بازگشت

شهادته و كلام أخيه الامام معه


[1] فقال الحسين عليه السلام للعباس عليه السلام: يا أخي امض الي الفرات و آتنا شربة من الماء. [2] فقال له العباس: سمعا و طاعة. قال: فضم اليه رجالا،، فسار العباس عليه السلام و الرجال عن يمينه و عن شماله حتي أشرفوا علي الفرات [3] فرآهم أصحاب ابن زياد [4] و قالوا: من أنتم؟ فقالوا: نحن أصحاب الحسين عليه السلام. فقالوا: ما تريدون [5] ؟ قالوا: كظنا العطش، و أشد الأشياء علينا عطش الحسين عليه السلام. فلما سمعوا كلامهم حملوا عليهم حملة رجل واحد، فقاتلهم الهباس عليه السلام و أصحابه فقتل منهم [6] رجالا و هو يقول:



[7] أقاتل القوم بقلب مهتد

أذب عن سبط النبي أحمد



أضربكم بالصارم المهند

حتي تحيدوا عن قتال سيدي



اني أنا العباس ذو التودد

نجل علي المرتضي المؤيد



قال: [8] و حمل عليهم ففرقهم يمينا و شمالا، و قتل رجالا و هو يرتجز و يقول:



لا أرهب الموت اذا الموت رقا

حتي أواري ميتا عند اللقا



[9] نفسي لنفس الطاهر الطهر وقا [10]

اني صبور شاكر للملتقي [11] .



بل أضرب الهام و أفري المفرقا

اني أنا العباس صعب باللقا [12] .




[13] قال: [14] فكشفهم عن المشرعة و نزل [15] و معه القربة، فملأها [16] و مد يده ليشرب، فذكر عطش الحسين عليه السلام فقال: و الله لا ذقت الماء و سيدي الحسين عليه السلام عطشان، [17] ثم رمي الماء من يده و خرج و القربة علي ظهره و هو يقول: [18] .



يا نفس من بعد الحسين هوني

فبعده لا كنت أن تكوني



هذا الحسين شارب المنون

و تشربين بارد المعين



هيهات ما هذا فعال ديني

و لا فعال صادق اليقين



[19] قال: ثم صعد من المشرعة [20] فأخذه النبل من كل مكان [21] حتي صارت درعه كالقنفذ، فحمل عليه أبرص بن شيبان، فضربه علي يمينه، فطارت مع السيف، فأخذ السيف بشماله و حمل القوم، و هو يقول:



و الله لو قطعتم يميني

[22] اني أحامي أبدا [23] عن ديني



و عن امام صادق اليقين

سبط النبي الطاهر الأمين



نبي صدق جاءنا بالدين

مصدقا بالواحد الأمين



[24] قال: فحمل علي القوم و قتل منهم رجالا، و نكس أبطالا، و القربة علي ظهره. فلما نظر ابن سعد، قال: ويلكم أرشقوا القربة بالنبل، فوالله ان شرب الحسين الماء، أفناكم


عن آخركم [25] . قال فحملوا علي العباس عليه السلام حملة منكرة، فقتل منهم مائة و ثمانين فارسا، [26] فضربه عبدالله بن يزيد الشيباني علي شماله، [27] فقطعها فأخذ السيف بفيه [28] و حمل عليهم [29] و هو يقول:



يا نفس لا تخشي من الكفار

و أبشري برحمة الجبار



مع النبي سيد الأبرار

مع جملة السادات و الأطهار



قد قطعوا ببغيهم يساري

فأصلهم يا رب حر النار



قال: ثم حمل علي القوم [30] و يداه ينضحان [31] دما، فحملوا عليه جميعا، فقاتلهم قتالا شديدا، فضربه رجل منهم بعمود من حديد [32] ففلق هامته [33] و [34] خر صريعا الي الأرض [35] يخور بدمه و هو ينادي: يا أباعبدالله [36] عليك مني السلام. فلما سمع الحسين عليه السلام صوته نادي: وا أخاه وا عباساه وا مهجة قلباه، [37] ثم حمل علي القوم فكشفهم عنه و نزل اليه [38] [39] [40] .


مقتل أبي مخنف (المشهور)، / 59 - 57 مساوي عنه: الدربندي، أسرار الشهادة، / 338؛ المظفر، بطل العلقمي [41] ، 211 - 209 / 3؛ الزنجاني، وسيلة الدارين، / 273 - 272

قتله زيد بن رقاد الجنبي، و حكيم بن الطفيل الطائي السنبسي، و كلاهما ابتلي في بدنه.

الرسان، تسمية من قتل، / 149؛ مثله الشجري، الأمالي، 170 / 1

قتله زيد بن رقاد الجنبي و حكيم السنبسي من طي ء.

ابن سعد، الحسين عليه السلام، / 57

و قال بعضهم: قتله حرملة بن كاهل الأسدي، ثم الوالبي العباس بن علي بن أبي طالب مع جماعة.

البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 406 / 3، أنساب الأشراف، 201 / 3

و حرملة بن الكاهل بن الجزار بن سلمة بن الموقد الذي قتل عباس بن علي بن أبي طالب مع الحسين عليهماالسلام.

البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 175 / 11

و بقي العباس بن علي قائما أمام الحسين يقاتل دونه، و يميل معه حيث مال، حتي قتل، رحمة الله عليه.

الدينوري، الأخبار الطوال، / 257 مساوي عنه: ابن العديم، بغية الطلب، 2629 / 6؛ الحسين بن علي، / 88

قتله زيد بن رقاد الجنبي - و حكيم بن الطفيل السنبسي [42] .

الطبري، التاريخ، 468 / 5

و خرج من بعده [عبدالله] أخوه العباس بن علي و هو يقول:




أقسمت بالله الأعز الأعظم

و بالحجور صادقا و زمزم



و ذو الحطيم و الفنا المحرم

ليخضبن اليوم جسمي بالدم



أمام ذي الفضل و ذي التكرم

ذاك حسين ذو [43] الفخار الأقدم



ثم حمل فلم يزل يقاتل حتي قتل من القوم جماعة و قتل رحمه الله.

ابن أعثم، الفتوح، 207 / 5

و العباس يقال له: السقاء، لأن الحسين طلب الماء في عطشه و هو يقاتل، فخرج العباس و أخوه، و احتال حمل اداوة ماء و دفعها الي الحسين، فلما أراد الحسين أن يشرب من تلك الاداوة، جاء سهم فدخل حلقه، فحال بينه و بين ما أراد من الشرب، فاحترشته السيوف حتي قتل، فسمي العباس بن علي «السقاء» لهذا السبب.

ابن حبان، الثقات، (السيرة النبوية)، 309 / 2، السيرة النبوية (ط بيروت)، / 559

حدثني أحمد بن عيسي، قال: حدثني حسين بن نصر، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر: أن زيد بن رقاد الجنبي و حكيم بن الطفيل الطائي قتلا العباس بن علي عليهماالسلام [44] .

أبوالفرج، مقاتل الطالبيين، / 56 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 40 / 45؛ البحراني، العوالم، 283 / 17؛ القمي، نفس المهموم، / 334؛ الزنجاني، وسيلة الدارين، / 266؛ مثله الميانجي، العيون العبري، / 167 - 166

و كان الذي ولي قتل العباس بن علي يومئذ يزيد بن زياد الحنفي، و أخذ سلبه حكيم ابن طفيل الطائي. و قيل: انه شرك في قتله يزيد. و كان بعد أن قتل اخوته عبدالله و عثمان و جعفر معه قاصدين الماء. [45] و يرجع وحده بالقربة، فيحمل علي أصحاب عبيدالله بن زياد الحائلين دون الماء، فيقتل منهم، و يضرب فيهم حتي ينفرجوا عن الماء، فيأتي الفرات، فيملا القربة، و يحملها، و يأتي بها الحسين عليه السلام و أصحابه، فيسقيهم حتي تكاثروا عليه، و أوهنته


الجراح من النبل، فقتلوه كذلك بين الفرات و السرادق، و هو يحمل الماء، و ثم قبره رحمه الله.

و قطعوا يديه و رجليه حنقا عليه، و لما أبلي فيهم، و قتل منهم، فلذلك سمي السقاء.

القاضي النعمان، شرح الأخبار، 193 - 191 / 3

[46] و حملت الجماعة علي الحسين عليه السلام، [47] فغلبوه علي عسكره [48] ، و اشتد به العطش [49] ، فركب المسناة يريد الفرات و بين يديه العباس أخوه، فاعترضه [50] خيل ابن سعد لعنه الله [51] و فيهم رجل من بني دارم. فقال [52] لهم: ويلكم [53] حولوا بينه و بين الفرات، و لا تمكنوه من الماء. فقال الحسين عليه السلام: اللهم أظمئه، فغضب الدارمي و رماه بسهم، فأثبته في حنكه، فانتزع الحسين عليه السلام السهم، و بسط يده تحت حنكه، فامتلأت راحتاه من الدم، فرمي به، ثم قال: اللهم اني أشكو اليك ما يفعل بابن بنت نبيك، [54] [55] ثم رجع الي مكانه، و قد اشتد به العطش [56] و أحاط القوم بالعباس [57] ، فاقتطعوه عنه، فجعل يقاتلهم وحده حتي قتل رحمة الله عليه؛ [58] و كان المتولي لقتله زيد بن [59] و رقاء الحنفي و حكيم [60] بن الطفيل السنبسي [61] بعد أن أثخن [62] بالجراح، فلم يستطع حراكا [63] [64] .


المفيد، الارشاد، 114 - 113 / 2 مساوي عنه: البهبهاني، الدمعة الساكبة، 322 - 321 / 4؛ القمي، نفس المهموم، / 330 - 329؛ الأمين، أعيان الشيعة، 430 / 7؛ المازندراني، معالي السبطين، 435 / 1؛ مثله القزويني، تظلم الزهراء، / 198

قتله حكيم بن الطفيل.

المفيد، الاختصاص، / 82؛ مثله الطوسي [65] ، الرجال، / 76؛ العلامة الحلي، خلاصة الأقوال، / 118؛ الأردبيلي، جامع الرواة، 433 / 1؛ التفرشي، نقد الرجال، / 179؛ أبوعلي الحائري، منتهي المقال، / 169

و حملت الجماعة علي الحسين عليه السلام، فغلبوه علي عسكره و اشتد به العطش، فركب المسناة يريد الفرات و بين يده أخوه العباس، فاعترضه خيل ابن سعد و فيهم رجل من بني دارم، فقال لهم: ويلكم حولوا بينه و بين ماء الفرات، و لا تمكنوه من الماء. فقال الحسين عليه السلام: اللهم أظمئه، فغضب الدارمي، فرماه بسهم، فأثبته في حنكه، فانتزع


الحسين عليه السلام السهم، و بسط يده تحت حنكه، فامتلأت راحتاه بالدم، فرماه، ثم قال: اللهم اني أشكو اليك ما يفعل بابن بنت نبيك.

ثم رجع الي مكانه، و اشتد به العطش، و أحاط القوم بالعباس، فاقتطعوه عنه، فجعل يقاتلهم وحده حتي قتل.

الطبرسي، اعلام الوري، / 244 مساوي عنه: الزنجاني، وسيلة الدارين، / 267

دمه في بني حنيفة [66] .

المجدي، / 15 مساوي مثله ابن عنبة، عمدة الطالب، / 294؛ البهبهاني، الدمعة الساكبة، 325 / 4؛ القمي، نفس المهموم، / 332؛ المازندراني، معالي السبطين، 434 / 1؛ الميانجي، العيون العبري، / 198؛ المظفر، بطل العلقمي، 425 / 2

العباس بن علي بن أبي طالب عليه السلام، قتله زيد بن رقاد الجنبي و حكيم بن الطفيل الطائي، قتل بالطف بعد محاربة شديدة.

ابن فندق، لباب الأنساب، 397 / 1

[67] ثم خرج من بعده [عبدالله] العباس بن علي، [...] ، فحمل و هو يقول: [68]



أقسمت بالله الأعز الأعظم

و بالحجون صادقا و زمزم



و بالحطيم و الفنا المحرم

ليخضبن اليوم جسمي بدمي



دون الحسين ذي الفخار الأقدم

امام أهل الفضل و التكرم [69] .



فلم يزل يقاتل حتي قتل جماعة من القوم ثم قتل، فقال الحسين: الآن انكسر ظهري، و قلت حيلتي.

الخوارزمي، مقتل الحسين، 30 - 29 / 2


[70] [71] مضي [العباس] يطلب الماء [72] ، فحملوا عليه و حمل عليهم [73] و جعل [74] يقول:



لا أرهب الموت اذ الموت رقا [75]

حتي أواري في المصاليت لقا [76] .



نفسي لنفس [77] المصطفي الطهر [78] وقا

اني أنا العباس أغدو بالسقا



و لا أخاف الشر يوم الملتقي

[79] ففرقهم، [80] فكمن له زيد بن ورقاء الجهني من وراء نخلة، [81] و عاونه [82] حكيم بن الطفيل السنبسي، فضربه علي يمينه، [83] فأخذ السيف بشماله، [84] و حمل عليهم [85] و هو يرتجز:



و الله ان قطعتم يميني

اني أحامي أبدا عن ديني






و عن امام صادق اليقين

نجل النبي الطاهر الأمين [86] .



فقاتل حتي ضعف، فكمن له الحكيم بن الطفيل الطائي من وراء نخلة، [87] فضربه علي شماله [88] فقال:



يا نفس لا تخشي من الكفار

و أبشري برحمة الجبار



مع النبي السيد المختار

قد قطعوا ببغيهم يساري



فأصلهم يا رب حر النار [89] [90] .

[91] فقتله [92] الملعون بعمود من حديد، [93] [94] [95] فلما رآه الحسين [96] مصروعا علي شط [97] الفرات، بكي [98] [99] [100] و أنشأ يقول:



تعديتم يا شر قوم [101] بفعلكم

و خالفتم [102] دين [103] النبي محمد



أما كان خير الرسل أوصاكم [104] بنا

أما نحن من نسل النبي المسدد






[105] أما كانت الزهراء أمي دونكم

أما كان من خير البرية أحمد [106] .



لعنتم و أخزيتم بما قد جنيتم

فسوف تلاقوا حر نار توقد [107] [108] [109] .



ابن شهرآشوب، المناقب، 108 / 4 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 41 - 40 / 45؛ البحراني، العوالم، 284 - 283 / 17؛ البهبهاني، الدمعة الساكبة [110] ، 324 - 323 / 4؛ القمي، نفس المهموم، / 335 - 334؛ الميانجي، العيون العبري [111] / 166 - 165؛ المظفر، بطل العلقمي، 314 - 313، 209 - 208 / 3؛ مثله محمد بن أبي طالب، تسلية المجالس و زينة المجالس، 310 - 309 / 2؛ ابن أمير الحاج، شرح شافية أبي فراس، / 367؛ القزويني، تظلم الزهراء، / 199 - 198؛ الجواهري، مثير الأحزان، / 84 - 83

قتله زيد بن داود الجنبي و حكيم بن الطفيل السنبسي [112] .

ابن الأثير، الكامل، 302 / 3

[113] و لما اشتد بالحسين عليه السلام و أصحابه العطش، و بلغ منه اللغلوب [114] .

فرويت الي القاسم بن أصبغ بن نباتة، قال: حدثني من شاهد الحسين عليه السلام و قد لزم المسناة يريد الفرات و العباس بين يديه، فجاء كتاب عبيدالله بن زياد الي عمر بن سعد: أن حل بين الحسين و أصحابه و بين الماء فلا يذوقوا منه قطرة. فبعث لعمرو بن الحجاج بخمسمائة فارس، فنزلوا علي الشريعة و منعوهم الماء.

فناداه عبدالله بن حصين الأزدي: يا حسين! ألا تنظر الي الماء كأنه كبد السماء، و الله لا تذوق منه قطرة حتي تموت عطشا أنت و أصحابك.

فقال زرعة بن أبان بن دارم: حولوا بينه و بين الماء، و رماه بسهم فأثبته في حنكه؛ فقال عليه السلام: اللهم اقتله عطشا، و لا تغفر له أبدا. و كان قد أتي بشربة، فحال الدم بينه و بين الشرب، فجعل يتلقي الدم و يقول هكذا الي السماء.


و رويت عن الشيخ عبدالصمد عن الشيخ أبي الفرج عبدالرحمان بن الجوزي أن الأباني كان بعد ذلك، يصيح من الحر في بطنه و البرد في ظهره، [115] و بين يديه المراوح و الثلج، و خلفه الكانون و هو يقول: أسقوني، أهلكني العطش. فيؤتي بالعس فيه الماء و اللبن و السويق يكفي جماعة، فيشربه ثم يقول: أسقوني، فما زال كذلك حتي انقدت بطنه كانقداد البعير.

[116] ثم اقتطعوا العباس عنه و أحاطوا به من كل جانب [117] و قتلوه، فبكي الحسين عليه السلام لقتله بكاء شديدا [118] .

و قد قلت هذه الأبيات حين فرق بينهما سهم الشتات:



حقيقا بالبكاء عليه حزنا

أبوالفضل الذي واسي أخاه



و جاهد كل كفار ظلوم

و قابل من ضلالهم هداه



فداه بنفسه لله حتي

تفرق من شجاعته عداه



و جاد له علي ظمأ بماء

و كان رضا أخيه مبتغاه [119] .



ابن نما، مثير الأحزان، / 38 - 37 مساوي عنه: القمي، نفس المهموم، / 332 - 331

قتله زيد بن رقاد الجنبي بسهم [...] و حكيم بن طفيل الطائي السنبسي و كلاهما ابتلي في بدنه.

المحلي، الحدائق الوردية، 120 / 1

العباس بن علي قتله زيد بن رقاد [120] .

سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، / 254


قال الراوي: و اشتد العطش بالحسين عليه السلام، فركب المسناة يريد الفرات و العباس أخوه بين يديه، فاعترضته خيل ابن سعد، فرمي رجل من بني دارم الحسين عليه السلام بسهم، فأثبته في حنكه الشريف، فانتزع صلوات الله عليه [121] و بسط يديه تحت حنكه حتي امتلأت راحتاه من الدم، ثم رمي به و قال: اللهم اني أشكو اليك ما يفعل بابن بنت نبيك، ثم اقتطعوا العباس عنه و أحاطوا به من كل جانب حتي قتلوه قدس الله روحه، [122] فبكي الحسين عليه السلام لقتله بكاء شديدا [123] .

ابن طاوس، اللهوف، 118 - 117 مساوي عنه: المجلسي، البحار، 50 / 45؛ البحراني، العوالم، 292 / 17

يقال: قتل العباس يزيد بن زياد الحنفي و حكيم بن الطفيل الطائي.

الدياربكري، تاريخ الخميس، 284 / 2

[124] و مضي الي أخيه الحسين و عرض عليه ما قالوا، فطأطأ رأسه الي الأرض و بكي


حتي بل أزياقه، [125] فسمع الحسين عليه السلام الأطفال ينادون العطش، فلما سمع العباس ذلك، [126] رمق بطرفه الي السماء، و قال: الهي و سيدي أريد أن أعتد بعدتي، و أملأ لهؤلاء الأطفال قربة من الماء. [127] فركب فرسه، و أخذ رمحه و القربة في كتفه، [128] و كان قد جعل عمر بن سعد لعنه الله تعالي أربعة آلاف خارجي موكلين علي الماء، لا يدعون أحدا من أصحاب الحسين يشربون منه، فلما رأوا العباس قاصدا الي الفرات، أحاطوا به من كل جانب و مكان، فقال لهم: يا قوم أنتم كفرة أم مسلمون؟ هل يجوز في مذهبكم أو في دينكم أن تمنعوا الحسين و عياله شرب الماء و الكلاب و الخنازير يشربون منه، و الحسين مع أطفاله و أهل بيته يموتون من العطش؟! أما تذكرون عطش القيامة؟ فلما سمعوا كلام العباس، وقف خمسمائة رجل و رموه بالنبل و السهام، فحمل عليهم، [129] فتفرقوا عنه [130] هاربين كما تتفرق الغنم عن الذئب، و غاص في أوساطهم و [131] قتل منهم علي ما نقل تقريبا من ثمانين فارسا، فهمز فرسه الي الماء و أراد أن يشرب، فذكر عطش الحسين و عياله و أطفاله، فرمي الماء من يده [132] و قال: و الله لا أشربه و أخي الحسين عليه السلام و عياله و أطفاله عطاشي، لا كان ذلك أبدا، [133] ثم ملأ القربة و حملها علي كتفه الأيمن، و همز فرسه و أراد أن يوصل الماء الي الخيمة، فاجتمع عليه القوم، فحمل عليهم فتفرقوا عنه، و صار نحو الخيمة، فقطعوا عليه الطريق، فحاربهم محاربة عظيمة، فصادفه نوفل الأزرق و ضربه علي يده اليمني فبراها، فحمل العباس القربة علي كتفه الأيسر، فضربه نوفل أيضا [134] فبرا كتفه الأيسر [135] من الزند، فحمل القربة بأسنانه فجاء سهم، فأصاب القربة، فانفرت و أريق ماءها، ثم جاء سهم آخر [136] في صدره، فانقلب عن فرسه الي الأرض و صاح الي أخيه


الحسين: أدركني، فساق الريح الكلام الي الخيمة، فلما سمع كلامه أتاه فرآه طريحا، [137] فصاح: وا أخاه وا عباساه، وا قرة عيناه، وا قلة ناصراه، ثم بكي بكاء شديدا [138] [139] .



