ص 147؛ سيد نعمت الله جزايري در الانوار النعمانية، ص 344؛ داودي در عمدة الطالب، ص 349، ط نجف؛ طريحي در منتخب و سيد در رياض الاحزان، ص 39.

و تلويح ابن‏ادريس حلي در سرائر، علامه حلي در منتهي، شهيد اول در قسمت مزار کتاب دروس، مقدس اردبيلي در شرح ارشاد، سبزواري در ذخيره، شيخ آقا رضا همداني در مصباح الفقيه؛ که دو فرد اخير، کلام شيخ مفيد را در ارشاد بدون اظهار نظري نقل کرده‏اند.)

و اين سري دقيق دارد که بر شخص بصير پوشيده نيست. و آن اين که قمر بني‏هاشم مرقدي جدا داشته باشد که زائران به زيارتش شتابند و ارباب حوائج بدان جا پناه برند و با ظاهر شدن کرامات او، امت به قدر و منزلتش نزد خداي سبحان بيشتر پي برند. در اين جا، حجت و ولي خدا - به حسب امر الهي - اراده نمود که منزلت ظاهري اباالفضل هم بسان مقام معنوي و اخروي او باشد.

و اگر سيدالشهدا عليه‏السلام او را چون ديگر شهدا به حائر مقدس (جنب حرم خود) حمل مي‏نمود، اين اختر تابناک در جنب فروزش انوار خورشيد وجود امام رخ مي‏پوشيد و اين مقام رفيع، که شبيه مقامات ائمه اطهار عليهم‏السلام است، براي وي آشکار نمي‏گشت.

در روز سيزدهم محرم حضرت سجاد عليه‏السلام براي دفن پدر شهيدش به کربلا شتافت؛ زيرا امر غسل و کفن و دفن امام را جز امام عهده‏دار نمي‏شود. (احاديث، پرده از اين راز مکنون بر نداشته‏اند و بسا نکته آن باشد که جسم معصوم در سير خود به مبدأ اعلي و نيل به سرآمد افزونترين ريزشهاي فيض الهي، برخوردار از آثاري باشد که جز فرد حائز آن مرتبه نتواند به آن نزديک شود. اين دعوي در مورد ائمه عليهم‏السلام بعد از تحقق تکون نور وجودشان از رسول خدا صلي الله عليه و آله و مشارکتشان در تمامي خصوصيات جدشان به جز نبوت و تعداد همسران، بعيد شمرده نمي‏شود. شاهد بر اين مدعا، حديثي است که شيخ طوسي در امالي خود، صفحه 59 آورده و بيانگر آن است که در غسل دادن حضرت رسول اکرم صلي الله عليه و آله، فضل بن عباس با چشماني بسته آب مي‏ريخت و أميرالمؤمنين پيکر مطهرش را مي‏شست. و تعليل شده است که کسي که نظرش بر جسد مقدس ايشان افتد، چشمش کور مي‏شود. اين دليل چنين مي‏رساند که بدن پيامبر در حال موت با زمان حيات تفاوت دارد، و الا شک نيست که فضل و ديگران جسد مطهر حضرتش را مي‏ديدند؛ منتها در حال موت خصوصيتي بوده که فضل نبايد به جسد ايشان مي‏نگريسته است.

و اين اسراري است که افکار بشر بدان راه ندارد و ما را به مجرد عدم ادراک آن حق انکار نباشد. و حال آن که احاديث صحيح بيانگر آنند که ائمه عليهم‏السلام حاالات شگفتي دارند که سائر خلق را بدان راهي نباشد؛ مانند زنده نمودن مردگان با اجساد اصليشان (يا حيات داشتن آنان بعد از مرگ با اجساد اصليشان)؛ صعود اجسادشان به آسمان، شنيدن سلام زائران. براي آگاهي بيشتر، رجوع نماييد به المقالات شيخ مفيد، صفحه 84، چاپ تهران. کنز الفوائد کراجکي، مرآة العقول علامه مجلسي، جلد 1، صفحه 373. منهج الرشاد علامه کاشف الغطاء، صفحه 51. دارالسلام محدث نوري، جلد 1، صفحه 289.) شاهد بر اين، مناظره‏ي امام رضا عليه‏السلام با علي بن ابي‏حمزه‏ي بطائني است. حضرت به او فرمود: «بگو ببينم حسين بن علي امام بود؟»

گفت: «آري.»

فرمود: «چه کس امور او را بعد از شهادت به عهده داشت؟»

گفت: «حضرت سجاد عليه‏السلام.»

