بازگشت

عبدالله بن عمر يذم يزيد و يجيبه يزيد بأنه سار علي سنن أبيه عمر


ما ذكره البلاذري في تاريخه قال: لما قتل الحسين بن علي بن أبي طالب كتب عبدالله ابن عمر الي يزيد بن معاوية: «أما بعد: فقد عظمت الرزية، و جلت المصيبة، و حدث في الاسلام حدث عظيم، و لا يوم كيوم الحسين».

فكتب اليه يزيد، «يا أحمق! فانا جئنا الي بيوت متخذة، و فرش ممهدة، و وسائد منضدة، فقاتلنا عليها، فان يكن الحق لنا فعن حقا قاتلنا، و ان يكن الحق لغيرنا، فأبوك أول من سن هذا، و آثر و استأثر بالحق علي أهله».

ابن طاووس، الطرائف، / 247 رقم 348

وروي البلاذري قال: لما قتل [1] الحسين كتب [2] عبدالله بن عمر الي يزيد [3] بن معاوية [4] : أما بعد؛ فقد عظمت الرزية، و جلت المصيبة، وحدث في الاسلام حدث عظيم، و لا يوم كيوم قتل [5] الحسين.

فكتب اليه يزيد، أما بعد؛ يا أحمق! فانا [6] جئنا الي بيوت مجددة [7] ، و فرش ممهدة، و وسادة [8] منضدة، فقاتلنا عنها، فان يكن الحق لنا فعن حقنا قاتلنا، و ان كان [9] الحق [10] لغيرنا، فأبوك أو من سن هذا [11] ، واستأثر [12] بالحق علي [13] أهله.


الحلي، نهج الحق، / 356 عنه: المجلسي، البحار، 328 / 45؛ البحراني، العوالم، 647 / 17؛ الدربندي، أسرارالشهادة، / 123؛ مثله الكركي، نفحات اللاهوت، / 122

أقول: قد سبق في كتاب الفتن خبر طويل [14] أخرجناه من كتاب دلائل الامامة باسناده عن سعيد بن المسيب، أنه لما ورد نعي الحسين عليه السلام المدينة، و قتل ثمانية عشر من أهل بيته و ثلاث و خمسين رجلا من شيعته، و قتل علي ابنه بين يديه بنشابة، و سبي ذراريه، خرج عبدالله بن عمر الي الشام منكرا لفعل يزيد و مستنفرا للناس عليه، حتي أتي يزيد و أغلظ له القول، فخلا به يزيد و أخرج اليه طومارا طويلا كتبه عمر الي معاوية و أظهر فيه أنه علي دين آبائه من عبادة الأوثان، و أن محمدا كان ساحرا غلب علي الناس بسحره، و أوصاه بأن يكرم أهل بيته ظاهرا و يسعي في أن يجتثهم عن جديد الأرض، و لا يدع أحدا منهم عليها، في أشياء كثيرة، و قد مر ذكرها.

فلما قرأه ابن عمر رضي بذلك و رجع، و أظهر للناس أنه محق فيما أتي به، و معذور فيما فعله، و لنعلم ما قيل «ما قتل الحسين الا في يوم السقيفة» فلعنة الله علي من أسس أساس الظلم و الجور علي أهل بيت النبي صلوات الله عليهم أجمعين.

المجلسي، البحار، 328 / 45 عنه: البحراني، العوالم، 647 / 17

أقول: أجاز لي بعض الأفاضل في مكة - زاد الله شرفها - رواية هذا الخبر، و أخبرني أنه أخرجه من الجزء الثاني من كتاب دلائل الامامة، و هذه صورته:

حدثنا أبوالحسين محمد بن هارون بن موسي التلعكبري، قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا أبوعلي محمد بن همام، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي، قال: حدثني عبدالرحمان بن سنان الصيرفي، عن جعفر بن علي الحوار، عن الحسن بن مسكان، عن المفضل بن عمر الجعفي، عن جابر الجعفي، عن [15] سعيد بن المسيب، قال:


لما قتل الحسين بن علي (صلوات الله عليهما) و ورد نعيه الي المدينة، وورد الأخبار بجز رأسه و حمله الي [16] يزيد بن معاوية [17] ، و قتل ثمانية عشر من أهل بيته، و ثلاث و خمسين رجلا من شيعته، و قتل [18] علي ابنه [19] بين يديه و هو طفل بنشابة، و سبي ذراريه [20] اقيمت المآتم عند أزواج النبي صلي الله عليه و آله و سلم في منزل أم سلمة (رضي الله عنها)، و في دور المهاجرين و الأنصار. قال: فخرج عبدالله بن عمر بن الخطاب صارخا من داره لاطما وجهه شاقا جيبه يقول: يا معشر بني هاشم و قريش و المهاجرين و الأنصار! يستحل هذا من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في أهله و ذريته و أنتم أحياء ترزقون؟! لا قرار دون يزيد، و خرج من المدينة تحت ليله، لا يرد مدينة الا صرخ [21] فيها و استنفر [22] أهلها علي يزيد، و أخباره يكتب بها الي يزيد، فلم يمر بملأ من الناس الا [23] لعنه و سمع [24] كلامه، و قالوا: هذا عبدالله بن عمر [25] ابن [26] خليفة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم [27] و هو ينكر فعل يزيد بأهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و يستنفر [28] الناس علي يزيد، و أن من لم يجبه [29] لا دين له و لا اسلام، و اضطرب الشام بمن فيه، و ورد دمشق و أتي باب اللعن يزيد في خلق من الناس يتلونه، فدخل آذن يزيد اليه [30] فأخبره بوروده [31] و يده علي أم رأسه والناس يهرعون [32] اليه قدامه [33] و وراءه، فقال يزيد: فورة من فورات أبي محمد، و عن قليل يفيق منها، فأذن له وحده فدخل صارخا يقول: لا أدخل


يا أميرالمومنين [34] ! و قد فعلت بأهل بيت [35] محمد صلي الله عليه و آله و سلم [36] ما لو تمكنت [37] الترك و الروم ما استحلوا ما استحللت، و لا فعلوا ما فعلت، قم عن هذا البساط حتي يختار المسلمون من هو أحق به منك، فرحب به يزيد و تطاول له و ضمه اليه قال له: يا أبامحمد! اسكن من فورتك [38] ، واعقل، وانظر بعينك واسمع بأذنك؛ ما تقول [39] في أبيك عمر بن الخطاب أكان هاديا مهديا خليفة [40] رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و ناصره [41] و مصاهره بأختك حفصة، والذي قال: [42] لا يعبد الله [43] سرا؟!

فقال عبدالله: هو [44] كما و صفت، فأي شي ء تقول فيه؟

قال: أبوك قلد أبي أمر الشام أم أبي قلد أباك خلافة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟

فقال: أبي قلد أباك الشام.

قال: يا أبامحمد! أفترضي به و بعهده الي أبي أو ما ترضاه؟

قال: بل أرضي.