الطريحي، المنتخب، 314 - 313 / 2 مساوي عنه: المظفر، بطل العلقمي، 241 - 238 / 2

فضم اليه رجالا و سار حتي أشرفوا علي [140] المشرعة، فتوثبوا [141] عليهم الرجال و قالوا


لهم: ممن القوم؟ قالوا: نحن من أصحاب الحسين، قالوا: و ما تصنعون؟ قالوا: فقد كضنا العطش، و أشد ذلك علينا عطش الحرم و الأطفال. فلما سمعوا ذلك حملوا [142] عليهم فمنعوهم، فحمل عليهم العباس فقتل منهم رجالا و جدل أبطالا، حتي كشفهم عن المشرعة و نزل فملأ قربته، و مد يده ليشرب، فذكر عطش الحسين عليه السلام، فنفض يده و قال: و الله لا ذقت الماء و سيدي الحسين عطشان، ثم صعد المشرعة فأخذه النبل من كان مكان حتي صار جلده كالقنفذ من كثرته، فحمل عليه رجل من القوم، فضربه ضربة قطع بها يمينه، فأخذ السيف بشماله فحمل عليه آخر فقطعها، فانكب و أخذ السيف بفمه، [143] فحمل عليه رجل، فضربه بعمود من حديد علي [144] رأسه، ففلق هامته، فوقع علي الأرض و هو ينادي: يا أباعبدالله عليك مني السلام، [145] [146] فلما رأي الحسين أخاه و قد انصرع صرخ: وا أخاه، وا عباساه، وا مهجة قلباه! يعز والله علي فراقك، [147] ثم حمل علي القوم و كشفهم عنه، ثم نزل اليه [148] .

الطريحي، المنتخب، 443 - 441 / 2 مساوي عنه: المظفر، بطل العلقمي، 358 - 357 / 2

[149] فرجع الي أخيه فأخبره [150] ، فسمع الأطفال ينادون: العطش العطش! فركب فرسه و أخذ رمحه و القربة، [151] و قصد نحو الفرات فأحاط به أربعة آلاف [152] ممن كانوا موكلين بالفرات، [153] و رموه بالنبال، فكشفهم [154] و قتل منهم [155] لي ما روي [156] ثمانين رجلا [157] حتي


دخل الماء [158] .



فلما أراد يشرب غرفة من الماء، ذكر عطش الحسين و أهل بيته، [159] فرمي الماء [160] [161] و ملأ القربة [162] و حملها علي كتفه الأيمن، [163] و توجه نحو الخيمة [164] ، فقطعوا عليه الطريق [165] و أحاطوا به من كل جانب، [166] فحاربهم [167] حتي ضربه نوفل [168] الأزرق علي يده اليمني فقطعها [169] ، فحمل القربة علي كتفه الأيسر فضربه [170] نوفل فقطع يده اليسري من الزند [171] ، [172] [173] فحمل القربة بأسنانه [174] ، فجاءه سهم، فأصاب القربة، و أريق ماؤها، ثم جاءه سهم آخر




فأصاب صدره، فانقلب عن فرسه و صاح الي أخيه الحسين: أدركني [175] ، [176] فلما أتاه رآه صريعا، فبكي [177] .

ثم قالوا: [178] و لما قتل العباس [179] قال الحسين عليه السلام: الآن انكسر ظهري [180] و قلت حيلتي [181] .

المجلسي، البحار، 42 - 41 / 45 مساوي عنه: البحراني، العوالم، 285 - 284 / 17؛ البهبهاني، الدمعة الساكبة، 324 - 323 / 4؛ القمي، نفس المهموم، / 337؛ الميانجي، العيون العبري، / 167، 165 - 164؛ الزنجاني، وسيلة الدارين، / 271 - 270؛ مثله الجواهري، مثير الأحزان، / 84 - 83


في بعض مقاتل أصحابنا: أنه لما نادي الحسين عليه السلام [182] أما من ذاب يذب عن حرم رسول الله صلي الله عليه و آله؟ خرج اليه أخوه العباس و قبل بين عينيه و ودعه و سار حتي أتي الي الشريعة و اذا دونها عشرة آلاف فارس مدرعة فلم يهولوه، فصاحت به الرجال من كل جانب و مكان: من أنت يا غلام؟ فقال: أنا العباس بن علي بن أبي طالب.

ثم نادي: يا بني فلان: أنا ابن أختكم أم عاصم الكلابية، و أنا عطشان و أهل بيت محمد يذادون عن الماء و هو مباح للكلاب و الخنازير [183] و نحن منه محرومون، و اليه بالحسرة ناظرون، فقال له عمرو بن الحجاج: يعز علي يابن الأخت ما نزل بك من العطش، و لو علمت لأرسلت اليك الماء، دونك و الفرات يا ابن الأخت [184] فسار العباس حتي نزل الفرات و جعل يملأ القربة [185] ، فبلغ خبره الي عمر بن سعد، فقال: علي برأس عمرو بن الحجاج، حيث يقوي علينا أعدائنا. فبعث اليه عمرو بن الحجاج و هو يقول: لا تعجل علي، انما عملت ذلك لاحتال علي قتله، و نهر عليه الرجال و قال: دونكم العباس، فقد حصل بأيديكم. [186] فلما رآهم العباس و قد تسارعوا اليه و هو مكب علي الماء [187] و هم أن يشرب، فذكر عطش أخيه الحسين عليه السلام، فلم يشرب [188] و حط القربة عن عاتقه، و استقبل القوم يضربهم بسيفه، [189] و كأنه النار في الأحطاب و هو ينشد [190] و يقول:



أنا الذي أعرف عند الزمجرة

بابن علي المسمي حيدرة



فاثبتوا اليوم لنا يا كفرة

[191] لعترة الحمد و آل البقرة [192] .



ثم حمل علي القوم و هو يقتل فيهم، حتي قتل من أبطالهم [193] و ساداتهم مائة، ثم عاد الي القربة فاحتملها علي عاتقه [194] و هو يقول:



لله عين رأت ما قد أحاط بنا

من اللئام و أولاد الدعيات



يا حبذا عصبة جادت بأنفسها

حتي تحل بأرض الغاضريات



الموت تحت ذباب السيف مكرمة

اذ كان من بعده سكني لجنات




ثم حمل علي الرجال، و جدل الأبطال، حتي قرب من أخيه الحسين عليه السلام [195] و هو يقول:



يا حسين بن علي

ان يريد القوم فقدك



لن ينالوك بسوء

انما نالوه جدك



ان عندي من مصابي

مثل ما أن هو عندك



قال: و كان في عسكره عمر بن سعد رجل يقال له: المارد بن صديف التغلبي، فلما نظر الي ما فعله العباس من قتل الأبطال، خرق أطماره، و لطم علي وجهه، ثم قال لأصحابه: لا بارك الله فيكم، أما و الله لو أخذ كل واحد منكم مل كفه ترابا، لطمرتموه، و لكنكم تظهرون النصيحة و أنتم تحت الفضيحة، ثم نادي بأعلي صوته: أقسم علي من كان في رقبته بيعة للأمير يزيد، و كان تحت الطاعة، الا اعتزل عن الحرب و أمسك عن النزال، فأنا لهذا الغلام الذي قد أباد الرجال و قتل الأبطال، و أردي الشجعان و أفناهم بالحسام و السنان، ثم من بعده أقتل أخاه الحسين عليه السلام و من بقي من أصحابه معه. فقال له الشمر: اذ قد ضمنت أنك تكون كفؤ الناس أجمع، ارجع معي الي الأمير عمر بن سعد و أطلعه علي أنك تأتيه بالقوم أجمعين اذا كان بك غني عنا. فقال له المارد: يا شمر! أما و الله ما فيكم خير لأنفسكم، فكيف تعيرون غيركم؟ فقال له الشمر: ها نحن نرجع الي رأيك و أمرك و ننظر فعالك معه، ثم قال الشمر للناس: اعتزلوا عن الحرب حتي ننظر ما يكون منهما: فأقبل المارد بن صديف و أفرغ عليه درعين ضيقي الزود و جعل علي رأسه بيضة عادية و ركب فرسا أشقر علي ما يكون من الخيل، و أخذه بيده رمحا طويلا، فبرز الي العباس بن علي عليهماالسلام، فالتفت العباس فرآه و هو طالب له يرعد و يبرق، فعلم أنه فارس القوم، فثبت له حتي اذا قاربه، صاح به المارد: يا غلام ارحم نفسك، و اغمد حسامك، و أظهر للناس استسلامك، فالسلامة أولي من الندامة، فكم من طالب أمر حيل بينه و بين ما طلبه و غامضه أجله، و اعلم أنه لم يحاربك في هذا اليوم رجل أشد قسوة مني، و قد


نزع الله الرحمة عليك من قلبي و قد نصحت ان قبلت النصيحة، ثم أنشأ يقول:



اني نصحتك ان قبلت نصيحتي

حذرا عليك من الحسام القاطع



و لقد رحمتك اذ رأيتك يافعا

و لعل مثلي لا يقاس بيافع



اعط القياد تعش بخير معيشة

أولا فدونك من عذاب واقع



قال: فلما سمع العباس كلامه، و ما أتي به من نظامه، قال له: ما أراك أتيت الا بجميل، و لا نطقت الا بتفضيل، غير أني أري حيلك في مناخ تذروه الرياح، أو في الصخرة الأطمس لا تقبله الأنفس، و كلامك كالسراب يلوح، فاذا قصد، صار أرضا بورا، و الذي أصلته أن أستسلم اليك فذاك بعيد الوصول، صعب الحصول، و أنا يا عدو الله و عدو رسوله فمعود للقاء الأبطال، و الصبر علي البلاء في النزال، و مكافحة الفرسان و بالله المستعان، فمن كملت هذه الأوصاف فيه فلا يخاف ممن برز اليه، ويلك أليس لي اتصال برسول الله صلي الله عليه و آله، و أنا غصن متصل بشجرته، و تحفة من نور جوهره؟ و من كان من هذه الشجرة، فلا يدخل تحت الذمام، و لا يخاف من ضرب الحسام، فأنا ابن علي، لا أعجز من مبارزة الأقران، و ما أشركت بالله لمحة بصر، و لا خالفت رسول الله صلي الله عليه و آله فيما أمر، و أنا منه و الورقة من الشجرة، و علي الاصول تنبت الفروع، فاصرف عنك ما أملته، فما أنا ممن يأسي علي الحياة، و لا يجزع من الوفاة، فخذ في الجد، و اصرف عنك الهزل، فكم من صبي صغير خير من شيخ كبير عند الله تعالي، ثم أنشأ يقول:



صبرا علي جور الزمان القاطع

و منية ما أن لها من دافع



لا تجزعن فكل شي ء هالك

حاشا لمثلي أن يكون بجازع



فلئن رماني الدهر منه بأسهم

و تفرق من بعد شمل جامع



فلكم لنا من وقعة شابت لها

قمم الأصاغر من ضراب قاطع



قال: فلما سمع المارد كلام العباس و ما أتي به من شعره، لم يعط صبرا دون أن خفق عليه بالحملة، و بادره بالطعنة، و هو يظن أن أمره هين، و قد وصل اليه، و قد مكنه العباس من نفسه حتي اذا وصل اليه السنان، قبض العباس علي الرمح و جذبه اليه، فكاد


يقلع المارد من سرجه، فخلا له الرمح ورد يده الي سيفه، و قد تخلله الخجل عندما ملك منه رمحه. قال: فشرع العباس الرمح للمارد، فصاح به: يا عدو الله! انني أرجو من الله تعالي أن أقتلك برمحك، فجال المارد علي العباس وهجم عليه، فبارده العباس، و طعن جواده في خاصرته، فشب به الجواد و وثت المارد فاذا هو علي الأرض، و لم يكن للعين طاقة علي قتال العباس راجلا، لأنه كان عظيم الجثة، ثقيل الخطوة، فاضطربت الصفوف و تصايحت الألوف، و ناداه الشمر: لا بأس عليك، ثم قال لأصحابه: ويلكم أدركوا صاحبكم قبل أن يقتل. قال: فخرج اليه غلام له بحجرة يقال لها: الطاوية، فلما نظر اليه المارد، فرح بها و كف خجله، وصاح: يا غلام! عجل بالطاوية قبل حلول الداهية، فأسرع بها الغلام اليه، فكان العباس أسبق من عدو الله اليها، فوثب و ثبات مسرعات وصل بها الي الغلام، فطعنه بالرمح في صدره، فأخرجه من ظهره و احتوي علي الحجرة فركبها، و عطف علي عدو الله، فلما رآه تغير وجهه و حار في أمره، فأيقن بالهلاك. ثم نادي بأعلي صوته: يا قوم! أغلب علي جوادي و أقتل برمحي؟ يا لها من سبة و مغيرة. قال: فحمل الشمر، فأتبعه سنان بن أنس، و خولي بن يزيد الأصبحي، و أحمد بن مالك، و بشير بن سوط، و جملة من الجيش، فنفضوا الأعنة، و قدموا الأسنة، و جردوا السيوف، و تصايحت الرجال، و مالت نحو العباس، فناداه أخوه الحسين عليه السلام: ما انتظارك يا أخي بعدو الله! فقد غدر القوم بك.

قال: و نظر العباس الي سرعة الخيل و مجيئهم كالسيل، فعطف عليه برمحه، فناداه المارد: يا ابن علي عليه السلام! رفقا بأسيرك يكون لك شاكرا. فقال له العباس: ويلك! أبمثلي يلقي اليه الخدع و المحال، ما أصنع بأسير و قد قرب المسير؟ ثم طعنه في نحره و ذبحه من الأذن الي الأذن، فانجدل صريعا يخور في دمه. و وصلت الخيل و الرجال الي العباس، فعطف عليهم هو علي ظهر الطاوية، و كانت الخيل تزيد عن خمسمائة فارس، فلم يكن الا ساعة، حتي قتل منهم ثمانين رجلا و أشرف الباقون علي الهرب، فعندما حمل عمر بن سعد، و زحفت في أثره الأعلام، و مالت اليه الخيل، فصاح به أخوه الحسين عليه السلام: يا أخي!


استند الي، لأدفع عنك و تدفع، فجعل العباس يقاتل و هو متأخر و قد أدركته الخيل و الرماح كأجام القصب، و صار يضرب فيهم يمينا و شمالا، الي أن وصل الي أخيه الحسين عليه السلام. فصاح به الشمر لعنة الله: يا ابن علي! ان كنت قد رجلت المارد عن الطاوية، و قتلته، فهي والله التي كانت لأخيك الحسن عليه السلام يوم ساباط المدائن، فلما وصل العباس الي أخيه الحسين عليه السلام، ذكر له ما قاله الشمر من خبر الطاوية، فنظر الحسين عليه السلام و قال: هذه و الله الطاوية التي كانت لملك الري و انه لما قتله أبي علي بن أبي طالب، وهبها لأخي الحسن، و صارت الطاوية تلوذ بمولانا الحسين عليه السلام، و دخل العباس الي خيمة الحرم بالسقاء الذي معه، فتواسوا به الأطفال و لم يرووا، لأنه ما بقي فيه الا مقدار أربعة أواق ماء لما وقع فيه من السهام، و بقي العباس متفكرا في حالهم و ما هم فيه، اذ سمع أخاه الحسين عليه السلام، و هو يصرخ بالأعداء، فأسرع اليه، فوجد الخيل قد أحاطت به و غشيته الرماح كآجام القصب، و قد قتل من كان معه من أهل بيته و هو يمانع عن نفسه. فأخذ العباس راية الحسين عليه السلام و جعل ينادي: يا أعداء الله! لئن قتلنا، فلقد قتلنا منكم أضعافنا، و لم يزل يحمل مع أخيه و يجدل الفرسان حتي حالوا بينه و بين أخيه الحسين عليه السلام، فبينما هو كذلك، اذ كمن له رجل من زرارة يقال له: محارب بن جبير لعنه الله، فبدر اليه و ضربه علي يمينه فقطعها. و في رواية معتبرة: انه نوفل الأرزق لعنه الله، فلم يبال بها، و لم يرجع عن قتالهم، و حمل الراية بشماله، و قال لأخيه الحسين عليه السلام: اعلم يا أخي! ان الآجال بيد الله تعالي و قد تقاربت، و السلام عليك و رحمة الله و بركاته.

ثم أنشأ يقول:



أقدم حسينا هاديا مهديا

اليوم تلقي جدك النبيا



و حمزة و المرتضي عليا

و تلق حقا فاطما زكيا



ثم حمل فيهم، حتي قتل منهم عدة رجال، و قطعت شماله من الزند، و كان القاطع لها نوفل لعنه الله، فأخذ الراية بأسنانه، و قيل: بساعديه، و ضمها الي صدره و حمل يقول: هكذا أحامي عن حرم رسول الله صلي الله عليه و آله.


فعندما أحاطت به الأعداء، فجدلوه صريعا و قيل: جاءه سهم، فأصاب صدره فانقلب عن فرسه وصاح الي أخيه الحسين عليه السلام و قال: أدركني يا أباعبدالله، فلما رآه صريعا، فبكي عليه السلام و حمله الي الخيمة. و في نقل آخر قال اسحاق: فضربه حكيم بن الطفيل من وراء نخلة بعمود من حديد علي رأسه الشريف، فسقط مخ رأسه علي كتفيه، فهوي عن متن الجواد و هو ينادي: وا أخاه، وا حسيناه، وا أبتاه، وا علياه.

قال اسحاق: فأتاه الحسين عليه السلام كالصقر، اذا انحدر علي فريسته، ففرقهم يمينا و شمالا بعد أن قتل من المعروفين سبعين رجلا، فجاء نحو العباس و هو ينادي: وا أخاه، وا عباساه، الآن انكسر ظهري و قلت حيلتي، ثم [196] انحني عليه ليحتمله، ففتح العباس عينيه، فرأي أخاه الحسين يريد أن يحمله، فقال له: الي أين تريد بي يا أخي؟ فقال: الي الخيمة، فقال: يا أخي بحق جدك رسول الله صلي الله عليه و آله عليك أن لا تحملني، دعني في مكاني هذا. فقال عليه السلام: لماذا؟ قال: لأني مستح من ابنتك سكينة، و قد وعدتها بالماء، و لم آتها به؛ و الثاني: أنا كبش كتيبتك و مجمع عددك، فاذا رآني أصحابك، و أنا مقتول، فلربما يقل عزمهم و يذل صبرهم، فقال الحسين عليه السلام: جزيت عن أخيك خيرا، حيث نصرتني حيا و ميتا [197] قال: فوضعه في مكانه [198] [199] .

الدربندي أسرار الشهادة، / 337 - 335


في بعض الكتب المعتبرة: أنه لما اشتد العطش بآل بيت الرسول صلي الله عليه و آله، و سمع الحسين عليه السلام الأطفال، و هم ينادون: العطش العطش، سمع العباس، فرمق بطرفه الي السماء، و قال: الهي و سيدي! أريد أعتد بعدتي و أملأ الأطفال قربة من الماء، فركب فرسه و أخذ رمحه و القربة في كتفه، فلما رأوه قاصدا الي الفرات، أحاطوا به من كل جانب و مكان، فقال لهم: يا قوم! أنتم كفرة أم مسلمون؟ هل يجوز في مذهبكم و دينكم أن تمنعوا الحسين عليه السلام و عياله شرب الماء، و الكلاب و الخنازير يشربون منه، و الحسين مع عياله و أطفاله يموتون عطشا؟ أما تذكرون عطش القيامة؟ فلما سمعوا كلام العباس، وقف خمسمائة رجل و رموه بالنبال و السهام. و في رواية عبدالله الأهوازي عن جده، قال اسحاق بن حيوة لعنه الله: لما أقبل العباس و الجواد خلفه، فثورنا عليه النبال كالجراد الطاير، فصيرنا جلده كالقنفذ و نرجع الي ما كنا فيه. قال: فحمل عليهم العباس، فتفرقوا عنه هاربين كما يتفرق عن الذئب الغنم، وغاص في أوساطهم، حتي قتل منهم علي ما نقل ثمانمائة فارس. و نرجع الي رواية عبدالله الأهوازي عن جده، قال اسحاق: لما انحدر العباس الي المشرعة و ملأ القربة و وكاها و خرج، صحت عليهم: يا ويلكم! ان شرب الحسين عليه السلام قطرة ماء صار أصغركم، فصلنا عليه صولة رجل واحد، و ضربه يزيد بن رقاد الجهني لعنه الله سيفا قص يمينه، فأخذ السيف بشماله و كر علينا، و القربة علي قفاه، فقتل رجالا و نكس


أبطالا، و أما أنا، فلم يكن لي همة، الا القربة ففريتها بالسيف، فصال علي، فضربت يساره فطارت مع السيف، فضربه حكيم بن الطفيل الطائي بعمود من حديد علي رأسه، وساق الكلام.

و في رواية كما، في بعض المقاتل: فلما أتاه الحسين عليه السلام بعد أن ناداه، رآه صريعا علي شاطي الفرات، بكي و قال: وا أخاه، وا عباساه، الآن انكسر ظهري و قلت حيلتي، ثم قال: جزاك الله عني يا أخي يا أباالفضل العباس.

