بازگشت

مواساة العباس بن أميرالمؤمنين


و كانت مؤاساة العباس لأخيه الحسين عليهماالسلام بثلاثة أنواع من المواساة بالنفس، و المال، و الكلام. فان احتجاجه علي أهل الكوفة معروف شعرا و نثرا، و قد نقلته المقاتل و التواريخ. و كانت مواساته له ديانة و تقوي، لم يرد بذلك الا وجه الله، وصلة رسوله محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و صلة الرحم، لم يرد ذكرا و لا فخرا، و لكن الله تعالي اذا علم من شخص حسن نية و اخلاص نشر فضائله، و سير ذكره في الخافقين. و قد مدح العباس بن علي عليهماالسلام بهذه المواساة أئمة أهل البيت عليهم السلام. فقد قال الامام جعفر بن محمد الصادق عليهماالسلام للعباس عليه السلام في زيارته المروية (في كامل الزيارة) لابن قولويه رحمه الله تعالي: (أشهد لقد نصحت لله و لرسوله و لأخيك فنعم الأخ المواسي لأخيه).

و قال مولانا الامام صاحب الزمان المهدي المنتظر عجل الله فرجه في الزيارة المعروفة بزيارة الناحية: (السلام علي أبي الفضل العباس بن أميرالمؤمنين المواسي أخاه بنفسه، الآخذ لغده من أمسه، الفادي له، الواقي الساعي اليه بمائه، المقطوعة يده، لعن الله قاتله يزيد بن الرقاد الجنبي و حكيم بن الطفيل الطائي).

أما الشعراء فأكثروا مدحه بالمواساة، قال بعضهم:




أحق الناس أن يبكي عليه

فتي أبكي الحسين بكربلاء



أخوه و ابن والده علي

أبوالفضل المضرج بالدماء



و من واساه لا يثنيه شي ء

و جاد له علي ظمأ بماء



و قال الشيخ جعفر بن نما الحلي رحمه الله:



حقيق بالبكاء عليه حزنا

أبوالفضل الذي واسي أخاه



و جاهد كل كفار ظلوم

و قابل من ضلالهم هداه



فداه بنفسه لله حتي

تفرق من شجاعته عداه



و جاد له علي ظمأ بماء

و كان رضا أخيه مبتغاه



المظفر، بطل العلقمي، 311 - 310 / 2