بازگشت

الحسين يأمره بطلب الماء


قال: فنزلوا و بينهم و بين الماء ربوة، فأراد الحسين و أصحابه الماء، فحالوا بينهم و بينه. فقال له شمر بن ذي الجوشن [1] ، لا تشربوا منه حتي تشربوا من الحميم، فقال عباس بن علي: يا أباعبدالله، نحن علي الحق فنقاتل؟ قال نعم. فركب فرسه، و حمل بعض أصحابه علي الخيول، ثم حمل عليهم فكشفهم عن الماء حتي شربوا و سقوا.

ابن قتيبة، الامامة و السياسة، 65 / 1

و جاء كتاب ابن زياد الي عمر بن سعد: أن حل بين حسين و أصحابه و بين الماء، فلا يذوقوا منه قطرة كما صنع بالتقي الزكي المظلوم، فبعث خمسمائة فارس، فنزلوا علي الشريعة و حالوا بين الحسين و أصحابه و منعوهم أن يستقوا منه و ذلك قبل قتل الحسين بثلاثة أيام، و ناداه عبدالله بن حصين الأزدي: يا حسين ألا تنظر الي الماء كأنه كبد السماء؟ و الله لا تذوق منه قطرة حتي تموت عطشا فقال الحسين: اللهم اقتله عطشا و لا تغفر له أبدا، فمات بالعطش، كان يشرب حتي يبغر فما يروي [2] ، فما زال ذاك دأبه حتي لفظ نفسه [3] .

فلما اشتد علي الحسين العطش بعث العباس بن علي بن أبي طالب، و أمه أم البنين بنت حزام من بني كلاب، في ثلاثين فارسا و عشرين راجلا، و بعث معهم بعشرين قربة، فجاؤوا حتي دنوا من الشريعة، و استقدم أمامهم نافع بن هلال المرادي ثم الجملي، فقال له عمرو بن الحجاج الزبيدي، و كان علي منع الماء: من الرجل؟ قال: نافع بن هلال. قال: ما جاء بك؟ قال: جئنا لنشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه [4] ، قال: اشرب هنيئا. قال: أفأشرب و الحسين عطشان؟ و من تري من أصحابه؟ فقال: لا سبيل الي سقي هؤلاء انما وضعنا بهذا المكان لنمنعهم الماء. فأمر أصحابه باقتحام الماء ليملؤوا قربهم،


فثار اليهم عمرو بن الحجاج و أصحابه، فحمل عليهم العباس و نافع بن هلال فدفعوهم ثم انصرفوا الي رحالهم و قد ملؤوا قربهم.

و يقال: انهم حالوا بينهم و بين ملئها، فانصرفوا بشي ء يسير من الماء.

و نادي المهاجر بن أوس التميمي: يا حسين، ألا تري الي الماء يلوح كأنه بطون الحيات؟ و الله لا تذوقه أو تموت، فقال: اني لأرجو أن يوردنيه الله و يحلأكم عنه.

و يقال: ان عمرو بن الحجاج، قال: يا حسين ان هذا الفرات تلغ فيه الكلاب و تشرب منه الحمير و الخنازير؛ و الله لا تذوق منه جرعة حتي تذوق الحميم في نار جهنم [5] .

البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 390 - 389 / 3، أنساب الأشراف، 182 - 180 / 3

قالوا: و ورد كتاب ابن زياد علي عمر بن سعد، أن امنع الحسين و أصحابه الماء، فلا يذوقوا منه حسوة [6] كما فعلوا بالتقي عثمان بن عفان.

فلما ورد علي عمر بن سعد ذلك، أمر عمرو بن الحجاج أن يسير في خمسمائة راكب، فينيخ علي الشريعة، و يحولوا بين الحسين و أصحابه و بين الماء، و ذلك قبل مقتله بثلاثة أيام، فمكث أصحاب الحسين عطاشي.

قالوا: و لما اشتد بالحسين و أصحابه العطش، أمر أخاه العباس بن علي، و كانت أمه من بني عامر بن صعصعة، أن يمضي في ثلاثين فارسا و عشرين راجلا، مع كل رجل قربة حتي يأتوا الماء، فيحاربوا من حال بينهم و بينه.

فمضي العباس نحو الماء و أمامهم نافع بن هلال حتي دنوا من الشريعة، فمنعهم عمرو ابن الحجاج، فجالدهم العباس علي الشريعة بمن معه حتي أزالوهم عنها، و اقتحم رجالة الحسين الماء، فملؤوا قربهم، و وقف العباس في أصحابه يذبون عنهم حتي أوصلوا الماء الي عسكر الحسين.

الدينوري، الأخبار الطوال، / 255


[7] قال أبومخنف: حدثني سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم الأزدي، قال: [8] جاء من عبيدالله بن زياد كتاب الي عمر بن سعد [9] : «أما بعد، فحل بين الحسين و أصحابه و بين الماء، و لا يذوقوا منه قطرة، كما صنع بالتقي الزكي المظلوم أميرالمؤمنين عثمان بن عفان». قال: فبعث عمر بن سعد [10] عمرو بن الحجاج علي خمسمائة فارس، فنزلوا علي الشريعة، و حالوا بين حسين و أصحابه و بين الماء [11] أن يسقوا منه قطرة، و ذلك قبل قتل الحسين بثلاث [12] . قال: و نازله [13] عبدالله بن أبي حصين الأزدي، و عداده في بجيلة، فقال [14] : يا حسين، ألا تنظر الي الماء كأنه كبد السماء! و الله لا تذوق منه قطرة حتي تموت عطشا؛ فقال حسين: اللهم اقتله عطشا، و لا تغفر له أبدا. قال حميد بن مسلم: و الله لعدته بعد ذلك في مرضه، فوالله الذي لا اله الا هو لقد رأيته يشرب حتي يبغر [15] ، ثم يقي ء [16] ، ثم يعود فيشرب حتي يبغر فما يروي، فما زال ذاك دأبه حتي لفظ عصبه، يعني نفسه [17] .

- قال: و لما اشتد علي الحسين و أصحابه العطش، دعا العباس بن علي بن أبي طالب أخاه، فبعثه في ثلاثين فارسا و عشرين راجلا، و بعث معهم بعشرين قربة، فجاؤوا حتي دنوا من الماء ليلا و استقدم أمامهم باللواء نافع بن هلال الجملي، [18] فقال عمرو بن الحجاج الزبيدي: من الرجل؟ [19] فجي ء [20] فقال: ما جاء بك؟ قال: جئنا [21] نشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا [22] عنه؛ قال: فاشرب هنيئا، قال: لا و الله، لا أشرب منه قطرة و حسين


عطشان و من تري من أصحابه، فطلعوا عليه، فقال: لا سبيل الي سقي هؤلاء، انما وضعنا بهذا المكان لنمنعهم الماء، فلما دنا منه أصحابه، قال للرجاله: املؤوا قربكم، فشد الرجالة فملؤوا قربهم، و ثار اليهم عمرو بن الحجاج و أصحابه، فحمل عليهم العباس بن علي و نافع بن هلال فكفوهم، ثم انصرفوا الي رحالهم، فقالوا: امضوا، و وقفوا دونهم، فعطف عليهم عمرو بن الحجاج و أصحابه و اطردوا قليلا. ثم ان رجلا من صداء طعن من أصحاب عمرو بن الحجاج، طعنه نافع بن هلال، فظن أنها ليست بشي ء، ثم انها انتقضت بعد ذلك، فمات منها، و جاء أصحاب حسين بالقرب فأدخلوها عليه [23] .


الطبري، التاريخ، 413 - 412 / 5 مساوي عنه: القمي، نفس المهموم، / 219، 215 - 214؛ المظفر، بطل العلقمي، 50 - 49 / 2

قال: ثم ان ابن زياد، كتاب الي عمر [24] بن سعد: «أما بعد، فقد بلغني أن الحسين يشرب الماء هو [25] و أولاده و قد حفروا الآبار، و نصبوا الأعلام، فانظر اذا ورد عليك كتابي هذا فامنعهم من حفر الآبار ما استطعت، و ضيق عليهم، و لا تدعهم يشربوا [26] من ماء الفرات قطرة واحدة، [27] و افعل بهم كما فعلوا بالتقي النقي عثمان بن عفان رضي الله عنه، و السلام.

