بازگشت

من قطع السدرة


قد عرفت من خبر الطوسي في أماليه المتقدم في أول فقرة (القبر و الزيارة في زمن العباسيين) أن الذي قطع السدرة هو الرشيد، ولكن في خبره الآخر و خبر المناقب المتقدمين أن الذي قطعها هو موسي بن عيسي عامله علي الكوفة.

و لا تناف بينهما، لأن موسي المذكور لا يستطيع أن يقدم علي هذا الأمر العظيم الا بأمر من الرشيد، و لذا نسب القطع و حرث القبر اليه.

و لا يلتفت الي ما يقال عن الرشيد من أنه كان يصلي كل يوم مائة ركعة الي أن فارق الدنيا الا من مرض، و كان يتصدق من صلب ما له كل يوم بألف درهم بعد زكاته، و كان اذا حج حج معه مائة من الفقهاء و أبنائهم، فاذا لم يحج أحج ثلاثمائة رجل بالنفقة السابغة و الكسوة الباهرة، كما في كامل ابن الأثير ج 6 ص 217.

و عدم الالتفات لأن ما قيل في عدد صلاته تحتاج الي تفرغ كامل للعبادة، و أين هو منها، و من أين له المال الخالص من صلب ماله، و ما كان تحت يده فهو للمسلمين بالاضافة الي ما أورده ابن طباطبا في كتابه (الفخري) ص 14 في مقام اشتراط الخوف من الله في الخليفة فقال:


(و لم يكن الرشيد يخاف الله، و أفعاله بأعيان آل علي، و هم أولاد بنت نبيه لغير جرم تدل علي عدم خوفه من الله تعالي).