قال: أفترضي بأبيك؟

قال: نعم، فضرب يزيد بيده علي يد عبدالله [45] بن عمر [46] و قال له: قم - يا أبامحمد -حتي تقرأ، فقام معه حتي ورد [47] خزانة من خزائنه، فدخلها و دعا بصندوق ففتحه و استخرج منه تابوتا مقفلا مختوما، فاستخرج منه طومارا لطيفا في خرقة حرير سوداء،


فأخذ الطومار بيده و نشره، ثم قال: يا أبامحمد! هذا خط أبيك؟ قال: اي والله.. فأخذه من يده فقبله [48] ، فقال له: اقرأ، فقرأه [49] ابن عمر، فاذا فيه:

بسم الله الرحمن الرحيم ان الذي أكرهنا بالسيف علي الاقرار به [50] فأقررنا، و الصدور و غرة، و الأنفس واجفة، و [51] النيات و البصائر شائكة مما كانت عليه، ممن جحدنا ما دعانا اليه و أطعناه فيه رفعا لسيوفه عنا، و تكاثره بالحي علينا من اليمن، و تعاضد من سمع به ممن ترك دينه و ما كان عليه آباؤه في قريش، فبهبل أقسم و الأصنام و الأوثان و اللات و العزي ما جحدها عمر مذ عبدها! و لا عبد للكعبة ربا! و لا صدق لمحمد صلي الله عليه و آله و سلم قولا، و لا ألقي السلام الا للحيلة عليه و ايقاع البطش به، فانه قد أتانا بسحر عظيم، و زاد في سحره علي سحر بني اسرائيل مع موسي و هارون و داوود و سليمان و ابن امه [52] عيسي، و لقد أتانا بكل ما أتوا به من السحر و زاد عليهم ما لو أنهم شهدوه لأقروا له بأنه سيد السحرة، فخذ - يا ابن أبي سفيان - سنة قومك و اتباع ملتك و الوفاء بما كان عليه سلفك من جحد هذه البنية [53] التي يقولون ان لها ربا أمرهم باتيانها [54] والسعي حولها و جعلها لهم قبلة، فأقروا بالصلاة و الحج الذي جعلوه ركنا، و زعموا أنه لله اختلقوا [55] ، فكان ممن [56] أعان محمدا منهم هذا الفارسي الطمطاني: روزبه، و قالوا انه أوحي اليه: (ان أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا و هدي للعالمين) [57] ، و قولهم: (قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام و حيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره) [58] ،


و جعلوا صلاتهم [59] للحجارة، فما الذي أنكره علينا لولا سحره من عبادتنا للأصنام و الأوثان و اللات و العزي و هي من الحجارة و الخشب و النحاس و الفضة و الذهب، لا - و اللات و العزي - ما وجدنا سببا للخروج عما عندنا و ان سحروا و موهوا، فانظر بعين مبصرة، واسمع بأذن واعية، و تأمل بقلبك و عقلك ما هم فيه، واشكر اللات و العزي و استخلاف السيد الرشيد عتيق بن عبدالعزي علي امة محمد، و تحكمه في اموالهم و دمائهم و شريعتهم و أنفسهم و حلالهم و حرامهم، و جبايات الحقوق التي زعموا أنهم يجبونها [60] لربهم، ليقيموا بها أنصارهم و أعوانهم، فعاش شديدا [61] رشيدا يخضع جهرا و يشتد سرا، و لا يجد حيلة غير معاشرة القوم، و لقد و ثبت و ثبة [62] علي شهاب بني هاشم الثاقب، و قرنها الزاهر [63] و علمها الناصر، و عدتها و عددها المسمي بحيدرة المصاهر لمحمد علي المرأة التي جعلوها سيدة نساء العالمين يسمونها: فاطمة، حتي أتيت دار علي و فاطمة و ابنيهما الحسن و الحسين و وابنتيهما زينب و ام كلثوم، و الأمة المدعوة بفضة، و معي خالد بن وليد [64] و قنفذ مولي أبي بكر و من [65] صحب من خواصنا، فقرعت الباب عليهم قرعا شديدا، فأجابتني الأمة، فقلت لها: قولي لعلي: دع الأباطيل و لا تلج [66] نفسك الي طمع الخلافة، فليس [67] الأمر لك، الأمر لمن اختاره المسلمون واجتمعوا عليه [68] ، و رب اللات و العزي لو كان الأمر والرأي [69] لأبي بكر لفشل [70] عن الوصول الي ما وصل اليه من خلافة ابن أبي كبشة، لكني أبديت لها صفحتي، و أظهرت لها بصري، و قلت للحيين - نزار و قحطان - بعد أن قلت لهم ليس الخلافة الا [71] في قريش، فأطيعوهم ما أطاعوا الله، و انما قلت ذلك لما سبق


من ابن أبي طالب من وثوبه و استيثاره بالدماء التي سفكها في غزوات محمد و قضاء ديونه، و هي - ثمانون ألف درهم - و انجاز عداته، و جمع القرآن، فقضاها علي تليده و طارفه [72] ، و قول المهاجرين و الأنصار - لما قلت ان الامامة في قريش - قالوا: هو الأصلع البطين أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب الذي أخذ رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم البيعة له [73] علي أهل ملته، و سلمنا له بامرة المؤمنين في أربعة مواطن، فان كنتم نسيتموها - معشر قريش - [74] فما نسيناها، أو [75] ليست البيعة و لا الامامة و الخلافة و الوصية الا حقا مفروضا، و أمرا صحيحا، لا تبرعا و لا ادعاء فكذبناهم، و أقمت أربعين رجلا شهدوا علي محمد أن الامامة بالاختيار.

فعند ذلك قال الأنصار: نحن أحق من قريش، لأنا آوينا و نصرنا و هاجر الناس الينا، فاذا كان دفع [76] من كان الأمر له فليس هذا الأمر لكم دوننا، و قال قوم: منا أمير و منكم أمير. قلنا لهم: قد شهدوا [77] أربعون رجلا أن الأئمة من قريش، فقبل قوم و أنكر آخرون و تنازعوا، فقلت - [78] و الجمع [79] يسمعون -: ألا أكبرنا سنا و أكثرنا لينا. قالوا: فمن تقول؟. قلت: أبوبكر الذي قدمه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في الصلاة، و جلس معه في العريش يوم بدر يشاوره و يأخذ برأيه، و كان صاحبه في الغار، و زوج ابنته عائشة التي سماها: أم المؤمنين، فأقبل بنوهاشم يتميزون غيظا،و عاضدهم الزبير و سيفه مشهور و قال: لا يبايع الا [80] علي أو لا أملك [81] رقبة قائمة سيفي هذا، فقلت: يا زبير! صرختك سكن [82] من بني هاشم، أمك صفية بنت عبدالمطلب، فقال: ذلك - والله - الشرف الباذخ و الفخر


الفاخر، يا ابن خنتمة [83] و [84] يا ابن صهاك! أسكت لا أم لك، فقال قولا فوثب أربعون رجلا ممن حضر سقيفة بني ساعدة علي الزبير، فوالله ما قدرنا علي أخذ سيفه من يده حتي و سدناه الأرض، و لم نر له عينا ناصرا، فوثبت الي أبي بكر فصافحته و عاقدته البيعة، و تلاني عثمان بن عفان و سائر من حضر غير الزبير، و قلنا له: بايع أو نقتلك، ثم كففت عنه الناس، فقلت له [85] : أمهلوه، فما غضب الا نخوة لبني هاشم، و أخذت أبابكر بيده [86] فأقمته - و هو يرتعد [87] - قد اختلط عقله، فأزعجته الي منبر محمد ازعاجا.