قيل: ثم أنشأ يقول:



أخي يا نور عيني يا شقيقي

فلي قد كنت كالركن الوثيق



أيا ابن أبي نصحت أخاك حتي

سقاك الله كأسا من رحيق



أيا قمرا منيرا كنت عوني

علي كل النوائب في المضيق



فبعدك لا تطيب لنا حياة

سنجمع في الغداة علي الحقيق



ألا لله شكواي و صبري

و ما ألقاه من ظمأ وضيق



الدربندي، أسرار الشهادة، / 337

و قد رأيت في بعض تأليفات السيد الأجل «نعمة الله الجزائري» قضية طويلة، و هي علي ما ببالي الآن تقرب مما ذكر في بعض الكتب المعتبرة، و ذلك أنه قد روي عبدالله الأهوازي، قال:

جرت عند والدي قضية، و هي أنه ذات يوم يمشي في السوق، و اذ هو يري رجلا مشوه الخلقة، و لسانه يابس، و هو كره المنظر كأنه خارج من جهنم... و بيده عصي، و هو يدور في الأسواق...

قال: فلما مر علي اقشعر منه جلدي...

فسألته: من أي البلاد، و من أي القبائل أنت؟

فأعرض عني، فأقسمت عليه بخالق الموجودات.

فقال: يا أخي و ما ترجو من هذا؟


قلت: أحب رجوع الجواب.

فقال لي: يا هدا، ان كان علي شرط.

فقلت له: ما هذا الشرط؟

فقال: أنا جائع، فان أشبعتني حيكت لك.

فقلت له: امض بنا الي منزلي، فأطاعني.. فلما أتي و جلس في الدار طالبته بالجواب قبل الزاد...

فقال: أما حضرت ما صدر علي الحسين؟

قلت: سمعت ولكن ما حضرت.

قال: أما سمعت بعمر بن سعد؟

قلت: بلي، أهو أنت؟

قال: لا، أنا صاحب رايته اسحاق بن جثوة.

قلت: ما صنعت حتي ابتليت بهذا و خسرت الدنيا و الآخرة؟.. و [كان] ريحه نتن كأنه رائحة قبر.

قال: أحكي لك.

أمرني عمر بن سعد (لعنه الله) علي رجال ذات نبال و سيوف و سمرات، أقبض علي المشرعة مما يلي عسكر الحسين و أصحابه، ففعلت ذلك، و صرنا نسهر الليل كله و النهار مثله، و نحن نحرس المشرعة، حتي زادت شقوتي فنبهت أصحابي أن لا يتخذوا اناء للماء خشية أن تأخذ أحدهم النخوة علي الحسين فيسقوه الماء...

فبينما نحن علي هذا و أمثاله، و اذا قد أتي العباس بين علي الي أخيه الحسين و هو يبكي، فقال له: يا أخي ما بالك تبكي لا أبكي الله عينيك؟ فقال: العطش ضرنا و أشد منا الأطفال، و قد حفرت لهم حفرتين و لم أر لهم فيها شيئا من الماء، أما تسألهم و لو شربة للأطفال عسي يرقون؟ فقال: يا أخي سألتهم مرار فلم يجيبوا الا بالنبال و السيوف، فبكي بكاء شديدا، فقال العباس: أنا أسير اليهم الصباح و آتي و لو قربة من الماء للحريم،


فقال له: شكر الله سعيك يا أخي، هذا و أنا أسمع كلامهما كله..

فأرسلت الي عمر بن سعد، فأخبرته بالخبر، فأرسل الي خمسة آلاف يقدمهم خولي ابن يزيد، فلما صار النهار، فاذا العباس قد أقبل، فسرنا اليه كالجراد المنتشر، فصار جلده كالقنفذ، فلم يكبر ذلك عليه، ففرقنا يمنة و يسرة، و انحدر الي المشرعة و ملأ القربة و وكاها و خرج.

فصحت بهم: يا ويلكم، ان شرب الحسين منه قطرة صار أكبركم أصغركم، فصلنا عليه صولة رجل واحد، فضربه أزدي بسيفه فطار يمينه، فأخذ السيف بشماله، و كر علينا، و القربة علي كتفه، فقتل رجالا و نكس أبطالا.

فلم يكن لنا هم الا القربة، فضربتها بالسيف، فصال علي فضربت يساره بالسيف، فطارت مع السيف، و ضربه آخر بعمود من حديد علي أم رأسه، فطار مخه جاريا علي كتفه، فسقط علي الأرض و هو ينادي: «يا أخاه وا حسيناه وا أبتاه وا علياه»، و اذا بالحسين قد أتاه كالصقر، اذ انحدر علي فريسته، ففرقنا يمنة و يسرة، بعد أن قتل من المعروفين سبعين رجلا، فولينا هاربين عنه، فرجع الي أخيه العباس، و احتمله كحمل الأسد لفريسته، و رماه مع القتلي المجاهدين، و ناح عليه طويلا، و علا النياح و الصياح من النساء في الخيم، حتي تيقنا أن الملائكة و الجن و الانس تعينهم علي ذلك، و أن الأرض قد ماجت بنا..

و اذا بالحسين قد أقبل علينا، و الله لقد خلته أباه علي بن أبي طالب، ففرقنا كالأنعام الشاردة، و انحدر الي الماء حتي وصل الي الركاب، فوقف ليشرب، فاذا بالميمون مد فمه ليشرب، فرفع عنه اللجام و آثره علي نفسه، و هو بتلك الخصاصة.

فتعجبت منه و قلت: و الله أنك لابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حقا، لأنك في هذا الضمأ الشديد ثؤثر مركوبك علي نفسك، لا عاش شي ء بعد نفسك، فذكرت مدح الله لأبيه (يؤثرون علي أنفسهم و لو كان بهم خصاصة) [200] ، فجعلت أحرص الرجال و الفرسان


بالنزول عليه، فلم يجسروا، فقلت: هذه الساعة يشرب الماء، و يقتلنا علي آخرنا، فألقي الشيطان في فمي الكذب، فقلت: أدرك النساء يا حسين، أنهن هتكن، و الخيمة أخذت و نهبت، فساق جواده، و اذا هي سالمة و النساء كذلك، فعلم أنها كانت حيلة، فأراد الرجوع، فلم يتمكن، فاستعبر و بكي، و أنا أضحك علي خدعي له، فصار علي ما تري.

قال عبدالله: فاحترق فؤادي مما سمعت منه، فقلت له: صدقت، اجلس حتي آتيك بالغداء فدخلت البيت، و أتيت بالسيف، فلما رأي السيف قال: هذا كرامة الضيف عندكم؟ قلت: هذا كرامة قاتل الحسين، و عاونوني موالي و خدمي و قطعناه اربا اربا، لا رحمه الله، و أحرقناه بالنار، ألا لعنة الله علي الظالمين.

الدربندي، أسرار الشهادة، / 398 - 397

ثم قال له: امض الي الفرات و آتنا الماء، فقال: سمعا و طاعة، فضم اليه الرجال، فمنعهم جيش عمر بن سعد، فحمل عليهم العباس، فقتل رجالا من الأعداء حتي كشفهم عن المشرعة، و دفعهم عنها، و نزل، فملأ القربة و أخذ غرفة من الماء ليشرب، فذكر عطش الحسين و أهل بيته، فنفض الماء من يده، و قال: والله لا أذوق الماء و الحسين و أطفاله عطاشي. و يقول:



يا نفس من بعد الحسين هوني

فبعده لا كنت أن تكوني



هذا الحسين شارب المنون

و تشربين بارد المعين



والله ما هذا فعال ديني

و لا فعال صادق اليقين



فأخذته السهام من كل جانب، فأصابته حتي صار جلده كالقنفذ، و يقول:



أقاتل اليوم بقلب مهتد

أذب عن سبط النبي أحمد



أضربكم بالصارم المهند

حتي تحيدوا عن قتال سيدي



اني أنا العباس ذو التودد

نجل علي الطاهر المؤيد



ثم قاتل قتالا شديدا، و قتل منهم رجالا، و يقول:



لا أرهب الموت اذا الموت لقي

حتي أواري في المصاليت اللقا






نفسي لنفس الطاهر الطهر وقا

اني صبور شاكر للملتقي



و لا أخاف طارقا اذ طرقا

بل أضرب الهام و أبري المفرقا



فحمل عليه الأبرد بن شيبان، فضربه علي يمينه، فطارت مع السيف، فأخذ السيف بشماله و حمل علي أعدائه، و يقول:



و الله لو قطعتم يميني

لأحمين مجاهدا عن ديني



و عن امام صادق اليقين

سبط النبي الطاهر الأمين



فقتل منهم رجالا، فضربه عبدالله بن يزيد علي شماله فقطعها، فأخذ السيف بفمه و يقول:



يا نفس لا تخشي من الكفار

و أبشري برحمة الجبار



مع النبي سيد الأبرار

قد قطعوا في بغيهم يساري



و قد بغوا معاشر الفجار

فأصلهم يا رب حر النار



ثم حمل علي القوم و يداه مقطوعتان، و قد ضعف من كثرة الجراح، فحملوا عليه بأجمعهم، فضربه رجل منهم بعمود من حديد علي رأسه الشريف، ففلق هامته، فوقع علي الأرض و هو ينادي: يا أباعبدالله يا حسين عليك مني السلام، فقال الامام: وا عباساه، وا مهجة قلباه، و حمل عليهم و كشفهم عنه و نزل اليه [201] .


القندوزي، ينابيع المودة، 341 - 340 / 2

قال الشيخ في رجاله: [...] قتله حكيم بن الطفيل.

و أقول نسبة قتله الي حكيم وحده كما صدر من الشيخ رحمه الله و تبعه علي ذلك في الخلاصة لغريب؛ فانه لم يقتله رجل واحد، و انما قطع حكيم بن الطفيل الطائي السنبسي يده اليمني و براها، فأخذ اللواء بشماله، و ضربه زيد بن ورقاء الجهني علي شماله، فبراها، فضم اللواء الي صدره كما فعل كذلك عمه جعفر، ثم ضربه لعين بعمود علي أم رأسه فسال مخه، فوقع الأرض، فليس حكيم وحده قاتله.

و في زيارة الناحية المقدسة بعد السلام عليه: لعن الله قاتله يزيد بن الورقاء الجهني و حكيم بن الطفيل الطائي السنبسي، و لعل نسبة القتل اليهما باعتبار كونهما عمدة السبب في تكمن الضارب بالعمود علي رأسه من ضربه، و الا، فأما قاتله جماعة أو من منه الجزء الأخير للعلة و هو الضرب بالعمود.

المامقاني، تنقيح المقال، 128 / 1 - 2

فأخذ قربته، و حمل علي القوم، حتي ملأ القربة، قالوا: و اغترف من الماء غرفة، ثم ذكر عطش الحسين عليه السلام، فرمي بها و قال:



يا نفس من بعد الحسين هوني

و بعده لا كنت أن تكوني



هذا الحسين وارد المنون

و تشربين بارد المعين



ثم عاد فأخذوا عليه الطريق، فجعل يضربهم بسيفه و هو يقول:




لا أرهب الموت اذ الموت زقا

حتي أواري في المصاليت لقي



اني أنا العباس أغدو بالسقا

و لا أهاب الموت يوم الملتقي



فضربه حكيم بن طفيل الطائي السنبسي علي يمينه، فبراها، فأخذ اللواء بشماله و هو يقول:



و الله ان قطعتم يميني

اني أحامي أبدا عن ديني



فضربه زيد بن ورقاء الجهني علي شماله فبراها، فضم اللواء الي صدره (كما فعل عمه جعفر، اذ قطعوا يمينه و يساره في مؤتة، فضم اللواء الي صدره) و هو يقول:



ألا ترون معشر الفجار

قد قطعوا ببغيهم يساري



فحمل عليه رجل تميمي من أبناء أبان بن دارم، فضربه بعمود علي رأسه، [202] فخر صريعا الي الأرض، و نادي بأعلي صوته: أدركني يا أخي. فانقض عليه أبوعبدالله كالصقر، فرآه مقطوع اليمين و اليسار، مرضوخ الجبين، مشكوك العين بسهم، مرتثا بالجراحة، [203] فوقف عليه منحنيا و جلس عند رأسه يبكي حتي فاضت نفسه، ثم حمل علي القوم، فجعل يضرب فيهم يمينا و شمالا، فيفرون من بين يديه كما تفر المعزي اذا شد فيها الذئب. و هو يقول: أين تفرون و قد قتلتم أخي؟ أين تفرون و قد فتتم عضدي؟ ثم عاد الي موقفه منفردا [204] و كان العباس آخر [205] من قتل من [206] المحاربين لأعداء الحسين عليه السلام [207] و لم يقتل بعده الا الغلمان الصغار من آل أبي طالب الذين لم يحملوا السلاح.

السماوي، أبصار العين، / 30

أقول: قال أهل السير في سيرهم، و أرباب المقاتل في مقاتلهم: فضربه حكيم بن الطفيل الطائي السنبسي علي يمينه فبراها، فأخذ اللواء بشماله و هو يقول:



و الله ان قطعتم يميني

اني أحامي أبدا عن ديني



فضربه زيد بن ورقاء الجهني، و في بعض النسخ: زيد بن الرقاد الجهني، علي شماله


فبراها، فضم اللواء الي صدره كما فعل عمه جعفر بن أبي طالب اذ قطعوا يمينه و يساره في مؤتة، فضم اللواء الي صدره و هو يقول:



ألا ترون معشر الفجار

قد قطعوا ببغيهم يساري



الحائري، ذخيرة الدارين، 145 / 1

فرجع الي أخيه يخبره، فسمع الأطفال يتصارخون من العطش فلم تتطامن نفسه علي هذه الحال، و ثارت به الحمية الهاشمية:



يوم أبوالفضل تدعو الظاميات به

و الماء تحت شبا الهندية الخذم



و الخيل تصطك و الزغف الدلاص علي

فرسانها قد غدت نارا علي علم



و أقبل الليث لا يلويه خوف ردي

بادي البشاشة كالمدعو للنعم



يبدو فيغدو صميم الجمع منقسما

نصفين ما بين مطروح و منهزم [208] .



ثم أنه ركب جواده، و أخذ القربة، فأحاط به أربعة آلاف و رموه بالنبال، فلم ترعه كثرتهم، و أخذ يطرد أولئك الجماهير وحده، و لواء الحمد يرف علي رأسه، و لم يشعر القوم أهو العباس، يجدل الأبطال أم أن الوصي يزأر في الميدان؟ فلم تثبت له الرجال، و نزل الي الفرات مطمئنا غير مبال بذلك الجمع:



و دمدم ليث الغاب يعطو بسالة

الي الماء لم يكبر عليه ازدحامها



و خاض بها بحرا يرف عبابه

ضبا و يد الأقدار جالت سهامها



ألمت به سوداء يخطف برقها

البصائر من رعب و يعلو قتامها



جلاها بمشحوذ الغرارين أبلج

يدب به للدارعين حمامها



فحلأها عن جانب النهر عنوة

و ولت هواديها يصل لجامها



ثني رجله عن صهوة المهر و امتطي

قري النهر و احتل السقام همامها



وهب الي نحو الخيام مشمرا

لري عطاشي قد طواها أوامها [209] .




و لما اغترف من الماء ليشرب، تذكر عطش الحسين و من معه، فرمي الماء و قال:



يا نفس من بعد الحسين هوني

و بعده لا كنت أن تكوني



هذا الحسين وارد المنون

و تشربين بارد المعين



تالله ما هذا فعال ديني [210]

ثم ملأ القربة، و ركب جواده، و توجه نحو المخيم، فقطع عليه الطريق و جعل يضرب، حتي أكثر القتل فيهم، و كشفهم عن الطريق و هو يقول:



لا أرهب الموت اذا الموت زقا [211]

حتي أواري في المصاليت لقي



نفسي لسبط المصطفي الطهر وقي

اني أنا العباس أغدو بالسقا



و لا أخاف الشر يوم الملتقي

فكمن له زيد بن الرقاد الجهني من وراء نخلة، و عاونه حكيم بن الطفيل السنبسي، فضربه علي يمينه فبراها، فقال عليه السلام:



والله ان قطعتم يميني

اني أحامي أبدا عن ديني



و عن امام صادق اليقين

نجل النبي الطاهر الأمين



فلم يعبأ بيمينه بعد أن كان همه ايصال الماء الي أطفال الحسين و عياله، [212] و لكن حكيم ابن الطفيل كمن له من وراء نخلة، فلما مر به ضربه علي شماله فقطعها، و تكاثروا عليه،


و أتته السهام كالمطر، فأصاب القربة سهم و أريق ماؤها، و سهم أصاب صدره [213] ، و ضربه رجل بالعمود علي رأسه ففلق هامته:



و هوي بجنب العلقمي فليته

للشاربين به يداف العلقم



و سقط علي الأرض ينادي: عليك مني السلام أباعبدالله، فأتاه الحسين عليه السلام، و ليتني علمت بماذا أتاه، أبحياة مستطارة منه بهذا الفادح الجلل، أم بجاذب من الاخوة الي مصرع صنوه المحبوب؟

نعم، حصل الحسين عليه السلام عنده، و هو يبصر قربان القداسة فوق الصعيد، قد غشيته الدماء، و جللته النبال، فلا يمين تبطش، و لا منطق يرتجز، و لا صولة ترهب، و لا عين تبصر، مرتكز الدماغ علي الأرض مبدد.

أصحيح أن الحسين ينظر الي هذه الفجائع و معه حياة ينهض بها؟ لم يبق الحسين بعد أبي الفضل الا هيكلا شاخصا معري عن لوازم الحياة؛ و قد أعرب (سلام الله عليه) عن هذه الحال بقوله: الآن انكسر ظهري و قلت حيلتي.



و بان الانكسار في جبينه

فاندكت الجبال من حنينه



و كيف لا و هو جمال بهجته

و في محياه سرور مهجته



كافل أهله و ساقي صبيته

و حامل اللوا بعالي همته [214] .



و تركه في مكانه لسر مكنون أظهرته الأيام، و هو أن يدفن في موضعه منحازا عن الشهداء، ليكون له مشهد يقصد بالحوائج و الزيارات، و بقعة يزدلف اليها الناس و تتزلف الي المولي سبحانه تحت قبته التي ضاهت السماء رفعة و سناء، فتظهر هنالك الكرامات الباهرة، و تعرف الأمة مكانته السامية و منزلته عند الله تعالي، فتؤدي ما وجب عليهم من الحب المتأكد و الزيارة المتواصلة، و يكون عليه السلام. حلقة الوصل فيما بينهم و بين الله تعالي، فشاء حجة الوقت أبوعبدالله عليه السلام كما شاء المهيمن سبحانه، أن تكون منزلة «أبي


الفضل» الظاهرية شبيهة بالمنزلة المعنوية الآخروية، فكان كما شاءا و أحبا [215] .


المقرم، مقتل الحسين عليه السلام، / 339 - 335

فرجع العباس عليه السلام الي أخيه و أخبره بمقالة القوم.

فطأطأ الحسين برأسه و بكي بكاء شديدا.

و بينما العباس في ذلك و نحوه، اذ سمع الأطفال - و معهم سكينة بنت الحسين عليه السلام - ينادون: العطش، العطش.

فرفع رأسه الي السماء، و قال: الهي و سيدي أريد أن أعتد بعدتي، و أملأ لهولاء الأطفال قربة من الماء.

فركب فرسه و أخذ سيفه و رمحه و القربة، و قصد الفرات، فأحاط به أربعة آلاف فارس - و هم الذين كانوا موكلين بالفرات - و أخذوا يرمونه بالنبال، فلم يعبأ بجمعهم، و لا راعته كثرتهم.

فكشفهم عن وجهه، و قتل منهم - علي ما روي - ثمانين فارسا و دخل الفرات مطمئنا غير هياب لذلك الجمع الغفير:



و دمدم ليث الغاب يسطو بسالة

الي الماء لم يكبر عليه ازدحامها



و خاض بها بحرا يرف عبابه

ظبا، و يد الأقدار جالت سهامها



ألمت به سوداء يخطف برقها

البصائر من رعب و يعلو قتامها



جلاها بمشحوذ الغرارين أبلج

يدب به للدارعين حمامها



فحلأها عن جانب النهر عنوة

و ولت هواديها يصل لجامها



ثني رجله عن صهوة المهر و امتطي

قري النهر و احتل السقاء همامها [216] .




و فاؤه عليه السلام:

ثم أغترف من الماء غرفة، و أدناها من فمه ليشرب، فتذكر عطش أخيه الحسين و عطاشي أهل بيته و أطفاله، فرمي الماء من يده و قال:



يا نفس من بعد الحسين هوني

و بعد لا كنت أن تكوني



هذا الحسين وارد المنون

و تشربين بارد المعين



تالله ما هذا فعال ديني [217]

ثم ملأ القربة و حملها علي كتفه الأيمن، و ركب جواده، و توجه نحو الخيام مسرعا ليوصل الماء الي عطاشي أهل البيت، فأخذوا عليه الطريق، و تكاثروا عليه و أحاطوا به من كل جانب:



فهنالكم ملأ المزاد و زمها

و انصاع يرفل بالحديد همامها



حتي اذا داني المخيم جلجلت

سؤداء قد ملأ الفضا ارزامها



فجلا تلاتلها بجأش ثابت

فتقاعست منكوسة أعلامها



فكأنه صقر بأعلي جوها

جلي فحلق ما هناك حمامها [218] .