[قال [28] ] : فعندها ضيق عليهم عمر [29] بن سعد غاية التضييق [30] ، ثم دعا رجلا [31] يقال له: عمرو بن الحجاج الزبيدي [32] فضم اليه خيلا عظيمة، و أمره أن ينزل علي الشريعة [التي هي حذاء عسكر الحسين رضي الله عنه، فنزلت الشريعة.. [33] ] و نادي رجل من أصحاب [34] عمر [35] ابن سعد بالحسين فقال [36] : انك لن تذوق من هذا الماء قطرة واحدة حتي [37] تذوق الموت [غصة بعد غصة -] أو تنزل علي حكم أميرالمؤمنين [يزيد] و حكم عبيدالله بن زياد.


قال: فاشتد العطش [38] من الحسين و أصحابه، و كادوا أن يموتوا عطشا، فدعا بأخيه العباس رحمه الله و صير اليه ثلاثين [39] فارسا و عشرين [40] راجلا، و بعث معهم عشرين قربة؛ فأقبلوا في جوف الليل حتي دنوا من الفرات، فقال عمرو بن الحجاج: من هذا؟ فقالوا: رجال من أصحاب الحسين يريدون الماء! فاقتتلوا علي الماء قتالا عظيما، [41] فكان قوم يقتتلون و قوم يملؤن القرب حتي ملؤوها؛ [42] فقتل من أصحاب عمرو جماعة و لم يقتل من أصحاب الحسين أحد، ثم رجع القوم الي معسكرهم و شرب الحسين من القرب و من كان معه.

ابن أعثم، الفتوح، 164 - 162 / 5

قال: و جعل الحسين يطلب الماء و شمر - لعنه الله - يقول له: و الله لا ترده أو ترد النار فقال له رجل: ألا تري الي الفرات يا حسين كأنه بطون الحيات، و الله لا تذوقه أو تموت عطشا، فقال الحسين عليه السلام اللهم أمته عطشا.

قال: و الله لقد كان هذا الرجل يقول: اسقوني ماء، فيؤتي بماء، فيشرب حتي يخرج من فيه و هو يقول: اسقوني قتلني العطش، فلم يزل حتي مات - لعنه الله -.

قال أبومخنف: فحدثني سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم، قال: اشتد العطش علي الحسين، دعا أخاه العباس بن علي، فبعثه في ثلاثين راكبا و ثلاثين راجلا و بعث معه بعشرين قربة؛ فجاؤوا حتي دنوا من الماء، فاستقدم أمامهم نافع بن هلال الجملي، فقال له عمرو بن الحجاج: من الرجل؟ قال: نافع بن هلال، قال: مرحبا بك يا أخي ما جاء بك؟ قال: جئنا لنشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه، قال: اشرب، قال: لا و الله لا أشرب منه قطرة و الحسين عطشان، فقال له عمرو: لا سبيل الي ما أردتم، انما و ضعونا بهذا المكان لنمنعكم من الماء، فلما دنا منه أصحابه قال للرجالة: املؤوا قربكم فشدت الرجالة، فدخلت الشريعة فملؤوا قربهم، ثم خرجوا و نازعهم عمرو بن الحجاج و أصحابه،


فحمل عليهم العباس بن علي و نافع بن هلال الجملي جميعا، فكشفوهم، ثم انصرفوا الي رحالهم و قالوا للرجالة: انصرفوا، فجاء أصحاب الحسين عليه السلام بالقرب حتي أدخلوها عليه [43] .

أبوالفرج، مقاتل الطابيين، / 78


و اشتد علي الحسين و أصحابه العطش، فدعا العباس بن علي، فبعثه في ثلاثين فارسا و عشرين راجلا، و بعث معهم بعشرين قربة، فدنوا من الماء ليلا.

فقال عمرو بن الحجاج الزبيدي، و كان قد أرسله عمر بن سعد في خمسمائة علي الشريعة يمنعون الحسين و أصحابه من الماء بكتاب ورد عليه من عبيدالله:

- «من الرجل، و ما جاء بك؟»، قال:

- «جئنا نشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه»، فقال:

- «اشرب هنأك الله»، قال:

- «لا و الله، ما أشرب و الحسين و من تري من أصحابه عطاش»، فقال:

- «لا سبيل الي سقي هؤلاء، انما وضعنا بهذا المكان لنمنعهم الماء».

فلما دنا أصحابه قال لرجالته:

- «املؤوا قربكم».

و شد علي القوم مع أصحابه فملؤوا قربهم، و ثار بهم عمرو بن الحجاج، فقاتلهم العباس و أصحابه، حتي انصرف أصحاب القرب [104] بالقرب، فأدخلوها علي الحسين و أصحابه.

أبوعلي مسكويه، تجارب الأمم، 65 / 2

و رجعت تلك الخيل حتي نزلت علي الفرات، و حالوا بين الحسين و أصحابه و بين الماء، فأضر العطش بالحسين و بمن معه، فأخذ الحسين عليه السلام فأسا و جاء الي وراء خيمة النساء فخطا علي الأرض تسع عشرة خطوة نحو القبلة، ثم احتفر هنالك، فنبعت له هناك عين من الماء العذب، فشرب الحسين و شرب الناس بأجمعهم، و ملؤوا أسقيتهم، ثم غارت العين، فلم ير لها أثر. و بلغ ذلك الي عبيدالله، فكتب الي عمر بن سعد: بلغني أن الحسين يحفر الآبار و يصيب الماء، فيشرب هو و أصحابه، فانظر اذا ورد عليك كتابي هذا فامنعهم من حفر الآبار ما استطعت، و ضيق عليهم، و لا تدعهم أن يذوقوا من الماء قطرة، و افعل بهم كما فعلوا بالزكي عثمان، و السلام.

فضيق عليهم ابن سعد غاية التضييق و دعا برجل يقال له: عمرو بن الحجاج الزبيدي،


فضم اليه خيلا كثيرة و أمره أن ينزل علي الشريعة التي هي حذاء معسكر الحسين عليه السلام، فنزلت الخيل علي شريعة الماء [44] .

فلما اشتد العطش بالحسين و أصحابه، دعا أخاه [45] العباس و ضم اليه ثلاثين فارسا و عشرين راجلا، و بعث معهم عشرين قربة أقبلوا في جوف الليل حتي دنوا من الفرات، فقال عمرو بن الحجاج: من هذا؟ فقال له هلال بن نافع الجملي [46] : أنا ابن عم لك من أصحاب الحسين، جئت حتي أشرب من هذا الماء الذي منعتمونا عنه [47] ، فقال له عمرو: اشرب هنيئا مريئا؛ فقال نافع: ويحك! كيف تأمرني أن أشرب من الماء و الحسين و من معه يموتون عطشا؟! فقال صدقت [48] قد عرفت هذا [49] ، و لكن أمرنا بأمر و لابد لنا أن ننتهي [50] الي ما أمرنا به [51] ؛ فصاح هلال بأصحابه، فدخلوا الفرات، و صاح عمرو بأصحابه [52] : ليمنعوا [53] ، فاقتتل القوم علي الماء قتالا شديدا، فكان قوم يقاتلون و قوم يملؤون القرب حتي ملؤوها، و قتل من أصحاب عمرو بن الحجاج جماعة و لم يقتل من أصحاب الحسين أحد، ثم رجع القوم الي معسكرهم بالماء [54] ، فشرب الحسين و من كان معه و لقب العباس يومئذ السقاء.

