يزيد قاتل الحسين
أقول: (أما أن يزيد لم يأمر بقتال الامام الحسين عليه السلام أو قتله) فمردود للنصوص التاريخية نكتفي منها بما يلي:
في تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 288 أورد رسالة يزيد الي الوليد بن عتبة واليه علي المدينة: (فلما قدم دمشق كتب الي الويد بن عتبة بن أبي سفيان، و هو عامل المدينة، اذا أتاك كتابي هذا فأحضر الحسين بن علي و عبدالله بن الزبير فخذهما بالبيعة، فان امتنعا فاضرب أعناقهما، و ابعث الي برؤوسهما).
و في تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 229، أورد رسالة يزيد لابن زياد بعد توليته العراقين: (قد بلغني أن أهل الكوفة قد كتبوا الي الحسين في القدوم عليهم، و أنه قد خرج من مكة متوجها نحوهم، و قد بلي بلدك من بين البلدان، و أيامك من بين الأيام، فان قتلته و الا رجعت الي نسبك، و الي أبيك عبيد، فاحذر أن يفوتك).
و في تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 236 - 234، رسالة ابن عباس ليزيد بعد مقتل أبي عبدالله عليه السلام يندد فيها أفعاله، منها:
(و سألتني أن أحث الناس عليك و أخذلهم عن ابن الزبير، فلا، و لا سرورا و لا حبورا، و أنت قتلت الحسين بن علي - الي أن قال -:
لا تحسبني - لا أبا لك - نسيت قتلك حسينا و فتيان بني عبدالمطلب، مصابيح الدجي و نجوم الأعلام - الي أن قال -:
و ما أنسي من الأشياء فلست ناس اطرادك الحسين بن علي من حرم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الي حرم الله، و دسك اليه الرجال تختاله، فاشخصته من حرم رسول الله الي الكوفة فخرج منها خائفا يترقب - الي أن قال -:
ثم انك الكاتب الي ابن مرجانه أن يستقبل حسينا بالرجال، و أمرته بمعاجلته و تركك مطاولته، و الالحاح عليه حتي يقتله و من معه من بني عبدالمطلب، أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا - الي أن قال -:
و من أعجب الأعاجيب - و ما عشت أراك الدهر العجيب - حملك بنات عبدالمطلب و غلمة صغارا من ولده اليك بالشام، كالسبي المجلوب تري الناس أنك قهرتنا و أنك تأمرت علينا).
و مع غض البصر عن الأمر بالقتل و القتال فقد أظهر يزيد لعنه الله الشماتة بقتل سيدالشهداء عليه السلام، ففي تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 232:
(و وضع الرأس بين يدي يزيد، فجعل يزيد يقرع ثناياه بالقضيب)، و في تاريخ الطبري ج 5 ص 465، (ثم أذن للناس فدخلوا و الرأس بين يديه، و مع يزيد قضيب فهو ينكث به في ثغره، ثم قال: ان هذا و ايانا كما قال الحصين بن الحمام المري:
يفلقن هاما من رجال أحبة
الينا و هم كانوا أعق و أظلما
فقال رجل من أصحاب الرسول الله صلي الله عليه و سلم يقال
له، أبوبرزة الأسلمي: أتنكث بقضيبك في ثغر الحسين؟ أما لقد أخذ قضيبك من ثغره مأخذا، لربما رأيت رسول الله صلي الله عليه و سلم يرشفه، أما انك يا يزيد تجي ء يوم القيامة و ابن زياد شفيعك، و يجي ء هذا يوم القيامة و محمد صلي الله عليه و سلم شفيعه، ثم قام قولي). و مع الغض عن ذلك فلو لم يكن راضيا بقتله لكان عليه أن يقتص من ابن زياد، مع أنه قد حسن حاله عند يزيد بعد القتل، ففي كامل ابن الأثير ج 4 ص 87: (و لما وصل رأس الحسين الي يزيد حسنت حال ابن زياد عنده و زاده و وصله و سره ما فعل).
و في مروج الذهب ج 3 ص 265:
(و جلس ذات يوم علي شرابه، و عن يمينه ابن زياد، و ذلك بعد قتل الحسين، فأقبل علي ساقيه فقال:
اسقني شربة تروي مشاشي
ثم مل فاسق مثلها ابن زياد
صاحب السر و الأمانة عندي
و لتسديد مغنمي و جهادي
ثم أمر المغنين فغنوا به).