بازگشت

امه (اسماء بنت عميس)


كانت أسماء بنت عميس الخثعمية امرأة كريمة شريفة ذات رأي حازم، ومعرفة وتجربة، هاجرت في سبيل الله مع زوجها جعفر الطيار هجرتين، الأولي الي الحبشة، والثانية الي المدينة.

وبعد شهادة زوجها جعفر تزوجت من أبي بكر فأولدها «محمد بن أبي بكر».

وكانت وثيقة الصلة بالسيدة الزهراء (عليها السلام) وهي التي ساعدتها فترة مرضها بعد وفاة رسول الله (صلي الله عليه وآله)، وكانت قريبة منها عند وفاتها، وشاركت الامام علي في تجهيز فاطمة الزهراء.

وبعد وفاة أبي بكر تزوجها الامام علي وضمّها الي عياله مع ولدها محمد بي أبي بكر وهو في الرابعة من عمره، والذي أصبح ربيب الامام علي، وولدت للامام علي ولداً أسماه «يحيي» [1] ، فعبدالله بن جعفر ومحمد بن أبي بكر ويحيي بن علي اخوة من أم واحدة.


يقول عنها العلامة المحقق الشيخ جعفر النقدي: كانت أسماء من القانتات العابدات، روت الحديث عن النبي (صلي الله عليه وآله)، وعن علي والزهراء (عليهما السلام). وروي عنها كثيرون منهم ابنها عبدالله بن جعفر، وحفيدها القاسم بن محمد بن أبي بكر وهو جد امامنا الصادق (عليه السلام) لأمه، وروي عنها عبدالله بن عباس وهو ابن أختها «لبابة بنت الحارث»...

قيل: وكان الخليفة عمر يسألها عن تفسير المنام، ونقل عنها أشياء من ذلك ومن غيره، قال في (الاصابة): ويقال أنها لما بلغها قتل ولدها محمد بمصر قامت الي مسجد بيتها وكظمت غيظها حتي شخب ثدياها دماً [2] .

وقد عبر عنها الامام الصادق (عليه السلام) بـ «النجيبة»، وترحم عليها بقوله: «رحم الله الاخوات من أهل الجنة» وعد أسماء في مقدمتهن [3] .

هذا هو الحضن الذي تربي فيه عبدالله بن جعفر زوج السيدة زينب (عليها السلام).



پاورقي

[1] (زينب وليدة النبوة والإمامة) م. صادق ص 56.

[2] (زينب الکبري) جعفر النقدي ص 77.

[3] (في رحاب السيدة زينب) بحر العلوم ص 34.