الخوارزمي، مقتل الحسين، 245 - 244 / 1 مساوي عنه: ابن أمير الحاج، شرح شافية أبي فراس، / 356 - 355

ثم كتب [ابن زياد] الي عمر، يأمره أن يعرض علي الحسين بيعة يزيد، فاذا فعل ذلك


رأينا رأينا، و أن يمنعه و من معه الماء، فأرسل عمر بن سعد عمرو بن الحجاج علي خمسمائة فارس، فنزلوا علي الشريعة و حالوا بين الحسين و بين الماء، و ذلك قبل قتل الحسين بثلاثة أيام. و نادي عبدالله بن أبي الحصين الأزدي، و عداده في بجيلة: يا حسين! أما تنظر الي الماء كأنه كبد السماء و الله لا تذوق منه قطرة حتي تموت عطشا، فقال الحسين: اللهم اقتله عطشا، و لا تغفر له أبدا. قال: فمرض فيما بعد فكان يشرب الماء القلة ثم يقي ء، ثم يعود فيشرب حتي يتغرغر ثم يقي ء، ثم يشرب، فما يروي، فما زال كذلك حتي مات.

فلما اشتد العطش علي الحسين و أصحابه، أمر أخاه العباس بن علي، فسار في عشرين راجلا يحملون القرب و ثلاثين فارسا، فدنوا من الماء، فقاتلوا عليه و ملؤوا القرب و عادوا.

ابن الأثير، الكامل، 283 / 3

قال: فلما اشتد بالحسين و أصحابه العطش، بعث بالعباس بن علي عليه السلام أخيه الي المشارع في ثلاثين فارسا و عشرين راجلا، فاقتتلوا عليه، و لم يمكنوهم من الوصول اليه.

سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، / 248

قالوا: و ورد كتاب ابن زياد علي عمر بن سعد، أن امنع الحسين و أصحابه الماء، فلا يذوقوا منه حسوة كما فعلوا بالتقي عثمان بن عفان، فلما ورد علي عمر بن سعد ذلك أمر عمرو بن الحجاج أن يسير في خمسمائة راكب، فينيخ علي الشريعة، و يحولوا بين الحسين و أصحابه و بين الماء، و ذلك قبل مقتله بثلاثة أيام، فمكث أصحاب الحسين عطاشي.

قالوا: و لما اشتد بالحسين و أصحابه العطش، أمر أخاه العباس بن علي، و كانت أمه من بني عامر بن صعصعة، أن يمضي في ثلاثين فارسا و عشرين راجلا، مع كل رجل قربة حتي يأتوا الماء، فيحاربوا من حال بينهم و بينه.

فمضي العباس نحو الماء و أمامهم نافع بن هلال حتي دنوا من الشريعة، فمنعهم عمرو ابن الحجاج، فجالدهم العباس علي الشريعة بمن معه حتي أزالوهم عنها، و اقتحم رجالة الحسين الماء، فملؤوا قربهم، و وقف العباس في أصحابه، يذبون عنهم حتي أوصلوا الماء الي عسكر الحسين.

ابن العديم، بغية الطلب، 2627 / 6، الحسين بن علي، / 86


قال: و كتب ابن زياد الي عمر بن سعد: «أما بعد، فحل بين الحسين و أصحابه و بين الماء، فلا يذوقوا منه قطرة، كما صنع بالتقي الزكي المظلوم أميرالمؤمنين عثمان بن عفان».

فبعث عمر عمرو بن الحجاج علي خمسمائة فارس، فنزلوا علي الشريعة، و حالوا بين الحسين و أصحابه و بين الماء، و منعوهم أن يسقوا منه قطرة، و ذلك قبل قتل الحسين بثلاث.

و ناداه عبدالله بن أبي حصين الأزدي: «يا حسين! ألا تنظر الي الماء كأنه كبد السماء! و الله لا تذوق منه قطرة حتي تموت عطشا!». فقال الحسين: «اللهم اقتله عطشا و لا تغفر له أبدا!». قال أبوجعفر الطبري في تاريخه: قال حميد بن مسلم: «و الله لقد عدته بعد ذلك في مرضه، فوالله الذي لا اله الا هو لقد رأيته يشرب حتي يبغر. ثم يقي ء، ثم يعود فيشرب حتي يبغر، فما يروي، فما زال ذلك دأبه حتي لفظ عصبه» [55] (يعني نفسه).

قال: فلما اشتد علي الحسين و من معه العطش، دعا أخاه العباس بن علي، فبعثه في ثلاثين فارسا و عشرين راجلا، و بعث معهم بعشرين قربة، فدنوا من الماء، و قاتلوا عليه، حتي ملؤوا القرب و عادوا بها الي الحسين [56] .

النويري، نهاية الارب، 428 - 427 / 20


[57] و رجعت خيل ابن سعد نزلوا علي شاطئ الفرات، فحالوا بين الحسين و أصحابه و بين الماء، [58] و أضر العطش بالحسين و أصحابه، فأخذ الحسين عليه السلام فأسا و جاء [59] الي وراء خيمة النساء فخطا في الأرض تسع عشرة خطوة نحو القبلة ثم حفر هناك، فنبعت له عين من الماء العذب، فشرب الحسين عليه السلام [60] و شرب الناس بأجمعهم [61] ، و ملؤوا أسقيتهم [62] ، ثم غارت العين [63] ، فلم ير لها أثر، و بلغ ذلك ابن زياد فأرسل [64] الي عمر


ابن سعد: [65] بلغني أن الحسين يحفر الآبار، و يصيب الماء، [66] فيشرب هو و أصحابه، فانظر [67] اذا ورد عليك كتابي فامنعهم من حفر الآبار ما استطعت و ضيق عليهم، و لا تدعهم يذوقوا الماء، و افعل بهم كما فعلوا بالزكي عثمان [68] فعندها ضيق عمر بن سعد عليهم غاية التضييق. [69] ثم دعا بعمرو الحجاج الزبيدي فضم اليه خيلا عظيمة، و أمره أن ينزل علي الشريعة التي حذاء عسكر الحسين [70] [71] [72] .

قال: فنزلوا علي الشريعة، [73] فلما اشتد العطش بالحسين [74] ، دعا بأخيه العباس بن علي، فضم اليه ثلاثين فارسا و عشرين راجلا [75] ، و بعث معه عشرين قربة، فأقبلوا في جوف الليل حتي دنوا من الفرات، فقال عمرو بن الحجاج: من أنتم؟ فقال [76] رجل من أصحاب الحسين عليه السلام، يقال له: [77] هلال بن نافع البجلي [78] : ابن عم لك من أصحاب الحسين، جئت أشرب من هذا الماء الذي منعتمونا اياه، فقال عمرو: اشرب هنيئا، فقال


هلال: ويحك! [79] كيف تأمرني أن أشرب و الحسين بن علي و من معه يموتون عطشا؟ فقال عمرو: صدقت، و لكن أمرنا بأمر لابد أن ننتهي اليه، فصاح هلال بأصحابه، فدخلوا الفرات، و صاح عمرو بالناس و اقتتلوا [80] علي الماء [81] قتالا شديدا، فكان قوم يقاتلون، و قوم يملؤون حتي ملؤوها [82] ، و لم يقتل من أصحاب الحسين أحد ثم [83] رجع القوم الي معسكرهم [84] ، فشرب الحسين و من كان معه، و لذلك سمي العباس عليه السلام السقاء [85] .

محمد بن أبي طالب، تسلية المجالس، و زينة المجالس، 264 - 262 / 2 مساوي عنه: المجلسي،


البحار، 388 - 387 / 44؛ البحراني، العوالم، 239 - 238 / 17؛ البهبهاني، الدمعة الساكبة، 264 - 263 / 4؛ الدربندي، أسرار الشهادة، / 260، 258 القزويني، تظلم الزهراء، / 170 - 169؛ الجواهري، مثير الأحزان، / 51؛ مثله المازندراني، معالي السبطين، 318 - 317، 316 / 1

(وروي) أبومخنف أنه لما منع الحسين عليه السلام و أصحابه من الماء، و ذلك قبل أن يجمع علي الحرب، اشتد بالحسين و أصحابه العطش، فدعا أخاه العباس، فبعثه في ثلاثين فارسا و عشرين راجلا ليلا، فجاؤوا حي دنوا من الماء، و استقدم أمامهم باللواء نافع، فمنعهم عمرو بن الحجاج الزبيدي، فامتنعوا منه بالسيوف و ملؤوا قربهم و أتوا بها، و العباس ابن علي، و نافع يذبان عنهم، و يحملان علي القوم، حتي خلصوا بالقرب الي الحسين، فسمي السقاء و أبا قربة [86] .


