بازگشت

احوال ابي ايوب الانصاري


هو خالد بن يزيد بن كليب بن ثعلبة، أبوأيوب الأنصاري البخاري من بني غنم بن مالك بن النجار، غلبت عليه كنيته، أمه: هند بنت سعد بن عمرو بن امري القيس بن مالك بن كعب بن الخزرج، شهد بدرا و سائر المشاهد، و عليه نزل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في خروجه من بني عمرو بن عوف، حين قدم المدينة مهاجرا من مكة، فلم يزل عنده حتي بني مسجده في تلك السنة، و بني مساكنة كما في الاستيعاب للقرطبي ج 2 ص 10 - 9، تحت رقم (618).

و في أسد الغابة ج 2 ص 122 - 121 تحت رقم (1361): (و لما قدم رسول الله صلي الله عليه و سلم المدينة مهاجرا أنزل عليه، و أقام عنده، حتي بني حجره و مسجده و انتقل اليها، و آخي رسول الله صلي الله عليه و سلم بينه و بين مصعب بن عمير - الي أن قال - و خرج رسول الله صلي الله عليه و سلم الي المدينة، فاعترضه بنوسالم بن عوف، فقالوا: يا رسول الله، هلم الي العدد و العدة و القوة، أنزل بين أظهرنا، فقال رسول الله صلي الله عليه و سلم: خلوا سبيلها فانها مأمورة، ثم مر بيني بياضة فاعترضوه فقالوا مثل ذلك، ثم مر بيني ساعدة، فقالوا مثل ذلك، فقال خلوا سبيلها، فانها مأمورة ثم مر بأخواله بني عدي بن النجار، فقالوا: هلم الينا، أخوالك، فقال مثل ذلك.


فمر ببني مالك بن النجار فبركت علي باب مسجده، ثم التفتت، ثم انبعثت الي مباركها الذي انبعثت منه فبركت فيه، ثم تحلحلت في مناخها و رزمت، فنزل رسول اله صلي الله عليه و سلم عنها، فاحتمل أبوأيوب خالد بن يزيد رحله فأدخله بيته، و أمر رسول الله صلي الله عليه و سلم ببناء المسجد).

و في أسد الغابة ج 6 ص 22 تحت رقم (57114): (شهد العقبة و بدرا و أحدا و الخندق، و سائر المشاهد مع رسول الله صلي الله عليه و سلم، و كان مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه و من خاصته قال ابن الكلبي و ابن اسحاق و غيرهما: شهد أبوأيوب مع علي الجمل و صفين و كان مقدمته يوم النهروان).

و في رجال الكشي ج 1 ص 176 - 169 بسنده عن محمد بن سليمان قال:

(قدم علينا أبوأيوب الأنصاري فنزل ضيعتنا، يعلف خيلا له، فأتيناه فأهدينا له، قال: قعدنا عنده فقلنا: يا أباأيوب، قاتلت المشركين بسيفك هذا مع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، ثم جئت تقاتل المسلمين؟

فقال: ان النبي صلي الله عليه و آله و سلم أمرني بقتال القاسطين و المارقين و الناكثين، فقد قاتلت الناكثين و قاتلت القاسطين، و أنا نقاتل ان شاء الله بالمسعفات بالطرقات بالنهروانات، و ما أدري أني هي)

و قوله (بالمسعفات) أي أراضي القري المسعفات، (النهروانات) مواضع و قري قريبة من بلدة نهروان، و قاتل فيها الخوارج كما أن الناكثين عائشة و الزبير و طلحة و جماعتهم، و قاتلهم في وقعة الجمل، و سموا بالناكثين لأنهم نكثوا البيعة و نقضوها بعد عقدها لأميرالمؤمنين عليه السلام.


و القاسطون معاوية و أشياعه، لأنهم قسطوا أي حاروا و عدلوا عن الحق، و قاتلهم في وقعة صفين.

و في نفس المصدر ص 188 - 181:

(ان من السابقين الذين رجعوا الي أميرالمؤمنين عليه السلام أبوالهيثم بن التيهان، و أبوأيوب، و خزيمة بن ثابت، و جابر بن عبدالله، و زيد بن أرقم، و أبوسعيد الخدري، و سهل بن حنيف، و البراء بن مالك، و عثمان بن حنيف، و عبادة بن الصامت، ثم ممن دونهم قيس بن سعد بن عبادة، و عدي بن حاتم، و عمرو بن الحمق، و عمران بن الحصين، و بريدة الأسلمي، و بشر كثير).

و في شرح النهج الحديدي ج 3 ص 207، نقلا عن كتاب (صفين) لنصر بن مزاحم بسنده عن أبي صادق:

(قدم علينا أبوأيوب الأنصاري العراق، فأهدت له الأزد جزرا - جمع جزور، و هو ما يذبح من الابل - فبعثوها معي، فدخلت اليه فسلمت عليه، و قلت له: يا أباأيوب، قد كرمك الله عز و جل بصحبة نبيه صلي الله عليه و سلم، و نزوله عليك، فمالي أراك تستقبل الناس بسيفك، تقاتلهم هؤلاء مرة و هؤلاء مرة؟

قال: ان رسول الله صلي الله عليه و آله عهد الينا أن نقاتل مع علي الناكثين فقد قاتلناهم، و عهد الينا أن نقاتل معه القاسطين، فهذا وجهنا اليه - يعني معاوية و أصحابه -، و عهد الينا أن نقاتل معه المارقين، و لم أرهم بعد).

