بازگشت

شقي يجني علي جثة الحسين طمعا في سراويله فيعجل الله له عذاب الدنيا


و عنه، عن الحسين بن علي الصائغ، عن محمد بن شهاب الوشاء، عن كثير بن وهب،عن الحدا بن يونس بن ظبيان، عن جابر بن يحيي المعبراني،عن سعيد بن المسيب قال: لما استشهد أبوعبدالله الحسين عليه السلام و حج الناس من قابل، دخلت علي سيدي لعي بن الحسين عليهماالسلام، فقلت له: يا مولاي قد قرب الحج، فماذا تأمرني؟ قال: امض علي نيتك. فحججت، فبينما أنا أطوف بالكعبة، فاذا نحن برجل مقطوع اليدين، و وجهه كقطع الليل المظلم، متعلقا بأستار الكعبة، و هو يقول: اللهم رب هذا البيت الحرام، اغفر لي و ما أحسبك تغفر لي، و لو شفع لي سكان سماواتك، و جميع من خلقت لعظم جرمي.

قال سعيد بن المسيب: فشغلنا و شغل جميع الناس من الطواف حتي حف به الناس و اجتمعنا عليه، و قلنا له: يا ويلك لو كنت ابليس لعنه الله لكان ينبغي أن لا ييأس من رحمة الله، فمن أنت؟ و ما ذنبك؟

فبكي، و قال: يا قوم أنا أعرف بنفسي و ذنبي، و ما جنيت، فقلنا له: تذكره لنا؟

فقال: اني كنت جمالا لأبي عبدالله الحسين بن علي عليهما السلام لما مر من المدينة الي العراق، و كنت أراه اذا أراد الوضوء للصلاة، فاذا يضع سراويله، فأري التكة تغشي الأبصار بحسن اشراقهما و ألوانها، و كنت أتمناها، الي أن صرنا بكربلاء، فقتل الحسين بن علي (صلوات الله عليه) و أنا معه فدفنت نفسي في مكان من الأرض، و لم أطلب الا مثالي. قال: فلما جن علينا الليل، خرجت من مكاني، فرأيت تلك المعركة بها نورا لا ظلمة و نهارا لا ليلا، و القتلي مطروحين علي وجه الأرض، فذكرت لشقاوتي التكة، فقلت: و الله لأطلبن الحسين، فأرجو أن تكون التكة عليه في سراويله، فآخذها، و لم أزل أنظر في وجوه القتلي حتي وجدته جديلا، فاذا التكة فيها، فدنوت منه، و ضربت بيدي الي التكة، فاذا هو قد عقدها عقدة قوية، فلم أزل أحل حتي حللت منها عقدة، فمد يده اليمين، و قبض


علي التكة، فلم أقدر علي أخذ يده عنها، و لا أصل اليها، فدعتني نفسي الملعونة الي أن طلبت، فوجدت قطعة من سيف مطروحة، فأخذتها، و انكببت علي يده، فلم أزل أحزها من يده حتي فصلتها عن التكة، ثم حللت عقدة أخري، فمد يده اليسري، فقطعتها، ثم نحيتها عن التكة و مددت يدي الي التكة لآخذها و اذا بالأرض ترجف و السماء، و اذا بجلبة عظيمة، و بكاء و نداء يقول: وا ابناه! وا حسيناه! فصعقت، و رميت نفسي بين القتلي.

فاذا ثلاث نفر و امرأة، و حولهم خلائق و فرق، قد امتلأت منهم الأرض و السماء في صور الناس و أجنحة الملائكة، و اذا بواحد منهم يقول: وا ابناه! يا حسين! فداك جدك و أبوك و أمك و أخوك. و اذا بالحسين قد جلس، و رأسه علي بدنه، و هو يقول: لبيك يا جداه يا رسول الله! و يا أبتاه يا أميرالمؤمنين! و يا أماه يا فاطمة! و يا أخاه المقتول بالسم قبلي.

و اذا هم قد جلسوا حوله، و فاطمة تقول: يا أبي يا رسول الله، أتأذن لي حتي آخذ من دم شيبته و أخضب ناصيبتي و ألقي الله يوم القيامة؟ قال لها: افعلي. فرأيتهم يأخذون فاطمة تمسح ناصيتها و النبي و علي و الحسن عليهم السلام يمسحون نحورهم،و صدورهم، و أيديهم الي المرافق، و سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: فديتك يا حسين، فما كان من قطع يدك اليمني و ثني باليسري؟ قال: يا جداه كان معي جمال صحبني من المدينة، و كان ينظر الي سراويلي و وضوء الصلاة، فيتمني أن يكون له، فما منعني أن أدفعها اليه الا لعلمي أنه صاحب هذا الفعل. فلما قتلت خرج يطلبني، فوجدني بلا رأس، فتفقد سراويلي و رأي التكة، و قد كنت عقدتها عقدة صعبة، فضرب يده الي العقدة منها، فحلها، فمددت يدي اليمني، فقبضت علي التكة، فطلب في المعركة، فوجد قطعة من سيف، فقطع بها يدي اليمني، ثم حل عقدة أخري،فضربت بيدي اليسري علي التكة لئلا يحلها، فتنكشف عورتي، فأخذ يدي اليسري، فلما أن حل العقدة الأخري أحس بك، فرمي بنفسه بين القتلي، فقالوا: أف لك جمالا سود الله وجهك في الدنيا و الآخرة، و قطع يديك، و جعلك في حزب من سفك دماءنا و حايش علي الله في قتلنا.

فلما استتم دعاءه حتي انتثرت يداي، و حسست بوجهي أنه ألبس قطعا من النار


مسودة،فجئت الي هذا البيت أستشفع و أعلم بأنه لا يغفر لي أبدا.

فلم يبق بمكة أحد ممن سمع بحديثه الا تقرب الي الله بلعنه، و كل يقول: حسبك ما أنت فيه.

فكان هذا من دلائله و عجائبه و غرائبه و برهانه عليه السلام.

الخصيبي، الهداية الكبري، / 209 - 207

ورئي رجل بلا يدين و لا رجلين، و هو أعمي يقول: ربي نجني من النار! فقيل له: لم تبق عليك عقوبة، و أنت تسأل النجاة من النار؟ قال: اني كنت في من قاتل الحسين بن علي في كربلاء، فلما قتل رأيت عليه سراويل، و تكة حسنة، و ذلك بعدما سلبه الناس، فأردت أن أنتزع التكة، فرفع يده اليمني، و وضعها علي التكة فلم أقدر علي دفعها، فقطعت يمينه، ثم أردت انتزاع التكة، فرفع شماله، و وضعها علي التكة فلم أقدر علي دفعها فقطعت شماله، ثم هممت بنزع السراويل، فسمعت زلزلة، فخفت و تركته، فألقي الله علي النوم، فنمت بين القتلي، فرأيت كأن النبي محمدا صلي الله عليه و آله و سلم أقبل، و معه علي و فاطمة، و الحسن عليهم السلام، فأخذوا رأس الحسين، فقبلته فاطمة، و قالت: يا بني! قتلوك قتلهم الله. و كأنه يقول: ذبحني شمر، و قطع يدي هذا النائم. و أشار الي، فقالت فاطمة: قطع الله يديك و رجليك، و أعمي بصرك، و أدخلك النار. فانتبهت و أنا لا أبصر شيئا، ثم سقطت يداي، و رجلاي مني، فلم يبق من دعائها الا النار. الخوارزمي، مقتل الحسين، 102 / 2

