بازگشت

القبر و الزيارة في زمن الأمويين


في كامل الزيارات ص 221، باب 38، حديث 2، باسناده عن الحسين ابن بنت أبي حمزة الثمالي، قال:

(خرجت في آخر زمان بني مروان الي زيارة قبر الحسين عليه السلام، مستخفيا من أهل الشام حتي انتهيت الي كربلاء، فاختفيت في ناحية القرية حتي اذا ذهب من الليل نصفه أقبلت نحو القبر، فلما دنوت منه أقبل نحوي رجل فقال لي: انصرف مأجورا فانك لا تصل اليه، فرجعت فزعا، حتي اذا طلع الفجر أقبلت نحوه، حتي اذا دنوت منه خرج الي الرجل.

فقال لي: يا هذا انك لا تصل اليه، فقلت له: عافاك الله، و لم لا أصل اليه، و قد أقبلت من الكوفة، أريد زيارته فلا تحل بيني و بينه، و أنا أخاف ان أصبح فيقتلوني أهل الشام ان أدروني ها هنا) الحديث.

و في نفس المصدر ص 242، باب 45، حديث 1، باسناده عن زرارة قال:

(قلت لأبي جعفر عليه السلام: ما تقول فيمن زار أباك علي خوف؟

قال: يؤمنه الله يوم الفزع الأكبر، و تلقاه الملائكة بالبشارة، و يقال له: لا تخف و لا تحزن، هذا يوم الذي فيه فوزك).


و في نفس المصدر ص 245 - 244، حديث 5، باسناده عن محمد بن مسلم في حديث طويل قال:

(قال لي أبوجعفر محمد بن علي عليه السلام: هل تأتي قبر الحسين عليه السلام؟

قلت نعم علي خوف و وجل.

فقال: ما كان من هذا أشد فالثواب فيه علي قدر الخوف) الحديث، و هذه النصوص صريحة في وجود معلم للقبر الشريف في زمن الأمويين، لأن الخبرين الآخرين مرويان عن الامام الباقر عليه السلام، و الامام الباقر عليه السلام توفي سنة 114 علي المشهور، في زمن هشام بن عبدالملك.

و الخبران الأخيران صريحان في وجود الخوف الخوف و الوجل في زيارة سيدالشهداء، و السبب هو وجود أهل الشام في نفس كربلاء و في المسالح كما هو مفاد الخبر الأول.

و الخبر الأول يفيد أيضا بأن أهل الشام يقتلون من يظفرون به من زواره عليه السلام، و أنه بقي الأمر هكذا الي أواخر ملك بني أمية، و زوال ملكهم كان في سنة 132 للهجرة.

و يفيد الخبر بوجود قرية حول القبر، ناشئة من جماعة بنوا الدور و البيوت حول القبر الشريف، تشرفا بساكنه عليه السلام.

و الملاحظ أن الدولة الأموية المروانية لم تبد معارضة بوجود القبر و ان منعوا من الزيارة، و لعل السبب الاكتفاء بما اقترفوه نحو صاحب القبر عليه السلام من جرائم و آثار فظيعة، أو لما رأوه من الآثار لقتل الامام المعصوم عليه السلام كزوال الملك الاموي السفياني و نحوه فأراد بنو


مروان عدم التعرض للقبر الشريف، كما يشير اليه خبر الخرايج و الجرايح للراوندي، في باب معجزات الامام علي بن الحسين عليه السلام ص 232:

(أن الحجاج بن يوسف كتب الي عبدالملك بن مروان: ان أردت أن يثبت ملكك فاقتل علي بن الحسين عليه السلام.

فكتب عبدالملك اليه: أما بعد، فجنبني دماء بني هاشم و احقنها، فاني رأيت آل أبي سفيان لما اولعوا فيها لم يلبثوا أن أزال الملك عنهم، و بعث بالكتاب سرا الي الحجاج).