بازگشت

من هو المتوكل


المتوكل: جعفر بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبدالله المنصور بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب.

يكني: أباالفضل، لقبه: المتوكل علي الله.

بويع بالخلافة وقت الزوال من يوم الاربعاء لست بقين من ذي الحجة سنة 232 للهجرة و سنه ست و عشرون سنة يومئذ، و قتل لأربع خلون من شوال سنة 247، فعمره أربعون سنة، و مدة خلافته: أربع عشرة سنة و عشرة أشهر و ثلاثة أيام.

و قيل: مدة خلافته أربع عشرة سنة و تسعة أشهر و عشرة أيام، و كان أسمر، حسن العينين، نحيف الجسم، خفيف العارضين، و كان الي القصر أقرب، كما في تاريخ بغداد ج 7 ص 181 - 176.

قال عنه سيد أمير علي في (مختصر تاريخ العرب) ص 255 - 253:

(عندما توفي الواثق رغب القاضي الأكبر و الوزير و سائر كبار رجال الدولة.أن يرفعوا ابنه الصغير الي مدة الخلافة، غير أن «وصيفا» التركي عارض في ذلك، لأن القلنسوة و الدراعة و الصولجان كانت


أثقل من أن يحملها الولد، و لذلك انتخبوا جعفرا أخا الواثق، و لقبوه بالمتوكل علي الله.

و قد كانت مدة خلافة «نيرون العرب» هذا خمس عشرة سنة، و في عهده بدأ انحلال الأمبراطورية و سقوطها، اذ كان غارقا في الفسق و الفجور، لا يكاد يصحو من السكر، و مع ذلك فقد كان عظيم الاهتمام باعادة المذهب التقليدي، فأصدر أمره بمنع المناظرات و المباحثات، و بالتمسك بالمبادي ء و التعاليم القديمة أو التقليد، و أقصي رجال الفكر عن المناصب العامة، و منع المحاضرات التي كانت تلقي في العلم و الفسفة، و ذهب الي حد أنه زج في السجن القاضي أباداوود و ولده، و كانا من المشاهير المعتزلة، صادر أملاكهما، غير أن أضطهاد المتوكل لم يقتصر علي رجال الفكر وحدهم، بل تعداهم الي غير المسلمين «الذميين» الذين قاسوا الأمرين علي يديه، و أقصوا هم أيضا عن وظائف الدولة.

و قد بلغ به كرهه للخلفية علي بن أبي طالب و آل بيته أنه هدم قبر الشهيد الحسين، و حول عليه مجري من الماء، و منع الناس من زيارته، تحت طائلة العقاب الأشد، كما أمر بمصادرة أرض «فدك» من جديد.

و أعدم ابن الزيات، وزير الواثق، لأنه لم يظهر نحوه قدرا كافيا من الاحترام، قبل أن يعتلي سدة الخلافة.

و قد اغتنم الروم فرصة هذه الفوضي التي عمت الأمبراطورية، و استأنفوا غزواتهم فأحرقوا دمياط في مصر، ثم أغاروا علي كليكية، و أسروا منها عشرين ألف شخص، ذبحت منهم الأمبراطورة «ثيو دورة» أثني عشر ألفا، بعدأ، مثلت بهم أشنع تمثيل، و لم ينج منهم


الا أولئك الذين اعتنقوا المسيحية.

و أخيرا بلغ سلوك المتوكل حدا لا يطاق، فتآمر عليه القواد الأتراك، و عزموا علي الفتك به، و يقال: ان ابنه المنتصر لم يكن راضيا عن جور أبيه، و أنه كان علي علم بالمؤامرة.

و هكذا بينما كان «نيرون العربي» غارقا في نشوة الخمرة، فاقد الوعي دخل عليه المتآمرون و فتكوا به.

و قد اشتهر بشيئين: بغضه لعلي و بنيه عليهم السلام، و اشتغاله باللهو و انغماسه بالشهوات و شرب الخمر.