فجعل يصول في أوساطهم و يضرب فيهم بسيفه و هو يرتجز و يقول:



لا أرهب الموت اذا الموت زقا

حتي أواري في المصاليت لقي



نفسي لنفس المصطفي الطهروقي

اني أنا العباس أغدو بالسقا



و لا أخاف الشر يوم الملتقي [219] .




قطع يده اليمني عليه السلام:

ففرقهم عن طريقه، و أخذوا يهربون من بين يديه، حتي اذا قارب المخيم كمن له زيد ابن الرقاد الجهني من وراء نخلة و عاونه حكيم بن الطفيل السنبسي، فضربه علي يمينه بالسيف فبراها.

و أخذ السيف بشماله، و ضم اللواء الي صدره، و حمل القربة علي كتفه الأيسر، و حمل علي القوم كالأسد الغضبان و هو يقول:



و الله ان قطعتم يميني

اني أحامي أبدا عن ديني



و عن امام صادق اليقين

نجل النبي الطاهر الأمين



قطع يده اليسري عليه السلام:

و قاتل - عليه السلام - حتي ضعف عن القتال، فكمن له حكيم بن الطفيل الطائي [220] من وراء نخلة و ضربه علي شماله، فقطعها من الزند، فقال:



يا نفس لا تخشي من الكفار

و أبشري برحمة الجبار



مع النبي المصطفي المختار

قد قطعوا ببغيهم يساري



فأصلهم يا رب حر النار

فعند ذلك، وقع السيف من يده، و أخذ القربة بأسنانه، و جعل يسرع ليوصل الماء الي المخيم.



فلما نظر ابن سعد الي شدة اهتمام العباس عليه السلام بالقربة، صاح بالقوم: ويلكم، ارشقوا القربة بالنبل، فوالله ان شرب الحسين من هذا الماء أفناكم عن آخركم.

توارد السهام كالمطر:

فقطعوا عليه طريقه، و ازدحموا عليه، و أتته السهام كالمطر من كل جانب، فأصاب


القربة سهم فأريق ماؤها. و جاءه سهم فأصاب صدره. و سهم آخر أصاب احدي عينيه، فأطفأها، و جمدت الدماء علي عينه الأخري، فلم يبصر بها.

و ضربه لعين من القوم علي أم رأسه، فانقلب عن ظهر فرسه، و خر الي الأرض صريعا، و العلم الي جنبه، و جعل يخور بدمه، فقطعه القوم بأسيافهم:



و هوي بجنب العلقمي فليته

للشاربين به يداف العلقم



وغدايهم بأن يصول فلم يطق

كالليث اذ أظفاره تتقلم [221] .



فعند ذلك نادي - برفيع صوته: عليك مني السلام أباعبدالله.

فأتاه الحسين مسرعا كالصقر اذا انحدر الي فريسته، ففرق القوم عنه، و قتل منهم رجالا، و جندل فرسانا [222] ، و حتي اذا وصل اليه، رآه مقطوع اليمين و اليسار، مفضوخ الهامة، مثخنا بالجراح، العلم الي جنبه ممزق، و القربة مخرقة، و هو يفحص برجليه.

قالوا: فأدركه الحسين، و به رمق الحياة، فأخذ رأسه الشريف و وضعه في حجره، و جعل يمسح الدم و التراب عنه، ثم بكي بكاء عاليا، و قال: «الآن انكسر ظهري، و قلت حيلتي، و شمت بي عدوي».

ثم انحني عليه و اعتنقه، و جعل يقبل موضع السيوف من وجهه و نحره و صدره:



فمشي لمصرعه الحسين و طرفه

بين الخيام و بينه متقسم



ألفاه محجوب الجمال كأنه

بدر بمنحطم الوشيج ملثم



فأكب منحنيا عليه و دمعه

صبغ البسيط كأنما هو عندم



قد رام يلثمه فلم ير موضعا

لم يدمه عض السلاح فيلثم [223] .




ثم حمل علي القوم، فأخذ يضرب فيهم و هو يقول: «الي أين تفرون و قد فتتم عضدي؟» ثم رجع الي أخيه، و انحني عليه يقبله و يبكي، ففاضت نفس العباس المقدسة و رأسه في حجر أخيه:



و هوي عليه ما هنا لك قائلا

اليوم بان عن اليمين حسامها



اليوم سار عن الكتائب كبشها

اليوم غاب عن الهداة امامها



اليوم نامت أعين بك لم تنم

و تسهدت أخري فعز منامها [224] .



الحسين يترك العباس في مكانه:

أقول: المعروف عند أرباب المقاتل: أن الحسين عليه السلام ترك أخاه العباس في مكانه حول المسناة، و قام عنه بعد ما فاضت نفسه الزكية، و لم يحمله الي الفسطاط الذي كان يحمل القتلي من أهل بيته و أصحابه اليه.

و لعل السر في ذلك - كما ذكره بعض الأكابر - كثرة ما أصاب العباس عليه السلام من الجراحات لأن الأعداء قطعوه بسيوفهم اربا اربا.

و يؤيد ذلك ما ذكره بعض أرباب المقاتل: من أن السجاد عليه السلام حينما جاء القتلي في اليوم الثالث عشر من المحرم، ذكر له بنو أسد بعد دفن القتلي بطلا مطروحا حول المسناة كلما حملوا منه جانبا سقط الآخر من كثرة الجراحات.

أو لعل السر في ذلك: أن العباس عليه السلام، حيث كان آخر من قتل من أصحاب الحسين و أهل بيته - علي ما هو التحقيق -، فهد مقتله الحسين و قصم ظهره، و لم يكن عنده من يعينه و يساعده علي حمله الي المخيم، و لم يستطع حمله بنفسه المقدسة، فانهم ذكروا، أنه قام من عنده محني الظهر منكسرا حزينا:



هوي فوقه رمحا فقام صفيحة

تثلم منها حدها و غرارها



فهل تركت تلك المصائب العظام التي أصيب بها سيد الشهداء يوم الطف: من فقد


أحبته و أنصاره و أهل بيته و فلذة كبده شبيه جده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و عويل عياله و صراخ أطفاله و همه و غمه و تفكيره فيما سيجري بعد قتله علي عقائل الرسالة و بنات الزهراء، من الذل و الأسر و السبي من بلد الي بلد و من مجلس الي آخر، و قد تركهن بلا محام و لا كفيل، غير مضني، عليل يكابد ألم السقم و جور الأعداء.

فهل تركت له هذه المصائب التي بعضها يهد الجبال الرواسي قامد معتدلة و طاقة يستطيع بهما حمل الجثمان الطاهر الي المخيم؟



قد عجبت من صبره الأملاك

و لا يحيط و صفه الادراك



أو لعل السر في ذلك - كما يقول بعض أرباب المقاتل -: أن العباس عليه السلام هو الذي طلب من أخيه الحسين ابقاءه في مكانه. فقد ذكروا: أن الحسين عليه السلام حينما أقبل الي أخيه العباس، و وجد فيه رمق الحياة، انحني عليه و أراد حمله الي المخيم.

فأحس العباس بأخيه و علم ماذا يريد؟ فقال له: يا أخي، الي أين تريد حملي؟

قال الحسين: أريد حملك الي المخيم.

فقال العباس: يا أخي بحق جدك رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عليك أن لا تحملني، ودعني في مكاني هذا؟

فقال الحسين: لماذا يا أخي؟

قال العباس: لأني مستح من ابنتك سكينة، و قد وعدتها بالماء و لم آت به.

فتركه الحسين في مكانه.

بحر العلوم، مقتل الحسين عليه السلام، / 324 - 318

و ناهيك في شجاعته: أن الحسين عليه السلام ما أجازة للقتال في يوم عاشوراء، بل أرسله ليأتي بالماء، و قيد يديه و رجليه باتيان الماء، و حمل القربة، و مع ذلك، لما ركب فرسه و أخذ رمحه و القربة، و قصد الفرات، و قد أحاط به أربعة آلاف، و في رواية ستة آلاف، و في (الأسرار) عشرة آلاف محارب، فحمل عليهم العباس و قتل منهم شجعانا، و نكس منهم فرسانا، و تفرقوا عنه هاربين كما يتفرق عن الذئب الغنم، و صعد قوم علي التلال


و الأكمات، و أخذوا يرمونه بالسهام، حتي قال اسحاق بن حيوة (لع): فثورنا عليه النبال كالجراد الطائر، فصيرنا جلده كالقنفذ، و مع ذلك كان كالجبل الأصم لا تحركه العواصف، و لا تزيله القواصف، فغاص العباس في أوساطهم، و قتل منهم ثمانين فارسا، و قيل: ثمانمائة فارس، و قيل: أكثر من ذلك، و هو بينهم يرتجز و يقول:



لا أرهب الموت اذا الموت رقي

حتي أواري في المصاليت لقي



نفسي لنفس المصطفي الطهر وقي

اني أنا العباس أغدو بالسقا



و لا أخاف الشر يوم الملتقي

فتفرقوا عنه هاربين، فكشفهم عن المشرعة، و نزل، فهجموا عليه، فخرج اليهم و فرقهم، ثم عاد الي المشرعة، فحملوا عليه ثانيا، فكر عليهم العباس علي ما في بعض الكتب منها: الكبريت الأحمر الي ست مرات، و في السادسة انصرفوا و لم يرجعوا، فنزل و ملأ القربة، و أراد أن يخرج، نادي عمرو بن الحجاج (لعنه الله): دونكم العباس، فقد حصل بأيديكم، فكثرت عليه الرجال، فلما رأي العباس عليه السلام، و قد تسارعوا اليه، حط القربة، و خرج من المشرعة، و استقبل القوم يضربهم بسيفه، و كأنه النار في الأحطاب و هو يقتلهم و يحصدهم حصد السنبل. يقول الرائي:



وقع العذاب علي جيوش أمية

من باسل هو في الوقايع معلم



ما راعهم الا تقحم ضيغم

من غير أن يعجم لفظه و يدمدم



عبست وجوه القوم خوف الموت

و العباس فيهم ضاحك متبسم



قلب اليمين علي الشمال وغاص في

الأوساط يحصد في الرؤوس و يحطم



و جعل روحي له الفداء يرتجز و يقول:



أقاتل القوم بقلب مهتد

أذب عن سبط النبي أحمد



أضربكم بالصارم المهند

حتي تحيدوا عن قتال سيدي



اني أنا العباس ذو التودد

نجل علي المرتضي المؤيد




فقتل من ساداتهم و أبطالهم مائة، ثم عاد الي القربة، فاحتملها علي عاتفه، و خرج يريد المخيم، فركب عمر بن سعد (لعنه الله) و زحفت في أثره الأعلام، و وصلت الخيل و الرجال الي العباس، و قد أدركته الخيل و الرماح كآجام القصب، و جعل العباس ينادي: يا أعداء الله، لئن قتلنا، فلقد قتلنا منكم أضعافا، و صار يضرب فيهم يمينا و شمالا، و يجدل الفرسان و ينكس الأبطال، و قتل منهم خلقا كثيرا، و القربة علي ظهره، فلما نظر ابن سعد (لعنه الله) ذلك، نادي: ويلكم!! ارشقوا القربة بالنبل، فوالله ان شرب الحسين الماء أفناكم عن آخركم. أما هو الفارس ابن الفارس البطل المداعس، فحملوا عليه حملة منكرة. و روي: أنه قتل منهم مائة و ثمانين فارسا.

(أقول): و لعمرو الله، لو لم يكن ما جري علي اللوح أن يستشهد العباس في ذلك اليوم حتي ينكسر لفقده ظهر الحسين عليه السلام، و ينال بالشهادة، لأفني العباس جميع أهل الكوفة بشماله دون يمينه، و قد قتل بشماله مائة و ثمانين فارسا ممن يعد بألف أو ألفين:



قسما بصارمه الصقيل و انني

في غير صاعقة السما لا أقسم



لو لا القضا لمحا الوجود بسيفه

و الله يقضي ما يشاء ويحكم



حسمت يديه المرهفات و انه

و يمينه من حدهن لأحسم



و لم يزل روحي له الفداء يقاتل، حتي قطعت يداه، فانكب علي السيف بفيه، و أخذ الراية بساعديه، و ضمها الي صدره، و حمل عليهم، و يقول: هكذا أحامي عن حرم رسول الله، و لم يزل يحامي حتي ضربوه بعمود من حديد، ففلق هامته، فسقط مخ رأسه علي كتفيه و انصرع عفيرا:



الله أكبر أي بدر خر عن

أفق الهداية فاستشاط ظلامها



فمن المعزي السبط سبط محمد

بفتي له الأشراف طأطأ هامها



و أخ كريم لم يخنه بمشهد

حيث السراة كبت بها أقدامها



و في خبر: جاء سهم و أصاب صدره الشريف، و انصرع عفيرا علي الأرض يخوز في دمه، و نادي: وا أخاه، وا حسيناه، وا أبتاه، وا علياه؛ و نادي: يا أباعبدالله، عليك مني


السلام؛ فلما سمع الامام عليه السلام نداءه، قال: وا أخاه، وا عباساه، وا مهجة قلباه؛ فأتاه كالصقر اذا انحدر علي فريسته، ففرقهم يمينا و شمالا، بعد أن قتل سبعين رجلا منهم و نزل اليه.

المازندراني، معالي السبطين، 440 - 438 / 1

عن أبي مخنف، و هو يقول:



يا نفس من بعد الحسين هوني

و بعده لا كنت أن تكوني



هذا الحسين شارب المنون

و تشربين بارد المعين



هيهات ما هذا فعال ديني

و لا فعال صادق اليقين



انتهي.

و ملأ القربة و حملها علي كتفه الأيمن، و توجه نحو الخيمة، فقطعوا عليه الطريق، و أحاطوا به من كل جانب، فحاربهم.

و في التظلم: فأخذوه بالنبال من كل جانب، حتي صار درعه كالقنفذ من كثرة السهام، فكمن له زيد بن ورقاء من وراء نخلة، و عاونه حكيم بن الطفيل السنبسي، فضربه علي يمينه، فقطعها، فأخذ السيف بشماله، و حمل القربة علي كتفه الأيسر و هو يرتجز و يقول:



و الله ان قطعتم يميني

اني أحامي أبدا عن ديني



و عن امام صادق اليقين

نجل النبي الطاهر الأمين



فقاتل حتي ضعف، فكمن له الحكيم بن الطفيل الطائي، أو نوفل الأزرق، فضربه بالسيف علي شماله، فقطع يده من الزند، فحمل القربة بأسنانه و هو يقول:



يا نفس لا تخشي من الكفار

و أبشري برحمة الجبار



مع النبي السيد المختار

قد قطعوا ببغيهم يساري



فأصلهم يا رب حر النار

و جاءه سهم و أصاب القربة، و أريق ماؤها، ثم جاءه سهم آخر، فأصاب صدره،




فانقلب عن فرسه. و في خبر: فضربه ملعون بعمود من حديد، ففلق هامته، فقتله، و لما انقلب عن فرسه، صاح الي أخيه الحسين عليه السلام: أدركني، فلما أتاه رآه صريعا، فبكي و حمله الي الخيمة.

ثم قالوا: و لما قتل العباس، قال الحسين عليه السلام: الآن انكسر ظهري، و قلت حيلتي، انتهي.

المازندراني، معالي السبطين، 447 - 446 / 1

قال في منتخب التواريخ: [225] حدث الشيخ الجليل الحاج ملا علي [226] التبريزي، قال: سمعت من بعض أفاضل علماء العرب:

أن الأزري [227] لما قال: (يوم أبوالفضل استجار به الهدي) و معناه أن يوم عاشوراء، يوم استجار الحسين عليه السلام بأخيه العباس، [228] توقف في ذلك [229] و تخيل أن هذا المصراع من البيت لعله غير مقبول عند الحسين عليه السلام، و لذا توقف في مصراعه الآخر، و ما أتم البيت، [230] فنام و رأي الحسين عليه السلام في منامه، و قال عليه السلام له: و لنعم ما قلت، و لقد أحسنت و أجدت، نعم، لقد استجرت بالعباس يوم عاشوراء، و تممه و قل بعده: (و الشمس من كدر العجاج لثامها)؛ يعني: استجرت به حين أن الأرض و السماء اغبرت من كثرة العجاج و الغبار حتي كأن الشمس تلثمت و تنقبت بالعجاج.

المازندراني، معالي السبطين، 441 / 1 مساوي مثله الزنجاني، وسيلة الدارين، / 274 - 273

و في بعض الكتب أخذ الحسين عليه السلام رأسه، و وضعه في حجره، و جعل يمسح الدم عن عينيه، فرآه و هو يبكي، فقال الحسين عليه السلام ما يبكيك يا أباالفضل؟ قال: أخي، يا نور عيني، و كيف لا أبكي و مثلك الآن جئتني، و أخذت رأسي عن التراب، فعبد ساعة من يرفع رأسك عن التراب و من يمسح التراب عن وجهك و كان الحسين عليه السلام جالسا، اذ


شهق العباس شهقة، و فارقت روحه الطيبة، و صاح الحسين عليه السلام وا أخاه، وا عباساه (تنبيه) قد اختلف أرباب المقاتل في وقت شهادة العباس، و يظهر من القمقام أنه آخر من قتل و لم يقتل بعده أحد الا سيدنا الحسين، و يظهر من كلام صاحب الناسخ أن علي بن الحسين الأكبر آخر من قتل من بني هاشم و قتل العباس قبله و هذا كلامه لما قتل العباس لم يبق للحسين عليه السلام أحد الا ولده علي الأكبر فبرز، و يظهر من كلام أبي مخنف أن العباس أول من قتل كما ذكرنا، و يظهر من كلام المجلسي (ره) أن العباس قتل قبل علي بن الحسين الأكبر و قتل قبل القاسم، و يظهر من كلام المفيد و ابن طاوس أن العباس آخر من قتل و لم يبق بعده أحد الا سيدنا الحسين عليه السلام، والله أعلم بحقائق الأمور.

نذكر بعض ما ظفرنا به في كتب المقاتل مما يتعلق بالعباس عليه السلام، و نذكر شيئا من المقدمات الموجعة و المرققة للقلوب:

(منها) في معدن الجواهر للكراجكي قال: [231] قال الحسن بن علي عليه السلام: «مصائب الحزن أربع: موت الوالد، و موت الولد، و موت الأخ، و موت الامرأة: فموت الوالد قاصم للظهر، و موت الولد صدع الفؤاد، و موت الأخ قص الجناح، و موت الامرأة حزن ساعة».

و في بعض الكلمات: «من لا أخ له لا ظهر له».

و «منها»: [232] لما قدم لقمان من سفر له، لقي غلامه في بعض الطريق، فقال له: يا غلام ما فعل أبي؟ قال: مات، قال لقمان: ملكت أمري؛ قال: ما فعلت زوجتي؟ قال: ماتت، قال لقمان: جددت فراشي، قال: ما فعلت أختي؟ قال: ماتت، قال لقمان: سترت عورتي، قال: ما فعل أخي؟ قال: مات، قال لقمان: الآن انكسر [233] ظهري [234] .

فاذن، لا يلام الحسين عليه السلام حين وقف علي العباس و قال: الآن انكسر ظهري [235] .

نظم قيل فيه عن لسان الحسين عليه السلام:




سأبكيك حتي يرتوي عاطش الثري

بصيب دمع ليس ينفك جاريا



و ان كان لا يجدي البكاء و لم يعن

علي الأسي من ذلك العهد ضاميا



فقدت أخا برا و ليثا غضنفرا

و رمحا ردينيا و عضبا يمانيا



و «منها» قال ابن خلكان في وفيات الاعيان: توفي السيد الرضي رحمه الله بكرة يوم الاحد سادس محرم، و قيل: سادس صفر سنة ست و أربعمائة ببغداد، و كانت ولادته سنة تسع و خمسين و ثلاثمائة ببغداد، و لما توفي مضي أخوه المرتضي الي مشهد موسي بن جعفر عليه السلام، لأنه لم يستطع أن ينظر الي تابوته و دفنه.

اذن، ساعد الله قلب الحسين عليه السلام يوم نظر الي جسد أخيه العباس فرآه مقطوع اليمين و الشمال، الي آخره. «أقول» و يعجبني كلام علي عليه السلام في الديوان المنسوب الي أميرالمؤمنين عليه السلام، يقول عليه السلام:



السيف و الخنجر ريحاننا

أف علي النرجس و الياس [236] .



شرابنا من دم أعدائنا

و كأسنا جمجمة الراس



و كان أشباله تعلموا منه هذا المقال، سيما قرة عينه أباالفضل عليه السلام كان يستقبل السيوف و السهام و الرماح بوجهه و نحره و صدره، كأن كل سهم طاقة ريحان من الحبيب الي المحبوب، نظم:



يلقي الرماح بنحره فكأنما

في ظنه عود من الريحان



و يري السيوف و صوت وقع حديدها

عرسا تجليها، عليه غواني



[237] و لا يخفي. أن الشهداء اذا أصابهم سهم كانوا يتمكنون من دفعه بأيديهم أو يخرجونه من أبدانهم بها، فما حال من قطعت يمينه و شماله، و الرماة كانو أربعة آلاف؟

و السيد حيدر أشار بقوله:



وهل يملك الموتور قائم سيفه

ليدفع عنه الضيم و هو بلا كف




[238] و كل فارس اذا أراد الترجل يتلقي باحدي يديه قبة السرج، و باحدي يديه الشكيمة و يترجل، فما حال من يداه مقطوعتان؟ [239] .