السماوي، ابصار العين، / 27 مساوي مثله: الحائري، ذخيرة الدارين، 144، 143 / 1

(و منها) انه لما اشتد العطش بالحسين عليه السلام و أصحابه، أمر أخاه العباس، فسار في عشرين راجلا يحملون القرب و ثلاثين فارسا، فجاؤوا ليلا حتي دنوا من الماء، و أمامهم نافع بن هلال الجملي، يحمل اللواء، فقال عمرو بن الحجاج: من الرجل؟ قال: نافع، قال: ما جاء بك؟ قال: جئنا نشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه، قال: فاشرب هنيئا، قال: لا و الله لا أشرب منه قطرة و الحسين عطشان هو و أصحابه، فقالوا: لا سبيل الي سقي هؤلاء، انما وضعنا في هذا المكان لمنعهم الماء، فقال نافع للرجاله: املؤوا قربكم، فملؤوها و ثار اليهم عمرو بن الحجاج و أصحابه، فحمل عليهم العباس و نافع بن هلال، فكشفوهم و أقبلوا بالماء، ثم عاد عمرو بن الحجاج و أصحابه و أرادوا أن يقطعوا عليهم الطريق، فقاتلهم العباس و أصحابه حتي ردوهم و جاؤوا بالماء الي الحسين عليه السلام.

الأمين، أعيان الشيعة، 43 / 7


و أنزل ابن سعد الخيل علي الفرات، فحموا الماء و حالوا بينه و بين سيد الشهداء، و لم يجد أصحاب الحسين طريقا الي الماء حتي أضر بهم العطش، فأخذ الحسين فأسا، و خطا وراء خيمة النساء تسع عشرة خطوة نحو القبلة، و حفر، فنبعت له عين ماء عذب، فشربوا، ثم غارت العين، و لم ير لها أثر، فأرسل ابن زياد الي ابن سعد: بلغني أن الحسين يحفر الآبار و يصيب الماء، فيشرب هو و أصحابه، فانظر اذا ورد عليك كتابي، فامنعهم من حفر الآبار ما استطعت، و ضيق عليهم غاية التضييق. فبعث في الوقت عمرو بن الحجاج في خمسمائة فارس و نزلوا علي الشريعة و ذلك قبل مقتل الحسين بثلاثة أيام.

و في اليوم السابع اشتد الحصار علي سيد الشهداء و من معه، و سد عنهم باب الورود، و نفد ما عندهم من الماء، فعاد كل واحد يعالج لهب العطش، و بطبع الحال كان العيال بين أنة و حنة و تضور و نشيج و متطلب للماء الي متحر ما يبل غلته، و كل ذلك بعين «أبي علي» و الغياري من آله و الأكارم من صحبه، و ما عسي أن يجدوا لهم شيئا و بينهم و بين الماء رماح مشرعة، و سيوف مرهفة، لكن «ساقي العطاشي» لم يتطامن علي تحمل تلك الحالة:



أو تشتكي العطش الفواطم عنده

و بصدر صعدته الفرات المفعم



و لو استقي نهر المجرة لارتقي

و طويل ذابله اليها سلم



لو سد ذوالقرنين دون وروده

نسفته همته بما هو أعظم



في كفه اليسري السقاء يقله

و بكفه اليمني الحسام المخذم



مثل السحابة للفواطم صوبه

فيصيب حاصبه العدو فيرجم [87] .



هنا قيض أخاه العباس لهذه المهمة، في حين أن نفسه الكريمة تنازعه اليه قبل الطلب، فأمره أن يستقي للحرائر و الصبية، و ضم اليه عشرين راجلا مع عشرين قربة، و قصدوا الفرات بالليل غير مبالين بمن و كل بحفظ الشريعة، لأنهم محتفون «بأسد آل محمد» و تقدم نافع بن هلال الجملي باللواء، فصاح عمرو بن الحجاج: من الرجل؟ قال: جئنا لنشرب


من هذا الماء الذي حلاءتمونا عنه. فقال: اشرب هنيئا، و لا تحمل الي الحسين منه، قال نافع: لا و الله لا أشرب منه قطرة و الحسين و من معه من آله و صحبه عطاشي.

و صاح نافع بأصحابه: املؤوا أسقيتكم، فشد عليهم أصحاب ابن الحجاج، فكان بعض القوم يملأ القرب و بعض يقاتل و حاميهم «ابن بجدتها» المتربي في حجر البسالة الحيدرية «أبوالفضل»، فجاؤوا بالماء، و ليس في أعدائهم من تحدثه نفسه بالدنو منهم فرقا من ذلك البطل المغوار، فبلت غلة الحرائر و الصبية الطيبة من ذلك الماء.

و لكن لا يفوتنا أن تلك الكمية القليلة من الماء ما عسي أن تجدي اولئك الجمع الذي هو أكثر من مائة و خمسين رجالا و نساء و أطفالا، أو أنهم ينيفون علي المائتين و من المقطوع به، أنه لم ترو أكبادهم الا مرة واحدة، فسرعان أن عاد اليهم الظمأ، و الي الله و رسوله المشتكي.



اذا كان ساقي الحوض في الحشر حيدر

فساقي عطاشي كربلاء أبوالفضل



علي أن ساقي الناس في الحشر قلبه

مريع و هذا بالظما قلبه يغلي



وقفت علي ماء الفرات و لم أزل

أقول له، و القول يحسنه مثلي



علامك تجري؟ لا جريت لوارد

و أدركت يوما بعض عارك بالغسل



أما نشفت أكباد آل محمد

لهيبا و لا ابتلت بعل و لا نهل



من الحق أن تذوي غصونك ذبلا

أسي و حياء من شفاههم الذبل



فقال: استمع للقول ان كنت سامعا

و كن قابلا عذري و لا تكثرن عذلي



ألا ان ذا دمعي الذي أنت ناظر

غداة جعلت النوح بعدهم شغلي



برغمي أري مائي يلذ سواهم

به وهم صرعي علي عطشي حولي



جزي الله عنهم في المواساة عمهم

(أباالفضل) خيرا لو شهدت أباالفضل



لقد كان سيفا صاغه بيمينه

(علي) فلم يحتج شباه الي الصقل



اذا عد أبناء النبي (محمد)

رآه أخاهم من رآه بلا فضل






و لم أر ظام حوله الماء قبله

و لم يرو منه و هو ذو مهجة تغلي



و ما خطبه الا الوفاء و قل ما

تري هكذا خلا وفيا مع الخل



يمينا بيمناك القطيعة و التي

تسمي شمالا و هي جامعة الشمل



بصبرك دون ابن النبي بكربلا

علي الهول أمر لا يحيط به عقلي



و وافاك لا يدري أفقدك راعه

أم العرش غالته المقادير بالثل



أخي كنت لي درعا و نصلا كلاهما

فقدت فلا درعي لدي و لا نصلي [88] [89] .


المقرم، مقتل الحسين عليه السلام، 247 - 244

و في اليوم السابع من المحرم، كان العباس عليه السلام هو المضطلع بجلب الماء من الفرات الي المخيم، بعدما ضيق ابن سعد علي المشرعة غاية التضييق، فكان العباس عليه السلام هو المنتدب لهذه المهمة العظيمة، و فعلا قام بها أحسن قيام.

قالوا: و لما اشتد العطش بالحسين و أهل بيته و أطفاله قبل يوم عاشوراء بثلاثة أيام، أمر الحسين أخاه العباس بجلب الماء الي المخيم، فنهض العباس عليه السلام في عشرين راجلا من أصحابه يحملون القرب، و ثلاثين فارسا، و جاؤوا حتي دنوا من الفرات ليلا، فكشفوا الخيل و الرجال عنه، و أمامهم نافع بن هلال الجملي - و هو يحمل اللواء -.