فقال لي: يا أبا حفص! أخاف و ثبة علي، فقلت له: ان عليا عنك مشغول، و أعانني علي ذلك أبوعبيدة بن الجراح كان يمده بيده الي المنبر و أنا ازعجه من ورائه كالتيس [88] الي شفار [89] الجاذر [90] ، متهونا [91] ، فقام عليه مدهوشا [92] ، فقلت له: اخطب! فاغلق عليه و تثبت فدهش، و تلجلج و غمض، فعضضت علي كفي غيظا، و قلت له [93] : قل ما سنح لك، فلم يأت خيرا و لا معروفا، فأردت أن [94] أحطه عن المنبر و أقوم مقامه، فكرهت تكذيب الناس لي بما قلت فيه، و قد سألني الجمهور منهم: كيف قلت من فضله ما قلت؟


ما الذي سمعته من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في أبي بكر؟ فقلت لهم: [95] قد قلت: سمعت [96] [97] من فضله علي لسان رسول الله ما [98] لو وددت [99] أني شعرة في صدره ولي حكاية، فقلت: قل و الا فانزل، فتبينها [100] والله في وجهي و علم أنه لو نزل لرقيت، و قلت ما لا يهتدي الي قوله،فقال بصوت ضعيف عليل: وليتكم و لست بخيركم و علي فيكم، و اعلموا أن لي شيطانا يعتريني - و ما أراد به سواي - فاذا زللت فقوموني [101] لا أقع في أشعاركم و أبشاركم، و أستغفر الله لي و لكم، و نزل فأخذت بيده - و أعين الناس ترمقه - و غمزت يده غمزا، ثم أجلسته و قدمت الناس الي بيعته و صحبته لأرهبه، و كل من ينكر بيعته و يقول: ما فعل علي بن أبي طالب؟ فأقول [102] : خلعها من عنقه و جعلها طاعة المسلمين قلة خلاف عليهم في اختيارهم، فصار جليس بيته، فبايعوا و هم كارهون، فلما فشت [103] بيعته علمنا أن عليا يحمل فاطمة و الحسن و الحسين الي دور المهاجرين و الأنصار يذكرهم [104] بيعته علينا في أربعة مواطن، و يستنفرهم [105] فيعدونه النصرة ليلا و يقعدون عنه نهارا، فأتيت داره مستبشرا [106] لاخراجه منها، فقالت [107] الأمة فضة - و قد قلت لها قولي لعلي: يخرج الي بيعة أبي بكر فقد اجتمع عليه المسلمون، فقالت -: ان أميرالمؤمنين [108] عليه السلام


مشغول، فقلت: خلي عنك هذا و قولي له [109] يخرج و الا دخلنا عليه و أخرجناه كرها، فخرجت فاطمة فوقفت [110] من وراء الباب، فقالت: أيها الضالون المكذبون! ماذا تقولون؟ و أي شي ء تريدون؟ قلت: يا فاطمة! فقالت فاطمة: ما تشاء يا عمر؟! فقلت: ما بال ابن عمك قد أوردك للجواب و جلس من وراء الحجاب؟ [111] فقالت لي: [112] طغيانك - يا شقي - أخرجني و ألزمك الحجة، و كل ضال غوي [113] . فقلت: دعي عنك الأباطيل و أساطير النساء و قولي لعلي [114] يخرج. فقالت [115] : لا حبا [116] و لا كرامة [117] أبحزب الشيطان تخوفني يا عمر؟! و كان حزب الشيطان ضعيفا. فقلت: ان لم يخرج جئت بالحطب الجزل و أضرمتها نارا علي أهل هذا البيت [118] و أحرق من فيه، أو يقاد علي الي البيعة، [119] و أخذت سوط قنفذ فضربت [120] ، [121] و قلت لخالد بن الوليد: أنت و رجالنا هلموا في جمع الحطب، فقلت: اني مضرمها.

فقالت: يا عدو الله و عدو رسوله و عدو أميرالمؤمنين! فضربت فاطمة يديها [122] من الباب تمنعني من فتحه، فرمته فتصعب علي فضربت كفيها بالسوط فألمها، فسمعت لها زفيرا و بكاء، فكدت أن ألين و أنقلب عن الباب فذكرت أحقاد علي وولوغه [123] في دماء


صناديد العرب، وكيد محمد و سحره، فركلت [124] الباب و قد ألصقت [125] أحشاءها بالباب تترسه، و سمعتها [126] و قد صرخت صرخة حسبتها قد جعلت أعلي المدينة أسفلها، و قالت: يا أبتاه! يا رسول الله! هكذا كان يفعل بحبيبتك و ابنتك، آه يا فضة! اليك فخذيني فقد والله قتل ما في أحشائي من حمل، و سمعتها تمخض [127] و هي مستندة الي الجدار، فدفعت الباب و دخلت فأقبلت الي بوجه أغشي بصري، فصفقت صفقة [128] علي خديها من ظاهر الخمار فانقطع قرطها و تناثرت الي الأرض، و خرج علي، فلما أحسست به أسرعت الي خارج الدار و قلت لخالد و قنفذ و من معهما: نجوت من أمر عظيم.

و في رواية أخري [129] : قد جنيت جناية عظيمة لا آمن علي نفسي. و هذا علي قد برز من البيت و ما لي و لكم جميعا به طاقة. فخرج علي و قد ضربت يديها الي ناصيتها لتكشف عنها و تستغيث بالله العظيم ما نزل بها، فأسبل علي عليها ملأتها [130] و قال لها: يا بنت رسول الله! ان الله بعث أباك رحمة للعالمين، و أيم الله لئن كشفت عن ناصيتك سائلة الي ربك ليهلك هذا الخلق لأجابك حتي لا يبقي علي الأرض منهم [131] بشر، لأنك [132] و أباك أعظم عندالله من نوح عليه السلام الذي غرق من أجله بالطوفان جميع من [133] علي وجه [134] الأرض و تحت السماء الا من كان في السفينة، و أهلك قوم هود بتكذيبهم له [135] و أهلك عادا بريح صرصر، و أنت و أبوك أعظم قدرا من هود، و عذب ثمود - و هي اثنا عشر ألفا - بعقر الناقة و الفصيل، فكوني - يا سيدة النساء - رحمة علي هذا الخلق المنكوس و لا تكوني عذابا، واشتد بها المخاض و دخلت البيت، فأسقطت سقطا سماه علي [136] : محسنا، و جمعت


جمعا كثيرا، لا مكاثرة لعلي ولكن ليشد [137] بهم قلبي و جئت - و هو محاصر - فاستخرجته من داره مكرها مغصوبا و سقته الي البيعة سوقا، و اني لأعلم يقينا لاشك فيه لو اجتهدت أنا و جميع من [138] علي الأرض جميعا علي قهره ما قهرناه، ولكن لهنات [139] كانت [140] في نفسه أعلمها و لا أقولها، فلما انتهيت الي سقيفة بني ساعدة قام أبوبكر و من بحضرته يستهزؤون بعلي، فقال علي: يا عمر! أتحب أن أعجل [141] لك ما أخرته [142] سواء عنك [143] ؟ فقلت: لا، يا أميرالمؤمنين! فسمعني والله خالدبن الوليد، فأسرع الي أبي بكر، فقال له أبوبكر: ما لي و لعمر.. ثلاثا، و الناس يسمعون، و لما دخل السقيفة صبا [144] أبوبكر اليه، فقلت له [145] : قد بايعت يا أباالحسن! فانصرف، فأشهد [146] ما بايعه و لا مد يده اليه، و كرهت أن اطالبه بالبيعة فيعجل [147] لي ما أخره عني، وود أبوبكر أنه لم ير عليا في ذلك المكان جزعا و خوفا منه، و رجع علي من السقيفة و سألنا عنه [148] ، فقالوا:مضي الي قبر محمد فجلس اليه، فقمت أنا و أبوبكر اليه [149] ، و جئينا نسعي و أبوبكر يقول: ويلك يا عمر! ماالذي صنعت بفاطمة، هذا و الله الخسران المبين، فقلت: ان [150] أعظم ما [151] عليك أنه ما بايعنا و لا أثق [152] أن تتثاقل المسلمين [153] عنه. فقال: فما تصنع؟. فقلت [154] : تظهر أنه قد