روي عن سعيد بن المسيب، قال: لما استشهد سيدي و مولاي الحسين عليه السلام و حج الناس من قابل دخلت علي علي بن الحسين، فقلت له:، يا مولاي! قد قرب الحج فماذا تأمرني؟ فقال: امض علي نيتك و حج. فحججت فبينما أنا [1] أطوف بالكعبة و اذا أنا برجل مقطوع اليدين، و وجهه كقطع الليل المظلم، و هو متعلق بأستار الكعبة و هو يقول: اللهم رب هذا البيت الحرام اغفر لي و ما أحسبك تفعل [2] و لو تشفع في سكان سماواتك و أرضيك [3] ،


و جميع ما خلقت، لعظم جرمي. قال سعيد بن المسيب: فشغلت و شغل الناس عن الطواف حتي حف به الناس و اجتمعنا عليه [4] ، فقلنا [5] : يا ويلك! لو كنت ابليس ما كان ينبغي لك أن تيأس من رحمة الله، فمن أنت؟ و ما ذنبك؟

فبكي، و قال: يا قوم أنا أعرف بنفسي و ذنبي و ما جنيت. فقلنا له: تذكره لنا. فقال: أنا كنت جمالا لأبي عبدالله الحسين عليه السلام لما خرج من المدينة الي العراق، و كنت أراه اذا أراد الوضوء للصلاة يضع سراويله عندي، فأري تكته [6] تغشي الأبصار بحسن اشرافها [7] ، و كنت اتمناها تكون لي الي أن صرنا بكربلا. و قتل السحين عليه السلام و هي معه، فدفنت [8] نفسي في مكان من الأرض.

فلما جن الليل خرجت من مكاني، فرأيت في [9] تلك المعركة نورا لا ظلمة، و نهارا، لا ليلا، و القتلي مطرحين [10] علي وجه الأرض، فذكرت لحيني [11] و شقائي التكة، فقلت: و الله لأطلبن الحسين، و أرجو أن تكون التكة في سراويله، فآخذها. و لم أزل أنظر في وجوه القتلي حتي أتيت الي الحسين، فوجدته مكبوبا علي وجهه و هو جثة بلا رأس، و نوره مشرق [12] مرمل بدمائه، و الرياح سافية عليه، فقلت: [13] هذا و الله الحسين. فنظرت الي سراويله كما كنت أراها، فدنوت منه [14] ، و ضربت بيدي الي التكة لآخذها [15] فاذا هو قد عقدها عقدا كثيرا [16] ، فلم أزل [17] أحلها حتي حللت عقدة منها. فمد يده اليمني و قبض


علي التكة، فلم أقدر علي [18] أخذ يده [19] عنها، و لا أصل اليها، فدعتني النفس الملعونة الي أن أطلب شيئا أقطع به يده [20] فوجدت قطعة [21] سيف مطروح، فأخذتها و اتكيت [22] علي يده، و لم أزل أحزها [23] حتي فصلتها عن زنده، ثم نحيتها عن التكة و مددت يدي [24] لأحلها، فمد يده اليسري، فقبض عليها، فلم أقدر علي أخذها، فأخذت قطعة السيف، و لم أزل أحزها [25] حتي فصلتها عن التكة، و مددت يدي الي التكة لأخذها، فاذا الأرض ترجف، و السماء تهتز، و اذا [26] بجلبة [27] عظيمة، و بكاء [28] و نداء، و قائل يقول: وا أبتاه [29] ! وا مقتولاه! وا ذبيحاه! وا حسيناه! وا غريباه [30] ! يا بني! قتلوك و ما عرفوك، و من شرب الماء منعوك.

فلما رأيت ذلك صعقت و رميت نفسي بين القتلي و اذا بثلاثة [31] نفر و امرأة و حولهم خلائق وقوف، و قد امتلأت [32] الأرض بصور الناس و اجنحة الملائكة، اذ [33] بواحد منهم يقول: يا أبتاه [34] ! يا حسين! فداك جدك و أبوك و أمك [35] و أخوك. و اذا بالحسين قد جلس و رأسه علي بدنه و هو يقول: لبيك يا جده! يا رسول الله! و يا ابتاه! يا أميرالمؤمنين!


و يا أماه يا فاطمة الزهراء! و يا أخاه [36] المقتول بالسم! عليكم مني السلام. [37] ثم انه بكي [38] و قال: يا جداه! قتلوا و الله رجالنا، يا جداه! سلبوا و الله نساءنا، يا جداه! نهبوا [39] و الله [40] رحالنا، يا جداه! ذبحوا و الله [41] أطفالنا، يا جداه! يعز و الله عليك أن تري رحالنا [42] و ما فعل الكفار بنا. و اذا هم جلسوا يبكون [43] علي ما أصابه و فاطمة تقول: يا أباه [44] !يا رسول الله! أما تري ما فعلت أمتك بولدي [45] ؟ أتأذن لي أن آخذ من دم شيبه [46] و اخضب به ناصيتي؟ و ألقي الله عزوجل و أنا [47] مختضبة [48] بدم ولدي الحسين؟ فقال لها: خذي [49] و أنا أخذ [50] يا فاطمة، فرأيتهم يأخذون من دم شيبه [51] و تمسح به فاطمة ناصيتها، و النبي و علي و الحسن عليهم السلام يمسحون به نحورهم و صدورهم و أبدانهم [52] الي المرافق، و سمعت رسول الله يقول: فديتك يا حسين! يعز و الله علي أن أراك مقطوع الرأس، مرمل [53] الجبينين [54] ، دامي النحر [55] ، مكبوبا علي قفاك، قد كساك الذاري ء من الرمول،و أنت طريح مقتول مقطوع الكفين، يا بني! من قطع يدك اليمني [56] و ثني باليسري [57] ؟


فقال: يا جداه! كان معي جمال من المدينة، و كان يراني اذ وضعت سراويلي للوضوء فيتمني أن تكون تكتي له، فما منعني أن أدفعها اليه لا [58] لعلمي أنه صاحب [59] هذا الفعل [60] . فلما قتلت خرج يطلبني بين القتلي، [61] قد وجدني [62] جثة [63] بلا رأس، فتفقد سراويلي، فرأي التكة، و قد [64] عقدتها عقدا كثيرة، [65] فضرب بيده الي التكة فحل عقدة منها، فمددت يدي اليمني فقبضت علي التكة [66] فطلب المعركة [67] فوجد [68] قطعة [69] سيف مكسور، فقطع [70] يميني، ثم حل عقدة أخري، [71] فقبضت علي التكة [72] بيدي اليسري كي لا يحلها، فتكشف [73] عورتي، فحز [74] يدي اليسري، فلما أراد حل التكة حس بك، فرمي نفسه بين القتلي.

فلما سمع النبي صلي الله عليه و آله و سلم كلام الحسين عليه السلام بكي بكاءا شديدا و أتي الي بين القتلي الي أن وقف نحوي، فقال: ما لي و ما لك يا جمال! تقطع يدين طالما قبلهما جبرئيل و ملائكة الله أجمعين [75] ، [76] [77] و تباركت بهما [78] أهل السماوات و الأرضين؟ أما كفاك ما صنع به الملاعين من الذل و الهوان، هتكوا نسائه من بعد الخدور، و انسدال الستور [79] [80] ، سود الله وجهك يا جمال! في الدنيا و الآخرة، و قطع الله يديك و رجليك، و جعلك في حزب من سفك دماءنا


[81] و تجرأ علي الله [82] . فما استتم دعاؤه صلي الله عليه و آله حتي شلت يداي [83] و حسست بوجهي كأن [84] ألبس قطعا من الليل مظلما، و بقيت علي هذه الحالة، فجئت الي هذا البيت أستشفع، و أنا أعلم أنه لا يغفر لي أبدا [85] . فلم يبق في مكة أحد الا و سمع حديثه و تقرب الي الله تعالي بلعنه [86] و كل يقول: حسبك ما جنيت يالعين (و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).

