بازگشت

عبادة العباس بن أميرالمؤمنين


عبادة أبي الفضل العباس عليه السلام قد كانت بجميع أعضائه. فلسانه عبدالله بالذكر و الشكر، و الدعاء، و الاستغفار، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و الدعاية الي امامة امامه و أخيه الحسين عليه السلام. أما جبهته، فقد أثر بها السجود. و أما عينه، فقد نبت بها السهم في الجهاد دون امامه. و أما يداه، فقطعتا من الزند عبد أن عبد بها الله تعالي أنواعا من العبادة، جاهد بها الأشرار، و رفعها في الأذكار، و بسطها في العطاء و السجود و الركوع و غير ذلك. و أما رأسه، فقد فضخت هامته بعامود الحديد. و أما رجلاه، فقد قام بها في كل عبادة، و سعي بها الي كل خير، و مشي بها الي الجهاد، و حمل الماء لعطاشي آل محمد، و آخر عبادة عبد بها، أنه جعل يفحص بهما حين سقط علي شاطئ العلقمي مفضوخ الهامة، مقطوع اليدين. و أما وجهه الكريم، فقد سالت عليه الدماء في سبيل الله، و سال عليه مخ اليافوخ المفضوخ. و أما صدره الشريف، فقد وزعته الأسنة و السيوف و النبال المحددة، و هكذا سبيل سائر أعضائه، حتي جاء في وصفه، أنه اذا حمل منه جانب سقط


الآخر، لكثرة ضرب السيوف و طعن الرماح.

أما عبادته بالمعني المصطلح، و هو: كثرة الصلاة حتي يحصل من الاكثار منها أثر في أعضاء السجود، فذاك أمر معروف نص عليه العلماء [1] .

أما الدلالة علي عبادة العباس عليه السلام، علي جهة العموم، فقد روي الشيخ المفيد في الارشاد في أخبار الليلة العاشرة من المحرم، أن الحسين عليه السلام قام ليله كله يصلي، و يستغفر، و يدعو، و يتضرع، و قام أصحابه كذلك يصلون، و يدعون، و يستغفرون. و قال الطبري عن الضحاك المشرقي، فلما أمسي الحسين عليه السلام و أصحابه، قاموا الليل كله يصلون و يستغفرون و يدعون و يتضرعون. و قال السيد ابن طاوس رحمه الله في الملهوف: و بات الحسين عليه السلام و أصحابه تلك الليلة، و لهم دوي كدوي النحل، بين راكع و ساجد و قائم و قاعد... الي آخره. و كل هذه تدل بعمومها علي عبادة أبي الفضل.

المظفر، بطل العلقمي، 397، 394 - 393 / 2


پاورقي

[1] [ثم ذکر کلام أبي‏الفرج و سبط ابن‏الجوزي و الصدوق کما ذکرناه، / 479] .