بايعك عند قبر محمد، فأتيناه و قد جعل القبر قبلة [155] ، مسندا كفه علي تربته و حوله سلمان و أبوذر و المقداد و عمار و حذيفة بن اليمان، فجلسنا بازائه و أو عزت الي أبي بكر أن يضع يده علي مثل ما وضع علي يده و يقربها من يده، ففعل ذلك و أخذت بيد أبي بكر لأمسحها علي يده، و أقول: قد بايع، فقبض علي يده فقمت أنا [156] و أبوبكر موليا، و أنا أقول: جزا الله عليا خيرا، فانه لم يمنعك البيعة لما حضرت قبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فوثب من دون الجماعة أبوذر جندب بن جنادة الغفاري [157] و هو [158] يصيح [159] و يقول: والله - يا عدو الله - ما بايع علي عتيقا [160] ، و لم يزل [161] كلما لقينا [162] قوما [163] و أقبلنا علي قوم نخبرهم ببيعته و أبوذر يكذبنا، والله ما بايعنا في خلافة أبي بكر و لا في خلافتي و لا يبايع لمن بعدي و لا بايع من أصحابه اثنا عشر رجلا لا لأبي بكر و لا لي، فمن فعل - يا معاوية -فعلي و استشار [164] أحقاده السالفة غيري؟!.

و أما أنت و أبوك أبوسفيان و أخوك عتبة فأعرف ما كان منكم في تكذيب محمد صلي الله عليه و آله و سلم و كيده، و ادارة الدوائر بمكة، و طلبته في جبل حراء لقتله، و تألف الأحزاب [165] و جمعهم عليه، و ركوب أبيك الجمل و قد قاد الأحزاب، و قول [166] محمد: لعن الله الراكب و القائد و السائق، و كان أبوك الراكب و أخوك عتبة القائد و أنت السائق، و لم أنس أمك هندا و قد [167] بذلت لوحشي ما بذلت حتي [168] تكمن [169] لحمزة - الذي دعوه أسد الرحمن في أرضه -


و طعنه بالحربة، ففلق فؤاده و شق عنه و أخذ كبده فحمله الي أمك، فزعم محمد بسحره أنه [170] لما أدخلته فاها لتأكله صار جلمودا [171] فلفظته [172] من فيها، فسماها محمد أصحابه [173] : آكلة الأكباد، و قولها في شعرها لاعتداء [174] محمد و مقاتليه:



نحن بنات طارق

نمشي علي النمارق



كالدر في المخانق [175]

و المسك في المفارق [176] .



ان يقبلوا [177] نعانق

أو يدبروا [178] نفارق



فراق غير وامق [179] .

و نسوتها في الثياب الصفر المرئية [180] مبديات [181] وجوههن و معاصمهن [182] و رؤوسهن يحرصن [183] علي قتال محمد، انكم لم تسلموا طوعا و انما [184] أسلمتم كرها يوم فتح مكة فجعلكم طلقاء، و جعل أخي زيدا [185] و عقيلا أخا [186] علي بن أبي طالب و العباس عمهم مثلهم، و كان من أبيك في نفسه، فقال: والله يا ابن أبي كبشة! لأملأنها عليك خيلا


و رجلا و أحول بينك و بين هذه الأعداء. فقال محمد و يؤذن للناس أنه علم [187] ما في نفسه: أو يكفي الله شرك يا أباسفيان! و هو يري الناس [188] أن لا يعلوها أحد غيري، و علي [189] و من يليه من أهل بيته فبطل سحره و خاب سعيه، و علاها أبوبكر و علوتها بعده و أرجو أن تكونوا معاشر بني أمية عيدان أطنابها، فمن ذلك قد وليتك و قلدتك اباحة ملكها و عرفتك فيها و خالفت قوله فيكم، و ما أبالي من تأليف شعره و نثره، أنه قال: يوحي الي منزل من ربي في قوله: (و الشجرة الملعونة في القرآن) [190] فزعم أنها أنتم يا بني أمية، فبين عداوته حيث ملك كما لم يزل هاشم و بنوه أعداء بني عبد شمس، و أنا - مع تذكيري اياك [191] يا معاوية! و شرحي لك ما قد شرحته - ناصح لك و مشفق عليك من ضيق عطنك [192] ، بطعن أو شماتة بموت أو ردا عليه فيما أتي به، أو استصغارا لما أتي به فتكون من الهالكين، فتخفض ما رفعت و تهدم ما بنيت، و احذر كل الحذر حيث دخلت علي محمد مسجده و منبره، و صدق محمدا في كل ما أتي به و أورده ظاهرا، و أظهر التحرز و الواقعة في رعيتك، و أوسعهم حلما، و أعمهم بروائح العطايا، و عليك باقامة الحدود فيهم [193] و تضعيف الجناية منهم لسببا [194] محمد بن مالك و رزقك [195] و لا ترهم [196] أنك تدع لله حقا و لا تنقض فرضا و لا تغير لمحمد سنة [197] فتفسد علينا الامة،


بل خذهم من مأمنهم، واقتلهم بأيديهم، و أبدهم [198] بسيوفهم، و تطاولهم و لا [199] تناجزهم، و لن لهم و لا تبخس عليهم، و افسح لهم [200] في مجلسك، و شرفهم في مقعدك، و توصل الي قتلهم برئيسهم، و أظهر البشر و البشاشة بل اكظم غيظك و اعف عنهم يحبوك و [201] يطيعوك، فما آمن علينا و عليك ثورة علي و شبليه الحسن و الحسين، فان أمكنك في عدة من الامة فبادر و لا تقنع بصغار الأمور، واقصد بعظيمها واحفظ [202] وصيتي اليك و عهدي واخفه و لا تبده، و امتثل أمري و نهيي وانهض بطاعتي، و اياك و الخلاف علي، و اسلك طريق أسلافك، واطلب بثارك، واقتص آثارهم، فقد أخرجت اليك بسري [203] وجهري، و شفعت هذا بقولي:



معاوي [204] ان القوم جلت امورهم

بدعوة من عم البرية بالوتر



صبوت [205] الي دين لهم فأرابني

فابعد بدين قد قصمت به ظهري



و ان أنس لا أنس الوليد و شيبة

و عتبة و العاص السريع [206] لدي بدر



و تحت شغاف [207] القلب لدغ لفقدهم

أبوحكم أعني [208] الضئيل [209] من الفقر



أولئك فاطلب - يا معاوي - ثارهم

بنصل [210] سيوف الهندو الأسل [211] السمر [212] .






وصل [213] برجال الشام في معشرهم [214] .

هم الأسد و الباقون في أكم [215] الوعر [216] .