الطريحي، المنتخب، 94 -92 / 1 مساوي عنه: البهبهاني، الدمعة الساكبة، 10 - 7 / 5، الدربندي، أسرار الشهادة، / 441 - 440؛ مثله المجلسي، البحار،319 - 316 / 45؛ البحراني، العوالم: 631 - 629 / 17؛ المازندراني،معالي السبطين، 63 - 60 / 2؛ الزنجاني، وسيلة الدارين، / 341- 339

و باسناده [و روي الحسين بن حمدان الحضيني في كتاب الهداية في فضائل] في حديث: ان جمال الحسين عليه السلام لما قتل جاء، فوجد بدن الحسين عليه السلام بلا رأس، فمد يده ليأخذ تكته،فمد الحسين عليه السلام يده اليمني، و قبض علي التكة، فقطع الجمال يده، ثم أراد أن يحل التكة، فمد الحسين عليه السلام اليسري، فقطعها أيضا الحر العاملي، اثبات الهداة، 588 / 2

روي عن يوسف بن يحيي، عن أبيه، عن جده، قال: رأيت رجلا بمكة شديد السواد له بدن، و خلق غابر، و هو ينادي: أيها الناس دلوني علي أولاد محمد.

فأشار بعضهم، و قال: ما لك؟ قال: أنا فلان بن فلان.

قالوا: كذبت ان فلانا كان صحيح البدن، صبيح الوجه، و أنت شديد السواد، غابر الخلق. قال: و حق محمد أني لفلان اسمعوا حديثي:

اعلموا [87] أني كنت جمال الحسين. فلما أن صرنا الي بعض المنازل برز للحاجة و أنا معه، فرأيت تكة لباسه و كان أهداها له ملك فارس حين تزوج بنت أخيه شاه زنان


بنت يزدجرد، فمنعني هيبته أن أسأله اياها، فدرت حوله لعل [88] أن أسرقها، فلم أقدر عليها، فلما صار القوم بكربلاء و جري ما جري، و صارت أبدانهم ملقاة تحت سنابك الخيل، و أقبلنا نحو الكوفة راجعين. فلما أن صرت الي بعض الطريق ذكرت التكة، فقلت في نفسي: قد خلا ما عنده.

فصرت الي موضع المعركة، فقربت منه، فاذا هو مرمل بالدماء، قد جز [89] رأسه من قفاه، و عليه جراحات كثيرة من السهام و الرماح، فمددت يدي الي التكة، و هممت أن أحل عقدها، فرفع يده، و ضرب بها يدي، فكادت أوصالي و عروقي تتقطع [90] ، ثم أخذ التكة من يدي، فوضعت رجلي علي صدره، و جهدت جهدي لأزيل أصبعا من أصابعه، فلم أقدر، فأخرجت سكينا كان معي، فقطعت أصابعه، ثم مددت يدي الي التكة، و هممت بحلها ثانية، فرأيت خيلا أقبلت من نحو الفرات و شممت رائحة لم أشم رائحة أطيب منها، فلما رأيتهم، قلت: انا لله و انا اليه راجعون، انما أقبل [91] هؤلاء لينظروا الي كل انسان به رمق.

فصرت بين القتلي، و غاب عني عقلي من شدة الجزع، فاذا رجل يقدمهم كأن وجهه الشمس، و هو ينادي: أنا محمد رسول الله. و الثاني ينادي: أنا حمزة أسد الله. و الثالث ينادي: أنا جعفر الطيار. و الرابع ينادي: أنا الحسن بن علي، و كذلك علي، و أقبلت فاطمة و هي تبكي، و تقول: حبيبي و قرة عيني، أبكي علي رأسك المقطوع؟ أم علي يديك المقطوعتين [92] أم علي بدنك المطروح؟ أم علي أولادك الأساري؟

ثم قال النبي عليه السلام: أين رأس حبيب، و قرة عيني الحسين؟ فرأيت الرأس في كف النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و وضعه علي بدن الحسين، فاستوي جالسا فاعتنقه النبي عليه السلام، و بكي، ثم


قال: يا بني!أراك جائعا عطشانا، أما لهم [93] أجاعوك، و أظماؤك، لا أطعمهم الله و لا سقاهم [94] يوم الظمأ.

[95] ثم قال: حبيبي قد عرفت قاتلك، فمن قطع أصابعك؟ فقال الحسين: هذا الذي بجنبي يا جداه! فقيل لي: أجب رسول الله يا شقي. فاوقعت بين يديه فقال: يا عدو الله ما حملك علي قطع أصابع حبيبي، و قرة عيني الحسين؟ فقلت: يا رسول الله! لست ممن أعان علي قتله. قال: الذي قطع اصبعا واحدة أكبر [96] .

ثم قال النبي صلي الله عليه و آله: أخس [97] يا عدو الله غير الله لونك. فقمت، فاذا أنا بهذه الحالة [98] ، فما بقي أحد ممن حضر الا لعنه، و دعا عليه. ألا لعنة الله علي القوم الظالمين.

السيد هاشم البحراني، مدينة المعاجز، / 262 مساوي عنه: أستادي، نفس المهموم (الهامش)، / 365

و روي أن رجلا بلا أيد [99] و لا أرجل و هو أعمي، يقول: رب نجني من النار. فقيل له: لم تبق لك عقوبة، و مع ذلك تسأل النجاة من النار؟ قال: كنت فيمن قتل الحسين عليه السلام بكربلا، فلما قتل رأيت عليه سراويلا و تكة حسنة بعد ما سلبه الناس، فأردت أن أنزع منه التكة، فرفع يده اليمني، و وضعها علي التكة، فلم أقدر علي دفعها، فقطعت يمينه، ثم هممت أن آخذ التكة، فرفع شماله، فوضعها علي التكة، فقطعت يساره، ثم هممت بنزع التكة من السراويل، فسمعت زلزلة، فخفت، و تركته،فألقي الله علي النوم، فنمت بين القتلي، فرأيت كأن محمدا صلي الله عليه و آله و سلم أقبل [100] و معه علي و فاطمة، فأخذوا رأس الحسين، فقبلته فاطمة، ثم قالت: يا ولدي قتلوك قتلهم الله، من فعل هذا بك؟ فكان يقول: قتلني شمر،


و قطع يداي [101] هذا النائم - و أشار الي - فقالت فاطمة لي: قطع الله يديك و رجليك، و أعمي بصرك، و أدخلك النار. فانتبهت و أنا لا أبصر شيئا، و سقطت مني يداي و رجلاي و لم يبق من دعائها الا النار [102] .