فصاح عمرو بن الحجاج الزبيدي - و كان في خمسمائة فارس علي المشرعة -: من الرجل؟ قال: نافع.

قال عمرو: ما الذي جاء بك؟.

قال نافع: جئنا لنشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه.

قال عمرو: اشرب هنيئا.

قال نافع: لا و الله، لا أشرب منه قطرة، و الحسين عطشان هو و أهل بيته و صحبه.

فقالوا: لا سبيل الي سقي هؤلاء، انما وضعنا بهذا المكان لنمنعهم الماء.

فقال نافع للرجاله: املؤوا قربكم، فملؤوها.


و ثار عليهم الحجاج بخيله و رجاله، فحمل عليهم العباس عليه السلام بمن معه من الخيالة، فكشفهم، فعاد الحجاج و أصحابه، و قطعوا عليهم الطريق، فكر عليهم العباس عليه السلام ثانية، فقاتلهم حتي ردهم و كشفهم عن الطريق، و أقبل بالماء الي المخيم.

بحرالعلوم، مقتل الحسين عليه السلام (الهامش)، / 311



پاورقي

[1] حرف هذا الاسم في مطبوعة المصدر الي (شهر بن حوشب) و هو غلط.

[2] في طبع المحمودي: أي کان يشرب الي أن يمتلئ جوفه من الماء فما يروي و لا يسکن عطشه.

[3] في طبع المحمودي: أي حتي مات، يقال: «لفظ فلان نفسه - من باب ضرب و علم - لفظا»: مات.

[4] يقال: «حلأ عن الماء تحليئا و تحلئة»: طرده عنه و منعه عن وروده.

[5] قال في أحوال المختار في أواخر حوادث سنة (66) من کتاب الکامل: ج 4 ص 236: و کان عمرو ابن الحجاج الزبيدي ممن شهد قتل الحسين، فرکب راحلته و أخذ طريق و اقصة فلم ير له خبر حتي الساعة. و قيل: أدرکه أصحاب المختار و قد سقط من شدة العطش فذبحوه و أخذوا رأسه.

[6] الحسوة بالضم الجرعة بقدر ما يحس مرة واحدة.

[7] [لم يرد في بطل العلقمي] .

[8] [نفس المهموم: کتب ابن‏زياد الي عمر بن سعد] .

[9] [نفس المهموم: کتب ابن‏زياد الي عمر بن سعد] .

[10] [زاد في نفس المهموم: في الوقت] .

[11] [زاد في نفس المهموم: «و منعوهم»] .

[12] [نفس المهموم: «بثلاثة أيام»] .

[13] [نفس المهموم: «و نادي»] .

[14] [زاد في نفس المهموم: بأعلي صوته] .

[15] البغر: الشرب بلا ري.

[16] [زاد في نفس المهموم: «و يصيح: العطش العطش»] .

[17] [لم يرد في بطل العلقمي] .

[18] [لم يرد في نفس المهموم] .

[19] [بطل العلقمي: في کلام غيره من القوم. فقال: نافع ابن عمک أو ابن عم لک] .

[20] [بطل العلقمي: في کلام غيره من القوم. فقال: نافع ابن عمک أو ابن عم لک] .

[21] [لم يرد في نفس المهموم] .

[22] يقال: حلأه، عن الماء: طرده و منعه.

[23] حميد بن مسلم بن ازدي گويد: نامه‏اي از عبيدالله بن زياد پيش عمر بن سعد آمد به اين مضمون:

«اما بعد، ميان حسين و ياران وي و آب حايل شو که يک قطره از آن ننوشند؛ همان طور که با متقي پاکيزه خوي مظلوم، اميرمؤمنان، عثمان بن عفان رفتار کردند.»

گويد: عمر بن سعد، عمرو بن حجاج را با پانصد سوار فرستاد که آبگاه را گرفتند و ميان حسين و ياران وي و آب حايل شدند و نگذاشتند يک قطره آب بنوشد و اين سه روز پيش از کشته شدن حسين بود.

گويد: عبيدالله بن ابي‏حصين ازدي که نسب از بجيله داشت، بانگ زد و گفت: «اي حسين! آب را مي‏بيني که به رنگ آسمان است؟ به خدا يک قطره از آن نمي‏چشي تا از تشنگي بميري.»

گويد: حسين گفت: «خدايا! او را از تشنگي بکش و هرگز او را نبخش.»

حميد بن مسلم گويد: «به خدا بعدها هنگامي که بيمار بود، عيادتش کردم. به خدايي که جز او خدايي نيست، ديدمش آب مي‏خورد تا شکمش پر مي‏شد، وقي مي‏کرد، آن گاه باز آب مي‏خورد تا شکمش پر مي‏شد وقي مي‏کرد؛ اما سيراب نمي‏شد و چنين بود تا جان داد.»

گويد: وقتي تشنگي بر حسين و يارانش سخت شد، عباس بن علي بن أبي‏طالب برادر خويش را پيش خواند و با سي سوار و بيست پياده فرستاد و بيست مشک همراهشان کرد که شبانگاه برفتند و نزديک آب رسيدند و نافع بن هلال جملي با پرچم پيشاپيش مي‏رفت. عمرو بن حجاج زبيدي گفت: «کيستي؟ بگو براي چه آمده‏اي؟»

گفت: «آمده‏ايم از اين آب که ما را از آن دور بداشته‏اند، بنوشيم.»

گفت: «بنوش، نوش جانت.»

گفت: «نه! تا حسين و اين گروه از يارانش که مي‏بيني تشنه‏اند، يک قطره نخواهم نوشيد.»

گويد: پس از آن، کسان نمودار شدند. عمرو گفت: «نه! به خدا راهي براي آب دادن اينان نيست. ما را اينجا گذاشته‏اند که آب را از آنها منع کنيم.»

گويد: و چون ياران نافع نزديک رسيدند، به پيادگان گفت: «مشکها را پر کنيد!»

پيادگان هجوم بردند و مشکها را پر کردند. عمرو بن حجاج و يارانش پيش دويدند. عباس بن علي بن ابي‏طالب و نافع بن هلال به آنها حمله بردند و پسشان زدند که به جاي خويش بازگشتند، آن گاه گفتند: «برويم!»

اما راهشان را گرفتند. عمرو بن حجاج سوي آنها آمد و درگيري اندکي شد يکي از ياران عمرو بن حجاج که از طايفه‏ي صداء بود، زخم خورد. نافع بن هلال زخمش زده بود. مي‏پنداشت چيزي نيست اما پس از آن بدتر شد و از همان زخم بمرد.

گويد: ياران حسين با مشکها بيامدند و آب را پيش وي بردند.

پاينده، ترجمه‏ي تاريخ طبري، 3007، 3006 / 7.

[24] في النسخ: عمرو.

[25] ليس في د.

[26] في د: الماء أبدا.

[27] في د: الماء أبدا.

[28] من د.

[29] في النسخ: عمرو.

[30] في د و بر: الضيق.

[31] من د، و في الأصل و بر: رجل.

[32] من د، و في الأصل و بر: الزيدي.

[33] من د و بر، غير أن في بر: «فنزلت الخيل الشريعة».

[34] من د، و في الأصل و بر: أصحابه.

[35] في النسخ: عمرو.

[36] في د: و قال.

[37] من د، و في الأصل و بر: و.

[38] في النسخ: الغضب.

[39] في النسخ: ثلاثون.

[40] في النسخ: عشرون.

[41] في د: فکانوا قوما يقتتلون و قوما يملؤون الماء في القرب.

[42] في د: فکانوا قوما يقتتلون و قوما يملؤون الماء في القرب.

[43] راوي گويد: حسين عليه‏السلام از آن مردم (پست) آب طلب مي‏کرد و شمر (با کمال بيشرمي) پاسخ مي‏داد: «به آب نخواهي رسيد تا به دوزخ درآيي.»

