بازگشت

رفض البدء بالقتال


القتال نهاية المطاف بعد أن تعجز الوسائل السلمية وبعد أن يصل المسلمون إلي طريق مسدود فإمّا الذل وإمّا العزّ بالدفاع عن القيم والمبادئ الإسلامية.

وقد رفض الإمام الحسين (عليه السلام) البدء بالقتال، ففي طريقه إلي كربلاء قابل أول طلائع الجيش فلو دخل معركة معهم لهزمهم ولكنه رفض البدء بقتالهم وكان جوابه لزهير بن القين:(ما كنت لأبدأهم بقتال) [1] .

وفي عاشوراء وقف شمر أمام معسكر الحسين (عليه السلام) وبدأ يكيل السباب والشتم للإمام، فأراد مسلم بن عوسجة أن يرميه بسهم فقال له الإمام (عليه السلام): (لا ترمه فانّي اكره أن ابدأهم) [2] .

ومن أخلاق النهضة الحسينية: قبول توبة المخالفين، ورفض الفتك بالأعداء، وعدم استخدام العبارات غير المهذبة حتي مع قادة الحكم الأموي.

وبهذه الأخلاق استطاعت النهضة الحسينية أن تحقق النصر الحقيقي بعد أن أيقن المسلمون أنها نهضة سليمة جاءت لإصلاح الواقع وتغييره بعد أن جسدت هذا الإصلاح وهذا التغيير في سلوكها وأخلاقها.


پاورقي

[1] الکامل في التاريخ52:4.

[2] الإرشاد: 234.