توسل [217] الي التخليط في الملة التي

أتانا به الماضي المسموه [218] بالسحر



و طالب بأحقاد مضت لك مظهرا

لعلة دين عم كل بني النضر



فلست تنال الثار الا بدينهم

فتقتل [219] بسيف القوم جيد بني عمر



لهذا لقد [220] وليتك الشام راجيا

و أنت جدير أن تؤول الي صخر



قال: فلما قرأ عبدالله بن عمر هذا العهد، قام الي يزيد فقبل رأسه، و قال: الحمدلله - يا أميرالمؤمنين [221] ! - علي قتلك الشاري ابن الشاري، والله ما أخرج أبي الي بما [222] أخرج الي أبيك، والله لا آراني أحد من رهط محمد بحيث [223] يحب و يرضي، فأحسن جائزته و بره، ورده مكرما.

فخرج عبدالله بن عمر من عنده ضاحكا، فقال له الناس: ما قال لك؟ قال: قولا [224] صادقا لوددت أني كنت مشاركه فيه. و سار راجعا الي المدينة، و كان جوابه لمن يلقاه هذا الجواب.


ويروي: أنه أخرج يزيد (لعنه الله) الي عبدالله بن عمر كتابا فيه عهد عثمان بن عفان فيه [225] أغلظ من هذا و أدهي و أعظم من العهد الذي كتبه [226] عمر لمعاوية، عمر لمعاوية، فلما قرأ عبدالله العهد الآخر قام فقبل رأس يزيد (لعنه الله)، و قال: الحمدلله علي قتلك الشاري ابن الشاري [227] ، واعلم أن والدي عمر أخرج الي من سره بمثل هذا الذي أخرجه الي أبيك معاوية، و لا أري أحدا من رهط محمد و أهله و شيعته بعد يومي هذا الا [228] غير منطو لهم علي [229] خير أبدا. فقال يزيد: أفيه [230] شرح الخفا يا ابن عمر؟ [231] .

والحمدلله وحده و صلي الله علي محمد و آله، قال ابن عباس: أظهروا الايمان و أسروا الكفر، فلما وجدوا عليه أعوانا أظهروه. [232] .

المجلسي، البحار، 300 - 286 / 30 عنه: البهبهاني، الدمعة الساكبة، 205 - 194 / 5؛ الدربندي، أسرار الشهادة، / 123 - 118


في كتب التواريخ: لما قتل الحسين عليه السلام و ورد نعيه الي المدينة أقيمت المآتم عند أزواج النبي صلي الله عليه و آله و سلم في منزل أم سلمة و في دور المهاجرين و الأنصار، فخرج عبدالله بن عمر صارخا من داره، لاطما وجهه، شاقا جيبه، يقول: يا معشر بني هاشم و قريش و المهاجرين و الأنصار! يستحل هذا من رسول الله في أهله و ذريته و أنتم أحياء ترزقون.

و خرج من المدينة تحت ليله، لايرد مدينة الا صرخ فيها و استنفر أهلها علي يزيد، فلم يمر بملأ من الناس الا تبعه، و قالوا: هذا عبدالله بن عمر ابن خليفة رسول الله ينكر فعل يزيد حتي ورد دمشق، و أتي باب يزيد في خلق من الناس و اضطربت الشام، فاستأذن عليه، قال يزيد: فورة من فورات أبي محمد و عن قليل يفيق منها، فأذن يزيد لعبدالله وحده، فدخل صارخا يقول: لا أدخل يا أمير، و قد فعلت بأهل بيت محمد صلي الله عليه و آله و سلم ما لو تمكنت الروم و الترك ما استحلوا ما استحللت و لا فعلوا ما فعلت، قم عن هذا البساط حتي يختار المسلمون من هو أحق به منك. فرحب به يزيد، و تطاول له و ضمه اليه، و قال: يا أبا محمد! اسكن من فورتك و بغيك اسمع باذنك، ما تقول في أبيك عمرا، كان هاديا مهديا خليفة رسول الله و ناصره و مصاهره بأختك حفصة. فقال: هو كما وصفت. قال يزيد: أفترضي به و بعهده الي أبي معاوية أو ما ترضاه؟ قال: بل أرضي. فضرب بيده علي يد عبدالله، و قال: قم حتي تقرأ. فقام معه حتي ورد خزانة من خزائنه، فدخلها، و دعا بصندوق، ففتحه،و استخرج منه تابوتا مقفلا مختوما، فاستخرج منه طومارا لطيفا في خرقة حرير سوداء، فقال: هذا خط أبيك؟ قال: اي والله. قال: اقرأ حتي تعلم أني ما فعلت الا علي حسب هذا الطومار. فقرأ ابن عمر، و رضي بذلك، و حسن فعله.


أقول: ففعل يزيد علي حسب ذاك الطومار حتي وضع رأس الحسين عليه السلام بين يديه، و جعل يقول: واتبعت الشيخ فيما قد سال يعني عمر، ثم اعلم أنه قد ذكر المجلسي رحمه الله هذا الخبر علي نحو يقرب مما ذكرناه، و نحن نذكره أيضا تبصرة للمتبصرين، و هو هذا قال في البحار:

لما ورد نعي الحسين عليه السلام المدينة، و قتل ثمانية عشر من أهل بيته و اثنين و سبعين رجلا من شيعته، و قتل علي ابنه بين يديه و سبي ذراريه، كتب عبدالله بن عمر بن الخطاب الي يزيد بن معاوية: أما بعد، فقد عظمت الرزية و جلت المصيبة و حدث في الاسلام حدث عظيم، و لا يوم كيوم الحسين عليه السلام.

فكتب اليه يزيد: أما بعد يا أحمق! فاننا جئنا الي بيوت منجدة، و فرش ممهدة، و وسائد منضدة، فقاتلنا عنها فان يكن الحق لنا فعن حقنا قاتلنا و ان يكن الحق لغيرنا، فأبوك أول من سن هذا وابتز و استأثر بالحق علي أهله.

فوصل الكتاب اليه، فخرج عبدالله الي الشام و علي صورة الظاهر منكرا لفعل يزيد و مستنفرا الناس عليه حتي أتي يزيد و أغاظ له القول، فخلا به يزيد و أخرج اليه طومارا طويلا كتبه عمر الي معاوية و أظهر فيه أنه علي دين آبائه من عبادة الأوثان و أن محمدا كان ساحرا غلب علي الناس بسحره، و أوصاه بأن يكرم أهل بيته ظاهرا، و يسعي في أن يبيدهم عن جديد الأرض و لا يبقي لهم شيئا. فلما قرأه ابن عمر رضي بذلك و رجع و جعل يظهر للناس أن يزيد محق فيما أتي به، و معذور فيما فعله، انتهي.

أقول: فمن أجل هذا الطومار جعل يزيد (لعنه الله) يقول:



لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء و لا وحي نزل



و يكث بقضيبه الخ.

و لنعلم ما قال المرحوم السيد جعفر الحلي رحمه الله:



غضبوا الخلافة من أبيك و أعلنوا

أن النبوة سحرها مأثور




اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد و آل محمد و آخر تابع له علي ذلك، اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين عليه السلام، و شايعت، و بايعت، و تابعت علي ذلك، فوالله ما قتل الحسين عليه السلام الا في يوم السقيفة و لقد أجاد القائل:



اليوم جردت السقيفة سيفها

فغدا به رأس الحسين قطيعا



المازندراني، معالي السبطين، 247 - 245 / 2

قال الامام محمد بن عبدالله في الفرائد: وروي البلاذري في تاريخه: أن عبدالله بن عمر كتب الي يزيد (لعنه الله): أما بعد، فقد عظمت الرزية، و جلت المصيبة، و حدث في الاسلام حدث عظيم، و لا يوم كيوم الحسين... الخ. فأجابه يزيد (لعنه الله): أما بعد، يا أحمق! فانا جئنا الي قصور مشيدة، و وسائد منضدة، فقاتلنا عنها، فان يكن الحق لنا فعن حقنا قاتلنا، و ان يكن الحق لغيرنا فأبوك أول من سن وابتز واستأثر بالحق علي أهله.

