بازگشت

العقر


بفتح العين و سكون القاف، القصر الذي يكون معتمدا لاهل القرية. قال لبيد يصف ناقته:



كعقر الهاجري اذا ابتناه

بأشباه حذين علي مثال




و عقر بابل قرية قريبة من البلدة المشرفة و لا يعرف موقعها بالضبط و الدليل علي قربها من كربلاء ما ذكره الطبري عند ورود الحسين (ع) أرض الطف، و عندما جعجع الحر بن يزيد بالحسين (ع) في النزول علي غير ما تقدم زهير بن القين قائلا سر بنا الي هذه القرية حتي ننزلها، فانها حصينة و هي علي شاطي ء الفرات، و أشار الي العقر - فان منعونا قاتلناهم، فقاتلهم أهون علينا من قتال من يجي ء بعدهم. سأله الحسين: و أية قرية هي؟ قال: العقر. فقال الحسين: اللهم اني أعوذ بك من العقر. قتل بها في مبدأ القرن الثاني الهجري يزيد بن المهلب بن أبي صفرة. قال الكلبي: نشأت و الناس يقولون: ضحي بنوا أمية بالدين يوم الطف، و بالكرم يوم العقر.

و العقر: آخر أثر للبابليين بقة مصونة من تطاول يد الزمن لتروي لنا عن أخبار جبروت أهلها. و لم تخلوا العقر من السكان، الا بعد سقوط الدولة الفارسية و قيام الدولة الاسلامية. اذ أهمل المسلمون شأنها لما أمكنهم الله من الاسرة و التيجان و صاروا يتكئون علي أرائك و يتراوحون علي أبراج قصور عاصمة الفرس (المدائن) و كان آخر أيام عزها يوم أقبل عليها عظماء الدولة الفارسية لاخذ (شيري بن ابرويز) لكي يقيموه مقام والده المخلوع ابرويز الملك و ذلك عندما طغي و تجبر. و كان شيري مع اخوته، و قد و كل بهم مؤدبون يؤدبونهم و أساورة يحولون بينهم و بين براحها [1] .

و بعد أن تركها شيري أهملت، الا أنها لم تفقد ميزتها كقلعة حصينة، تحمي من يلوذ برحابها و يكون فيها أمنع من عقاب الجو علي من يروم دخولها. هذا و مع مرور الليالي و الايام و ما فعلته عوادي الزمان.


في اخفاء موقعها عنا بحيث لا يمكننا اليوم الوقوف بالقطع علي بقايا هذا الاثر التاريخي النفيس - الا أنه بعد شدة التحري و التنقيب -علي ضوء ما ورد في تاريخ الطبري - أمكنني العثور علي أثرين تاريخيين علي مد أثر هذا النهر - أي العلقمي - فيهما أطلال و بقايا أنقاض. أحدهما في الحديقة المسماة بالشديدية. يخال لي أنها نفس موقع العقر. و الاثر الثاني في أراضي كربله في (حكيمة) باصطلاح اللغة الدراجة حجيمه و أغلب الظن أنها موقع قرية شفيه.


پاورقي

[1] تاريخ الطبري ج 4 ص 1043 طبعة ليدن.