بازگشت

الهفهاف بن المهند يصل كربلاء بعد أن قتل الحسين فيقاتل حتي يستشهد


و خرج الهفهاف بن المهند الراسبي [1] من البصرة حين سمع بخروج الحسين عليه السلام، فسار حتي انتهي الي العسكر بعد قتله، فدخل عسكر عمر بن سعد، ثم انتضي سيفه و قال: يا أيها الجند المجند:



أنا الهفهاف بن المهند

أبغي عيال محمد



ثم شد فيهم.

قال علي بن الحسين عليهماالسلام: فما رأي الناس منذ بعث الله محمدا صلي الله عليه و آله و سلم فارسا بعد علي ابن أبي طالب عليه السلام [2] ، قتل بيده ما قتل، فتداعوا عليه، [3] خمسة نفر، فاحتوشوه حتي قتلوه، رحمه الله تعالي.

الرسان، تسمية من قتل، تراثنا، س 1 - ع 157 - 156 / ،2: عنه: الشجري الأمالي، 173 / 1؛ مثله المحلي، الحدائق الوردية، 123 - 122 / 1

و ممن يعد من أصحاب الحسين عليه السلام الهفهاف بن المهند الراسبي البصري الذي قتل يوم الطف بعد شهادة الحسين عليه السلام علي مارواه حميد بن أحمد في كتاب الحدائق الوردية، قال: كان الهفهاف فارسا شجاعا بصريا من الشيعة، و من المخلصين في الولاء، له ذكر في المغازي، و الحروب، و كان من أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام، و حضر معه مشاهده كلها، و لما عقد الألوية أميرالمؤمنين عليه السلام يوم صفين ضم تميم البصرة الي الأحنف بن قيس، و أمر علي حنظلة البصرة أعين بن ضبيعة، و علي أزد البصرة الهفهاف بن المهند الراسبي الأزدي، و علي ذهل البصرة خالد بن معمر، و كان ملازما لعلي عليه السلام، الي أن قتل علي


عليه السلام، فانضم بعده الي ابنه الحسن عليه السلام، ثم الي الحسين عليه السلام، فلما سمع بخروج الحسين عليه السلام من مكة الي العراق خرج من البصرة الي كربلاء، فسار حتي انتهي الي العسكر بعد صلاة العصر من يوم عاشوراء، فدخل علي عسكر عمر بن سعد، فسأل القوم: ما الخبر؟ أين الحسين بن علي؟

فقالوا له: مه من أنت؟ فقال: أنا الهفهاف الراسبي البصري جئت لنصرة الحسين عليه السلام حين سمعت خروجه من مكة الي العراق، و بلغني نزوله بكربلا و هو غريب وحيد.

فقالوا له: و قد قتلنا الحسين عليه السلام و أصحابه، و أنصاره، و كل من لحق به، و انضم اليه، و لم يبق غير النساء، و الأطفال و ابنه العليل علي بن الحسين عليه السلام، أما تري هجوم القوم علي المخيم و سلبهم بنات رسول الله؟

فلما سمع الهفهاف بقتل الحسين عليه السلام و هجوم القوم علي بنات رسول الله انتضي سيفه، و هو يرتجز، و يقول:



يا ايها الجند المجند

أنا الهفهاف بن المهند



أحمي عيالات محمد

ثم شد فيهم كليث العرين، يضربهم بسيفه، فلم يزل يقتل كل من دني منه من عيون الرجال حتي قتل من القوم جماعة كثيرة سوي من جرح، و قد كانت الرجال لتشد عليه، فيشد عليها بسيفه، فتنكشف عنه انكشاف المعزي، اذا شد فيها الذئب و هو في ذلك، يرتجز بالشعر المقدم، و قد أثخن بالجراح، فصاح عمر بن سعد بقومه: الويل لكم! احملوا عليه من كل جانب.



ثم قال علي بن الحسين عليه السلام في ذلك اليوم: فما رأي الناس شجاعا بعد أهل البيت كهذا الرجل فتداعوا عليه فأقبل خمسة عشر نفرا فاحتوشوه، حتي قتلوه في حومة الحرب بعد ما عقروا فرسه رضوان الله عليه.

توضيح: الراسبي نسبته الي راسب بطن من الأزد. انتهي.

المازندراني، معالي السبطين، 402 - 400 / 1



پاورقي

[1] [الأمالي: «الراسي»].

[2] [أضاف في الحدائق الوردية: «أشجع منه»].

[3] [أضاف في الأمالي و الحدائق الوردية: «فأقبل»].