و كل شهيد اذا سقط علي الأرض، استقبل الارض بيديه، فيهون عليه السقوط، فما حال من كان جسيما، و بدنه [240] كالقنفذ من كثرة السهام و النبال؟

فوا أسفاه عليك يا قمر بني هاشم، فما حالك حين هويت الي الارض و السهام نابتة في أضلاعك و صدرك و بدنك؟.

و في بعض الكتب، لما نادي: يا أخاه، أدرك أخاك، ساق الريح صوت العباس الي مسامع الحسين [241] عليه السلام، انتهي.

المازندراني، معالي السبطين 452 - 449 / 1

و مما يزيد في الرقة و البكاء علي العباس، ان الجراحات التي كانت في جسد العباس عليه السلام لا تعد و لا تحصي، و أكثر من جراحات سائر الشهداء، لأن الانسان يحفظ جسده و بدنه عن جميع الآفات باليدين و العين، [242] ينظر بعينه، و يدفع بيده، [243] و أهل الكوفة (لعنهم الله) أحاطوا بالعباس، و قطعوا يديه أولا، و رموا عينه بسهم، فوقف العباس بينهم مقطوع اليدين، [244] و مشكوك العين، [245] لا يري شيئا و لا يتمكن من دفع الشي ء [246] [247] و هم (لعنهم الله) صنعوا به ما صنعوا.

في بعض الكتب: أن العضاب بن الأسود الكندي (لعنه الله) رماه [العباس] بسهم علي عينه الشريفة [248] .

المازندراني، معالي السبطين، 454 / 1 مساوي مثله: الزنجاني، وسيلة الدارين، / 277

أما وقت شهادته عليه السلام:

فالأقوال في ذلك ثلاثة:


قول: أنه قتل قبل جميع الشهداء رضوان الله عليهم، و أفرط أهل هذا القول، حتي زعم بعضهم: أنه قتل يوم السابع. و آخر: يوم التاسع، كمقتل أبي مخنف الصغير، أو المقتل المنسوب اليه. و جزم به بعض متأخري العجم، و نور العين لأبي اسحاق الأسفرائني، و يظهر من كلامه: أنه استشهد قبل شهادة الحسين عليه السلام بيوم.

هكذا يقول في نور العين ص 20 بعد ذكره لمحاربة العباس عليه السلام قال: ثم ضربه رجل منهم بعمود من حديد علي رأسه، ففلق هامته، فانصرع الي الأرض و هو ينادي: يا أخي يا حسين عليك مني السلام، فحمل الحسين عليه السلام علي القوم و حاربهم حربا شديدا حتي قتل منهم ثمانمائة فارس، و أتي اليه و حمله و أتي به، فطرحه بين القتلي، و كان الليل قد أتي عليه، فباتوا تلك الليلة، و في الصباح ركب القوم و رجعوا علي الحسين عليه السلام، فتذكر أخاه العباس عليه السلام و شفقته عليه، و جعل ينادي: و اغوثي بك، يا ألله، يا غياثاه؛ ثم يخرج من قومه بعد فارس، و كل منهم يقتل مقتلة عظيمة، ثم يقتل فيحمل علي القوم نحو المائتين و الثلثمائة، و الأكثر و الأقل، ثم يحمله و يأتي به الي موضع القتلي، و لم يزل حتي قتل جميع الأنصار و المهاجرين الذين معه، و هو يأتي بهم واحدا بعد واحد، الي آخره.

و هذا قول ضعيف جدا.

و أضعف منه قول أبي مخنف في المقتل الصغير، ان صحت نسبته اليه، و لا تصح، فانه يذكر شهادة العباس الأكبر عليه السلام يوم السابع.

و هذان القولان غاية في الشذوذ، بل صدمة للقطعي الذي لا يشك فيه أحد، أن العباس عليه السلام لم يدفن الا يوم دفن الحسين عليه السلام، و مما لا يجوز أن يتركه الحسين عليه السلام هذه المدة من غير دفن، أو يتركه بين جموع أعدائه يمثلون به أشد التمثيل، و هو اذ ذاك قوي منيع، لا يحول دون مقصده حائل، و سلامة أصحابه الضواري الساغبة الي طعم المنية، لا يعوقها عن حمله عائق؛ فاذن لا يجوز لنا أن نعد هذا قولا، و ان ذكرناه للتنبيه علي سخف قائله، و قلة تدبر الجانح اليه.

القول الثاني، و هو الذي عليه عامة أهل التاريخ: من أنه عليه السلام استشهد يوم العاشر بعد شهادة أكثر الأنصار، و استشهد قبله فتية من بني هاشم، أما كلهم أو بعضهم، لأن أهل


هذا القول قد اختلفوا علي قولين، و بهذا الاختلاف، و ضمه الي ذالك القول الشاذ، تكون الأقوال ثلاثة.

أحد القولين: انه سبق عليا الأكبر عليه السلام بالشهادة، و عليه جماعة من أرباب المقاتل، منهم فخر الدين الطريحي، و تقدم كلامه الذي أوردناه في السقاية عن المنتخب فراجعه؛ و عبدالرزاق اليزدي، فيقول في مصائب المعصومين ص 266: بعد شهادة قاسم بن الحسن و عباس بن أميرالمؤمنين عليه السلام، تقدم علي بن الحسين عليه السلام و هو المشهور بعلي الأكبر، الي آخره؛ و منهم سبط ابن الجوزي الحنفي في التذكرة، فقد قال ص 145: قال الشعبي: أؤل قتيل منهم العباس بن علي، ثم علي بن الحسين الأكبر، و منهم ملا عبدالله في مقتل العوالم فانه ذكر شهادة العباس عليه السلام سابقة علي الاكبر عليه السلام، و بعد أن أتم الكلام علي شهادة العباس عليه السلام، قال ص 95 ثم تقدم علي بن الحسين عليه السلام؛ و كذا قال الفاضل المجلسي رحمه الله في البحار، و هو قول محمد ابن شهرآشوب رحمه الله في المناقب، و سنذكر ذلك ان شاء الله، و غير هؤلاء.

ثاني القولين: انه آخر من قتل من بني هاشم قبل شهادة الحسين عليه السلام، و ان أؤل قتيل من بني هاشم، هو علي بن الحسين الأكبر، و هذا القول هو المعتمد لأمرين:

أحدهما: أن الأمام صاحب الزمان عجل الله فرجه في زيارته للشهداء التي رواها السيد ابن طاوس في كتاب الاقبال، و فيها في زيارة علي الأكبر عليه السلام: «السلام عليك يا أؤل قتيل من نسل خير سليل» الي آخره، و هذا نص.

ثانيهما: القائل به من أهل الضبط و الاتقان، و به قال أبوالفرج الأصبهاني بعد ما نقلناه عنه من قول الشعبي، راجع مقاتل الطالبيين؛ و أبوحنيفة الدينوري الفيلسوف المؤرخ في الأخبار الطوال، و هذا لفظه ص 255: و بقي العباس بن علي عليهم السلام قائما أمام الحسين عليه السلام يقاتل دونه و يميل معه، حيث مال، حتي قتل رحمة الله عليه، و بقي الحسين عليه السلام وحده، الي آخره. و أبوجعفر الطبري أحد أئمة المذاهب من أهل السنة في تاريخه ذكر: أن علي ابن الحسين عليه السلام أول قتيل من بني هاشم، و الشيخ الجليل العظيم، رئيس الشيعة المطلق، و محققها أبوعبدالله محمد بن محمد بن النعمان المفيد رحمه الله في كتاب الارشاد، و شيخ الشيعة


و أستاذ العلامة الحلي الشيخ جعفر ابن نما الحلي رحمه الله في مثير الأحزان؛ و صاحب النور و الكرامات الباهرة السيد رضي الدين علي بن طاوس في كتاب المقتل المسمي بالملهوف، و لفظهم جميعا: أنه لما اشتد العطش بالحسين عليه السلام فركب المسناة يريد الفرات، و العباس أخوه بين يديه، فاعترضته خيل ابن سعد، فرمي رجل من بني أبان بن دارم، الحسين عليه السلام بسهم، فأثبته في حكنه الشريف، فانتزع (صلوات الله عليه) السهم، و بسط يديه تحت حكنه، حتي امتلأت راحتاه من الدم، ثم رمي به، ثم قال: اللهم اني أشكو اليك ما يفعل بابن بنت نبيك، ثم اقتطعوا العباس عنه، و أحاطوا به من كل جانب حتي قتلوه (قدس الله روحه) فبكي الحسين عليه السلام لقتله بكاء شديدا، و آخرون غير هؤلاء يقولون بمثل هذا القول، فلا ينبغي التوقف في أنه آخر من استشهد من العلويين، و كلامنا المتقدم في اللواء يعطيك صورة واضحة الي الجزم بتأخر شهادته عن غيره.

المظفر، بطل العلقمي، 207 - 204 / 3

و في بعض الكتب: أخذ الحسين عليه السلام رأس العباس، و وضعه في حجره، و جعل يمسح الدم عن عينيه، فرآه و هو يبكي، فقال الحسين عليه السلام: ما يبكيك يا أباالفضل؟ قال: أخي يا نور عيني و كيف لا أبكي؟ و كان الحسين جالسا اذ شهق العباس عليه السلام شهقة و صاح، و فارقت روحه الطيبة، و صاح الحسين عليه السلام: وا أخاه، وا عباساه، الي آخر ما تقدم [249] .

الزنجاني، وسيلة الدارين، / 274

حقا ان هذا الموقف يجل عن الوصف، فرجل لم يذق الماء منذ يومين - علي أقل تقدير -. لم يزل طيلة اليوم يحمل السلاح و يطارد الخيل و الرجال، ثم يظفر بالماء فيمتنع من شربه قبل الحسين عليه السلام مواساة له في عطشه.

و اذا كان جبرئيل عليه السلام يقول للرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم بعد ما شاهد دفاع الامام أميرالمؤمنين عليه السلام عن الرسول صلي الله عليه و آله المشركين في يوم أحد: يا رسول الله! لقد عجبت الملائكة و عجبنا معها من حسن مواساة علي لك بنفسه، فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: و ما يمنعه


من هذا و هو مني و أنا منه؟ فقال جبرئيل عليه السلام: يا رسول الله و أنا منكما [250] .

فلو نظر الي صنع أبي الفضل عليه السلام في ذلك اليوم لعلم أنه كموقف أبيه أميرالمؤمنين عليه السلام.

دخيل، العباس بن علي عليهماالسلام، / 41 - 40

1 - قال عليه السلام و قد حمل علي القوم:



أنا الذي أعرف عند الزمجرة

بابن علي المسمي حيدرة



فاثبتوا اليوم لنا يا كفرة

لعترة الحمد و آل البقرة [251] .



2 - و قال عليه السلام و قد حمل علي القوم حتي قتل من أبطالهم و ساداتهم مائة، ثم عاد الي القربة فاحتملها علي عاتقه:



لله عين رأت ما قد أحاط بنا

من اللئام و أولاد الدعيات



يا حبذا عصبة جادت بأنفسها

حتي تحل بأرض الغاضريات



الموت تحت ذباب السيف مكرمة

اذا كان من بعده سكني لجنات



3 - و له عليه السلام:



صبرا علي جور الزمان القاطع

و منية ما ان لها من دافع



لا تجزعي فكل شي ء هالك

حاشي لمثلي أن يكون بجازع



فلئن رماني الدهر منه بأسهم

و تفرق من بعده شمل جامع



فكم لنا من وقعة شابت لها

قمم الأصاغر من ضراب قاطع



4 - و قال عليه السلام و قد حمل علي القوم:



أقسمت بالله الأعز الأعظم

و بالحجون صادقا و زمزم



و بالحطيم و الفنا المحرم

ليخضبن اليوم جسمي بدمي



دون الحسين ذي الفخار الأقدم

امام أهل الفضل و التكرم




5 - و قال عليه السلام: و قد ملأ القربة و توجه الي المخيم و نظر الي الحسين عليه السلام، فقال:



لن ينالوك بسوء

ان يريدوا اليوم قتلك



ان عندي من مصاب

مثل ما ان هو عندك [252] .



دخيل، العباس بن علي عليهماالسلام، / 34 - 31



پاورقي

[1] [لم يرد في بطل العلقمي] .

[2] [لم يرد في بطل العلقمي] .

[3] [في الأسرار و بطل العلقمي: «و في أطرافه أصحاب ابن‏زياد لعنه الله»] .

[4] [في الأسرار و بطل العلقمي: «و في أطرافه أصحاب ابن‏زياد لعنه الله»] .

[5] [الأسرار و بطل العلقمي: «ما تصنعون هاهنا»] .

[6] [زاد في وسيلة الدارين: «مائة و ثمانون رجلا»] .

[7] [لم يرد في وسيلة الدارين] .

[8] [زاد في الأسرار و بطل العلقمي: «قال: فلما فرغ من شعره»] .

[9] [لم يرد في الأسرار و بطل العلقمي] .

[10] [لم يرد في الأسرار و بطل العلقمي] .

[11] [زاد في الأسرار و بطل العلقمي: «و لا أخاف طارقا ان طرقا»] .

[12] [زاد في الأسرار و بطل العلقمي: «نفسي لنفس الطاهر السبط وقا»] .

[13] [حکاه عنه في شرح الشافية، / 368 مع اختلاف يسير و نذکر هذا الاختلاف: في مقتل أبي‏مخنف: ان أباالفضل لما حمل علي القوم فکشفهم... و زاد فيه: قلت في هذا المعني من مرثية:



بذلت أيا عباس نفسا نفيسة

لنصر حسين عز! بالجد عن مثل‏



أبيت التذاذ الماء قبل التذاذه

فحسن فعال المرء فرع علي الأصل‏



فأنت أخو السبطين في يوم مفخر

و في يوم بذل الماء أنت أبوالفضل‏



و هکذا ذکر هذا الرثاء في نفس المهموم، / 338 و المعالي، 447 / 1] .

[14] [زاد في الأسرار و بطل العلقمي: «قال فلما فرغ من شعره حمل علي القوم»] .

[15] [شرح الشافية: ملأ القربة] .

[16] [شرح الشافية: ملأ القربة] .

[17] [حکاه عنه في شرح الشافية، / 368 مع اختلاف يسير و نذکر هذا الاختلاف: في مقتل أبي‏مخنف: ان أباالفضل لما حمل علي القوم فکشفهم... و زاد فيه: قلت في هذا المعني من مرثية:



بذلت أيا عباس نفسا نفيسة

لنصر حسين عز! بالجد عن مثل‏



أبيت التذاذ الماء قبل التذاذه

فحسن فعال المرء فرع علي الأصل‏



فأنت أخو السبطين في يوم مفخر

و في يوم بذل الماء أنت أبوالفضل‏



و هکذا ذکر هذا الرثاء في نفس المهموم، / 338 و المعالي، 447 / 1] .

[18] [لم يرد في وسيلة الدارين] .

[19] [لم يرد في وسيلة الدارين] .

[20] [لم يرد في وسيلة الدارين] .

[21] [زاد في الأسرار و بطل العلقمي: «و هو يقاتل و القربة علي کتفه»] .

[22] [في الأسرار، و بطل العلقمي: «لأحمين مجاهدا»] .

[23] [في الأسرار، و بطل العلقمي: «لأحمين مجاهدا»] .

[24] [لم يرد في وسيلة الدارين] .

[25] [زاد في الأسرار و بطل العلقمي: «أما هو الفارس ابن الفارس، البطل ابن البطل المداعس؟»] .

[26] [لم يرد في وسيلة الدارين] .

[27] [في الأسرار: «فطارت مع سيفه فانکب علي السيف بفيه» و في بطل العلقمي: بأسنانه] .

[28] [في الأسرار: «فطارت مع سيفه فانکب علي السيف بفيه» و في بطل العلقمي: بأسنانه] .

[29] [لم يرد في وسيلة الدارين] .

[30] [لم يرد في وسيلة الدارين] .

[31] [في الأسرار و بطل العلقمي: تنضحان و وسيلة الدارين: تنطفان] .

[32] [وسيلة الدارين: «علي رأسه الشريف»] .

[33] [وسيلة الدارين: «علي رأسه الشريف»] .

[34] [في الأسرار و بطل العلقمي: «و انصرع عفيرا علي الأرض»] .

[35] [في الأسرار و بطل العلقمي: «و انصرع عفيرا علي الأرض»] .

[36] [زاد في وسيلة الدارين: «أدرک أخاک الغريب»] .

[37] [لم يرد في وسيلة الدارين.] .

[38] [لم يرد في وسيلة الدارين.]

[39] [زاد في الأسرار: ما ذکر أبومخنف في ذلک الکتاب فمن أخذ مجامع کلامه في ذلک، علم أن العباس عليه‏السلام هو أول شهيد من الشهداء، بل المستفاد من کلامه، أن شهادة العباس وقعت في اليوم التاسع من المحرم و ذلک حيث، قال بعد ذکر هذا الکلام المتقدم في شهادة العباس عليه‏السلام: ثم أقبل الامام عليه‏السلام علي أصحابه، و قال لهم: يا أصحابي ليس طلب القوم غيري، فاذا أظلم عليکم الليل فسيروا في ظلمة الليل الي ما شئتم من الأرض. فقالوا بأجمعهم: يا ابن رسول الله صلي الله عليه و آله بأي وجه نلقي الله تعالي و نلقي جدک رسول الله صلي الله عليه و آله و أباک علي المرتضي لا کان ذلک أبدا، و نقتل أنفسنا دونک، فشکرهم علي ذلک، و بات عليه‏السلام تلک الليلة فلما أصبح الصباح أذن و أقام و صلي بأصحابه، فهذا کما تري صريح في کون شهادة العباس عليه‏السلام في اليوم التاسع من المحرم] .

[40] [هنا خلطت الرواية بين طلب العباس عليه‏السلام الماء، و فوزه به، الذي وقع قبل يوم عاشوراء، و طلبه عليه‏السلام و شهادته، دون ايصاله له الي العطاشي، الذي کان من أحداث يوم عاشوراء؛ و لعل في الأصل کانت الرواية قد ميزت بينهما، و ذکرت تاريخ کل واحد منهما علي الصحيح، و من المحتمل قويا، أن الراوي ذکر مقتله عليه‏السلام هنا عقيب خبر طلبه الماء السابق علي يوم عاشوراء، لاشتراکهما في طلب الماء. الا أن الذي جمع روايات أبي‏مخنف في سرد واحد، بعد أن کانت موزعة حسب اختلاف الرواة و رواياتهم، [و راجع في هذا قائمة المصادر: مقتل الحسين عليه‏السلام، أبومخنف] ، قد أغفل هذه الجهة هنا، و جعلهما حادثة واحدة، و أرخها بتاريخ الطلب الأول الذي کان قبل يوم عاشوراء، أقول، لعل هذا سر هذا الخطأ البين، الذي اتفق الرواة کلهم علي عدم صحته، و انهما حادثتان، وقعت أولاهما في تاريخ سابق علي الثانية و لکن في المحکي عنه في ينابيع المودة، 68 - 61 / 3 جاء ضمن أحداث يوم عاشوراء] .

[41] [حکاه بطل العلقمي عن الأسرار] .

[42] زيد بن رقاد (جنبي) با حکيم بن طفيل سنبسي او را کشتند.

پاينده، ترجمه‏ي تاريخ طبري، 3083 / 7.

[43] في النسخ: ذي.

[44] در حديث ديگر از امام باقر عليه‏السلام روايت شده است که فرمود: «زيد بن رقاد جهني و حکيم بن طفيل طائي هر دو در قتل عباس بن علي شرکت داشتند.»

رسولي محلاتي، ترجمه مقاتل الطالبيين، / 82.

[45] و في نسخة ز: لما قصد الماء بهم.

[46] [تظلم الزهراء: لما اشتد العطش بالحسين و أطفاله و نسائه] .

[47] [لم يرد في الدمعة] .

[48] [لم يرد في الدمعة] .

[49] [تظلم الزهراء: لما اشتد العطش بالحسين و أطفاله و نسائه] .

[50] [تظلم الزهراء: فاعترضهما] .

[51] [لم يرد في الأعيان] .

[52] [لم يرد في تظلم الزهراء] .

[53] [لم يرد في تظلم الزهراء] .

[54] [لم يرد في الدمعة] .

[55] [تظلم الزهراء و کان قد أتي بشربة فحال الدم بينه و بين الشرب، ثم اقطعوا العباس عنه، ثم ذکر کلام ابن شهرآشوب] .

[56] [لم يرد في الأعيان] .

[57] [لم يرد في الدمعة] .

[58] [حکاه عنه في البحار، 50 / 45 و العوالم، 292 / 17] .

[59] [زاد في الأعيان: رقاد أو] .

[60] [زاد في الأعيان: أو حکم] .

[61] [حکاه عنه في البحار، 50 / 45 و العوالم، 292 / 17] .