فرمود: «او در آن هنگام کجا بود؟»

گفت: «در زندان ابن‏زياد بود؛ اما بدون اين که آنان بفهمند از آن جا خارج شد و امور دفن پدرش را انجام داد و به زندان بازگشت.»

امام فرمود: «آن که علي بن حسين را قدرت بخشيد که به کربلا آيد و امور پدرش را انجام دهد و بازگردد، امام اين زمان را هم قدرت مي‏دهد که به بغداد رود و امور دفن پدرش را انجام دهد و حال آن که در حبس و اسارت هم نيست.» (اثبات الوصيه مسعودي، ص 113، ط نجف.)

چون امام سجاد عليه‏السلام به کربلا رسيد، بني‏اسد را نزد کشتگان متحير مشاهده نمود که به لحاظ بي‏سر بودن پيکرها نمي‏دانستند چه کنند.

حضرت سجاد عليه‏السلام شهدا را به اسم شناساند. صداي گريه و فرياد بلند گشت و زنان بني‏اسد موها را پريشان نمودند و بر صورت سيلي زدند.

سپس زين‏العابدين به سوي پيکر پدر مظلومش رفت و بعد از آن که او را در آغوش کشيد و به صداي بلند به گريه پرداخت، بدن را به موضع قبر برد و مقداري خاک برداشت که ناگاه قبري آماده و ضريحي سرباز مشاهده گشت. دست در زير پيکر گذاشت و فرمود:

بسم الله و في سبيل الله و علي ملة رسول الله صدق الله و رسوله ما شاء الله و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم.

و آن را به تنهايي وارد قبر نمود و کسي از بني‏اسد در تدفين امام شهيد با ايشان شرکت نجست و فرمود: «با من کسي هست که ياريم کند.»

چون پيکر را در قبر نهاد، لبهاي شريفش را بر آن رگهاي بريده نهاد و فرمود:

طوبي لأرض تضمنت جسدک الطاهر، أما الليل فمسهد و الحزن سرمد او يختار الله لأهل بيتک دارک التي أنت بها مقيم، و عليک مني السلام يا ابن رسول الله و رحمة الله و برکاته.

خوشا آن زميني که جسد مطهرت را دربر گيرد. از شب بگويم که ديگر خواب به چشمانم راه نيابد يا از حزنم که ديگر پاياني ندارد؟ تا آن هنگام که خاندان تو هم در آن جا که اقامت گزيده‏اي، وارد شوند. از من بر تو درود اي فرزند رسول خدا و رحمت و برکات خداوند بر تو باد.

و بر قبر حضرتش نوشت:

هذا قبر الحسين بن علي بن أبي‏طالب الذي قتلوه عطشانا غريبا.

اين قبر حسين فرزند علي بن ابي‏طالب است که تشنه و غريب او را کشتند.

سپس به سوي عمويش عباس رفت و او را در آن حالتي مشاهده نمود که ملائکه آسمان را دهشت زده و حوريان بهشت را گريان ساخته بود. امام خم شد و رگهاي بريده‏ي گردن عمو را به بوسيدن گرفت و فرمود:

علي الدنيا بعدک العفا يا قمر بني‏هاشم و عليک مني السلام من شهيد محتسب و رحمة االله و برکاته.

بعد از تو اي ماه بني‏هاشم، خاک بر سر دنيا! از من بر تو اي شهيد با اخلاص سلام باد و رحمت و برکات الهي شامل حالت باد.

و قبري براي حضرت عباس حفر نمود و او را نيز چون پدرش تنها وارد قبر ساخت و فرمود: «با من ياوراني هستند.»

سپس بني‏اسد را دستور فرمود تا دو حفره حفر نمايند و در يکي، بني‏هاشم را نهند و در ديگري اصحاب را. (کبريت احمر، اسرار الشهادة، الايقاد علامه‏ي جليل، سيد محمد علي شاه عبدالعظيمي رحمه الله.)

طارمي، ترجمه‏ي علي الأکبر عليه‏السلام، / 97 - 94.

[86] و از اسامي کربلا، غاضريه است در کامل الزيارة از أبي‏جعفر الباقر عليه‏السلام روايت است که فرمود: «الغاضرية هي البقعة التي کلم الله فيها موسي بن عمران، و ناجي نوحا فيها، و هي أکرم أرض الله عليه، و لو لا ذلک ما استودع الله فيها أوليائه و أنبيائه فزوروا قبورنا بالغاضرية».

