السيد يحيي الثاني ضياء الدين (نقيب الاشراف)
وقفت في النجف الاشرف علي نسخة من عمدة الطالب [1] بخط حسين ابن مساعد بن حسن بن مخزوم بن أبي القاسم بن عيسي الحسيني الحائري، فرغ من نسخه تاسع عشر ربيع الاول سنة 893 ثلاث و تسعين و ثمانمائة و يظهر في - الصفحة الاولي مدرج سواد شهادة بصحة نسب السادة الحجوج - من الشهود: (ضياء الدين يحي طعمة الحسيني النقيب الحائري) و التاريخ التحريري لعقد عشر و ألف و مئة سنة 1109. و عند ذكر عقب و آل أحمد بن الامام موسي بن جعفر (سلم)، في الهامش الايسر يقول ما هذا لفظه: (و قد ذكر صاحب الشجرة القديمة التي هي الآن عند بعض سادات آل طعمة في مشهد كربلاء التاريخ سنة 1164 أربعة و ستين بعد المائة و الالف، التي انتخب منها شيخنا أبوالحسن مدرس الغري قدس الله رمسه مشجره). أقول: من الممكن علي سياق التاريخ سنة 1109. و سنة وفاة المنتخب سنة 1138. ان أصل المشجر القديم كان في حيازة ضياء الدين يحي الثاني النقيب - أو عند ولده الذي خلفه
في النقابة السيد نعمة الله [2] ، أو عند أعقابه الآخرين انتقل منه اليهم.
وقفت قبل أعوام مضت و أظنني في الغري الأقدس علي نسخة هذا المختصر: مشجر مجرد من كل تعليق، بسيط للغاية، يكاد لا يستفاد منه سوي تسلسل الأسماء المدرجة فيه، مع صغر حجم. و الظاهر الشيخ هو المتغمد بالرحمة محمد مهدي [3] الفتوني المتوفي سنة 1138. مؤلف كتاب (ضياء العالمين) في أجزاء بقطع كبير و هو من أوقاف مكتبة المرحوم
الشيخ عبدالحسين الطهراني. اطلعت علي صفحات جزء من هذا المؤلف الجليل. فبان لي ما يتمتع به المؤلف من منيع مكانة في النقد و التحليل بأسلوب غاية في المتانة. مؤيدة بحجج قوية دامغة. و يعول و يستند علي مؤلفات فريدة قيمة تفصح بما كان لمكتبة الروضة العلوية من النفائس و الذخائر الاثرية النادرة. كانت المكتبة آنذاك تضاهي خزانتها اليوم بما تحويه من الاعلاق النفيسة و الاحجار الثمينة، ما حدث عنه و لا حرج.
پاورقي
[1] توجد هذه النسخة في مکتبة الشيخ عبدالرضا آل الشيخ راضي - النجف -، و قد طبعة في النجف الاشرف سنة 1918.
[2] أخبرني المرحوم السيد سلمان السيد محمد علي السيد وهاب بأنه جري بينه و بين المرحوم السيد محسن بن السيد عباس بن السيد محسن من آل دراج نقباء الحائر کلام في النقابة. نفي السيد محسن تخصصها في کربلاء لأحد غير سلالتهم. قال السيد سلمان: (أنکرت عليه زعمه و لاثبات صحة انکاري أتيته بنفس الفرمان الصادر من ملوک آل عثمان في توديع النقابة لعهدة السيد يحي ضياء الدين). و لم أتقصي عندئذ لرؤية هذا الفرمان حيث لم يدر بخلدي تدوين شأنه سلالة آل طعمة. و بعد وفاة المرحوم السيد سلمان عندما تصديت للتدوين، طالبت ولده السيد مجيد بالفرمان لاثبت صورته هنا بعد مراجعته قال انه لم يعثر عليه.
[3] لم ينسب کتاب (ضياء العالمين) هذا الي محمد مهدي الفتوني العاملي المتوفي سنة 1183 ه. بل ينسب الي عالم آخر يحمل نفس اللقب هو أبيالحسن بن محمد الطاهر الفتوني النباطي العاملي المتوفي سنة 1138 ه. کما في مستدرک الوسائل للعلامة الأجل النوري (ج 3 ص 385) و الذريعة الي تصانيف الشيعة للعلامة المحقق أغا بزرک طهراني المجلد الخامس. و ما أکده لي شفويا صاحب الذريعة مد الله في عمره. و الاغلب ان المؤلف قد اشتبه في ذکر الاسم لتطابق اللقبين و الذي يرجح هذا انه قد ذکر سنة وفاة أبيالحسن الفتوني. و عليه يکون مؤلف المشجر المذکور هو أبوالحسن الفتوني. و لعل المشجر هو (حدائق الألباب في معرفة الأنساب) رآه السيد حسن الصدر الکاظمي في کربلاء و فيه مشجرات الملوک و المشاهير و السادات علي طراز غريب. علي ما ذکره الحجة الشيخ أغا بزرگ الطهراني في الذريعة ج 2 ص 371. و ذکر ان الوصول الي المراد منه غير يسير فطلب البعض من الشيخ أبيالحسن ان يؤلف فيه کتابا يسهل الوصول اليه. فألف کتاب (الأنساب). (عادل)