[62] [المعالي: «أثخنوه»] .

[63] [تظلم الزهراء و کان قد أتي بشربة فحال الدم بينه و بين الشرب، ثم اقطعوا العباس عنه، ثم ذکر کلام ابن شهرآشوب] .

[64] [زاد في نفس المهموم و روي السيد ما يقرب من ذلک و زاد أيضا فيه و المعالي. و روي الحسن بن علي الطبري: «أن الحسين عليه‏السلام رماه رجل ملعون بسهم فأثبت في جبهته فانتزعه العباس عليه‏السلام] .

و در اين حال، لشگر بر حسين عليه‏السلام حمله کرد و همراهان او را از پاي درآوردند. تشنگي بر آن حضرت سخت شد، پس آن جناب بر شتر مسناة ([مسناة: آن برآمدگي را گويند که بين نهر و زمين زراعي فاصله بياندازد پس ترجمه صحيح اين است: بر فراز حاشيه‏ي بلند رود قرار گرفت] .) سوار شد و به سوي فرات به راه افتاد و برادرش عباس نيز همراه او بود. پس سوارگان لشگر پسر سعد لعنه الله سر راه بر او گرفتند و مردي از بني‏دارم در ميان ايشان بود، پس به لشگر گفت: «واي بر شما! ميانه‏ي او و فرات حائل شويد و نگذاريد به آب دسترسي پيدا کند.»

حسين عليه‏السلام فرمود: «بار خدايا! اين مرد را به تشنگي دچار کن!»

آن مرد دارمي ناپاک خشمگين شد و تيري به جانب آن حضرت پرتاپ کرد. آن تير در زير چانه‏ي آن حضرت فرورفت. حسين عليه‏السلام آن تير را بيرون کشيد و دست زير چانه گرفت. پس دو مشت آن جناب پر از خون شد. خونها را به هوا ريخت. سپس فرمود: «بار خدايا! من به تو شکايت برم از آنچه اين مردم درباره‏ي پسر دختر پيغمبرت رفتار کنند.»

آن گاه به جاي خويش بازگشت و تشنگي سخت بر او غلبه کرده بود. از آن سو لشگر که دور عباس عليه‏السلام را گرفته بودند، به او حمله‏ور شدند و آن جناب به تنهايي با ايشان جنگ کرد تا کشته شد. رحمة الله عليه و عهده‏دار کشتن آن جناب زيد بن ورقاء حنفي و حکيم بن طفيل سنبسي بودند و اين پس از آن بود که زخمهاي سنگيني برداشته بود و نيروي جنبش نداشت.

رسولي محلاتي، ترجمه‏ي ارشاد، 114 - 113 / 2.

[65] [حکاه جامع الرواة عن الطوسي] .

[66] خونش در بني‏حنيفه است.

کمره‏اي، ترجمه‏ي نفس المهموم، / 153.

[67] [وسيلة الدارين: «قال الخطيب الخوارزمي: بأن العباس لما ذهب لطلب الماء جعل يقول»] .

[68] [وسيلة الدارين: «قال الخطيب الخوارزمي: بأن العباس لما ذهب لطلب الماء جعل يقول»] .

[69] [الي هنا حکاه عنه في وسيلة الدارين، / 268، و زاد:

و قتل من أبطال القوم ثمانين رجلا و أخذ يرتجز مرة ثانية و يقول:



أقاتل القوم بقلب مهتد

أذب عن سبط النبي أحمد



أضربکم بصارم مهند

حتي تحيدوا عن قتال سيدي‏



اني أنا العباس ذو التودد

نجل علي المرتضي المؤيد] .

[70] [لم يرد في تظلم الزهراء] .

[71] [لم يرد في مثير الأحزان و الدمعة: فحملوا عليه و أحاطوا به من کل جانب، و حمل عليهم حاربهم و هو] .

[72] [لم يرد في تظلم الزهراء] .

[73] [لم يرد في شرح الشافية] .

[74] [لم يرد في مثير الأحزان و الدمعة: فحملوا عليه و أحاطوا به من کل جانب، و حمل عليهم حاربهم و هو] .

[75] [قال الميانجي: زق بالزاء أي صاح يزعم العرب ان للموت طائرا يصبح و يسمونه الهامة و يقولون: اذا قتل الانسان و لم يؤخذ ثاره زقت هامته حتي يثأر، کذا في ابصار العين] .

[76] المصاليت جمع المصلات و هو من الرجال: الشجاع الماضي في الحوائج.

[الي هنا حکاه عنه في وسيلة الدارين، / 268 و زاد:



نفسي لنفس المصطفي المطهر

و لا أخاف حادثا ان طرقا



بل أضرب الهام و أفدي المفرقا

اني أنا العباس أغدو بالسقا



و لا أخاف الشر عند الملتقي] .

[77] [بطل العلقمي: الطاهر الطهر أو السيد الطهر] .

[78] [بطل العلقمي: الطاهر الطهر أو السيد الطهر] .

[79] [لم يرد في شرح الشافية] .

[80] [لم يرد في مثير الأحزان و أضاف في تظلم الزهراء: «فقتل منهم کثيرا و کشفهم عن المشرعة و نزل و معه قربة فملأها و مد يده ليشرب فذکر عطش الحسين، فقال: و الله ما أذوق الماء و سيدي الحسين عطشان، ثم خرج من المشرعة، فأخذوه بالنبال من کل جانب حتي صار درعه کالقنفذ من کثرة السهام و هو مع ذلک يقاتلهم و يحمل عليهم] .

[81] [أضاف في تظلم الزهراء: «قيل أبرش بن سنان الکلبي»] .

[82] [مثير الأحزان: «أعانه»] .

[83] [أضاف في شرح الشافية: فقطعها و في تظلم الزهراء: «فطارت يمينه و أضاف في مثير الأحزان: «فبراها»] .

[84] [لم يرد في شرح الشافية] .

[85] [لم يرد في تسلية المجالس] .

[86] [لم يرد في شرح الشافية] .

[87] [أضاف في تظلم الزهراء: «قبل عبدالله بن يزيد»] .

[88] [شرح الشافية: فأطنها] .

[89] [شرح الشافية: فأطنها] .

[90] [أضاف في تظلم الزهراء: فأخذ السيف بفمه، ثم حمل علي القوم و يداه تنضحان دما و قد ضعف] .

[91] [لم يرد في مثير الأحزان و بطل العلقمي، 209 - 208 / 3] .

[92] [في تسلية المجالس و البحار و العوالم و شرح الشافية و الدمعة و تظلم الزهراء و العيون: فضربه] .

[93] [أضاف في تظلم الزهراء، ففلق هامته فانصرع الي الأرض و هو ينادي: يا أباعبدالله عليک مني السلام، فلما سمع ندائه حرک جواده اليه فکشفهم عنه و أضاف في شرح الشافية و الدمعة: فقتله] .

[94] [من هنا حکاه عنه في المعالي، 448 / 1] .

[95] [المعالي: لما قتل العباس عليه‏السلام بکي الحسين عليه‏السلام بکاء شديدا] .

[96] [في تسلية المجالس و البحار و العوالم و الدمعة و تظلم الزهراء و العيون: صريعا علي شاطئ الفرات] .

[97] [في تسلية المجالس و البحار و العوالم و الدمعة و تظلم الزهراء و العيون: صريعا علي شاطئ الفرات] .

[98] [المعالي: لما قتل العباس عليه‏السلام بکي الحسين عليه‏السلام بکاء شديدا] .

[99] [زاد في الدمعة و تظلم الزهراء: بکاءا شديدا و أضاف في تظلم الزهراء: قال الآن انکسر ظهري و قلت حيلتي] .

[100] [لم يرد في بطل العلقمي، 314 - 313 / 3 و شرح الشافية: قال: الآن انکسر ظهري و قلت حيلتي] .

[101] [تسلية المجالس: ببغيکم... خالفتموا] .

[102] [تسلية المجالس: ببغيکم... خالفتموا] .

[103] [في المطبوع و نفس المهموم: قول] .

[104] [في المطبوع و نفس المهموم: وصاکم] .

[105] [لم يرد في تسلية المجالس] .

[106] [لم يرد في تسلية المجالس] .

[107] [لم يرد في مثير الأحزان و بطل العلقمي، 209 - 208 / 3] .

[108] [لم يرد في بطل العلقمي، 314 - 313 / 3 و شرح الشافية: قال: الآن انکسر ظهري و قلت حيلتي] .

[109] [أضاف في تسلية المجالس: و لما قتل العباس، قال الحسين عليه‏السلام: الآن انکسر ظهري و قلت حيلتي] .

[110] [حکياه عن البحار] .

[111] [حکياه عن البحار] .

[112] في الأصل «الستي» و هو تحريف.

[113] [لم يرد في نفس المهموم] .

[114] [لم يرد في نفس المهموم] .

[115] [نفس المهموم: و ساق الي آخر ما ذکرناه عن الطبري] .

[116] [حکاه عنه في الدمعة، 322 / 4] .

[117] [زاد في الدمعة: فجعل يقاتلهم وحده حتي] .

[118] [حکاه عنه في الدمعة، 322 / 4] .

[119] [نفس المهموم: و ساق الي آخر ما ذکرناه عن الطبري] .

[120] و از اصحاب او هيچ کس باقي نماند، الا اقرباي او، برادر و عمو زادگان از اقربا.

اول کسي که بيرون آمد، علي بن الحسين بود و يک يک و دو دو مي‏رفتند و حرب مي‏کردند و سواران و پيادگان لشگر کفر مي‏کشتند و حسين عليه‏السلام ايشان را کشته يا نيم کشته به در خيمه‏ي زنان مي‏برد. از پسران و عموزادگان و برادرزادگان بعد از آن خلق روي به حضرت حسين عليه‏السلام کردند. قتال عظيم بکرد و بي‏طاقت شد. ملعوني تير بر پيشاني امام زد. عباس تير را بکشيد. خلق گرد عباس درآمدند و او را از حسين جدا کردند. عباس به کنار فرات شهيد شد و قبر او آن جاست.

عماد الدين طبري، کامل بهايي، 385 / 2.

[121] [زاد في البحار و العوالم: السهم] .

[122] [زاد في البحار و العوالم: و کان المتولي لقتله زيد بن ورقاء الحنفي و حکيم بن الطفيل السنبسي] .

[123] راوي گفت: تشنگي حسين به نهايت سختي رسيد. پس بر فراز سد آب برآمد تا داخل فرات شود و برادرش عباس نيز پيشاپيش آن حضرت بود. سربازان ابن‏سعد جلوگيري کردند و مردي از قبيله‏ي دارم تيري به سوي حسين پرتاب کرد. تير به زير چانه‏ي آن حضرت جا گرفت. حسين تير را بيرون کشيد و هر دو دست به زير خون گرفت تا کف‏هايش پر خون شد. سپس خون به آسمان پاشيد و عرض کرد: «بار الها! شکايت رفتاري را که با فرزند دختر پيغمبرت مي‏شود، به پيشگاه تو مي‏کنم.»

سپس سربازان، عباس را از حسين جدا کردند و گرداگردش را گرفتند، تا آن که شهيدش کردند؛ قدس الله روحه. حسين عليه‏السلام بر کشته شدن برادرش سخت گريست.

فهري، ترجمه لهوف، / 118 - 117

بعد از آن، عباس بن علي (رضي الله عنه) آماده‏ي قتال شد بر اهل بغي و طغيان حمله کرد و مراسم جد و اجتهاد به جا آورد. از ايشان مي‏کشت تا کشته شد.

و عباس چون به عز شهادت فايز شد، امام حسين (رضي الله عنه) فرمود که: «الآن انکسر ظهري و قلت حيلتي.»

عباس بن علي (رضي الله عنه) در پيش أميرالمؤمنين حسين بعد از کشته شدن برادران ايستاده بود و به هر جانبي که آن جناب توجه مي‏کرد، او نيز ميل آن طرف مي‏کرد تا کشته شد.

ميرخواند، روضة الصفا، 166 - 165، 162 / 3

و چون عباس بن علي عليه‏السلام به دارالسلام خراميد، امام حسين عليه‏السلام گفت: «الآن انکسر ظهري و قلت حيلتي؛ يعني اين زمان پشت من شکست و اندک شد چاره‏ي من.»

خواندامير، حبيب السير، 54 / 2.

[124] [مثله في الأسرار، / 335 - 334 و أضاف: «و قصد الفرات»] .

[125] [تظلم الزهراء: فلما سمع العباس الأطفال ينادون: العطش العطش] .

[126] [تظلم الزهراء: فلما سمع العباس الأطفال ينادون: العطش العطش] .

[127] [الي هنا حکاه عنه في تظلم الزهراء، / 198 - 197] .

[128] [مثله في الأسرار، / 335 - 334 و أضاف: «و قصد الفرات»] .

[129] [الي هنا حکاه عنه في المعالي، 445 / 1] .

[130] [لم يرد في بطل العلقمي] .

[131] [بطل العلقمي: «حتي»] .

[132] [حکاه عنه في المعالي، 446 / 1] .

[133] [حکاه عنه في المعالي، 446 / 1] .

[134] [بطل العلقمي: «فقطعها»] .

[135] [بطل العلقمي: «فقطعها»] .

[136] [زاد في بطل العلقمي: فوقع] .

[137] [مثله في المعالي، 441 / 1] .

[138] [مثله في المعالي، 441 / 1] .

[139] [زاد في بطل العلقمي:... و هذا حديث کتبناه کما وجدناه و هو يخالف المشهور من وجوه

(أحدها): کون الذي قطع يديه نوفل الأزرق، و المشهور عند المؤرخين: ان الذي قطع يديه زيد بن رقاد الجنبي من مذحج و حکيم بن الطفيل السبنسي من طي‏ء.

(ثانيهما): فقد ذکرناه فراجع ص 464.

(ثالثهما): أن الحسين عليه‏السلام تنازل لأهل الکوفة عن مخاصمتهم عند الله بدل سماحهم له بالانصراف، حيث شاء، و هذا لا يصح بعد أن قتل أصحابه و أهل بيته، و لکن الطريحي فقيه معتمد و هو أعرف بمسلکه، و علينا نحن بيان العلل المانعة.

(و أما القائلون) بأن العباس عليه‏السلام قتل ثمانمائة فارس، فنص الدربندي في «أسرار الشهادة» ص 321، و في «رواية عبدالله الأهوازي» عن جده قال: قال اسحاق بن حيوة (لعنه الله) لما أقبل العباس عليه‏السلام بالجواد، فثرنا عليه کالجراد الطائر، فصيرنا جلده کالقنفذ، قال: فحمل عليهم العباس فتفرقوا عنه هاربين کما يتفرق عن الذئب الغنم، و غاص في أوساطهم، فقتل علي ما نقل ثمانمائة فارس... الي آخره، و الحديث مطول.

ترجيج قول الطريحي (ره)

هذا أمر لا يحتاج الي البيان في اختيار أي الأقوال أقرب الي المعقولية، و ان کان لا منافاة بينهما لما ذکرنا، و لکني أجد في مدرک التفکير، أن العباس عليه‏السلام لا يجسر کل أحد علي الدنو منه لشهرته بالشجاعة، فلا يدنو منه الا البطل الجري‏ء المقدم، و لا أجد من تهون عليه نفسه الا عدد الثمانين فما دون؛ و قد سمعنا من بعض المطلعين علي سبيل المذاکرة أن الأشتر النخعي يوم صفين کان يقتل العدد الذي يقتله أميرالمؤمنين علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام، عرف ذلک من تکبيره، لأنه لم يقتل بطلا الا کبر، فيعد الأشتر التکبير، فيجد ما قتله هو بعدد ذلک التکبير، و السر في هذا هو ما ذکرنا من أن المقدم علي أميرالمؤمنين علي عليه‏السلام أقل ممن يقدم علي الأشتر؛ و کان الناس يوصي بعضهم بعضا بعدم مبارزته. فقد قال معاوية بن أبي‏سفيان لحريث مولاه، و کان فارس أهل الشام، اتق عليا، وضع رمحک حيث شئت. و قال لعمرو بن العاص، و قد أشار عليه بمبارزة أميرالمؤمنين عليه‏السلام: يا عمرو! انما أردت قتلي لتصفو لک الشام؛ أما علمت أن ابن أبي‏طالب ما بارزه أحد الا وسقي الأرض من دمه؟ و کان عبيدالله بن عمر بن الخطاب من أشجع العرب مع معاوية يوم صفين، دعي محمد ابن الحنفية الي المبارزة، فأجابه محمد و نهاه أميرالمؤمنين عليه‏السلام و قال: أنا أبرز اليه، فلما رآه ابن عمر مقبلا ولي منصرفا و قال: لا حاجة لي في مبارزتک، القصة بطولها.

فالشجاعة العباسية فرع الشجاعة العلوية قدت منها قدا، و هذا الشبل من ذاک الأسد، قد قيل فيه:



بطل تورث من أبيه شجاعة

فيها أنوف ذوي الضلالة ترغم] .

[140] [بطل العلقمي: «الشريعة فتواثب»] .

[141] [بطل العلقمي: «الشريعة فتواثب»] .

[142] [بطل العلقمي: «منهم هجموا»] .

[143] [حکاه عنه في نفس المهموم، / 337 و العيون، / 166] .

[144] [زاد في نفس المهموم و بطل العلقمي و العيون: «أم»] .

[145] [حکاه عنه في نفس المهموم، / 337 و العيون، / 166] .

[146] [حکاه عنه في تظلم الزهراء، / 200] .

[147] [حکاه عنه في تظلم الزهراء، / 200] .

[148] [زاد في بطل العلقمي: «و هو يبکي حتي أغمي عليه»] .

[149] [حکاه في بطل العلقمي عن العوالم، 209 / 3، ثم زاد: «و في بعض الکتب انه جاءت بها سکينة، و قالت: يا عم العطش، قصد نحو الفرات»] .

[150] [لم يرد في وسيلة الدارين] .

[151] [حکاه في بطل العلقمي عن العوالم، 209 / 3، ثم زاد: «و في بعض الکتب انه جاءت بها سکينة، و قالت: يا عم العطش، قصد نحو الفرات»] .

[152] [زاد في وسيلة الدارين: «رجل»] .

[153] [وسيلة الدارين: «بالشريعة»] .

[154] [لم يرد في مثير الأحزان] .

[155] [لم يرد في مثير الأحزان] .

[156] [لم يرد في مثير الأحزان] .

[157] [زاد في المعالي: «و جعل يقول: (لا أرهب الموت اذا الموت رقي)» الي آخره] .

[158] [أضاف في مثير الأحزان:



فهنا لکم ملک الشريعة و اتکا

من قوم قائم سيفه قمقامها] .

[159] [لم يرد في العيون] .

[160] [لم يرد في العيون] .

[161] [الي هنا حکاه عنه في المعالي، 446 / 1، و أضاف في مثير الأحزان: من يده و أضاف في وسيلة الدارين: من کفه] .

[162] و قال علي ما روي:



يا نفس من بعد الحسين هوني

و بعده لا کنت أن تکوني‏



هذا الحسين وارد المنون

و تشربين بارد المعين‏



تالله ما هذا فعال ديني

[163] [أضاف في مثير الأحزان:

فأبت نقيبته الزکية ريها



وحشا ابن فاطمة يشب ضرامها



فهنا لکم ملأ المزاد و زمها

و انصاع يرفل بالحديد همامها] .

[164] [وسيلة الدارين: «الخيام»] .

[165] [زاد في الدمعة: فحملوا عليه] .

[166] [لم يرد في الدمعة] .

[167] [مثير الأحزان: «محاربة الأبطال» ثم ذکر کلام ابن شهرآشوب کما ذکرناه] .

[168] [زاد في وسيلة الدارين: «ابن»] .

[169] [لم يرد في وسيلة الدارين] .

[170] [وسيلة الدارين: «حکيم بن طفيل، و زاد: علي يده اليسري».

فأخذ يرتجز و يقول:



يا نفس لا تخشي من الکفار

و أبشري برحمة الجبار



مع النبي السيد المختار

مع جملة السادات و الأطهار



قد قطعوا ببغيهم يساري

فأصلهم يا رب حر النار] .

[171] [وسيلة الدارين: «حکيم بن طفيل، و زاد: علي يده اليسري».



فأخذ يرتجز و يقول:



يا نفس لا تخشي من الکفار

و أبشري برحمة الجبار



مع النبي السيد المختار

مع جملة السادات و الأطهار



قد قطعوا ببغيهم يساري

فأصلهم يا رب حر النار] .

[172] [لم يرد في الدمعة] .

[173] [مثير الأحزان: «محاربة الأبطال» ثم ذکر کلام ابن شهرآشوب کما ذکرناه] .

[174] [زاد في الدمعة و مثير الأحزان: فحمل عليه‏السلام القربة بأسنانه و جعل يرکض ليوصل الماء الي عطاشي أهل البيت] .

[175] [زاد في وسيلة الدارين: يا أخي] .

[176] [لم يرد في الدمعة و مثير الأحزان: يا أباعبدالله، فأتاه کالصقر المنقض، فلما رآه صريعا علي شاطي الفرات بکي] .

[177] [لم يرد في العيون] .

[178] [حکاه مثله في المعالي عن القمقام، 448 / 1 و زاد فيه: «و انقطع رجائي»] .