مرد ديگري بدان حضرت گفت: «اي حسين! آيا نمي‏نگري به آب فرات که چگونه همچون شکم ماهيان موج مي‏زند؟ به خدا از آن نخواهي چشيد تا از تشنگي جان تسليم کني!»

حسين عليه‏السلام گفت: «خدايا! اين مرد را تشنه بميران.»

راوي گويد: به خدا سوگند، آن مرد به وضعي دچار شد که پي در پي مي‏گفت: آبم بدهيد!»

به او آب مي‏دادند و آن قدر مي‏خورد تا از دهانش بيرون مي‏ريخت و بازمي‏گفت: «آبم دهيد که تشنگي مرا کشت.»

و پيوسته همچنان بود تا هلاک شد.

ابومخنف از حميد بن مسلم روايت کند که گفت: چون کار تشنگي بر حسين عليه‏السلام سخت شد، برادرش عباس بن علي را خواست و او را با سي تن سواره و سي نفر پياده براي آوردن آب به سوي فرات فرستاد و بيست عدد مشک با خود برداشتند. آنها تا نزديکي آب آمدند و نافع بن هلال بجلي جلوي آنها افتاد. عمرو بن حجاج که موکل بر فرات بود، پرسيد: «کيستي؟»

پاسخ داد: «نافع بن هلال بجلي هستم.»

عمرو گفت: «اي برادر! براي چه به اينجا آمده‏اي؟ بگو که تو آزادي؟»

گفت: «آمده‏ايم تا از اين آبي که ما را از آن منع کرده‏ايد، بنوشيم!»

عمرو گفت: «بياشام!»

نافع گفت: نه به خدا! تا حسين و يارانش که مي‏بيني تشنه هستند، ما قطره‏اي از آن ننوشيم.»

عمرو گفت: «اين کار که قصد داريد، شدني نيست و ما را در اينجا گماشته‏اند تا شما را از بردن آب جلوگير باشيم.»

نافع به پيادگان که همراهش بودند، گفت: «بيدرنگ مشکها را پر کنيد.»

پيادگان يورش بردند و وارد فرات شدند و مشکها را از آب پر کردند و بيرون آمدند. عمرو بن حجاج و همراهانش به آنها حمله کردند. عباس بن علي و نافع بن هلال و همراهان پيش آمدند و آنها را پراکنده ساختند و به جاي خود بازگشتند و به پيادگان فرمان رفتن دادند.

آنها مشکها را برداشتند و خود را به حسين عليه‏السلام رساندند (و مشکهاي آب را نزد آن حضرت نهادند) (اين داستان را مورخين ديگر نيز در وقايع شب عاشورا ذکر کرده‏اند).

رسولي محلاتي، ترجمه‏ي مقاتل الطالبيين، / 119 - 118.

[44] [الي هنا مکانه في شرح الشافية: ان عمر بن سعد دعا بعمرو بن الحجاج فضم اليه خيلا عظيمة و أمره أن ينزل علي الشريعة التي هي حذاء عسکر الحسين عليه‏السلام، و ذلک قبل قتل الحسين بثلاثة أيام فلما...] .

[45] [شرح الشافية: بأخيه] .

[46] [شرح الشافية: البجلي] .

[47] [شرح الشافية: اياه] .

[48] [لم يرد في شرح الشافية] .

[49] [لم يرد في شرح الشافية] .

[50] [شرح الشافية: اليه] .

[51] [شرح الشافية: اليه] .

[52] [شرح الشافية: الناس] .

[53] [لم يرد في شرح الشافية] .

[54] [لم يرد في شرح الشافية] .

[55] کذا الصواب، و في المصدر: «عصته» و هو تصحيف.

[56] و در اين هنگام، ابن‏زياد به عمر بن سعد پيغام داد که امام حسين (رضي الله عنه) و اتباع او را از تصرف در آب فرات مانع آيد و به اين بهانه متمسک شدند که بني‏هاشم، آب را از عثمان بن عفان بازداشته بودند. عمر بن سعد عمرو بن الحجاج را با پانصد سوار جهت ضبط آب تعيين کرد و اين حادثه قبل از شهادت امام مظلوم به سه روز روي داد و چون عطش بر امام حسين و اتباع او استيلا يافت، برادر خود عباس را با سي‏سوار و بيست پياده به طلب آب فرستاد و ميان عمرو و عباس محاربه واقع شد. عباس غالب آمد و پيادگان مشکها پر آب کردند و عباس با سواران به حمايت ايشان قيام کردند تا آب را به لشکرگاه رساندند.

ميرخواند، روضة الصفا، 145 / 3

و پيغام داد که فرات را محفوظ ساز تا حسين و موافقان او از آن آب نتوانند آشاميد و عمر بن سعد لعنة الله عليه عمرو بن حجاج را با پانصد سوار جهت ضبط آب تعيين کرد و اين صورت قبل از شهادت امام مظلوم به سه روز روي نمود و چون عطش بر اهل بيت ساقي کوثر غالب گشت، امام حسين رضي الله عنه برادر خود عباس بن أميرالمؤمنين علي را با سي سوار و بيست پياده به آوردن آب مأمور گردانيد و ميان عباس رضي الله عنه و عمرو محاربه‏ي واقع شده عباس غالب آمد و مشکها پر آب کرده بمعسکر امام عالي گهر رسانيد.

خواند امير، حبيب السير، 49 / 2

از اين سوي چون آب در ميان اصحاب کمياب شد، حسين عليه‏السلام، عباس را طلب فرمود و بيست سوار و سي تن پياده ملازم رکاب او فرمود تا از طريق شريعه آب به لشکرگاه آورند. عباس ببود تا شب فراز آمد و تاريکي جهان را فروگرفت. اين وقت عباس چون شير دمنده به جانب شريعه روان شد. آن گاه از ميان اصحاب، هلال بن نافع بجلي از پيش روي عباس روان بود، نخست وارد شريعه گشت. عمرو بن الحجاج گفت: «کيستي؟ و اين جا چه مي‏کني؟»

گفت: «يک تن پسر عم تو، آمده‏ام تا آب بنوشم.»

عمرو گفت: «بنوش بر تو گوارا باد!»

هلال گفت: «اي عمرو! مرا آب مي‏دهي و پسر پيغمبر و اهل بيت او را تشنه مي‏گذاري تا از عطش هلاک شوند؟»

عمرو گفت: «اين سخن از در صدق مي‏کني؛ لکن چه توان کرد؟ به امري مأمورم و لابد بايد آن کار را به نهايت برم.»

هلال چون اين سخن بشنيد، بانک در داد که: «اي اصحاب حسين! درآييد.»

عباس (سلام الله عليه) چون شير شرزه با جماعت خود به شريعه درآمد و از آن سوي عمرو مردم خود را فرمان جنگ داد. کانون طعن و ضرب افروخته گشت. اصحاب حسين عليه‏السلام نيمي به مقاتلت پرداختند و نيمي مشکهاي خود را از آب ملآن (ملآن: پر، لبالب.) ساختند. در اين جنگ جماعتي از لشکر عمرو بن الحجاج مقتول و مطروح افتادند و گروهي خسته و مجروح گشتند و از اصحاب حسين عليه‏السلام هيچ کس را آسيبي نرسيد. پس عباس به سلامت بازشتافت و اصحاب حسين و أهل بيت سيراب شدند و از اين جاست که عباس را «سقا» ناميدند.

سپهر، ناسخ التواريخ سيدالشهداء عليه‏السلام، 196 - 195 / 2.

[57] [لم يرد في المعالي] .

[58] [لم يرد في المعالي] .

[59] [المعالي: أقبل] .

[60] [المعالي: و أصحابه] .

[61] [المعالي: و أصحابه] .

[62] [زاد في المعالي: بأجمعهم] .

[63] [لم يرد في تظلم الزهراء] .

[64] [المعالي: کتب] .

[65] [تظلم الزهراء: أن ضيق عليه في الماء، و لا تدع أن يذوقوا قطرة، کما فعلوا بالزکي عثمان] .