قلت: و هو كجواب أبيه معاوية علي محمد بن أبي بكر الذي رواه في الشافي، و شرح النهج، و سيأتي ان شاء الله تعالي.

قال نافع لابن عمر: من خيرالناس بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ قال: ما أنت و ذاك لا أم لك. ثم قال: استغفرالله خيرهم بعده من كان يحل له ما كان يحل له، و يحرم عليه ما كان يحرم عليه، قلت: من هو؟ قال: علي، سد أبواب المسجد و ترك باب علي، و قال له: لك في هذا المسجد ما لي و عليك فيه ما علي و أنت و ارثي و وصيي، و تقضي ديني، و تنجز عداتي، و تقتل علي سنتي، كذب من زعم أنه يبغضك و يحبني. رواه ابن المغازلي عن جعفر بن محمد، عن أبيه، أخرجه في تفريج الكروب.

قال الامام محمد بن عبدالله: واسمع الي حديث رواه مسلم و غيره لما تغيظ أهل المدينة و مكة، واشتد عليهم قتل الحسين خلعوا يزيد (لعنه الله)، و أقاموا عبدالله بن مطيع، ثم دخل عليه ابن عمر، فقال: اطرحوا لأبي عبدالرحمان و سادة، فقال ابن عمر: اني لم آتك لأجلس، أتيتك لأحدثك، سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: «من خلع يدا من طاعة لقي


الله و لا حجة له، و من مات ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية» فتأمل ابن عمر أورد الحديث مطلقا بدون قيده المعلوم عند الأمة من طاعة الله، و اقامة كتاب الله - الي قومه - و قد علم بأنه قتل الحسين، و سبي حريم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و فعل كل طامة، و كأنه لما كتب الي يزيد الملعون و أجاب عليه بما ألقمه الحجر، و لم لم يدخل في بيعة من يدور معه الحق حيثما دار، و قد طلبه و أخلي رقبته عن بيعة امام الحق حقا فيما رواه من الحديث، فلو بادره الموت في حياة أميرالمؤمنين لمات ميتة جاهلية بالنص الذي رواه، و لهذا قال علي عليه السلام له و لآخر: «لم ينصرا الحق، و لم يخذلا الباطل» و ما باله ترك بيعة علي عليه السلام، و جاء الي الحجاج يبايعه لعبدالملك بن مروان، وروي هذا الحديث، فقال له الحجاج: يا عبدالله! ان يدي مشغولة، و هذه رجلي فبايع رجله، و استنكر الحجاج ذلك منه، و تمنعه من بيعة علي، ولولا أنه روي من وجوه كثيرة توبة ابن عمر و أوبته لحكمنا بهلاكه، لكن الله تداركه.

مجدالدين، لوامع الأنوار، 129 - 128 / 3



پاورقي

[1] [الأسرار: «انه لما قتل»].

[2] [في نفحات اللاهوت مکانه: «و نقل بعض مشايخنا بأن البلاذري روي: أن الحسين لما قتل کتب:...»].

[3] [لم يرد في الأسرار].

[4] [لم يرد في الأسرار].

[5] [لم يرد في نفحات اللاهوت و البحار و العوالم و الأسرار].

[6] [في البحار و العوالم و الأسرار: «فاننا»].

[7] [في نفحات اللاهوت: «متجددة» و في البحار و العوالم و الأسرار: «منجدة»]..

[8] [في نفحات اللاهوت و البحار والعوالم و الأسرار: «وسائد»].

[9] [في نفخ اللاهوت و العوالم: «يکن»].

[10] [لم يرد في الأسرار].

[11] [أضاف في نفحات اللاهوت: «وابتل»، و في البحار و العوالم: «وابتز»، و في الأسرار: «وابتن»].

[12] [الأسرار: «الحق عن»].

[13] [الأسرار: «الحق عن»].

[14] [في العوالم مکان: «أقول: قد مر في کتاب مطاعن الثلاثة و أحوالهم خبر طويل...»].

[15] [في الأسرار مکانه: «قد نقل العلامة المجلسي في البحار عن کتاب دلائل الامامة باسناده عن...»].

[16] [لم يرد في الأسرار].

[17] [لم يرد في الأسرار].

[18] [الدمعة الساکبة: «ابنه علي عليه‏السلام وابنه»].

[19] [الدمعة الساکبة: «ابنه علي عليه‏السلام وابنه»].

[20] [في مطبوع البحار: زراريه، و هو غلط.

[21] [الأسرار: «خرج»].

[22] [الأسرار: «استفز»].

[23] [الدمعة الساکبة: «يتبعه و يسمع»].

[24] [الدمعة الساکبة: «يتبعه و يسمح»].

[25] [الأسرار: «الخليفة»].

[26] لاتوجد: ابن... في (س)، ووضع عليها رمز نسخة بدل في (ک).

[27] [الأسرار: «الخليفة»].

[28] [الأسرار: «يستفز»].

[29] [في (س): يحبه.

[30] [لم يرد في الأسرار، وفي الدمعة الساکبة: «عليه»].

[31] في (س): ودوده.

[32] [الدمعة الساکبة: «عليه»].

[33] [الدمعة الساکبة: «عليه»].

[34] [الأسرار: «يا يزيد»].

[35] [لم يرد في الدمعة الساکبة].

[36] [الدمعة الساکبة: «فلو تمکنت»].

[37] [الدمعة الساکبة: «فلو تمکنت»].

[38] [زاد في الدمعة الساکبة: «و بغيک»].

[39] [الدمعة الساکبة: «ما نقول»].

[40] [الأسرار: «و ناصر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم»].

[41] [الأسرار: «و ناصر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم»].

[42] [الأسرار: «لرسول الله اللات و العزي يعبدان علانية و يعبد الله»].

[43] [الأسرار: «لرسول الله اللات و العزي يعبدان علانية و يعبد الله»].

[44] [الأسرار: «هما»].

[45] [لم ير في الأسرار].

[46] [لم يرد في الأسرار].

[47] [الدمعة الساکبة: «ولاه»].

[48] [لم يرد في الأسرار].

[49] [الأسرار: «فقرأ»].

[50] [لم يرد في الأسرار].

[51] [لم يرد في الأسرار].

[52] [الأسرار: «الأمة»].

[53] [الدمعة الساکبة: «البينة»].

[54] [الأسرار: «باتيانهم»].

[55] في (ک) [و الدمعة الساکبة و الأسرار]: اختلفوا.

[56] [الأسرار: «مما»].

[57] آل عمران: 96.

[58] البقرة: 144.

[59] [الدمعة الساکبة: «صلواتهم»].

[60] في (ک) [و الأسرار]: يجيبونها.

[61] [في الدمعة الساکبة و الأسرار: «سديدا»].

[62] [لم يرد في الأسرار].

[63] [الدمعة الساکبة: «الظاهر»].