و في نفس المصدر ص 208، عن كتاب (صفين) بسنده عن رباح بن الحارث النخعي قال:


(كنت جالسا عند علي عليه السلام اذ قدم متلثمون، فقالوا: السلام عليك يا مولانا، فقال لهم: أو لستم قوما عربا؟ قالوا: بلي، ولكنا سمعنا رسول الله صلي الله عليه و آله يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم و ال من والاه، و عاد من عاداه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله.

قال: فقد رأيت عليا عليه السلام ضحك حتي بدت نواجذه، ثم قال: اشهدوا.

ثم ان اقوم مضوا الي رحالهم فتبعتهم، فقلت لرجل منهم: من القوم؟ قالوا: نحن رهط من الأنصار، و ذاك - يعنون رجلا منهم - أبوأيوب، صاحب منزل رسول الله صلي الله عليه و آله.

قال: فأتيته فصافحته).

و قال الشيخ المامقاني في تنقيح المقال ج 1 ص 390 في ترجمته بعد ذكر بعد أخباره:

(فراجع الي غير ذلك مما يكشف عن كون الرجل من شيعد علي عليه السلام، و قوي اليقين، صلب الايمان).

هذا من جهة و من جهة أخري فاشتراكه في حروب المشركين زمن معاوية مما لا نقاش في، و لذا أورد الكشي في رجاله ج 1 ص 188.

(و سئل الفضل بن شاذان عن أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري، و قتاله مع معاوية المشركين؟

فقال: كان ذلك منه قلة فقه و غفلة، ظن أنه يعمل عملا لنفسه يقوي به الاسلام، و يوهي به الشرك، و ليس عليه من معاوية شي ء، كان معه أو لم يكن).


و قال السيد بحرالعلوم في فوائده ج 2 ص 324، مشيرا الي اعتراض الفضل:

(توفي - رحمه الله - غازيا بالقسطنطينية من أرض الروم سنة 51 من الهجرة، و نقم عليه بعض أصحابنا قتاله مع معاوية و دخوله تحت رايته، و أجيب: بأنه انما عمل عملا لنفسه، قاصدا به تقوية الاسلام، و ليس عليه من معاوية شي ء، كان أو لم يكن.

و هو كما تري، و الأولي أن يقال: ان الخطأ في الاجتهاد لا ينافي سلامة الأصول)

و نقل هذا الكلام الشيخ المامقاني في المصدر السابق ص 391، و قال:

(أقول: أشار (بقوله كما تري) الي أن القتال مع غير امام الحق عليه السلام غير مشروع حتي لتقوية الاسلام، و الأمر كما أشار اليه قدس سره، و الجواب الحق ما ذكره قدس سره).

و علق السيدان محمد صادق و حسين بحرالعلوم علي كلام جدهما في فوائده:

(ولكن من أين ثبت له - للفضل بن شاذان - أنه لم يكن باذن الحسين عليه السلام، و لعله كان باذنه، فان أباأيوب أجل من أن يكون قليل الفقه و المعرفة)

و من جهة ثالثة قال السيد الأمين في أعيانه ج 6 ص 283:

(توفي غازيا في البلاد الروم، في ملك معاوية سنة 50 أو 51 أو 52، و هو الأكثر كذا في الاستيعاب.

وفي تهذيب التهذيب عن أبي زرعة الدمشقي سنة 55، و في مروج الذهب سنة 45، و لم يقله غيره.


و في الاستيعاب: دفن قرب سور القسطنطينية، و قبره معلوم الي اليوم معظم، يستسقون به فيسقون.

فيه - في الاستيعاب - في الكني: روي عن مجاهد أن خيل المسلمين جعلت تقبل و تدبر علي قبره حتي عفي أثره (خافوا من نبشه).

و قال البغوي: قبر ليلا، و عن مجاهد: أن الروم قالت للمسلمين صبيحة فنهم أباأيوب: لقد كان لكم الليلة شأن، فقالوا: هذا رجل من أكابر أصحاب نبينا محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و أقدمهم اسلاما، و قد دفناه، حيث رأيتم، و الله لئن نبش لا ضرب لكم ناقوس في أرض العرب ما كانت لنا مملكة.

قال مجاهد: كانوا اذا أمحلوا كشفوه عن قبره فمطروا، و قال أبوالقاسم، عن مالك: بلغني عن قبر أبي أيوب أن الروم يستصحون به و يستقون.

و قال ابن حبان: قال - أي أبوأيوب -: اذا أنا مت فقدموني في بلاد العدو ما استطعتم، ثم ادفنوني، فمات، فكان المسلمون علي حصار القسطنطينية، فقدموه حتي دفن الي جنب حائط).

و هذا خلاصة ما قبل في أسد الغابة ج 6 ص 23 تحت رقم (5714)، و ما قيل في الاستيعاب ج 4 ص 169 تحت رقم (2894).