در قمقام گويد: الغاضرية بالغين المعجمة و بعد الألف ضاد معجمة ثم رأء، منسوب الي غاضرة من بني‏أسد و هي قرية من نواحي الکوفة قريبة من کربلا.

و روايت شيخ مفيد گذشت که بحر رياحي فرمود: بگذار تا در غاضريه يا نينوا يا شفيته فرود آييم.

در قمقام شفيه به فتح اول و کسر ثانية منسوب الي الشفاء ضبط کرده، ولکن ظاهر آن است که شفيته تصغير شفانا باشد، که در قاموس گفته: شفانا کحبالي: بلدة بالعراق.

و در نفس الرحمال نيز شفيته‏ي فرموده و نسخ معتمد ارشاد مفيد نيز به اين لفظ دارد و ظاهر آن است که همين ديه است که حال أعراب شفاثه مي‏گويند و ايضا گذشت کلام شيخ طوسي (ره) در تهذيب الاحکام که فرموده: «و قبره به طف کربلا بين نينوي و الغاضريه في قري النهرين.»

در نسخه‏ي خطي بسيار صحيحي که بر مرحوم علامه مجلسي (ره) قرائت شده و در درس آن جناب تصحيح شده به غين و ضاد دارد «کما عن نسخة مصححة مقروة علي والده قدس سرهما ايضا» و کتابهاي چاپ از تهذيب نيز چنين است؛ وليکن در وافي مرحوم فيض بقاف و صاد است. کما عن عشرين نسخة مصححة من التهذيب.

کيف کان در مجالس المؤمنين غاضريه را از قراي واقع بر نهر دجله با جمله‏اي ديگر از قراي شمرده، و در ارشاد مفيد فرموده که چون پسر سعد لعين از کربلا رفت، گروهي از بني‏اسد که در غاضريه بودند، بيامدند و بدن امام عليه‏السلام را بدان موضع که ضريح مطهر است، دفن کردند و فرزندش را در نزديک پاي آسمان فرسايش بسپردند و ديگر شهدا را در اطرافش دفن نمودند و عباس بن أميرالمؤمنين را در موضع شهادتش بر مسناة، يعني سد آب در طريق غاضريه مقبور ساختند.

از اعجب اکاذيب آن است که در (شرف مؤبد) گويد: «امير لشکر ابن‏زياد عمر بن سعد العاص بود و ابن‏زياد پيش منشور ايالت ري را بر او نوشته بود و از عمر بن سعد هيچ اسمي نمي‏برد.

مسعودي در مروج الذهب گويد: «و دفن اهل العامرية و هم قوم من بني‏عامر بن بني‏أسد الحسين و أصحابه بعد قتلهم بيوم».

ابن شهرآشوب در مناقب مي‏فرمايد: «و دفن جثتهم بالطف اهل الغاضرية من بني‏أسد بعد ما قتلوه بيوم و کانوا يجدون لاکثرهم قبورا و يرون طيورا بيضا و کان عمر بن سعد صلي علي المقتولين من عسکره و دفنهم. قال الطبري: «کانوا ثمانية و ثمانون رجلا انتهي.»

در امالي، شيخ طوسي (ره) از أبي‏جارود روايت است که وقت حفر أبي‏عبدالله الحسين در نزد سر و پاي او مشک اذفر ظاهر شد. در جلاء العيون علامه‏ي مجلسي مي‏فرمايد: چون آن ملاعين رفتند، اهل غاضريه از قبيله بني‏اسد بر ابدان مطهره ايشان نماز کردند و دفن کردند و جسد شريف سيدالشهدا را در اين مکان شريف که الآن است، دفن کردند و علي اکبر را در پايين پا و ساير شهدا را در پايين او در يک موضع دفن کردند و عباس را در نزديک فرات در همان موضع که شهيد شده بود، دفن کردند به حسب ظاهر، چنين بوده و در واقع امام را به غير از امام، کسي دفن نمي‏کند، حضرت امام زين‏العابدين به اعجاز امامت آمد و جسد مطهر آن حضرت، بلکه ساير شهدا را دفن کرد و اکثر علما مثل اين کلام را فرموده‏اند و آن در اخبار بسيار است؛ مثل روايت مسيب از موسي بن جعفر و هرثمة از حضرت امام رضا عليه‏السلام کما في عيون اخبار الرضا؛ آن که روايت اخيره است که هرگاه مأمون به تو بگويد که: «شما شيعه مي‏گوييد که امام را غير تجهيز نمي‏کند و حال فرزندش در مدينه است.» تو بگو که ما شيعه مي‏گوييم: واجب است که امام را غير امام تجهيز نکند به تغسيل و تکفين و دفن. و اما هرگاه ظالمي جدايي بيندازد و تعدي کند در غسل دادن امام، باطل نمي‏شود امامت امام؛ بعد که آن غاصب غالب شد بر غسل دادن پدر او و به امامت آن امام اول نيز ضرر ندارد. اگر امام رضا را در مدينه مي‏گذاشتي در ظاهر ولد او را دفن مي‏کرد و حال در باطن پدر خود را دفن مي‏کند.