[64] [الدمعة الساکبة: «الوليد»].

[65] [لم يرد في الأسرار].

[66] [الأسرار: «لا ثلج»].

[67] [الدمعة الساکبة: «تقيس»].

[68] [لم يرد في الأسرار].

[69] [الأسرار: «لأبي لفشل»].

[70] [الأسرار: «لأبي لفشل»].

[71] [لم يرد في الأسرار].

[72] قال في القاموس 279 / 1: التليد: ما ولد عندک من مالک أو نتج.

[73] [لم يرد في الأسرار].

[74] [الأسرار: «فما نسيناه، أو»].

[75] [الأسرار: «فما نسيناه، أو»].

[76] [الأسرا: «رفع»].

[77] [في الدمعة الساکبة و الأسرار: «شهد»].

[78] [الأسرار: «الجميع»].

[79] [الأسرار: «الجميع»].

[80] [الأسرار: «و لا أملک»].

[81] [الأسرار: «و لا أملک»].

[82] قال في القاموس 235 / 4: و السکن - بالتحريک - النار. [و في الدمعة الساکبة: «أسکن»].

[83] [الدمعة الساکبة: «ختمة»].

[84] وضع علي الواو في (ک): رمز نسخة بدل. [و لم يرد في الدمعة الساکبة].

[85] کذا و لعلها: لهم.

[86] قد تقرأ في المطبوع [و الدمعة الساکبة و الأسرار]: بيدي.

[87] في (س) و في نسخة علي (ک): يرعد.

[88] قال في القاموس 203 / 2: التيس: الذکر من الظباء و المعز و الوعول، أو اذا أتي عليه سنة.

[89] الشفار - جمع الشفرة - و هي: السکين العظيم و ما عرض من الحديد و حدد، قاله في القاموس 61 / 2. و الجاذر: القاطع، و اضافة الشفار الي الجاذر من اضافة الموصوف الي الصفة.. أي الي الشفار الجاذرة، و لعله مثل.

[90] [الدمعة الساکبة: «الجازر»].

[91] [الأسرار: «مبهوتا»].

[92] جاء في متن (س):مدهوشا، ثم استظهر ما أثبتناه کما هو في (ک)، قال في القاموس، 274 / 2: الدمش: الهيجان و الثوران من حرارة أو شرب دواء.

[93] [لاتوجد: له، في (س).

[94] في (ک): و أن.

[95] [في الدمعة الساکبة: «قد قلت» و في الأسرار: «قد سمعت»].

[96] [في الدمعة الساکبة: «قد قلت» و في الأسرار: «قد سمعت»].

[97] خط علي کلمة: سمعت، في (ک).

[98] [الدمعة الساکبة: «لوددت»].

[99] [الدمعة الساکبة: «لوددت»].

[100] [الکلمة مشوشة في مطبوع البحار، و هذا ما استظهرناه، و لعلها تقرأ: فبيتها، فيتيها، أو غير ذلک.

[101] [الدمعة الساکبة: «فقوموا لي»].

[102] [الأسرار: «أقول»].

[103] [الأسرار: «و نشت»].

[104] في (س) [والدمعة الساکبة]: و يذکرهم.

[105] [الأسرار: «يستفزهم»].

[106] [في المطبوع: «مستيشرا»] ما في مطبوع البحار يقرأ: مستأشرا، و المستأشر: هو الذي يدعو الي تحزيز الأسنان، کما في القاموس 364 / 1. قال في مجمع البحرين 511 / 3: وشرت المرأة أنيابها وشرا - من باب وعد - اذا حددتها و رققتها فهي واشرة، و استوشرت: سألت أن يفعل بها ذلک.

أقول: و لعل الواو قلبت ياء و لعله کناية. [و في الدمعة الساکبة: «مستشيرا»، و في الأسرار: «مستثيرا»].

[107] [الأسرار: «فقامت»].

[108] [زاد في الدمعة الساکبة و الأسرار: «عليا»].

[109] [لم يرد في الأسرار].

[110] [الأسرار: «فوقعت»].

[111] [الدمعة الساکبة: «فقالت: في»].

[112] [الدمعة الساکبة: «فقالت: في»].

[113] [الأسرار: «قوي»].

[114] [الأسرار: «بعلي»].

[115] [لم يرد في الدمعة الساکبة، و في الأسرار: «فقالت فاطمة»].

[116] [في المطبوع: «لا حب»]. کذا وردت في (ک)، الا أنه وضع علي: فقالت، رمز مؤخر (م)، و علي: لاحب و لا کرامة، رمز مقدم، فتصير هکذا: لا حب و لا کرامة فقالت: أبحزب.. الي آخره، و الظاهر: لا حبا.

[117] [زاد في الدمعة الساکبة: «فقالت»].

[118] [لم يرد في الأسرار].

[119] في (س) [و الأسرار]: و ضربت و أخذت سوط قنفذ.

[120] في (س) [و الأسرار]: و ضربت و أخذت سوط قنفذ.

[121] [الدمعة الساکبة: «فضربتها»].

[122] جاء في (س) [و الأسرار]: يدها.

[123] [في المطبوع: «وولوعه»].

[124] قال في القاموس 386 / 3: الرکل: الضرب برجل واحدة.

[125] [الدمعة الساکبة: «التصقت»].

[126] [لم يرد في الأسرار].

[127] قال في القاموس 344 / 2: مخضت تمخيضا: أخذها الطلق.

[128] في (س): صفقته.

[129] [لم يرد في الأسرار].

[130] قال في مجمع البحرين 398 / 1: ملاءة: کل ثوب لين رقيق.

[131] [لم يرد في الأسرار].

[132] [الأسرار: «الا أنک»].

[133] [الأسرار: «في»].

[134] [الأسرار: «في»].

[135] [لم يرد في الأسرار].

[136] [لم يرد في الدمعة الساکبة].

[137] [الدمعة الساکبة: «ليشتد»].

[138] [الأسرار: «من کان»].

[139] قال في القاموس 404 / 4: هنت و هنوات و الهنات: الداهية.

[140] [لم يرد في الأسرار].

[141] توجد في (ک) نسخة [والدمعة الساکبة]: تعجل.

[142] [نسخة جائت علي (ک) [و الدمعة الساکبة]: من سوءتک عنه. [و في الأسرار: «من سوء عنک»].

[143] نسخة جاءت علي (ک) [والدمعة الساکبة]: من سوءتک عنه. [و في الأسرار: «من سوء عنک»].

[144] صبا اليه: جن، کما في القاموس 351 / 4، و غيره. [و في الأسرار: «جثا»].

[145] [لم يرد في الدمعة الساکبة].

[146] [الدمعة الساکبة: «فأشهد أنه»].

[147] [الأسرار: «ليعجل»].

[148] في (س): منه، بدلا من: عنه.

[149] [لم يرد في الأسرار].

[150] [الدمعة الساکبة: «أعظمها هاما»].

[151] [الدمعة الساکبة: «أعظمها هاما»].

[152] [الأسرار: «بتثاقل المسلمين»].

[153] [الأسرار: «بتثاقل المسلمين»].

[154] [في الدمعة الساکبة: «فقال» و في الأسرار: «قلت»].

[155] [لم يرد في الأسرار].

[156] لا توجد: أنا، في (س) [و الأسرار].

[157] [لم يرد في الأسرار].

[158] و هو، لا توجد في (س).

[159] [لم يرد في الأسرار].