[66] [لم يرد في المعالي] .

[67] [لم يرد في المعالي] .

[68] [المعالي: قال المرحوم الحاج شيخ جعفر قدس سره: اعلم ان للحسين عليه‏السلام في الماء حقوقا أربعة: (الأول) حقه في الماء من حيث الاشتراک مع جميع الناس فان الناس کلهم شرکاء في الماء، و لذا جاز الشرب من الأنهار المملوکة و ان لم يأذن صاحبها. (و الثاني) حقه في الماء من حيث الاشتراک مع جميع ذوات الأرواح فان لکل ذات روح في الماء حقا، و لذا يلزم التيمم للصلاة مع خوف الهلاک علي الحيوانات المملوکة من العطش. (و الثالث) من حيث ثبوت حق السفي لهم علي أهل الکوفة فانه قد سقاهم ثلاث مرات مرة في الکوفة في زمان علي عليه‏السلام، و تارة في صفين، و أخري في القادسية حين الملاقات مع عسکر الحر بن يزيد الرياحي. (و الرابع) له حق في الفرات بخصوصه فانه نحلة الله لفاطمة عليهاالسلام و مهر الزهراء و لم يراعوا (لعنهم الله) هذه الحقوق و منعوه منه و من أصحابه و عياله و أطفاله و ذلک بثلاثة أيام قبل قتله. کتب عبيدالله بن زياد (لعنه الله) کتابا أضرم النار في قلوب معشر المحبين، حشي الله قبره نارا، کتب: يا ابن‏سعد اني قد حللت الماء علي الکلاب و الخنازير و حرمته علي الحسين و أصحابه. فلما وصل الکتاب عقد راية في أربعة آلاف، و أمر عليهم شبث بن ربعي، و أمره أن ينزل علي المشرعة، و ضيقوا علي الحسين و أصحابه] .

[69] [لم يرد في البحار و العوالم و الدمعة و الأسرار و مثير الأحزان] .

[70] [لم يرد في البحار و العوالم و الدمعة و الأسرار و مثير الأحزان] .

[71] [تظلم الزهراء: أن ضيق عليه في الماء، و لا تدع أن يذوقوا قطرة، کما فعلوا بالزکي عثمان] .

[72] [المعالي: قال المرحوم الحاج شيخ جعفر قدس سره: اعلم ان للحسين عليه‏السلام في الماء حقوقا أربعة: (الأول) حقه في الماء من حيث الاشتراک مع جميع الناس فان الناس کلهم شرکاء في الماء، و لذا جاز الشرب من الأنهار المملوکة و ان لم يأذن صاحبها. (و الثاني) حقه في الماء من حيث الاشتراک مع جميع ذوات الأرواح فان لکل ذات روح في الماء حقا، و لذا يلزم التيمم للصلاة مع خوف الهلاک علي الحيوانات المملوکة من العطش. (و الثالث) من حيث ثبوت حق السفي لهم علي أهل الکوفة فانه قد سقاهم ثلاث مرات مرة في الکوفة في زمان علي عليه‏السلام، و تارة في صفين، و أخري في القادسية حين الملاقات مع عسکر الحر بن يزيد الرياحي. (و الرابع) له حق في الفرات بخصوصه فانه نحلة الله لفاطمة عليهاالسلام و مهر الزهراء و لم يراعوا (لعنهم الله) هذه الحقوق و منعوه منه و من أصحابه و عياله و أطفاله و ذلک بثلاثة أيام قبل قتله. کتب عبيدالله بن زياد (لعنه الله) کتابا أضرم النار في قلوب معشر المحبين، حشي الله قبره نارا، کتب: يا ابن‏سعد اني قد حللت الماء علي الکلاب و الخنازير و حرمته علي الحسين و أصحابه. فلما وصل الکتاب عقد راية في أربعة آلاف، و أمر عليهم شبث بن ربعي، و أمره أن ينزل علي المشرعة، و ضيقوا علي الحسين و أصحابه] .

[73] [حکاه في العيون، / 83 و زاد: و جاؤوا بها حتي أدخلوها علي الحسين] .

[74] [زاد في المعالي: و أهل بيته] .

[75] [في البحار و العوالم و الأسرار و تظلم الزهراء: راکبا] .

[76] [لم يرد في العيون] .

[77] [لم يرد في العيون] .

[78] [زاد في المعالي: قد قرر في محله نافع بن هلال الجملي أنا] .

[79] [لم يرد في البحار و تظلم الزهراء] .

[80] [لم يرد في البحار و العوالم و الدمعة و الأسرار و المعالي و تظلم الزهراء و العيون] .

[81] [لم يرد في البحار و العوالم و الدمعة و الأسرار و المعالي و تظلم الزهراء و العيون] .

[82] [حکاه في العيون، / 83 و زاد: و جاؤوا بها حتي أدخلوها علي الحسين] .

[83] [تظلم الزهراء: رجعوا] .

[84] [تظلم الزهراء: رجعوا] .

[85] عمر، عمرو بن حجاج را با پانصد نفر بر سر آب فرات تعيين کرد که اصحاب آن حضرت را از آب برداشتن مانع شوند و تشنگي بر اصحاب آن حضرت غلبه کرد. به خدمت آن امام غريب شکايت کردند. حضرت کلنگي برگرفت و به عقب خيمه‏ي حرم محترم در آمد و از پشت خيمه نه گام برداشت به جانب قبله و در آن جا کلنگ را بر زمين زد. به اعجاز آن حضرت، چشمه‏اي از آب شيرين پيدا شد و آن حضرت با اصحاب از آن آب آشاميدند و مشکها و راويه‏ها را پر کردند. پس آن چشمه ناپيدا شد و ديگر کسي اثري از آن نديد. چون اين خبر به پسر زياد رسيد، به عمر نامه نوشت که: «شنيده‏ام که حسين چاه مي‏کند و آب بيرون مي‏آورد. چون نامه‏ي من به تو رسد، کار را بر ايشان تنگ کن و مگذار که قطره‏اي از آب بچشند تا کشته شوند؛ چنان چه عثمان را تشنه لب کشتند.»

چون بعد از رسيدن نامه، عمر کار را بر أهل بيت رسالت تنگ گرفت و عطش بر ايشان غالب شد، حضرت، برادر خود عباس را طلبيد و سي سوار و بيست پياده با او همراه کرد و بيست مشک به ايشان داد که از فرات پر کنند و به ايشان برسانند. چون به کنار آب فرات رسيدند، عمرو بن حجاج پرسيد که: «کيستيد؟»

هلال بن نافع از اصحاب حضرت گفت: «من پسر عم تو، آمده‏ام که آب بياشامم.»

گفت: بياشام. گوارا باد تو را!»

هلال گفت: «واي بر من! چه گونه آب بياشامم و أهل بيت نبوت و جگرگوشگان حضرت رسالت صلي الله عليه و آله و سلم تشنه‏اند.»

آن ملعون گفت: «راست مي‏گويي؛ اما ما را امري فرموده‏اند و اطاعت مي‏بايد کرد.»

پس هلال اصحاب خود را صدا زد که: «زود آب برداريد.»

و ابن‏حجاج اصحاب خود را صدا زد که: «مگذاريد!»

و آتش محاربه مشتعل گرديد و بزودي اصحاب حضرت مشکها را پر کردند و معاودت کردند و آسيبي به ايشان نرسيد. به اين سبب، حضرت عباس را سقا مي‏نامند.

مجلسي، جلاء العيون، / 646.

[86] [أضاف في ذخيرة الدارين: و لما قامت الشيعة، فطلب ثاره مع المختار بن أبي‏عبيدة و أوعب في قتل من حضر الواقعة و کان من جملتهم عمرو بن الحجاج الزبيدي (لعنه الله)، فهرب خوفا علي نفسه، فلما توسط البادية ابتلعته الأرض هو و راحلته] .

ابن‏زياد به عمر بن سعد نوشت. «اما بعد! آب را بر حسين و اصحابش ببند و قطره‏اي آب ننوشند.»