شيخ ابوعمر کشي روايت کرده [است] به سندش از اسماعيل بن سهل از بعض اصحاب ما که گفت: «در نزد امام رضا بودم که علي بن أبي‏حمزه و جمعي از واقفه وارد شدند. پس علي بن حمزه عرض کرد که به آن حضرت که از پدر تو روايت شده [است] «ان الامام لايلي امره الا امام مثله». حضرت امام رضا فرمود: «خبر ده مرا که حسين بن علي بن أبي‏طالب امام بود يا نه؟

علي بن أبي‏حمزه گفت: «امام بود.»

حضرت فرمود: «پس که متولي امر او شد؟»

عرض کرد: «ولدش علي بن الحسين.»

آن حضرت فرمود: «علي بن الحسين کجا بود؟ در حبس ابن‏زياد لعين بود؛ ولکن بيرون آمد بدون علم ايشان به خروج او و پدرش را دفن کرد و نماز خواند بر او و برگشت. حضرت امام رضا فرمود: آن خدايي که علي بن الحسين را متمکن ساخت از آن که برود به کربلا و متولي امر امام شود، متمکن ساخت صاحب اين امر را از آن که رفت به بغداد و تجهيز پدرش نمود و حال آن که در حبس نبود

در مناقب ابن شهرآشوب از ابوبصير روايت کرده [است] که حضرت صادق عليه‏السلام فرمود که از جمله‏ي وصيت پدرم آن بود که: «يا بني اذا أنا مت فلا يغلسني أحد غيرک، فان الامام لا يغلسه الا الامام.»

و در اختصاص روايت کرده [است] از ابراهيم بن أبي‏سمال که گفت: «نوشتم به امام رضا عليه‏السلام که روايت به ما رسيده [است] که: «ان الامام لا يغسله الا الامام فما تقول فيه.» آن حضرت نوشتند: «ان الذي بلغک هو الحق.»

پس وقت ديگر بعد از آن به خدمتش رسيدم و سؤال کردم که: «أبوک من غسله و من وليه.»

آن حضرت فرمود: «لعل الذين حضروه أفضل من الذين تخلفوا عنه.»

گفتم: که بودند ايشان؟»

فرمود: آنان که حاضر شدند يوسف را ملائکه و رحمت خدا.

در کافي نيز مثل آن را از يونس بن طلحه روايت کرده و در آن است: «الذين حضروا يوسف في الجب حين غاب عنه أبواه و أهل بيته.»

و اين دو حديث را در هفتم بحار حمل بر تقيه نموده [است] ؛ و الله العالم. بعد بدان که محمد سعيد بن عبدالله حايري در مقتل خود ذکر کرده است: آمدن بني‏اسد را براي دفن شهدا و آمدن حضرت امام زين‏العابدين را براي دفن پدرش روايت کرده [است] که از بسياري جراحات و انفصال اعضاي مقدسه محتاج شد به آن که آن حضرت فرمود به طائفه بني‏اسد که بوريائي آوردند و دو دست پيدا شد و آن بدن را گرفت و آن دو دست رسول خدا بود و آن اعضاي مقطعه را بر روي آن بوريا جمع آوردند و حتي انگشت مبارک را که بجدل ملعون قطع کرده بود، دفن نمود؛ و اگر چه مثل آن را در مقاتل ديگر نديدم، وليکن شهادت مي‏دهد به آن چه روايت است در بحارالانوار و غيره از أبي‏علي عماري که گفت: خبر داد مرا ابراهيم ديزج که رفتم با خواص غلامان خود و نبش کردم قبر مطهر را پس ديدم باريه‏ي جديدي را و روي آن بودند حسين عليه‏السلام و رايحه‏ي مسک از آن ساطع بود. پس آن را بر حالش گذاشتم و امر کردم به طرح تراب و آب بر آن جاري کردم و اراده کرديم که به گاو آن را حرث کنيم. گاوها اطاعت نکردند و پيش نرفتند و برمي‏گشتند. پس قسم ياد کردم براي غلامان که اگر کسي اين را بگويد براي کسي، او را خواهم کشت و ديدن او جسد انور را بدون آن که پايمال شده باشد، گاوها بر روي قبر مطهر مؤيد روايت کافي است که اسب تاختن نيز واقع نشده و آن مختار علامه مجلسي است در جلاء العيون؛ وليکن در کتاب نوادر علي بن اسباط اصحاب امام رضا عليه‏السلام است که از بعض اصحاب خود از امام محمدباقر عليه‏السلام روايت کرده است که فرمود: «پدرم مبطون بود در روز شهادت پدرش و در خيمه بود و من مي‏ديدم موالي ما را که آب در عقب حضرت أبي‏عبدالله مي‏بردند و آن حضرت گاهي بر ميمنه و گاهي بر ميسره و گاهي بر قلب حمله مي‏کرد و کشتند آن حضرت را به نوعي که منع فرموده بود رسول خدا صلي الله عليه و آله از آن که حيواني را به آن طور بکشند:

