بازگشت

معركة صفين


من عهد الخليفة عمر بن الخطاب كان معاوية والياً علي الشام، وقد ازداد نفوذه وصلاحياته أيام ابن عمه الخليفة عثمان بن عفان، وقد علم أن الإمام علياً لن يقره علي منصبه، ولن يفسح له المجال ليلعب كما يحلو له وكما كان في العهد السابق، اضافة الي ما يعتمل في نفسه من حقد وعداء للإمام علي، لذلك رفض بيعة الإمام وأعلن التمرد وشجعه علي ذلك ما أقدمت عليه عائشة وطلحة والزبير، فعبأ أهل الشام وما حولها وقاد منهم جيشاً لجباً يبلغ عدد مقاتليه (85 ألف جندي).

وزحف معاوية بجيشه الي منطقة يقال لها صفين قرب الرقة حيث استقبله الإمام بجيش قوامه تسعون ألفاً، ولم تجد محاولات الإمام في الموعظة والارشاد والتفاوض والحوار شيئاً، لذلك نشبت المعركة في أول يوم من ذي الحجة سنة (36 هـ) أي بعد حوالي خمسة أشهر من معركة الجمل، وانتهت في (13 شهر صفر ـ سنة 37 هـ) عبر قضية التحكيم المشهورة، وبعد أن تساقط من المسلمين (70 ألف قتيلاً)، و (45 ألف من جيش معاوية)، و (25 ألفاً من معسكر الإمام علي) من بينهم خيار أصحاب الإمام وأحبته كعمار بن ياسر وهاشم المرقال.