[160] [الدمعة الساکبة: «اعتيقا»].

[161] [الأسرار: «لم نزل»].

[162] [الدمعة الساکبة: «ألقينا»].

[163] لاتوجد: قوما، في (س). [و في الدمعة الساکبة و الأسرار: «قوم»].

[164] [في الدمعة الساکبة: «فاستثار»، و في الأسرار: «استثار»].

[165] [الأسرار: «و قوله»].

[166] [الأسرار: «و قوله»].

[167] [لم يرد في الدمعة الساکبة].

[168] [لم يرد في الأسرار].

[169] [زاد في الدمعة الساکبة و الأسرار: «نفسه»].

[170] لاتوجد: انه، في (س).

[171] جلمود - کعصفور -: الصخر، کما في القاموس 284/ 1.

[172] في (س): فلفظتها.

[173] [لم يرد في الأسرار].

[174] [الأسرار: «لأعداء»].

[175] قال في القاموس 229 / 3: مخنقة - کمکنسة -: القلادة. و جمعها: مخانق. [و في الأسرار: «المخارق»].

[176] مفرق - کمقعد و مجلس -: وسط الرأس، کما في القاموس 274 / 3.

[177] [في الدمعة الساکبة و الأسرار: «ان تقبلوا»].

[178] [في الدمعة الساکبة و الأسرار: «تدبروا»].

[179] وامق.. أي محب، کما نص عليه في القاموس 290 / 3.

[180] في (ک): المرسبة، و لم نجد لها معنا مناسبا لغة، فراجع. [و في الدمعة الساکبة و الأسرار: «المرسية»].

[181] [الأسرار: «مبتدئات»].

[182] [الدمعة الساکبة: «وسط جمعهن»].

[183] فس (س): يحرصهن، و الظاهر [و الدمعة الساکبة]: يحرضن.

[184] [الدمعة الساکبة: «ان»].

[185] [الدمعة الساکبة: «و عقيل و أخو»].

[186] [الدمعة الساکبة: «و عقيل و أخو»].

[187] [لم يرد في الدمعة الساکبة].

[188] [الدمعة الساکبة: «للناس»].

[189] [الدمعة الساکبة: «و غير علي»].

[190] الاسراء: 60.

[191] [الدمعة الساکبة: «أباک»].

[192] قال في القاموس 248 / 4: العطن - محرکة -: وطن الابل و مبرکها حول الحوض، و مربض الغنم و حول الماء. [و في الساکبة و الأسرار: «مطالبة»].

[193] [الأسرار: «و لا تربهم»].

[194] کذا، و لعله: لسبب. [و في الدمعة الساکبة: «واعط»].

[195] من کلمة: و تضعيف... الي رزقک، لا توجد في (س).

[196] [الأسرار: «و لا تربهم»].

[197] في (ک): سنته.

[198] في (ک) [و الدمعة الساکبة و الأسرار]: أيدهم.

[199] [لم يرد في الأسرار].

[200] [لم يرد في الأسرار].

[201] [الدمعة الساکبة: «و کلهم»].

[202] [الأسرار: «واحفظن»].

[203] [الدمعة الساکبة: «سري»].

[204] معاوي: مرخم معاوية - لعنة الله عليه -.

[205] صبي اليه: جن و مال، کما جاء في القاموس 351 / 4، و غيره.

[206] [في الدمعة الساکبة و الأسرار: «الصريع»].

[207] ذکر في القاموس المحيط 159 / 3 ان: الشغاف - کسحاب -: غلاف القلب أو حجابه أو حبته أو سويداؤه.

[208] [لم يرد في الأسرار].

[209] في (س): الضيل. و الضئيل - کأمير - بمعني الصغير، الدقيق الحقير، و النحيف، کما نص عليه في القاموس 5 / 4. و لا معني ل (ضيل) هنا.

[210] [في الدمعة الساکبة: «ببيض» و في الأسرار: «بنسل»].

[211] [قال الفيروزآبادي في قاموسه 328 / 3: الأسل - محرکة -: نبات.. و الرماح: و النبل.

[212] [السمر جمع الأسمر و هو الرمح.

[213] [الدمعة الساکبة: «وسل»].

[214] الأسرار: «معشر بهم»].

[215] الأکمة - محرکة -: التل من القف من حجارة واحدة أو هي دون الجبال... و جمعها: أکم، کما في القاموس 75 / 4.

[216] قال في القاموس 154 / 2: الوعر: ضد السهل. و المعني أن الباقين أکم في مکان صلب سهل ابادتهم و اهلاکهم.

[217] [في الدمعة الساکبة و الأسرار: «توصل»].

[218] [الکلمة مشوشة في مطبوع البحار. [و في الدمعة الساکبة و الأسرار: «المموه»].

[219] [الأسرار: «فقتل»].

[220] [الأسرار: «و قد»].

[221] [الأسرار: «يا يزيد»].

[222] [في الدمعة الساکبة و الأسرار: «ما»].

[223] کذا، و لعلها: الا بحيث..

[224] [الأسرار: «قال قولا»].

[225] [في الأسرار: «و کان» و] لاتوجد في (س):بن عفان.

[226] [الأسرار: «کتب»].

[227] هنا ثلاثة أبيات لا ربط لها بالمقام، و خط عليها في (ک)، و الصحيح موضعها بعد مصرع: و ما عاصم فيها بصفر غيابة. و قد ذکرنا هناک. [و في الأسرار: «و ابن‏الشاري»].

[228] [لم يرد في الأسرار].

[229] [لا توجد: علي، في (ک).

[230] [الأسرار: «فيه»].

[231] [الي هنا حکاه عنه في الأسرار].

[232] [و قد حکاه هذا الحديث بتمامه في: ناسخ التواريخ في أحوالات الامام السجاد عليه‏السلام، 359 - 354 / 2 بالفارسية].

در جلد عاشر بحار مسطور است؛ که علامه مي‏فرمايد که بلاذري روايت نموده است که چون حضرت امام حسين عليه‏السلام شهيد گرديد، عبدالله بن عمر به يزيد ملعون نامه کرد:

«همانا رزيتي بزرگ روي داد و مصيبت عظيم گرديد و واقعه‏اي بس غريب در اسلام روي نمود، نيست روزي مانند روز حسين، يعني همچنين روز تاکنون نيامده و تا قيامت نمي‏آيد.»

يزيد در پاسخ او نوشت:

«اي احمق نادان، همانا ما وارد شديم به خانه‏هاي آراسته و فرشهاي گسترده و بالشهاي بر فراز يک ديگر برنهاده و عمارات سلطنتي و زينتهاي خسروانه، چون خواستند در اين جمله با ما منازعت نمايند ما از در مقاتلت درآمديم، هم‏اکنون اگر حق با ما بود و اين قتال را از روي حق کرده‏ايم، پس اين مقاتلت براي حفظ حقوق و آرزومندي حق بوده است و تو را و ديگران را حق ملامت و نکوشهي به ما نرسد، اگر اين جمله از ديگران بوده و ما را حقي نيست و حق با غير ماست، پس پدر تو اول کسي است که اين سنت و اين بنيان را اساس گذاشت و به جفا و غلبه استيلا يافت و خود را ذي حق شمرد و بر اهل حق فزوني و برتري جست و ايشان را از حق خود محروم ساخت.»

سپهر، ناسخ التواريخ حضرت سجاد عليه‏السلام، 360 - 359 / 2.