«لقد قتل بالسيف و السنان و بالحجارة و بالخشب و بالعصا و لقد اوطئوه الخيل بعد ذلک»؛ و به جهت کثرت اختلاف روايت در هر باب نمي‏توان به هر نوع روايتي واثق شد. هر چند عدد آن زياد باشد «فانظروا الي أخبار المواليد و الوفيات و السير و المعجزات و المقتولين و المقالات» و در تفصيلي در دفن شهدا از کتاب مدينه العلم، تأليف سيد الجزائري از تلاميذ مجلسي (ره) روايت شده و آن را در اکسير العبادة از بعض ثقات از آن کتاب نقل فرموده و اگر چه بناي آن سيد جليل متبحر بر تسامح و نقل ضعاف است، چنان چه شهادت مي‏دهد به آن ساير کتب ايشان از انوار نعمانيه و مسکن الشجون و مقامات و غيرها؛ وليکن باسي به روايت و نقل آن نيست؛ چرا که منافاتي ندارد با هيچ مطلبي و روايت معتبري نه مثل روايت بيرون آمدن از مدينه و نشانيدن أبي‏الفضل و ساير فتيان اهل‏بيت را در آن حين در محافل به تعجيل تمام که منافي با بيرون آمدن ايشان در شب خفية و علي حين غفلة من اهلها و غير ذلک و آن را در اکسير العبادات در حدود مبارزت أبي‏الفضل روايت کرده از بعض ثقاة از سفينه منسوبه به اديب فاضل مقري و در آن جا گفته [است] که: عبدالله کوفي از پدرش و جدش روايت کرده [است] که: ديدم چهل محمل مزين به ملابس حرير و ديباج. پس جوان بلند قامتي بيرون آمد که بر صورت خالي داشت؛ «و وجهه کالقمر الطالع» و فرمود: «تنحوا عني يا بني‏هاشم.» و زينب و ام‏کلثوم را در محمل نشانيد و دو طفل را که سکينه و فاطمه بودند، با ايشان در محمل نشانيد، فتعجب.

مفاد آن روايت جزايري اين است که روايت کرده عبدالله اسدي که در جنب نهر علقمي بودند، طايفه‏اي از بني‏اسد. پس بعد از رفتن عمر بن سعد از آن صحرا، زنان آن طايفه رفتند به سوي معرکه و اجساد طاهره را به آن حال ديدند. پس برگرديدند به حي خود و گفتند به مردان قبيله که: «شما چه خواهيد گفت. جواب حضرت رسول را که فرزند او در نزديک شما کشته شد و ياري نکرديد او را؟ حال پسر سعد کسان خود را دفن کرده و اولاد رسول و اصحاب او را گذاشته [است] . برويد ايشان را دفن کنيد و بعض عار را از خود برداريد.

پس مردان رفتند و خواستند ابتدا کنند به دفن سيدالشهدا و او را نمي‏شناختند. ناگاه سواره‏ي روي به ايشان آمد و فرمود: «ما بالکم».

گفتند: «براي دفن شهدا آمده‏ايم و نمي‏شناسيم جسد مقدس حسين را.»

چون آن سوار اين را شنيد، به گريه درآمد و مي‏گفت: «وا أبتاه وا أباعبدالله ليتک حاضر و تراني اسيرا ذليلا»؛ پس فرمود: «أنا أرشدکم اليه».

