بازگشت

من هم الشيعة


و كلا السببين باطل، أما الأول:

فهذه كتب الأمامية في العقائد و الأحكام كلها مستندة الي أقوال علي و بنيه المعصومين عليهم السلام، فدعوي العكس انكار للعيان.

و أما الثاني:

فالأمامية يطلق عليهم أسماء منها: الامامية، لاتباعهم أهل البيت عليهم السلام عقائديا و فقهيا، و منها: الاثنا عشرية، لاعتقادهم بامامة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام، في قبال مذهبين آخرين، و هما الزيدية و الاسماعيلية.

و منها: الخاصة، لأنهم فرقة خاصة بين عموم المسلمين، و هم الأحق بلفظ (السنة)

لاتباعهم سنة النبي صلي الله عليه و آله و سلم في أهل بيته عليهم السلام.

و منها: الشيعة، لأنهم يتولون عليا و بنيه المعصومين عليهم السلام، بمعني الاعتقاد بامامتهم، و من لوازمه محبتهم و الاقتداء بهم قولا و عملا، و يشهد له قول ابن منظور و الأزهري المتقدم.

و منها: الرافضة و الروافض، لأنهم يرفضون من عادي عليا من الصحابة و غيرهم قال السيد الحميري - كما في ديوانه ص 411 -:




(علي و أبوذر

و مقداد و سلمان



و عباس و عمار

و عبدالله اخوان



دعوا فاستودعوا علما

فأدوه و ما خانوا



فصلي رب جبريل

عليهم معشر بانوا



أدين الله ذا العزة

بالدين الذي دانوا



و عندي فيه ايضاح

عن الحق و برهان



و ما يجحد ما قد قل

ت في السبطين انسان



و ان أنكر ذو النصب

فعندي فيه عرفان



و ان عدوه لي ذنبا

و حال الوصل هجران



فلا كان لهذا الذن

ب عند القوم غفران



و كم عدت اساءات

لقوم و هي احسان



و سري فيه يا راعي

دين الله اعلان



فحبي لك ايمان

و ميلي عنك كفران



فعد القوم ذا رفضا

فلا عدوا و لا كانوا)



و في أعيان الشيعة ج 1 ص 21:

(وفي كتاب بشارات الشيعة: ما أحسن ما ذكره الثعلبي، باسناده قال: أنشدني أحمد بن ابراهيم الجرجاني، قال: أنشدني منصور الفقيه لنفسه:



ان كان حبي خمسة

زكت بهم فرائضي



و بغض من عاداهم

رفضا فاني رافضي)



فحب علي عليه السلام و بغض من عاداه من الصحابة و غيرهم، هو مفاد نصوص حديث الغدير، ففي مسند أحمد بن حنبل ج 4 ص 345 تحت رقم 18508، باسناده عن البراء بن عازب قال:


(كنا مع رسول الله صلي الله علي و سلم في سفر، فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا الصلاة جامعة، و كسح لرسول الله صلي الله عليه و سلم تحت شجرتين، فصلي الظهر، و أخذ بيد علي رضي الله عنه، فقال:

ألستم تعلمون أني أولي المؤمنين بأنفسهم؟ قالوا: بلي.

قال: ألستم تعلمون أني أولي بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا بلي.

فأخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.

فلقيه عمر بعد ذلك، فقال له: هنيئا يابن أبي طالب، أصبحت و أمسيت مولي كل مؤمن و مؤمنة).

و في مستدرك الصحيحين للحاكم النيشابوري ج 3 ص 118 تحت رقم (4576) باسناده عن زيد بن أرقم:

(لما رجع رسول الله صلي الله عليه و سلم من حجة الوداع، و نزل غديرخم، أمر بدوحات فقممن، فقال:

كأني قد دعيت فأجبت، اني قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله تعالي و عترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فانهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض، ثم قال:

ان الله عز و جل مولاي، و أنا مولي كل مؤمن، ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه، فقال: من كنت مولاه فهذا وليه، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه).

و حب علي و بنيه المعصومين عليهم السلام، و بغض من عاداهم المرتكزان علي ايمان بامامة الأئمة عليهم السلام كان موجودا بين الصحابة.


و لذا قام جمع من علمائنا الأبرار بذكرهم، و أول من ذكرهم السيد علي المدني الحسيني الشيرازي التوفي سنة 1120 ه في كتابه: (الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة الأمامية)، و ذكر (23) صحابيا من بني هاشم، و (46) صحابيا من غيرهم.

و ذكر بعضم الشيخ محمدحسين كاشف الغطاء في كتابه (أهل الشيعة و أصولها) ص 145، الطبعة المحققة، و ذكر فيه: (أن هناك بحدود (300) صحابيا من أعيان الصحابة و أنهم من الشيعة).

و ذكر السيد عبدالحسين شرف الدين في كتابه: (الفصول المهمة في تأليف الأمة) ص 197 - 188، الطبعة لمحقة: أسماء أكثر من مائتي صحابي من الشيعة، مرتبا أسمائهم علي حروف الهجاء.

و ذكر الشيخ احمد الوائلي أسماء (130) صحابيا من الشيعة في كتابه: (هوية التشيع) ص 35 - 33، و ذكر أن تراجمهم في كتب أهل السنة.

من أعيانهم: سلمان الفارسي، أبوذر، عمار، المقداد، عبدالله بن عباس، عبدالله بن جعفر، حذيفة اليماني، خزيمة بن ثابت ذوالشهادتين، خالد بن زيد أبوأيوب الأنصاري، سعد بن عبادة، قيس بن سعد، حبيب بن مظاهر، بلال بن رباح الحبشي، أبورافع مولي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، جابربن عبدالله الأنصاري، عمرو بن الحمق الخزاعي، حجر بن عدي الكندي، زيد بن صوحان العبدي، هند بن أبي هالة التميمي، خالد بن سعيد بن العاص، نجيب بني أمية، أبوسعيد الخدري، أبي بن كعب، ابراء بن عازب الانصاري، خباب بن الأرت، مالك بن التيان الأنصاري.

و أثنا عشر من الصحابة الشيعة أنكروا علي أبي بكر لما اعتلي


المنبر بعد غصب الخلافة، و هم: خالد بن سعيد بن العاص، سلمان، أبوذر، المقداد، عمار، بريد الأسلمي، و هم من المهاجرين.

أبوالهيثم بن التيهان، سهل و عثمان ابنا حنيف، خزيمه بن ثابت ذوالشهادتين، و أبي بن كعب، أبوأيوب الأنصاري، و هم من الأنصار، كما في الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 186، الطبعة المحققة.

فدعوي أن الشيعة يكفرون كل الصحابة و يبغضونهم ليس في محلها، بل يعادون من عادي عليا عليه السلام منهم.