چنانچه با عثمان بن عفان عمل شد، عمر سعد فورا عمرو بن حجاج را با پانصد سوار فرستاد، شريعه فرات را محاصره کردند و آب را از حسين و اصحابش غدقن کردند و نمي‏گذاشتند قطره‏اي از آن ببرند و اين حادثه سه روز پيش از شهادت حسين عليه‏السلام بود (ط) و عبيدالله بن ابي‏حصين ازدي که در شمار دفتر بجيله ثبت بود (د) با آواز بلند گفت: «اي حسين! به آب بنگري که چون آسمان است. به خدا از آن قطره‏اي نچشي تا از تشنگي بميري.»

حسين فرمود: «بار خدايا! او را از تشنگي بکش و هرگزش نيامرز.»

حميد بن مسلم گويد: «به خدا پس از آن، او را در بيماريش عيادت کردم بدان خدا که جز او معبودي نيست. آبي مي‏نوشيد تا به گلويش مي‏رسيد وقي مي‏کرد و فرياد العطش مي‏کشيد و باز آب مي‏نوشيد تا به گلويش مي‏رسيد و سيراب نمي‏شد به همين حال بود تا جانش درآمد.»

گويد: لشکر ابن‏سعد برگشتند و نهر فرات آب را بر حسين و اصحابش بستند و تشنگي حسين و اصحابش را آزار مي‏داد. حسين تبري برگرفت و پشت خيمه‏ي زنها آمد و نه گام به سوي قبله پيمود و آنجا را کند و چشمه‏ي آب شيريني جوشيد و خود نوشيد و همه‏ي اصحاب نوشيدند و مشکها را پر کردند و آن چشمه فرورفت و اثرش نهان شد. اين خبر به ابن‏زياد رسيد و کس نزد عمر سعد فرستاد که: «به من خبر رسيده است که حسين چاه مي‏کند و خود و اصحابش آب مي‏نوشند. چون نامه‏ام به تو رسيد، ملتفت باش و تا تواني نگذار که آنها چاه بکنند و آبي بنوشند. بر آنها تنگ بگير؛ چنان که با عثمان کردند.»

عمر سعد در اين جا نهايت سختگيري را با آنها کرد.

ابوجعفر طبري و ابوالفرج اصفهاني گويند: چون تشنگي حسين و اصحابش سخت شد، برادرش عباس بن علي را خواست و با سي سوار و بيست تن پياده و بيست مشک او را به فرات فرستاد. شبانه به نزديک آب آمدند. نافع بن هلال بجلي پرچم را جلو آنها مي‏کشيد. عمرو بن حجاج زبيدي گفت: «کيستي؟» گفت: «نافع بن هلالم». گفت: «برادر خوش آمدي؛ اما براي چه آمدي؟»

گفت: «آمدم از اين آبي که بر ما ببستيد، بنوشم.»

گفت: «بنوش گوارا باد!»

گفت به خدا تا حسين و يارانش تشنه‏اند، قطره‏اي ننوشم.»

بدانها سرکشي کردند و گفتند: «آب دادن به اينها راهي ندارد. ما را اينجا گذاشتند که به آنها آب ندهيم.»

چون ياران هلال نزديک شدند، به پياده‏ها گفت: «شما مشکها را پر کنيد.»

آنها به چاپکي مشکها را پر کردند و عمرو بن حجاج و يارانش بر آنها حمله کردند و عباس بن علي و هلال جلو آنها را گرفتند و آنها به قشون خود پيوستند. گفتند: «برويد جلو آنها را بگيريد.»

عمرو بن حجاج و يارانش برگشتند و اندکي در جنگ و جدال گذشت و صداء که يکي از ياران عمرو بن حجاج بود، از هلال نيزه‏اي خورد و گمان برد خطري ندارد و بعد بر اثر آن خونريزي کرد و مرد و اصحاب حسين مشکهاي آب را به حسين عليه‏السلام رساندند.

کمره‏اي، ترجمه‏ي نفس المهموم، / 96 - 95.

[87] من قصيدة للسيد جعفر الحلي نور الله ضريحه.

[88] للشيخ محسن أبوالحب الحائري رحمه الله.

[89] در روز هفتم محرم، دشمن، کاروان حسيني را محاصره کرد و از دسترسي آنان به آب جلوگيري به عمل آورد. بعد از اندي، ذخيره‏ي آب آنان تمام شد و هر يک از آنها از تشنگي به خود مي‏پيچيد و در آن صحراي سوزان، جگرشان همچون مشک خشکيده شد (مقتل محمد بن أبي‏طالب)، و هر کس هم که عزم آوردن آب مي‏کرد، شمشيرهاي آخته و نيزه‏هاي سپند آسا در انتظارش صف آرايي کرده بودند؛ اما با اين وجود، ساقي کربلا، قمر بني‏هاشم عليه‏السلام هر آن حاضر بود که جان را سپر بلا سازد، و آب را به قيمت ريختن خون شريفش براي تشنگان فراهم آورد.

در آن هنگام، سيدالشهدا (سلام الله عليه) نگاهي به عباس عليه‏السلام نمود و با آن نگاه، تمام کتاب وجودش را فراخواند: حضرت بدو مأموريت بخشيد که براي آن دلسوختگان - به خصوص اطفال حرم - آب فراهم آورد و از شکنجه‏ها و خونريزي‏هاي راه نهراسد. ابوالفضل عليه‏السلام از شادي پر و بال گرفت و با سي سواره و بيست پياده و بيست مشک آب، در حالي که نافع بن هلال در مقابلشان در حرکت بود، بدون اين که هيچ توجهي به آن سپاه جرار کنند عازم شريعه‏ي فرات شدند.

نافع پرچم به دست به جلو مي‏تاخت که عمرو بن حجاج، سر دسته‏ي مأموران حفظ آب، فرياد برآورد: «تو کيستي و چرا اينجا آمده‏اي.»

نافع گفت: «آمده‏ايم تا از اين آب که شما ما را از آن بازداشته‏ايد، بياشاميم.»

عمرو گفت: «بياشام. گوارايت باشد.»

نافع اظهار داشت: «نه! به خدا قسم قطره‏اي از آن نمي‏نوشم، در حالي که حسين عليه‏السلام و خاندان و اصحابش در مقابل چشمان تو در تشنگي به سر مي‏برند.»

عمرو گفت: «راهي براي سيراب ساختن آنان وجود ندارد و ما را اينجا گماشته‏اند تا از رسيدن آب به آنان جلوگيري کنيم.»

اما نافع به او توجهي نکرد و به همراهانش فرياد برآورد: «مشکهايتان را پر آب سازيد.»

پس جمعي مشکها را از آب لبريز ساختند و جمعي ديگر با دشمن نبرد کردند؛ در حالي که حامي آن پيکارگران، قمر بني‏هاشم عليه‏السلام بود که شرزه شير مي‏دريد و صولت حيدر کرار (سلام الله عليه) را در نظر مجسم مي‏کرد. پس مشکها را برگرفتند و عازم خيام حرم شدند و هيچ کس از دشمن از ترس اين دلاور نامي، جرأت نزديک شدن بدانان را نداشت. سرانجام آب به جگر سوخته‏ي اهل حرم و طفلان پريشاندل رسيد و جانها از افسردگي به نشاط و ابتهاج دست يافت.

در اينجا بر خواننده پوشيده نيست که آن مقدار کم آب، در ميان آن جمع بيش از يکصد و پنجاه نفري - از زن و مرد و طفل - و يا بنا به برخي روايات که بيش از دويست تن بودند، ره به جايي نمي‏برد و کفايت آنان را نمي‏کرد و مسلم است که آنان يک بار بيشتر سيراب نشدند و بسا که آن يک بار، تنها مضمضه‏اي از آب بوده و به سرعت تشنگي مجددا به آنان روي آورده است، و به خداوند از ددمنشي دشمنان خاندان رسالت شکوه مي‏بريم.

پاک‏پرور، ترجمه العباس، / 285 - 284.