المجلسي، البحار، 312 - 311 / 45 مساوي عنه: البحراني، العوالم، 629 - 628 / 17؛ البهبهاني، الدمعة الساكبة، 184 / 5

و روينا حديث الجمال لعنه الله باسناده (نا) الي سعيد بن المسيب، قال: لما استشهد مولانا أبوعبدالله الحسين عليه السلام، و حج الناس من قابل، دخلت علي مولاي علي بن الحسين عليه السلام، فقلت له: يا مولاي قد قرب الحج فما تأمرني؟ فقال: امض علي نيتك، فحج، فحججت، فبينما أنا أطوف الكعبة و اذا أنا برجل مقطوع اليدين، و وجهه كقطع الليل المظلوم، و هو متعلق بأستار الكعبة و هو يقول: اللهم رب هذا البيت الحرام اغفر لي و ما أحسبك تفعل، و لو تشفعت في سكان سماواتك و أرضك و جميع ما خلقت لعظم جرمي. قال سعيد بن المسيب: فشغلت،و شغل الناس عن الطواف حتي حف به الناس و اجتمعنا عليه، فقلت: أيا ويلك لو كنت ابليس لما كان ينبغي لك أن تيأس من رحمة الله، فما أنت؟ و ما ذنبك؟ فبكي، و قال: يا قوم أنا أعرف بنفسي، و ذنبي، و ما جنيت. فقالوا له: تذكره لنا.

فقال: أنا كنت جمالا لأبي عبدالله الحسين عليه السلام لما خرج من المدينة الي العراق، و كنت أراه اذا أراد الوضوء للصلاة يضع سراويله عندي، فأري تكة تغشي الأبصار بحسن أشراقها و ألوانها، و كنت أتمناها أن تكون لي، الي أن سرنا بكربلا فقتل الحسين عليه السلام و هي معه، فدفنت نفسي في مكان من الأرض فلم أطلب أنا و أمثالي، فلما جن الليل خرجت من مكاني، فرأيت في تلك المعركة نورا لا ظلمة، و نهارا ليلا، و القتلي مطرحون (حين) علي وجه الأرض،فذكرت لحيني و شقائي التكة، فقلت: و الله لأطلبن الحسين عليه السلام و أرجو أن تكون التكة في سراويله، فآخذها. و لم أزل أنظر في وجوه القتلي، حتي أتيت الي الحسين عليه السلام، فوجدته مكبوبا علي وجهه و هو جثة بلا رأس و نوره مشرق، مرمل بدمائه، و الرياح سافية عليه، فقلت: هذا و الله الحسين عليه السلام. فنظرت الي سراويله كما كنت أراها،فدنوت منه، فضربت يدي الي التكة لآخذها، فاذا هو قد عقدها عقدا


كثيرة، فلم أزل أحلها حتي حللت عقدة منها، فمد يده اليمني، و قبض علي التكة، فلم أقدر علي أخذ يده عنها و لا أصل اليها، فدعتني النفس الملعونة الي أن أطلب شيئا، أقطع به يده فوجدت قطعة سيف مطروح، فأخذتها، فلم أزل أجز يده حتي فصلتها عن زنده، ثم نحيتها عن التكة، فمددت يدي الي التكة لأحلها، فمد يده اليسري، فقبض عليها فلم أقدر علي أخذها، فأخذت قطعة السيف و قطعتها بها، فمددت يدي الي التكة لأخذها، فاذا بالأرض ترجف، و السماء تهتز، و اذا بغلبة (بغلغلة) عظيمة، و بكاء و نداء، يقول: يا ابناه! يا مقتولاه! وا ذبيحاه! وا حسيناه! وا غريباه! يا بني! قتلوك و ما عرفوك؟ ومن شرب الماء منعوك و ما عرفوا جدك و أباك؟ فلما رأيت ذلك صعقت و رميت نفسي بين القتلي و اذا بثلاث نفر، و امرأة تقول:



ألا يا نور عيني يا حسينا

فمن قطع اليسار مع اليمينا



و من أرداك في البيداء طريحا

و من أيتم بناتك و البنينا



و من سلب الثياب أيا حبيبي

و يا ذخري و يا عيني اليمينا



عفيرا بالتراب بغير رأس

خضيب النحر متلول الجبينا



فمن أوصيت بعدك باليتامي

و من لسكينة حصنا حصينا



و من للثاكلات و للضياعا (للصبايا)

لقد أضحوا بأيدي الكافرينا



يعز علي أن ألقاك ملقي

بلا غسل و لا كفن رهينا



أيا روحي لقد طولت حزني

لقتلك يا بان خير العالمينا



لمقتله بكت أملاك ربي

و حور العين يبكي و الأمينا



لقد أورثتني حزنا طويلا

علي طول الليالي و السنينا



فآه لما جري لك يا حبيبي

نساؤك حاسرات مجررينا



فنوحوا و أندبوا مولي قتيلا

حبيب رسول رب العالمينا



و قد امتلأت الأرض و حولها خلايق وقوفا، و قد امتلأت الأرض بصور الناس و أجنحة الملائكة، و اذا بواحد منهم يقول: «يا ابناه! يا حسين! فداؤك جدك و أبوك و أمك


و أخوك. و اذا بالحسين عليه السلام و رأسه علي بدنه، و هو يقول: يا جداه! يا رسول الله! و يا أبتاه! يا أميرالمؤمنين! و يا أماه! يا فاطمة الزهراء! و يا أخاه المقتول بالسم قبلي! عليكم مني السلام.

ثم انه بكي، و قال: يا جداه! قتلوا و الله رجالنا، يا جداه! سلبوا و الله نسائنا، يا جداه! نهبوا و الله رحالنا، و يا جداه! ذبحوا و الله أطفالنا، يا جداه! يعز و الله عليك أن تري حالنا، و ما فعل الكفار بنا، و اذا بهم قد جلسوا حوله يبكون علي ما أصابهم من الكفار، و فاطمة تقول: يا أباه يا رسول الله! أما تري ما فعل أمتك بولدي، أتأذن لي أن آخذ من دم شيبه، و أخضب به ناصيتي، و ألقي الله عزوجل، و أنا متخضبة (مختضبة) بدم ولدي الحسين؟ فقال لها: خذي و نأخذ يا فاطمة! فرأيتهم يأخذون من دم شيبه و تمسح به فاطمة ناصيتها، و النبي و علي و الحسن يمسحون به نحورهم، و صدورهم و أيديهم الي المرافق، و سمعت فاطمة الزهراء تقول و هي مقروحة الفؤاد: يا بني! من الذي قطع رأسك الشريف؟ يا بني من ذا الذي رض صدرك [103] العفيف؟ يا بني من ذا الذي أيتم أطفالك؟ يا بني! من ذا الذي قتل رجالك؟ قال: و سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول له: فديتك يا حسين! يعز علي و الله أن أراك مقطوع الرأس، مرمل الجبين، دامي النحر، مكبوبا علي قفاك، قد كستك الذواري من الرمل (مول)، و أنت طريح مقتول، مقطوع الكفين، يا بني من قطع يدك اليمني و ثني باليسري؟

فقال: يا جداه! كان معي جمال من المدينة، و كان يراني اذا وضعت سراويلي للوضوء، فيتمني أن تكون [104] له، فما منعني أن أدفعها اليه الا لعلمي أنه صاحب هذا الفعل، فلما قتلت خرج يطلبني من بين القتلي، فوجدني جثة بلا رأس، فتفقد سراويلي، فرأي التكة، و قد كنت عقدتها عقدا كثيرة، فضرب يده الي التكة، فحل عقدة منها، فمددت يدي اليمني، فقبضت علي التكة، فطلب المعركة، فوجد قطعة سيف، فقطع به يميني، ثم حل