[179] [لم يرد في الدمعة و مثير الأحزان: يا أباعبدالله، فأتاه کالصقر المنقض، فلما رآه صريعا علي شاطي الفرات بکي] .

[180] [حکاه مثله في المعالي عن القمقام، 448 / 1 و زاد فيه: «و انقطع رجائي»] .

[181] ناگاه از خيمه‏هاي حرم، صداي «العطش» به گوش او رسيد، بي‏تاب شد و بر اسب خود سوار شد و نيزه و مشکي برداشت و متوجه شط فرات گرديد. چون به نزديک نهر رسيد، چهار هزار نامرد که بر آن موکل بودند، آن غريب مظلوم را در ميان گرفتند و بدن شريفش را تير باران کردند. آن شير بيشه‏ي شجاعت خود را بر آن سپاه بي‏قياس زد و هشتاد نفر از ايشان را با تن تنها بر زمين افکند و خود را به آب رسانيد. چون کفي از آب برگرفت که بياشامد، تشنگي آن امام مظلوم و اهل بيت او را به ياد آورد. آب را ريخت و مشک را پر کرد و بر دوش خود کشيد و جنگ کنان متوجه خيمه‏هاي حرم گرديد. آن کافران بي‏حيا سر راه بر او گرفتند و بر دور او احاطه کردند و با ايشان محاربه مي‏کرد و راه مي‏پيمود. ناگاه يزيد بن ورقاء از کمين درآمد و حکيم بن طفيل نيز او را مدد کرد. ضربتي بر آن سيد بزرگوار زدند و دست راست او را جدا کردند. آن شير بيشه‏ي شجاعت و نهال حديقه‏ي امامت، مشک را بر دوش چپ کشيد و شمشير را به دست چپ گرفت و جهاد مي‏کرد و راه مي‏پيمود. ناگاه حکيم بن طفيل ضربتي بر او زد و دست چپش را جدا کرد. آن فرزند شير خدا، مشک را به دندان گرفت و اسب را مي‏دوانيد که آب را به آن لب تشنگان برساند. ناگاه تيري بر مشک خورد و آب بر زمين ريخت و تير ديگر بر سينه‏ي بي‏کينه‏ي او آمد و از اسب درگرديد. پس ندا کرد که: «اي برادر بزرگوار، مرا درياب.»

به روايت ديگر: نوفل بن أزرق، عمود بر سر آن سرور زد که به بال سعادت به رياض جنت پرواز کرد و آب کوثر از دست پدر بزرگوار خود نوشيد. چون امام حسين عليه‏السلام صداي آن برادر نيکو کردار را شنيد، خود را به او رسانيد. چون او را به آن حال مشاهده کرد، آه حسرت از دل پر درد کشيد و قطرات اشک خونين از ديده باريد و فرمود: «الآن انکسر ظهري»، يعني: «در اين وقت پشت من شکست.»

و به روايت حضرت امام جعفر صادق عليه‏السلام: حق تعالي به عوض دو دست، دو بال به او کرامت کرد که در رياض جنت با آن بالهاي سعادت پرواز مي‏کند.

مجلسي، جلاء العيون، / 680 - 679.

[182] [مکانه في بطل العلقمي: ان العباس عليه‏السلام سمع الحسين عليه‏السلام ينادي:] .

[183] [لم يرد في بطل العلقمي] .

[184] [لم يرد في بطل العلقمي] .

[185] [لم يرد في بطل العلقمي] .

[186] [لم يرد في بطل العلقمي] .

[187] [لم يرد في بطل العلقمي] .

[188] [لم يرد في بطل العلقمي] .

[189] [لم يرد في بطل العلقمي] .

[190] [لم يرد في بطل العلقمي] .

[191] [لم يرد في بطل العلقمي] .

[192] [لم يرد في بطل العلقمي] .

[193] [لم يرد في بطل العلقمي] .

[194] [لم يرد في بطل العلقمي] .

[195] [الي هنا حکاه عنه في بطل العلقمي، 51 - 50 / 2، و زاد: «ثم ساق القصة المطولة و قال: و دخل العباس عليه‏السلام الي خيمة الحرم بالسقاء الذي معه، فتواسوا به الأطفال و لم يرووا» الي آخره] .

[196] [حکاه عنه في المعالي، 449 / 1] .

[197] [زاد في المعالي: «(أقول) و هذا يؤيد ما قال أبومخنف: ان العباس أول مقتول بيوم الطف قبل الأصحاب و قبل شهادة بني‏هاشم و يظهر من کلام أبي‏مخنف أن العباس قتل في يوم التاسع» فليراجع هناک] .

[198] [حکاه عنه في المعالي، 449 / 1] .

[199] اين (اين: اشاره به سخن او با زهير است.) را گفت و اسب را به جانب قوم حرکت داد تا وسط ميدان. و به روايت بعضي مقاتل، مي‏زد به شمشير خود قومي را که ده هزار بودند و گويا شمشير او آتشي است که در نيزار افتاده است و اين رجز را انشاد مي‏کرد:



أنا الذي أعرف عند الزمجرة

بابن علي المسمي حيدرة



فاثبتوا اليوم لنا يا کفرة

لعترة الحمد و آل البقرة



تا آن که از ابطال و بزرگان ايشان صد نفر را کشت؛ يعني زياده بر غير معارف ايشان. راوي گفت: «پس مارد بن صديف تغلبي دو زره تنگ حلقه پوشيد و خود قديمه عاديه بر سر نهاد و اسب نجيب اشقري را سوار شد و نيزه بلندي به دست گرفت و به مبارزه‏ي عباس بيرون آمد، نعره زنان و غرش کنان. تا آن که نزديک شد به آن سرور عالميان. پس زبان نحس خود را گشود و گفت: «يا غلام ارحم نفسک و اغمد حسامک و اظهر للناس استسلامک فالسلامة أولي لک من الندامة.»

پس گفت:



ان نصحتک ان قبلت نصيحتي

حذرا اليک من الحسام القاطع‏



و لقد رحمتک اذ رأيتک يافعا

و لعل مثلي لا يقاس بيافع‏



اعط القياد تعش بخير معيشة

أو لا فدونک من عذاب واقع‏



چون حضرت عباس کلام شقي خناس را شنيد، فرمود: «اني أري حيلک في مناح تذوره الرياح أو في الصخرة الأطمس لا تقبله الأنفس و أنا، يا عدو الله و عدو رسوله، فعمود للقاء الأبطال، و الصبر علي البلاء في النزال، و مکافحة الفرسان، و بالله المستعان، أليس لي اتصال برسول الله و أنا غصن متصل بشجرة تحفة من نور جوهره، و من کان من هذه الشجرة، فلا يدخل تحت الذمام، و لا يخاف من ضرب الحسام، فأنا ابن علي لا أعجز عن مبارزة الأقران، و ما أشرکت بالله لمحة بصر، و لا خالفت رسول الله فيما أمر، و أنا منه کالورقة من الشجر و علي الاصول تنبت الفروع في الجد، و اصرف عنک الهزل، فکم من صبي صغير خير من شيخ کبير عند الله تعالي» پس انشاد فرمود به همان قافيه آن مردود:



صبرا علي جور الزمان القاطع

و منية ما ان لها من دافع‏



لاتجز عن فکل شي‏ء هالک

حاشا لمثلي أن يکون بجازع‏



چون مارد اين کلام را از ابوالفضل شنيد، در غضب شد و نيزه حواله‏ي اباالفضل نمود. آن حضرت نيزه او را گرفت و به سمت خود کشيد که نزديک شد که از اسب درغلطد. پس مارد مردود نيزه را واگذاشت و دست به شمشير کرد. حضرت عباس نيزه آن ملعون را به سوي او تکانيد و فرمود:: «يا عدو الله! اميد دارم از خداوند که تو را به نيزه‏ي تو بدرک واصل سازم.»

و نيزه را به خاصره‏ي اسب او فروبرد. اسب مضطرب شد و مادر بر زمين آمد و از اين امر خجالت شديد بر آن پليد روي داد و اضطربت الصفوف و تصايحت الأنوف. شمر لعين چون ديد که از مغلوب شدن مارد اضطراب و ولوله در صفوف اهل ضلال افتاد، به اصحاب خود گفت: «ويلکم أدرکوا صاحبکم قبل أن يقتل».

پس غلامي اسبي را که طاويه مي‏ناميدند، خواست به مارد رساند و آن لعين فرياد زد: «يا غلام عجل الطاوية قبل حلول الهاوية».

اباالفضل جلو بر آن غلام گرفت و نيزه بر سينه او زد و او را به جهنم فرستاد و بر طاويه سوار شد و روي به مارد نهاد. پس، پانصد نفر براي خلاص کردن مارد ابتراز چنگ آن سيد غضنفر من نهاية الاستعجال روي به ميدان قتال و جدال نهادند. حضرت عباس يک ذره از آن گروه خناس انديشه به خاطر راه نداد و خود را به مارد مردود رسانيد و نيزه را به حنجره او فروبرد که افتاد. پس، سر او را گوش تا گوش بريد و بر قوم حمله نمود. هشتاد نفر از ايشان را کشت و باقي روي به هزيمت گذاردند. در خبر است که طاويه از حضرت امام حسن عليه‏السلام بود که در روز ساباط مدائن که اصحاب آن جناب اموال او را غارت کردند، حتي خلخال از پاي أمهات أولاد او ربودند. طاويه را به غارت بردند، و العلم عند الله تعالي - و حديث مارد و طاويه را در کتاب قرة العين في مشهد الحسين عليه‏السلام نيز آورده و در روايات مأثوره که ابوحمزه ثمالي از امام به حق ناطق جعفر بن محمد الصادق عليه‏السلام روايت کرده در وصف شجاعت آن بزرگوار است:

أشهد أنک قد بالغت في النصيحة و أعطيت غاية المجهود.» تا آن که مي‏فرمايد: «أشهد أنک لم تهن و لم تنکل»؛ يعني شهادت مي‏دهم که تو اي اباالفضل مبالغت فرمودي در موعظه و نصيحت دشمنان دين و به منتهاي طاقت بشري مجاهده نمودي با گروه اشرار، و شهادت مي‏دهم به يقين که وهن و ضعفي از تو نبود و جبن و ترسي از کثرت اعدا در تو روي ننمود.»

در قاموس گويد: کسي را گويند وهن ندارد که بطش او شديد باشد و آن از باب وعد و ورث است و نکل از باب نصر و هر گاه تأمل کني که زيارت شهدا عموما وارد شده است؛ «أشهد أنکم أنصار الله کما قال الله عزوجل: «و کأين من نبي قاتل معه ربيون کثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله و ما ضعفوا و ما استکانوا.» فما ضعفتم و ما استکنتم حتي لقيتم الله علي سبيل الحق.

القائني، الکبريت الأحمر، / 388 - 387.

[200] سورة الحشر، آيه 9.

[201] پس عباس مشکي برداشت و بر نشست و تصميم عزم داد که از بهر کودکان آبي به دست کند و اين ارجوزه تذکره کرد:



لا أرهب الموت اذا الموت رقا

حتي أواري في المصاليت اللقا (کلمه (اواري) به صيغه‏ي معلوم و مجهول، هر دو محتمل است و کلمه‏ي (لقا) يا به معني چيز بي‏مايه و خوار و يا به معني برخورد کننده زشتي و سختي است. بنابراين، معني بيت اين است: از مرگ زماني که بلند شود (و به سوي من آيد) نمي‏ترسم تا در ميان مبارزان کار آزموده برخورد سختي پنهان شوم، يا خواري و ذلت را در ميان آنها پنهان کنم).



نفسي لنفس المصطفي الطهر وقا

و لا أخاف طارقا ان طرقا



بل أضرب الهام و أفري المفرقا

اني أنا العباس أغدو بالسقا



و لا أخاف الشر عند الملتقي (خلاصه‏ي معني: من عباس آب آورم. از مرگ و شر و بلا نمي‏ترسم. تارک دشمن را مي‏شکافم، جان من سپر جان پيغمبر پاک (حسين عليه‏السلام) است.)

اين به گفت و اسب را به مهميز (مهميز: ميخي که راکب پشت پاشنه‏ي کفش خود کوبد و براي جست و خيز در آوردن اسب آن را به دو پهلوي وي زند.) انگيز داد و آهنگ ستيز و آويز کرد و با خشم عقاب و سرعت شهاب (شهاب: ستاره‏ي جهنده) مانند صاعقه‏ي آتشبار جانب آب فرات گرفت. چهار هزار مرد کماندار که به فرمان پسر سعد نگاهبان فرات بودند و طريق شريعه را وديعه سد اسکندر مي‏نمودند، به يک بار جنبش کردند و فوج از پس فوج چون موج از پس موج فرارسيدند و عباس را در پره افکندند. عباس که بچه شير و ناف بريده‏ي شمشير بود، از جاي نرفت. تيغ بکشيد و مانند برق خاطف و صرصر عاصف (خاطف: زود رباينده، عاصف: تندباد) خويشتن را بر يمين و شمال زد. ميمنه را بر ميسره در برد و ميسره را به ميمنه در سپرد هوا را از غبار قيرگون ساخت و زمين را از خون رنگ طبرخون (طبرخون (تبرخون): عناب) داد. در اين حمله هشتاد تن از ابطال رجال را پايمال آجال ساخت و اين رجز به گفت:



أقاتل القوم بقلب مهتد

أذب عن سبط النبي أحمد



أضربکم بالصارم المهند

حتي تحيدوا عن قتال سيدي‏



اني أنا العباس ذو التودد

نجل علي المرتضي المؤيد (خلاصه‏ي معني: من عباس مهربان، فرزند علي مرتضايم. با دلي ره يافته و شمشيري بران از نوه‏ي پيغمبر دفاع مي‏کنم تا از جنگ با سرورم بگذريد.)

لشکريان چون اين بديدند، پشت به جنگ دادند و روي به هزيمت نهادند. عباس چون شير خشم آلود شريعه را به پيمود و اسب به فرات درانداخت. از زحمت گير و دار و شدت عطش با تني تافته و جگري تفته (تفته: سوزان) بود، خواست تا زحمت ماندگي و سورت (سورت: تيزي و شدت) تشنگي را به شربتي آب بشکند. دست فرا برد و کفي آب برگرفت تا بياشامد. تشنگي سيدالشهدا عليه‏السلام در خاطرش صورت بست. آب را از کف برافشاند و مشک را پر آب نمود و از شريعه بيرون شتافت. مگر خويشتن به لشکرگاه برادر برساند و کودکان را از زحمت تشنگي برهاند و اين رجز گفت:



يا نفس من بعد الحسين هوني

فبعده لا کنت أن تکوني‏



هذا حسين شارب المنون

و تشربين بارد المعين؟



هيهات ما هذا فعال ديني

و لا فعال صادق اليقين (خلاصه‏ي معني: اي نفس پس از حسين زنده نباشي. او آشامنده مرگها و تو مي‏خواهي آب سرد بنوشي؟! ابدا! اين کار با دينم نمي‏سازد و از مرد معتقد سر نمي‏زند.)

کمانداران راه بر او بستند و لشکر ابن‏سعد نيز از جاي جنبش کردند و عباس را دايره کردار (دايره کردار: مانند دايره) در ميان آوردند و آن حضرت چون شير شري (شري (بر وزن رسا): کوهي است در تهامه که درندگان بسيار دارد.) و شمشير قضا مي‏زد و مي‏کشت. ناگاه نوفل الازرق از کمين بيرون تاخت. به روايتي زيد بن ورقا کمين نهاده، از پشت نخلي بيرون آمد و حکيم بن طفيل سنبسي طايي او را معين گشت و تشجيع (تشجيع: وادار کردن، قوت دل دادن.) کرد. پس زيد تيغ براند و دست راست آن حضرت از تن باز شد. عباس که قلب پلنگ و جگر نهنگ داشت، جلدي کرد و مشک را به دوش چپ افکند و تيغ را به دست چپ گرفت و دشمنان را همي دفع داد. با دست چپ مي‏زد و مي‏کشت و مي‏انداخت و اين شعر تذکره مي‏کرد:



والله ان قطعتم يميني

اني أحامي أبدا عن ديني‏



و عن امام صادق اليقين

نجل النبي الطاهر الأمين‏



نبي صدق جائنا بالدين

مصدقا بالواحد الأمين (سوگند به خدا! اگر دست راستم را بريديد (سستي نمي‏ورزم بلکه) هميشه از دين و پيشوايم که فرزند پيغمبر پاک و موحد و آورنده‏ي دين است، حمايت مي‏کنم.)

اين همي‏گفت ورزم همي‏زد تا از کثرت زخم و سيلان خون سستي گرفت. ديگر باره حکيم بن طفيل و اگر نه نوفل الازرق از وراي نخله‏اي بيرون تاخت و دست چپش را از پايان ساعد بينداخت. عباس مشک را به دندان گرفت و اين شعر به گفت:



يا نفس لا تخشي من الکفار

و أبشري برحمة الجبار



مع النبي السيد المختار

مع جملة السادات و الأطهار



قد قطعوا ببغيهم يساري

فأصلهم يا رب حر النار (اي نفس (با آن که دست نداري) مبادا از بي‏دينان بترسي. تو را به رحمت خدا و پيغمبر برگزيده و تمام سادات و پاکان (که ملاقات نزديک شده) مژده باد، پروردگار! از روي ستم دست چپم بريدند. آنها را به آتش دوزخ در انداز).

و با رکاب همي‏مهيز زد، باشد که خود را به لشکرگاه برادر کشاند. ناگاه تيري بر مشک آن حضرت آمد و آب آن بريخت و پيکان ديگر بر سينه‏ي مبارکش رسيد و حکيم بن طفيل عمودي از آهن بر فرق شريفش فرود آورد. اين وقت عباس از اسب در افتاد و فرياد برداشت که: «اي برادر! مرا درياب.»

حسين عليه‏السلام چون شهاب ثاقب بر سر او حاضر شد و عباس را در کنار فرات تشنه و مجروح و مطروح ديد. آن دستهاي مقطوع و آن تن پاره پاره را نظاره کرد و سخت بگريست و فرمود:

«الآن انکسر ظهري و قلت حيلتي: اکنون پشت من شکسته و رشته‏ي تدبير و چاره گسسته گشت.» و اين اشعار قرائت کرد:



تعديتم يا شر قوم ببغيکم

و خالفتم دين النبي محمد



أما کان خير الرسل أوصاکم بنا؟

أما نحن من نجل النبي المسدد؟



أما کانت الزهراء أمي دونکم؟

أما کان من خير البرية أحمد؟



لعنتم و أخزيتم بما قد جنيتم

فسوف تلاقوا حر نار توقد (با اين جنايت رانده و رسوا شديد و بزودي به آتش فروزان دوزخ مي‏افتيد.)



اين اشعار را امام عليه‏السلام، در واقعه‏ي ديگر با اندک بينونتي (بينونت: جدايي و اختلاف) به اختلاف حرکت روي (روي (بر وزن شريف): حرف آخر شعر که در اين جا (دال) مي‏باشد. و مقصود از اختلاف حرکت اين است که: حرف دال در آن جا مفتوح و دري اين جا مکسور است.) قرائت فرمود، چنان که مرقوم شد. تواند بود که آن حضرت دو کرت اين اشعار را با قليل اختلافي قرائت کرده باشد. به روايت عبدالله بن محمد رضا الحسيني در کتاب جلاء، حسين عليه‏السلام به اين شعر او را مرثيه گفت:



أحق الناس أن يبکي عليه

فتي أبکي الحسين بکربلاء (سزاوارتر کسي که بايد براي او گريه شود، جواني است که در کربلا حسين را به گريه درآورد.)



أخوه و ابن والده علي

أبوالفضل المضرج بالدماء (برادر حسين و پسر پدرش علي (يعني) ابوالفضل که به خونها آغشته گشت.)



و من واساه لا يثنيه خوف

و جاد له علي عطش بماء (و کسي که حسين را نيکوياري کرد و هيچ ترسي او را از تصميمش برنگردانيد، و با وجود تشنگي براي آب آوردن حسين جانبازي نمود.)



سپهر، ناسخ التواريخ سيدالشهدا عليه‏السلام، 347 - 343 / 2

حکم بن الطفيل او را شهيد کرد.

سپهر، ناسخ التواريخ أميرالمؤمنين عليه‏السلام، 209 / 5

شيخ مفيد در ارشاد و شيخ طبرسي در اعلام الوري گفته‏اند:

لشکر بر حسين حمله کردند و قشونش را از هم پاشيدند و تشنگي بر او چيره شد. حضرت سوار شد و به سوي فرات رفت و برادرش عباس جلو او بود. لشکر ابن‏سعد راه او را گرفتند و مردي از بني‏دارم به آنها فرياد زد: «واي بر شما! فرات را بر او ببنديد و نگذاريد سر آب رود.»

حسين فرمود: «بار خدايا! او را تشنه کن.»

او در خشم شد. تيري به چانه‏ي آن حضرت زد. حضرت تير را بيرون آورد و دست زير چانه خود گرفت و پر از خون شد و گفت: «بار خدايا! من به تو شکايت کنم از آنچه با پسر دختر رسول تو عمل مي‏شود.»

