بازگشت

ما فعله النواصب طمسا للنهضة الحسينية و محاربة لشعائرها


النصب لغة هو العداء، و أطلق بين المسلمين علي من ينصب العداء لأميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، سواء تجاهر به أم لا، سواء جعله دينا يتقرب به الي الله أم لا.

و هذا العداء يستدعي عداء لذريته خصوصا المعصومين منهم عليهم السلام، و يستدعي عداء لشيعته، ففي خبر عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه السلام (ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت، لأنك لا تجد رجلا يقول:

أنا أبغض محمد أو آل محمد، و لكن الناصب من نصب لكم و هو يعلم أنكم تتولونا، و أنكم من شيعتنا) الوسائل ج 6 ص 339، حديث 3، باب 2 من أبواب ما يجب فيه الخمس.

و الخبر محمول علي وقت صدوره، و الا ففي الزمن السابق عليه كان بغض اميرالمؤمنين عليه السلام مصرحا به، بل سنوا لعنه علي المنابر و المنائر.

و صب النواصب همهم علي أمور، أهمها اثنان:

الأول: علي أميرالمؤمنين عليه السلام، في عدم التسمية باسمه، و عدم


نقل فضائله و مناقبه، و تأويل امامته، و الاعراض عن محبيه و شيعته، بل الهجوم عليهم جسديا و فكريا، و التسمية باسماء أعدائه، و نحت فضائل و مناقب مزعومة لهم، و الافتراء علي الله و رسوله في وضع أدلة تدل علي صحة خلافتهم، و التمسك بمبغضيه، و تقريبهم الي المناصب السياسية و القضائية و الاجتماعية، مع التزام بترك كل ما هو مشروع و مسنون اذا كان صادرا منه عليه السلام، أو أصبح رمزا له أو له علاقة فيه، مع التمسك بكل ما هو مكذوب و موضوع صادر من أعدائه بعنوان أنه من دين الله جل و علا.

الثاني: علي سيدالشهداء الامام الحسين عليه السلام، و هو الذي يدخل في موضوع كتابنا، فهجوم النواصب تارة بتحريف أخبار النهضة، راجع الأمر الثاني من خلاصة القسم الأول من هذا الكتاب ج 1 ص 102 -101.

و أخري بحذف أخبارها بالتمام، كما في تاريخ ابن زرعة المتوفي سنة 281 ه، و ثالثة بالتصريح باثم الامام عليه السلام في نهضته أو خطئه، و رابعة بتحريم لعن يزيد و أنه غير عارف و لا راض بقتل سيدالشهداء، و خامسة بتحريم قراءة مقتل الامام الحسين عليه السلام و محاربة الشعائر، و سادسة بمنع زيارته و محاولة طمس معالم قبره، و سابعة بجعل يوم عاشوراء يوم عيد و تبرك مع اقامة سنن الفرح و السرور.

مع العلم أن هذا الهجوم الناصبي ابتدأ في زمن الامويين، و مازال الي عصرنا الحاضر، باستغلال، قوة السلطة و القلم و الخطابة، متلونا بأشكال تبعا لمقتضيات العصر و ثقافته و أنماطه و سلوكه.

و هذه الروح الناصبية التي لم تبصر نور الحق الحسيني نسميها بالروح الاموية، لأنهم الاساس في ذلك.