و از اسب پياده شد و ميان قتلي مي‏رفت تا به جسد پدر بزرگوارش رسيد و او را در آغوش کشيد و مي‏گريست و مي‏گفت: «يا أبتاه بقتلک قرت عيون الشامتين، يا أبتاه بقتلک فرحت بنوأمية، يا أبتاه بعدک طال حزننا، يا أبتاه بعدک طال کربنا!»

پس قدري اندک از مصرع شريف دور شد و کمي خاک را دور کرد؛ قبر کنده ساخته و لحد پرداخته، پيدا شد. پس آن بدن مطهر را برداشت و در قبر گذاشت و آن را پوشيد و هر يک از اصحاب را مي‏فرمود: «هذا فلان و هذا فلان» و بني‏اسدي‏ها، ايشان را دفن مي‏کردند و بعد تشريف بردند به نزد جسد مقدس أبي‏الفضل و خود را بر آن جسد مطهر انداخت، فرمود: «يا عماه ليتک تنظر حال الحرم و البنات و هن ينادين وا عطشاه وا غربتاه!»

بعد بني‏اسد را امر فرمود به آن که لحدي کندند و أباالفضل را در آن لحد دفن نمود. بعد آمد و اجساد انصار را در حفيره واحده دفن کردند و حبيب بن مظاهر را در قبري تنها در ناحيه‏ي شهدا دفن کردند؛ چون بني اعمام او را راضي نشدند به غير اين، پس آن سوار فرمود: «هلموا نواري جثة الحر الرياحي.»

و به جانب او رفت تا ايستاد در نزد او و فرمود: «اما انت فقد قبل الله توبتک و زاد في سعادتک بذلک نفسک أمام ابن رسول الله!»

و اسديون اراده کردند که حر را به نزد شهدا آورند. فرمود: «نه بلکه در محل مکان خود او را دفن کنيد.»

پس چون فارغ شدند، آن سوار خواست برگردد. اسديون به او آويختند و عرض کردند: «به حق من واريته بيدک من أنت.»

فرمود: «أنا حجة الله عليکم، أنا علي بن الحسين جئت لأواري جثة أبي و من معه من اخواني و أعمامي و أولاد عمومتي و أنصارهم الذين بذلوا مهجهم دونه و أنا الآن راجع الي سجن ابن‏زياد (لعنه الله)، و أما أنتم فهنيئا لکم لا تجزعوا فلا تضاموا فينا.»

پس اسديون را وداع گفت و رفت و آن طايفه به محل خود برگشتند.

در روايت محمد بن سعيد حايري است که امام عباد به انگشت مبارک نوشت بر صورت قبر مطهر که: هذا قبر الحسين بن علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام!»

و آن را در روايت موثوق بها نديدم. بلي، در روايت صحيحه‏ام ايمن است: «ثم يبعث الله قوما من أمتک لا يعرفهم الکفار و لم يشرکوا في تلک الدماء بقول و لا فعل و لا نية فيوارون أجسامهم، و يقيمون رسما لقبر سيدالشهداء بتلک البطحاء، يکون علما لأهل الحق، و سببا للمؤمنين الي الفوز.»

و از اين حديث مدح بني‏اسدي‏ها ظاهر است و در اکسير العبادة فرموده [است] که اخبار در مدح بني‏اسد که دفن نمودند، اجساد طاهره را بسيار است. حقير گويد: از ياري نکردن اايشان، حجت زمان خود را وفا نکردن به شرط آن حضرت در مبايعه ارض کربلا از ايشان سوء حال ايشان مکشوف مي‏افتد و هفت رأس را به قولي هفده رأس از رؤوس شهدا را بني‏اسد به نزد ابن‏زياد بردند؛ و اقوي اولست و اما آن که سر حبيب را جدا نکردند؛ چون اسدي بود؛ ضعيف است؛ چنان که گذشت، بلکه در کشي از رشيد هجري روايت است که سر حبيب را در کوفه بگردانند، به کسي که سر حبيب را بياورد، صد درهم جايزه بيشتر مي‏دهند از جايزه‏ي ديگران.

القائني، الکبريت الأحمر، / 496 - 491.

[87] [ثم ذکر کلام الطريحي و السيد الداودي في العمدة و المفيد کما ذکرناهم راجع ص 495 - 494، 492 - 491] .

[88] [ثم ذکر کلام ابن شهرآشوب و الصدوق کما ذکرناهما راجع ص 580 - 579، 411 - 409] .

[89] الصحيح: رؤوس.