بازگشت

محمد العابد


محمد الأول الشهير بالعابد دفين شيراز بجوار روضة أخيه أحمد شاه جراغ.

ذكر علي ابن عيسي الأربلي في كشف الغمة عن ارشاد المفيد محمد ابن النعمان عند ذكر أولاد الامام موسي بن جعفر سلام الله عليه قال (أحمد و محمد و حمزه لام ولد روي أن محمد بن موسي صاحب وضوء و صلاة و كان ليله كله يتوضأ و يصلي فيسمع سكب الماء و الوضوء ثم يصلي ليلا ثم يرقد سويعة ثم يقوم فيسمع سكب الوضوء فلا يزال كذلك حتي يصبح.

قال الراوي: و ما رأيته قط الا ذكرت قوله تعالي (كانوا قليلا من الليل


ما يهجعون).

ذكر صاحب شد الازار في حط الاوزار عن زوار المزار [1] عند ذكر أخيه أحمد بن موسي (السيد الامير أحمد بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي المرتضي رضوان الله تعالي عليهم. قدم شيراز فتوفي بها أيام المأمون بعد وفاة أخيه الرضا بطوس. و كان أجودهم جودا و أرقهم نفسا، قيل عتق ألف رقبة من العبيد و الأماء في سبيل الله تعالي. قيل أستشهد و لم يوقف علي قبره حتي ظهر علي عهد الامير مقرب الدين مسعود بن بدر فبني عليه بناء، و قيل وجد في قبره كما هو صحيحا طري المون لم يتغير و عليه قاضه سابغه و في يده خاتم نقش عليه العزة لله أحمد بن موسي فعرفوه به، ثم بني عليه الأتابك أبوبكر بناء أرفع منه ثم أن الخاتون تاشي و كانت خيرة ذات تسبيح و صلوة بنت عليه قبة رفيعة و بنت بجنبها عمارة عالية و جعلت مرقدها بجواره في سنة خمسين و سبعمائة رحمة الله عليهم أجمعين ثم ذكر محمد العابد قال: السيد محمد بن موسي يقال انه اخوه و هو مزار مبارك [2] يسكن فيه السادة الأخيار و الصلحاء الابرار


يعقد عليه النذور و فيه لرجال الغيب حضور و حبور و تاريخه يعلم من تاريخ اخيه من يتبعه و يبتغيه رحمة الله عليهم.

أقول: بينما يتردد في خبر شهادتهم أو الوفاة يقول عن مشهد ابن أخيهم علي بن حمزة عند ذكر مقابر المصلي ص 120) أتي السيد علي بن حمزه بن الامام موسي بن جعفر (سلم) و نفر من أقاربه في سنة عشرين و مائتين الي شيراز متنكرين فأقاموا في كهف من جبالها و هي المغارة التي اتخذها ابن باكويه بعدهم لانزاوئه و خلوته و كانوا يجمعون الحطب في أيام ثم يبيعونه في يوم علي درب اصطخر فيعيشون به.

أنفذ العباسيون في آثارهم جواسيس لاستطلاع أخبارهم. و لما قدر الله له الشهادة هبط يوما من الجبل و علي ظهره المباركة حزمة حطب فامتد عين بعض أعوان الظلمة اليه فعرفه و أنهي خبره الي خصي كان مأذونا من قبلهم فركب الخصي في فرسانه حتي وقف علي رأسه و كان له شامة علي جبينه فلما رآه الخصي قوي ظنه فقال له ما اسمك فقال علي قال ابن من قال حمزه قال ابن من قال موسي فنزل الظالم عن فرسه و ضرب عنقه و مر فبلغنا فيما يقال أن السيد قام و أخذ رأسه بيده و مشي الي موضع تربته الطيبة فسقط علي جنبه و بقي أياما يسمعون منه لا اله الا الله ثم دفنوه).

كان لمحمد الأول العابد و جاهة و مقام عند أبيه الامام موسي بن جعفر (سلم) يكاد لا ينفك منه أو يفارقه.