عقدة أخري، فقبضت علي التكة بيدي اليسري، لئلا يحلها فتنكشف عورتي، فجز يدي اليسري، فلما أراد حل التكة حس بك فرمي نفسه بين القتلي. فلما سمع النبي صلي الله عليه و آله و سلم كلام الحسين عليه السلام بكي بكاء شديدا، و أتي بين القتلي الي أن وقف نحوي، و قال: ما لي و ما لك يا جمال، تقطع أيديا طالما قبلها جبرئيل عليه السلام و ملائكة الله أجمعين، و تبكرت بها أهل السماوات و الأرضين؟ أما كفاك ما صنع به الملاعين من الذل و الهوان، هتكوا نساءه بعد الخدور، و انسباك الستور، و قد سلبهن الأعداء، سود الله وجهك يا جمال في الدنيا و الآخرة، و قطع الله يديك و رجليك، و جعلك في حزب من سفك دماءنا و جزاؤك علي الله، فما استتم دعاؤه حتي شلت يداي، و حسبت بوجهي كأنه ألبس قطعا من الليل مظلمنا، و بقيت علي هذه الحالة،فجئت الي هذا البيت، أستشفع و أنا أعلم انه لا يغفر لي أبدا. فلم يبق في مكة أحد الا و سمع حديثه، و تقرب الي الله بلعنه، و كل يقول: حسبك ما جنيت يالعين. الجزائري، الأنوار النعمانية، 260- 256 / 3

و قد روي هذا الحديث بغير هذا الطريق في بعض كتب أصحابنا، نقلا عن صاحب كتاب تاج الملوك باسناده عن عبدالله النقي الحجازي، قال: كنت ببعض طرق المدينة المشرفة أمضي لقضاء حاجة الي، و اذا أنا بجابر بن عبداله الأنصاري، و يقوده مولي له بعد أن كف بصره، و هو يبكي بكاء الثكلي، فانزعجت، و قلت له: ما يبكيك يا جابر! هل من فقر؟ أم من مفتري عليك؟ أم مطالب بدين؟

فقال: كل هذا لم يكن. قلت: أجل. قال: يا أخي! خرجت من عند قبر النبي صلي الله عليه و آله و سلم هذه الساعة، و اذا مولاي هذا يقول لي: يا سيدي قد اقشعر جسمي من رؤيتي لجسم من شخص أراه يطلب في الأسواق. و قلت له: رجل؟ قال نعم. قلت: و ما صفته؟ قال: وجهه كالقار، شعره كأنما مسته نار، و عيناه زايدتان عليهما الأحمرار، و يداه كأنما قطعتا بمنشار. فقلت له: أدعه لي. فدعاه فأخذته الي خارج السوق و سألته: من أي البلاد أنت؟ فقال: من الكوفة. قلت: و ما سبب ابتلائك بهذا الحال؟ فأنكر، فأقسمت عليه، و سميت له نفسي، و قلت: عساك تخشي مني. فقال: منذ رأيتك عرفتك من أصحاب النبي


صلي الله عليه و آله و سلم، و أنت جابر بن عبدالله الأنصاري، و أما أنا فما تعرفني؟ فقلت له: لو عرفتك ما سألتك؟ فقال: أنا بريدة بن وابل جمال الحسين عليه السلام. فبكي، و بكيت معه، و تيقن أني متوجع له، فقال: يا جابر، اعلم! ان هواي غلبني، و أعانت عليه شقوتي مع احسان الحسين عليه السلام علي، و تلطفه لدي، و كان قائما بي و بعيالي، فانتهت قصتي أني رأيت عنده تكة حجازية، فأحببتها و أرددتها [105] تكون لي لأهديها الي بعض الحكام، فلم أزل أرتقب فرصة عليها اذ هي في لباسه الي أن قتل و قد كنت ممن رد عن نصرته حين أخبرنا: أن القوم يريدون سفك دمي، و أنتم ظننتم غير ذلك، فاذهبوا حيث شئتم، و لا تقولوا خدعنا ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. فتفرقنا عنه، و لم يلبث معه سوي بنيه، و بني أخيه، و اخوته و بعض الأنصار، ما يقرب من نيف و سبعين رجلا، و كنت بمفازة من شرق كربلا، فلما قتل الحسين عليه السلام و أصحابه و أهل بيته،و ساقوا نسائه سبايا، عرايا ظمايا، و حملوا رؤوس أنصارهم، يقدمهم رأس الحسين عليه السلام الي الكوفة، خرجت من المفازة و قصدت جثته الطاهرة و اذا عليها بردة قد قرضها في حال حياته بالمقراض، لئلا تسلب منه، و يبقي عاريا و في رجليه سروال، فقصدته طلبا للتكة و اذا به قد عقدها، عقدا كثيرة، فعالجت حلها و اذا بيمينه قد امتدت عليها، فقهرتها، و عالجت تحريكها، فلم أقدر، فاخترطت خنجري. و قطعت يمينه و حذفتها، ثم مددت يدي ثانية فمد يده اليسري، و قبض علي التكة، فقهرتها، و عالجت رفعها، فلم أقدر فقطعتها بخنجري، و رميتها، ثم تيقنت أخذ التكة، فهمت أن أخترطها.

و اذا بصيحة و ضجة من خلفي، فارتهبت لذلك و ماتت يدي و يبست و اذا بنور قد ضرب علي بصري ساقطا من السماء، فظننته نجما، فرميت نفسي بين القتلي، و اذا بذي شيبة بهية أتي يمشي حتي جلس عند رأسه، فحققته و اذا هو رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و اذا بأميرالمؤمنين عليه السلام خلفه، و اذا بفاطمة و الحسن عليهماالسلام و اذا برجال كثيرة، لم أعرفهم، و اذا بالنبي صلي الله عليه و آله و سلم قد مد يده الي نحو الكوفة، فما ردها الا و فيها رأس الحسين، فركبه علي الجسد و أجلسه، فو الله الذي لا اله الا هو لقد خلته كأنه لم يذبحه الشمر، فلما رأي جده


نادي: السلام عليك يا جداه! فرد عليه السلام. فقال: و عليك السلام يا ولدي! و يا ثمرة فؤادي، يعز علي أن أراك علي هذه الصفة. ما لجسمك مبضع و عظمك مرضض؟ فقال: يا جداه! من سنابك الخيل. فصاح رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: وا ولداه! وا مهجة قلباه! وا حسيناه! فدني منه أبوه عليه السلام، و قال: يا ولدي! أري شيبك مضمخا بالدماء و وجهك مضرجا مرملا، و قد ذبحت ذبح الشاة. فقال: نعم يا أبتاه! ذبحني الشمر الضبابي من القفاء.

فبكي أميرالمؤمنين عليه السلام، و قال: ليتني كنت حاضرا لأجدل دونك الأعداء و أسقيهم كأس الردي، يا ليت نفسي لنفسك الفداء. ثم دنت أمه فاطمة الزهراء عليها السلام، و قالت له: يا نور عيني أري جسمك علي الثري، و رأسك علي السمهري يعلي، يا شق روحي و سمعي، في الملأ بقيت الي الآن بلا غسل و كفن تري، و ما لقبرك عن قبورنا ناي، ثم مرغت ناصيتها بدمه، و نادت: وا ولداه!وا حسيناه! وا قتيلاه! وا جديلاه! وا غريباه! هذا، و دم الحسين عليه السلام علي وجهها يسيل، و تقول: بهذا ألقي الله الجليل. هذا و جده و أبوه و أمه و أخوه في بكاء و عويل.

فمد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، يده و قلب كفي الحسين عليه السلام، و قال: من قطع يا ولدي كفيك؟ فقال: يا جداه! قطعهما جمال لي. قال: و ما مراده بذلك؟ فقال: يا جداه! لأجل هذه التكة التي في سراويلي، كلما مد يده ليأخذها قبضت عليها لئلا تنكشف عورتي، و كنت كلما مددت يدا قطعها حتي أتي عليهما، و كنت كلما مددت يدا قطعها حتي أتي عليهما، فلما سمع بذلك رمي نفسه بين القتلي خشية منك يا جداه.

فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: يا أخس الأنام عليك لعنة الله الملك العلام، فعلت هذا بولدي، سود الله وجهك، و قطع يديك في الدنيا، قبل الآخرة، فلم أشعر الا و قد سقطتا الي الأرض كالعجين، و الوجه كما تري كقالب قار، فلعلك تدعو لي بالموت،ففارقته بعد أن لعنته، ألا لعنة الله علي القوم الظالمين.

أقول: اذا سمعتم يا اخواني هاتين الروايتين، فاصغوا لما أذكر لكم من رواية عجيبة و هي ما ذكره الغزالي في كتاب سر العالمين، و ذلك حيث قال: و أما قصة زعيم بن بلعام فهي عجيبة، قد أراد أن ينظر من أين منبع النيل، فلم يزل يسير حتي وجد الخضر


عليه السلام، فقال له: ستدخل مواضع كذا و كذا ثم أعطاه علائمها فوصل الي جبل، فيه قبة من ياقوت علي أربعة أعمدة و النيل، يخرج من تحتها، و فيه فاكهة لا تتغير، قال: فرقيت رأس الجبل، فرأيت وراءه بساتين و قصورا ودورا، و عالما عزيزا، و كنت شيخا أبيض الشعر، فهب علي نسيم سود شعري، و أعاد شبابي، فنوديت من ملك القصور، الينا يا زعيم الينا فهذه دار المتقين. فجذبني و الخضر منعني، و هذا سر قوله صلي الله عليه و آله و سلم، سبعة أنهار من الجنة جيحون، و سيحون و دجلة، و الفرات، و النيل، و عين بالبردن بالمقدس، عين سلوان لأن منها ماء زمزم. [106] الدربندي، أسرار الشهادة، / 442 - 441


و أخذ رجل منهم تكة سرواله،و كان لها قيمة، و ذلك بعد ما سلبه الناس يقول: أردت أن أنزع التكة، وضع يده اليمني عليها، فلم أقدر علي رفعها، فقطعت يمينه، فوضع يده اليسري عليها، فلم أقدر علي رفعها، فقطعتها، و هممت بنزع السروال، فسمعت زلزلة، فخفت، و تركته و غشي علي و في هذه الحال رأيت النبي و عليا، و فاطمة و الحسن. و فاطمة تقول: يا بني قتلوك قتلهم الله. فقال لها: يا أم قطع يدي هذا النائم. فدعت علي و قالت: قطع الله يديك و رجليك،و أعمي بصرك، و أدخلك النار. فذهب بصري، و سقطت يداي، و رجلاي فلم يبق من دعائها الا النار. المقرم، مقتل الحسين عليه السلام، / 360



پاورقي

[1] [لم يرد في البحار و الدمعة الساکبة و الأسرار و المعالي و وسيلة الدارين].

[2] [في المعالي: «أن تفعل بي»].

[3] [في البحار: «أرضک»].

[4] [العوالم: «اليه»].

[5] [زاد في الدمعة الساکبة: «له»].

[6] [في البحار و العوالم: «تکة»].

[7] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و الأسرار و المعالي و وسيلة الدارين: «اشراقها»].

[8] [وسيلة الدارين: «فزويت»].

[9] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و وسيلة الدارين: «من»].

[10] [في الأسرار و وسيلة الدارين: «مطروحين»]

[11] [في البحار و المعالي و وسيلة الدارين: «لخبثي» و في العوالم: «لخيبتي» و في الدمعة الساکبة: «لحيفي»].

[12] [وسيلة الدارين: «يشرق»].

[13] [وسيلة الدارين: «و الله لم أزل»].

[14] [الاسرار: «فيه»].

[15] [لم يرد في الدمعة الساکبة و المعالي].

[16] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و المعالي: «کثيرة»].

[17] [وسيلة الدارين: «و الله لم أزل»].

[18] [«الأسرار: «أخذه»].

[19] [«الأسرار: «أخذه»].

[20] [في البحار و العوالم و الاسرار و المعالي و وسيلة الدارين: «يديه»].

[21] [لم يرد في وسيلةالدارين].

[22] [في العوالم و الدمعة الساکبة: «انتکبت» و في الأسرار: «انتکيت» و في المعالي و وسيلة الدارين: «و انکببت»].

[23] [الدمعة الساکبة: «أجزها»].

[24] [أضاف في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و المعالي و وسيلة الدارين: «الي التکة»].

[25] [الدمعةالساکبة: «أجزها»].

[26] [وسيلة الدارين: «ببکاء»].

[27] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و الأسرار: «بغلبة» و المعالي: «بغلية»].

[28] [وسيلة الدارين: «ببکاء»].

[29] [في البحار و العوالم و وسيلة الدارين: «وا ابناه»].

[30] [الاسرار: «وا غربتاه»].

[31] [في البحار و العوالم و المعالي و وسيلة الدارين: «بثلاث»].

[32] [وسيلة الدارين: «امتدت»].

[33] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و الأسرار و وسيلة الدارين: «و اذا»].

[34] [في البحار و العوالم و المعالي و وسيلة الدارين: «يا ابناه»].

[35] [لم يرد في المعالي].

[36] [الأسرار: «أخا»].

[37] [لم يرد في وسيلة الدارين].

[38] [لم يرد في وسيلة الدارين «ذبحوا»].

[39] [في المعالي و وسيلة الدارين: «ذبحوا»].

[40] [لم يرد في الدمعة الساکبة و المعالي و وسيلة الدارين].

[41] [لم يرد في الدمعة الساکبة و المعالي و وسيلة الدارين].

[42] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و الأسرار و المعالي و وسيلة الدارين: «حالنا»].

[43] [في البحار و العوالم و المعالي و الدمعة الساکبة و الأسرار و وسيلة الدارين: «يبکون حوله»].

[44] [في الدمعة الساکبة و المعالي و وسيلة الدارين: «يا أبتاه»].

[45] [أضاف في المعالي و وسيلة الدارين «الحسين يا أبتاه»].

[46] [لم يرد في الأسرار، و في المعالي و وسيلة الدارين: «شيبته»].

[47] [لم يرد في الأسرار].

[48] [وسيلة الدارين: «مخضبة»].

[49] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و الأسرار و المعالي و وسيلة الدارين: «و نأخذ»].

[50] [في البحار و العوالم والدمعة الساکبة و الأسرار و المعالي و وسيلة الدارين: «و نأخذ»].

[51] [في الأسرار: «شيبة الحسين» و في المعالي و وسيلة الدارين: «شيبته»].

[52] [في البحار و العوالم و الدمعة و وسيلة الدارين: «أيديهم»].

[53] [وسيلة الدارين: «الجبين»].

[54] [الدمعة الساکبة: «الجبين»].

[55] [وسيلة الدارين: «الجبين»].

[56] [وسيلة الدارين: «و اليسري»].

[57] [وسيلة الدارين: «و اليسري»].

[58] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و الأسرار و المعالي و وسيلة الدارين: «الا»].

[59] [الأسرار: «هذه الفعلة»].

[60] [الأسرار: «هذه الفعلة»].

[61] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و الأسرار و المعالي و وسيلة الدارين: «فوجدني»].

[62] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و الأسرار و المعالي و وسيلة الدارين: «فوجدني»].

[63] [لم يرد في وسيلة الدارين].

[64] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و الأسرار و المعالي و وسيلة الدارين: «و قد کنت» و في الأسرار: «و کنت»].

[65] [لم يرد في وسيلة الدارين].

[66] [لم يرد في وسيلة الدارين].