سپس با لب تشنه به جاي خود برگشت؛ ولي لشکر گرد اباالفضل را گرفتند و او را از آن حضرت جدا کردند و اباالفضل تنها جنگيد تا به شهادت رسيد و زيد بن ورقاء حنفي و حکيم بن طفيل طائي پس از آن که زخم فراوان برداشت و توان جنبش نداشت، متصدي قتل او گرديدند. سيد رحمه الله هم قريب همين مضمون را نقل کرده است.

حسن بن علي طبري گفته است: «تيري که آن ملعون به حسين انداخت، بر پيشاني حضرت نشست و عباس آن را بيرون آورد؛ ولي روايت گذشته اشهر است.

کمره‏اي، ترجمه نفس المهموم، / 152 - 151

ابن شهرآشوب در مناقب گويد: عباس سقا قمر بني‏هاشم و پرچمدار حسين و بزرگترين برادرهاي مادري خود به دنبال آب رفت. بر او حمله کردند و او هم حمله کرد و مي‏مي‏سرود:



نترسم من از مرگ چون بر سر آيد

زنم تيغ تا از درون بر در آيد



به قربان آن جان پاک حسينم

من عباس آب آورم تا چه آيد



نترسم بجنگم اگر لشکر آيد

لشکر را پراکنده کرد. زيد بن ورقاء جهني پشت نخلي کمين کرد و به کمک حکيم بن طفيل سنبسي دست راستش را جدا کرد، شمشير به دست چپ گرفت و بر آنها حمله کرد و اين رجز سرود:



به خدا گر که بريديد مرا دست از راست

من حمايت کنم از دين و مرا عزم نکاست‏



از امامي به يقين پيشرو و صادق و راست

نجل پيغمبر پاکي که امين بهر خدا است‏



جنگيد تا ضعف گرفت و حکيم بن طفيل طايي از پشت نخلي کمين کرد و ضربتي به دست چپش زد و آن حضرت گفت:



مترس اي نفس از اين قوم کفار

تو را مژده بلطف حي جبار



به همراه پيمبر راد مختار

بريدندم ز چپ دست فداکار



فروبرشان خدا در سوزش نار

آن ملعون با عمود آهنين او را کشت. چون حسين او را در کنار فرات روي خاک ديد گريست و سرود:



جفا کرديد بر من قوم بدکار

خلاف قول پيغمبر به رفتار



مگر خير رسل ما را سفارش

نکرد و مانئيم از نسل مختار



مگر زهرانه مام خاص من هست

مگر جدم نه خير الخلق ابرار



شما ملعون و رسوا زين جنايت

بزودي واصل نار شرر بار



مي‏گويم:

اگر مي‏خواهيد حال حسين عليه‏السلام را هنگام قتل برادر و افراد خاندان و ياران ديگر بدانيد، در سخنان علي عليه‏السلام و حالت او هنگام قتل بزرگان اصحاب و دوستانش چون عمار ياسر، مالک اشتر، محمد بن ابي‏بکر، ابي‏الهيثم بن التيهان و خزيمة بن ثابت و ديگران تأمل کنيد. در روايت است که آن حضرت جمعه پيش از مرگ خود سخنراني کرد و ياد آنان نمود و فرمود: «کجايند آن برادران من که در شاهراه بودند و حق خواه درگذشتند. کجاست عمار؟ کجاست ابن‏التيهان؟ کجاست ذوالشهادتين؟ کجايند همکنانشان که پيمان مرگ با هم بستند و سرشان با پست نزد نابکاران برده شد؟»

سپس دست به ريش مبارک گرفت و بسيار گريست و سپس فرمود: «آه بر اين برادراني که قرآن را خواندند و پا برجا داشتند؛ وظيفه را فهميدند و انجام دادند، سنت را زنده کردند و بدعت را زير پا نمودند؛ به جهاد دعوت شدند و اجابت کردند.» الي آخره.

در روايت است که چون در صفين، عمار با جمعي از ياران اميرالمؤمنين کشته شدند، شب هنگام علي ميان کشتگان گرديد و عمار را افتاده ديد. سرش را بر زانو گذاشت و گريست و مي‏گفت:



تا به کي اي مرگ مي‏سازي جدا

دوستانم را ز بعد مصطفي‏



هر کسي را دوست دارم مي‏بري

گوئيا داري به آنها رهبري‏



در ديوان شعر اول چنين است:



الا اي مرگ! دست از من نداري

مرا بر، دوستي ديگر ندارم‏



کمره‏اي، ترجمه نفس المهموم، / 155 - 154

از امام پنجم روايت کرده که زيد بن رقاد جهني و حکيم بن طفيل طايي، عباس را کشتند.

کمره‏اي، ترجمه نفس المهموم، / 154

نزد برادر برگشت و به او خبر داد و شنيد: «کودکان فرياد العطش دارند!»

مشکي برداشت و سوار بر اسب شد و به سوي فرات رفت و چهار هزار از موکلان فرات دور او را گرفتند و او را تيرباران کردند. بر آنها حمله کرد و هشتاد کس از آنها را کشت و آنها را از هم شکافت تا وارد شريعه شد و خواست شربتي آب بنوشد، به ياد تشنگي برادرش حسين و اهل بيتش افتاد. آب را ريخت و مشک را پر آب کرد و به دوش راست انداخت و رو به خيمه‏ها کرد. راه را بر او بستند و گرد او را گرفتند و با آنها جنگيد تا نوفل با ضربتي دست راستش را انداخت و مشک را به دوش چپ گذاشت. نوفل دست چپش را هم از مچ قطع کرد و مشک را به دندان گرفت. تيري به مشک آب رسيد و آبش ريخت و تير ديگري به سينه او نشست و از اسب به خاک افتاد و فرياد زد: «برادر! مرا درياب!»

چون حسين به بالين او آمد، او را به خاک و خون غلطان ديد و گريست.

گويم، طريحي در کيفيت قتلش گويد: «مردي بر او حمله کرد و عمود آهنين بر فرق سرش زد و از هم شکافت و به خاک افتاد و فرياد زد: يا أباعبدالله عليک مني السلام!»

در بحار است که گفته‏اند:

چون عباس شهيد شد، حسين فرمود: «الآن کمرم شکست و چاره‏ام قطع شد.»

گويم: مداح اهل بيت ابوجعفر محمد بن امير الحاج حسيني در شرح قصيده‏ي ابوفراس در مدح سيدنا عباس خوش سروده است:



عباس، فدا کردي خوش جان عزيزي را

در ياري شاه دين کوارا نبود مانند



از آب ننوشيدي تا آن که ننوشيد او

کردار خوش هر کس از باب شد و از جد



از نسبت با سبطين داري تو سرافرازي

در بخشش آبي تو بوفضل و نه چون و چند



شيخ ابن‏نما در اين جا گفته است:



غم و گريه را رادمردي سزاست

که سرباز خاص شه کربلاست‏



بجنگيد با کافران ظلوم

که بر ضد آنها دلش با خداست‏



به قربان او شد براي خدا

عدو شد پراکنده زان داد خواست‏



به وي آب داد و خودش تشنه ماند

رضاي برادر ورا بود خواست‏



صف دشمن دريدي همچو کزباس

رسيد آن گاه بر بالين عباس‏



به دامن برگرفت آن که سرش را

همي‏بوييد خونين پيکرش را



برآورد از دل تفتيده آهي

که سوزانيد از مه تا به ماهي‏



بگفتش کي سپهدار قبيله

ز مرگت مر مراگم گشت حيله‏



شکستي پشتم اي شمشيد قامت

نمي‏يابد درستي تا قيامت‏



دريغ از بازوي زور آزمايت

دريغ از پنجه خيبر گشايت‏



دريغ از اهل بيت بي‏پناهم

دريغ از ياور و مير سپاهم‏



کمره‏اي، ترجمه‏ي نفس المهموم، / 156 - 155.

[202] [حکاه عنه في المعالي، 447 / 1] .

[203] [حکاه عنه في العيون، / 165] .

[204] [حکاه عنه في المعالي، 447 / 1] .

[205] [لم يرد في العيون] .

[206] [لم يرد في العيون] .

[207] [حکاه عنه في العيون، / 165] .

[208] من قصيدة للحاج هاشم الکعبي ذکرت في أعيان الشيعة بترجمته.

[209] للشيخ حسن مصبح الحلي ذکرت في قمر بني‏هاشم.

[210] رياض المصائب ص 313 للسيد محمد مهدي الموسوي.

[211] زقا: بمعني صاح، و کانت العرب تزعم أن للموت طائرا يصيح و يسمونه «الهامة» و يقولون اذا قتل الانسان و لم يؤخذ بثاره زقت هامته حتي يثأر، قال الشاعر:



فان تک بهراة تزقسو

فقد أزقيت بالمردين هاما



و سمعت العالم الفاضل الشيخ کاظم سبتي رحمه الله يقول: أتاني العلماء الثقات و قال: أنا رسول العباس عليه‏السلام اليک، رأيته في المنام يعتب عليک و يقول: لم يذکر مصيبتي شيخ کاظم سبتي، فقلت له: يا سيدي ما زلت أسمعه يذکر مصائبک، فقال عليه‏السلام: قل له يذکر هذه المصيبة و هي:



«ان الفارس اذا سقط من فرسه يتلقي الأرض بيديه، فاذا کانت السهام في صدره ويداه مقطوعتان، بماذا يتلقي الأرض؟».

[212] [الي هنا حکاه عنه في العباس بن علي عليهماالسلام / 42 - 39] .

[213] رياض المصائب، ص 315.

[214] من أرجوزة آية الله الحجة الشيخ محمد حسين الأصفهاني قدس سره.

[215] سپس عباس به سوي برادرش (سلام الله عليهما) بازگشت و امر را به اطلاع حضرت رساند. در آن هنگام، صداي اطفال را شنيد که فرياد «وا عطشا» بلند مي‏داشتند. بار ديگر غيرت هاشمي ابوالفضل عليه‏السلام به وي مجال درنگ نداد و مشک را برگرفت و سوار بر اسب شد و عازم فرات گشت. از آن سپاه انبوه هيچ بيمي به دل راه نداد. شيرزاده‏ي علي مرتضي عليه‏السلام جمع محافظان آب را از هم گسست و قدم به شريعه نهاد، و همين که سردي آب را حس نمود، عطش امام حسين عليه‏السلام را در نظر آورد؛ بر خود واجب ديد که آب را از کف بنهد؛ زيرا عطش، امام عليه‏السلام و همراهانش را سخت در تنگنا قرار داده بود. از اين رو، مشک را پر از آب نمود و سعي کرد هر چه زودتر، آن را به لبان تشنه‏ي اطفال جگر سوخته برساند و جان امام را، و لو در اندک لحظه‏اي از خطر مرگ پاس بدارد. در حالي که مي‏سرود:



يا نفس من بعد الحسين هوني

و بعده لا کنت أن تکوني‏



هذا الحسين وارد المنون

و تشربين بارد المعين‏



تالله ما هذا فعال ديني

اي نفس! بعد از حسين خوار باشي، و هرگز نخواهم که پس از او زنده بماني.



اين حسين است که دل از حيات شسته، و تو آب سرد و گوارا مي‏نوشي! به خدا قسم اين شيوه‏ي دين من نيست.

اما دشمن که چنين ديد، بر او هجوم برد و راه را بر او بست؛ اما وي به آنان اهميتي نداد و با ضربات شمشير، آنان را از مسير خود به دور ساخت و چنين زمزمه کرد:



لا أرهب الموت اذا الموت زقا

حتي أواري في المصاليت لقي‏



اني أنا العباس أغدو بالسقا

و لا أهاب الموت يوم الملتقي‏



من از مرگ آن هنگام که صلا بردارد، بيمي ندارم؛ تا اين که پيکر من نيز در ميان دلير مردان به خاک افتد.

منم عباس که کارم سيراب سازي تشنگان است، و از مرگ در هنگام مصاف با دشمن ترسي ندارم.

در آن ميان، يزيد بن رقاد جهني به کمک حکيم بن طفيل سنبسي در کمين اباالفضل عليه‏السلام نشست و ناگاه حمله نمود و دست راست حضرتش را قطع نمود. اباالفضل عليه‏السلام شمشير به دست چپ داد و با دشمن به نبرد پرداخت و فرمود:



والله ان قطعتم يميني

اني احامي أبدا عن ديني‏



و عن امام صادق اليقين

نجل النبي الطاهر الامين‏



به خدا قسم اگر دست راستم را قطع نموديد، باز از پاي نمي‏نشينم و از دينم دفاع مي‏کنم. و نيز از امامي که براستي به يقين رسيده است، و از نوه‏ي پيامبر پاک امين صلي الله عليه و آله حمايت خواهم کرد.

در اين جا بار ديگر دشمن حيله انديشيد و حکيم بن طفيل در پشت نخله‏ي خرمايي به کمين نشست و ناگاه از جا جهيد و دست چپ اباالفضل عليه‏السلام را هم قطع ساخت؛ که در اين هنگام، عباس عليه‏السلام پرچم را به سينه چسباند. افراد دشمن که به اين ترتيب از صولت و سطوت قمر بني‏هاشم عليه‏السلام ايمن شده بودند، بر او هجوم آوردند و از طرفي تيرها همچون باران بر او فرود مي‏آمدند و پشت مبارکش را چون خارپشت نمودند. ألا لعنة الله علي القوم الظالمين. در آن ميان، تيري به مشک نشست و آبها به زمين ريخت و تيري هم به سينه‏اش خورد و تيري نيز به چشم شريفش اصابت نمود. (مرحوم سيد محمد ابراهيم قزويني متوفاي 1360 ه. در صحن مطهر حضرت اباالفضل عليه‏السلام امام جماعت بودند، و مرحوم آقاي شيخ محمد علي خراساني متوفاي 1383 ه. که واعظي بي‏نظير بود، بعد از نماز ايشان به منبر مي‏رفت. يک شب مرحوم واعظ خراساني مصيبت حضرت اباالفضل عليه‏السلام خوانده بود و از اصابت تير به چشم مقدس آن حضرت ياد کرده بود. مرحوم قزويني که سخت متأثر شده بود و بسيار گريه کرده بود، به ايشان گفته بود: «چنين مصيبتهاي سخت که سند خيلي قوي ندارد، چرا مي‏خوانيد؟!»

شب در عالم رؤيا به محضر مقدس حضرت ابالفضل عليه‏السلام مشرف شده بود، آقا خطاب به ايشان فرموده بود: «سيد ابراهيم! آيا تو در کربلا بودي که بداني روز عاشورا با من چه کردند؟! پس از آن که دو دستم از بدان جدا گرديد، دشمن مرا تير باران کرد. در اين ميان تيري به چشم من رسيد [و شايد فرموده بود: به چشم راست من] ، هر چه سر را تکان دادم که تير بيرون بيايد، تير بيرون نيامد و عمامه از سرم افتاد. زانوها را بالا آوردم و خم شدم که به وسيله‏ي دو زانو تير را از چشم بيرون بکشم؛ ولي دشمن با عمود آهنين بر سرم زد». (ويراستار)) در اين حال و هوا نامردي به حضرتش حمله نمود و با عمود آهن سر مبارکش را غرق خون ساخت.

ديگر عباس عليه‏السلام تاب نياورد و فرياد بلند ساخت:

عليک مني السلام يا اباعبدالله!

چون سيد الشهدا عليه‏السلام کلام برادرش را شنيد، به سان عقابي تيزتک بر سرش فرود آمد. اي کاش مي‏دانستم حسين عليه‏السلام با چه حالتي به سوي او شتافت؟! آيا هنگامي که بر سر و پيکر غرقه به خون برادر رسيد، اباعبدالله الحسين عليه‏السلام هيچ تواني در بازو و قوايي در پاها داشت که با آن مصيبت عظمي رو به رو شود؟ و يا اين که جاذبه‏ي اخوت، حضرتش را به قربانگاه برادر محبوبش جذب نمود؟

آري، سيدالشهدا عليه‏السلام در آن هنگام، اسوه‏ي شجاعت و فدايي عالم قدس را مشاهده مي‏کرد که به خاک در غلتيده و پيکرش مالامال از تير جفاي دشمن گشته و دشت نينوا را از خون خود گلگون ساخته است. ديگر از آن سرو خرامان، جز شاخه شکسته‏هايي باقي نمانده بود. ديگر نه دستي ديده مي‏شد که حرکت آفريند، نه زباني که حماسه سرايد، نه صولتي که در دل دشمن رعب اندازد. نه چشمي که زهره‏ي شير شکافد و نه مغزي که نقشه‏ي خائنان بر باد دهد.

آيا اين صحيح است که حسين عليه‏السلام با مشاهده‏ي اين فجايع ديگر جاني در پيکرش باقي بماند و يا تواني بيابد که او را از زمين بلند سازد؟ نه! به خدا قسم حسين عليه‏السلام بعد از اباالفضل عليه‏السلام جز هيکلي عاري از لوازم حيات نبود، و او خود عليه‏السلام از اين حالت، تعبير به اين کلام فرمود که:

الآن انکسر ظهري، و قلت حيلتي، و شمت بي عدوي.

هم اکنون کمرم شکست. چاره‏ام رو به کاستي رفت و دشمنم زبان به سرزنشم گشود.

شاعر عرب در اين باره گويد:

علامت انکسار در سيماي شريفش آشکار گشت و از ناله‏ي آخ او کوهها از هم پاشيد.

او سرپرست اهل و عيالش، ساقي کودکانش و حامل لوايش با آن همت بلندش بود.

و چگونه نه، در حالي که وي جمال بهجت و سرور برادرش بود، و نيز سرور و نشاط قلبش بود که در چهره‏اش هويدا بود.

پاک‏پرور، ترجمه‏ي العباس، / 290 - 287.

[216] من قصيدة جزلة في رثاء أبي‏الفضل العباس للمغفور له الشيخ حسن مصبح الحلي.

[217] رياض المصائب للموسوي: 313.

[218] من قصيدة عصماء للحاج محمد رضا الأزري - رحمه الله - في رثاء العباس عليه‏السلام مطلعها:



يا للرجال لحادث متفاقم

لو حل هابطة لدک شمامها.

[219] المصاليت: جمع مصلات - بالکسر - و هو الرجل السريع الشجاع المتشمر، قال عامر بن الطفيل:



و أنا المصاليت يوم الوغي

اذا ما المغاوير لم تقدم.

[220] و في کتاب نور العين في مشهد الحسين للأسفراييني: أن الذي قطع يساره هو عبدالله بن شهاب الکبي، و لکن المشهور بين أرباب السير و المقاتل - کما في الأصل - و هو الأصح.

[221] من قصيدة عصماء للشاعر الفحل العلامة السيد جعفر الحلي - قدس سره - مطلعها:



وجه الصباح علي ليل مظلم

و ربيع أيامي علي محرم.

[222] في کتاب (نور العين في مشهد الحسين): «فحمل الحسين علي القوم و حاربهم حربا شديدا حتي قتل منهم (ثمانمائة فارس) و أتي اليه...».

[223] من قصيدة العلامة الأديب الحلي الآنف الذکر. و العندم - بالفتح -: دم الأخوين، و قيل: (البقم) و هو ذو لون أحمر يصبغ به.

[224] أبيات من قصيدة الأزري الآنف الذکر.

[225] [وسيلة الدارين: «عن الشيخ محمد علي الخياباني»] .

[226] [وسيلة الدارين: «عن الشيخ محمد علي الخياباني»] .

[227] [زاد في وسيلة الدراين: «الشيخ کاظم الشاعر و مادح أهل البيت»] .

[228] [وسيلة الدارين: «فبعد ذلک توقف من الکلام»] .

[229] [وسيلة الدارين: «فبعد ذلک توقف من الکلام»] .

[230] [زاد في وسيلة الدارين: «و لما صار الليل»] .

[231] [مثله في وسيلة الدارين، / 274] .

[232] [حکاه العيون عن نفس المهموم، / 170 - 169] .

[233] [العيون: «انقطع»] .

[234] [حکاه العيون عن نفس المهموم، / 170 - 169] .

[235] [مثله في وسيلة الدارين، / 274] .

[236] الآس، (نسخة).

[237] [حکاه عنه و في وسيلة الدارين، / 275 - 274] .

[238] [لم يرد في وسيلة الدارين] .

[239] [لم يرد في وسيلة الدارين] .

[240] [زاد في وسيلة الدارين: صار] .

[241] [حکاه عنه في وسيلة الدارين، / 275 - 274] .

[242] [وسيلة الدارين: «لأنه بالمشاهدة معها يتجنب مواقع الخطر و يدفع باليدين السهام و غيرها»] .

[243] [وسيلة الدارين: «لأنه بالمشاهدة معها يتجنب مواقع الخطر و يدفع باليدين السهام و غيرها»] .

[244] [وسيلة الدارين: و السهم ثابت في العين] .

[245] [وسيلة الدارين: و السهم ثابت في العين] .

[246] [وسيلة الدارين: الشر] .

[247] [لم يرد في وسيلة الدارين] .

[248] [لم يرد في وسيلة الدارين] .

[249] او به دست «زيد بن رقاد جنبي» و «حکيم بن طفيل طايي» (در تاريخ طبري: سنبسي، آمده است) شهيد شد.

هاشم‏زاده، ترجمه‏ي انصار الحسين، / 126.

[250] الارشاد، 46.

[251] مقتل العباس، للبلاذري، 13.

[252] مقتل العباس، للبلاذري، 14.