بازگشت

العباس بن أميرالمؤمنين


بين الحسين عليه السلام و بين شيعته، و بينه و بين الأجانب كانت سفارة خاصة في أوقات معينة، فهو سفير مؤقت، لا سفير دائمي، كمسلم بن عقيل، فمن سفارته ما قدمناه من أنه بعثه للجيش الزاحف عليه نهار التاسع فراجعه.

و كما أنه لابد له من دعاية يمثلها معتمد خبير مدرب، يقوم بهذا، و ينظر في المصالح، و ينظم الأمور السياسية خارج العاصمة، لابد له أيضا من جيش عسكري مدرب علي أحسن نظام، و أجود طراز في التثقيف و التمارين الحربية علي الأساليب و الفنون الملائمة للعصر، و اذا اضطر الي تأليف جيش، احتاج الي توظيف عميد له، و لابد أن يكون مثقفا ماهرا في الفنون التمرينية، و الأساليب العسكرية، شجاعا ثابت القلب، ليحمي عسكره و جنده بثباته، محنكا ذا تجارب و فكر ليحصنه بفكره و رويته و يقويه بتجاربه و خبرته، و يتولي تقسيمه علي المنهج الحربي حسبما تدعو اليه القواعد الحربية، و تقتضيه النظم الفنية، كتقسيمه الي فرق، فأفواج، فكتائب، فسرايا، ففصائل، ان كان كبيرا؛ و الي


كتائب و فصائل ان كان صغيرا، و يخطط الخطط الدفاعية و الهجومية و غير ذلك مما ستعرفه قريبا ان شاء الله.

و هذه الوظيفة، أي وظيفة عميد العسكر، كان يتلقاها العباس الأكبر بن أميرالمؤمنين عند أخيه الحسين بن علي عليه السلام، و ليس غيره لهذه الوظيفة عنده.

المظفر، بطل العلقمي، 59 - 58 / 3