[67] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و الأسرار و المعالي و وسيلة الدارين: «في المعرکة»].

[68] [لم يرد في الأسرار].

[69] [لم يرد في وسيلة الدارين].

[70] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و الأسرار و المعالي و وسيلة الدارين: «فقطع به»].

[71] [وسيلة الدارين: «فقبضتها»].

[72] [وسيلة الدارين: «فقبضتها»].

[73] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و الأسرار و المعالي و وسيلة الدارين: «فتنکشف»].

[74] [في الدمعة الساکبة: «فجز» و في وسيلة الدارين «فقطع»].

[75] [في البحار و الدمعة الساکبة و وسيلة الدارين: «أجمعون» و في الأسرار: «السموات أجمعون»].

[76] [لم يرد في وسيلة الدارين].

[77] [الأسرار: «تبارک بها»].

[78] [الأسرار: «تبارک بها»].

[79] [لم يرد في وسيلة الدارين].

[80] [في الدمعة الساکبة: «الشور»].

[81] [لم يرد في وسيلة الدارين].

[82] [لم يرد في وسيلة الدارين].

[83] [لم يرد في وسيلة الدارين].

[84] [في البحار و العوالم و الدمعة الساکبة و الأسرار و المعالي: «کأنه»].

[85] [لم يرد في وسيلة الدارين].

[86] [في البحار و العوالم و الدمعة و الساکبة و الأسرار و المعالي: «بلعنته» و الي هنا حکاه عنه في وسيلة الدارين].

[87] [و في نفس المهموم مکانه: انه کان رجل بمکة شديد السواد، و کان قبل ذلک صحيح البدن صبيح الوجه، قال: اعلموا...»].

[88] [نفس المهموم: «لعلي»].

[89] [نفس المهموم: «حز»].

[90] [نفس المهموم: «تنقطع»].

[91] [في المطبوع: «أقبلوا»].

[92] [نفس المهموم: «المقطوعين»].

[93] [نفس المهموم: «ما لهم»].

[94] [في المطبوع: «لا أسقاهم»].

[95] [نفس المهموم: «الي أن قال»].

[96] [نفس المهموم: «الي أن قال»].

[97] [نفس المهموم: «للجمال:أخسأ»].

[98] [الي هنا حکاه عنه في نفس المهموم].

[99] [الدمعة الساکبة: «أيدي»].

[100] [الدمعة الساکبة: «قد أقبل»].

[101] [الدمعة الساکبة: «يدي»].

[102] ايضا از سعد بن مسيب روايت کرده است که چون حضرت امام حسين عليه‏السلام شهيد شد، در سال ديگر من متوجه حج شدم که به خدمت حضرت امام زين‏العابدين عليه‏السلام مشرف شوم، پس روزي بر در کعبه طواف مي‏کردم ناگاه مردي را ديدم که دست‏هاي او بريده بود و روي او مانند شب تار سياه و تيره بود، به پرده‏ي کعبه چسبيده بود و مي‏گفت: «خداوندا به حق اين خانه که گناه مرا بيامرز، و مي‏دانم که نخواهي آمرزيد» من گفتم: «واي بر تو چه گناه کرده‏اي که چنين نااميد از رحمت خدا گرديده‏اي؟» گفت: «من جمال امام حسين عليه‏السلام بودم در هنگامي که متوجه کربلا گرديد، چون آن حضرت را شهيد کردند، پنهان شدم که بعضي از جامه‏هاي آن حضرت را بربايم، و در کار برهنه کردن حضرت بودم. در شب ناگاه شنيدم که خروش عظيم از آن صحرا بلند شد،و صداي گريه و نوحه بسيار شنيدم و کسي را نمي‏ديدم، و در ميان آنها صدائي مي‏شنيدم که مي‏گفت: «اي فرزند شهيد من، واي حسين غريب من، تو را کشتند و حق تو را نشناختند و آب را از تو منع کردند».

از استماع اين اصوات موحشه، مدهوش گرديدم و خود را در ميان کشتگان افکندم و در آن حال مشاهده کردم سه مرد و يک زن را که ايستاده‏اند و بر دور ايشان ملائکه‏ي بسيار احاطه کرده‏اند، يکي از ايشان مي‏گويد: «اي فرزند بزرگوار و اي حسين مقتول به سيف اشرار، فداي تو باد جد و پدر و مادر و برادر تو».

ناگاه ديدم که حضرت امام حسين عليه‏السلام نشست و گفت: «لبيک يا جداه! و يا أبتاه! و يا أميرالمؤمنين! و يا أماه يا فاطمة الزهرا! و يا أخاه. اي برادر مقتول به زهر جانگداز بر شما باد از من سلام». پس فرمود: «يا جداه کشتند مردان ما را، يا جداه اسير کردند زنان ما را، يا جداه غارت کردند اموال ما را، يا جداه کشتند اطفال ما را.»

ناگاه ديدم که همه خروش برآوردند و گريستند، حضرت فاطمه‏ي زهرا عليهماالسلام از همه بيشتر مي‏گريست. پس حضرت فاطمه‏ي زهرا عليهماالسلام گفت: «اي بزرگوار ببين که چه کار کردند با اين نور ديده‏ي من اين امت جفاکار، اي پدر، مرا رخصت بده که خون فرزند خود را بر سر و روي خود بمالم، چون خدا را ملاقات کنم با خون او آلوده باشم».

پس همه‏ي بزرگواران خون آن حضرت را برداشتند و بر سر و روي خود ماليدند، پس شنيدم که حضرت رسول صلي الله عليه و آله و سلم مي‏گفت: «فداي تو شوم اي حسين که تو را سر بريده مي‏بينم و در خون خود غلتيده مي‏بينم، اي فرزند گرامي چه کسي جامه‏هاي تو را کند؟» حضرت امام حسين عليه‏السلام فرمود: «اي جد بزرگوار شترداري که با من بود و با او نيکي‏هاي بسيار کرده بودم، او به جزاي آن نيکي‏ها مرا عريان کرد».

پس حضرت رسالت صلي الله عليه و آله و سلم به نزد من آمد و گفت: «از خدا انديشه نکردي و از من شرم نکردي که جگر گوشه‏ي مرا عريان کردي، خدا روي تو را سياه کند در دنيا و آخرت و دستهاي تو را قطع کند». پس در همان ساعت روي من سياه شده و دستهاي من افتاد، و براي اين دعا مي‏کنم و مي‏دانم که نفرين حضرت رسول خدا صلي الله عليه و آله و سلم رد نمي‏شود، و آمرزيده نخواهم شد. مجلسي، جلاء العيون، / 788 - 787.

[103] [في المطبوع: «لصدرک»].

[104] [في المطبوع: «يکون»].

[105] [في المطبوع: «وددتها»].

[106] و نيز در مدينة المعاجز مسطور است، راوي مي‏گويد: مردي را در مکه ديدار کردم که با حالي تباه و چهره‏اي سياه فرياد برمي‏آورد که: «أيها الناس! دلوني علي أولاد محمد».

گفتند: «کيستي؟»

گفت: «من فلان پسر فلان.»

گفتند: «دروغ مزن! او صحيح و صبيح (صحيح: سالم، صبيح: زيبا، خوشرو.)بود. تو سياه و تباهي.»

گفت: «گوش داريد تا چه گويم. من جمال حسين عليه‏السلام در بعضي از منازل با او بودم. (فرأيت تکة لباسه). بند زير جامه‏ي او را ديدار کردم و طمع در آن بستم و بعد از شهادت آن حضرت، چون راه کوفه پيش داشتيم، در عرض راه مرا آن بند زير جامه فرا ياد آمد.