ذكر الخطيب أبوبكر [3] عن ادريس بن أبي رافع عن محمد بن موسي قال: (خرجت مع أبي الي ضياعه بسايه - واد من حدود الحجاز فيه مزارع برواية الحموي - فأصبحنا في غداة باردة و قد دنونا منها و أصبحنا


علي عين من عيون سايه فخرج الينا من تلك الضياع عبد زنجي مستذفر بخرقة علي رأسه قدر فخار يفور فوقف علي الغلمان فقال أين سيدكم قالوا هو ذاك. قال أبو من يكني قالوا أبوالحسن، قال فوقف عليه فقال يا سيدي يا أباالحسن هذه عصيدة أهديتها اليك قال ضعها عند الغلمان فأكلوا منها قال ثم ذهب فلم نقل بلغ حتي خرج علي رأسه حزمة حطب حتي وقف فقال له يا سيدي هذا حطب أهديه اليك قال ضعه عند الغلمان، وهب لنا نارا فذهب فجاء بنار، قال و كتب أبوالحسن اسمه و اسم مولاه فدفعه الي و قال يا بني احتفظ بهذه الرقعة حتي أسألك عنها قال فوردنا الي ضياعه و أقام بها ما طاب له ثم قال امضوا بنا الي زيارة البيت، قال فخرجنا حتي وردنا مكة فلما قضي أبوالحسن عمرته دعا صاعدا فقال اذهب فاطلب لي هذا الرجل فاذا علمت بموضعه فاعلمني حتي أمشي اليه فاني أكره أن أدعوه و الحاجة الي قال لي صاعدا فذهبت حتي وقفت علي الرجل فلما رآني عرفني و كنت أعرفه و كان يتشيع، فلما رآني سلم علي، و قال أبوالحسن قدم قلت لا، قال فأيش اقدمك قلت حوائج و قد كان علم بمكانه بسايه فيتبعني و جعلت أتقصي منه و يلحقني بنفسه فلما رأيت اني لا أنفلت منه مضيت الي مولاي و مضي معي حتي أتيته فقال ألم أقل لك لا تعلمه فقلت له جعلت فداك لم اعلمه فسلم عليه فقال له أبوالحسن غلامك فلان تبيعه قال له جعلت فداك الغلام لك و الضيعة و جميع ما أملك قال أما الضيعة فلا أحب أن أسلكها و قد حدثني أبي عن جدي ان بائع الضيعة ممحوق و مشتريها مرزوق قال فجعل الرجل يعرضها عليه مدلا بها فاشتري أبوالحسن الضيعة و الرقيق منه بألف دينار و أعتق العبد و وهب له الضيعة. قال (الراوي) ادريس بن أبي رافع فهو ذا ولده في الصرافين بمكة.



پاورقي

[1] ص 100 نسخة خطية تأليف معين الدين جنيد الشيرازي.

[2] جاء في کتاب جامع الأنساب للروضاتي ج 1 ص 109 نقلا عن تحفة العالم ج 2 ص 231 عن مزار محمد العابد ما نصبه: «... و کيف کان فمرقده في شيراز معروف بعد أن کان مختفيا الي زمن أتابک بن سعد بن زنکي فبني له قبة في محلة باب قتلغ و قد جدد بناؤه مرات عديدة منها في زمان السلطان نادرخان. و في سنة 1296 ه رمثه النواب آويس ميرزا بن النواب الأعظم الفاظل الشاه زاده فرهاد ميرزا القاجاري. و مزاره اليوم في محلة بازار مرغ (أي سوق الدجاج) في مدينة شيراز معروف و مشهور (و بين مزاره و مزار أخيه أحمد مسافة لا تقل عن مائة ذراع). راجع عن هذا المزار أيضا: شيراز نامه ص 148 لأبي‏العباس أحمد ابن أبي الخير و نزهة القلوب للمستوفي، و آثار العجم ص 448، و تنقيح المقال للمامقاتي ج 3 ص 192، و روضات الجنات للخوانساري تحقيق الروضاتي ج 1 ص 100. (عادل).

[3] تاريخ بغداد ج 13 ص 27.