از آن جا بازآمدم به مقتل شهدا، و آن حضرت را با سر بريده‏ي آغشته به خون ديدم. دست فرابردم که آن بند را مأخوذ دارم. دست مبارک را برآورد و بر دست من زد؛ چنان که عروق من خواست بگسلد. برخاستم و پاي بر سينه‏ي آن حضرت گذاشتم و بند را بگرفتم و چند که کشيدم، نتوانستم. به اندازه‏ي اصبعي از دست او فراکشيد. پس کاردي برآوردم و انگشتان مبارکش را قطع کردم و ديگر باره آن بند را بگرفتم تا بگشايم. ناگاه خيلي را ديدم که از جانب فرات فراز آمدند و استشمام رايحه‏اي کردم که هرگز اطيب (اطيب: خوشبوتر.) از آن نديدم. با خود مي‏انديشيدم که اين جماعت از لشکر ابن‏سعد بازشتافته‏اند تا اگر در ميان کشتگان زنده‏اي به دست کنند، سر بردارند. سخت بترسيدم و خود را در ميان کشتگان در افکندم و مخفي داشتم.

اين وقت آن مردي که از پيش روي آن جماعت بود، با چهره‏اي که شنعت آفتاب مي‏کرد (آفتاب در برابر رخسار او زشت مي‏نمود.) ندا در داد که: «منم محمد رسول خداي!»

و آن ديگر گفت: «منم علي مرتضي».

و سه ديگر فرمود: «منم حمزه‏ي اسد الله».

چهارم گفت: «منم جعفر طيار».

پنجم بانگ برآورد: «منم حسن بن علي»

پس فاطمه عليهاالسلام نزديک شد و همي گريست و گفت: «حبيبي و قرة عيني! أبکي علي رأسک المقطوع؟ أم علي يديک المقطوعتين؟ أم علي بدنک المطروح؟ أم علي أولادک الأساري؟»

يعني: «اي محبوب من! اي روشني چشم من! بر سر بريده‏ات بگريم؟ بر دستهاي قطع شده‏ات ناله کنم؟ بر بدن به خاک افتاده‏ات زاري کنم؟ بر اولاد اسيرت جزع فرمايم؟»

آن گاه رسول خدا فرمود: «سر محبوب من در کجاست؟»

ناگاه ديدم سر حسين بر دست پيغمبر است. پس آن سر را بر پيکر حسين گذاشت و آن حضرت برخاست و مستوي بنشست و پيغمبر با او معانقة (معانقه: دست در گردن يکديگر انداختن.) کرد و بگريست و فرمود: «اي فرزند! تو را جوعان و عطشان مي‏بينم. خداوند سير و سيراب نکناد دشمنان تو را. قاتل تو را نمي‏شناسم. بگوي تا کدام کس قطع کرد اصابع تو را؟

عرض کرد: اينک در پهلوي من است.»

جمال (جمال (چوشداد): ساربان،شترران.) را گفتند: «رسول خدا تو را طلب مي‏کند و مرا در نزد او حاضر کردند.»

فرمود: «اي دشمن خداي! تو را چه افتاد که انگشتان فرزند مرا قطع کردي؟ خداوند روي تو را سياه کناد.»

جمال گفت: «از آن وقت من به اين صورت برآمدم».

جماعتي که در گرد او بودند، زبان به لعن او گشودند.

سپهر، ناسخ التواريخ سيد الشهدا عليه‏السلام ([اين مطلب در احوالات حضرت سجاد عليه‏السلام،358 - 357 / 3 تکرار شده است].)، 21 - 19 / 4

در جلد هفدهم عوالم مسطور است که: سعيد بن المسيب روايت کرده است که: بعد از شهادت سيد الشهدا عليه‏السلام، چون هنگام موسم برسيد، در رکاب سيد سجاد عليه‏السلام به زيارت مکه شتافتم. هنگام طواف کعبه، مردي را ديدم با رويي سياه همچون شب مظلم و دو پاي لنگ و دو دست شل خويش را به استار (استار: پرده‏ها.) کعبه آويخته است و مي‏گويد: «اللهم! رب هذا البيت! اغفر لي و ما أحسبک أن تفعل و لو تشفع في سکان سماواتک و أرضيک و جميع ما خلقت لعظم جرمي».

يعني: «اي پروردگار من! اي خداوند اين خانه؟ بيامرز مرا و مي‏دانم نمي‏آمرزي اگر چند شفاعت کنند مرا ساکنان آسمان‏ها و زمين‏ها و تمام آفريدگان. چه گناه، من بزرگتر از آن است که آمرزيده شوم.»

سعيد بن مسيب مي‏گويد: «من و جماعتي از مردم در گرد او انجمن شديم و گفتيم:«ابليس از رحمت خداي مأيوس نيست. تو کيستي و جرم تو چيست؟»

آن گاه قصه‏ي خويش را درازتر از آن چه من بنده نگاشتم، تقرير کرد تا بدان جا که شمشير شکسته‏اي در قتلگاه به دست کردم و دست‏هاي حسين را قطع ساختم و قصد بند شلوار کردم. در اين وقت زمين بجنبيد و آسمان به اهتزاز درآمد. شنيدم که گوينده‏اي مي‏گويد: «وا ابناه! وامقتولا! وا ذبيحاه! وا حسيناه! وا غريباه! يا بني! قتلوک و ما عرفوک، و من شرب الماء منعوک.»

و من از خوف و خشيت، خويش را در ميان کشتگان افکندم تا کس را نداند.

بالجمله، جمال قصه‏ي خويش را به شرح کرد تا به آن جا که رسول خداي از حسين پرسش فرمود: «دست هاي تو را کدام کس قطع کرد؟»

و آن حضرت مرا بنمود. پس پيغمبر سخت بگريست و بر سر من آمد.

فقال:مالي و ما لک يا جمال!تقطع يدين طال ما قبلهما جبرئيل و ملائکة الله أجمعون، و تبارکت بهما أهل السماوات و الأرضين؟! أما کفاک ما صنع به الملاعين من الذل و الهوان؟! هتکوا نسائه من بعد الخدور و انسدال الستور، سود الله وجهک يا جمال في الدنيا و الآخرة، و قطع الله يديک و رجليک و جعلک في حزب من سفک دمائنا و تجرء علي الله.

فرمود: «اي جمال! چه افتاده است تو را با من و مرا با تو؟ قطع کردي دست‏هايي که جبرئيل و فرشتگان خدا مي‏بوسيدند و اهل آسمان و زمين به آن تبرک مي‏جستند! کافي نبود آن چه اين ملاعين از خواري و ذلت بر حسين فرود آوردند و حرمت حريم او را نگه نداشتند و زنان او را در پس پرده‏ها نگذاشتند.

هان اي جمال! خداوند روي تو را در دنيا و آخرت سياه کناد و دست‏ها و پاهاي تو را قطع کناد و تو را در شمار آنان به حساب گيرد که بر خداي بيرون شدند و خون ما را بريختند.

از پس اين قصه، جمال گفت: «در طلب شفاعت به اين حضرت ضراعت آوردم و دانسته‏ام آمرزيده نشوم.»

مردمان چون قصه‏ي او بشنيدند،«تقربا الي الله» در لعن او هم آواز شدند، لعنة الله عليه.

سپهر، ناسخ التواريخ سيد الشهدا عليه‏السلام ([اين مطلب در احوالات حضرت سجاد عليه‏السلام، 358 / 3 تکرار شده است].)،22- 21 / 4.